الأدب الدرامى فتحي حسان محمد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فتحى حسان محمد
    أديب وكاتب
    • 25-01-2009
    • 527

    الأدب الدرامى فتحي حسان محمد

    ونحن نريد لأدبنا الدرامي الذى صار بحكم الواقع هو ديوان العرب الحديث فعلا، لا زمن الرواية المقروءة كما قال الدكتور جابر عصفور ، بل نحن فى زمن الرواية المشاهدة لأن لها الغلبة والحظوة والسطوة ؛ ولأن العرب لا يحبون القراءة بصفة العموم والكثير منهم أمي ، وقد فطروا وجبلوا على حب الحكي المسموع أكثر من المقروء ، وعندما صار الحكي مشاهدا أخذ ألبابهم وسحر قلوبهم حيث وجدوا ضالتهم بما يشتاقون إليه من اليسر والسهولة والتسلي والتفريج والتسرية ، ونحن نريد له أن يتسيد سواء كان روائيا أو دراميا على أن يكون مغايرا لما سبق من أدب الأقدمين الذين كتبوا وأبدعوا حسب الفطرة السليمة لبعضهم ، ولحقهم آخرون تغيرت فطرتهم بتحرر مفرط تجاوز حدود وأهداف الأدب النبيل المثبت للقلب على الطاعة ، ولم يكن لديهم علم تام كامل للقصة يكتبون على هديه ومعايير يسيرون عليها وأصول يهتدون بها ، وقوانين يتحاكمون إليها ، ومكونات يستندون عليها ، وأسس تعينهم على الصواب والحسن والتعمق ، نريد للدراما أن تكون أدبا جديدا مبنيا على علم دقيق شامل يحتويه هذا الكتاب الذى بين أيديكم وجاء فيه فصل الخطاب الذى يختلف العالم كله فيه ولم يحسمه الحسم التام منذ أرسطو حتى الآن ؛ نتيجة فقدان الدليل الحازم الذى لم ينتبه ولم يتأمل ولم يهتد إليه فلاسفة المسلمين على وجه الخصوص ، بمثل ما هداني الله إليه وهو بين أيدينا نتلوه آناء الليل وأطراف النهار ونزين به الأمكنة ونتشرف به ، أدب لا يختلف حول قواعده وأسسه وقوانينه وأصوله وأهدافه أحد ، ولا يحتار فى مقاصده الكلية ولا نهاياته المطلوبة النفعية أحد ، مستندين على علم من كلام رب العالمين منزله وقاصه على أفضل رسله ، الذى خلق الإنسان وفضله وميزه عمن خلق ، وهو جل اهتمامنا ومناط عنايتنا ومقصد عملنا وقبلة اجتهادنا ، لما نريده من صلاح وهدى كامل لمن يكتب وعلاج نافع شاف للروح لمن يكتب لهم ، مثبت للقلوب على التقوى والطاعة لله ، ملزمة هادية منيرة راشدة دالة محرضة مقننة للعقل من حريته الكاملة التى يتمتع بها التى إن تركت على حالها وعنفوانها تورده مورد المساءلة والحساب العسير من الله خالقه ومحاسبه ، ومده بعقل المخ مناط الحساب والاختيار ، وعقل فى القلب حكم لكنه يتغير وينسى ويتقلب ولذا يحتاج إلى الثبات والتذكر والعبرة ، ليظل على ثباته على الطاعة والهداية والتقوى وليكون بحق حكم على إفراز عقل المخ ملزم وهادٍ وحاكم له ، وهى من موجبات القص المتكرر المتجدد التى تعين العقل على التذكر والاتعاظ والنصح والالتزام ، وتعين القلب على القوامة والتثبيت على الصواب والإيمان والصلاح للحكم 0
