الفرق بين مرور الكرام والمرور الكريم ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    #31

    تحياتي الخالصة إلى الأخوة حماة اللغة العربية ورجالاتها ، وبعد :
    طرح السيد أبو صالح مسألة شائكة تتعلق بمسألة تطور اللغة بتطور المجتمع ، فهل اللغة كائن حي يتطور بتطور المجتمعات فتموت كلمات وتظهر كلمات وتتغير معانى كلمات ثالثة ، فتفقد معانيها الأصلية لتكتسب معاني جديدة تكتسبها من الاستعمال اليومي ، أم أنها بنية تامة كاملة لا يلحقها التغيير ولا التصحيف على مر العصور ، وعلى المجتمع أن يكد ويجد ليحافظ عليها كما هي .
    معظم اللغات العالمية تتطور بتطور المجتمع و البنية الوحيدة التي تحافظ على خصوصيتها هي البنية الصرفية وأكثر البنى تعرضا للتغيير هي بنية المعنى ، إذ بسبب التأثير و التأثر بالثقافات العالمية تتطور دلالة الكلمات ، يضاف إلى ذلك الجانب الإبداعي الذي يفرغ الكلمات من معانيها الأصلية ليشحنها بمعان جديدة تصبح ـ بعد كثرة التداول ـ كلمات عادية، و المعنى الذي أسماه الأستاذ الجليل نذير طيار المعنى الطارئ الجديد في "مرور الكرام" هو معنى بلاغي يفرغ العبارة من معناها الأصلي ليشحنها بمعنى نقيض على سبيل الاستعارة التهكمية .
    صحيح إن للغة العربية خصوصيتها باعتبارها لغة الوحي و أن إعجاز القرآن الكريم مرتبط بهذه اللغة ، ولا بد من الحفاظ عليها من أجل فهم النص القرآني ، لكنها لن نستطيع مهما حاولنا أن نقف في وجه التيار الزاحف الذي يكنس القديم ويحمل بدله معجما جديدا متولدا من نبض المجتمع.
    بل إن العديد من المفكرين والمثقفين دعوا منذ النصف الأول من القرن العشرين إلى تحطيم جدار اللغة منهم طه حسين وسعيد عقل ويوسف الخال الذي أرجع توقف مجلة شعر اللبنانية ذات الاتجاه الحداثي إلى جدار اللغة ، فنحن نتكلم بلغات متعددة هي اللهجات المحلية ونكتب بلغة أخرى هي العربية الفصحى .
    إن المسألة أعقد من الدعوة إلى المحافظة على اللغة العربية ، لكن كيف؟ وهل من الأصلح الحفاظ عليها كما هي دون باقي لغات العالم .
    أسئلة تتصارع في داخلي ، فأنا ممن يحبون اللغة القديمة بحكم تخصصي ، وأسعى جاهدا إلى أن أقرأها في مضانها الأدبية القديمة وفي مضانها الدينية ، لكن واقع الحال ومنطق التطور يقول : ستكون بدعوتك هذه بطلا إشكاليا يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع لا يملك تلك القيم . ولكم واسع النظر
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/

    تعليق

    • أبو صالح
      أديب وكاتب
      • 22-02-2008
      • 3090

      #32
      المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
      أخي أبو صالح،

      ملاحظة قيمة من شأنها أن تدفع بهذا النقاش في اتجاه آخر، وإلى بحث آخر في معاني ألفاظ أخرى مثل المنكر واللغو.

      اللغو أنواع، ومن أنواعه على سبيل المثال لا الحصر : اللغو في القرآن الكريم.

      يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
      "وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".

      لقد ظل الأغبياء والجهلة من الكفرة والملحدين وأمثالهم يلغون في كلام الله، ويحاولون الطعن في لغته منذ أربعة عشر قرنا، وأقول الأغبياء والجهلة لأن الأذكياء والعلماء منهم لديهم من الذكاء والعلم ما يمكنهم من الوقوف على حقيقة الكمال اللغوي للقرآن الكريم والتوصل إليها، فلا تراهم يتناولونه بالنقد والطعن من هذه الناحية.

      إن حمق اللاغين في لغة القرآن الكريم وجهلهم يبقى مانعا قويا أمام كل محاولات التفهيم والإقناع، لذلك فإن كل الجهود التي تصرف في هذا الاتجاه تذهب عبثا، فهم ليسوا طلاب حقيقة، ولا هم لهم إلا السخرية من الإسلام والمسلمين استنادا إلى معلوماتهم الناقصة والخاطئة. لذلك فإن الأفضل في هذه الحالة أن تتركهم في كفرهم وجهلهم وغبائهم ولغوهم يعمهون، وأرى أن "مرور الكرام" هو الحل الأمثل والأفضل والأفيد في مثل هذه الحالة.

