اليوم العالمي للمرأة ؟؟هل حقق هدفه

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • خلود الجبلي
    أديب وكاتب
    • 12-05-2008
    • 3830

    اليوم العالمي للمرأة ؟؟هل حقق هدفه


    في هذه الايام يحتفل العالم بيوم المراة
    ويعتبر عيدا وطنيا في أغلب البلدان
    وايضا تحتفل المنظمات والأمم المتحدة بهذا العيد
    ولكن السؤال الآن

    - هل مع كل هذا الإنحياز والوقوف بجانب المراة لتحصل علي حقوقها وتتساوي بالرجل قد تساوى طرفا المعادلة ؟؟؟

    هل تحسنت ظروف المرأة علي مدار العصور ؟؟
    هل توقف العنف والآذي للمراة ؟؟
    الإحصائيات تشير إلى أن المراة في كل بقعة من بقاع العالم تتعرض للعنف والضرب ..
    فهل حققت جمعيات حماية المراة والأمم المتحدة هدفها

    وتعتبر الدول العربيه أكثر ساحة لتعرض المراة للعنف فمثلا المرأة العراقية تعرضت لمعاناة الحروب والحصار
    ويشير الباحثون أن العنف أصبح ظاهرة تجد جذورها في الثقافة الذكورية التي تميز بين الجنسين

    ويرجع السبب الرئيسي إلي البطالة والفقر
    حتي الدول الغربية التي تدعي أنها تنصف المراة تزيد معدلات العنف فيها وتشير الدلائل إلى أن مليار سيدة تتعرض للضرب والإغتصاب والقتل

    ومن وجهة نظري أرى أنه حتى هذه اللحظة لم تحقق إتفاقيات منع التمييز والعنف هدفها المنشود .

    حتي العادات والثقافات المتخلفة لم تسلم منها المرأة سواء داخل الأسرة او خارجهاا
    فجميع هذا العادات تولي الذكور علي الاناث في الغذاء او التعليم

    البعض يفسر موجة العنف بأنها ترجع إلى الرجل لأن لديه رغبة جامحة لإثبات قوته ورجولته بالقوة والعنف والاذي .

    أعتقد أن الحل يكمن في إصدار قوانين صارمة تحقق المساوة وتساند المرأة في منع إيذائها وتمنع أي طرف من ارتكاب أعمال العنف وتحفظ حريتها وامانها





    لكم ودي
    انتظر اراءكم
    لا إله الا الله
    محمد رسول الله
  • دكتور مشاوير
    Prince of love and suffering
    • 22-02-2008
    • 5323

    #2
    مساواة تاني ...
    دا طول ايام السنه اختي "خلود" احتفالات بعيد المرأة ههههه
    المرأة راحت والمره جت ..والمرأة دخلت القضاء والمرأه بقت وزيرة ومديرة وتحت سيطرتها رجال عظماء ..
    بعد ده مازالت محتاجة للمساواة ...!!!
    عموما اشكركِ " دقة قلب "على المقال والاختيار الجيد .

    تعليق

    • mmogy
      كاتب
      • 16-05-2007
      • 11282

      #3
      [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اضطهاد المرأة قضية مصطنعة تخلط فيها أوراق كثيرة تارة عن عمد وسبق اصرار .. وتارة أخرى عن جهل .. فالإضطهاد في كثير من الأحيان يكون اضطهادا عاما يشمل الرجل قبل المرأة .. وغير المسلم قبل المسلم .. كما أن هناك تجاهلا شديدا لإضطهاد المرأة للرجل واضطهاد المرأة للمرأة .. فالإضطهاد ظاهرة عامة .. لاتختص بجنس دون جنس .. وإنما تتبنى قضيته جهات ومنظمات أجنبية تتضخم من هذه القضية .. لخدمة أجندتها التي تريد في النهاية أن تسقط ورقة التوت من على جسد المرأة .. ولهذا قالت احداهن .. إن ورقة التوت هذه هي سر تخلف المرأة الشرقية .

