لست 00 وحدي !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ناريمان الشريف مشاهدة المشاركة
    لست وحدي
    الجزء الثاني ( في وداع أمي )

    ماتت أمي .. ولم تغادر بعد
    راحت روحها .. لكن جسدها لا زال هنا
    الجو لا زال يبشر بمزيد من البرد الجاف
    الأشبه بتنهداتي الليلية الممزوجة بحرقة الوجع
    اقتربت من أمي ومددت نفسي في سريرها كما عودتني
    حتى التصقت بها أنشد شيئا من حنان لا زال يرقد في جسدها البارد ..
    عانقتها و بكيتها .. بكيت غربتي ..
    بكيت وحدتي
    بكيت حتى لم يعد في عيوني دموع أستعين بها على حزني
    فقد جفت عيوني
    فأغمضتها لاستدعاء مزيد من الدمع
    لكنني رحت في نوم عميق
    وأنا أقبع في غرفة ليس فيها سوى جسد بارد الأطراف
    شاخص العيون أحمق لا يعي ما أقول !
    وأنا وحزني .. كلنا في هذه الغرفة
    صحوت في عمق الليل أتفقد الجسد الهامد
    اقتربت من أمي وصرت أهمس لها علها تسمعني
    أمي حبيبتي .. أين تذهبين وتتركينني وحدي أين ؟
    اجيبيني .. يقولون ان الميت لا يذهب سمعه بسرعة
    اذن لا بد أنها تسمع كلماتي ولكنها لا تجيب !!
    وصرت ألاعب جفنيها وأداعب شعرها الأبيض
    وأتحسس وجهها الذي غزته التجاعيد بلا رحمة
    رتبت نفسي قليلا ورحت كالمجنونة أبحث في محتوياتها
    علني أجد شيئا يربطني بها أكثر قبل أن تغادر
    كان الليل قد أوشك أن يغادرهو الآخر
    فأسرعت ألملم نفسي من جديد قبل أن يهرع الجمع لوداع أمي
    ارتديت ملابسي بسرعة
    وذهبت أستقبل خالتي الوحيدة
    انها خالتي مديحة
    كم حدثتني أمي عنها ..
    ها هي تدخل بجسدها الممتلئ وتمشي على عجل
    وكأنها تتكئ على بعضها وهي تجهش بالبكاء
    وتضمني الى صدرها
    فاسترجعت شيئا من دموع ضاعت مني في ليلة فائتة ..
    وكأنها اعتصرتني وأفرغت ما بي من دموع
    فبكيت من جديد
    وأحسست بضمتها لي دعوتي للاقامة معها
    مما أضفى على روحي شيئا من الراحة
    لأني وجدت اجابة على سؤلي
    أين أذهب ؟
    لم تطل اقامة أمي في البيت
    فها هي في نعشها تنقل الى بيتها الجديد
    يا ليتها أخذتني معها
    وما هي الا دقائق حتى امتلأ البيت
    والكل يأمرني بالكف عن البكاء
    فزممت الدمع والقلب يشتعل
    وقبل أن تغادر البيت وجدتني أصرخ وأصرخ
    أين تذهبين وتتركينني وحدي
    وهجمت على الجسد المسجى
    فمنعني النسوة من الاقتراب منها
    فأرخيت ما تبقى من أضلاعي المنهكة
    بين أحضان خالتي مديحة
    وطالت اقامتي بين يديها ..
    الآن لم يتبق شيء.. بل انتهى كل شيء
    راحت أمي جسدا وروحا .. راحت الى الأبد
    وانفض الناس كل الى حال سبيله كأن شيئا لم يكن
    .............
    لملمت حاجياتي التافهة وكأني على سفر



    ....... الى هنا


    مع تحياتي ... ناريمان الشريف

    الواعدة ناريمان الشريف
    هاأنا وكما وعدتك عدت لأقرأ الجزء الثاني من روايتك
    أنت أديبة بالفطرة ناريمان
    استمري بباقي الأجزاء لأني حقيقة وجدت هذا الجزء فيه نقص لقصر الحدث
    انشري جزءا آخر
    أعدك ناريمان أن أكون دوما معك
    تحياتي لك أيتها المميزة
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • محمد سلطان
      أديب وكاتب
      • 18-01-2009
      • 4442

