مع عنكبوت الباشا: الخلاص.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    مع عنكبوت الباشا: الخلاص.

    مع عنكبوت الباشا: الخلاصُ(*)
    بقلم حسين ليشوري.


    في ظلمة علبة الكبريت، وحيدا مع بقايا النملتين و ذرة الخبز و عود الثقاب الذي سدَ ثقب الأمل، و بعد لأيٍ في البحث عن حل، أدرك عنكبوت الباشا أنه ميت لا محالة، فليرض إذن بهذا المصير: لا قوت و لا ضوء و لا هواء، و لتكن علبة الكبريت قبره و مثواه الأخير.

    أسلم جثته المُتعبة إلى أرض القبر يائسا بائسا و استرخى منتظرا الموت، و بدأ شريط حياته يمُرُّ أمام عينيه المُغمضتين و تذكر مُغامراته في الحديقة و في المطبخ حيث انتهى.

    شعر كأنه لم يعش مطلقا، كم قصيرة هي الحياة ! ليته بقي في الحديقة حيث الحرية: يذهب أين يشاء، يأكل ما يشتهي، يسكن حيث يختار، و يفعل ما يريد بلا حدٍّ و لا عدٍّ و لا رقيب ! آ آ آ هْ ! يا لها من حياة جميلة سعيدة هنيئة و بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيدة ! لكنه لجهله و ظلمه و جشعه اختار الدخول إلى المطبخ لعله يظفر بشيء لم يعتد عليه هُنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاك ! فها هو هنا مسجون في علبة الكبريت، قبره الضيق رغم سعته !

    و فجأة التصق بطنه بأرض القبر، بل التصق هو كله، ثم ارتج القبر به رجة قوية جعلته يلتطم بالجدران، ثم ضوء قوي عشتْ منه عيناه فصرخة مدوية : آ آ آ !!! و راح يحلق في السماء مع بقايا النملتين و ذرة الخبز و عود الثقاب و علبة الكبريت ! و انتهى به الأمر في زاوية بعيدة.

    جاءت "سُكيْنة" إلى المطبخ لتحمي الحليب لفطورها قبل الذهاب إلى المدرسة، رفعت علبة الكبريت فوجدتها خفيفة، هزتها لتطمئن إن كان فيها عود أو عودان، فتحت العلبة و رأت، و يا لهول ما رأت: عنكبــــــوت ! ماما ! عنكبـــــــــوت !!! و رمت الكل بعيدا و صعدت على كرسي تبحث في الخزانة عن مبيد الحشرات:
    - فسْتْ ! فسْتْ ! فسْسْسْسْتْ !!!

    (البُليْدة، يوم الخميس 13/12/1429 الموافق 11/12/2008 صباحا)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (*) ملاحظةٌ مهمة: تنظر قصة "
    سقوط العنكبوت" للأستاذ جلال فكري، الباشا.
    إقتراح للأستاذ جلال فكري (الباشا): ليتنا نواصل الكتابة في "مُغامرات عنكبوت الباشا" و لتكن سلسلة مسلية هادفة.
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 06-03-2013, 18:02.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • جلال فكرى
    أديب وكاتب
    • 11-08-2008
    • 933

    #2
    حبيبى الرائع الأستاذ الكبير حسين ليشورى:
    والله هذا جمال أنا لم أصادفه من قبل
    الكبير كبير دائما الخلاص أجمل
    من سقوط العنكبوت ألف مره
    أنت رائع أشكر إبداعك أمتعتنى يا كبير
    بالحب نبنى.. نبدع .. نربى ..نسعد .. نحيا .. نخلد ذكرانا .. بالحقد نحترق فنتلاشى..

    sigpicجلال فكرى[align=center][/align]

