المُدَمْدِمْ / عائده محمد نادر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عائده محمد نادر
    عضو الملتقى
    • 18-10-2008
    • 12843

    #31
    المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
    ** عائدة...............

    ها انا اعود اليكم لاستدرك كاتبة واديبة ثائرة تسطر ادب المواجهة المقدسة.

    انه الرقم الماسى..!! لله دره من عراقى شهم وأبى.

    تحايا عطرة...............

    الزميل والصديق العزيز
    م. زياد صيدم
    مراحب بعودتك الحميدة
    ولله دركم شعب فلسطين.. شعب الجنة
    نتشابه بقصصنا وإياكم
    الموت.. والوطن السليب
    وسلاح على الأكتاف يحمله الرجل
    حتى يوم التحرير
    تحيتي وودي لك
    الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

    تعليق

    • قرويُّ الجبال
      أديب وكاتب
      • 26-12-2008
      • 247

      #32
      بغداد هيّا الى المعمعى..... بغداد كوني لنا صومعى

      المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة

      ((المُدَمْدِمْ ))

      جلس على الكرسي القريب من النافذة, يتطلع بعيون ثاقبة إلى الشارع يتفحصه, بعين الرقيب ويرسم مخططه النهائي.
      نظر إلى السيارات المكتظة بزحام خانق, وهو يتمتم بينه وبين نفسه عن موقعه (( الثمين )) الذي يطل على التقاطع الرئيسي, والفرحة تملأ قلبه لأن الصيد سيكون سهلا.. هكذا حدث نفسه.. أخرج من حقيبة عدته التي يسميها (( عدة صيدي الثمينة )) قناصته, وصار يتحسسها, بعد أن أكمل تركيبها قطعة قطعه, وهو ينظر إليها بعين الإعجاب الشديد, ثم وضعها على صدره وكأنه يحتضنها, تنفس بعمق شديد وهو يقول:
      - لنتوكل على الله حبيبتي.. فاليوم سيكون مشهودا.
      بقي في مكانه متربصا, ويده تحتضن قناصته التي أخرج فوهتها, من خلال فتحة صغيرة من شباك الغرفة, وعيناه ملتصقتين بمنظارها, ينظر إلى الناس من خلال عدستها وهم يمرون عند عبور الشارع.. وشعور عميق بالحزن, يخالجه, ووجوههم المثقلة بالهموم, تحكي ألف قصة عذاب, وأعينهم, التي أذبلتها شدة الحياة ووطأتها, تعلن مدى معاناتهم تحت ظل الاحتلال.. لعن الاحتلال ومن جاء فيهِ, وهو(( يتمتم )) بكل ما تعلم من كلمات الشتيمة والسب, وكان هذا سببا لأن يكنيه رفاقه (( بالمُدمْدِم )).
      مرت سيارة سوداء تخدش حياء الإسفلت, بقسوة وفظاظة, تحيط فيها الكثير من السيارات المظللة المليئة بالمسلحين, و رجال حمايتها يخرجون أجسادهم من نوافذها, وهم يصوبون فوهات غداراتهم صوب المارة, إمعانا في إرهابهم.. أطلق البعض منهم إ طلاقات نارية في الهواء, كي يبعدوا السيارات والمارة القريبين منهم, و موجة من الغضب الشديد اجتاحته, لمنظر الناس وهم يتطافرون هربا, من رصاصات طائشة قد تودي بحياتهم, في ظل الفوضى العارمة التي اجتاحت عاصمة أول مسلة للقانون في التأريخ.. لتعلن أحكام الغابة شريعة للحكم.. ويرثي حمورابي مسلته, وينشر خبر نعيها.. ليطغى صوت الباطل ويخرس صوت الحق.. والمسلحين يطلقون النار عشوائيا.. دون رادع, أو وخز ضمير.
      توسط قرص الشمس السماء المتخمة بأدخنة التفجيرات ,والغبار المتصاعد من الأبنية الكثيرة المنهارة, وعيناه مازالتا ملتصقتين بناظور القناصة, والعرق ينصب من جبينه, وينزل على عينيه فيمسحها, بطرف إصبعه كي لا تفته نظرة تفقده (( طريدته الثمينة )).
      ساعتان مرت, وهو مازال مسمرا في مكانه.. لم يتزحزح.. وحرارة الشمس لفحت وجهه من خلال زجاج النافذة, لتزداد سخونة الجو أكثر, حتى ابتلت ملابسه بالعرق, وأصبعه على الزناد لم يحركه, وإحباط خفيف يعتريه حين شعر أن الوقت قد طال.. وإن هذي العملية ربما ستفشل.
      خفق قلبه بسرعة, يلامس شغافه بعض الفرح المشوب بالترقب والرهبة.. حين سمع هدير أصوات محركات ضخمة.. تقترب رويدا رويدا.. فمسح عينه لآخر مرة.. وانتظر.
      أقبل رتل من مدرعات الاحتلال وتوقف عند ناصية الشارع, كالمعتاد, ونزل الجند وهم يصوبون فوهات غداراتهم نحو السابلة تحسبا, من هجوم المقاومين, وهم يظهرون فجأة ويختفون.. مثل
      لمح البصر.. وبعد أن اطمئن الجند من خلو الشارع, أنزلوا أسلحتهم, وصاروا يتبادلون الحديث قرب أحدى المدرعات.. صوب (( المتمتم )) قناصته نحو أطول جندي فيهم, مسددا(( الفرضة والشعيرة)) على جبهته.
      سحب نفسا طويلا, ثم قطع الأنفاس.. وحين أراد أن يضغط على الزناد, انحنى الجندي, ليخرج شيئا من جعبته.. تمتم (( المُدَمْدِ مُ)) في عصبية وحقد, والغيض يملأ صدره حنقا, لكنه تذكر إن عليه أن لا ينسى.. قدرة الله.. فتعوذ من الشيطان الرجيم.. وصار يقرأ آيات من القرآن الكريم, رفع الجندي الطويل قامته مرة أخرى.. فهمس, بسمك اللهم, اللهم سدد رميَّ.. وقطع أنفاسه مرة أخرى.. ثم أطلق رصاصته.
      سقط الجندي, بعد أن ترنح يمينا وشمالا, وكأنه ثور.. خار للحظة.. ثم سكت.. ورفاقه الغارقين في الضحك, لم يفقهوا الأمر في البداية, إلا إن الدخان الذي تطاير من مؤخرة رأسه وسقوطه المفاجئ أرعبهم.. فساد الهرج والمرج, وفوضى ملأت المكان, وهم يطلقون النار عشوائيا على البنايات والأسطح, ويتدافعون فيما بينهم.. للاختباء.
      ساد الرعب أجواء المنطقة, والناس يتطافرون هربا, وترك أصحاب السيارات سياراتهم وسط الشارع, يحتمون من الرميٍ العشوائي خلف الأعمدة.. وعلى حين غرة, ومن بين أحد الأزقة الضيقة في المنطقة, خرج أربعة مسلحين, صاروا يرشقون قوات الاحتلال بإطلاق نيران كثيفة, لتأمين انسحاب (( المُدَمْدِمْ )).. وقتل من يستطيعون قتله من الجند.
      نزل (( المتمتم )) السلم بسرعة خاطفة, وخرج من الجهة الأخرى إلى الشارع, وكأنه عابر سبيل.. لوي رجله اليمنى, وهو يسير بطريقة عرجاء.. ولويّ يده اليمنى.. فبدا وكأنه معوق, مصاب بتخلف.
      وقف قرب شرطي يسأله بصوت متلعثم, ولعابه يسيل من فمه ليتناثر على وجه الشرطي..رذاذا.
      - ما .. ما.. هه اذ ذ ذ اا جر.. جر..ى ى
      نظر إليه الشرطي نظرة تقزز, وهو يرى اللعاب يسيل من فمه, ويتناثر في الهواء, فدفعه بيد, وفي الأخرى مسح اللعاب عن وجهه.. يصرخ في وجهه بصوت ملول:
      - اذهب أنت الآخر, ألا ترى الأمريكان وهم يطلقون النار على كل من هب ودب, اذهب واختبئ, أيها المعوق, هيا بسرعة, قبل أن تأتيك رصاصة طائشة تزيد إعاقتك.
      مشى مشيته العرجاء, وعيناه تومض بوميض متألق, وقلبه يخفق فرحا, يغمره شعور بالسعادة القصوى, فهذا هو الجندي رقم مائة الذي (( قنصه )), إنه الرقم الماسي.
      تنهد بعمق, واختفت فرحته, وهو يستذكر وجوه, مئات الضحايا الذين أزهقت أرواحهم بلا رحمة, وبدون ذنب اقترفوه.. استباح القهر قلبه, واعتصرت الأحزان روحه, على أبناء جلدته.. والظلم يستبد بهم.. فغلف وجهه الأسمر الوسيم.. ظل غم عميق.
      ابتعد عن المكان كثيرا, بعد أن دخل وخرج من شوارع فرعية كثيرة, فأدار رأسه للخلف يستطلع المكان.. ثم اعتدل في مشيته.. تذكر رفاقه وهم يغطون انسحابه في هجومهم المباغت على قوات الاحتلال, وهو يسمع صوت تراشق النيران مازال مستمرا.. فعلت وجهه ابتسامة خفيفة .. وهو يتخيل موقف جنود الاحتلال من عملية (( القنص)).. وهجوم رفاقه.. تمنى لو أنه كان هناك, يراهم بأم عينه وهم يختبئون داخل مدرعاتهم, خوفا ورعبا من المقاومين.. تمتم بوله عاشقٍ..إنشودته الوطنية المفضلة التي قضى ثمانية أعوام, وهو ينشدها:
      (( إحنه مشينه مشينه للحرب .. عاشق يدافع من أجل محبوبته .. وأحنه مشينه للحرب .. هذا العراقي العراقي من يحب .. يفنى ولا عايل يمس محبوبته .. واحنه مشينه للحرب ))