      #17
      لم تمنعنى السطور الطويلة من المتابعة
      فالروائع تجبرنا على متابعها حتى النهاية
      دمتى مبدعة ورائعة
      صفحتي على فيس بوك
      https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

      تعليق

      • ناريمان الشريف
        مشرف قسم أدب الفنون
        • 11-12-2008
        • 3454

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
        لم تمنعنى السطور الطويلة من المتابعة
        فالروائع تجبرنا على متابعها حتى النهاية
        دمتى مبدعة ورائعة
        السلام عليكم
        أخي محمد ...
        أتقدم لك بجزيل امتناني على قراءتك سطوري
        لك مني كل احترام
        كل يوم وأنت بخير
        ........ الى هنا


        مع تحياتي ... ناريمان الشريف
        sigpic

        الشـــهد في عنــب الخليــــل


        الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

        تعليق

        • ناريمان الشريف
          مشرف قسم أدب الفنون
          • 11-12-2008
          • 3454

          #19
          لــســــــت وحـــــدي (3)

          لست وحدي ( 3 )

          خرجت وخالتي وقد استبد الظلام .. أجرجر نفسي المتعبة خلفها
          تمشي وأنا ألمحها من الخلف تتأرجح يمنة ويسرة
          ولما وصلنا نهاية الشارع وقبل أن ننعطف الى الآخر
          أزحت رأسي إلى الخلف ثم توقفت ..
          أتأمل بيتنا الذي عشت فيه أمزج المرارة بالفرح ..
          تسمرت عيناي حيث النافذة المطلة على الشارع
          علني أرى وجه أمي
          فمن تلك النافذة كانت تناديني بصوتها سناء سناء
          لا تتأخري .. أذكر أنها ذات مرة كانت تريد أن تطبخ لنا ( مجدّرة )
          وبحثتْ في خزانة المطبخ اليتيمة عن ( كمشة ) من العدس لكنها لم تجد
          فنادت علي : سناء ..
          بسرعة إذهبي إلى جارنا صاحب الدكان
          وقولي له : أمي تسلّم عليك وتقول لك أعطني كيلو عدس ..
          وقرصتني من خدي مداعبة لي وقالت هيا ... بسرعة
          لم أتأخر حينها .. لأنني لم يأخذني كلام صاحب الدكان
          فقد اعتاد أن يداعبني ويحكي لي حكاية .. ويتعمّد الإطالة
          ولكن هذه المرة .. قلت له : بسرعة بسرعة عدس عدس
          حتى أنه سألني وهو يكيل لي العدس عن حالي ولم أجبه ...
          وقلت .. أنا مستعجلة جداً
          أمي تريد أن تطبخ .. وأبي على وشك الوصول
          سلام
          صحوت من حلمي على صوت خالتي وهي تناديني .. أسرعي
          هيا ..
          حملت كيسي المهترئ بعناية
          والذي تطل من بعض ثقوبه حاجياتي
          وكأنها أطلت هي الأخرى لتودع أمي
          لحقتُ خالتي مسرعة أتعلق بأذيالها .. فما أشبه صوتها بصوت
          الحنونة التي فارقتني
          فوضعت يدها على كتفي تضمّني إلى جنبها .. وجددنا السير الى المنزل
          ومع أن الطريق ليست طويلة .. إلّا أنها طالت
          حتى وصلنا
          لا أدري .. ما هذا الشعور الذي سيطر على أجزائي
          التي لا زالت تشكو بردها .. قد يكون شعوراً بفقد كل أمل بالعودة
          أدركت عندها أن مرحلة جديدة من مراحل حياتي قد ابتدأت
          وأنا أطؤ بأقدامي بيت خالتي
          بيت كئيب .. لمحت تلابيب كآبته على سقفه
          الذي يميل إلى السواد .. حيث أعلنتْ أعشاش العنكبوت
          أن الفقر سابعهم
          لم أجد في نفسي أي رغبة لمقاومة البرد الذي تغلغل في أطرافي
          وأنا ألج بيتاً أرضه مرداء موات
          الصغار ينتشرون فيه كعصافير على شجرة بلا ورق
          هذا يقلب كتابه المدرسي دونما انتباه
          وذاك يلهو بكرسي خاله سيارة فارهة .. ويصنع بفمه أصوات شخيرها وكأنه يقودها في شارع مزدحم بالمارة
          وذاك يتابع التلفاز ويحرك رأسه طرباً لما يحدثه الكرتون من موسيقى وحركات تأخذ عقل الكبار قبل الصغار
          قلبت نظري هنا وهناك علني ألمح أحداً يلتفت إلي
          أجلستني خالتي معلنة حضوري ..
          فانتبه بعضهم وعاد كلٌ الى ما كان يشغله ..
          في حين ذهبت خالتي لتحضر العشاء
          تسمّرت عيناي على الكتاب الذي يقلبه الصغير بلا اهتمام
          فعدت للوراء أتذكر كتاباً ركله زوج أمي بقدمه ومزقه بين يديه
          وأنا أستحلفه بالله ألا يفعل
          ولم يرقّ قلبه لتوسلاتي ومزقه أشلاء
          آآآآآآه .. خرجت زفرة بطمعها المرّ من حلقي
          لم أستطع إخفاءها
          عدت أبتسم للكتاب متأمّلة بأني سأقرؤه يوماً
          وحمدت الله أن في هذا البيت شيئاً أحبه ..
          فكم أحب القراءة مع أنني لا أعرفها !!.. قلت في نفسي : سأتعلمها من أبناء خالتي الصغار
          نعم .. لقد كانوا كثيرون .. أذكر أنهم خمسة
          أكبرهم أحمد .. فعمره يقارب عمري
          أما سماح فهي الصبية الوحيدة من بينهم
          عادت خالتي بوجبة عشاء فاخرة .. تجمع على الطبق الدائري
          صحناً من الزيت ورفيقه الزعتر .. وآخر..
          وآخر فيه حبات زيتون نسيت لونها في غمرة عتم البيت بفعل الضوء الخافت
          دعتني خالتي لتناول العشاء
          التفتُّ الى السفرة وقد عضّني الجوع ..
          وغابت قليلاً ثم عادت بصحن من البيض المقلي ..
          وما أن اشتم الصغار رائحة البيض حتى تلملموا حول المائدة
          أكلت وجبتي بسرعة والأيادي تتقاطع في الصحون القليلة
          لأني حسبت حساباً أن تفرغ المائدة وأنا لا زلت جوعانة
          أكلت ما أكلت وكأني في سباق لصراع من أجل البقاء





