وضيع ابن خائن .. وتوابعه !!
زوجتي الحسناء توقفت مندهشة ، هزها الموقف العجيب . نسيت أن أقول لكم إنها تصغرني بعشرين أو ثلاثين سنة .. لا .. قولوا خمسين عقدا ، ربما أكثر ، بل أنا أنا من يصغرها بهذه العقود . وبرغم أن الأمر يبدو عجيبا ، إلا أن في بلد مثل بلدتنا لم يعد شيء عجيب بالمرة ؛ فعبده الزبال تزوج من أمريكية ، و محسن العجلاتى أتى من ايطاليا بزوجة كانت أستاذة في جامعة ، وعنتر الفلاتى خطفته صينية ، وعم مسعد حارس المقابر تزوج بعد السبعين ، وأنجب قمرا ، و هناك الكثير من النماذج لو أردتم ، و لا أدرى سببا لهذا ؛ إلا أن مدينتي تنجب قلوبا قادرة على العطاء أينا كانت .. آه . لا تتعجبوا أرجوكم ، و لا تسألوني كيف تم زواجي بها - أنا الغلبان - صاحب القلم الرزيل ، الذي يخوض في كل شيء ، حتى لو كان أنا ، لا يهمه مسألة الوجاهة و الأناقة، بقدر ما تهمه التعرية ، وكشف حجم الزيف في حياتنا ، و لم أسلم أنا شخصيا من هذا القلم المتشرد !
أكيد كانت تتفهم ما يدور داخلي ؛ فهي ذكية جدا .. أعلم هذا ؛ و إلا ما أحببتها ، مذ كانت طبيبتي في القصر العيني ، الوحيدة التي استطاعت سيطرة على ، وأنا أرى العالم محض أصوات ، و أنياب ، و خنافس من صناعة أمريكا !!
بالطبع ليس أنا ، إنما زوجتي . نسيت أقول أيضا أنها كانت رقيقة للغاية ، تكاد رقتها تسيل ، لكن الجانب الخفي ، أنا أدركه ، أعيه تماما ، و لا أقربه مخافة منها .. أي و الله ؛ فحين يظهر جليا ، أكاد أبصم أنا لن نستمر أبدا ، و أننا راحلون ، أنا إلى جهنم ، و هي إلى دنيا ربما تكون أكثر سعادة .. لكنها و الحق لساني ، تحبني أكثر مما أحبها ، و تحب هواجسي ؛ و لو تمكنت منى . نعم تحبني .. أليس دليلا على حبها اختيارها لي ، نسيانها لعقدين أو مائة بيننا ، مجيئها إلى ، مخلِّفة أهلها - هي الغالية - وهى ربما تعلم أن المرض قد يعاودني ، في أى وقت شاء !
الحلم الذي نشتهى ، من سوف أذهب به معها إلى هناك ، إلى أهلها ؛ لتعود المياه لمجاريها بعد انقطاع .
كان بلكون مسكني شاهدا على مأساتي . هذا وضيع يترأس لمة الهوس .. يالهوسى ، وجنوني يا محلة المصائب.. أصبحت حياتنا جحيما لا يطاق ، وكلمات وضيع تطن ، وتعلو ، وتصنع شقوقا غائرة ونتوءات . و لم تعد ترى في شيئا جميلا .. ماذا أفعل بنفسي ، بيدي أفعل و بمساعدة أولاد الكلب ، و أوهامي و هواجسي ، أسقطت مسمى النوم من قاموس ليلى ، أسقطت اللفظة تماما ، غدوت شبحا ، يتحرك في فضاء السديم ، و هي من مناهدة ، إلى بكاء .
ساد صمت رهيب بيننا ، صمت مميت للغاية . و في ذات مساء ، عدت من عملي ، لأجدها تصرخ ، وبشكل مرعب ، حتى هزمني البكاء ، و أسرعت باستدعاء سيارة إسعاف .. نقلتها إلى المشفى .. و هناك .. أجهض الحلم الجميل ، و طارت كل أبراج المنى . انهار كل شيء . جن جنوني ، لم أعد أر أمامي ، اندفعت إلى هناك ، مقهى الحول . كان هناك ، وحوله شرذمة الوهم المميت ، هاجمته ، شتمته ، سببته .. ما تحرك ، لكنه بعد وقت من اعتصاري ، كان يترقص ، و يعيد رسم حساباته البلهاء على حائط ، بله سبني أيضا ، ببعض الإشارات الفاضحة ، التي لا يفهمها سوى رواد المقهى !