      "يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"،
      "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". صدق الله العظيم"

      فما رأيكم دام فضلكم ...؟


      عزيزي منذر أبو هواش

      نحن فرض علينا السعي وإخلاص النيّة بكل ما أوتينا من إمكانيّات أما النتائج فهي بيد الله وحده لا شريك له

      ونؤمن وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى

      ويكفينا أنصع مثال منتظر الزيدي وما فعله ببوش بحذاءه بمبادرة شخصية استغلها في لحظة يقظة ضمير فهو ليس ملاك ولو كان ملاكا لما سمحوا له بدخول القاعة، ولكنه كان مفروز وعلى شروطهم تماما ولذلك كان من ضمن من سمحوا له بحضور المؤتمر الصحفي، ولكن استيقظ ضميره واستغل موقعه أفضل استغلال وبما متوفر لدى أي منّا وهو الحذاء

      كذلك الحال بأهل غزة ونهج المقاومة ودعمه، فكل ما فعلوه هو الصمود والثبات والمقاومة بكل ما متوفر لديهم من امكانيات متواجدة في كل مدننا،


      ما رأيكم دام فضلكم؟
      التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 13:58.

      تعليق

      • أبو صالح
        أديب وكاتب
        • 22-02-2008
        • 3090

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة

        تحياتي الخالصة إلى الأخوة حماة اللغة العربية ورجالاتها ، وبعد :
        طرح السيد أبو صالح مسألة شائكة تتعلق بمسألة تطور اللغة بتطور المجتمع ، فهل اللغة كائن حي يتطور بتطور المجتمعات فتموت كلمات وتظهر كلمات وتتغير معانى كلمات ثالثة ، فتفقد معانيها الأصلية لتكتسب معاني جديدة تكتسبها من الاستعمال اليومي ، أم أنها بنية تامة كاملة لا يلحقها التغيير ولا التصحيف على مر العصور ، وعلى المجتمع أن يكد ويجد ليحافظ عليها كما هي .
        معظم اللغات العالمية تتطور بتطور المجتمع و البنية الوحيدة التي تحافظ على خصوصيتها هي البنية الصرفية وأكثر البنى تعرضا للتغيير هي بنية المعنى ، إذ بسبب التأثير و التأثر بالثقافات العالمية تتطور دلالة الكلمات ، يضاف إلى ذلك الجانب الإبداعي الذي يفرغ الكلمات من معانيها الأصلية ليشحنها بمعان جديدة تصبح ـ بعد كثرة التداول ـ كلمات عادية، و المعنى الذي أسماه الأستاذ الجليل نذير طيار المعنى الطارئ الجديد في "مرور الكرام" هو معنى بلاغي يفرغ العبارة من معناها الأصلي ليشحنها بمعنى نقيض على سبيل الاستعارة التهكمية .
        صحيح إن للغة العربية خصوصيتها باعتبارها لغة الوحي و أن إعجاز القرآن الكريم مرتبط بهذه اللغة ، ولا بد من الحفاظ عليها من أجل فهم النص القرآني ، لكنها لن نستطيع مهما حاولنا أن نقف في وجه التيار الزاحف الذي يكنس القديم ويحمل بدله معجما جديدا متولدا من نبض المجتمع.
        بل إن العديد من المفكرين والمثقفين دعوا منذ النصف الأول من القرن العشرين إلى تحطيم جدار اللغة منهم طه حسين وسعيد عقل ويوسف الخال الذي أرجع توقف مجلة شعر اللبنانية ذات الاتجاه الحداثي إلى جدار اللغة ، فنحن نتكلم بلغات متعددة هي اللهجات المحلية ونكتب بلغة أخرى هي العربية الفصحى .
        إن المسألة أعقد من الدعوة إلى المحافظة على اللغة العربية ، لكن كيف؟ وهل من الأصلح الحفاظ عليها كما هي دون باقي لغات العالم .
        أسئلة تتصارع في داخلي ، فأنا ممن يحبون اللغة القديمة بحكم تخصصي ، وأسعى جاهدا إلى أن أقرأها في مضانها الأدبية القديمة وفي مضانها الدينية ، لكن واقع الحال ومنطق التطور يقول : ستكون بدعوتك هذه بطلا إشكاليا يبحث عن قيم أصيلة في مجتمع لا يملك تلك القيم . ولكم واسع النظر


        ما لونته باللون الأحمر من مداخلتك يمثل زاوية مهمة من المعالجة وهي تتناسب مع جميع لغات العالم إلا لغة القرآن الكريم من وجهة نظري، وهنا أنا أفرق بين لغة اللسان العربي ولغة القرآن الكريم وبسبب عدم التفريق لدى اللغويين / واللسانيين بينهما بشكل واضح يقعوا في خطأ منهجي أساسي من وجهة نظري، أي هل لغة اللسان العربي تتبع لغة القرآن الكريم، أم لغة القرآن الكريم تتبع لغة اللسان العربي؟

        وكنت قد عالجت هذا الخطأ المنهجي في التفكير والمعالجة لدى غالبية اللغوييّن / اللسانييّن العرب ممن درس في الغرب أو وفق مناهج الغرب خلال المناقشة في الموضوع والرابط التالي

        مفهوم المترادفات ما بين العربية والإنجليزية وبقية لغات العالم



        ما رأيكم دام فضلكم؟
        التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 18:49.

        تعليق

        • أبو صالح
          أديب وكاتب
          • 22-02-2008
          • 3090

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
          أخي أبو صالح،

          ملاحظة قيمة من شأنها أن تدفع بهذا النقاش في اتجاه آخر، وإلى بحث آخر في معاني ألفاظ أخرى مثل المنكر واللغو.


