في النّقد الأدبيِّ : النّاقد ذوّاقة (حسين ليشوري)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    #16
    الممارسة تكسب الإتقان.

    المشاركة الأصلية بواسطة روان محمد يوسف مشاهدة المشاركة
    [align=center]



    أستاذنا القدير والكاتب الفذ


    حسين ليشوري

    قلتم بارك الله فيك

    أما "الكُتّاب" فكثيرا ما نجد "كاتبا" لا يحسن ترتيب جملة
    صحيحة يتجرأ لنشر ما يسود به وجه الشاشة و وجه الأدب
    معا ثم ينتظر أن يتلقى الإطراء الكاذب من "نقاد" لا صلة لهم بالنقد إلا كصلة الصيرفي الفاشل مع "النقود"
    المزيفة !!!

    فكيف ترى الحل أستاذنا

    فإنه للما يندى له الجبين أن يصدق الكاتب الفاشل مديح هذا النوع من "النقاد"

    والذي لا صلة لهم بالأدب ولا يمتلكون الآلة المثلى ولا عشر

    معشارها للتصدي لنص ما بالتحليل والتذوق

    ومالي أرى الشعراء نقادا، والقصاص نقادا، وحتى كتاب مغامرات الأطفال

    ألهذا الحد هو قدر النقد ..؟؟!!

    أفيعود النقد إلى الحكم العام : حسن وجيد ولا بأس به وفيه نظر..؟!!

    اعذرني أستاذي

    فلم أجد مكانا أسكب فيه هذه الحسرة غير صفحتك

    لك احترامي العميق


    [/align]
    [align=justify]سيدتي الفاضلة أم المثنى : أهلا بك مثنى و ثلاث و رباع إلى تساع و إلى ما لا نهاية !
    أولا و قبل أي كلام: أشكرك جزيل الشكر على ثقتك بي و حسن ظنك بشخصي الضعيف، فما أنا إلا طويلب علم قد عرف شيئا و غابت عنه أشياء و أشياء.
    و ثانيا: أعتذر إليك عن التأخر في التعليق على مداخلتك الكريمة و الإجابة عن سؤالك أو تساؤلك، و أنت تعرفين بعض أسباب هذا التأخر،
    و ثالثا: لا تعتذري عن بث هواجسك، أو سكب حسراتك، هنا فالصفحة و غيرها صفحاتك و ما أنا إلا مجرد ضيف فيها، فهي بكم، أنت و غيرك من الزوار الكرام، و لكم و لولا حضوركم لما كانت.
    أما فيما يخص النقد و أهله فأقول حسب رأيي المتواضع، إن النقد إبداع عن إبداع كما سبق لي قوله في بداية مقالتي، و الناقد أديب و مبدع قبل أن يصير ناقدا.
    و قبل مواصلة الحديث في هذا الموضوع الشيق و الممتع، عندي على الأقل، أريد الإشارة إلى أن النقد، خارج ميدان الأدب، ضرورة حيوية نقوم بها عفوا في شؤون حياتنا كلها ما جل منها و ما ضؤل، ألا ترين أنك تنقدين الأشياء كلها و ما يكون اختيارك، لما ترضين و تحبين أو تكرهين و ترفضين في المطعم و المشرب و الملبس و المعارف (الأشخاص) إلا بعد نقد متسرع أو متأنٍ ؟
    إن اختياراتنا اليومية ناتجة عن نقد إلا أننا نفعل ذلك تلقائيا و بدون شعور منا أننا ننقد، حتى الحيوانات، العجماء، "تنقد" بالغريزة و ما "ترضى" إلا بعد "نقد"، حتى الأسماك في البحر و دواب الماء عموما "تنقد" و تحلل محيطها أو بيئتها المائية لتمكث فيها أو ترحل ... و هكذا في كل شيء، نحن ننقد دون أن نقصد !!!
    أما إذا جئنا إلى الأدب فالنقد فيه ضرورة أدبية أو فنية و نحن نقوم به تلقائيا دون أن نشعر كذلك، و أول الناقدين الكاتب، أو الأديب، ذاته، فهو لا يرضى عن كلمة أو عبارة أو جملة أو فقرة أو نص إلا بعد نقد سطحيا كان أو عميقا، و كثيرا ما رددت قولي "العين توحي و اليد تمحي" و هي إشارة إلى أن الكاتب، أو الأديب، ينقد نفسه بنفسه قبل أن يخرج عمله أو إبداعه إلى الملإ فينقدوه إما موضوعيا أو ذاتيا حسب الأذواق أو الأهواء !
    و إذا ما حاولتِ تفسير رضاك، أو سخطك، عمّا تقرئين فستجدين أن رضاك، أو سخطك، ناتج عن "نقد" و لو بسيط.
    ثم إذا حاولنا التمييز بين مستويات النقد، أو الكتابة عموما، و بين الإبداع الأدبي يجب أن نشير إلى أن هناك فرقا بين "الكاتب" و "الأديب"، فكل أديب كاتب حتما و ليس كل كاتب أديبا حتما، فبينهما عموم و خصوص كما يقول المناطقة (أهل المنطق)، أما إذا جئنا إلى النقد الأدبي كممارسة إبداعية فالناقد أديب مبدع قبل أن يصير ناقدا متمكنا كما قلت آنفا، ثم تتفاوت مستويات النقاد حسب ثقافتهم و تربيتهم و شخصياتهم و تمرسهم في النقد و أهدافهم أو غاياتهم، و كما يقال: "الممارسة تكسب الإتقان" و كذلك "تعاطي" النقد يورث "الإدمان" فالإتقان !!! و كما تعلمين أن الأذواق عموما تتفاوت بتفاوت الأشخاص فما بالك بالنقد في اختيار النصوص الأدبية و تذوقها و التمييز بين جيدها و رديئها و حسنها و قبيحها و رفيعها و دنيئها ؟ فهل تظنين أن أي شخص يستطيع التمييز بين النصوص ثم الحكم ثم إعلان الحكم ؟
    ثم إذا جئنا إلى ما ينشر في "النت" من نقد فإننا سنجد تفاوتا بينا بين "نقد" هو أشبه بالتغرير بالمنقود منه إلى النقد الأدبي و بين نقد حقيقي ناتج عن قراءة متأنية و ثقافة مواتية، هل يستويان ؟ طبعا لا !!!
    "النت" يمنح فرصا كبيرة و كثيرة لكل "كاتب" ما دام الحديث أو الكتابة من وراء حجاب، و حجاب كثيف جدا، و بعض الناس ينشرون كتاباتهم بأسماء مستعارة تضمن لهم "السرية" أو "الاستخفاء" حتى لا يفضحوا إن هم نشروا تخرصاتهم بأسمائهم الحقيقية، و هناك ظاهرة حقيقية و موضوعية و هي أن كثيرا من النقاد "المحترفين" الحقيقيين يفضلون نشر دراساتهم أو نقدهم في الصحافة الورقية أو الكتب ليستفيدوا من عائداتها المادية، و هذا من حقهم و نحن لا نناقشهم فيه، لأن النشر "النتي" لا مردود فيه ماديا إلا المردود المعنوي الذي لا يسمن و لا يغني من جوع، و لذا فلا عجب إذا نحن قرأنا "نقدا" لا يشبه النقد إلا من حيث التسمية فقط !
    و كلامي هذا لا ينفي وجود نقاد حقيقيين كبار ينشرون أعمالهم، و إن شحت، على "النت" ابتغاء تشجيع الأدباء أو المبدعين تعميما للفائدة و تدعيما لنقد أدبي حقيقي.
    و في الختام، و أظنني أطلت عليك، أقول إن على الكُتّاب الصادقين مع أنفسهم ألا يغتروا كثيرا بما يقال لهم عن أعمالهم ثم عليهم أن يقبلوا النقد "اللاذع" عنها حتى من غير النقاد "المحترفين" لأن النقد الموجع مفيد ما لم يكن "قاتلا" كالضرب المؤدب غير المبرح أو المشوه الذي يترك عاهة مؤقتة أو مستديمة أو الضرب القاتل للمضروب، أعاذنا الله جميعا من "النقاد" القراصنة القاتلين للمواهب و الذين يمارسون شهواتهم "النقدية" على الأعمال فيضرون و لا ينفعون، اللهم آمين !
    جعلنا الله من النقاد الحقيقيين الذين ينقدون ليضيفوا و ليس ليسلبوا، و جعل نقدنا بناء يغني و لا يلغي، اللهم آمين يا رب العالمين !
    أعتذر إليك أختي الكريمة، أم المثنى، على هذا الإطناب في التعليق من جهة، و أشكرك، من جهة أخرى، على الفرصة التي أتحتها لي للفضفضة عن مكنونات نفسي المرهقة ! و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
    تحيتي و مودتي و تقديري.