    إن الأدب الدرامي الذى نبتغيه تسمعه الأذن وتراه العين ويعيه القلب ويدركه العقل فهو أقوى تأثيرا ومدا ، وأشد حسما وصدقا ، وأوسع انتشارا وفعلا ، وأحسن سطوة وجذبا ، واجل هدفا وعظما ، وأكثر دويا ونفعا ، لامتلاكه أدوات التأثير القوى التى تسيطر على الآذان والأفئدة والأبصار مراكز الإدراك ، وهى أدوات الوعي أيضا لأنها تقدم ما أدركته لعقل المخ ليفعل هذه المدركات ويخرج بالعبرة المرجوة والهدف المطلوب والعظة المأمولة ، محركات مشاعره وأحاسيسه وعواطفه أجهزة الاستقبال الخارجية وأدوات الأجهزة الفاعلة الداخلية التى تتحكم فى الروح ، وتكون مكمن قوته وعلاجه وقوامه وصحته وتقدمه ورقيه وابتكاره وطاعته من تثبيت القلب ، وهداية للعقل فلابد من التوظيف السليم ، والنهج الحسن المليح ، والقوامة الراشدة الدالة الهادية المنيرة حتى تؤتى أكلها الطيب وثمارها النافعة التى تعيد الوعى وتنير البصيرة وتستنفر الطاقة وتحقق التعلم الذى ينفر منه الجميع ، وينشر المعرفة لتعين الجميع على اكتشاف دروب الحياة الصعبة لتيسرها علي غير القادرين على إدراكها لجهلهم وأميتهم وكسلهم وتواكلهم وتعالج ما فسد وما استجد من قضايا ، وتؤرخ بموجبات طباعها لزمن وقوعها غير ملتزمة بتاريخ متتابع منظم تخبر بكل ما يحدث حسب ما يقع ، فهذا ليس من شأنها بل تحمله فوق أكتافها عبئا زائدا عن حاجتها ومقتضيات وظيفتها المعالجة للنفس من أدرانها وأمراضها ومثبتة للقلب ومسرية للروح ، وبجميعهم تكون سبيلا من سبل النهضة والتقدم والوعي تعين المؤسسات الأخرى لنرتقي ونتقدم 0 ولكن الأدب الدرامي يعيبه عدم استدامة وخلود منتجه وضعف لغته ، وهى نقيصته التى نريد لها درجة كبيرة من الكمال ، أن نستعيضها ونكملها بثراء المنتج وتحكمه إلى نهج عقيدتنا الوسطية السمحة ، والتجويد والتحسين للغته بشرف التمسك ببعض الفصحى التى تتخلل العامي ، بقرآن كريم ، وحديث شريف ، وقول مأثور ، وشعر موزون ، وقول حكيم ، وعبارة فيلسوف وكثرة العرض الجديد المتغير يعوض الاستدامة والخلود0
    تعريف القصة الفعلية الدرامية المشاهدة
    هوعمل فعلى جاد عظيم تام مشاهد من مجموعة من الناس ، لفعل حقيقى يرى رؤيا العين وسمع الأذن بأدوات من مشاعر وأحاسيس وعواطف وغرائز وفطرة تربط بين القائم بالفعل والمشاهد له ، سواء كانت المشاهدة مباشرة ( مسرحا ) أو غير مباشرة ( سينما وتليفزيون ) والفعل يقوم به شخص عظيم ونبيل ، يعمل عملا بديعا طيبا مؤثرا مشوقا مثيرا مقنعا ، أو مرعبا مفزعا مخيفا ، له حاجة جليلة عظيمة يريد الحصول عليها ، وهدف سام كبير يريد تحقيقه ، ويحدده من البداية ، بفكر من عقيدة سماوية رفيعة، وبلغة بديعة ، ويكشف عن فكرة رائعة من فساد وضلال وانحراف فى أحوال الناس ودنياهم ؛ ليعالجها ويحذر منها ويوضحها ، ويرغب إلى خير وإيمان وصلاح ، ليغير حال الناس من الشقاء إلى السعادة ، ومن الفساد إلى الصلاح 0 وبما أن الشيطان للإنسان عدو مبين ؛ فإنه لابد أن يواجهه نوع من الصراع ، إن لم يكن من الشيطان فإنه من أعوانه من الإنس ، ومن آخرين لهم حاجاتهم وأهدافهم ورسالتهم الوضيعة من فكر مضلل فاسد ، من الممكن أن يوقع به أو يعطله عن طريقه ويضع أمامه العراقيل والعقد التى تصعب عليه عمله0 فيكذبونه