    تعليق

    • سليم محمد غضبان
      كاتب مترجم
      • 02-12-2008
      • 2382

      #3
      الكاتب حسين ليشوري،
      قصّتك جميلة و مثيرة للفكر . لقد دخل العنكبوت برجله الى قبره. إنّه غبي. لكن لماذا عنكبوت الباشا؟ اليس الثاني هو المقصود.
      تحياتي.
      [gdwl] [/gdwl][gdwl]
      وجّهتُ جوادي صوب الأبديةِ، ثمَّ نهزته.
      [/gdwl]
      [/gdwl]

      [/gdwl]
      https://www.youtube.com/watch?v=VllptJ9Ig3I

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        أخي الحبيب جلال: الفضل يعود إليك بعد الله تعالى، بارك الله فيك، فأنت صاحب الفكرة وأنا لم أرتشف إلا من نبعك الفياض.
        شكرا لك على قراءتك و شكرا لك على تقديرك لشخصي الضعيف.
        وفقنا الله جميعا لخدمة لغتنا العربية الشريفة و الأدب العربي النظيف.

        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          أخي الحبيب سليم: شكرا لك على قراءتك و تقديرك، بارك الله فيك.
          أما عن التسمية فهي من باب إرجاع الحق إلى أهله، فالأستاذ، أخي الحبيب جلال فكري، هو صاحب فكرة بطولة العنكبوت و لذا استعرتُ بطله و حاولت تخليصه من الورطة التي وقع فيها، أقصد العنكبوت طبعا، و آمال أن نتعاون لجعل "العنكبوت" بطل سلسلة من القصص القصيرة الهادفة، و نكون بهذا فتحنا سبيلا للتعاون المثمر، هو من مصر و أنا من الجزائر، عسانا نفعل بالكتابة و الأدب، و نحن الأدباء الضعفاء، ما لم يفعله الكبراء الأقوياء.
          شكرا لك يا أخي سليم على الفرصة التي أتحتها لي للحديث في هذا الموضوع.

          التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 12-12-2008, 12:53.
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • سهيلة عزوني
            أديب وكاتب
            • 16-12-2008
            • 74

            #6
            احس الآن نفسي ذلك العنكبوت داخل علبة الكبريت...ليت سكينة وترمي العلبة مفتوحة من النافذة لأجد نفسي في طريق الرنج او بلاصت التوت اوامام مسرح التوري أو حتى في سوق باب الرحبة...انت تعرف استاذي كم البليدة جميلة...لكنها من بعيد تبدو اجمل بآلاف المرات...
            اعتزازي و تقديري لك استاذي.

            تعليق

            • زهار محمد
              أديب وكاتب
              • 21-09-2008
              • 1539

              #7
              الأخ حسين
              قصة جميلة تحدث كل يوم في
              حياتنا ولا نلقي لها بالا
              موضوع رائع روعة قلم صاحبه
              دمت مبدعا
              [ღ♥ღ ابتسم فالله ربك ღ♥ღ
              حين تبتسم سترى على وجهك بسمة لم ترى أحلى منها ولا أنقى
              عندها سترى عيناك قد ملئتا دموعاً
              فتشعر بشوق عظيم لله... فتهب إلى السجود للرحمن الرحيم وتبكي بحرقة رغبةً ورهبة
              تبكي وتنساب على خديك غديرين من حبات اللؤلؤ الناعمة الدافئة

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                شكر و تقدير.

                شكرا لك يا سهيلة على القراءة و التقدير، أين أنت؟ هل ابتعدت عن مدينة الورود: البُليْدة؟
                في نيتي كتابة الحلقة التالية من مسلسل عنكبوت الباشا و تكون بعنوان "مع عنكبوت الباشا: الحرية" و أنوي إخارج العنكبوت البطل إلى الحديقة من النافذة في قفزة بهلوانية كبيرة تتبعها صرخة النجاة و الفوز بالحياة من جديد.
                ترقبيها قريبا إن شاء الله. شكرا لك مرة أخرى على القراءة و التفاعل.
                أهديك نسمات البُليْدة المنعشة مع باقة ورد بُليْدية خالصة.
                تحياتي و دمت على التواصل.

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  شكر و تقدير.