سوف أحكى لكم ، عنه سأحكى .. اسمه ؟! و هل يهم أن يكون له اسم من عدمه ؟! بسيطة .. اسمه على ما أتذكر ، على ما أتذكر !! يالى من مخرف ؛ وهل ينسى مثله ؟!! لكنه اسم عجيب ، له وقع سيء ، على كل حال . لا تبعدوا أي وازع .. أي ظن ، ينتابكم بخصوص ذكرى لاسمه ؛ هو وضيع ابن خائن ، و ليس هذا من تأليفي ، بغرض الحط من شأنه ، بل هو واضعه ، على عينه كان ؛ لإعطاء صبغة مغايرة لذاته القرمزية . صاحب مواهب عديدة ، وهى في مجملها لا تعنيه ، إلا في حال قنصه لسوسنة ، أو فراشة هائمة . لا يهم إن كان لها رفيق أم لا . وهو من مرتادي مقهى الحول ، الذين يتسمون بطول النظر ، و التأمل الدقيق ؛ فهو يجيد الـتأمل بكافة أشكاله ، وفى وقت واحد ، و يستطيع أن يبهرك بتأملاته الميتاحلزونية ، و السايكومسكوفية رهيبة الوقع ، وهو على ما أعرف صاحب نظرية عن النحلة والعسل ، و الفراشات و الضوء ، و الفأر وقطعة الجبن ، والحية وإبليس ، وإذا قدر لكم الإطلاع عليها سوف تحفظون لي هذه .. أي و الله !
دعوني أحكى لكم ، كيف تم اللقاء بيننا ، و علام أسفر ، و لكن قبل كل شيء ، عليكم أن تعلموا عنى طيبة القلب ، و إن كنت هنا لست طيبا بالمرة ، وهذا ليس جديدا على كل حال ، وهكذا الكتاب أو المدعون من أمثالي !
كان ذلك ، حين مررت على المقهى ، وزوجتي الصغيرة تتأبط ذراعي ، فإذا به يخرج عن تأمله و تحنطه ، يقف مرتاعا ، بصدر يلهث ، كثور شم رائحة أنثاه ، و أطلق للهواء صرخة ، دوت في أنحاء الحي .
دعوني أحكى لكم ، كيف تم اللقاء بيننا ، و علام أسفر ، و لكن قبل كل شيء ، عليكم أن تعلموا عنى طيبة القلب ، و إن كنت هنا لست طيبا بالمرة ، وهذا ليس جديدا على كل حال ، وهكذا الكتاب أو المدعون من أمثالي !
كان ذلك ، حين مررت على المقهى ، وزوجتي الصغيرة تتأبط ذراعي ، فإذا به يخرج عن تأمله و تحنطه ، يقف مرتاعا ، بصدر يلهث ، كثور شم رائحة أنثاه ، و أطلق للهواء صرخة ، دوت في أنحاء الحي .
زوجتي الحسناء توقفت مندهشة ، هزها الموقف العجيب . نسيت أن أقول لكم إنها تصغرني بعشرين أو ثلاثين سنة .. لا .. قولوا خمسين عقدا ، ربما أكثر ، بل أنا أنا من يصغرها بهذه العقود . وبرغم أن الأمر يبدو عجيبا ، إلا أن في بلد مثل بلدتنا لم يعد شيء عجيب بالمرة ؛ فعبده الزبال تزوج من أمريكية ، و محسن العجلاتى أتى من ايطاليا بزوجة كانت أستاذة في جامعة ، وعنتر الفلاتى خطفته صينية ، وعم مسعد حارس المقابر تزوج بعد السبعين ، وأنجب قمرا ، و هناك الكثير من النماذج لو أردتم ، و لا أدرى سببا لهذا ؛ إلا أن مدينتي تنجب قلوبا قادرة على العطاء أينا كانت .. آه . لا تتعجبوا أرجوكم ، و لا تسألوني كيف تم زواجي بها - أنا الغلبان - صاحب القلم الرزيل ، الذي يخوض في كل شيء ، حتى لو كان أنا ، لا يهمه مسألة الوجاهة و الأناقة، بقدر ما تهمه التعرية ، وكشف حجم الزيف في حياتنا ، و لم أسلم أنا شخصيا من هذا القلم المتشرد !