ويضطهدونه ويتصادمون معه ، و يقفون له بالمرصاد ويحاربونه بكل أنواع الحيل ، ويصمم على توصيل رسالته والحصول على حاجته ، وتحقيق هدفه ، فيلجأ إلى التحذير والتنبيه بترهيب وترغيب ، ولكنه يلقى المواجهة والمصارعة القوية ، وهو يواجههم بقوة وبسالة 0 ويحاول تلمس طريقه الذى لا يحيد عنه ، ويمتحن فى قوته وإيمانه وتمسكه بفكرته وهدفه فيختبر ويكون الابتلاء عظيما ، فيوقعون به فعلا و يجبرونه على تغيير مسار خط سيره الصحيح الذي حدده من البداية إلى اتجاه آخر مرغم عليه0 وبصبره وعزيمته وإيمانه واحتماله يحاول أن ينجح فى دحر الابتلاء0 ويواصل طريقه بقوة فيقفون له بالمرصاد ويهددون حياته بالقتل , فنخاف عليه ويسدون أمامه كل الطرق ويحاربونه بكل الأدوات والوسائل فى نفسه وشخصه ، أو فى عرضه وشرفه ، وأقرب الناس إليه - فنشفق عليه - ليمنعوه حاجته ويقضون على هدفه ، وتتأزم أمامه الحلول ، ويصعب أمامه الطرق إلى أعقد وأصعب درجة ، تجعله لا يعرف لها مخرجا ولا حلا ويغيم الطريق أمامه ، أو يتسرع ولا يحسب حساباته جيدا ، أو يأخذ برأي بطانته أو معارفه أو أصدقائه ، فيأتي بزلة غير مقصودة منه ، أو تكون من واحد من المقربين له ، لا بنية سيئة ولا بمعصية سواء منه أو من المقربين ، بل لحرصه على حاجته وتحقيق هدفه ، فتحيق به معاناة شديدة وآلام عظيمة يرزح تحت وطأتها فترة من الزمن - فنعطف عليه ونأسى له - وهو يحاول أن يتجاوز هذه الزلة ويتوب إلى الله ويستغفره ، ولكنهم يشددون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق0 ويوقعون به ويضعونه فى أزمة أخرى أشد وأقوى ، ويحاول التغلب عليها والخروج منها منتصرا فينازعهم وينازلهم ويحاول دفع الأذى عن نفسه ولكن بدون فائدة ولا جدوى ، ويُحكمون عليه الحصار ويسدون أمامه كل الطرق ، فتتعقد أمامه كل الحلول وتكون العقدة فيجد أمامه عقبة كبرى مستحكمة ما لها من قرار ولا حل ، يحاول التغلب عليها والخروج منها ، فيستعمل كل أدواته وما يملك من علم وخبرة وحيلة ودهاء ومكر، يحاول التغلب عليها ، ويرفع عن نفسه الآلام والمعاناة ، ويسبر أغوار تلك العقدة فلا يستطيع سبر أغوارها بمفرده ، فيلجأ إلى الله ويتضرع ويتذلل له ويرجع الفضل إليه الذي بيده كل شىء - فنشاركه حيرته ونتضرع لله له ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - فيستجيب الله له وتحدث الانفراجة يفرج عنه ويهيئ له الأسباب ، التى تسوق له قبسا من انفراجة ، بفعل مبهر يقع فجأة بعيدا عنه يكون له دخل و أمل فيه – فنستبشر خيرا- فيستغله ؛ لأن حله يتوقف على مشاركته ، فلا يتقاعس ويبذل كل ما فى وسعه وينجح ، ويذكر الأنبياء – فنصلى عليهم - ويكون سببا يعود به إلى تلمس خط سيره الصحيح ، فيبدأ يجابه ويحاول التغلب على الصعاب ويفك خيوط العقدة ، ويسبر الكثير من أغوارها ويحصل على حاجته ، وييسر الله له بتعرف على شخص أو شخوص يعاونونه جل المعاونة ، فيحقق هدفه ، ويقر رأيا صالحا عاما فنتعظ منه ونتعلم ، ويبين حقيقة عامة ، وتكون النهاية كذلك سعيدة فتفرحنا 0







