الأخت هناء شوقي،
الأخ أبو صالح،
كلماتكم مشجعة.
شكرا لمتابعتكم،
التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 03-03-2009, 17:45.
[align=center] منذر أبو هواش
مترجم اللغتين التركية والعثمانية
Türkçe - Osmanlıca Mütercim
Turkish & Ottoman Language Translator
munzer_hawash@yahoo.com http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/
عبارة " مر علينا فلان مرور الكرام " لا تستخدم استخداما مجازيا إلا من أجل الدلالة على السرعة والخفة واختصار الوقت، والشائع أنها غالبا ما تستخدم في اللغة بمعزل عن المناسبة القرآنية،لذلك أعتقد أن تفسيرك المحدث لها على أنها إشارة للإهمال واللامبالاة ناشئ عن تصور شخصي خاطئ، ويمكنني الادعاء بأن هذا الفهم فيه توسع وتكلف لا مبرر ولا أصل له في الحقيقة والواقع.
لقد كان التأصيل اللغوي هو هدفي الوحيد من الإشارة إلى العلاقة اللغوية التاريخية بين هذا التعبير والآية القرآنية موضوع البحث في هذه المشاركة. ولست أرى سببا ولا مبررا مقنعا لإقحام وإدخال أية دلالات سلبية إضافية في هذا التأصيل.
وشكرا لجهودكم،
منذر أبو هواش
أستاذي الفاضل منذر أبو هوّاش .. أرجو أن تسمح لي بإبداء الرأي في مداخلتك للأستاذ الفاضل نذير طيّار ، والذي شجعني على ذلك محاولتك تأصيل العبارتين؛ وأن نتعاون في هذا التأصيل الذي هو هدف الجميع إن شاء الله.
أعتقد بتواضع أن التأصيل يبدأ من المعجم العربي، وتفسير القرآن الكريم، وتتبع التطور التاريخي للفظ أو المعنى عبر العصور لدى الكتّاب أو المتكلمين. فإذا ابتدأنا بالمعجم نجد الآتي:
مَرَّ الكرامُ و مرُّوا كراماً و مرّوا مرورَ الكرامِ
فالكرام تعني أن كل فردٍ منهم (كريم)، فهل يستدعي هذا أن يكون المعنى: المرور السريع ؟.
من وجهة نظري المتواضعة حين نتمثّل هذه الجمل لابدّ من أننا نضع احتمالات متعددة للمعنى المراد، وليس من بينها المرور السريع:
1. إالتنزيه: مرّوا وقد كرّموا أنفسهم (أي نزّهوا أنفسهم)، والكريم: الذي كَرَّم نفْسَه عن التَّدَنُّس بشيءٍ من مخالفة ربه. /يُنظر لسان العرب: كرم/.
2. الكرام: أهل الجُود. قال الشاعر:
فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ = وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ
وتقديره: وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم. /لسان العرب: كون/.
3. وصف للعين: قيل: إِذا ما فَقَدْتُمْ أَسْوَدَ العينِ كنْتُمُ كِراماً. /لسان العرب: سود/.
هذه هي المعاني في المعجم العربي، وليس فيها شيء من معنى المرور السريع.
وأما في التفسير؛ في تفسير الآية الكريمة (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا)/الفرقان 72/.
فإني مع الأساتذة الأفاضل الذين سبقوني في التعقيب، فلا يظهر منها معنى السرعة، على الرغم من مراجعتي التفاسير بأنواعها واتجاهاتها المختلفة !، فخلاصة ما أجمع عليه المفسرون الآتي:
ــ ( وإذا مروا ) * على طريق الاتفاق * ( باللغو ) * بما ينبغي أن يلغى ويطرح مما لا خير فيه * ( مروا كراما ) * أي مكرمين أنفسهم عن الوقوف عليه والخوض فيه معرضين عنه.
أو قولهم: ــ وإذا مروا بأهل اللغو وهم يلغون مروا معرضين عنهم منزهين أنفسهم عن الدخول فيهم والاختلاط بهم ومجالستهم.
وليس فيما تقدّم من معنى السرعة شيء !.
ــــ والآن نتابع ما لدى الكتّاب وفي ألسنة المتكلمين: شاع في العصر الحديث هذا التعبير : مرّ مرور الكرام.