      تحياتي لك [/ALIGN]
      [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
      إنْ أبْطـَأتْ غـَارَةُ الأرْحَامِ وابْـتـَعـَدَتْ، فـَأقـْرَبُ الشيءِ مِنـَّا غـَارَةُ اللهِ
      يا غـَارَةَ اللهِ جـِدّي السـَّيـْرَ مُسْرِعَة في حَلِّ عُـقـْدَتـِنـَا يَا غـَارَةَ اللهِ
      عَدَتِ العَادونَ وَجَارُوا، وَرَجَوْنـَا اللهَ مُجـيراً
      وَكـَفـَى باللهِ وَلـِيـَّا، وَكـَفـَى باللهِ نـَصِيراً.
      وَحَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ, وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

      تعليق

      • فدوى أحمد التكموتي
        عضو الملتقى
        • 16-01-2009
        • 224

        #4
        [align=center]أختي خلود

        أرد على مقالتك الجميلة بجملة واحدة

        المرأة مرأة

        والرجل رجل

        واتقوا فينا خيرا يا دعاة حرية المرأة بلا أن تعطوها أدنى حرية

        وأولها

        حريتها في كرامتها وعزتها

        وآخرها

        حريتها في رسالتها التي وجدت عليها

        فكرا وروحا

        لا جسدا ولا عبودية

        تقديري

        فدوى[/align]
        [CENTER][BIMG]http://i104.photobucket.com/albums/m194/all_senses/normalamwajmq6.jpg[/BIMG][/CENTER]



        [COLOR="Red"][CENTER][SIZE="5"][B][FONT="Comic Sans MS"]الأرواح قبرها الأجساد

        فدوى[/FONT][/B][/SIZE][/CENTER][/COLOR]

        تعليق

        • خلود الجبلي
          أديب وكاتب
          • 12-05-2008
          • 3830

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة دكتور مشاوير مشاهدة المشاركة
          مساواة تاني ...
          دا طول ايام السنه اختي "خلود" احتفالات بعيد المرأة ههههه
          المرأة راحت والمره جت ..والمرأة دخلت القضاء والمرأه بقت وزيرة ومديرة وتحت سيطرتها رجال عظماء ..
          بعد ده مازالت محتاجة للمساواة ...!!!
          عموما اشكركِ " دقة قلب "على المقال والاختيار الجيد .
          اخي الفاضل
          انا هنا لم اتكلم عن المساواة بين الرجل
          انا هنا اتكلم عن العنف الذي يوجهه للمراة من ضرب وايذاء
          أوضحت الدراسات أن 20- 60 % من النساء في الدول النامية تعرضن للضرب في داخل الأسرة أو من أزواجهن.
          30% من النساء الأمريكيات يتعرضن للعنف الجسدي من قبل أزواجهن و95% من ضحايا العنف في فرنسا من النساء، ويمارس 6% من الأزواج في كندا العنف ضد زوجاتهم، وفي الهند 8 نساء بين كل 10 ضحايا للعنف، و7% من الجرائم المسجلة في الشرطة في بيرو نساء تعرضن للضرب من أزواجهن
          لا إله الا الله
          محمد رسول الله

          تعليق

          • خلود الجبلي
            أديب وكاتب
            • 12-05-2008
            • 3830

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة محمد شعبان الموجي مشاهدة المشاركة
            [ALIGN=CENTER][TABLE1="width:70%;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]اضطهاد المرأة قضية مصطنعة
            اسمح لي ان اعترض علي هذا الكلام
            سيدي هل تنكر ان المراة علي مر العصور كانت الضلع الضعيف وانها تعرضت للعنف بكل الوسائل...حجم العنف ضد المرأة لا يستهان به ...كل ثقافة في العالم تقريباً تتضمن أشكالاً من العنف ضد المرأة شبه مستترة لأنها تعتبر "عادية" أو "تقليدية".
            فكيق تقول انها قضية مصطنعة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
            تخلط فيها أوراق كثيرة تارة عن عمد وسبق اصرار .. وتارة أخرى عن جهل .. فالإضطهاد في كثير من الأحيان يكون اضطهادا عاما يشمل الرجل قبل المرأة .. وغير المسلم قبل المسلم .. كما أن هناك تجاهلا شديدا لإضطهاد المرأة للرجل واضطهاد المرأة للمرأة .. فالإضطهاد ظاهرة عامة .. لاتختص بجنس دون جنس .. وإنما تتبنى قضيته جهات ومنظمات أجنبية تتضخم من هذه القضية .. لخدمة أجندتها التي تريد في النهاية أن تسقط ورقة التوت من على جسد المرأة .. ولهذا قالت احداهن .. إن ورقة التوت هذه هي سر تخلف المرأة الشرقية .وهل الدفاع عن المراة وحمايتها يسقط عنها ورقة التوت