    والله الموفق لما فيه الخير والصلاح
    فتحى حسان محمد
    التعديل الأخير تم بواسطة فتحى حسان محمد; الساعة 03-05-2009, 17:44.
    أسس القصة
    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
  • عفت بركات
    عضو الملتقى
    • 09-04-2008
    • 205

    #2
    المبدع / فتحي حسان :
    أصبت كما أصاب أستاذنا جابر عصفور ، وعل الدراما التليفزيونية والسينمائية والمسرحية في بلدنا تصبح ذاكرة نقية وصادقة تتلائم مع كل المتغيرات بلا اسفاف .
    شكرا لك جهدك
    [email]e.barakat7@hotmail.com[/email][frame="14 98"] **** محبتي ****[email]e_barakat23@hotmail.com[/email][url]http://www.almolltaqa.com/vb/blog.php?b=567[/url][/frame]

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      السلام عليكم

      تحية لك أستاذ فتحي

      سأقوم بتثبيت الموضوع لجماله

      تقديري
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      • فتحى حسان محمد
        أديب وكاتب
        • 25-01-2009
        • 527

        #4
        [align=justify]الأستاذ الفاضل والأخ الكريم / على جاسم
        اشكر سيادتكم من كل قلبى لتقديركم جهدنا ، وتثبيت موضوع الأدب الدرامى ؛ لأنه فرع أصيل ومهم ومكمل لعلم القصة القولية الروائية ، والذى يشترك معه فى الكثير من الأوجه ، إذ أن الادب الدرامى وأسميه القصة الفعلية الدرامية الفنية المشاهدة ، والقصة الدرامية سواء كانت مسلسلا أو فيلما أو مسرحية ، فيخطها المبدع المؤلف لها على نفس أسس القص بصفة العموم ، ويكتب التريتمنت أو المعالجة للقصة التى يتقدم بها لجهة الإنتاج كقصة أدبية ملخصة ، ثم بعد ذلك يفندها فى السيناريو0
        [align=right]القسم الأول لغة القصة :[/align]
        تكون بلغة فصحى نثرية مقتضبة مختصرة 0 أن تكتب ملخص القصة بلغة أدبية راقية كمن يكتب القصة القولية الروائية ولكن باختصار وإيجاز شديد كمثل القصة القصيرة ، وفيها تعتمد على توضيح الخط الدرامي الرئيسي للأحداث ، وعادة هذا الخط الذى يجب أن يكون قويا مترابطا بروابط وثيقة من خلال الحبكة القوية ، والتى تتمثل فى خط البطل من البداية التى يجب أن تعرف فيها النهاية وتحددها حتى تعرف كيفية البدء وإمساك الخيوط التى يجب أن تسير كلها فى طريق واحد حتى لا تتفرع وتتشتت القصة ، وينكسر الخط الدرامى ، وتضيع الحبكة وتصبح القصة مهلهلة ليس لها معنى واضح وجلي وشيق وجذاب ، مما تعطى انطباعا لمقيمها من المنتجين أن المؤلف ليس محترفا ، لأنه لا يستطيع القبض والإمساك بخيوط القصة ونسجها النسج الصحيح حتى تصبح كثوب كامل متماسك قوى ، أنت لديك سبع وحدات بخمس مواضع حبكة أى خمس منعطفات وتغيرات تحدث فى مجرى الأحداث ، وكل منعطف أو موضع حبكة يشد القصة إلى منطقة متجددة لها من الحلاوة والغموض ما لها ، مما تقوى الخيط وتسرع بالأحداث ، لأن البطل ينتقل من وحدة إلى وحدة فى سبع وحدات كفيلة بتغير المناخ وتغير الحظ والزمان والمكان والحدث الذى من شأنه أن تؤثر فيه كل محطة لتضفى عليه رونقا وتشويقا وتقدما وتطورا ونموا نحو الخاتمة 0