          المنكر تشمل وتحيط بمعنى اللغو، بينما معنى اللغو جزء من معنى المنكر

          ما رأيكم دام فضلكم؟

          التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 17:07.

          تعليق

          • د. وسام البكري
            أديب وكاتب
            • 21-03-2008
            • 2866

            #35
            أستاذي العزيز .. منذر أبو هوّاش

            قد نختلف لفظاً، لكننا ـ بالتأكيد ـ متفقون في الجزء الأكبر من المعاني المفهومة من الآية الكريمة، ومن المعاني المستعملة في عصرنا هذا، ومتفقون أيضاً على سلامة الطوية، وفي نيّة كل منّا الحفاظ على لغة القرآن الكريم.
            وما عرضتَه (حضرتُك)، وما عرضه الأخَوان الكريمان، سواء بالتحليل التداولي للدكتور علي المتقي، أو بالتحليل المنطقي للأستاذ نذير طيار، أو بالتحليل اللغوي المتواضع لتطور العبارة الذي قدمتُه (العبد الفقير
            يصبّ في تحقيق أكبر قدر ممكن من المقاربة للظاهرة اللغوية.

            ودمتم بخير.
            د. وسام البكري

            تعليق

            • أبو صالح
              أديب وكاتب
              • 22-02-2008
              • 3090

              #36
              د. عبد الرحمن موقع الجمعية لا يعمل، الظاهر هناك غزو، كيف سيصلوا إلى المقالة للإطلاع على الفكرة في رابط المداخلة#33؟

              والخلاصة من الرابط، من وجهة نظري أن لغة القرآن الكريم هي أعلى درجة من التطور التي ممكن أن يصل لها العقل البشري حتى آخر الزمان

              لغة اللسان العربي كلما اقتربت من لغة القرآن الكريم كلما اقتربت من الكمال اللغوي، وكلما ابتعدت عن لغة القرآن الكريم كلما ابتعدت عن أي كمال لغوي

              فلذلك من مصلحة أهل لغة اللسان العربي إن طمحوا بالتطور اللغوي، أن تتقرّب مناهجهم التعليمية من لغة القرآن الكريم

              خصوصا وأن اللغة هي وسيلة التفكير، أي كلما صلحت صلح التفكير نفسه

              ما رأيكم دام فضلكم؟
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 18:06.

              تعليق

              • أبو صالح
                أديب وكاتب
                • 22-02-2008
                • 3090

                #37
                نقطة أخرى مهمة أحببت ذكرها

                معاني المفردات والتعبيرات في المعاجم والقواميس تأخذ معناها من القرآن الكريم

                وليس معاني المفردات والتعبيرات القرآنية تؤخذ من المعاجم والقواميس

                بل يفسّر ما ورد بالقرآن بما ورد في القرآن أو بالأحاديث النبوية أولا

                ما رأيكم دام فضلكم؟
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 05-03-2009, 06:03.

                تعليق

                • سمر خليفة
                  عضو الملتقى
                  • 11-04-2008
                  • 24

                  #38
                  الأستاذ الفاضل منذر أبو هواش
                  شكر الله لك فتح هذه النافذة العامرة، وشكر الله لكل الأساتذة الأفاضل الذين أدلوا بدلائهم فيها .
                  أمتعتمونا و أفدتمونا بارك الله بكم.
                  في ما يخصني قطفت هذه الزهرات و ذهبت:


                  أما المرور الكريم ، فهو المرور الذي يترك أثره الطيب في المكان الذي يقع فيه .
                  ليست الألفاظ ذات دلالة واحدة، بل إن العديد منها تحمل دلالات عدة ومختلفة يحددها السياق، لذلك ينبغي فهم اللفظ في ضوء سياقه الذي ورد فيه، وذلك لأن قطع وبتر اللفظ عن سياقه يؤدي إلى الإخلال في الفهم، والبعد عن القصد والصواب.
                  إن القاعدة التي تقول (إن تغيير المبنى يؤدي إلى تغيير المعنى) حقيقة لا يمكن تجاهلها أو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال. وإن موضوعنا هنا متعلق في أساسه بالصفة والحال، وليس متعلقا بالفرق بين وصف السلوك ووصف الشخص!
                  الاستعمال الأصيل لمرور الكرام في العربية الأصيلة له معنى مدحي إيجابي فيه تكريم للنفس وتكريم للفعل ، لأن فعل الكريم لا يكون إلا كريما .
                  أما في العربية المعاصرة فقد تم قلب المعنى الأصلي وذلك من باب التعبير عن الشيء بنقيضه
                  جزاكم الله خيرا
                  [CENTER][IMG]http://www.alfaris.net/up/24/alfaris_net_1235905947.gif[/IMG][/CENTER]

                  تعليق

                  • علي المتقي
                    عضو الملتقى
                    • 10-01-2009
                    • 602

                    #39
                    المشاركة الأصلية بواسطة أبو صالح مشاهدة المشاركة
                    د. عبد الرحمن موقع الجمعية لا يعمل، الظاهر هناك غزو، كيف سيصلوا إلى المقالة للإطلاع على الفكرة في رابط المداخلة#33؟

                    والخلاصة من الرابط، من وجهة نظري أن لغة القرآن الكريم هي أعلى درجة من التطور التي ممكن أن يصل لها العقل البشري حتى آخر الزمان