    __________________________
    ملحوظة: كتبت لك أمس تعليقا غير هذا فضاع كما قلت آنفا إلا أن تعليق اليوم احتوى على فحوى ما قلته أمس و زيادة كبيرة أرجو أن تكون مفيدة فلكل يوم بركته و الله المستعان، و للحديث بقية، إن شاء الله تعالى، إن رغبت في مواصلة الحوار طبعا ![/align]
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

    تعليق

    • محمد فهمي يوسف
      مستشار أدبي
      • 27-08-2008
      • 8100

      #17
      أخي الفاضل الأستاذ حسين ليشوري
      النقد فن وله رجاله الأفاضل ولكنهم ندرة محتجبة عن ملتقانا , وإن كان
      منهم البعض بيننا فهم أصحاب رسالة تلقى من الكتاب والمبدعين هنا الأذى
      والسخرية إذا ما نقدوا أو وجهوا إلى الصواب والصحيح اللغوي والبياني
      في الشعر والنثر .

      ولعلك تتكرم بتصفح هذا الموضوع تحت هذا الرابط :

      هل ترغب أن تكون ناقدا أدبيا ناجحا .؟ عليك باتباع مايلي : ************ تذوق الأدب فن . ونقد الابداع الأدبي أيضا فن . وكل منا يستطيع بالعلم والدراسة أن يكون فنانا . لكن الموهبة تبقى لتميز الأديب الفنان من الناشيء المبتديء . ولا يولد انسان عبقريا من صغره , ولكن النقد الهادف البناء يصنعه . لا تخجل من نقد الآخرين لخواطرك

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #18
        معرفة الرشاد تعين على السداد.

        المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف مشاهدة المشاركة
        أخي الفاضل الأستاذ حسين ليشوري
        النقد فن وله رجاله الأفاضل ولكنهم ندرة محتجبة عن ملتقانا , وإن كان
        منهم البعض بيننا فهم أصحاب رسالة تلقى من الكتاب والمبدعين هنا الأذى
        والسخرية إذا ما نقدوا أو وجهوا إلى الصواب والصحيح اللغوي والبياني
        في الشعر والنثر .

        ولعلك تتكرم بتصفح هذا الموضوع تحت هذا الرابط :

        http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=26811
        أستاذي المبجل محمد فهمي يوسف : تحية إجلال و إكبار.
        السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
        سعدت بمرورك الكريم و قراءة ما كتبتُه أمس تعليقا على تساؤل أختنا الفاضلة أم المثنى و التي تشرفني بمشاركاتها الذكية بالتعليق على ما أكتب و إثارة النقاش الهادف.
        أنا أوافقك تماما أن في "الملتقى" نقادا ممتازين و متميزين غير أنهم لا يجدون التفاعل المرجو من "هواة" الكتابة هنا أو في غير هذا المحل العامر، و قد حاولتُ في البداية إثارة انتباه بعض "الكُتّاب" عسانا ندخل في نقاش مفيد و لو "حار" و إذا بنا ننحرف عن الجادة طوعا أو كرها و نتيه في "مفازة" الجدل العقيم و التي لم نفز فيها و لا بها بطائل غيرالضغينة و الحقد و الغل المستديم، أعاذنا الله من هذه كلها و أعادنا إلى صراطه المستقيم !
        نعم، أستاذي الفاضل، للنقد الأدبي أسسه و رجاله و مدارسه و مذاهبه و تياراته لكننى أحببت توسيع الحديث مع أختنا أم المثنى بتعميم مفهوم النقد لمواصلة الحوار عسانا نجذب بعض الإخوة إليه فنثريه معا.
        ثم، و ختاما، أنقل قول ابن سينا :
        [poem=font=",7,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
        "و إذا الفتى عرف الرشاد لنفسه =هانت عليه ملامة العُذَّال"[/poem]