        ملخص القصة بالصورة الأدبية تكتبه لكى يساعدك كخريطة واضحة المعالم ، عندما تبدأ فى كتابة السيناريو التفصيلي لمشاهد القصة ، والتى تعينك الخريطة فى عدم النسيان أو التشتت أو الحيرة أو التواصل وعدم انقطاع خيط الأحداث المفترض المتدفق حيث يندفع للأمام يقطع المحطات السبع بما لا يسمح بالتراجع أو الوقوف ، ولكن من الجائز أن يسرع أو حتى يقفز مسافة زمنية ووقتية ولكنه للأمام لا للخلف ، وكذا يعينك على عدم التوهان والحيرة التى من الممكن أن تعتريك عندما تتداخل الخيوط وتتوه بسبب نسيانك بعضا من أجزائها ، وهذا وارد على الجميع ، وما يحفظ التوازن وعدم انقطاع الخيوط وتداخلها بما من شأنه أن يفسدها أو يقطعها لا يكون إلا من خلال الرجوع إلى الملخص الأدبي الذى كتبته ، وإلى جوارك دائما تعود إليه عندما تعتريك الحيرة أو النسيان 0
        ملخص القصة الأدبى هو الذى تقدمه إلى جهات الإنتاج ، والتى ليس لديها الوقت حتى تقرأ السيناريو الطويل ، والكفيل بإرهاقها والذى يتعدى مئات الصفحات حتى يستطيع الحكم على قصتك لا أحد من هؤلاء المنتجين باستطاعته أن يمنحك هذا الوقت ، ولا هو بقادر أن يمنحك هذا المجهود ليحكم على عملك من عدمه ، هنا يأتي دور الملخص الأدبى للقصة والذى تسطره فى أوراق تتعدى ثلاثين ورقة أو أكثر ، مما تعطى المنتج شهية أن يقرأها ويفيدك برأيه الذى تنتظره , وإن أعجبته القصة الملخصة وطلب منك بعض التعديل ، فيكون من اليسير عليك أن تعدل إن قبلت التعديل ، لأن التغيير فى ثلاثين أو أربعين أو خمسين صفحة أيسر لك من تغيير المئات مع أنه ليس من المفروض أن تقبل التغييرات التى تطلب منك لأنها كفيلة بإفساد القصة وتكسير الخيوط الدرامية التى لم يلم بها المنتج من خلال الصفحات الثلاثين التى قدمتها له ، ولكن ما تسمح به من تعديل طفيف يكون فى السيناريو ، لأن المنتج همه الأول التكاليف والتى يود تقليلها إلى أكبر حد ممكن ، ولذا يطلب مثلا تقليل المشاهد الخارجية وأماكن التصوير الكثيرة المتعددة فى أماكن عدة متفرقة ، بدعوى أنها أكثر كلفة وإجهادا وتعطيلا واستخراج تصاريح للتصوير وغيرها من أمور أنت ليس لك بها علم أكثر منه ، ولكن فى النهاية الأمر متروك لك فى قصتك وأنت أدرى بها وبمصلحتك ومسئوليتك وجهدك وعرقك0
        [align=right]القسم الثانى لغة السيناريو :[/align]
        هو الرسم البياني الموضح لكل شيء ، والخريطة الكاملة التامة لمنظور القصة التى ستتحول إلى صور متحركة 00ويكون بلغة نثرية فصحى0 وعادة يكتب فى الجزء الأيمن من الصفحة ، بلغة عربية نثرية فصحى صحيحة مشبعة بجماليات اللغة المكنية ، والدلالات المتخفية ، والتى يفسرها المخرج ويصورها أشياء مادية ترى وتحس وتعبر بصورة جميلة ، أو من خلال مؤثرات من جمل موسيقية أو بأصوات طبيعية أو بمؤثرات خارجية 0 وفيه تصف المكان الذى يدور فيه المشهد ، وتصف وتحدد الزمان إن كان بالليل أو بالنهار ، أهو خارجى فى مكان مفتوح ، أم داخلى فى مكان مغلق ، كما تصف فيه شخوص المشهد بالنسبة للاسم الذى تبينه بين هلالين والعمر ، والشكل ، والملبس ، والوضع والحركة ، والتعبير الجسدي الذى يصاحب الحوار الذى سينطقه الممثل إن وجدت ذلك مفيدا ومهما ولن يستطيع الممثل إتيانه وأداءه كما تراه وتتخيله أنت0