                    لغة اللسان العربي كلما اقتربت من لغة القرآن الكريم كلما اقتربت من الكمال اللغوي، وكلما ابتعدت عن لغة القرآن الكريم كلما ابتعدت عن أي كمال لغوي

                    فلذلك من مصلحة أهل لغة اللسان العربي إن طمحوا بالتطور اللغوي، أن تتقرّب مناهجهم التعليمية من لغة القرآن الكريم

                    خصوصا وأن اللغة هي وسيلة التفكير، أي كلما صلحت صلح التفكير نفسه

                    ما رأيكم دام فضلكم؟
                    حينما نتحدث عن التطور لا نتحدث عن الأرقى ، و إنما عن الأيسر والأسهل والأكثر اقتصادا في النطق والتركيب و الدلالة ، فما كان صعبا في النطق بحكم النشأة والتربية و التلاقح الثقافي يتم إهماله ، وما تعددت معانيه ثم تكثيفها واختزالها في معنى واحد حتى يسهل اكتسابه وتعلمه ، فهل نجد اليوم في مثقفينا بين يميز بين وظيفة الهمزة الاستفهامية ووظيفة هل الاستفهامية على الرغم من دروس النحو والبلاغة التي تميز بينها ، هل نجد اليوم من يميز في استعماله بين دلالة الرياح الإيجابية ودلالة الريح السلبية ، إن الشعر المعاصر كله يستعمل الريح والرياح بمعنى واحد سلبا كان أم إيجابا ، على الرغم من أن العرب و القرآن الكريم لا يستعملان كلمة الريح إلا في ماهو سلبي " ريح صرصر عاتية " ولا يستعملان كلمة الرياح إلا في ماهو إيجابي " وأرسلنا الرياح لواقح . فهل نُخطئ كل شعرائنا على امتداد قرن من الزمن ، ونجعل من أنفسنا أكليروس اللغة وسدنتها التي تبيحالجائز وتمنع غير الجائز . إذا قمنا بذلك ، سنجد من يقول لنا ما قاله الفرزدق قديما : علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا .
                    2 إن لغة القرآن الكريم ليست شيئا آخر غير اللسان العربي الأصيل ، تكلمته العرب قبل الإسلام ،وتحداها في ما تتفاخر به ، وحين درس الجرجاني نظرية النظم العربي في دلا ئل الإعجاز ، استشهد بالقرآن وبالشعر ، وكان الشعر الجاهلي هو المرجع الأساس لفهم الكثير من قضايا اللغة في القرآن الكريم ، ويكفي العودة إلى كتاب المغني للقاضي عبد الجبار وخاصة الجزء السادس عشر لتأكيد ذلك . وبفعل تطور اللسان العربي وتلقيحه باللهجات المحلية للأقطار العربية ، أصبحنا نحتاج إلى من يفسر لنا كتاب الله وسنة نبيه ، ونحتاج إلى من يحقق لنا الشعر الجاهلي حتى تتيسر قراءته.
                    3 ـلن يصلح التفكير إلا إذا كان هناك توافق بين لغة الفكر ولغة الكتابة ، أما إذا كنا نفكر بلغة ونكتب بلغة ، فسيكون أسلوبنا ركيكا وعاجزا عن تبليغ ما يدور في أذهاننا .ولكم واسع النظر
                    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                    http://moutaki.jeeran.com/

                    تعليق

                    • أبو صالح
                      أديب وكاتب
                      • 22-02-2008
                      • 3090

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
                      حينما نتحدث عن التطور لا نتحدث عن الأرقى ، و إنما عن الأيسر والأسهل والأكثر اقتصادا في النطق والتركيب و الدلالة ، فما كان صعبا في النطق بحكم النشأة والتربية و التلاقح الثقافي يتم إهماله ، وما تعددت معانيه ثم تكثيفها واختزالها في معنى واحد حتى يسهل اكتسابه وتعلمه ، فهل نجد اليوم في مثقفينا بين يميز بين وظيفة الهمزة الاستفهامية ووظيفة هل الاستفهامية على الرغم من دروس النحو والبلاغة التي تميز بينها ، هل نجد اليوم من يميز في استعماله بين دلالة الرياح الإيجابية ودلالة الريح السلبية ، إن الشعر المعاصر كله يستعمل الريح والرياح بمعنى واحد سلبا كان أم إيجابا ، على الرغم من أن العرب و القرآن الكريم لا يستعملان كلمة الريح إلا في ماهو سلبي " ريح صرصر عاتية " ولا يستعملان كلمة الرياح إلا في ماهو إيجابي " وأرسلنا الرياح لواقح . فهل نُخطئ كل شعرائنا على امتداد قرن من الزمن ، ونجعل من أنفسنا أكليروس اللغة وسدنتها التي تبيحالجائز وتمنع غير الجائز . إذا قمنا بذلك ، سنجد من يقول لنا ما قاله الفرزدق قديما : علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا .
                      2 إن لغة القرآن الكريم ليست شيئا آخر غير اللسان العربي الأصيل ، تكلمته العرب قبل الإسلام ،وتحداها في ما تتفاخر به ، وحين درس الجرجاني نظرية النظم العربي في دلا ئل الإعجاز ، استشهد بالقرآن وبالشعر ، وكان الشعر الجاهلي هو المرجع الأساس لفهم الكثير من قضايا اللغة في القرآن الكريم ، ويكفي العودة إلى كتاب المغني للقاضي عبد الجبار وخاصة الجزء السادس عشر لتأكيد ذلك . وبفعل تطور اللسان العربي وتلقيحه باللهجات المحلية للأقطار العربية ، أصبحنا نحتاج إلى من يفسر لنا كتاب الله وسنة نبيه ، ونحتاج إلى من يحقق لنا الشعر الجاهلي حتى تتيسر قراءته.
                      3 ـلن يصلح التفكير إلا إذا كان هناك توافق بين لغة الفكر ولغة الكتابة ، أما إذا كنا نفكر بلغة ونكتب بلغة ، فسيكون أسلوبنا ركيكا وعاجزا عن تبليغ ما يدور في أذهاننا .ولكم واسع النظر