تمتم المدعو وضيع بن خائن ببضع كلمات ، ثم سكت تماما ، وظل واقفا يلهث ، فملصت زوجتي ذراعي ، وتحركت مشدوهة ، سعت تدنو منه . أوقفتها ، وقد أطبق أعلى جبهتي ، وعلى أسفلها راسما غضبا جامحا :" مالنا به ؟!
:" انتظر .. يبدو جميلا .. ألم تسمع ما قاله ؟!
:" سيدتي .. سمعت ، ورأيت ريالته على وجه ، وسرواله .. هيا ".
:" لا .. لا تظلمه .. هو .. انتظر .. ما يفعل هو .. ؟! ".
كان يلف جسمه كأن مسا كهربيا أصابه ، ثم يحط على ركبتيه ، و يقهقه . فجأة يبكى ، وصدره كبالون ضخم ، يرفعه عاليا ، و يعود يسلمه للأرض .. يا ربى . دموعه لا لون لها . وإذا بحر يحيط به ، تعوم فيه أسماك ملونة ،
و أنا أجذب سيدتي .. هي مصرة متشبثة بالأرض ، بل وملاحقة حركاته وسكناته . كان شيء ما يدفعها دفعا ، ربما استلطاف ، ربما تنطع أو فضول ؛ فها هي تبادله الحديث .
:" لكنه زوجي ".
:" هو حمار لا يعرف ، مدعِ ؛ و من لا يعرف أمور نفسه ، لن يفهم أحدا .. فضك منه .. أنا هنا يا جميلة !!".
ابتسمت زوجتي بخبث ، تكتمت ضحكة ، ثم أسرعت بالابتعاد ، بلها جرتني ، و هي مفعمة . أنا في حيرة ، نعم في حيرة .. تصوروا ..أنا حمار ؟!
:" انتظر .. يبدو جميلا .. ألم تسمع ما قاله ؟!
:" سيدتي .. سمعت ، ورأيت ريالته على وجه ، وسرواله .. هيا ".
:" لا .. لا تظلمه .. هو .. انتظر .. ما يفعل هو .. ؟! ".
كان يلف جسمه كأن مسا كهربيا أصابه ، ثم يحط على ركبتيه ، و يقهقه . فجأة يبكى ، وصدره كبالون ضخم ، يرفعه عاليا ، و يعود يسلمه للأرض .. يا ربى . دموعه لا لون لها . وإذا بحر يحيط به ، تعوم فيه أسماك ملونة ،
و أنا أجذب سيدتي .. هي مصرة متشبثة بالأرض ، بل وملاحقة حركاته وسكناته . كان شيء ما يدفعها دفعا ، ربما استلطاف ، ربما تنطع أو فضول ؛ فها هي تبادله الحديث .
:" لكنه زوجي ".
:" هو حمار لا يعرف ، مدعِ ؛ و من لا يعرف أمور نفسه ، لن يفهم أحدا .. فضك منه .. أنا هنا يا جميلة !!".
ابتسمت زوجتي بخبث ، تكتمت ضحكة ، ثم أسرعت بالابتعاد ، بلها جرتني ، و هي مفعمة . أنا في حيرة ، نعم في حيرة .. تصوروا ..أنا حمار ؟!
أكيد كانت تتفهم ما يدور داخلي ؛ فهي ذكية جدا .. أعلم هذا ؛ و إلا ما أحببتها ، مذ كانت طبيبتي في القصر العيني ، الوحيدة التي استطاعت سيطرة على ، وأنا أرى العالم محض أصوات ، و أنياب ، و خنافس من صناعة أمريكا !!
حين وصلنا مسكننا أطلقت ضحكة .. ضحكة مليئة بسعادة ما تصورتها ، و أنا أتميز غيظا !!