فمن أين جاء هذا التعبير ؟
إن ما تقدّم من شواهد تؤكد أنّ التعبير متأتٍّ من الآية الكريمة نفسها، ولكنها كانت تدل على وصف منزّهٍ ومكرّم للذين مروا، وهو وصف إيجابيّ؛ وكذلك تدل على وصف سلبي تجاه موضع المرور أو الحالة التي مروا عليها، ولا نقول مروا بها، لأنهم لم يتلبَّسوا الحالة السلبية. إذاً .. أصل التعبير لكل حالة سيئة، وقد كرّم المارّ نفسه عنها.
الذي حصل .. أن التعبير حديثاً قد اتخذ معنى السرعة، بل نجد أكثر من ذلك وهو معنى السطحية، وعدم التعمق. ومعنى ذلك .. إن دلالة المدح للمارين في التعبير القرآني قد تغيّرت إلى معنى آخر، وهو معنى سيء لدى العوام من الناس، وهنا تساوى المارون بالحالة السيئة، فهم سواء، وهو على عكس ما أراده القرآن الكريم في أصل إطلاقه. ودمت أستاذنا الفاضل بخير.
[align=justify]السلام على الجماعة المتذاكرة في العلم،
وتحية خاصة للحبيب منذر أبي أحمد،
لا شك في أن مرور الكرام مرور خفيف ظريف نحيف عفيف لطيف بمعنى أن الكرام عندما يمرون بأهل اللغو فإنهم ينكرون عليهم لغوهم ويعرضون عنهم وهم يخفون رجلهم كي لا تتأذى آذانهم من كلامهم .. لذلك اكتسبت الآية في الاستعمال المثلي (نسبة إلى المثل بفتح الفاء والعين) دلالة السرعة وخفة الرجل .. فنحن اليوم نستشهد بها على المرور السريع وهذا معنى جديد لطيف ينبغي تمييزه عن معنى الآية كما وردت في التفاسير والله أعلم.
أعتقد أنه يجب التمييز بين المعنى القرآني للعبارة و المعنى التداولي للعبارتين ،فقد توقفت في تدخلي الأول عند رأي المفسرين ،وسأحاول الآن الإشارة إلى المعنى التداولي .
أعتقد أن عبارة "مرور الكرام" تحمل تداوليا معنى قدحيا ، إذ لا نستعملها إلا بمعنى قدحي، أي المرور المتسرع الذي لا يعير اهتماما لما مر عليه .
أما عبارة "المرور الكريم" فتحمل تداوليا معنى إيجابيا كما سبقت الإشارة في التدخل الأول . وبذلك تصبح العبارتان متعارضتين في بعدهما التداولي.
ولكم واسع النظر.
[frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
أشكر جميع المشاركين في الموضوع، وكذا المتفاعلين ولو بالكلمة الطيبة وأقول:
ما زلنا بعيدين عن الإشكالية المطروحة، ومناقشتها دفعا لأي تناقض يمس صميم اللغة العربية القرآنية.
وحتى أكون واضحا أقول:
- هل هناك فرق في اللغة العربية بين: وصف السلوك ووصف الشخص؟ بمعنى: هل هناك فرق بين المرور الطيب ومرور الطيبين، بين حديث صادق وحديث الصادقين، بين تصرف ظالم وتصرف الظالمين، بين شعور حاقد وشعور الحاقدين...
قد يكون هناك فرق في الجانب النحوي للجملة، أما القيمة الأخلاقية للسلوك فتظل واحدة في كلتا العبارتين.
وإذا كانت عبارة "مرور الكرام" استثناء في قاعدة؟ ماالذي يصنع استثناءها؟ إنها محاولة للذهاب إلى العمق في مناقشة المسألة، بعيدا عن كل هروب من طرح الأسئلة الحقيقية.
- ولماذا يوصف المرور هنا بالكريم دون غيره من النعوت؟ وماالذي تكرَّم به المارُّون؟ هل هو وقتهم الثمين الذي تكرَّموا به على أنفسهم فصرفوه فيما ينفعهم أو ينفع غيرهم دنيا وآخرة؟
- إنها أسئلة تهدف إلى الفهم المعمق لا أكثر، ولعل ما بدأه د.وسام بداية مشجعة للذهاب أبعد.
تحياتي القلبية
إذا أردنا الذهاب إلى العمق، والاقتراب من الشيء فإننا نركز عليه، وأما التوسع في طرح الأسئلة وفلسفة الأمور والتعميم فلن يزيدنا من الأمر إلا بعدا، ولن يزيد المسألة إلا تعقيدا وغموضا وتمييعا!