        فمعرفة الرشاد تعين على السداد، فلا يجرمنك استهزاء الجهال على أن لا تستمر في العطاء المفيد.
        تحيتي و مودتي و تقديري.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • روان محمد يوسف
          عضو الملتقى
          • 10-06-2009
          • 427

          #19
          [align=center]


          فلا يجرمنك استهزاء الجهال على ألا تستمر في العطاء المفيد

          صدقت أستاذنا الفاضل

          حسين ليشوري

          فهذا القول أحرى أن يؤخذ باعتبارنا جميعا

          وفكرة أننا جميعا نقاد ومتذوقون في الأصل

          سواء كان النقد سطحيا أم عميقا

          فكرة أعجبتني لأنها تجعل كل قارئ يحس بمسؤوليته تجاه ما يتلقى

          فلا يبقى مهللا أبدا، إن أجاد الكاتب صفّق وإن أساء صفّق

          ونسأل الله تعالى أن يرفع بنا عن التردي في هذا الدرك




          أستاذنا الكريم

          ها نحن أولاء شاهدنا معا في الرابط الذي أحال إليه الأستاذ الفاضل

          محمد فهمي يوسف حفظه الله

          كيف أن النقد إذا لم يكن ذا تفصيل وأشار إلى الغث والسمين مجرد الإشارة

          كان غير ذي نفع، وفوّت على الكاتب الفائدة المرجوة

          فهل ترى أستاذنا أن الناقد في عالم "النت" بإمكانه التوسع في التفصيل

          أم عليه الاكتفاء بالإشارة

          وأقول لك صادقة أنني غالبا أكتفي بذلك في ردي على ما أقرأ

          علما أنني لا أعتبر نفسي ناقدة

          وأحببت أن آخذ رأيك ورأي أستاذنا محمد فهمي يوسف إذا سمح طبعا

          ولكما جزيل الشكر




          [/align]
          [CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=darkgreen][B]أم المثنى[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
          [CENTER][bimg]http://up8.up-images.com/up//uploads/images/images-085e7ac6c0.jpg[/bimg][/CENTER]

          تعليق

          • محمد فهمي يوسف
            مستشار أدبي
            • 27-08-2008
            • 8100

            #20
            بنتي الفاضلة (روان محمد يوسف) أم المثنى
            تحيتي وتقديري
            تسألين :
            (فهل ترى أستاذنا أن الناقد في عالم "النت" بإمكانه التوسع في التفصيل

            أم عليه الاكتفاء بالإشارة

            وأقول لك صادقة أنني غالبا أكتفي بذلك في ردي على ما أقرأ

            علما أنني لا أعتبر نفسي ناقدة

            وأحببت أن آخذ رأيك ورأي أستاذنا محمد فهمي يوسف إذا سمح طبعا)

            ورأي بالنسبة لك يا بنتي المحترمة أم المثنى :
            أن تذوق المعروض من كتابات الأدباء والمبدعين العرب في الملتقى والتعليق
            عليها منك شيء , ونقد العمل الأدبي على أسس منهجية شيء آخر
            فكما قلت : أنت لست ناقدة بل متذوقة , ولك كل الحق في التعليق بالإعجاب
            أو الثناء والمدح أو خلاف ذلك مما لايوافق ذوقك الشعوري . وعلى الكاتب والمبدع أن يتقبل الرد والتعليق من المشارك بصدر رحب , ولا يعتبره نقدا
            مؤسسا على قواعد منهجية إلا ممن يعمل في حقل النقد الأدبي عن علم ودراية
            وهنا تكتفين بإشارة دون تفصيل على عالم النت إذا كان تعليقا لانقدا .
            ==============
            أما إن مارست النقد : فعليك أن تكوني أولا أديبة دارسة لأصول النقد
            وعليك بتحليل النص الشعري أو النثري أيا كان نوعه الفني موضحة
            مارأيته من جوانب قصور غفل عنها صاحب النص برفق ولين .
            ثم تضعين البديل الأفضل للتصويب مع الاستدلال بأمثلة للأدب البليغ
            ولا ينسى الناقد من ذكر محاسن النص وملامح جودته قبل أن يفند
            عيوبه التى يرى أنها أخلت بجمال النص . مشجعا لصاحبه على قبول
            النقد وإصلاح أخطائه في كتاباته المستقبلية .
            ========
            والله أعلى وأعلم . وشكرا للأستاذ حسين ليشوري الذي أتاح لي فرصة
            الرد على بنتي الكريمة أم المثنى .

            تعليق

            • محمد سلطان
              أديب وكاتب
              • 18-01-2009
              • 4442

              #21
              تحية طيبة من جديد

              و أهلاً بك أستاذنا الكريم

              أين أنت ؟ مختبئاً في وكرك !

              تحياتي بآريج المساء
              صفحتي على فيس بوك
              https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

              تعليق

              • روان محمد يوسف
                عضو الملتقى
                • 10-06-2009
                • 427

                #22
                [align=center]




                أستاذنا الكبير

                محمد فهمي يوسف

                نعم أستاذنا هو ما قلت حفظك الله

                إن تذوق النص ليس نقدا

                وهذا صحيح

                لكنني أعني الناقد نفسه

                والدارس لأصول النقد ومناهجه

                إن مثل هذا تجده يتقهقهر كثيرا قبل أن يفصل في نقده

                وكما قال الأستاذ حسين ليشوري إنه حين بدأ الخطوة الأولى نحو نقد متزن

                قوبل بسوء الظن، وشخصنة النقد، تلك العقدة النفسية المتفشية بين الكتاب العرب

                أما توضيحكم أستاذنا حول منهجية النقد فقد جاء في وقته الصحيح

                الذي نحب أن نناقشه بالفعل

                والذي ما فتئنا ننادي به ونتخذه شعارا حتى إذا كان، نكصنا ككتاب إلى الخلف

                وقلنا هذا الناقد إنما يقصد كذا وكذا

                وصدقا أقول لك يا أبت

                أنني حين دخلت هذا الملتقى ظننت خيرا وقلت والله في هذا المكان قد لا أجد هذا الوباء