            تحياتي لك [/ALIGN]
            [/CELL][/TABLE1][/ALIGN]
            غالباً ما يمر العنف ضد المرأة دون رادع أو عقاب وليس لدى بعض الدول قوانين على الإطلاق ولدى بعضها الآخر قوانين تشوبها شوائب يمكن أن تعاقب على بعض أشكال العنف، لكنها تعفي أشكالاً أخرى. وحتى بوجود التشريع المناسب تتقاعس العديد من الدول عن إنفاذ القانون بالكامل
            لا إله الا الله
            محمد رسول الله

            تعليق

            • أملي القضماني
              أديب وكاتب
              • 08-06-2007
              • 992

              #7
              [SIZE="5"]خلود الرائعة والجميلة

              صدقت يا غالية، فيما قلتوساضع نصا قديما لي لعله يوضح بعض وجهات نظرنا
              وبعدها سنعود للنقاش فالموضوع يستحق لأنَّ اضطهاد المرأة هو نتيجة حتمية للتخلف، وسببا قويا لعدم التطور..


              {الحرية للمرأة كي يتحرر الرجل


              قضية تحرير المرأة, قضية سياسية من الدرجة الأولى, وهي مفتاح أساسي من مفاتيح أي مشروع تنموي جاد، وبالتالي الموقف من "النصف النسوي" يُحدد أفاق هذا المشروع التنموي والتطويري. إن تخلف المرأة أو بالأصح الموقف المتخلف من المرأة والرغبة بتكبيلها وتدجينها لا يؤخر النساء فحسب بل ينعكس سلباً على كافة قطاعات المجتمع وبالدرجة الأولى على الرجال أنفسهمأن تحرير المرأة هو بالدرجة الأولى تحرير للرجل وتحرير للمجتمع من معوقات نموه ونهضته. فالمرأة المقموعة المسلوبة الإرادة, تعني بدون شك الرجل المقموع المسلوب الإرادة، وتعني عدم إقامة المجتمع المنشود مجتمع الرفاه والسعادة, مجتمع الذوات والارادات الحرة الحالمة الواثقةالهدف من تحرير المرأة هو أيضاً تحرير الآخرين. حرية للمرأة من أجل أن يتحرر الرجل من قيوده فينطلق للعمل المنتج ورسم المستقبل بكل ثقة بالنفس وبذاته وبإمكانياته حرية للمرأة من أجل حرية الخلق والإبداع في المجتمع، من أجل إطلاق العنان لإمكانياتها المكمونة والمكبوتة لتتمكن من تحمل مسؤولياتها اتجاه شؤون بلدها ومجتمعها، ومن أجل مشاركتها الفعالة بالإنتاج الذهني والمادي مما يعني بالمحصلة الأخيرة إثراء المجتمع فكرياً واقتصادياً وروحياً،لأنها حرية للمرأة من أجل حرية الآخرينيُثبت العلم الذي يدرس الإنسان ومشاكله النفسية أن كل قيود مفروضة على الإنسان أو يفرضها هو على غيره، سواء كانت قيود فكرية أو نفسية, جسدية أو بيولوجية، تؤدي بالنتيجة إلى عرقلة تطوره الطبيعي وتؤخر نضوجه وتقلل من إنتاجيته وعطاءه وتؤدي إلى إلحاق الضرر بصحته....وعليه فان القيود المفروضة على النساء فكراً وروحاً وجسداً تضر أولا بصحة الرجل النفسية وبحالة التوزان الداخلي عنده، ناهيك عن ضررها على المرأة وبالتالي انعكاسها على الأطفال والمجتمع ككل . ومثلما أن المجتمعات المستعمرة والمستغلة للآخرين تضر نفسها وتشوه تركيبتها الداخلية وتخلق عاجلاً أم آجلاً من مواطنيها أناسا غير متزني الحال وعرضة للكثير من الأزمات النفسية والسيكولوجية هكذا يحدث مع من يمارس القمع والاستغلال لغيره من أبناء جنسه، فمن أجل صحة الرجل النفسية وسعادته لا الرجال بضرورة التسليم بحق المرأة بالمساواة التامة معه، وهذه هي المهمة الأولى والتي تستلزم منا جميعاً العمل على إنجازها. علينا "اقتحام" معشر الرجال والعمل على تحريرهم من المعتقدات