                      عزيزي د. علي المتقي زاوية الطرح والمعالجة التي تطرحها، أنا أفهمها أنك لا تؤمن بالله وفق ما أرسله الله لنا لنفهمه من خلالها، لأن طريقة الطرح فهمت منها أن القرآن والسنّة النبوية ليست حقيقة مطلقة

                      من الناحية العلمية والمنطقية والموضوعية لا يمكن مقارنة ما في القرآن الكريم والسنة النبوية المعتمدة والتي ثبت نقلها عن الرسول صلى الله عليه وسلم بطريقة منطقية وموضوعية وعلمية، بكلام البشر هذا خطأ منهجي وأساسي من وجهة نظري، وهذه لا ينتبه عليها كل من تلوثت أفكارهم بالعلمانية والديمقراطية ومناهجها التعليمية

                      اللهجات لم تكن غير موجودة في أي يوم من الأيام بين العرب على مدى تاريخهم ولذلك حتى قراءة القرآن كانت بعدة قراءات والتي تعني عدة ألسن، وتم اختراع طريقة عبقرية خاصة لتمثيل هذه القراءات في كتابة نص القرآن الكريم وتجد ما كتبته في هذا الموضوع تحت العنوان والرابط التالي

                      قياس الرسم الكتابي على الرسم القرآني

                      إلى أي مدى يجوز القياس على الرسم القرآني في رسم الألفاظ ؟ هذا السؤال أضعه؛ ليُدلي الأخوة الباحثون كافة بآرائهم في قياس الرسم الكتابي (المعاصر الذي نتداوله في كتاباتنا) على الرسم القرآني، من أجل التصحيح أو التيسير. وأهلاً ومرحباً بكم


                      ولذلك حتى علمائنا الأوائل في كتابة الحروف التي ينطقها اللسان العربي قالوا أنها تصل إلى 50 حرف أو صوت وتم تمثيلها كلها كتابة، وفي هذا الموضوع أنا كتبت وجمعت أقوال لسيبويه وغيره في الموضوع والرابط التالي

                      أصل شكل أو رسم كل حرف من حروف اللغة العربية؟



                      ولذلك أنا أرى حتى تمثيل حرف اللسان العربي للآن ما زالت ناقصة على الحاسوب ولتوضيح لماذا؟ كتبت الحلول المقترحة ترميز "صالح" للسان العربي في الرابط التالي



                      ما رأيكم دام فضلكم؟
                      التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 03-08-2009, 05:09.

                      تعليق

                      • أبو صالح
                        أديب وكاتب
                        • 22-02-2008
                        • 3090

                        #41
                        المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
                        حينما نتحدث عن التطور لا نتحدث عن الأرقى ، و إنما عن الأيسر والأسهل والأكثر اقتصادا في النطق والتركيب و الدلالة ، فما كان صعبا في النطق بحكم النشأة والتربية و التلاقح الثقافي يتم إهماله ، وما تعددت معانيه ثم تكثيفها واختزالها في معنى واحد حتى يسهل اكتسابه وتعلمه ، فهل نجد اليوم في مثقفينا بين يميز بين وظيفة الهمزة الاستفهامية ووظيفة هل الاستفهامية على الرغم من دروس النحو والبلاغة التي تميز بينها ، هل نجد اليوم من يميز في استعماله بين دلالة الرياح الإيجابية ودلالة الريح السلبية ، إن الشعر المعاصر كله يستعمل الريح والرياح بمعنى واحد سلبا كان أم إيجابا ، على الرغم من أن العرب و القرآن الكريم لا يستعملان كلمة الريح إلا في ماهو سلبي " ريح صرصر عاتية " ولا يستعملان كلمة الرياح إلا في ماهو إيجابي " وأرسلنا الرياح لواقح . فهل نُخطئ كل شعرائنا على امتداد قرن من الزمن ، ونجعل من أنفسنا أكليروس اللغة وسدنتها التي تبيحالجائز وتمنع غير الجائز . إذا قمنا بذلك ، سنجد من يقول لنا ما قاله الفرزدق قديما : علي أن أقول وعليكم أن تحتجوا .
                        2 إن لغة القرآن الكريم ليست شيئا آخر غير اللسان العربي الأصيل ، تكلمته العرب قبل الإسلام ،وتحداها في ما تتفاخر به ، وحين درس الجرجاني نظرية النظم العربي في دلا ئل الإعجاز ، استشهد بالقرآن وبالشعر ، وكان الشعر الجاهلي هو المرجع الأساس لفهم الكثير من قضايا اللغة في القرآن الكريم ، ويكفي العودة إلى كتاب المغني للقاضي عبد الجبار وخاصة الجزء السادس عشر لتأكيد ذلك . وبفعل تطور اللسان العربي وتلقيحه باللهجات المحلية للأقطار العربية ، أصبحنا نحتاج إلى من يفسر لنا كتاب الله وسنة نبيه ، ونحتاج إلى من يحقق لنا الشعر الجاهلي حتى تتيسر قراءته.
                        3 ـلن يصلح التفكير إلا إذا كان هناك توافق بين لغة الفكر ولغة الكتابة ، أما إذا كنا نفكر بلغة ونكتب بلغة ، فسيكون أسلوبنا ركيكا وعاجزا عن تبليغ ما يدور في أذهاننا .ولكم واسع النظر
                        وفي مناقشة إشكالية لغة اللسان العربي الحالي في محاولة للوصول إلى منهج تعليمي يعالج كل النواقص لإتمامها تم مناقشة ذلك في موقع الجمعية في المواضيع والروابط التالية