                فإذا بي أتفاجأ في الأسبوع الأول وأقرأ نقدا غيورا لبعض الأساتذة بارك الله فيهم

                أجد كتابا لا دخل لهم في الموضوع أصلا يقولون للناقد لعلك تقصدني حين قلت

                ولعلك ولعلك

                أين للناقد بعدئذ أن يفصل أو حتى يشير إشارة خفيفة




                أستاذنا الكريم

                أشرتم إلى أمر هام جدا قلما يحظى به الكتاب

                وهو الناقد الذي يضع البديل الأصوب والمثال النافع أمام عيني صاحب النص

                بالنسبة لي .. لو كنت سأختار ناقدا.. لن أختار إلا ما جاء في وصفكم للناقد الحق

                دمت بكل خير ورخاء


                [/align]
                [CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=darkgreen][B]أم المثنى[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
                [CENTER][bimg]http://up8.up-images.com/up//uploads/images/images-085e7ac6c0.jpg[/bimg][/CENTER]

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
                  تحية طيبة من جديد

                  و أهلاً بك أستاذنا الكريم

                  أين أنت ؟ مختبئاً في وكرك !

                  تحياتي بآريج المساء
                  و أهلا بك أخي الحبيب محمد !
                  عساك بخير ؟
                  أنا هنا من حين لآخر حسب ما تسمح به ظروفي المتقلبة و الصعبة !
                  قرأت بعض كتاباتك، و أنا أهنئك على حيويتك و همتك، لكنني لم أتدخل بالتعليق لأنني، و ببساطة، فاقد لأية شهية في الحديث إلا للضرورة القصوى فمعذرة، أخي الكريم، إن أنا قصرت في حقك و أرجو التفهم !
                  دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                  تحيتي و مودتي.
                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  • حسين ليشوري
                    طويلب علم، مستشار أدبي.
                    • 06-12-2008
                    • 8016

                    #24
                    أختي الكريمة أم المثنى : تحية تقدير و اعتراف.
                    نحن في عصر السرعة، أقول السرعة حتى لا أقول التسرع، و هذا يفرض على الناس، و حتى على المتخصصين و المهتمين بالأدب عموما و بالنقد خصوصا، أن يبدوا آراءهم أو أحكامهم بسرعة معطين خلاصة انطباعاتهم على ما يقرؤون تشجيعا للكُتّاب، و أنا أعني هنا المخلصين الصادقينن من النقاد، أما المطبلين و المزمرين لكل خربشة فلا حديث لي عنهم،و لذا فكثيرا ما يأتي النقد مختصرا و مقتضبا، أما النقد الموسع المعلل و المستشهد له كما قال أستاذنا محمد فهمي يوسف مشكورا، فهو يحتاج إلى وقت و جهد قد لا يتوفران عادة، و لذا علينا التمييز بين نقد النقاد المعروفين و إن كان مقتضبا و بين "التطبيل" و "التزمير" المقصود بهما التغرير و "التكوير" في الحرير !!! و النقد "النتي" عموما نقد انطباعي فقط !
                    تحيتي و مودتي و تقديري.
                    و دمت على التواصل البناء الذي يغني و لا يلغي.
                    _________
                    ملحوظة بسيطة : قرأت قول أستاذنا لك "بُنيتي" و قولك له "أبتِ" فما الحكاية ؟ هل أنا بين أب و ابنته، و في اسميكما توافق عجيب، و لا أدري ؟ أم هي مجرد صدفة و حسن خطاب ؟ و مهما يكن من أمركما فنحن هنا، في الملتقى، أسرة كبيرة و إن تناءت الديار و تباينت "الأسرار" !
                    sigpic
                    (رسم نور الدين محساس)
                    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                    "القلم المعاند"
                    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                    تعليق

                    • روان محمد يوسف
                      عضو الملتقى
                      • 10-06-2009
                      • 427

                      #25
                      [align=center]



                      أستاذنا الكبير

                      حسين ليشوري

                      بارك الله فيك

                      وأنا التي أفخر أنني بين هذه النخبة من أمثالكم

                      وصدقا أقول أن رأيكم في هذا الموضوع بالذات يهمني للغاية

                      وأحرص أن ألتزم بنصائحكم في هذا الصدد

                      فكلام الأستاذ محمد فهمي يوسف حفظه الله

                      جاء كالنور الذي أبحث عنه فعلا لأسير على خطوات واضحة

                      قام مشكورا بسردها بشكل بسيط دون تعقيد المتحذلقين ومدعي العلم

                      وحديثكم أستاذنا الفاضل عن "النقد النتي" حديث أثار حفيظة النهم الذي أجدني قد ابتليت به

                      فنحن كما تعلم فقدنا التواصل الأدبي الذي كان ينعم به عهد أجيال سبقتنا

                      فكانت الصالونات الأدبية والمجلات المتخصصة والتي

                      يشارك ويكتب بها الأفذاذ من الكتاب والنقاد لها شأن وأي شأن

                      وعصر السرعة والنت جعل أعمارنا أقصر وأقل بركة، علما وأدبا ونفعا

                      فماذا يفعل أمثالنا حفظك الله

                      نسأل الله الرحمة

                      .:..:. .:..:. .:..:.

                      وحول سؤالكم عن حسن الخطاب مع أستاذنا القدير محمد فهمي يوسف بارك الله فيه

                      فهو عندنا في مقام جليل وهو صاحب الفضل في ندائي بابنته

                      أعلى الله قدره ورفع شأنه في عليين

                      لكم تقديري جميعا



                      [/align]
                      [CENTER][FONT=Traditional Arabic][COLOR=darkgreen][B]أم المثنى[/B][/COLOR][/FONT][/CENTER]
                      [CENTER][bimg]http://up8.up-images.com/up//uploads/images/images-085e7ac6c0.jpg[/bimg][/CENTER]

