أمِّي ... أ.د/ مصطفى الشليح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ.د/ مصطفى الشليح
    أديب و كاتب
    • 02-06-2007
    • 91

    أمِّي ... أ.د/ مصطفى الشليح

    .
    .




    أمِّي




    أرقتْ أمِّي ليلة الخميس حتَّى حدود الخامسةِ صباحا، وكنتُ برفقتِها أجرِّبُ الأرقَ الشفيفَ في حضرةِ السيدةِ الوالدةِ .. وكانتْ أحاديثنا خيولا من الكلام تعدو إلى حيثُ لا زمنٌ يعقلُ استرسالَ كلِّ شيءٍ في كلِّ شيءٍ.
    كنتُ، بين لحظةٍ وثانيةٍ، أهمسُ لها .. وسكونُ الليل يمدّ سمعا ليكونَ شاهدا ..ألا تنامينَ يا أمِّي قليلا ؟ كاد الصبحُ يشقّ قميصا وأوشك الليلُ ينكصُ .. ألا تنامينَ يا أمِّي أنا .. قليلا ؟
    وبعدَ عَصْر يوم الجُمعةِ كانتْ أمِّي تَنامُ على صدري نومتَها الأبديةَ .. وما كنتُ بكيتُ، ولكنَّني ما زلتُ أبكي..




    [poem=font=",6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
    .=.


    هُو الأذانُ أطلَّ الصُّبحُ يا أمِّي .. = قالتْ :تَوضَّأْ بماء الغيبِ والحُلم


    أنا تَوضَّأتُ .. يا أمِّي بكلِّ شَذى = ينهلّ من ثغركِ المَسقيِّ بالكرم

    أنا تواجدتُ حينَ الليلُ صبَّحني = رضاكِ. لا كانَ عنوانٌ إلى النَّوم

    أنامُ ..؟ لي ما تبقَّى مِنْ مُؤرقةٍ = لكيْ أنامَ على وقدٍ مِنَ الهمِّ ..



    لا .. لنْ أنامَ سوى في حضن سيِّدتِي = وأنتِ سيِّدتِي مذ كنتُ .. يا أمِّي

    لا .. لنْ أنامَ فأمِّي ليسَ تحرُسُني = منِّي .. وأمِّي هناكَ الآنَ. مَنْ يحْمي ؟
    .=.

    هُو الأذانُ فيا وحْدي .. أتسمعُه ؟ = يا وحْديَ المرّ نَجمي .. شاردُ النَّجم ..


    أمِّي على شفةِ الرؤيا مُكبرةٌ = والليلُ يَرسمُ لي أرجوحةَ النوم
    .=.

    لا .. لنْ أنامَ. أرى أمِّي تُهدهِدُني = هلْ نِمتَ يا ولدي .. يا مصطفى حُلمي ؟

    قلبي عليكَ. سهامُ البينُ ساهمةٌ = أردتْكَ حينَ رمتْ بالبين كالسَّهم


    قلبي عليكَ تمادى الليلُ يَرسمُني = ظلا عليكَ كأنِّي مُسبلُ الغيم ..

    مرَّ الدليلُ إلى وسْم يُسامرُه = ولا دليلَ إلى ما كانَ منْ خَتم

    فيا حبيبي قرأتُ اليومَ فاتحةً = منَ النَّدى فرأيتُ المُنتهَى يهمي

    .=.
    نورٌ يُصافحُني ميساء آيته =أبي, رأيتُ أبي في ذروةِ الضَّمِّ

    يَمدّ لي يدَه البيضاءَ يا ولدي = أسمو إليها .. لألقاها مِنَ اليُتم

    أرى المَيامينَ منْ أهلي على شُهبٍ = مِنَ الجلال .. أراني ألتقي أمِّي ..

    .=.
    هلْ نمتَ يا ولدي .. ؟ هذا الأذانُ علا = قلبي إليه سِفارٌ .. سافرُ الوسْم ..

    دربي مديدٌ. صَلاتي ثُمَّ أدعِيتي = ثُمّ الوقوفُ عكوفا .. في مدى صومي

    وطاعتي في هوى الرَّحمن خيرُ صُوىً = للدرب تكلؤه .. بالخير والغيم

    .=.
    فلا تنمْ ولدي .. في العُمر مُتَّسعٌ = منَ الرحيل إلى ما ليسَ مِنْ فهم

    دعني أضمّكَ في عينيَّ يا ولدي = ما أبعدَ الضمَّ في الآتي .. مِنَ الحَسْم

    دعني أحط يدي تَرعاكَ آمنةً = على جبينكَ حتَّى ينجلي يومي

    .=.
    لا .. لنْ أنامَ سألقي كلَّ أزمِنتي = لكيْ تَحفَّكَ مَرضيـًّا .. بلا غمِّ

    فلا تخفْ. رُقيتي ذكرٌ ومِسبحةٌ = إذا قضى الله كانَ الأمرُ .. بالحتْم

    ضُمَّ الإخاءَ أكنْ عينا تقرُّ به .. = نامتْ لأشرَقَ دمعا فاضَ باليُتمِ ..