          ....... الى هنا


          مع تحياتي ... ناريمان الشريف
          التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 23-01-2018, 09:40.
          sigpic

          الشـــهد في عنــب الخليــــل


          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

          تعليق

          • سليم محمد غضبان
            كاتب مترجم
            • 02-12-2008
            • 2382

            #20
            سلام للأستاذة ناريمان الشريف: قصتك شدّتني لقراءتها بأجزائها الثلاثة لاحظتُ تمكنكِ من اللغة رغم وجود بعض الأخطاء البسيطة و التي قد يرتكبها ايّ منّا عفواً.تحياتي لكِ. واصلي.
            [gdwl] [/gdwl][gdwl]
            وجّهتُ جوادي صوب الأبديةِ، ثمَّ نهزته.
            [/gdwl]
            [/gdwl]

            [/gdwl]
            https://www.youtube.com/watch?v=VllptJ9Ig3I

            تعليق

            • ناريمان الشريف
              مشرف قسم أدب الفنون
              • 11-12-2008
              • 3454

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة سليم محمد غضبان مشاهدة المشاركة
              سلام للأستاذة ناريمان الشريف: قصتك شدّتني لقراءتها بأجزائها الثلاثة لاحظتُ تمكنكِ من اللغة رغم وجود بعض الأخطاء البسيطة و التي قد يرتكبها ايّ منّا عفواً.تحياتي لكِ. واصلي.

              أخي سليم ..
              السلام عليك
              أشكرك جزيل الشكر على مرورك العطر
              وأشكر لك ملاحظاتك
              دمت بخير


              ....... الى هنا
              مع تحياتي ... ناريمان الشريف
              sigpic

              الشـــهد في عنــب الخليــــل


              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

              تعليق

              • عائده محمد نادر
                عضو الملتقى
                • 18-10-2008
                • 12843