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #26
                        [align=center]أختي الفاضلة أم المثنى : تحيتي و تقديري.
                        أنا سعيد بتواصلك البناء و هو كما أريده يغني و لا يلغي بارك الله فيك !
                        كلام أستاذنا محمد فهمي يوسف كلام رجل محنك و ذي تجربة كبيرة و أنا أتشرف بالتتلمذ له إن قبل بي تلميذا.
                        و يعجبني لقبه الجميل ’’محب اللغة العربية’’ و كأنه لتواضعه يأبى أن يُنادى ’’أستاذ اللغة العربية’’ أو ’’لغويا’’ و هذا يذكرني بلقب محبي الحكمة، الفلاسفة، الذين كانوا يأبون أن ينادوا حكماء ففضلوا مناداتهم بـ ’’ محبي الحكمة’’ فيلوزوف، فـ ’’ فيلو’’ تعني محب أو هاوٍ و ’’زوف’’ تعني الحكمة و منها كلمة ’’فيلسوف’’ المعروفة فأستاذنا إذن ’’فيلولغة’’ = محب اللغة ! و ليتني أكون مثله و لو تشبها فالتشبه بالكرام فلاح ! و أستاذنا من الكرام حقا بارك الله فيه و جزاه عنا و عن اللغة العربية خيرا،
                        اللهم آمين يا رب العالمين.
                        أما عن ’’بُنيتي’’ و ’’أبتِ’’ فما سألتك إلا لأنني شعرت بالغيرة منكما أو الغبطة لكما فهلاَّ عذرتني ؟
                        شكرا لك على كرمك.
                        تحيتي و مودتي.[/align]
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • يحيى الحباشنة
                          أديب وكاتب
                          • 18-11-2007
                          • 1061

                          #27
                          أخي العزيز حسين ليشوري

                          اسعد الله أوقاتكم بكل خير

                          الحمد لله على سلامة ولدكم ، وأدعو الله أن يبعده عن أي مكروه

                          افتقدناك يا سيدي والله ، وأدعو الله؛ أن تكون أنت والعائلة الكريمة بخير جميعا .

                          مررت هنا لألقي التحية والسلام ، ولنا لقاء قريب بإذن الله عز وجل .

                          لك خالص تقديري واحترامي ومحبتي .
                          شيئان في الدنيا
                          يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
                          وطن حنون
                          وامرأة رائعة
                          أما بقية المنازاعات الأخرى ،
                          فهي من إختصاص الديكة
                          (رسول حمزاتوف)
                          استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
                          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
                          ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




                          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
                            أخي العزيز حسين ليشوري

                            اسعد الله أوقاتكم بكل خير

                            الحمد لله على سلامة ولدكم ، وأدعو الله أن يبعده عن أي مكروه

                            افتقدناك يا سيدي والله ، وأدعو الله؛ أن تكون أنت والعائلة الكريمة بخير جميعا .

                            مررت هنا لألقي التحية والسلام ، ولنا لقاء قريب بإذن الله عز وجل .

                            لك خالص تقديري واحترامي ومحبتي .
                            [align=center]و لك خالص محبتي و احترامي و تقديري كذلك أخي الحبيب يحي !
                            أشكرك أخي على رسالتك الكريمة و جزاك الله عني خيرا و لا أراك السوء أبدا، اللهم آمين !
                            كنت في شبه إجازة على شاطيء البحر مع أسامة ثم عدنا إلى بيتٍ ليس فيه نت و لذا أتاخر في الردود و لا أتابع ما يجري هنا فمعذرة.

                            دمت على التواصل الأخوي.
                            تحيتي و مودتي.
                            [/align]
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #29
                              قراءة سريعة في "الإنسان حيوان أنترنتي" لعبد الرشيد حاجب.

                              قراءة سريعة في :

                              "الإنسان حيوان أنترنتي"

                              للأديب الجزائري عبد الرشيد حاجب


                              هذه قراءة سريعة أملتها علي ظروفي لنص الأديب الجزائري المتميز عبد الرشيد حاجب، و النص، من حيث تصنيفه، إلى السيرة الذاتية أقرب منه إلى المقالة أو الخاطرة، و لو كنت في حال غير هذه الحال فربما كان لي مع النص المعروض وقفة مطولة، لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله، كما يقال، و أنا أعرض هنا قراءتي المتواضعة بتتابع المطالعة و ما يرد على ذهني من ملاحظات آنية، آمل أن تكون صائبة و واضحة بالقدر الذي أحبه و أرضاه خدمة للنص المدروس أولا ثم للنقد، أو للقراءة المستبصرة على الأقل، ثانيا، متخذا ما عرضته في مقالتي "في النقد الأدبي : الناقد ذواقة" و الخاطرة "الكتابة بالحب قبل الحبر"، المنشورتين هنا في "الملتقى"، نبراسا أهتدي به و ما أريد أن أخالف ما دعوت القراء إليه فيهما ما استطعت.
                              وضعت تعاليقي باللون البني تمييزا لها عن فقرات النص المكتوبة بالأزرق، و أعتذر إلى القراء مسبقا إن هم وجدوا في تعليقي خطأ لغويا أو مطبعيا أو عيبا في الإخراج أو تسرعا في التعليق أما ما جأ بالأحمر في النص فهو إما تصحيح أو استغراب.
                              و ما توفيقي إلا بالله.

                              يقول :
                              "مثلي مثلك تماما، أيها المتصفح المنافق.. يا شبيهي ... يا أخي ! "

                              إنني آخذ كلمة "منافق" هنا في معناها اللغوي الأصلي البحت و هو الدخول في النافقة جحر الضب أو الأنفاق ، أنفاق "الويب" المتشعبة الكثيرة و ليس في معناها الاصطلاحي أو الشرعي لأن من غير اللائق أن يصفع الأديب قارئه بهذه الشتيمة من أول سطر ومع هذا فهو يناديه "يا أخي" ! ثم إن جاز أن يتهم الكاتب نفسه بما يشاء فلا يجوز له أن يتهم غيره بما يعاني هو منه.
                              يقال إن اختيار المرء جزء من عقله، فإذا اقتيس كاتب نصا ما و ضمنه ما يكتب دون تعليق أو نقد فهذا دليل على الرضى عما نقل و اقتبس، و الصمت دليل الرضى كما يقال. و إن اختيار الأديب عبد الرشيد حاجب عبارة من "بودلير"، و ضمنها مقالته، يكفي للظن أنه يرضاها و يقبل ما جاء فيها كله، و في هذا مقال، إذ ما يصلح من كاتب في بيئة و مع قوم لا يصلح بالضرورة من كاتب آخر في بيئة مغايرة و مع قوم مخالفين و مختلفين ثقافة و دينا و بيئة، و من هنا جاءت كلمة "منافق" نابية لا تصلح مع قراء نحسبهم مسلمين كلهم.