      (( المُدَمْدِمْ)) كلمة باللهجة العراقية .. وتعني (( المتمتم))
      (( إحنه مشينه للحرب.. إنشودة كان يتغنى بها الجند وهم يذهبون لساحا الوغى والجهاد))

      عائده يا عائده انت بالادب رائده....

      بورك جهدك يا عايده
      بثورة الجزائر الاخوة الجزائريين كانو يركزوا

      على بطولة البهلول ... اي الذي يأخذ دور المجنون,,
      نحن بالعراق اضفنا ابداع جديد الا وهو المعتوه

      رائع يا عايده مزيدا مزيدا ودائما ادخلي شيئا من التاريخ المضيء ..كمثل حمواربي وبلد القانون ,, ويأتيه رعاة البقر ليحضروه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



      اخوك القروي

      تعليق

      • عائده محمد نادر
        عضو الملتقى
        • 18-10-2008
        • 12843

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
        العزيزة عائدة
        روعة قصتك أنستني
        ألم المرض
        والبعد عنكم
        الواقع مؤلم في العراق
        ولكن الفرج من الله سيكون قريبا
        دمت لنا وللملتقى
        الزميل الرائع
        زهار محمد
        آه زميلي لو تعرف مايحدث في العراق
        لشاب رأسك
        ولبقيت تضرب اليد باليد
        تحياتي لك لأنك تساندني دوما
        فألف ألف شكر لك أيها الحنون
        دمت بكل خير
        الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

        تعليق

        • عائده محمد نادر
          عضو الملتقى
          • 18-10-2008
          • 12843

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة م. زياد صيدم مشاهدة المشاركة
          ** عائدة...............

          ها انا اعود اليكم لاستدرك كاتبة واديبة ثائرة تسطر ادب المواجهة المقدسة.

          انه الرقم الماسى..!! لله دره من عراقى شهم وأبى.

          تحايا عطرة...............
          اجل زميلي إنه الرقم الماسي
          ومن لايطمع بأن يكون صاحبه
          والله زياد لن تمر المؤامرة على العراق ..ولن تضيع دماء الأبرياء هدرا
          وسيبقى العراقيون منارا وقبلة للجهاد
          وطريقنا واحد
          تحياتي لك واحترامي
          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

          تعليق

          • عائده محمد نادر
            عضو الملتقى
            • 18-10-2008
            • 12843

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة زهار محمد مشاهدة المشاركة
            العزيزة عائدة
            روعة قصتك أنستني
            ألم المرض
            والبعد عنكم
            الواقع مؤلم في العراق
            ولكن الفرج من الله سيكون قريبا
            دمت لنا وللملتقى
            الزميل الحنون
            زهار محمد
            سلامتك من الآه زميلي
            وواقع العراق أكثر من مر
            إنه أسود .. لكننا حسبنا إن يوم التحرير قريب
            وحينها فقط سيزهو العراق بكل ألوان الطيف الرائعة
            كما كان
            تحياتي وودي لك
            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

            تعليق

            • عائده محمد نادر
              عضو الملتقى
              • 18-10-2008
              • 12843

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة قرويُّ الجبال مشاهدة المشاركة
              عائده يا عائده انت بالادب رائده....