الشيء الذي أثار جنوني ، أنى بمحض الصدفة أبصرته يقف أسفل بلكون مسكني ،وهو يئن بشكل مقزز ، يخمش في بلاط الأرض ، فوقر في صدري حزن عجيب ، نال منى . علت توجسات رهيبة ، كان أهمها ، أنه آخر صيحة في جهاز السي - أي - إيه .. فحملت عصا ، كنت أحتفظ بها ، و أسرعت مستطيرا ، بينما زوجتي في حجرتها . كان غل يتحرك في أحشائي ، حتى وقفت أمامه .. حدق في وجهي ببلادة ، ثم توقف كلوح من ثلح ، و بإصبع طبشور ، و على الحائط ، كان يفكر : واحد زائد خمسة .. الله في كل وجود .. خربش القطة تعضك .. الكتكوت أم الدجاجة .. موسولينى أم ستالونى !!
لا أخفيكم أمرا ، إذا قلت تبالهت أمامه .. لا بد أنه مفكر ، ومن طراز فريد .. فجأة دندن بلسانه ، حزم وسطه ، و رقص ، تغنى بأغنية فاجرة ، كنت بمحض الصدفة سمعتها ، في فيلم بورنو .. علا صدره ، تمددت مؤخرته بشكل رهيب .. و التم الخلق من هنا وهناك ، نال تشجيعا لم يره عبد الحليم حافظ في حياته ، و لا فوزي الحاوي في مدينتي .. أصابتني فجاجته . فانصرفت عنه ، الغريب ، أنى اصطدمت بزوجتي على باب المسكن ، وهى تكاد تقضى ضحكا ؛ فحملتها ، وطرت عاليا داخل مسكني ..و تهت في حنانها !!
ما العمل ، وقد ضيق على ، و كاد يهاجمني ، وفى مسكني.. ما الذي يدور في رأسه .. و لم أنا ؟! لم أنا .. ؟
الشيء الذي أثار جنوني ، أنى بمحض الصدفة أبصرته يقف أسفل بلكون مسكني ،وهو يئن بشكل مقزز ، يخمش في بلاط الأرض ، فوقر في صدري حزن عجيب ، نال منى . علت توجسات رهيبة ، كان أهمها ، أنه آخر صيحة في جهاز السي - أي - إيه .. فحملت عصا ، كنت أحتفظ بها ، و أسرعت مستطيرا ، بينما زوجتي في حجرتها . كان غل يتحرك في أحشائي ، حتى وقفت أمامه .. حدق في وجهي ببلادة ، ثم توقف كلوح من ثلح ، و بإصبع طبشور ، و على الحائط ، كان يفكر : واحد زائد خمسة .. الله في كل وجود .. خربش القطة تعضك .. الكتكوت أم الدجاجة .. موسولينى أم ستالونى !!
لا أخفيكم أمرا ، إذا قلت تبالهت أمامه .. لا بد أنه مفكر ، ومن طراز فريد .. فجأة دندن بلسانه ، حزم وسطه ، و رقص ، تغنى بأغنية فاجرة ، كنت بمحض الصدفة سمعتها ، في فيلم بورنو .. علا صدره ، تمددت مؤخرته بشكل رهيب .. و التم الخلق من هنا وهناك ، نال تشجيعا لم يره عبد الحليم حافظ في حياته ، و لا فوزي الحاوي في مدينتي .. أصابتني فجاجته . فانصرفت عنه ، الغريب ، أنى اصطدمت بزوجتي على باب المسكن ، وهى تكاد تقضى ضحكا ؛ فحملتها ، وطرت عاليا داخل مسكني ..و تهت في حنانها !!