نحن نتكلم لغة واحدة، ونحن نتناقش هنا في الدلالة المتعارف عليها بيننا لعبارة "مرور الكرام" من خلال تأصيلها ومقارنتها وردها إلى المصدر القرآني في ضوء المعاني المصاحبة للآية الكريمة (وإذا مروا باللغو مروا كراما).
ليست الألفاظ ذات دلالة واحدة، بل إن العديد منها تحمل دلالات عدة ومختلفة يحددها السياق، لذلك ينبغي فهم اللفظ في ضوء سياقه الذي ورد فيه، وذلك لأن قطع وبتر اللفظ عن سياقه يؤدي إلى الإخلال في الفهم، والبعد عن القصد والصواب.
هناك فرق كبير – وبدون أدنى شك – بين أن تصف حال التائبين الصالحين فتقول (مروا كراما) أي (مروا وهم كرام) أو (مروا مرور الكرام) من جهة، وأن تقول (كان مرورهم كريما) من جهة أخرى.
هناك فرق حقيقي – ولا ريب - بين مرور الكريم ومرور اللئيم، لأن في مرور الكريم كرم يسر، وفي مرور اللئيم لؤم يؤذي ويضر ولا يسر!
إن القاعدة التي تقول (إن تغيير المبنى يؤدي إلى تغيير المعنى) حقيقة لا يمكن تجاهلها أو الالتفاف عليها بأي شكل من الأشكال. وإن موضوعنا هنا متعلق في أساسه بالصفة والحال، وليس متعلقا بالفرق بين وصف السلوك ووصف الشخص!
نعم، إن مرور الطيبين يكون طيبا دائما، وحديث الصادقين يكون صادقا دائما، وتصرف الظالمين يكون ظالما دائما، وشعور الحاقدين يكون حاقدا دائما! لكن الحديث الطيب لا يشترط أن يكون صادرا عن الطيبين المتصفين بالطيابة وحدهم دائما، والحديث الصادق لا يشترط أن يكون صادرا عن الصادقين المعروفين بالصدق وحدهم دائما، والتصرف الظالم لا يشترط أن يكون صادرا عن المتصفين بالظلم وحدهم دائما، كما أن الشعور بالحقد لا يشترط أن يكون صادرا عن المتصفين بالحقد والضغينة وحدهم دائما!
والله من وراء القصد،
منذر أبو هواش
التعديل الأخير تم بواسطة منذر أبو هواش; الساعة 04-03-2009, 04:59.
[align=center] منذر أبو هواش
مترجم اللغتين التركية والعثمانية
Türkçe - Osmanlıca Mütercim
Turkish & Ottoman Language Translator
munzer_hawash@yahoo.com http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/
[align=justify]السلام على الجماعة المتذاكرة في العلم،
وتحية خاصة للحبيب منذر أبي أحمد،
لا شك في أن مرور الكرام مرور خفيف ظريف نحيف عفيف لطيف بمعنى أن الكرام عندما يمرون بأهل اللغو فإنهم ينكرون عليهم لغوهم ويعرضون عنهم وهم يخفون رجلهم كي لا تتأذى آذانهم من كلامهم .. لذلك اكتسبت الآية في الاستعمال المثلي (نسبة إلى المثل بفتح الفاء والعين) دلالة السرعة وخفة الرجل .. فنحن اليوم نستشهد بها على المرور السريع وهذا معنى جديد لطيف ينبغي تمييزه عن معنى الآية كما وردت في التفاسير والله أعلم.
وهلا وغلا! [/align]
أخي عبد الرحمن،
مرور كريم وكلام كريم لأخ كريم،
واسلم لأخيك الذي يحبك في الله.
[align=center] منذر أبو هواش
مترجم اللغتين التركية والعثمانية
Türkçe - Osmanlıca Mütercim
Turkish & Ottoman Language Translator
munzer_hawash@yahoo.com http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/
أخي الأستاذ الكريم منذر:
لا خوف من الذهاب إلى العمق وفلسفة الأمور ما دام الحق هو المطلوب.
وفقرتك الأخيرة تأكيد لما قلته أنا سابقا، عن أن مرور الكرام هو أرقى درجة من المرور الكريم. لأن مرور الكرام سلوك يتميز بالتأصل في صاحبه وديمومة الصدور منه، بينما قد يكون المرور الكريم سلوكا مرحليا مؤقتا صادرا من غير الكريم.