              بورك جهدك يا عايده
              بثورة الجزائر الاخوة الجزائريين كانو يركزوا

              على بطولة البهلول ... اي الذي يأخذ دور المجنون,,
              نحن بالعراق اضفنا ابداع جديد الا وهو المعتوه

              رائع يا عايده مزيدا مزيدا ودائما ادخلي شيئا من التاريخ المضيء ..كمثل حمواربي وبلد القانون ,, ويأتيه رعاة البقر ليحضروه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



              اخوك القروي
              الزميل القدير
              قروي الجبال
              بودي أن أسألك سؤالا ربما سيبدو شخصيا قليلا
              لم أسميت نفسك (( قروي الجبال)) لأني أريد أن أستوحي من اسمك قصة بطلها يكنى قروي الجبال .. لو سمحت..وإن كان الأمر يضايقك فلاتجاوب .
              اشكرك على وجوودك ومداخلتك ولو كان بودي أن تقرأ لي باقي القصص خاصة نافذتي والليل وسأضع لك الرابط كي أقرأ ردة فعلك وشعورك إتجاه قصصي.
              تحياتي زميلي
              وسأبقى أكتب عن كل الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب العراقي حتى آخر يوم من عمري.. لأن هذا واجبي أمام شعبي والأجيال القادمة.. والتأريخ.. وأمام الله.
              دمت بكل خير
              نافذتي والليل نافذتي والليل وتراتيل أمي، وحكاية لجدتي روتها لنا ألف مرة ونحن صغار نجتمع حول نار المدفأة بليالي الشتاء الباردة، فاغري الأفواه مشدوهين نستمع لقصة الفارس الشجاع الذي عشقته رغما عني، مذ سمعتها تحكي لنا قصته. وأتخيل نفسي تلك الحبيبة التي يعشقها، وضفائري مازالت جدتي تضفرها بيديها المرتعشتين، وهو يمتطي صهوة جواده

              الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

              تعليق

              • قرويُّ الجبال
                أديب وكاتب
                • 26-12-2008
                • 247

                #37
                معا على الدرب ثائرون

                المشاركة الأصلية بواسطة عائده محمد نادر مشاهدة المشاركة
                الزميل القدير
                قروي الجبال
                بودي أن أسألك سؤالا ربما سيبدو شخصيا قليلا
                لم أسميت نفسك (( قروي الجبال)) لأني أريد أن أستوحي من اسمك قصة بطلها يكنى قروي الجبال .. لو سمحت..وإن كان الأمر يضايقك فلاتجاوب .
                اشكرك على وجوودك ومداخلتك ولو كان بودي أن تقرأ لي باقي القصص خاصة نافذتي والليل وسأضع لك الرابط كي أقرأ ردة فعلك وشعورك إتجاه قصصي.
                تحياتي زميلي
                وسأبقى أكتب عن كل الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب العراقي حتى آخر يوم من عمري.. لأن هذا واجبي أمام شعبي والأجيال القادمة.. والتأريخ.. وأمام الله.
                دمت بكل خير
                نافذتي والليل نافذتي والليل وتراتيل أمي، وحكاية لجدتي روتها لنا ألف مرة ونحن صغار نجتمع حول نار المدفأة بليالي الشتاء الباردة، فاغري الأفواه مشدوهين نستمع لقصة الفارس الشجاع الذي عشقته رغما عني، مذ سمعتها تحكي لنا قصته. وأتخيل نفسي تلك الحبيبة التي يعشقها، وضفائري مازالت جدتي تضفرها بيديها المرتعشتين، وهو يمتطي صهوة جواده


                عائده وبالادب رائده..

                اميرة الاشوريين عايده:: ايها الفتى القروي
                قل لي ولما اتخذت هذا الاسم الجميل؟؟؟

                القروي ::امر وطاعا يا اميرة الاشوريين,,

                اسمي له قصة طويله وفيها الجمال ,,
                انه اسم من اسماء العظماء و الابطال ,,
                انه من ارض وجبال القنديل و سنجار ,
                مر عليها عظيم البابليين آشورباني بعل ,,


                اعطنى الوقت حتى انظم افكاري واسرد لك قد تستفدين منه بخلق اوبريت لقروي الجبال

                لنتعاون وبالتعاون نبدع ونعطي الوطن ما فقده بهذه الملحمة العظمى...؟!

                اخوك القروي

                تعليق

                • عائده محمد نادر
                  عضو الملتقى
                  • 18-10-2008
                  • 12843

                  #38

                  الزميل القدير
                  قروي الجبال
                  إسمك موسيقي يوحي بأشياء كثيرة
                  الشمم
                  الكبرياء
                  الشهامة
                  التفاني
                  وأشياء كثيرة
                  وحتى اكون منصفة وصادقة ويوحي أيضا بالنقاء
                  لأن القرويين بالرغم من ذكائهم إلا أنهم صافي القلب
                  وتلك صفات العرب الأقحاح
                  لكن اسلوبك في الرد قروي ولاأخفي عليك وكأني أعرفه
                  أو كأني أعرف خطوطه
                  أتراك انت نفسك
                  أم هو مجرد حدس خاطيء ليس إلا
                  تحياتي لك بعلو شاهقات جبال العراق العظيم وزهوها
                  الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                  تعليق

                  • قرويُّ الجبال
                    أديب وكاتب
                    • 26-12-2008
                    • 247

                    #39
                    هذا هو قروي الجبال ....!!!

                    [align=right]

                    هكذا تكلمت أميرة الآشوريين


                    هكذا تكلمت أميرة الاشوريين...
                    الاسم ..! قروي الجبال.... وفيه الصدق والجمال.؟!



                    البداية


                    عايده يا غيمي سابحه بالاعالي ,,
                    فوق جبال...الشمس منها ب تطلع و ب تلالي,,

                    دموعها...ندى ع زهور البراري,
                    ومآقيها ثلوج...تتلفح بها رؤس الجبال ,,

                    يا غيمة الامل ...تسقى العطشى,
                    بزمن الصحاري ,
                    ادب وشعر ..... من مائها الذلالي ,,




                    اميرة الاشوريين عايده::

                    ايها الفتى القروي
                    من اين لك هذا الاسم الشرويّ ؟
                    قل لي....
                    ولما اتخذت هذا الاسم ...؟
                    وفيه همسات الريح .... غرويّ ؟!


                    القروي :

                    امراً وطاعا ً...
                    يا اميرة الاشوريين,,

                    اسمي له قصة طويله...
                    وفيه ارث من المحبين؟!
                    وفيه الجمال والنضال ...
                    وللوطن الحب والوفاء والحنين ,,
                    من ارض وجبال القنديل و سنجار ,
                    حيث مر عليها آشورباني بعل ...عظيم البابليين,,



                    عايده اميرة الاشوريين:::

                    ايها الفتى...
                    إسمك موسيقي يوحي بأشياء كثيرة
                    الشمم
                    الكبرياء
                    الشهامة
                    التفاني
                    واشياء أخرة مثيرة ؟!