    .=. [/poem]
    التعديل الأخير تم بواسطة أ.د/ مصطفى الشليح; الساعة 26-02-2009, 14:09.
    [align=center].
    .[/align]


    [align=center] أنا
    حينَ الكلامُ أجرى دمي
    قلتُ : .. أمانًا

    هُنا
    دمٌ مطلولُ


    وهُنا يظمأ الحمامُ
    ولا إلفٌ

    .. هُنا ماءٌ ظامئٌ مقتولُ
    [/align]

    [align=center].
    .
    [/align]
  • شاكر محمود حبيب
    أديب وكاتب
    • 14-02-2009
    • 143

    #2
    [frame="1 70"]
    اكرمك الله دكتور مصطفى
    قصيدة تعبق ببر الام جراك الله عنها رضى الله
    مودتي
    ارجو ان تتقبل هذه الابيات التي كانت انعكاسا آنيا لقصيدتك الرائعة
    ***

    [poem=font=",5,green,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    تبتل الليل في عيني فأرقني=وراء حلم جفا في صحوة الحلم
    وانزل الصبر ما بين الضلوع جوىً=يشبُّ في دمعة فيها النوى يهمي
    لما رأيت وراء الطيف غيمتها=حرثت قلبي فصاح القلب يا امِّي
    اكابد الشوق في صمتي فيحملني=اليك اني اراك العمر في حلمي[/poem]
    [/frame]
    [frame="15 80"]
    [frame="2 80"]


    [poem=font="Arial,6,darkred,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    لأجل بغداد امشي في الطريق وما=يردُّني عن هواها كـــــــيد عذالي
    أقاتل الهجر حتى يرتــــوي بدمي=وصل أضم به جرحي وآمـــــالي
    [/poem]
    [/frame]
    [/frame]

    تعليق

    • عبد الرحيم محمود
      عضو الملتقى
      • 19-06-2007
      • 7086

      #3
      د. مصطفى المحترم
      مهما كبر المرء يبقى حنينه
      الدائم لحضن أمه الدافيء
      كلمات نابعة من القلب تقدم
      على ورق الريحان لقلب
      الأم الذي لا ينتهي عطاؤه !
      تثبت ....
      نثرت حروفي بياض الورق
      فذاب فؤادي وفيك احترق
      فأنت الحنان وأنت الأمان
      وأنت السعادة فوق الشفق​

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        مستشار أدبي
        • 23-05-2007
        • 5434

        #4
        [align=justify]الأخ الدكتور مصطفى الشليح،

        عجزت عن كتابة كلام يليق بالمقام وألفيتني أذرف دموعا حزينة وأدعو الرحمن أن يشمل المرحومة والدتك ويشملك ويشملنا جميعا برحمته الواسعة.

        غبطتك كثيرا.

        آنسك الله.[/align]
        عبدالرحمن السليمان
        الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        www.atinternational.org

        تعليق

        • زياد بنجر
          مستشار أدبي
          شاعر
          • 07-04-2008
          • 3671

          #5
          الشاعر الأستاذ "أ.د/ مصطفى الشليح "
          رحم الله الغفور الرحيم الفقيدة الغالية و رزقها الدرجات العلى من الجنَّة
          أسأل الله برحمته و ببرك لها أن يجمعكما في مستقر رحمته إنه سميع مجيب
          سلمت من كل حزنٍ و ألم أخي الفاضل
          لا إلهَ إلاَّ الله

          تعليق

          • حياة سرور
            أديب وكاتب
            • 16-02-2008
            • 2102

            #6

            ما أجمل البِرَّ حين يعانق الشعر ليحلقا في القلوب حباً وصدقاً وجمالاً

            الأستاذ الشاعر الأديب .. أ.د/ مصطفى الشليح حفظك الله ورعاك

            قصيدتك تنبض بالمشاعر الجياشة فــ تشيع في الروح أحاسيس ترف

            رقةً وعذوبة ، وتذيب جليد المادة المتراكم على القلوب من جمود

            الحياة ، فــ تكشف للوجود جمال الحب الإنساني بشكل جليّ .

            رحم الله الفقيدة " والدتكم " وجعل مثواها الجنّة بإذن الله .

            وفقك الله وأثابك الجزاء الأوفى .

            تحيتي وتقديري ..


            تعليق

            يعمل...
            X