                        ماذا خسر العالم بانحطاط العربية ومحاولة في إيجاد حلول



                        أصل شكل أو رسم كل حرف من حروف اللغة العربية؟



                        منهاج جديد لتعليم اللغة العربية



                        وتم تمثيل خلاصة كل ذلك في جهاز المعلم صالح لتعليم اللغة العربية وتجدون تقديم له في الموضوع والرابط التالي

                        "جهاز المعلم صالح لتعليم اللغة العربية"



                        ما رأيكم دام فضلكم؟
                        التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 05-03-2009, 06:39.

                        تعليق

                        • علي المتقي
                          عضو الملتقى
                          • 10-01-2009
                          • 602

                          #42
                          السيد أبو صالح : إن الإيمان مسألة قلبية يعلمها الله وحده وهو المطلع على ما في الصدور ، وهو الشيء الذي لا يمكن تبريره أو الجدل فيه ، لذا لا داعي لنفيه عن أحد . وما قلته أنا في تدخلي السابق ، لا يمس لا القرآن الكريم في إطلاقيته ولا السنة النبوية الصحيحة في قدسيتها ، و إنما هو وجهة نظر لست قائلها ، ولا أشك في صحتها، فقد قال بها ابن عباس حبر هذه الأمة ، وقال بها غيره من المحدثين ، وقال بها القاضي عبد الجبار وهو من هو في المذهب الاعتزالي الذي لا أستطيع أن أنفي عنه الأيمان حتى ولو خالفته الرأي في بعض تفاسيره .
                          وهذه بعض الآراء التي قال بها هؤلاء السلف و التي تؤكد أن القرآن خاطب العرب بلغتهم وبلسانهم وليس بلغة أخرى غريبة عنهم ، وتحديهم بأن ياتوا بسورة من مثله لا يصح إلا إذا تحداهم بما يعرفون لا بما يجهلون . وهو لا ينقص من قيمة الوحي القرآني في شيء.
                          ألم يقل الله عز وجل في كتابه العزيز :
                          " وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ. "

                          و قال في سورة الشعراء: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين."

                          وهذه بعض الآراء التي أعفاني أحد الأخوة في منتدى من المنتديات من البحث عنها وجمعها جزاه الله خيرا تؤكد ما سبقت الإشارة إليه :
                          قال مجاهد: "لا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب".
                          وروى عكرمة عن ابن عباس قال: "إذا سألتموني عن غريب اللغة فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب".
                          وعنه في قوله تعالى: (وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ) قال: "ما جمع" وأنشد:
                          إِنّ لنا قلائصاً حقَائقا مستوسقات لو يجدن سائقا
                          وقال ابن عباس: "الشعر ديوان العرب فإذا خفيَ عليهم الحرفُ من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم فالتمسوا معرفة ذلك".
                          وسئل ابن عباس عن قوله تعالى : (عن اليمين وعن الشمال عزين) وهل تعرف العرب ذلك.
                          قال: نعم أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول:
                          فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا

                          وكتب التفسير تزخر بالأبيات الشعرية التي استدل بها المفسرون على ما ذهبوا اليه من معنى لبعض ألفاظ القرآن الكريم.
                          فأين عدم الإيمان في كل هذا يا أبا صالح؟
                          لو كنت محلك ـ ولن أكون أبدا ـ واعتقدتُ بما اعتقدتَ به و أردتُ أن أنصح إنسانا ، لن أخاطبه بما خاطبتَني به ، ولكن سأقول إنني أخالفك الرأي وأن كلامك لا يقوله مؤمن بالله ، ولن أقول أبدا لأحد إنك لا تؤمن بالله وهو يعلن إيمانه ، فاتق الله في أقوالك يا أبا صالح ، والله عز وجل وحده يحكم بين الناس في ماهم فيه مختلفون .