                    مارس:

                    ايتها السيدة الاميرة,
                    وصفك لي اوقعني بالحيره..؟!
                    هل انا هو .؟
                    اما هو انا..؟ ذلك الكوكب بدائرة الديره ؟!
                    أهو المريخ ....؟
                    ام هو من كواكب بابل الاسيره ؟؟؟


                    عايده اميرة الاشوريين:::

                    وحتى اكون منصفة معك ....
                    ايها االعجوز المعطاء ؟!
                    وصادقة ٌ......!!!
                    انه يوحي أيضا بالنقاء ,,

                    لأن القرويين بالرغم من البساطة..

                    فهم شياطين وصعاليك الصحراء ,,؟!


                    مارس:

                    لقد صدق البابليون ايتها الاميره


                    عايده اميرة الاشوريين:::


                    إلا أنهم صافيي القلوب...
                    وتلك صفات العرب الأقحاح..!!!

                    لكن اسلوبك في الرد قروي...!!!
                    وفيه كل شيء ٍ صريح ٌ و ُمباح ,,


                    مارس:

                    لقد صدق البابليون


                    عايده اميرة الاشوريين:::


                    ولاأخفي عليك وكأني أعرفه...
                    أو كأني أعرف خطوطه
                    ك خطوط طلوع الشمس عند الصباح ,,


                    أتراك انت نفسك؟؟؟
                    أم هو مجرد حدس خاطيء ليس إلا
                    تحياتي لك بعلو شاهقات جبال العراق العظيم وزهوها..!!!



                    مارس :

                    انا الكوكب السيار بزمن الردى,
                    اواسي شعبي المظلوم بالفدى ,,
                    اجوب الاثير ازرعه حقائقا ً,
                    وبالكلمة الحقّه احارب العدى ,,




                    المشهد الاول


                    التقويم القديم


                    من اوروك ….
                    من هناك خرج النورْ ,,
                    هناك بالافق البعيد….
                    عند مطلع الشمس ب أورْ ,,

                    بزغ نور الحياة …
                    على العالمين ,,
                    على شواطيء الفراتين ...
                    بدأت الانسانية سفر الارتقاء والحبور ْ,,

                    فنبتت الحرية …..
                    على مدّ النظر ,,
                    بالافق الواسع ...
                    حيث سقط المطر ,,
                    سقوط حر ...
                    على المشاعية الاؤلى... بالاف السطور ْ!!

                    صوت بالافق...
                    نادي ب بني الانسان ؟!

                    لا تقتربوا.....
                    هذه الشجرة الملعونة ,
                    انها شجرة الشاقل..؟!
                    ف ُتحولكم..... الى وحوش مفترسه ..
                    من فصيلة الديناصورْ ,,

                    فاغضب عليكم ...
                    وتتحولون الى عبيد,
                    تخدمون اسيادكم خدمة العبيد....
                    من المهد الى القبور ,,

                    فيتوقف سقوط المطر من العلا,,
                    ويبدأ صراع الحياة....
                    مع آلهة الكفر عند البابليين ,,
                    ف لله الامر من قبل ومن بعد... واليه النشور ,,

                    انه تاريخ الانسانية ...
                    الذي بني على جماجم البشرية .؟!

                    طاحونة بدات منذ 6758 سنة للتقويم البابلي ,

                    وما زالت مستمرة ...
                    كل شيء يتغير الا ....
                    لون الحرية .. لم يتغير وبه نثور ؟!




                    المشهد الثاني



                    التقويم الجديد



                    طائر الفينيق :

                    بدأ التقويم البشري ..
                    بالتاريخ الجديد ِ ,
                    مع الصعود الى السماء....
                    الفادي الشهيد ِ,,

                    من رماد ملحمة الحرية ,
                    خرج علينا .... طائر الفينيق من جديد,,

                    من بلاد الشمس يبشرنا ,
                    ببعث امة الايمان الاكيد ِ ,,

                    نظام الكون يتغير بالقوة ,
                    على اكتاف الاحرار .. العبيدِ ,,

                    قال الساموري .. غراب البين,
                    ان التاريخ انتهى..... ولا يوجد من مزيد ِ ؟!


                    لقد كذُبَ الساموري بنبؤته ,
                    وقال له البواسل بملحمة الجمعان,
                    لا يفل الحديد ...... الاّ بأس رجالٍ من حديد ِ ,,



                    المعركة الثانيه :


                    بعد ان أُخذت معظم الاعراب سبايا مع بوش الاب
                    الى واشنطن...
                    اكمل المهمة بيل كلنتون بحرب الافطار على دم
                    العراقيين.... جبهة الحكام المسبيين ترقص لبيل كلنتون,,

                    وجبهة كتاب المارينز تلحن وتزمّر لبوش اللعين ...

                    باهم نادي فكري على الاثير... ُسجل تاييد احتلال العراق
                    بافتخار, فسمته ُبنيتي بنادي العهر العربي ..

                    كمعظم الاندية الفكرية المنتشرة بخدمة الخال سام..؟!

                    انهم حمير طرواده ,
                    حيث دخل العدو على ظهورهم ...
                    لذبح هذه الامة واغتيال العراق؟!



                    نادى المنادي هل من نصير يا عرب ؟؟؟


                    مارس :


                    بهذه الردة الكوارثية :
                    ناديت ...
                    هل من نصير يا عرب لوحيد العالم ,,عراق بداية التاريخ والحضارة؟؟؟
                    خيم على الملاْ وجوم عميق وكأن الطير على رؤسهم
                    انه بهتان الخاسرين..؟!
                    وسمعت صوتاً من بين القوم يقول

                    قروي الجبل::

                    انا نصير لكم وللعراق ولصدام حسين
                    رغم اني من جبل لبنان من بقايا الفينيقيين الاحرار
                    رفاق حاني بعل البطل القرطاجي و رغم اختلافي مع
                    صدام بكثير من المواقف.؟!


                    مارس::

                    مرحبا بالاحرار الكرام !!!

                    وبالفعل الوحيد الذي وقف الى جانبنا هو هذا القروي ...
                    ولكن الطوفان اخذ الجمع من الزباله,,

                    كل زبالة الطوفان...... ُحملت نحو الهاوية؟!

                    ولم يبقى على الارض الا معينها على الحياة؟!


                    بعد هذا الطوفان بقي نوح ومن كل زوج اثنين من الكائنات
                    الثائرة على مركب الحرية...!!!
                    الا ّ نوح وذلك القروي من الجبل الاشم بقيوا ..
                    يصارعون ظلم ذووي القربي ...
                    ال شبيها بعقصات العقربه..؟!