                #22

                العزيزة ناريمان الشريف
                كنت معك خطوة بخطوه ولاتتصوري أبدا أني سأتركك لأني أرى فيك كاتبة مستقبلية واعدة..
                أعتذر إن تأخرت عليك قليلا
                فمعذرة منك
                أتصدقين بأني كنت أتخيل المنظر وكأنه فيلم أمامي يعرض.
                إستمري عزيزتي وسأكون معك دوما
                رصدت لك بعض الأخطاء أرجو أن تتلافيها في المستقبل
                وكلنا الحقيقة نخطأ.. ولم أشأ الدخول إلى قصتك والتصليح دون إذن منك.. وهي على التوالي
                أزحت.. الأفضل أن تكون .. أرجعت
                أطؤ.. أطئ
                سأقرؤه.. سأقرأه
                أن اشتم.. أن شم
                حسبت حسابا.. حسبت حساب
                جوعانة.. جائعة
                كل الود لك مني ناريمان
                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                تعليق

                • ناريمان الشريف
                  مشرف قسم أدب الفنون
                  • 11-12-2008
                  • 3454

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

                  العزيزة ناريمان الشريف
                  كنت معك خطوة بخطوه ولاتتصوري أبدا أني سأتركك لأني أرى فيك كاتبة مستقبلية واعدة..
                  أعتذر إن تأخرت عليك قليلا
                  فمعذرة منك
                  أتصدقين بأني كنت أتخيل المنظر وكأنه فيلم أمامي يعرض.
                  إستمري عزيزتي وسأكون معك دوما
                  رصدت لك بعض الأخطاء أرجو أن تتلافيها في المستقبل
                  وكلنا الحقيقة نخطأ.. ولم أشأ الدخول إلى قصتك والتصليح دون إذن منك.. وهي على التوالي
                  أزحت.. الأفضل أن تكون .. أرجعت
                  أطؤ.. أطئ
                  سأقرؤه.. سأقرأه
                  أن اشتم.. أن شم
                  حسبت حسابا.. حسبت حساب
                  جوعانة.. جائعة
                  كل الود لك مني ناريمان
                  غاليتي عائدة
                  السلام عليك
                  لا يسعني الا أن أشكرك على اهتمامك
                  دمت رائعة


                  ....... الى هنا
                  مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                  sigpic

                  الشـــهد في عنــب الخليــــل


                  الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                  تعليق

                  • ناريمان الشريف
                    مشرف قسم أدب الفنون
                    • 11-12-2008
                    • 3454