                              "مثلك أصبحت كائنا رقميا ( نتيا internaut) بالمفهومالعربي الاستهلاكي طبعا . ولأن التعاريف كثيرة من الناطق إلى العاقل إلى الاجتماعي...إلخ ، فلا بأس أن نضيف اليوم ( الإنسان حيوان نتي ).وأترك الحرية لمن شاء أنيدعي براءة اختراع هذا المصطلح"

                              لم تصر هذه الكلمة، أو بالأحرى التركيب، مصطلحا بعد لأن من شروط الاصطلاح اتفاق الكافة من العلماء على الاسم الموضوع، هذا من حيث التسمية في حدّ ذاتها لغةًً، أما من حيث الدلالة فهي لا تعبر حقيقة عن الظاهرة الإنسانية الموضوعة لها لأن الصفات التي أطلقها العلماء على الإنسان منذ القدم، و قد ذكر الكاتب بعضها، صفات فطرية تولد مع الإنسان و تزول بزواله، أما "النت" فلم و لن يكون صفة فطرية أو خِلقية (من الخِلقة بكسر الخاء) و السبب بسيط جدا و هو أن الناس لا يملكون كلهم خطا هاتفيا ناهيك عن وصلة في الشبكة العنكبوتية ("الويب" أو "النيت") فمتى يصير الإنسان حيوانا نتيا" ؟ أظن أن هذه شطحة شاعر حالم أو أديب حائر فقط، و مع هذا اقترحت تصحيح العنوان كالتالي "الإنسان حيوان إنترنوطي" على ما في هذا الوصف من ملاحظات، و لو قال "إنسان إنترنوطي" بغير تعريف الإنسان، متحدثا عن نفسه أو عمن يشبهونه لكان أصوب !

                              " ففي عالم النت أصبح كل شيء مباحا حتى الزواج منأربع نساء بضغطة زر ، فلا مهر ولا صداق ولا هم يحزنون . تجدهن أمامك ،على شاشتك ) في أربع غرف متقابلة ، مختلفة أشكالها وألوانها ، ناعمة أسرتها وشراشفها وألحانها المسنجرية . وإن أعيتك حيل الغزل ، وخانتك العبارة ، قم فقط بنسخ ما تنثره الأولىمن وله وبوح وضعه عبر النافذة في غرفة الثانية ، فتنتعش الأرواح ويعم السلام .لا.لاتخف إن أخطأت وألقيت من نافذة إحداهن ، ما يخص الأخرى ، فالحيوان الأنثوي النتيمتفهم جدا ومتسامح لأقصى الحدود . وكيف لا ، وهي بدورها تملك - مثلك تماما - أربعة أزواج في أربع غرف ...ها قد حقق النت ما عجزت عنه عشرات الجمعيات النسوية المطالبة بالمساواة ، فيا لسعادة نوال السعداوي !! "

                              هذه الفقرة وحدها تحتاج إلى وقفة خاصة لا أستطيع وقوفها الآن، لما ورد فيها من أخطاء في التصور و جرأة على الجهر بالمنكر، فهي فقرة فاضحة لكاتبها و مفضوحة في ذاتها في الوقت نفسه و ما أظن الأديب فكر مليا قبل نشرها و ليته يعود إليها فيحذفها أو يُمَوِّهها، فإن كان و لابد، ففي التلميح غُينة عن التصريح و إذا ابتليتم فاستتروا !

                              "ولأنني كائن فضولي مثلك أيضا ، وكنت قبلها كاتبا حالما ، فقداندمجت في اللعبة النتية بكل جوارحي ، فكتبت وكُتب عني ، وعلقت حينا وعلقوني فيأغلب الأحيان ، وشتمت مرة لتطاردني الشتائم حتى باب داري ، وتصل لكل أفراد عائلتيفي أقطار الأرض . ما أغباني حين حفرت اسمي الصريح على شجرة في هذه الغابة المتوحشة، لأجد أغلب الحيوانات تتشممه بلذة وترفع سيقانها عليه ( أكرمكم الله )!ولن أنسى ماحييت يوم رن جرس هاتفي في أواخر الليل لأجد أخي يسأل من باريس : ( ما قصة مصحةالمجانين هذه يا رجل ؟ ) أي والله ! لقد نشر أحد أصحاب المواقع المشهورين بالجنونخبرا - عبر مجموعته البريدية الشهيرة- مفاده أن عبد الرشيد حاجب يقبع فيمصحة عقلية بجنوب الجزائر ! وأنا الجزائري الذي لم ير جنوب الجزائر في حياته ! نظرية الإسقاط في علم النفس مشهورة معروفة وهي أن يقوم المريض بإسقاط أمراضه علىالأسوياء للشعور بالراحة ! بل ذهب الهوس والجنون بالبعض أن جعلوا من مواقعهمجمهوريات وإمبراطوريات ، وعينوا السفراء والجنرالات ، وجندوا شعراء الظل والمداحينوالمداحات ، وأعلنوها حربا دونكشوتية على كل ما تراءى لهم من طواحين في آفاقهمالضيقة التي لا تتعدى ثقب ابرة في جدار الشبكة العنكبوتية الضخم الرهيب ، فضحك منضحك ، ونافق وساير من تعود النفاق والمجاراة ، لكني وقفت حائرا أعبر عن دهشتي لأشعربمن يلكزني في ظهري ويصرخ : ( تحرك يا مولانا أنت مطرود .. باندبالعربي إن كنت لا تفهم ! )، وقبلها بشهور كان أحد أصحاب المواقع قد غضب لمشرفتهالعبقرية للدرجة التي أعرفكم تتصورونها تماما وأبسطها إحراق الهمزات - من فوق الألفوتحتها - كأنها غانية تتسلى بإحراق أعواد الثقاب في حانة بائسة وهي تنتظر زبوناافتراضيا قد يأتي وقد لا يأتي ، فصاح فرحا : وجدتها .. وجدتها يقصد : باند .. باند !"