                    قروي الجبل من ذاك...
                    الجبل الذي خرجت منه اليسار مؤسست دولة قرطاج
                    العظمى؟!
                    عندما هوت بابل على يد كوروش وطبقة رجال الدين
                    الاكليروس الماجوس... تبعتها قرطاج بهولوكست سجله
                    التاريخ؟!


                    قد يكون هذا القروي من بقايا جنود حاني بعل ( عبدالله القرطاجي ) ؟؟؟!

                    اجتمع الغرب باكمله ومعه شيوخ الجرب ليفعلوا ما
                    فعلت روما بقرطاج لحرقها وازالتها من الجغرافيا ؟!

                    التاريخ يعيد نفسه...ولكن هذه المرة معكوسة الا وهو نهاية
                    روما من الخريطة؟!

                    انه فجر جديد
                    ونهاية عصر العبيد...
                    بوش ومعه كلابه من الاعراب .... اي اتت 45 دولة
                    مع الدجال بوش ...ل تغتصب بلاد حمورابي بلاد القانون
                    ؟!
                    رعاة البقر يغتصبون بلاد الحضارة وبمال الاعراب ....


                    لقد رقصت الاعراب بالسيوف مع بوش على جثث الملايين
                    من شعبنا ؟؟؟ يا للفضيحة الشنعاء ؟!

                    ومرت الايام ول مارس الاسماء الحسنى كلها...
                    انه الكوكب السيار والبمجّل عند اجداده البابليين..!


                    مارس:


                    فاستعملت اسم صاحبي ورفيقي ذلك القروي ....



                    قروي الجبل....
                    انا القروي السارح بالعرضان,,
                    افتش على عتبات الزمن ,
                    من اين مر جلجامش الى جبال اللبان,,
                    عن معركة الحق مع الباطل,
                    لقتل خمبابا رمز الشر والعدوان ,,
                    عن الادب والشعر والجمال ,
                    والنبي المشرد جبران خليل جبران,,!!!



                    قروي الجبل::


                    يهمس لصديقه بغفوته

                    مارس:


                    وانا بغفوة ٍ
                    سمعت صوتا هامسا من السحاب ِ ,,
                    يا رفيقي وصديقي ..... وبه العتاب ِ,,

                    غبْت عنك سنين ببلاد تحترق,
                    اخذت اسمي بدون اذن ٍ او جواب ِ؟؟!



                    قروي الجبل :

                    هل لي محبة عندك ؟؟
                    اجمع بالجبال ..فالثورة على الابواب ِ ..!!




                    المشهد الاخير


                    مارس::


                    نهضت من غفوتي بعز السحر,
                    اناجي خيالي وحيائي..... اقول لنفسي اين المفر؟!

                    صديقي ورفيقي بوقت الضيق,
                    يعاتبني عن فعل ٍ........ تقوم به بني البشر؟!

                    اين الوفاء اين حفظ الجميل .....
                    بل اين الدرس فيه ...... والعبر ؟؟؟


                    اين انت يا قروي الجبل ...؟
                    انا مشتاق اليك وجفت بي المقل,,!!!

                    ساردد ما قاله الجزائريون
                    من جبالنا طلع صوت الاحرار ينادينا

                    بل من نخيلنا طلع الاحرار يتحدّون القدر ...!!!
                    يغسلوا عار التاريخ لبني قومي ولبني البشر...

                    ايها النائمون المغفّلون بعز الوغى والحراب ,,
                    انهضوا من سباتكم ... الطوفان قادم .... بسقر ..؟!



                    قروي الجبال :


                    انا قروي الجبال....
                    الساهر مع الغيمات,
                    على اطراف الوطن ...
                    حارسه من الغدْرات,,
                    جاءت العدى .....
                    من كل حدبٍ وصوب ٍ,
                    وتحول الاشقاء ....
                    الى علاقمه وفيهم كل الذلات ,,
                    طلبنا من اولاد العمومة....
                    كلمة حق نعلنها ,
                    ناموا نومة اهل الكهف... وفيها الامنيات ,,


                    يا حيف ع الاخوة .....
                    ضاعت بزمن الجفاء,
                    وضيعوا الهدف ....والاوطان اصبحت للذكريا ت,,؟!



                    قروي الجبال




                    ** تذكري دائما يا عائده ...!!!!
                    انك ممثلة لرسالة خالدة ... لتحرير البشرية

                    ***معركتنا كبيرة اي ملحمة كونية لتغيير المعادلة الدولية وابدالها بنظام العدالة الكوني

                    *** لا تنسي بانه بدأ التاريخ من بابل ومنها سيستمر وخسأ الساموري بما تقوَّل.... بنهاية التاريخ .
                    [/align]
                    التعديل الأخير تم بواسطة قرويُّ الجبال; الساعة 21-02-2009, 18:02.

                    تعليق

                    • عائده محمد نادر
                      عضو الملتقى
                      • 18-10-2008
                      • 12843

                      #40
                      الزميل القدير
                      قروي الجبال
                      خجلة أنا أمام مداخلتك التي رأيتها عملاقة.. أسطورة
                      رائع أنت بكل هذا الحب الذي تحمله للعراق وأهله النجباء
                      حروفي مستحية من رد لن يرتقي إلى سمو كلماتك وحرفك
                      ملحمتك سيدي أخجلتني
                      فهلا تركتني انحني إجلالا وإكراما أمام سمو ورقي مداخلتك التي أسعدتني كثيرا
                      ألف تحية لقلبك النقي الوفي
                      أيها الرائع
                      أنت ملاك سيدي
                      سأترك لك رابط قصة(( جلس يستريح)) هي قصة مختلفة تحكي عن الذين جاءونا من وراء الحدود يحملون الحقد والموت ويريدون تشويه سمعة المقاومة العراقية الياسلة الشريفة
                      تحياتي لك واحترامي
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=21074
                      الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                      تعليق

                      • بهائي راغب شراب
                        أديب وكاتب
                        • 19-10-2008
                        • 1368

                        #41
                        [frame="4 98"]
                        إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

                        شهاب العراق عائدة محمد نادر
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اسمحي لي بهذه القراء لقانصتك المتميزة .. " المدمدم "
                        بهائي راغب شراب
                        24/2/2009

                        المدمدم واحدة من أهم قصص البطولة التي تخوضها المقاومة العراقية ضد الغاصب الأمريكي وأعوانه ،

