رسالة إلى أولياء هولاكو في ليلة سقوط بغداد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #16
    خماسية الغياب والحضور

    خامساً

    (4)

    [align=right]لستمْ من قتلَ الحجَّاجَ

    حتى تركبُوا السفينهْ.

    أنتمْ والحجاجُ سواءْ

    لا فرقَ

    بين من رفعَ السَّيفَ

    وبين

    من جذعَ الأنْفَ

    كلٌّ

    أضمرَ الضَّغينهْ.
    [/align]
    [align=justify]لحظة إحتجاج ..تعترى الشاعر ..لحظة اليقظة واستعادة اليقين..لحظة التشبث بالحياة والصمود.
    لستم أيها البغاث من قتل الحجاج!.
    لستم أيها البغاث من يطوى الظلم والظلام !!

    لستم أنتم من تركبون سفينة النجاة.. بعد أن عمّ الطوفان أرض العراق.
    الشاعر يستوحى الموروث الدينى ..نوح عليه السلام وسفينة النجاة .
    نوح وبعد أن عم الأرض الفساد والعفن ،كانت سفينة النجاة .

    أيها البغاث يامن فرحتم حين مات الحجاج وعثتم فى الأرض بغياً وإفساداً وإقتتالاً.
    أنتم والحجاج سواء ..أنتم والحجاج فى العقاب سواء .
    فكل من رفع السيف على أخيه ،وكل من جذع أنف غيره ،يتساوى فى العذاب والدرك الأسفل من الجحيم.

    الشاعر يقيم محاكمةً عادلة ..لمن خرّب ولمن دمر ،فكلاهما قتل الحياة .
    كل من أضمر الشر لايفلت من العقاب .
    الشاعر بعد أن استشعر الهزيمة ورأى شمس الظهيرة وقد إحتجبت عن الظهور ،وشمل الظلام القلوب والعقول .
    عاد وآب من يأسه ،حاملاً معه ميزان العدل والقسطاس المبين.
    الشاعر ..عاد منشرح الصدر ،قاطع الكلمات قوى الحجة سديد البرهان.
    لم تعد كثرة الأفعال تغريه ..كما كان فى السابق ،وإنما صار الكلام مجرداً من زمن المضارع.
    الشاعر وقف خطيباً مفوّهاً يهز الأفئدة ويوقظ العقول الخاملة.
    ثلاثة و وعشرون كلمة ..كلمات كالرصاص الحارق يصيب الخونة والمرتزقة والمخانيث أشباه الرجال.[/align]



    سادساً

    (5)
    يا أحبابَ قلبِي

    الأفراسُ

    لا تنزلُ للبحْرِ

    ولا الدلافين

    تصعَدُ للبَرِّ

    فاقتلُوا

    فيكُم خصلةَ الغدْرِ

    تنفتحُ البصيرَهْ.

    [align=justify]الحكيم الشاعر أوالشاعر الحكيم يعود كالسندباد من رحلته الطويلة ،مسلحاً بالحكمة وهدوء البال وروعة العشق .
    ها نحن أمام حكمة التاريخ .
    .أمام المسيح وموعظة الجبل .
    هانحن أمام كلمات الوداع ..
    يا أحباب قلبى .............
    كم كانت برداً وسلاماً على قلوب عطشى وعقول فقدت اليقين.
    كم كانت ثلجاً وبرداً تطفىء لهيب الحزن المتنامى بالأعماق.
    يا أحباب قلبى ..ياعقلاء الأمة ..ياسدنة الفكر .
    عودوا إلى رشدكم وكونوا أقوياء .
    بل أتذكر كلمات المسيح عليه السلام"لأنه ما من شجرة جيدة ثمر ثمراً ردياّ ولاشجرة ردية تثمر ثمراً جيداً؛لأن كل شجرة تُعرف من ثمرها ،فإنهم لايجتثون من الشوك تيناً ،ولايقطفون من العليق عنباً،الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح ،والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشر؛فإنه من فضلة القلب يتكلم فمه"

    بل يواصل الشاعر تقديم خلاصة حكمته ،بعد أن عاد من رحلته الطويلة وقد إجتاز المهالك وتاه عبر المسافات ورأى الكثير والكثير ،من أحداث الحياةالجسام وأفعال البشر .
    هاهو يقول بلسان الحكمة "الأفراس لاتنزل البحر ولا الدلافين تعيش على البر .".
    صفوا قلوبكم والتمسوا الصواب وامحوا من دواخلكم الغدر والخيانة ..تنفتح أمامكم وبقلوبكم وعقولكم، ينابيع الحكمة .وتتجلى أمام عيونكم الحقيقة .
    حقيقة الوطن الذى لوثه سعار العدو ودنسته أقدام العار.

    ستة عشر كلمة ..