                          فيما يخص اللهجات : أعتقد أنك لم تفهم قصدي ، فأنا تحدثت على أن اللهجات التي نتحدث بها اليوم باعدت بيننا وبين فهمنا للغة القرآن الكريم و للغة الشعر العربي القديم والجاهلي منه بشكل خاص ، ونحتاج إلى من يفسر كتاب الله وتقريب فهمه لنا ، ونحتاج أيضا إلى من يحقق الشعر الجاهلي ويشرح كلماته بالمعجم لفهمه وتقريبه وتيسيره ، ولا يعني هذا أبدا أن الشعر الجاهلي و القرآن الكريم على قدم المساواة في القدسية ، فذاك وحي منزل وذاك شعر مبتدع ، يشتركان في اللغة لا في الإسلوب ولا في الجنس ، لذا لا يجد المسلمون حرجا في أن يعودوا إلى الشعر الجاهلي لفهم كلمة من كلمات القرآن الكريم .
                          ما أقوله يا أبا صالح ليس علما منزلا ولا رأيا لا يناقش ، وإنما هو وجهة نظر قال بها عدد من الناس واقتنعت بها ، وأقول بها ، فإن أصبت فذاك المراد وإن أخطأت فأستغفر الله لي ولك ولجميع المسلمين . ولكم واسع النظر
                          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                          http://moutaki.jeeran.com/

                          تعليق

                          • أبو صالح
                            أديب وكاتب
                            • 22-02-2008
                            • 3090

                            #43
                            المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
                            السيد أبو صالح : إن الإيمان مسألة قلبية يعلمها الله وحده وهو المطلع على ما في الصدور ، وهو الشيء الذي لا يمكن تبريره أو الجدل فيه ، لذا لا داعي لنفيه عن أحد . وما قلته أنا في تدخلي السابق ، لا يمس لا القرآن الكريم في إطلاقيته ولا السنة النبوية الصحيحة في قدسيتها ، و إنما هو وجهة نظر لست قائلها ، ولا أشك في صحتها، فقد قال بها ابن عباس حبر هذه الأمة ، وقال بها غيره من المحدثين ، وقال بها القاضي عبد الجبار وهو من هو في المذهب الاعتزالي الذي لا أستطيع أن أنفي عنه الأيمان حتى ولو خالفته الرأي في بعض تفاسيره .
                            وهذه بعض الآراء التي قال بها هؤلاء السلف و التي تؤكد أن القرآن خاطب العرب بلغتهم وبلسانهم وليس بلغة أخرى غريبة عنهم ، وتحديهم بأن ياتوا بسورة من مثله لا يصح إلا إذا تحداهم بما يعرفون لا بما يجهلون . وهو لا ينقص من قيمة الوحي القرآني في شيء.
                            ألم يقل الله عز وجل في كتابه العزيز :
                            " وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ. "

                            و قال في سورة الشعراء: "نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين."

                            وهذه بعض الآراء التي أعفاني أحد الأخوة في منتدى من المنتديات من البحث عنها وجمعها جزاه الله خيرا تؤكد ما سبقت الإشارة إليه :
                            قال مجاهد: "لا يحل لأحدٍ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله إذا لم يكن عالماً بلغات العرب".
                            وروى عكرمة عن ابن عباس قال: "إذا سألتموني عن غريب اللغة فالتمسوه في الشعر فإن الشعر ديوان العرب".
                            وعنه في قوله تعالى: (وَٱللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ) قال: "ما جمع" وأنشد:
                            إِنّ لنا قلائصاً حقَائقا مستوسقات لو يجدن سائقا
                            وقال ابن عباس: "الشعر ديوان العرب فإذا خفيَ عليهم الحرفُ من القرآن الذي أنزله الله بلغتهم رجعوا إلى ديوانهم فالتمسوا معرفة ذلك".
                            وسئل ابن عباس عن قوله تعالى : (عن اليمين وعن الشمال عزين) وهل تعرف العرب ذلك.
                            قال: نعم أما سمعت عبيد بن الأبرص وهو يقول:
                            فجاءوا يهرعون إليه حتى يكونوا حول منبره عزينا

                            وكتب التفسير تزخر بالأبيات الشعرية التي استدل بها المفسرون على ما ذهبوا اليه من معنى لبعض ألفاظ القرآن الكريم.
                            فأين عدم الإيمان في كل هذا يا أبا صالح؟
                            لو كنت محلك ـ ولن أكون أبدا ـ واعتقدتُ بما اعتقدتَ به و أردتُ أن أنصح إنسانا ، لن أخاطبه بما خاطبتَني به ، ولكن سأقول إنني أخالفك الرأي وأن كلامك لا يقوله مؤمن بالله ، ولن أقول أبدا لأحد إنك لا تؤمن بالله وهو يعلن إيمانه ، فاتق الله في أقوالك يا أبا صالح ، والله عز وجل وحده يحكم بين الناس في ماهم فيه مختلفون .

