الصورة
ألن أراكِ ثانيةً أبداً
فوق تلك الأرض الطيبة؟
ألن يكون بامكاني أبداً
أن أُعزّي نفسي
و أقوّي عزيمتي
بكلماتِكِ؟
ألن أستطيع في صمتٍ
سماع جرس أنغامك؟
من بين كل من بصرتهم
من بين كل من واصلتهم
ألروح أنتِ!
لم يزد في جلالكِ
أني قد عشقتُ تلك الصورة
قد عشقتُ الجمالَ و النورَ
عشقاً أبديّا
إسمكِ.. رسمُكِ.. ذكراكِ
أعزُّ ما أحمله في صدري
.
و لكن أينما ذهبتُ
وحيثما أقمتُ
تبعتني صورتكِ:
من فيض موج البحرِ المُتلألئ
استمدَّت جمالها
في ظُلمةِ الليلِِ تألقت
كإكليلٍ من نجومٍ ذهبية
تهادت حولي في شحيح القمر
في الغابةِ.. بين الشجيرات..
تهادت.
وعندما كلمتها
أجابت شفتاكِ.. بانفراجها.
حينئذٍ، أضائت عيناكِ
بسموِّ نورها
و تموّجَ فيضُ شعركِ
يروي زهرَ خدّكِ
و بخفّةٍ خطتْ قدمكِ
خطى ملاكٍ رحيم.
بين الفينِ.. و الفينِِ
كنتُ أسحبُ يدكِ الرقيقة
بارتعاش.. صوب فمي..
و أهمس بروحٍ هفوفةٍ:
أأنتِ صورةٌ فقط؟
أأنتِ ذكرى فقط؟
أليست هذه الكلمات، كلماتها؟
هذه اللمحات الدافئة، أليست لمحاتها؟
عيشي في أحلامكِ
غنيةً.. نشوانة،
كما قد كنتِ عشتِ!
عيشي،
انَّ الفكر حائر،
فأنتِ للذكرى فقط
و لوِّني الصورةَ.. صورتي!
ستنظرين إليها بحنان
قبل أن تنطقي:
ألن أراكَ ثانيةً أبداً
فوق هذه الأرض الطيبة!
للشاعر الدنمركي فريدريك بالودان مولر 1809- 1876
ترجمة : سليم محمد غضبان
تعليق