ما العمل ، وقد ضيق على ، و كاد يهاجمني ، وفى مسكني.. ما الذي يدور في رأسه .. و لم أنا ؟! لم أنا .. ؟
بالطبع ليس أنا ، إنما زوجتي . نسيت أقول أيضا أنها كانت رقيقة للغاية ، تكاد رقتها تسيل ، لكن الجانب الخفي ، أنا أدركه ، أعيه تماما ، و لا أقربه مخافة منها .. أي و الله ؛ فحين يظهر جليا ، أكاد أبصم أنا لن نستمر أبدا ، و أننا راحلون ، أنا إلى جهنم ، و هي إلى دنيا ربما تكون أكثر سعادة .. لكنها و الحق لساني ، تحبني أكثر مما أحبها ، و تحب هواجسي ؛ و لو تمكنت منى . نعم تحبني .. أليس دليلا على حبها اختيارها لي ، نسيانها لعقدين أو مائة بيننا ، مجيئها إلى ، مخلِّفة أهلها - هي الغالية - وهى ربما تعلم أن المرض قد يعاودني ، في أى وقت شاء !
كانت ليلة ليلاء ، ملونة بكل ألوان الفصول السبعة ، و ليس الأربعة . كانت ربتي في أوج متعتها ، حين علا صوته الذى لا أتوه عن نبراته ، كان ينادى ، يصرخ ، يتغنى بنفس الأغنية ؛ فأفزع نومي ، و فر هاربا أمام جبروته . تربعت على السرير ، وهى تميل على قلبي .. ما أطعم ثغرها ، و نعاسها .. ما أجملها !!
:" مالك حبيبي .. هيا .. نم !".
:" ألا تسمعين ؟".
:" لا تراع .. دعه .. مالنا وهذا المخبول ".
:" زاد عن حده ، ولا بد من ردعه ".
أصررت على إزاحته ، ومطاردته ، و كل ما فعلت ، فقط تعمدت أن يعلو صوتي ، و هي بين ضلوعي ، حين مررنا به في نفس الموضع :" ما يريد الكلب منا..هل ممكن..قولي لي ..هل ممكن ؟!".
:" و الله و لا كل تعساء العالم .. أنسيت .. أنت أنا !!".
اختفى وضيع ، و لشهور لم أعد أراه ، و لكن هاجسه ظل ملازمي ، بينما حلمنا الرائع يكبر بين أحشائها ، يتلاعب بسكون دواخلها ، و يدبدب ، و هى مفعمة ، تسوخ روحها ؛ فتزداد جمالا ، وتزداد رقة وحنانا .. يالروعتها ، وجمالها .. أين كنت .. لم لم نبدأ الطريق معا ..؟!!
لم تأخرت عنك .. كان يجب أن ..... !!
: من قال أنى تأخرت ، أنت معي من ألف عام ، منذ النشأة الأولى ، حلمي و موطني ، دارى و غيطي !!".
و في غمرة هذه المشاعر نسيت أمر وضيع ، بل تناسيت العالم ، حتى عدنا ذات ليلة ، مررنا بذات المقهى .. يا ويلي منه ، هذا المقهى التعس ، سبب تعاستى ، و نقمتي ، جهنم التي أعيشها الآن .. ماتت كل النساء ، اختفين تماما ، و ما كان في الكون سواها - حبيبتي - توقفت المقهى على قدم ، و بدل وضيع واحد ، أصبح ثلة كاملة ، و كانت ليلة غير ممكنة؛ فقد بدأت شقاوتي ، و نقاري معها ، و هي في أشهر دقيقة ، لابد من راحة بال ؛ حتى لا يأتي مولودنا شائها ، أو مزاجي النزعة.
:" مالك حبيبي .. هيا .. نم !".
:" ألا تسمعين ؟".
:" لا تراع .. دعه .. مالنا وهذا المخبول ".
:" زاد عن حده ، ولا بد من ردعه ".
أصررت على إزاحته ، ومطاردته ، و كل ما فعلت ، فقط تعمدت أن يعلو صوتي ، و هي بين ضلوعي ، حين مررنا به في نفس الموضع :" ما يريد الكلب منا..هل ممكن..قولي لي ..هل ممكن ؟!".
:" و الله و لا كل تعساء العالم .. أنسيت .. أنت أنا !!".
اختفى وضيع ، و لشهور لم أعد أراه ، و لكن هاجسه ظل ملازمي ، بينما حلمنا الرائع يكبر بين أحشائها ، يتلاعب بسكون دواخلها ، و يدبدب ، و هى مفعمة ، تسوخ روحها ؛ فتزداد جمالا ، وتزداد رقة وحنانا .. يالروعتها ، وجمالها .. أين كنت .. لم لم نبدأ الطريق معا ..؟!!