                            فيما يخص اللهجات : أعتقد أنك لم تفهم قصدي ، فأنا تحدثت على أن اللهجات التي نتحدث بها اليوم باعدت بيننا وبين فهمنا للغة القرآن الكريم و للغة الشعر العربي القديم والجاهلي منه بشكل خاص ، ونحتاج إلى من يفسر كتاب الله وتقريب فهمه لنا ، ونحتاج أيضا إلى من يحقق الشعر الجاهلي ويشرح كلماته بالمعجم لفهمه وتقريبه وتيسيره ، ولا يعني هذا أبدا أن الشعر الجاهلي و القرآن الكريم على قدم المساواة في القدسية ، فذاك وحي منزل وذاك شعر مبتدع ، يشتركان في اللغة لا في الإسلوب ولا في الجنس ، لذا لا يجد المسلمون حرجا في أن يعودوا إلى الشعر الجاهلي لفهم كلمة من كلمات القرآن الكريم .
                            ما أقوله يا أبا صالح ليس علما منزلا ولا رأيا لا يناقش ، وإنما هو وجهة نظر قال بها عدد من الناس واقتنعت بها ، وأقول بها ، فإن أصبت فذاك المراد وإن أخطأت فأستغفر الله لي ولك ولجميع المسلمين . ولكم واسع النظر
                            عزيزي ا.د. علي المتقي

                            أنا أظن أنك ما زلت لم تلتقط ما حاولت تبيينه لك والخط الفاصل والواضح بين ما طرحته أنا وما طرحته أنت، فأنا لا اختلف مع ما استشهدت به من كل أقوال السلف، ولكن أظن أنت لم تفهم كلامي حتى الآن

                            من وجهة نظري مخاطبتهم بلسانهم شيء، وأن يكون هو لغتهم شيء آخر تماما

                            أي هل لغة اللسان العربي تتبع لغة القرآن الكريم، أم لغة القرآن الكريم تتبع لغة اللسان العربي؟

                            كل ما طرحته أنت من زاوية أن لغة القرآن تتبع لغة اللسان العربي

                            وهذا ينفي عنها موضوع أنها حقيقة مطلقة، وتقع في إشكاليات لها أول وليس لها آخر من وجهة نظري

                            ما رأيكم دام فضلكم؟

                            تعليق

                            • علي المتقي
                              عضو الملتقى
                              • 10-01-2009
                              • 602

                              #44
                              يا أبا صالح أصلحك الله ورعاك : أعتقد والله أعلم أنه ليست هناك لغتان تتبع الواحدة منهما الأخرى ، بل لغة واحدة هي اللغة العربية تكلمتها العرب قبل الإسلام ونزل بها القرآن الكريم ، وإن كانت هناك من خصوصية مطلقة للقرآن الكريم ففي الصياغة و الأسلوب والحجاج والجدل و الأحكام التي بلغ بها مبلغ الكمال .
                              هذا ما أكده عبد القاهر الجرجاني رحمه الله في كتابه القيم دلائل الإعجاز في علم المعاني . قال : " أَعْجَزَتْهم مزايا ظَهَرَتْ لهم في نَظْمه، وخصائصُ صادَفُوها في سِياق لفظه، وبدائعُ راعَتْهم من مبادئ آيهِ ومَقَاطعها، ومَجاري ألفاظها ومَواقِعها، وفي مَضْرَبِ كلِّ مَثَلٍ، ومَساقِ كلِّ خبر، وصُورةِ كلِّ عِظَةٍ وتنبيهٍ وإعلام، وتَذكيرٍ وترغيبٍ وترهيبٍ، ومع كلِّ حُجَّةٍ وبرهانٍ، وصفةٍ وتِبْيان؛ وبَهَرهم أنهم تَأَمَّلوه سورةً سورةً، وعَشْراً عشْراً، وآيةً آية، فلم يَجدوا في الجميع كلمةً يَنْبُوا بها مكانُها، ولفظةً يُنْكَرُ شأنُها، أو يُرى أنَّ غيرَها أَصلحُ هناك أو أشْبَهُ، أو أَحْرى وأخْلَقُ؛ بل وَجدوا اتِّساعاً بَهَرَ العقولَ، وأَعْجَز الجُمهورَ، ونظاماً والتئاماً، وإتْقاناً وإحكاماً، لم يَدَعْ في نَفْسِ بليغٍ منهم - ولو حَكَّ بيافوخه السماء - مَوْضِعَ طمع، حتى خَرسَت الألسْنُ عن أنْ تدّعي وتقول، وخَلَدَتِ القُرومُ، فلم تَمْلِك أنْ تَصُولَ."
                              والمعجز هنا في نص الجرجاني ليس هو اللسان العربي أواللغة العربية ، وإنما الكلام القرآني أي الاستخدام القرآني للسان العربي وللغة العربية . إذن فالشعر الجاهلي و القرآن الكريم يشتركان في اللسان (أي القانون الذي يحكم اللغة ) ويختلفان في (الكلام ) أي الاستخدام الخاص و التوظيف الخاص لهذا القانون.
                              ولآن القرآن الكريم يشترك مع الشعر في الألفاظ والقانون فإن العرب تبحث عن كل كلمة قرآنية لم تفهمها في الشعر الجاهلي .
                              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                              http://moutaki.jeeran.com/

                              تعليق

                              • أبو صالح
                                أديب وكاتب
                                • 22-02-2008
                                • 3090

                                #45
                                عزيزي ا.د. علي المتقي

                                آمين على دعواتكم ولكم بمثلها

                                أنت لك رأيك وعرضت حججك عليه وأنت حر به

                                وأنا لي رأيي وعرضت حججي عليه وأنا حر به

                                لننتظر بقية الآراء في هذا الموضوع

                                ما رأيكم دام فضلكم؟

                                تعليق

                                يعمل...
                                X