    برهان سديد على التمسك بالمقاومة والشد على القلوب والإحتماء وراء مقومات الأمة العريقة والخالدة.[/align]

    تعليق

    • علي المتقي
      عضو الملتقى
      • 10-01-2009
      • 602

      #17
      أخي الكريم عبد الرؤوف : أنحني إجلالا وتقديرا أما قلم بنفلت انفلاتا من بين القوانين والمساطير والأحكام لينغمس في عمق النقد والإبداع.
      لقد عادت قراءتك الممتعة بذاكرتي سنوات إلى الوراء ، في تلك الليلة المشؤومة التي عم فيها الصمت شوارع بغداد ، وتهاوى الأمل الذي زرعه صمود البصرة وتعليقات محمد سعيد الصحاف ، وكم كانت المأساة قاسية والعالم يتفرج على سقوط تمثال صدام ، وبسقوطه خرج العامة لنهب مؤسسات الدولة ومتحف بغداد تحت أنظار الجيش الأمريكي الذي لم يبد حراكا ، ولم يقم باي إجراء لمنع ما وقع ، ولم تمض إلا أياما معدودات حتى انفجر العراق كله، من يقتل من ؟ مساجد و أضرحة ومقدسات تنفجر ، وثأر أعمى وانتقام أهوج. والجيش الأمريكي لا يردعه رادع، ولا يميز بين من كان مع صدام أو ضد صدام ، فكل العراقيين بل كل العرب بل كل المسلمين سواء .
      لقد دخل العراقُ في زمن الطائفية الدينية والعرقية وكأن التاريخ يعيد نفسه ، فهاهي كربلاء بكل تفاصيلها تعيد كتابة أحداثها المأساوية .
      إن القلب لا يستسلم أبدا عندما يكون الصراع خارجيا ، مع عدو واضح ، أما عندما تنطوي الذات على نفسها وتتعارك أطرافها ، فالأمر مختلف . وما زلت منذ سنين و أنا أتساءل: ، من يقتل من في العراق ؟ من يقتل من في الضفة والقطاع ؟ أسئلة لا أجد لها جوابا ، فيستسلم القلب لليأس المطلق .
      إننا نحب هذا الوطن الكبير بكل أعراقه و أطيافه وطوائفه العرقية والدينية، لافرق عندي بين سني وشيعي ،ولا بين عربي وأما زيغي و قبطي وكردي .... فماذ يفعل القلب المفعم بكل هذا الحب حينما يرى هذه الطوائف تتصارع فيما بينها ، وتتآمر مع من لا يحب الخير لأي منها ؟
      أخي عبد الرؤووف : شكرا على قراءتك الممتعة ، وهي بالتأكيد هدية جميلة صادرة عن قلب مفعم بحب العراق وأهل العراق ، ومن حقه ألا يقبل الاستسلام لليأس ، وليس هناك من يقبل به ، فقد رفضته الزميلة عائدة نادر محمد نادر ، ورفضه الشاعر سعيد حسونة ، والمبدعة نجلاء الرسول، كما رفضتَه ، وأنا شخصيا إن استسلمت في لحظة من لحظات ضعفي لليأس ، فالشارع العراقي قال كلمته ، وأعاد الأمل في الغد القريب ، وأملنا أن نعيش حتى نرى العراق يعود إليه مجده التليد . ودمت قلبا عصيا على الاستسلام .
      [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
      مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
      http://moutaki.jeeran.com/

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #18
        [align=justify]الموسوعة الصغيرة والمورد والأقلام وإصدارات أخرى ،كنت أنتظرها بفارغ الصبر ..بل أتفق مع بائع الجرائد والمجلات على حجز نسختى وسداد الثمن مقدماً.
        العراق ..عراق روحى وعقلى ..كم عشقتها وهمتُ فى ربوعها، سائحاً بفكرى وقراءاتى المتنوعة ،التى لم تنته ولن تنتهى ..حتى اللحظة.
        سافر شقيقى أنور.. فى أواخر السبعينيات وعاش فيها سنوات طويلة .
        بعث إلىّ برسائله المتواصلة عن العراق وأهل العراق وشوارع العراق ومحافظات العراق..عشتُ ،من خلال سطوره وصوره الشخصية ،فى العراق .
        قرأت الزهاوى والرصافى والجواهرى و...و...
        وفى يوم ،وصلتنى رسالة قصيرة جداً يسألنى: ماذا تريد أن آتى لك به من العراق ؟سوف أعود إلى مصر فى أجازة قصيرة .
        على الفور ،كتبتُ رسالتى وطلبت ُ ،الأعمال الكاملة للسياب ،ونازك الملائكة وديوان أبى نواس.
        وعاد شقيقى ..حاملاً معه السياب ونازك ولم يستطع الحصول على ديوان أبى نواس.
        كان عبدالرحمن الربيعى وحسين مردان والبياتى وبثينة الناصرى والكثير والكثيرات ،من الشعراء الأماجد والروائيين النوابغ،رفاق صباى وأصدقاء رحلتى الثقافية والفكرية .
        صدقنى ..أستاذنا الدكتور /على المتقى ..أسعد يوم فى حياتى ،يوم أرى عراقى الجميل ونخيلها الشامخ وأرضها الطاهرة ،محررة من دنس الأعداء .[/align]

        تعليق

        يعمل...
        X