لم تأخرت عنك .. كان يجب أن ..... !!
: من قال أنى تأخرت ، أنت معي من ألف عام ، منذ النشأة الأولى ، حلمي و موطني ، دارى و غيطي !!".
و في غمرة هذه المشاعر نسيت أمر وضيع ، بل تناسيت العالم ، حتى عدنا ذات ليلة ، مررنا بذات المقهى .. يا ويلي منه ، هذا المقهى التعس ، سبب تعاستى ، و نقمتي ، جهنم التي أعيشها الآن .. ماتت كل النساء ، اختفين تماما ، و ما كان في الكون سواها - حبيبتي - توقفت المقهى على قدم ، و بدل وضيع واحد ، أصبح ثلة كاملة ، و كانت ليلة غير ممكنة؛ فقد بدأت شقاوتي ، و نقاري معها ، و هي في أشهر دقيقة ، لابد من راحة بال ؛ حتى لا يأتي مولودنا شائها ، أو مزاجي النزعة.
الحلم الذي نشتهى ، من سوف أذهب به معها إلى هناك ، إلى أهلها ؛ لتعود المياه لمجاريها بعد انقطاع .
كان بلكون مسكني شاهدا على مأساتي . هذا وضيع يترأس لمة الهوس .. يالهوسى ، وجنوني يا محلة المصائب.. أصبحت حياتنا جحيما لا يطاق ، وكلمات وضيع تطن ، وتعلو ، وتصنع شقوقا غائرة ونتوءات . و لم تعد ترى في شيئا جميلا .. ماذا أفعل بنفسي ، بيدي أفعل و بمساعدة أولاد الكلب ، و أوهامي و هواجسي ، أسقطت مسمى النوم من قاموس ليلى ، أسقطت اللفظة تماما ، غدوت شبحا ، يتحرك في فضاء السديم ، و هي من مناهدة ، إلى بكاء .
ساد صمت رهيب بيننا ، صمت مميت للغاية . و في ذات مساء ، عدت من عملي ، لأجدها تصرخ ، وبشكل مرعب ، حتى هزمني البكاء ، و أسرعت باستدعاء سيارة إسعاف .. نقلتها إلى المشفى .. و هناك .. أجهض الحلم الجميل ، و طارت كل أبراج المنى . انهار كل شيء . جن جنوني ، لم أعد أر أمامي ، اندفعت إلى هناك ، مقهى الحول . كان هناك ، وحوله شرذمة الوهم المميت ، هاجمته ، شتمته ، سببته .. ما تحرك ، لكنه بعد وقت من اعتصاري ، كان يترقص ، و يعيد رسم حساباته البلهاء على حائط ، بله سبني أيضا ، ببعض الإشارات الفاضحة ، التي لا يفهمها سوى رواد المقهى !
وحين كنت أعد نفسي ، لرحيلها عن المشفى ، أنهى حالة شتاتي ، و رأسي تدور في كيفية صياغة جديد ة لقصتنا ، لم أجدها ، لم أعثر لها على أثر .
همت في كل طريق ، صرخت في الوجوه الرخامية ، في العيون التي لا ترى ، في تل الغوايات .. أين أنت ، يا من كنت أنا .. أين ؟!
مازلت إلى اليوم أبحث ، أغرقت كل مسافات المدينة دموعي ، طاردت هواجسي ، رجمتها بحجارة وجعي ، و أثلام شقوتي ، غاضبت العالم .. الدنيا . و ظلت صورة وضيع قائمة ، بكل فسادها ، و بهلوانيتها .. الآن أفكر جادا في تصفيته .. نعم .. رصاصة تنهى الأمر ؛ ولكن ما بال كل الفريق .. و لم ؟!
ما الغائب في مسألتي ، قولوا لي ، ما الغائب . أنا لا أدرى متى كان كرهها لي ، هل كرهتني فعلا ، أم استعصت عليها معاشرتي ، وما أمر حلم كان من ألف عام .. ما أمره ؟!
تعليق