                    #24
                    لست وحدي ( 4 )
                    أحلامٌ صغيرة

                    لتوي انتهيت من وجبة العشاء .. فاستدفأتْ أطرافي بزيت الزيتون الذي أحبّه ممزوجاً بالزعتر ..
                    ولكن رجفة ما أخذتني بعيداً ذكرتني ببرد نالني بلحظة حزن ..
                    يوم مضى عليه زمن .. ويبدو أن الحزين يقوى عليه البرد أكثر
                    ذلك اليوم لا زال محفوراً بذاكرتي ..
                    لن أحدثكم عنه .. سأغلق الباب دونه .. ولن أسمح له بالتسرب إلى حياتي الجديدة في حضن خالتي .. وبين هذا الكم من الأطفال الذين لمحتُ في عيونهم مستقبلي ..
                    قرّرت منذ اللحظة أن أفتح غرفة جديدة في الذاكرة وأرتب فيها أفراحي
                    صحوت على صوت خالتي تنادي على سماح .. تعالي خذي سناء إلى غرفتك واعتني بها جيداً ..
                    حضرت سماح بوجهها البشوش واقتلعتني من مكاني تُبدي فرحتها بحضوري .. التفتُ يميناً لأرى في عيون أحمدَ شيئا يودُّ أن يقوله
                    وما أن صفعتني نظراته حتى طأطأتُ رأسي خجلاً .. وأبديت استعداداً مصطنعاً لمرافقة سناء إلى غرفتها
                    سحبتني من يدي وهي تضغط عليها .. وكأنها تقول مرحباً على طريقتها الخاصة
                    فتحت باب غرفتها الخشبي الذي أكل الزمان عليه وشرب
                    فلا لون يظهر عليه .. تغلق دفتيه بقطعة قماش
                    جُلتُ بنظري في أنحاء الغرفة
                    سرير كبير ..
                    بطانية جرداء ..
                    كرسي وطاولة عليها كتب مدرسية ..
                    أما الجدران ففيها صور لرجل رأيت في عيونه حزناً يشبهني
                    التفتُ إليها وسألتها : من هذا ؟
                    قالت : إنه مطرب مشهور كل الفتيات يحببنه وأغانيه جميلة جداً
                    عبد الحليم حافظ .. ألم تسمعي به ؟؟
                    وأخذتْ تدندن ببعض أغانيه ( يا خليّ القلب ..يا حبيبي )
                    وراحت في غيبوبة مراهقة ودارت حول نفسها ثم
                    جلستْ على السرير قبالتي ..وأنا لا زلت واقفة أتأمل الصورة ..
                    وكأنني سقطتُ عليها من السماء
                    وعاء تفضي بداخله أسرارها المراهقة ..
                    فهي لا تجد من يشاطرها أحلامها الصغيرة ورؤاها المستقبلية مع ابن الجيران ( علي )
                    وما أن اطمأنتْ بأن فكري معها ..وجوفي خالٍ من الكلام
                    قالت : كم أنا سعيدة أنك هنا معنا
                    فأنا أحبُّ أن يكون لي أخت بمثل عمرك ..
                    يبدو أنها لمحت في عيوني بقايا دمع ، فقالت بلهجة مواساة :
                    كم كنت أحبُّ أمك ( خالتي ) رحمة الله عليها ..
                    تعالي بنا ننسى .. أعلم أن جرحك كبير وفقدان الأم مزعج
                    لكن هذا حال الدنيا يا سناء
                    هل ستبقين هكذا حزينة ؟!
                    لا تنسي .. أن أمي هي أمك .. سأقسمها بيني وبينك
                    وضحكت .. وأضحكتني وأردفت تقول :
                    سأسليك .. وأكون لك أخت وصديقة .. فهل توافقين ؟
                    قلت : طبعاً طبعاً وأنا أيضاً
                    وبدأت تحكي وتحكي .. فقد شجعها على ذلك هدوئي ..
                    حدثتني عن نظرة .. وابتسامة .. وسلام .. وحب ..
                    لم أكن أعلم وقتها ما معنى الحب ؟
                    كل ما أدركه من دنياي أنني أحب أمي وفقدت من أحب ..
                    شاركتها همساتها بنظرات كلها استفهام ..
                    شاطرتها فرحتها بحبها لعلي ..
                    لكنني على أي حال وجدتْ في كلامي الحكمة ..
                    فلم أبخل عليها بنصحة أخوية تقيها السقوط في الخطأ ..
                    كم كانت جميلة باستجابتها لنصائحي
                    وعندما حان موعد النوم .. نمت أنا وإياها على ذات السرير
                    ولما أطفأت الأضواء .. لم تتوقف عن الحديث عن علي ..
                    وتكررت الجلسات .. وطالت السهرات
                    ومرت أشهر ومرّعام بأكمله ..
                    وأنا في بيت خالتي .. أصحو مبكرة ..أساعدها في شؤون البيت والمطبخ
                    والأولاد يذهبون إلى المدرسة وعند عودتهم أساعدها في تحضير سفرة الطعام
                    وفي غسل الأطباق .. وينتهي النهار ويأتي الليل
                    ويطلع الفجر ... وهكذا
                    أحسست خلال العام الأول أنني أخوض معركة جديدة لكنها على أية حال لا تشبه المعارك التي خضتها سابقاً
                    معركة جميلة ..خالية من الشتائم والألم
                    فصرت شيئاً فشيئاً حزناً أتوسّع في فرح

                    ....... الى هنا
                    مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                    التعديل الأخير تم بواسطة ناريمان الشريف; الساعة 25-01-2018, 17:42.
                    sigpic

                    الشـــهد في عنــب الخليــــل


                    الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #25
                      الزميلة القديرة
                      ناريمان الشريف
                      لست وحدك
                      معك أنا في كل خطوة تخطيها نحو روايتك.. فاطمئني عزيزتي
                      أعجبني كثيرا أن تمزجي أغنية ((لعبد الحليم)) و (( وياخلي القلب)) كم أحببتها هنا
                      كنت أغنيها
                      تحياتي لك
                      كنت رائعة
                      استمري وعين الله ترعاك
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • ناريمان الشريف
                        مشرف قسم أدب الفنون
                        • 11-12-2008
                        • 3454