        [align=right]القسم الثالث لغة الحوار :[/align]
        هو الكلام الذى ستنطقه الشخصيات وتعبر عنه سواء باللسان أو بحركة الجسد وبتعبيرات الملامح القادرة على ذلك مثل الرموش والشفاه والناصية واليدين والقدمين والعينين وخلافه ويكون بلغة نثرية عامية أو فصحى أو بهما معا00 الحوار يكتب بالنصف الأيسر من الصفحة ، ويكون بلغة نثرية عامية واضحة جميلة ، لا دارجة ومنحطة ، وتقطع فيها الجمل التى تكون قصيرة موحية تؤدى المعنى بوضوح تام ، وتفصلها عن الجملة التى تليها بأنواع الفواصل المتعارف عليها وتكون بنقطتين متجاورتين ، واستعمال علامات الاستفهام ، فى الجمل السائلة ، وعلامات التعجب فى الجمل المستفسرة ، وغيرها من جماليات اللغة الأدبية الفصحى والمعروفة للكثيرين ، وذلك لتعين الممثل على النطق الصحيح وإخراج الجمل بما تحمل من دلالات ومعان تكشف مضمون القصة وسير أحداثها بأفعال تشاهد ، وحركة تحس 0 ومن خلال السيناريو والحوار تروى القصة حيث الحوار يظهر بالكلام الواضح المنطوق والمسموع ، والسيناريو يكمل ويعبر بالصورة فتكتمل أركان القصة التى تكشف بمشهد إثر مشهد 0
        من الممكن - فى هذا الزمان - أن نجمل اللغة ببعض الفصحى الشعرية والنثرية وندمجها مع النثرية العامية لنحسنها ونجملها ونعلمها للناس لتستقيم ألسنتهم وتتحسن وتتجود فى هذا الزمان الذي اختلت فيه كل اللهجات واللغة العربية حتى إنها للأسف صارت منبوذة من أهلها ومتحدثيها الذين شرفهم الله وأنزل قرآنه بكلامهم0 ونأخذها من كلام العرب الذين قسموا اللغة إلى شعري فصيح ، ونثرى فصيح0 والشعر من أغراضه الهجاء والمديح والحماسة والرثاء والغزل والوصف ، وجميعها باللغة الشعرية الفصحى، ثم جاء الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم - وتكلم وروى أحاديثه الشريفة باللغة العربية النثرية الفصحى 0وجاء صحابته وتكلموا النثرية باللغة العربية الفصحى وحسنوها بالشعر الفصيح كما هى عادتهم من عشقهم للشعر ومن أنه أعلى منزلة وأرقي شأنا من النثر الفصيح البليغ ، ولم يمانع الرسول فى ذلك بدليل أن الشعراء مدحوه فى أشعارهم ، وعبروا به عن شرح بعض ما جاء فى الأحاديث والقرآن بشعر، وإلى زماننا هذا حيث يستعمل الخطباء الشعر الذى يؤثر القلوب ويغبطها ويبكيها 0
        ومع المتغيرات الحياتية وبُعد الناس عن الفصحى القوية صارت الناس تهوى العامية فلا بأس منها0 على شرط أن تطعم الحوار ببعض الآيات القرآنية ، والأحاديث النبوية ، والأقوال المأثورة ، والأحاديث القدسية ، والأشعار الحسنة الوصفية0[/align]
        أسس القصة
        البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