                        وهي تعبير واقعي عن حالة إنسانية عامة يعيشها المقاومون بكونهم بشر لهم كينونتهم الآدمية بما تحفل به من مشاعر متفاوتة بين الفرح والحزن ، وبين الغضب والرضا ، وبين الفعل والسكون ، وبين إرادة التغيير والجمود في تاريخك ومكانك وضعفك ،

                        وهي أيضا صورة مبشرة غير منعزلة ، إذ تأتي ضمن عمل جماعي شعبي رافض للاحتلال الأجنبي ومقاوم له ،

                        وهي أيضا يجب أن تكون حقيقية ، تترجم لفعل حقيقي يحدث كل يوم في العراق المقاوم ، لأن ما نعيشه في القصة يشعرنا أننا ضمن دائرة الفعل ( العمل والانتظار والشوق والفرح والانسحاب والتغطية .. )

                        وهي أيضا قصة حية تمنح قارئها روح المقاوم نفسه بحيث يشعر وكأنه هو الذي يكمن ويقنص ويقاوم ،

                        وكما قلت القصة حية ، وهذا النوع من القصص يستحق أن يُرفع شأنه ، وهنا وبدون انحياز أعتقد أن القصة صالحة تماما وبجدارة لتتحول إلى عمل فني سينمائي كبير ، يجسد هذه الصورة المقدسة المنضبطة المتفانية في مقاومة المحتل الأمريكي ، وهنا أشير إلى قناص ستاليننغراد الروسي الذي اشتهر أبان الحرب العالمة الثانية والتي جسدت بطولته في فيلم كبير رائع ( ENEMY ON GATES ) ، وقناصنا هنا لا يقل روعة ولا تعوزه البطولة التي اشتهر بها فاسيلي قناص ستاليننغراد ، فكونك قناص يعني تلقائيا أنك قوي في نفسك وفي بدنك وانك ثابت الجنان مثابر مصابر مصمم على الوصول إلى هدفك .. كما هو حال قناصنا المدمدم العراقي ،

                        وأيضا ربما تحسن الإشارة إلى فيلم أمريكي يتحدث عن عمليات قواته المجرمة في العراق HURT. LOCKER " " حيث يعرض خلاله بعضا من معارك القناصة والقنص المتبادل ، وكيف أن جنودا أمريكيين يسقطون بسبب ذلك ، وكيف يتسبب في إحداث شرخ وإذلال لروح الجندي الأمريكي الغاصب الدخيل على العراق العظيم .

                        وأيضا أود التذكير بالدور المهم والقوي الذي أداه قناصو مجاهدي القسَّام الفلسطينيين أبان مواجهتهم للعدوان الصهيوني المدمر الأخير على غزة ، حيث جنود العدو الصهيوني لم يتجرأ أحد منهم على النزول من داخل دبابته ولا حتى بإخراج رأسه ، حيث كان القناصون ينتظرونهم ويتصيدونهم واحدا واحدا مما أحدث في قلوبهم الرعب ومما كان له أشد الأثر في كيفية أداء الجنود المعتدين الذين كان كل همهم تأمين سلامتهم والعودة إلى بيوتهم داخل فلسطين المحتلة ، وقد سجلت معركة الفرقان العديد من قصص البطولة لمثل أولئك المجاهدين الأبطال في ساحة المعركة التي كانت مغطاة بغربان الطيران الصهيوني وبصواريخه الفوسفورية الحارقة المذيبة للأجساد ..

                        ونعود إلى القصة ..
                        حيث نشاهد بطلنا المدمدم وهو يستعد ، ومن خلال موقعه المخفي وراء النافذة التي اختارها بعناية لتكون موقعه الذي يضرب منه ،حيث تشرف على تقاطع مهم ، لا بد لجنود العدو دخوله والمرور من خلاله مما يجعلهم في متناول حبيبته التي أعاد تركيبها بيد خبيرة ماهرة يساعده في ذلك شعور مفعم بالفرح بان اليوم سيكون حافلا بالنسبة لقناصته التي يضعها في مكانة الحبيبة التي يخلص لها ويضمها إلى صدره كما لو انه يحتضن حبيبته ، وما يكون ذلك إلا بالإحساس بان الحبيبة تبادله هذا العشق والانتظار وتتوق مثله للانتقام من عدوهما المشترك الغريب ..
                        لحظة الإعداد والكمون دائما تكون ملأى بالكثير من التجاذبات الشخصية والنفسية وهنا فإن الكاتبة قد أجادت فنها فبكلمات قليلة أغنتنا عن الكثير من الكلمات والجمل الطويلة لشرح حالة المدمدم والتي أجملتها في جملته : " لنتوكل على الله يا حبيبتي .. فاليوم سيكون مشهودا "

                        وهنا أيضا لا نستطيع تجاوز هذه اللحظات خلف النافذة ، حيث يراقب المدمدم الشارع ويتطلع إلى وجوه الناس بجميع أشكالهم وأعمارهم وهو يستشعر من خلال وجوههم المتعبة الخائفة المتحفزة الشاحبة ما أحدثه الاحتلال المجرم على الناس وكيف انه جلب المعاناة والقهر والإرهاب إليهم ، وكيف انه دمر إنسانيتهم ، كما دمر بلدهم الناهض ، وكما شوه وسرق شواهد تاريخه وحضارته العميقة .. حيث نعلم أن قناصنا كثير الشتم والسب على الأعداء بشكل ملحوظ لا تهاون فيه ، ولكثرة ما يخرجه من ألفاظ وسباب حتى تكاد كلماته تبدو وكأنها تمتمات سريعة متتالية كطلقات الرصاص ذاته الذي يصوبه على الجنود ، وكأنه بذلك يعلمنا بأنه كله مشمول في حالة المقاومة ، وهو مستنفر متحفز بكل جوارحه وأعضائه ودعواته وسبابه ، لهذا العمل الذي سخر له نفسه وروحه ووقته من أجل النجاح فيه .

                        المدمدم عنوان موفق للقصة ، حيث جاء بغرابته ليشد انتباه القارئ منذ البداية ، بعكس لو كان العنوان "القناص" أو "الصياد" أو ما شابه ، لأن مثل هذه العناوين المباشرة تعطي إيحاء واحدا موجها .. ، في حين جاءت لفظة " المدمدم " لتوزع الإيحاءات والمعاني في جميع الجوانب ، مثل الجانب النفسي حيث الغضب والتوتر ، والجانب الإيماني حيث الاستعانة بالله والتوكل عليه ، والجانب الجسدي حيث قوة التحمل والصبر الطويل ، والجانب الإبداعي حيث نجد المدمدم ينتقل من شخصية إلى أخرى ومن حالة الترقب إلى حالة التصويب والانطلاق إلى حالة المواطن الضعيف العاجز عن التعبير عن نفسه ، وهذه كلها حالات كانت ضرورية لإنجاح شخصية البطل ، ومهمة لتوصيل الرسالة التي أرادت الكاتبة توصيلها إلينا .