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                        الزميلة القديرة
                        ناريمان الشريف
                        لست وحدك
                        معك أنا في كل خطوة تخطيها نحو روايتك.. فاطمئني عزيزتي
                        أعجبني كثيرا أن تمزجي أغنية ((لعبد الحليم)) و (( وياخلي القلب)) كم أحببتها هنا
                        كنت أغنيها
                        تحياتي لك
                        كنت رائعة
                        استمري وعين الله ترعاك
                        غاليتي عائدة ..
                        السلام عليك
                        بأي حرف أكتب اليك .. وأنا أرك تطيرين محلقة في سماء روايتي
                        البسيطة .. وتغدقين عليها من حسك الأنيق بكلمات ترطب جفافها
                        لك مني كل الحب


                        ....... الى هنا
                        مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                        sigpic

                        الشـــهد في عنــب الخليــــل


                        الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                        تعليق

                        • ناريمان الشريف
                          مشرف قسم أدب الفنون
                          • 11-12-2008
                          • 3454

                          #27
                          ( لست وحدي ) الجزء الخامس

                          أحمد في قلبي


                          يوم جديد .. مع اطلالة شمسه صحوتُ أنفض عن مخيلتي كسل المراحل الفائتة
                          فالأطفال غادروا الى مدارسهم .. ولم يتبق سواي وخالتي
                          وكان علي أن أساعدها في شؤون البيت
                          فآثرت أن أرتبَ غرفة أحمد .. أزين كآبتها بشيء من فرحي المتواضع
                          طاولة عرجاء .. تتكئ إحدى أقدامها على لفافة من ورق لتعتدل في وقفتها ..
                          وتستطيع حمل هذا الكم من الكتب والأوراق
                          رتبت الأوراق بعناية فائقة .. وبالغت في ترتيبها وكأنني جزعة من الاقتراب من فراشه
                          لئلا يأخذني الحنين الى رائحته ..
                          جلست على الكرسي المتاخم للطاولة المنهكة .. وأغمضت عيني أفكر
                          عندما اقترب مني ذات يوم يعرض خدماته القرائية علي
                          عندها دارَ شجار عنيف بينه وبين أخته سماح ..
                          فكل منهما يريد أن يكون له السبق في تعليمي حروف اللغة ..
                          واتفق كلاهما على أن يعلمني أحمد القراءة .. وتعلمني سماح الكتابة
                          وابتدأ الدرس ..
                          ويبدو أن أحمد لم يختر هذا الخيار عابثاً ..
                          ففي الدرس الأول .. قرأ لي حكاية حب جميلة
                          أحفظ منها ( أحبها .. وألهبت قلبه بصوتها .. أحب فيها حزنها .. ابتسامتها .. كل شيء فيها
                          فكيف يعبر لها عما في قلبه ؟ ومتى يبوح لها بسره ؟
                          يخاف عليها .. ولا يستطيع أن يـُبين .. فحزنها الطازج يمنعه من التجوال في دمها ؟ )
                          أستذكر الحكاية .. وأتساءل .. ترى هل كان هذا مكتوب فعلا في الكتاب الصغير الذي كان يحمله بين يديه وهو يعلمني كيف أقرأ ؟
                          أم إنها مشاعره الحقيقية سجلها في مخيلته .. ونقلها إلى مسامعي ليختبر قلبي الصغير ؟؟
                          امتلأت عيوني بدمعها .. فرحاً .. وربما ترحيباً بقلب يزور قلبي لأول مرة
                          فتحتُ عيوني لأرى خالتي تقف أمامي ..
                          عدتُ وأغمضتـُها سريعاً لئلا ترى أحمداً يستحم بماء عيوني





                          ........ يتبع
                          مع تحياتي ... ناريمان الشريف
                          sigpic

                          الشـــهد في عنــب الخليــــل


                          الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                          تعليق

                          • ناريمان الشريف
                            مشرف قسم أدب الفنون
                            • 11-12-2008
                            • 3454

                            #28
                            الجزء السادس ( لست وحدي )