الزمخشري: وإذا مروا بأهل اللغو والمشتغلين به. مرّوا معرضين عنهم، مكرِّمين أنفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم.
الرازي: معناه أنهم يكرمون أنفسهم عن مثل حال اللغو وإكرامهم لها لا يكون إلا بالإعراض وبالإنكار وبترك المعاونة والمساعدة، ويدخل فيه الشرك واللغو في القرآن وشتم الرسول، والخوض فيما لا ينبغي وأصل الكلمة من قولهم ناقة كريمة إذا كانت تعرض عند الحلب تكرماً، كأنها لا تبالي بما يحلب منها للغزارة، فاستعير ذلك للصفح عن الذنب، وقال الليث يقال تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه وأكرم نفسه عنه.
الطبري: وإذا مرّوا بـالبـاطل فسمعوه أو رأوه، مرّوا كراماً مرورهم كراماً فـي بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء. وفـي بعض ذلك بأن يعرضوا عنه ويصفحوا، وذلك إذا أوذوا بإسماع القبـيح من القول. وفـي بعضه بأن يَنْهَوْا عن ذلك، وذلك بأن يروا من الـمنكر ما يغيَّر بـالقول فـيغيروه بـالقول. وفـي بعضه بأن يضاربوا علـيه بـالسيوف، وذلك بأن يروا قوماً يقطعون الطريق علـى قوم، فـيستصرخهم الـمراد ذلك منهم، فـيصرخونهم، وكلّ ذلك مرورهم كراماً.
(السرعة صفة بعض أشكال مرور الكرام وليس صفة لكل مرور يمره الكرام)
النسفي: { مرّوا كراماً } معرضين أنفسهم عن التلوث باللغو.
الخازن: إذا مروا بمجالس اللهو والباطل مروا كراماً أي مسرعين معرضين، وهو أن ينزه المرء نفسه ويكرمها عن هذه المجالس السيئة.
أنا أظن أن مرور الكرام على أهل اللغو يوجب عليهم أن ينكروا عليهم تصرفاتهم دون أن يكون ذلك إلاّ باسلوب الكرام، أي دون أن يستخدموا مفردات وتعابير أهل اللغو،
وإلاّ ذلك يتعارض مع الحديث النبوي {عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ) رواه مسلم }
وإلاّ كيف سينصلح المجتمع أو حتى هدايته؟ إن كان المعنى يعني أن تتجنبهم دون أن تنهاهم؟
ما رأيكم دام فضلكم؟
التعديل الأخير تم بواسطة أبو صالح; الساعة 04-03-2009, 06:24.
الإخوة الأكارم:
ما نخلص إليه من التفاسير المعروضة أعلاه:
- أن مرور الكرام هو مرور تكريم للنفس وارتفاع بها إلى المقام الذي أرادها الله عليه منذ خلقها "ولقد كرَّمنا بني آدم...".
- هو مرور له علاقة بالتكريم الذاتي أكثر من علاقته بالكرم والجود على الآخرين.
- المرور الكريم هو أقرب للكرم على الآخرين منه إلى تكريم النفس.
- وهذا في اعتقادي الفارق الجوهري بين التعبيرين، فكلاهما إيجابي مدحي، وكلاهما من الكرم المحمود، ولكن الأول كرم على النفس والثاني كرم على الآخرين.
- وتكريم النفس ليس سلبيا دائما، وما أوردته أخي صالح من صميم الوجود الإسلامي في الحياة.
تحياتي القلبية
-
الأخ الكريم نذير طيار: يجب أولا أن نحدد ماذا نناقش. هل نناقش العبارة في أصلها العربي ومنه التعبير القرآني ، أم نناقش العبارة في استعمالاتها المعاصرة التداولية ؟ لا نختلف في أن الاستعمال الأصيل لمرور الكرام في العربية الأصيلة له معنى مدحي إيجابي فيه تكريم للنفس وتكريم للفعل ، لأن فعل الكريم لا يكون إلا كريما .
أما في العربية المعاصرة فقد تم قلب المعنى الأصلي وذلك من باب التعبير عن الشيء بنقيضه ، فعندما نقول : مر على الموضوع مرور الكرام ، فالعبارة تحمل دلالة مؤداها أن الشخص في تناوله لذلك الموضوع اكتفى بملامسته دون فحص وتدقيق وعمق، وكأنه لم يُدرك منه شيئا، ولم يأت فيه بما يستحق الذكر. وهذا تمثيل ينطوي على سخرية من تعامل ذلك الشخص مع الموضوع الذي كان بصدد معالجته. والعبارة من المأثورات في أساليب العربية.