الخاطئة والمجحفة بحق النساءيجب أن يستوعب الجميع أن شرف الإنسان, رجلاً وامرأة, هو الصدق في التفكير والمسلك، هو الصدق في الأحاسيس والمشاعر، والصدق في الإفصاح عنها والقول بها علنية، إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة, واحدة في العلانية وأخرى في الخفاءإن إزالة الاضطهاد الواقع على المرأة العربية لا يمكن أن يتم إلا بإزالة أسبابه الحقيقية وهي متعلقة بدون شك بحالة التبعية والاستغلال الذي يقبع بها مجتمعنا العربي ككل.ومن هنا وجب على الحركة النسوية ومؤيديها من الرجال العمل وبشكل متوازي على الجبهتين الخارجية والداخليةأما خارجياً فيجب العمل على تحرير المجتمع من حالة التبعية والتخلف على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية... وأما داخلياً فعلينا المطالبة بإحقاق حقوق المرأة وحرية الرأي والتعبير وإفساح المجال للتعددية والديمقراطية. ولعل الداخلي هو مفتاح تحقيق الخارجيمن المؤكد أن المرأة العربية لم تكن يوماً سلبية تجاه قضايا مجتمعها وامتها إلا بالقدر الذي يحاول الرجل إقصائها عنه .وعليه فهي مطالبة بأن تشاركه تحمل المسؤولية حتى وان لم يرغب هو بذلك، وبأن تشق طريقها واثقة بنفسها وبمصداقية ما تُطالب به، مقتنعة أنها بهذا انما هي تحرر نفسها وتحرر الرجل معها في آن واحد } بد من تحريره من استعباده للمرأةالنساء وحدهن وبمفردهن لن ينالن الحرية والمساواة, فلا بد من أن يتضامن معهن الرجال، ولا بد من العمل أولاً على توعية
              أتمنى أن ياخذ الموضوع حقه بجدية ودون حساسية[/SIZE]

              تعليق

              • خلود الجبلي
                أديب وكاتب
                • 12-05-2008
                • 3830

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فدوى أحمد التكموتي مشاهدة المشاركة
                [align=center]أختي خلود

                أرد على مقالتك الجميلة بجملة واحدة

                المرأة مرأة

                والرجل رجل

                واتقوا فينا خيرا يا دعاة حرية المرأة بلا أن تعطوها أدنى حرية

                اختي الكريمة هل الدعوة لحرية المراة وخروجها من ظلام دامس اهدر كرامتها واهان حريتها غيرمقبول؟؟؟
                ان حرية المرأة في ظل الإسلام تجاوزت تلك الحدود التي نحن الان نبحث لها من حل وتكريم لها


                حريتها في كرامتها وعزتها

                وآخرها

                حريتها في رسالتها التي وجدت عليها

                فكرا وروحا

                لا جسدا ولا عبودية
                اختي الكريمة اي رسالة تقوم بها المراة الذي تشيرين لها في ظل العنف الجسدي والمعنوي
                هل ستواصل هذه المراة لتربي اجيال وتعلم وهي معرضة جسدا وروحا للاساءة لاشك أن هذا الشعور السلبي ينعكس على الحالة النفسية للمرأة
                تقديري

                فدوى[/align]
                تحياتي لمرورك
                لا إله الا الله
                محمد رسول الله

                تعليق

                • د/ أحمد الليثي
                  مستشار أدبي
                  • 23-05-2007
                  • 3878

                  #9
                  أرى أن الأوْلَى أن يكون هناك احتفال ما نطلق عليه "يوم الرجل العالمي".