                  شكرا لك أخي الحبيب زهار محمد، أنت الأجمل و الأقدر و الأروع.
                  ليس عبثا أن يدعونا الله سبحانه و تعالى لتدبر آياته في الوجود، و قد ضرب لنا في القرآن الكريم أمثلة كثيرة عن مخلوقات صغيرة، نحسبها كذلك و لكنها تعلمنا ما لا يعلمنا البشر"العقلاء" و لذا علينا أن نعيد الاعتبار لهذه المخلوقات "المعلمة" و نصوغها في أعمال أدبية نظيفة وهادفة. شكرا لك مرة، لا ! بل ألف مرة.
                  دمت على التواصل و التراسل، مودتي و تحيتي.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #10
                    هذه قصة من الأيام الجميلة التي عشناها هنا في الملتقى.
                    يا لتلك الأيام مع تلك الثلة من الأدباء والمبدعين وأخي الحبيب جلال فكري السكندري الأديب الأريب فقد كنا نتبارى مع الإبداع بالإبداع.

                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • السعيد ابراهيم الفقي
                      رئيس ملتقى فرعي
                      • 24-03-2012
                      • 8288

                      #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      الأديب المفكر الأستاذ حسين ليشوري
                      حفظكم الله
                      1
                      بداية، استمتعت باللغة العربية، نصاً وجملة وحرفاً
                      2
                      هذه نهاية كل عنكبوت أو وزغ، سوء الإستقبال والإهانة

                      تعليق

                      • أميمة محمد
                        مشرف
                        • 27-05-2015
                        • 4960

                        #12
                        القصة رائعة ومتميزة كلمة وفكرة
                        من أروع القصص التي قرأتها لك
                        و في هذه القصة بالذات وفقت إلى حد بعيد بين جمال السرد والهدف وتحقيق البعد الأدبي
                        هذه الثلاثة في قصة واحدة إنجاز كبير الأديب الجزائري الكبير والمتألق
                        شكرا لك

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة السعيد ابراهيم الفقي مشاهدة المشاركة
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          الأديب المفكر الأستاذ حسين ليشوري حفظكم الله.
                          1: بداية، استمتعت باللغة العربية، نصاً وجملة وحرفاً
                          2: هذه نهاية كل عنكبوت أو وزغ، سوء الإستقبال والإهانة.
                          وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وحفظكم الله ورعاكم.
                          أهلا بك أستاذنا الفاضل السعيد إبراهيم الفقي.
                          سررت بمرورك الكريم وزاد سروري إذ راقت لك قصتي المتواضعة.
                          هي من ذكريات الأيام الجميلة التي كنا نحياها هنا في الملتقى وقد بدا لي التنافس مع أخينا الأديب السكندري
                          جلال فكرى، الباشا، فكتب "سقوط العنكبوت" وكتبت قصتي هذه تتمة لقصته على أمل مواصلة التباري بالقصص غير أنه غادر الملتقى فيمن غادر فانتهت المغامرة القصصية.
                          أما العنكبوت المتطفل الفضولي فقد نجا بجلده لما أدركته عناية الطفلة سُكَيْنَة صاحبة قصة "
                          رحلتي" رغما عنها وكذلك ينجو المتطفلون بتآزر الظروف.
                          تحيتي إليك ومحبتي لك أخي الفاضل.

                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أميمة محمد مشاهدة المشاركة
                            القصة رائعة ومتميزة كلمة وفكرة من أروع القصص التي قرأتها لك.
                            و في هذه القصة بالذات وفقت إلى حد بعيد بين جمال السرد والهدف وتحقيق البعد الأدبي، هذه الثلاثة في قصة واحدة إنجاز كبير الأديب الجزائري الكبير والمتألق.
                            شكرا لك
                            أهلا بك أختي الكريمة الأديبة الأريبة أميمة محمد.
                            أشكر لك مرورك الكريم وتعليقك الجميل فقد زادني ثقة في قدراتي الأدبية المتواضعة.
                            بارك الله فيك.

                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            يعمل...
                            X