                              و هذه القطعة من النص تقطر بالذاتية، و هذا ليس عيبا في حد ذاته، لكن إذا تجاوز الأمر عن حده انقلب إلى ضده، فقد أكثر الكاتب من "أنا" و "ني" و "ي" الدالة على نزعة أثرية، نسبة إلى الأثرة، égotisme، جلية، و مع هذا ففيها سخرية لذيذة تبعث على الابتسام الصادق.

                              "ولسبب ما ، ربما لحساسيتي الفكريةالزائدة ، وجدتني أعاني من عقدة ( الباند ) هذه .ففكرت وقدرت ثم فكرت وقدرت ، حتىتعبت وتكدرت ، لأجدها يوما ملقاة أمامي تماما كالتفاحة .أي والله ، لقد وجدتها كماوجدوها ...وفورا مللأت الخانات في متصفح شركة الاستضافة ، ووضعت أرقام بطاقة الفيزالأجدني بعد أقل من ساعة مثلهم ، أي إمبراطورا بكل معنى الكلمة !اخترت لإمبراطوريتيستايلا ذهبيا ملكيا فاخرا وجلست أتأمل كل هذه الدنيا التي أملكها .فكرت أن أسجلباسم مستعار هذه المرة حتى لا يتلوث اسمي ، لكني سرعان ما سمعت الأدمن (admin ) يقهقه في وجهي : ( أولا ممنوع التسجيل بالأسماء المستعارة ، وثانيا أنا أعرفك يامولاي الإمبراطور ) وأصارحكم أني خجلت من نفسي ، فسارعت للتسجيل باسمي الحقيقيوأضفت في الوسط إسم والدي أطال الله عمره ، وإسم جدي أيضا رحمه الله ، ولم يبق سوىالبحث عن لقب عائلة عريقة شريفة ليكون لإمبراطوريتي جذور في التاريخ العربيالعظيم!

                              سجلت ثم بدأت أتجول في الموقع بعد إنشاء عشرات المنتديات بعناوين فخمة مخيفة مثل : منتدى لغات العصور الحجرية والجليدية وما قبل قبل قبل التاريخ ، ومنتدى ما بعد بعد بعد الحداثة ، ومنتدى الكتابة ما تحت تحت تحت درجة الصفر ، ومنتدى ما وراء وراء وراء الطبيعة ...وهكذا دواليك . ولأني كاتب قصة في الأصل ، فقد دخلت المنتدى المخصص بكل أبهة ، وتحديت نفسي وجميع منتديات الشبكة ، ونشرت القصة الخطيرة التي بسببها ( باندوني = طردوني) من مواقعهم ، وجلست أتلذذ بقراءة ما اعتقده الجهال تعرضا للذات الإلهية ، وأتشفى فيهم بلذة غامرة ، لأجدني فجأة أكتب تعليقا عليها باسم وهمي سجلت به وأقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..ما هذا التجاوز يا مولانا وهل هكذا تبنى الإمبراطوريات ، وتشيد الجمهوريات ؟ عد للتاريخ يا مولانا وقل لي هل رأيت إمبراطورية بلا قساوسة ولا رهبان ولا شيوخ ولا فقهاء ؟ وفعلا امتطيت القطار السريع لعمنا غوغل ، لأجدني في كل محطة أكره قصتي أكثر لما سببته وما تزال تسببه لي من صداع .. فعدت و كتبت رسالة خاصة لذلك الشخص الوهمي أعتذر منه ، وأشرح له بلطف أن القصة ربما لا تقصد ما فهمه هو منها ، وأطالبه بدراستها دراسة نقدية موضوعية بعيدا عن الخلفيات الدينية والإيديولوجية ...إلخ . ثم ذهبت لأنام . في الغد ، اندهشت وأنا أرى الأدمن قد قام بنزع صلاحياتي الإشرافية على منتدى القصة ، بل وحذف قصتي أيضا . ووجدت في بريد رسائلي الخاصة تحذيرا بالطرد إن أنا أسأت لقوانين المنتدى ، وواصلت شتم الناس على البريد الخاص كما فعلت مع الشخص الوهمي حين اتهمته بالجهل وعدم الفهم ، وأن لا مكان للعلمانيين والملحدين في هذا الموقع . يا الله ! ماذا يجري هنا يا رب ؟! الموقع موقعي ، والأدمن اللعين أنا وحدي من يملك كلمة مروره ، وحتى ذلك الشخص الوهمي أنا اخترعته وسجلت باسمه . نعم ماذا يجري ؟"

                              صراحة هذه القطعة تنم عن دراية واسعة بعالم "النت" الغابي المتوحش و هي تشهد للكاتب بالقدرة الكبيرة على الوصف الدقيق، و فيها سخرية لذيذة كذلك كسابقتها و هذا غير مستغرب من أديب أريب و كاتب لبيب كعبد الرشيد حاجب !

                              "في غمرة حزني وحيرتي ، تذكرت تلك الخاطرة التي قفيتها حتى كادت تشبه القصيدة ، وقلت لأنشرها مادامت بعيدة عن الدين والسياسة وكل ما يتعلق بشؤون البلاد والعباد ، فهي تخصني وحدي، ومن أناجيها من البشر إن وجدت :
                              يا قلباتستمد منه الشمس ضياءهـا
                              وتسـرق منـه وهجهـا الظهيـره
                              يا وجها يتوشـى الحسـن بحسنـه
                              ويتنفـس فيـه الــورد عبـيـره
                              أنت..أنـت روح الوجـود عـنـدي
                              أنت همساتـي والكلمـات الجهيـره"

                              الخاطرة، صراحة، رائعة و هي تنم عن شاعرية فائقة لا يجوز إلا التنويه بها و بقائلها لما فيها من تشبيه مقلوب، و هو أسمى أنواع التشبيه في البلاغة العربية، و مبالغة مطربة ! على ما فيها من غرابة، لأن الكاتب لا يدري إن كانت معشوقته موجودة أم لا !