                        ومن خلال عيني المدمدم اللتين تراقبان الشارع من خلال فتحة صغيرة في الشباك (النافذة) نعيش معه حالة الناس الذين يمرون من أمامه والذين يمثلون مواطنيه بأشكالهم المختلفة ، فالوجوه الشاحبة تشعرنا بآلام الناس ومعاناتهم ، ويشعر بحزنهم وهمومهم التي تنبئه عن قصص العذاب التي يعشونها تحت وطأة الاحتلال الأمريكي وممارساته الدموية ضدهم ، وهنا ومن خلال عينيه نعيش إحدى حوادث الإرهاب التي يتعرض لها المواطنون من قبل فئة عميلة خائنة أعانت الاحتلال واستمرأت العمل ضد العراق وأهله الشم إرضاء للغازي الغاصب ، وذلك عندما تحكي عيناه مشهد السيارة السوداء التي تخدش " حياء الإسفلت " حيث نشعر بعذرية الطريق وكأنه فتاة أصيلة يتوجها الشرف والعزة أتاها في غفلة مجرم قذر يروم تلويث شرفها حقدا على طهارتها ونقائها، وهذه الصورة تعيد إلى أذهاننا العراق كله الذي استبيح من قبل عدو خارجي مجرم ومن قبل فئة مجرمة في الداخل تدعي عراقيتها ضلت وأضلت وحقدت على العراق القوي الناهض بما لا تشتهيه هي وأسيادها من ضرورة إبقاءه بلدا ضعيفا مهترئا يكون لعبة طيعة بأياديهم يسخرونه لتحقيق أوهامهم في السيطرة والجبروت الظالم على شعوب المنطقة .


                        ونلمس مدي قذارة الرجال السود الذين ينتمون للون السيارة السوداء التي تظهر وكأنها وكر للعمالة والخيانة وأنها ليست سوى أداة لإرهاب الناس وتخويفهم من خلال إطلاق الرصاص في جميع الاتجاهات مما يخلق حالة من الهلع والفرار بين الناس ومما يحدثه من آثار في الأرواح والأموال معا ، وندرك إحساسا وفعلا بان هذه الأحداث تجري بشكل متواصل وفي مناطق كثيرة في مدن العراق بهدف إحداث أكبر درجة من الفوضى بين الناس ، التي تنتج بالتالي حالة من العجز والفرار الدائم ، والعيش في حالة توتر واستنفار للجوارح بين الناس للنجاة عند أول إشارة للخطر ، وهذا بدوره يصب في خلق وضع ضعيف لا يستطيع الناس من خلاله تأمين ضروريات حياتهم اليومية بأمن وأمان ، ويخلق وضعا بأن يظل الناس في حالة انشغال لتأمين سلامتهم فقط بعيدا عن البحث عن وسيلة لتغيير الحالة المتردية التي يعيشونها مثل اللجوء إلى فعل المقاومة والجهاد ضد جميع الظالمين .

                        لحظة الصيد ..
                        بعد أكثر من ساعتين من الانتظار الناري الملتهب ، كاد اليأس يغلفه بعدها بالإحباط والفشل ، وصل إلى أذنيه الصوت الذي يريد ، هدير الآليات العسكرية المدرعة الأمريكية وهي تقترب من بعيد لتدخل المنعطف إلى الشارع أمامه ، حيث توقف الرتل المدرع عند ناصية الشارع ، وبدأ الجنود بالقفز خارج آلياته بطريقة الانتشار لتأمين المكان ومراقبته وفحصه لضمان خلوه من أي خطر يهددهم من قبل المقاتلين العراقيين الذين يضربونهم بقوة وعنف قبل انسحابهم ظافرين من المكان ،
                        وهنا بدا المدمدم في تجهيز قناصته التي صوبها تجاه الجنود ، وبعد أن أخذ نفسا عميقا قبل أن يقطع أنفاسه وهذه ملاحظة ذكية من الكاتبة لما تتطلبه عملية الصيد من وجوب الثبات وعدم التحرك لأي سبب كان ولو بالتنفس قبل الصيد ، حيث أي حركة من الصياد كفيلة بأن تحرف البندقية عن الهدف ، كما أنها يمكن أن تنبه العدو لمكانه قبل أن يطلق عليهم رصاصاته القاتلة ،

                        حالة المدمدم هنا تحتاج إلى الكثير من العون الرباني ومن التوكل على الله ، حيث الغضب والانفعال كفيلان بإفشال عملية القنص ، وهذا آخر ما يرومه المدمدم ، حيث كاد يُفْشِلَ نفسه بالغضب عندما تحرك الجندي الأمريكي الهدف قبل الضغط على الزناد .

                        وفي هذه اللحظات المثيرة الوقت له أهمية قصوى ، لأن مغادرة الجنود للمكان متوقعة في أي لحظة ، ولذا يجب هنا اقتناص الوقت تماما مع اقتناص الجندي وفي نفس اللحظة ،لأجل ذلك يلجأ المدمدم إلى الله ، حيث القوة الكامنة الإيمانية تدعمه وتمنحه المزيد من قوة العزم ومن جودة التصويب على الهدف مرة أخرى ، حيث يضربه وسط زملاءه الذين لم يدركوا ما حدث إلا بعد سقوطه أمامهم ودخان الرصاصة يخرج من رأسه النازفة ..

                        وهنا نشاهد صورة إرهابية يومية أخري يعيشها المواطنون الأبرياء في مدن العراق حيث جنود العدو المرتبكين الخائفين يطلقون النار بكثافة وفي جميع الاتجاهات الأفقية والرأسية دون ترتيب وبلا ضابط ، والناس يتراكضون مسرعين يطلبون النجاة بعيدا عن هذا المكان الملغم بالجنود ..

                        وهنا ندرك كم المعاناة التي يعيشها العراق المحتل ، الذي يتعرض لأسوأ وأقذر حملة عدوانية مزدوجة في محاولة فرض الهيمنة والرعب على الشارع العراقي المقاوم ، من قبل الأمريكيين ومن قبل العملاء والخونة الذين تمثلهم جيوش عصابات من القتلة والمأجورين الحاقدين على العراق وشعبه .