                            أعيش في عالم أحمد

                            أخذت نفسي من يدي وخرجت خلف خالتي مسرعة وأنا ألتفت بكليتي
                            إلى الغرفة .. ألقي نظرة سريعة على الطاولة خوفاً من أن أكون قد نسيت تنهيدة ما .. أو تركت دمعة ساحت على كتبه أو ربما أكون قد انسحبت بنصف قلب تاركة بعض جزيئاته بين طيات دفاتر أحمد ..
                            على أن أعود مرة أخرى أتابع ما بدأت به من ترتيب في غرفته
                            قبل أن يعود من مدرسته ..
                            أسرعت إلى المطبخ .. فأسندتْ إلي خالتي بعضِ المهام أقوم بعملها
                            ليتسنى لها إنجاز ما بدأتْ به .. ولأنني خبيرة في صنع الطعام .. فلم
                            أكن بحاجة إلى توجيه ..
                            لم أتعود منذ أن ولجْْتُ هذا البيت أن أتحدّثَ كثيراً مع خالتي مديحة
                            فدائما تنشغل في أمور البيت .. وأروح أنا أشاهد التلفاز .. أو أرتب مخلفات أولادِ خالتي بعد خروجهم إلى المدرسة ..
                            أو أتسلى بألعابي التي أحضرتها معي ..
                            فأحياناً ألاعب دميتي .. أو أصلح لها ملابسها أو أخيط لها ملابس جديدة
                            وكثيراً ما كنت أهمس لها بأحزاني وأبثها شوقاً لأمي .. فلم أكن أرغب في أن أكون كتاباً مفتوحاً لئلا يملَّ الآخرون من قراءته ..
                            أما دميتي فلا تملني أبداً .. أقول لها كلَّ ما في نفسي .. إنها صديقتي .. أبوح لها بسري ..
                            فتقتسم معي الألم والفرحة .. وتحتسي واياي العذاب والفرح .. واذا ما بالغت في الشكوى ..
                            كانت تهمس بأذني عندما أضمّها إلى صدري : صبراً يا سناء القادم أجمل
                            ولكنني عندما كنت أسألها عن أحمد .. لم تكن تجيبني ..
                            ففي ذلك اليوم تعمـّدت أن أحادث خالتي وأطيل الحديث معها ..
                            علني أتلمّس أطراف دائرة أحمد فأعرف عنه أشياء أخرى غير التي لمستها
                            قلت لها ونحن نتبادل أطراف الحديث ..
                            هل تدرين خالتي أنني بت أحبكم وكأني أعيش وسط أهلي بين أمي وإخوتي.
                            قالت : ليس غريباً هذا الشعور يا بنيتي فهذا ما نحسه نحن أيضاً ,, فالجميع هنا يحبونك جداً.
                            اختلج قلبي عندما نطقت بهذه الجملة وكأنها لا تقصد إلا أحمد
                            فقلت لها بلهجة تساؤل :
                            - وأنا أنظر إلى عينيها وأتصنع انشغالي عما بيدي –
                            كلـّهم ؟
                            قالت : بالطبع .. وخاصة أحمد .. فكثيراً ما يحدثني ويسألني عنك ..
                            تصنعت لامبالاة من حديثها .. حتى لا تفطـِن لفرحتي
                            رفرف قلبي لسماع اسمه .. وتعثرت كلماتي في حلقي عندما سمعت من خالتي ما سمعت
                            وقلت في نفسي : وتسأل عني يا أحمد ..؟
                            أحسست بسعادة تلفني .. لكنني أخفيتها عن خالتي وعمدتُ أن أدير عجلة الحديث إلى آخر ..
                            قالت خالتي .. يجب أن أنتهي من عمل الطعام قبل عودة الأولاد من المدرسة ..
                            لحظات ...
                            عاد الأولاد من مدارسهم .. كل يحمل حقيبته التي أثقلت كاهله بما تحوي من كتب وواجبات مدرسية ..
                            فما أن يصلوا إلى البيت كل يلقي حمله أرضا .. ويسارع في التوجه إلى المطبخ يستنشئ أخبار الطعام ..
                            ترى هل اليوم طبخة جديدة .. أم هو طعام بائت .. ؟ أم شيء من الزيت والزعتر ؟
                            وبكل الأحوال يأكلون ويتلذذون بما صنعت خالتي من أكل .. المهم أن يكون شيئاً دافئاً يقطعونه بأسنانهم ويلوكونه بألسنتهم فيملأ معدتهم ..
                            وما أن تمتلىء البطون حتى يعيثون فسادا ً في كل شيء انتقاماً من الروتين المدرسي ..
                            وتبدأ رحلتهم الجديدة في الشجار والزعيق .. وخالتي تكون حـَكماً في أغلب الأحيان .. لا تفلح أبداً في فض النزاعات بين الصغار
                            هذا يدعي أن ذاك سرق قلمه .. وذاك يحتج على هذا الذي مزق له دفتره
                            ويستمر الحال حتى تعصِب خالتي رأسها من كثرة الصراخ .. تهدّدهم بعودة أبيهم
                            وهكذا .. لا جديد في هذا المسلسل إلا أحمد .. ذلك الذي يأتيني كل يوم بأمل جديد يضيء زوايا نفسي ..
                            كل يوم أنتظره وكأني زوجة تنتظر زوجها .. أترقب الباب بلهفة لا أبديها لأحد .. وبين اللحظة والأخرى أذهب إلى غرفة سماح ..
                            أنظر المرآة لأكون بأحسن هيأة
                            ثم أعود مسرعة إلى الصالة عين تشاهد التلفاز والأخرى ترقب الباب
                            وكم كنت أتمنى أن ترفض سماح أن تحضّر لأخيها الطعام حتى أكون أنا من يحظى بهذه الحظية ..
                            فأقوم بتحضير الطعام لأحمد ..
                            ولما دخل أحمد .. تسلسل إلى قلبي شيء من فرح .. فأنزلته مثوى النور في حدقتي ..
                            وغبتُ كقطة صغيرة تختفي بصغارها عن العيون وجلست في مكان آخر..
                            أسترجع هنيهة الفرح تلك لأعيشها وحدي بعيدة عن العالم
                            أعيش في عالم أحمد