                              "لكن ما كدت أنتهي من نشرها ، وأعود لمراجعتها حتى وجدت نفسي أبادر لكتابة رد على نفسي وأقول : (أنتِ روح الوجود عندي ؟ ! هل أنتَ متأكد مما تقول يا رجل والله سبحانه وتعالى يقول : {ويسالونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا الإسراء} (آية:85) فكيف تتجسد الروح في حبيبتك هذه يا رجل؟! )
                              طأطأت رأسي خجلا أول الأمر ثم سرعان ما بدأ الغضب يستبد بي على هذا الموقع اللعين ، فكتبت لنفسي رسالة خاصة أشتم نفسي وأتهمها بالكفر والزندقة .ثم كتبت ردا أفند فيه هذه الإتهامات وأتهم المرسل بالجهل والسطحية والاعتباطية ...لأجد الأدمن في اليوم التالي ينشر رسائلنا أمام جميع أعضاء الموقع ، أي جميع نفسي ويهدد بتسليط عقوبات قاسية. فما كان مني سوى أن دخلت معه في نقاشات طويلة ، لم نترك خلالها أي إيديولوجية ولا فلسفة ولا ديانة إلا أقحمناها ، لأتفاجأ بعد أن كتبت ردا طويلا مفصلا منظما ، أي أكاديميا بامتياز ومنسقا ومصححا على وورد ، أقول لأتفاجأ بعد عودتي أني أصبحت مطرودا أي باند بالعربي النتي الفصيح ، ويبدو أن الأدمن الكامن في أعماق موقعي الخاص تملكه الغضب بدوره فأجهز على قاعدة البيانات تخريبا ونهشا..."

                              لغة جميلة، كما هو معتاد عند أديبنا لما تصفو به حاله ! و فيه دلالة أخرى على معرفة الأديب بعالم "النت" و خباياه و مآسيه كذلك !

                              "فسرت وحيدا في شوارع الأنترنت أردد بيني وبيني وبيني :(بين كل خليتين في دماغ العربي المسلم، تنمو خلية على شكل حبة مسبحة يبللها لعاب تمتمات غامضة ! )."

                              هذا من أعجب ما قرأت في هذا النص الجميل عموما، لعل الناس، في بلدة الأديب، و هي مدينة "بني صاف" الجميلة قرب "عين تمشنت"، غرب الجزائر فيما أظن، يستعملون المسابح بأسنانهم فيبللونها بلعابهم ؟ !!!!!!!
                              أتمنى أن قراءتي هذه كانت سريعة فقط و لم تكن متسرعة.

                              ***

                              نقد النقد.


                              و الآن، و بعد هذه الجولة السريعة كما قلت أعلاه لأن النص يحتاج إلى وقفة أطول، ماذا يمكنني قوله في نص الأديب المبدع عبد الرشيد حاجب ؟ أما الإسراع بالقول "نص باذخ" و "عمل شامخ" فهذا "نقد نافخ" ينفخ الغرور في المقول فيه و لا يخدمه لا نصا و لا شخصا و لست من محبذيه البتة فهو "نقد" إنطباعي سريع أو متسرع لا بركة فيه و هو نقد معلول و نحن نسعي إلى نقد معلل.
                              الأدب عموما، و النقد فيه خصوصا، عمل إنساني بحت و النقد الأدبي ليس من العلوم الدقيقة البتة مهما حاول البعض إدخاله فيها، فهو تصادم أهواء و استعراض عبارات و لا يغرنك فخامة الألفاظ و جزالتها و جمال العبارات و تأنقها فيه، كما أنه إدراك لمعان و تذوق لعبارات و استحسان لصور و إن الإدراك و التذوق و الاستحسان متفاوتة عند الناس و لا يجوز قبول بعضها على حساب أخرى ما دامت تمت كلها إلى الذاتية أكثر مما تمت إلى الموضوعية !
                              لقد دعوت منذ فترة إلى التأسيس لنقد أدبي إسلامي، نقد يعتمد الصدق و الصراحة و الصرامة و الصبر (الصادات الأربع) في قراءته و في تحليله للنصوص المنقودة دون النظر إلى صاحب العمل، فهل يا ترى كنت صادقا و صريحا و صارما و صابرا بما يكفي فيما عرضته على القراء هنا ؟ و هل تجردت من ذاتيتي كلية كما يُدّعى عادة كذبا و زورا ؟
                              تناولت الذاتية بالتحليل في المقالة النقدية التي تحدثت عنها في بداية هذه الكلمة، "في النقد الأدبي : الناقد ذواقة" و في خاطرة "الكتابة بالحب قبل الحبر" و في ردودي على تعاليق القراء الكرام عليهما، فمن أراد ن يطلع على رأيي في المسألة فليعد إليهما، فالذاتية نوعان سلبي و إيجابي و آمل أنني كنت إيجابيا أكثر مني سلبيا و ما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، و أستغفر الله أولا و أخيرا.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              • إيمان عبد الغني سوار
                                إليزابيث
                                • 28-01-2011
                                • 1340

                                #30
                                حسين ليشوري
                                "الناقد في نظري فنان ذوَاق، أو هو ذواقة إمعانا في المبالغة، يستحسن ليضيف قيمة جديدة إلى العمل المنقود لم تكن ملاحظة من قبل فليفت إليها الأنظار، أو يستهجن ليبين عيبا لم يكن جليا فينصح بتصحيحه، وهكذا...انطلاقا من ذاتيته الإيجابية المضيفة التي أشرتُ إليها آنفا و ليس من الأخرى السلبية السالبة."
                                جميل ما وجدته هنا و مالفت نظري في البداية ها أنت تعود تشير إليه في النهاية
                                التذوق هو إمعان صدقت وبتركيز, متذوق الحرف مثل متذوق الشاي أو القهوة
                                يستطيع أن يعطيك مدى جودة المصنوع برشفة لكنه لا يشربه ابداً! حتى يكون دقيق مثله مثل الناقد
                                هنا قلما أجد ناقد يكتب في المجال للذي ينتقده لذلك ترى طموحاته واسعة ليرى
                                الأجمل والأجود لغوياً! بالنسبة لي اهتم بالنقد جداً ولكني أضع التصحيح اللغوي وإن كان الفرق
                                بينهم شتان إلى إني أضعهم في مرتبتين متتاليتان فالأخير يأخذ المقعد الأول ومن ثم يأتي النقد
                                سلمت أستاذ حسين ودام ثراء حرفك وارفٌ.
                                تحياتي:
                                " الحرية هي حقك أن تكون مختلفاً"
                                أنا الهذيان وبعـض الوهم حقيقة!

                                تعليق

                                يعمل...
                                X