        تعليق

        • يحيى الحباشنة
          أديب وكاتب
          • 18-11-2007
          • 1061

          #5
          أخي العزيز فتحي محمد حسان
          كنت في غاية السعادة وأنا أطالع كل هذا الوهج ، وكل هذا العمق في التحليل الفكري ، ودور الدراما المهم والخطير ليأخد مواقعه الجديدة بدل الرواية عن طيب خاطر
          وهو بالتأكيد ليس بديلا لها إنما (الجمهور عاوزكده ) ورؤيتك منطقية وعلمية صحيحة ، حول ميل المواطن العربي الى المشاهدة أكثر من ميله الى القراءة .
          فالعمل الدرامي بمضامينه حمولات فكرية ، وأخلاقية وإتخاذه وسيلة للإرتقاء بوعي المشاهد العربي لما يخدم الأهداف السامية بعيدا النصح المباشر والإرشاد ،التي تتحلى بها المدارس القديمة في الدعوة الى الله .
          ارجو من أخي التلطف بالمرور على هذه الروابط لعل بها ما يؤنس وجهة نظره ويساندها عملا وفعلا ، لا قولا فقط .
          دمت بخير وسوف نتواصل معا لإثراء هذا الموضوع .
          سوف ارسل لك الروابط برسالة لو رغبت بذلك
          دمت بخير
          شيئان في الدنيا
          يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
          وطن حنون
          وامرأة رائعة
          أما بقية المنازاعات الأخرى ،
          فهي من إختصاص الديكة
          (رسول حمزاتوف)
          استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
          ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

          تعليق

          • فتحى حسان محمد
            أديب وكاتب
            • 25-01-2009
            • 527

            #6
            الأستاذ الفاضل / يحيى
            شكرا لمرورك الكريم وتعليقك الجميل
            مستعد للتعاون معكم فى جميع الأوجه التى اجيدها من علم الدراما وعلم الرواية
            بمعنى لدى علم كامل تام للقصة القولية الروائية والقصة الفعلية الدرامية المشاهدة
            اين الروابط ؟
            فى انتظارها
            آسف عن تأخرى فى الرد ، لدى مشكلة فى جهازى
            تحياتى
            أسس القصة
            البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

            تعليق

            • فتحى حسان محمد
              أديب وكاتب
              • 25-01-2009
              • 527

              #7
              أسس القصة
              البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

              تعليق

              • يحيى الحباشنة
                أديب وكاتب
                • 18-11-2007
                • 1061

                #8
                احي العزيز فتحي
                تحية طيبة وبعد ..
                آسف لأني لم أضع لك الروابط سابقا ربما نسيت ، لكني اضعها هنا .
                . شدني عنوان كتابك ساحاول البحث عنه وقراءته
                دمت بخير
                معمل الأحزان لصاحبه "مزعل الزعلان " (مبروكين يا عريس ) المشهد الأول تمثل خشبة المسرح صالون في منزل ، ونشاهد عدنان وهو شاب في الثلاثين من العمر وسيم الشكل ، يتحدث إلى والدته أم عدنان .. ثم يذرع المكان ذهابا وإيابا . عدنان : ماما أنا بحب التينتين ، وهاي هيه المشكلة .. بحبهم يا ماما بحبهم .. بحبهم



                هذه المسرحية هي من أفكار الراحل (نبيل عطية ) اعداد واخراج مسرحي :emot62: :يحيى الحباشنة الفصل الأول تمثل خشبة المسرح غرفة كبيرة علق على جدرانها رسوم غريبة ومخيفة، ويوجد على اليسار طاولة غير عادية. طاولة طويلة وضيقة وقد غطيت بجلال من القماش تلامس الأرض ،وضع على الطاولة تمثال غريب يعبر عن شعار لمؤسسة غريبة أو جمعية


                الفصل الثاني من تأليف مجنون مسرحية من فصلين فكرة وقصة : نبيل عطية إعداد مسرحي وإخراج : يحيى الحباشنة إهداء الى الكاتب الساخر محمد سليم مع المودة .. القسم أنا ممنوع وموقوف من دخوله ، كنت أتمنى الرد على مقالاتك في قسم الأدب الساخر.. لكني لا استطيع الدخول الى ذاك القسم الفصل الأول تفتح الستارة فيظهر على أقصى
                شيئان في الدنيا
                يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                وطن حنون
                وامرأة رائعة
                أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                فهي من إختصاص الديكة
                (رسول حمزاتوف)
                استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                تعليق

                • يسري راغب
                  أديب وكاتب
                  • 22-07-2008
                  • 6247