فالعبارة إذن في بعدها التداولي ذات معنى قدحي ، لكن في أصلها ذات معنى إيجاب مدحي ، فالمفروض أن يمر على الموضوع مرور النقاد المدقيقين لا مرور الكرام الطيبين .
ولو كتبت في تعليقك على رد من الردود أن صاحبه مر على الموضوع مرور الكرام ، فلن يفهم و لا واحد من القراء أنك تمدح صاحب الرد، و إنما تنتقده وتنقص من رده.
التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 04-03-2009, 09:59.
[frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
الأخ الكريم نذير طيار: يجب أولا أن نحدد ماذا نناقش. هل نناقش العبارة في أصلها العربي ومنه التعبير القرآني ، أم نناقش العبارة في استعمالاتها المعاصرة التداولية ؟ لا نختلف في أن الاستعمال الأصيل لمرور الكرام في العربية الأصيلة له معنى مدحي إيجابي فيه تكريم للنفس وتكريم للفعل ، لأن فعل الكريم لا يكون إلا كريما .
أما في العربية المعاصرة فقد تم قلب المعنى الأصلي وذلك من باب التعبير عن الشيء بنقيضه ، فعندما نقول : مر على الموضوع مرور الكرام ، فالعبارة تحمل دلالة مؤداها أن الشخص في تناوله لذلك الموضوع اكتفى بملامسته دون فحص وتدقيق وعمق، وكأنه لم يُدرك منه شيئا، ولم يأت فيه بما يستحق الذكر. وهذا تمثيل ينطوي على سخرية من تعامل ذلك الشخص مع الموضوع الذي كان بصدد معالجته. والعبارة من المأثورات في أساليب العربية.
فالعبارة إذن في بعدها التداولي ذات معنى قدحي ، لكن في أصلها ذات معنى إيجاب مدحي ، فالمفروض أن يمر على الموضوع إنما مرور النقاد المدقيقين لا مرور الكرام الطيبين .
ولو كتبت في تعليقك على رد من الردود أن صاحبه مر على الموضوع مرور الكرام ، فلن يفهم و لا واحد من القراء أنك تمدح صاحب الرد، و إنما تنتقده وتنقص من رده.
هل لغة ثقافتنا ومثقفينا الحاليين لها أي علاقة بلغتنا العربية ؟
ملاحظة قيمة من شأنها أن تدفع بهذا النقاش في اتجاه آخر، وإلى بحث آخر في معاني ألفاظ أخرى مثل المنكر واللغو.
اللغو أنواع، ومن أنواعه على سبيل المثال لا الحصر : اللغو في القرآن الكريم.
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل:
"وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغَوْا فيه لعلكم تغلبون".
لقد ظل الأغبياء والجهلة من الكفرة والملحدين وأمثالهم يلغون في كلام الله، ويحاولون الطعن في لغته منذ أربعة عشر قرنا، وأقول الأغبياء والجهلة لأن الأذكياء والعلماء منهم لديهم من الذكاء والعلم ما يمكنهم من الوقوف على حقيقة الكمال اللغوي للقرآن الكريم والتوصل إليها، فلا تراهم يتناولونه بالنقد والطعن من هذه الناحية.
إن حمق اللاغين في لغة القرآن الكريم وجهلهم يبقى مانعا قويا أمام كل محاولات التفهيم والإقناع، لذلك فإن كل الجهود التي تصرف في هذا الاتجاه تذهب عبثا، فهم ليسوا طلاب حقيقة، ولا هم لهم إلا السخرية من الإسلام والمسلمين استنادا إلى معلوماتهم الناقصة والخاطئة. لذلك فإن الأفضل في هذه الحالة أن تتركهم في كفرهم وجهلهم وغبائهم ولغوهم يعمهون، وأرى أن "مرور الكرام" هو الحل الأمثل والأفضل والأفيد في مثل هذه الحالة.
"يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متمّ نوره ولو كره الكافرون"،
"والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون". صدق الله العظيم"
فما رأيكم دام فضلكم ...؟
[align=center] منذر أبو هواش
مترجم اللغتين التركية والعثمانية
Türkçe - Osmanlıca Mütercim
Turkish & Ottoman Language Translator
munzer_hawash@yahoo.com http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg/
تعليق