                        لقد أتم المدمدم مهمته .. ماذا بعد ذلك غير الانسحاب من المكان ، والمغادرة ليست بمثل الدخول ، عندما حضر واتخذ موقعه المختار خلف الشباك ، سار الأمر هينا وسهلا وحسب ما خطط له مسبقا ، وأما الآن فالمغادرة محفوفة بالخطر الجسيم ، والتخطيط لها يجب أن يكون معدا بعناية فائقة ، لأن حدوث أي خطأ مهما كان صغيرا قد يكشفه للعدو المجنون في الشارع ، وبالتالي قد يقع المحظور وتكون هذه العملية هي الأخيرة بالنسبة له ، وهو الشيء الذي لم يخطط له ، فهو يريد الاستمرار والمواصلة فهذا ما ينبئنا به سلوكه منذ بدأ يومه وحتى هذه اللحظة الصعبة ..

                        وهنا تكون المفاجأة السارة للقارئ .. انه قد أعد خطته لمغادرة أرض الملعب بهدوء وبما لا يشير إليه ولو بحرف أو علامة.. حيث نراه وقد تحول إلى شخصية جديدة تماما .. من رجل مستو إلى رجل مشوه معوق ، ومن رجل يدرك ويتكلم بطلاقة إلى رجل متلعثم ضعيف خائف ، لقد تحول إلى رجل أعرج بسبب شلل نصفي يعاني منه في الأطراف اليمنى ..
                        ولسانه وهو يسأل الشرطي عما حدث يساعده وهو يخرج الكلمات متناثرة الحروف مقطعة المعالم مصحوبة بسيل من رذاذ لعابه الذي يسيل من فمه ..
                        ثقة كاملة يحملها داخل صدره مفعمة بفرحة كبيرة بأنه اليوم أنجز إصابة الهدف رقم مائة .. وهو كما يبدو رقم يسعى لزيادته خلال رحلات الصيد المقبلة ..


                        رقم المائة هنا .. لا يجب أن يمر اعتباطا ولا مرور الكرام بدون أن نضع ملاحظتنا عليه وهو أن المدمدم يحمل إرادة صلبة حديدية متنامية ، فأن تصيد لتأكل هذه يعني انك تصيد قليلا وأي شيء .. أما أن تصيد عدوك لتحرر نفسك وقومك وبلدك فهنا الصيد يختلف ، وصعوبته تزداد بعد آخر صيد تقنصه ، الرقم مائة .. يشير إلى رحلة الخلاص التي قاربت على نهايتها بالنسبة إليه .. حيث كل يوم للمقاومة يمر يقلل من أيام الاحتلال فوق أرض العراق ، وكل قتيل يسقط من المحتلين يُسرِّع في رحيلهم باتجاه ديارهم البعيدة عن العراق .. فهم لم يأتوا ليموتوا .. إنما ليزدادوا ثراء وكسبا كأي مرتزق جبان مهمته الوحيدة القتل والقتل دون حياء ودون حساب .. أما إذا وجدوا الموت يترصدهم .. فحينئذ سيتحول موقفهم من القتل إلى الهروب .. ولتهرب من القتل عليك أن تغادر العراق كله .. لتضمن بذلك انك لن تكون الرقم التالي للمدمدم ..

                        وأخيرا القصة ثمينة تستحق الكثير الاحترام والتقدير ، وأعتقد أنها قد ارتقت بنا في معاني وصياغة الكتابة للحرب والمقاومة ، وهي إضافة غنية لما سبقها من قصص قدمتها لنا الكاتبة القديرة شهاب العراق عائدة ..

                        ولا ينقص من قدرها أبدا أن هناك ألفاظ لست أعرف ربما من باب الخطأ المطبعي كانت أم هي من صميم اللهجة العراقية .. حيث لكل شعب ألفاظ شعبية خاصة به ومثل ذلك الكلمات التالية : يتطافرون – الغيض – بسمك اللهم ( باسمك .. )

                        ودمت

                        [/frame]
                        أطمع يارب أن يشملني رضاك فألقاك شهيدا ألتحف الدماء

                        لن أغيرنفسي لأكون غيري ، سأظل نفسي أنا أنا

                        تويتـــــــر : https://twitter.com/halmosacat

                        تعليق

                        • عائده محمد نادر
                          عضو الملتقى
                          • 18-10-2008
                          • 12843

                          #42

                          الزميل والأخ القدير
                          بهائي راغب شراب
                          سعيدة أنا بك
                          سعيدة بعودتك
                          بل أكثر من سعيدة وأنت تطل علي بهذا التحليل الوافي الكبيروتشرفني على قصصي دوما
                          كم أنت رائع.. أكثر
                          تفهمني كثيرا
                          تعرف ماأريد
                          تحس بي وأحيانا كثيرة أقف أمام مداخلاتك مبهورة حقيقة هي ولاأجاملك وربما أنت تعرفني أكثر من الزملاء
                          بهرتني فعلا نسائم ردك
                          أتمنى أن تقرأ (( قلادة تعريف)) فأنا فعلا أحبها كثيرا
                          تحياتي لك وودي واحتراميhttp://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=25964
                          الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                          تعليق

                          • عائده محمد نادر
                            عضو الملتقى
                            • 18-10-2008
                            • 12843

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة زهرة نيسان مشاهدة المشاركة
                            العزيزة عائدة...
                            اشكرك ...
                            سنكون بخير!! حتما سنكون بخير..
                            وحتما سيمر علينا نيسان اجمل من كل النيسانات الماضية!!
                            تحية عبقة برائحة زهرات نيسان
                            الزميلة القديرة
                            زهرة نيسان
                            أشكرك كثيرا على الإطراء الجميل
                            رائحة نيسان هي العذبة سيدتي وأنت زهرته
                            تحياتي وودي لك
                            الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                            تعليق

                            • عائشة الحسن
                              عضو الملتقى
                              • 22-09-2008
                              • 89

                              #44
                              عائدة نادر
                              كنت قد قرأت المدمدم من فترة ووعدت نفسي بأن أعود
                              لأقول شكرا بحجم هذا الجمال أيتها المبدعة

                              دمتِ بألق

                              تعليق

                              • عائده محمد نادر
                                عضو الملتقى
                                • 18-10-2008
                                • 12843

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة عائشة الحسن مشاهدة المشاركة
                                عائدة نادر
                                كنت قد قرأت المدمدم من فترة ووعدت نفسي بأن أعود
                                لأقول شكرا بحجم هذا الجمال أيتها المبدعة

                                دمتِ بألق

                                الزميلة القديرة
                                عائشة الحسن
                                هلا وغلا بك سيدتي الكريمة
                                وأنا التي تقول لك شكرا على كلماتك الجميلة التي تنم عن رقة احساسك ورهافته
                                شكرا لك بحجم الكون عائشة
                                عودي بألف خير
                                تحياتي لك من أرض الرافدين
                                الشمس شمسي والعراق عراقي ..ماغير الدخلاء من أخلاقي .. الشمس شمسي والعراق عراق

                                تعليق

                                يعمل...
                                X