                  #9
                  الاخ العزيز
                  الكاتب الاديب
                  الاستاذ فتحي
                  احترامي
                  كثيرون من ادباء الروايه العربيه خاصة نجيب محفوظ كان يقول ان اغلب الافلام المنقوله عن رواياته لا تخصه ولا يسال عنها
                  وكانت القصص القصيره لاحسان عبد القدوس تجد لها الصدى عند المنتجين وكتاب السيناريو الذين يحتاجون فقط لاسم الاديب الكبير في العناوين لكن الحوار او السيناريو للفيلم ليس له علاقه الا بالفكره للقصه القصيره
                  هنا مرور بسيط ومختصر لموضوعك المتسع في التعريف بالقصه والسيناريو والحوارمابين الكتابه للادب والكتابه للسينما
                  مع كل التحيه والتقدير

                  تعليق

                  • فتحى حسان محمد
                    أديب وكاتب
                    • 25-01-2009
                    • 527

                    #10
                    ارحب بمرورك الكريم أستاذنا الكبير - عن حق - يسرى راغب شراب
                    سيادتكم أهل لهذا القسم وتستحقونه عن جدارة واستحقاق لما لديكم من ثقافة غزيرة فى هذا المضمار وغيره ، وأنا سعيد بتواجدكم ، بل وإشرافكم على هذا القسم ، وأرحب - بسعادة غامرة - تعليقكم الذى أثق انه سيكون مفيدا لنا جميعا ، وسنصل سويا إلى نتائج مذهلة وعلم حسن بديع إن شاء الله ، فهات كل من عندك وأثرى موضوعاتى وأثقلها بعلمك وخبرتك وثقافتك ووعيك ، وقل كل ما تراه واختلف معى كما تشاء وسأقبل منك ما تقوله على ألا يخالف ما استنبطه من علم من القرآن حتى لو اتحد العالم على مخالفته ، واعلم تماما أن سيادتكم احرص منى على الحسن والورع والسداد والرشد0
                    تقبل تحياتى ومودتى وحبى وإكبارى
                    أسس القصة
                    البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية

                    تعليق

                    • يحيى الحباشنة
                      أديب وكاتب
                      • 18-11-2007
                      • 1061

                      #11
                      [frame="11 98"]أخي العزيز فتحي محمد حسان
                      كنت في غاية السعادة وأنا أطالع كل هذا الوهج ، وكل هذا العمق في التحليل الفكري ، ودور الدراما المهم والخطير ليأخد مواقعه الجديدة بدل الرواية عن طيب خاطر
                      وهو بالتأكيد ليس بديلا لها إنما (الجمهور عايز كده ) ورؤيتك منطقية وعلمية صحيحة ، حول ميل المواطن العربي إلى المشاهدة أكثر من ميله إلى القراءة .
                      فالعمل الدرامي بمضامينه حمولات فكرية ، وأخلاقية واتخاذه وسيلة للارتقاء بوعي المشاهد العربي لما يخدم الأهداف السامية بعيدا النصح المباشر والإرشاد ،التي تتحلى بها المدارس القديمة في الدعوة إلى الله .
                      أرجو من أخي التلطف بالمرور على هذه الروابط لعل بها ما يؤنس وجهة نظره ويساندها عملا وفعلا ، لا قولا فقط .
                      دمت بخير وسوف نتواصل معا لإثراء هذا الموضوع .
                      سوف أرسل لك الروابط برسالة لو رغبت بذلك
                      دمت بخير



                      مسرحية البئـر الحائزة على الجائزة الثانية فى مسابقة التأليف المسرحي بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة 2006 ربيع عقب الباب الشخصيات هارون الرشيد هارون بن محمد (المهدي) بن عبد الله (المنصور) العباسي الهاشمي، والرشيد لقبه. أبو جعفر. ويقال له أبو محمد. استخلف بعهد من أبيه بعد موت أخيه الهادي.

                      http://www.almolltaqa.com/vb/forumdisplay.php?f=133[/frame]
                      شيئان في الدنيا
                      يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                      وطن حنون
                      وامرأة رائعة
                      أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                      فهي من إختصاص الديكة
                      (رسول حمزاتوف)
                      استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                      ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                      http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                      تعليق

                      يعمل...
                      X