                            ..... يتبع >>>>>

                            مع تحياتي ... ناريمان الشريف

                            sigpic

                            الشـــهد في عنــب الخليــــل


                            الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                            تعليق

                            • ناريمان الشريف
                              مشرف قسم أدب الفنون
                              • 11-12-2008
                              • 3454

                              #29
                              شكراً لكل من قرأ ما جاء هنا من سطور روايتي المسلسلة ( لست وحدي )
                              آخذة بعين الاعتبار كل الملاحظات التي ترد ..
                              سأتابع قريباً بحول الله ( الجزء السابع )

                              تحية ... ناريمان الشريف
                              sigpic

                              الشـــهد في عنــب الخليــــل


                              الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                              تعليق

                              • ناريمان الشريف
                                مشرف قسم أدب الفنون
                                • 11-12-2008
                                • 3454

                                #30
                                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

                                العزيزة ناريمان الشريف
                                كنت معك خطوة بخطوه ولاتتصوري أبدا أني سأتركك لأني أرى فيك كاتبة مستقبلية واعدة..
                                أعتذر إن تأخرت عليك قليلا
                                فمعذرة منك
                                أتصدقين بأني كنت أتخيل المنظر وكأنه فيلم أمامي يعرض.
                                إستمري عزيزتي وسأكون معك دوما
                                رصدت لك بعض الأخطاء أرجو أن تتلافيها في المستقبل
                                وكلنا الحقيقة نخطأ.. ولم أشأ الدخول إلى قصتك والتصليح دون إذن منك.. وهي على التوالي
                                أزحت.. الأفضل أن تكون .. أرجعت
                                أطؤ.. أطئ
                                سأقرؤه.. سأقرأه
                                أن اشتم.. أن شم
                                حسبت حسابا.. حسبت حساب
                                جوعانة.. جائعة
                                كل الود لك مني ناريمان
                                سلام عليك أيتها النادرة ..العزيزة
                                مرة أخرى أشكرك من قلبي ..
                                فقد غبت كثيراً .. وأشغلتني الحياة عن استكمال هذه الرواية التي كنت بدأتها من زمن طويل
                                وهذه الأيام .. عدن أحنّ للكتابة .. وقررت استكمالها
                                وتوقفت هنا عند مشاركتك .. وقد أشرت فيها إلى بعض الأخطاء التي وردت ..
                                ولكنني
                                أرى بأنها صحيحة لا خطأ فيها :
                                وهي :

                                أطؤ.. أطئ
                                سأقرؤه.. سأقرأه
                                أن اشتم.. أن شم
                                حسبت حسابا.. حسبت حساب
                                جوعانة.. جائعة
                                مرحباً بك دائماً بين سطوري
                                ولا عدمت حضورك البهي
                                تحية ... ناريمان
                                sigpic

                                الشـــهد في عنــب الخليــــل


                                الحجر المتدحرج لا تنمو عليه الطحالب !!

                                تعليق

                                يعمل...
                                X