                  والعالمي هنا ليست صفة لليوم وإنما للرجل.

                  فمن هو الرجل العالمي؟
                  الرجل العالمي هو هو نفس الرجل غير العالمي، من حيث الملامح، والطبائع الغريزية، والبناء الجسدي، والنباهة العقلية، والذكاء الفطري، وحلاوة الروح حتى وإن كان أقرب الشبه بأحدب نوتردام. ولكنه أكثر انتشاراً، وأقل شهرة، وأكثر غموضاً، وأقل ظهوراً في الأضواء. وهو في الحقيقة عدو للنور والتنوير؛ لأنه كلما ازداد تسلط الضوء عليه كلما زاد اختفاؤه وروغانه، ومرت الحياة من حوله غير أبهة به، وغير مدركة لوجوده أصلاً. فهو يعيش في الظل حتى بعد غروب الشمس، ولا يعرف من العز إلا "عز" البرد.

                  وهو –ياحبة عيني- مضطهد في بيته من أم العيال، وفي عمله من رئيسه المتخلف. وهذه حقيقة فأي شخص يصبح رئيساً يتحول "بقدرة قادر" لأسباب لا يعلمها إلا رب العباد ومسبب الأسباب إلى متخلف من الدرجة الأولى، فالتخلف أصبح سمة كل رئيس، حتى وإن كان الرئيس رجلاً عالمياً أيضاً.

                  وحين لا يملك ثمن إصلاح سيارته يبدأ اضطهاد السيارة له بأن تتعطل من "الهوا الطاير"، وإذا توفر المال لإصلاح السيارة اضطهده الميكانيكي، هذا إن اسعده حظه بسيارة من الأصل بعد أن تورمت حياته من ركوب مركوبه من طراز "دواب فول وبرسيم درايڤ".

                  وهو قبل كل شيء وقع عليه اضطهاد الأب والأم لأنهم لم يحسنوا تربيته من البداية، أما من أحسنوا تربية أبنائهم فلم يُعِدُّوهم لمواجهة العالم الحقيقي بما فيه من صدمات ومصائب ومحمد البرادعي والبقرة الضاحكة، فكان هذا اضطهادا أسوأ من اضطهاد من لم يربو أبناءهم. على الأقل من يقولون "حقي بدراعي" يأخذون حقوقهم كاملة أو على الأقل جزءًا منها. أما أولاد الناس فهم أقرب إلى المعذبين في الأرض أو من صنف "بؤساء" هوغو.

                  والرجل العالمي يضطهده أبناؤه لأنه لا يستطيع أن يضرب الأرض فتطرح بطيخاً، ولا يملك شجرة تطرح أموالاً أو آلة لطباعة البنكنوت ليلبي احتياجاتهم حتى يتساووا بأولاد الناس الآخرين الذين يطرق الحظ أبوابهم، ويبيت في بيوتهم "وكله بالحلال"، وحَدّ الله بينهم وبين "الأرانب" المذبوحة على غير الشريعة الإسلامية.

                  والرجل العالمي يعاني من تمزق داخلي؛ إذ تشده الحاجة يميناً، ويشده الدَّيْن يساراً، ويسحبه الهم لأعلى، ويجره الغم لأسفل، فيضرب أخماساً في أسداس، وكل حل يفكر فيه يأتيه منه ما لا يرضيه. فجميع خياراته طريق مسدود يا ولدي. إن سلك طريقاً أتبعه النقاد بالقباقيب، وإن سلك آخرَ أمسك الناس منه بالتلابيب، فهو في حيرة دائمة حتى وإن أشعل أصابعه العشرة شمعاً.

                  تنعقد من حوله المؤتمرات العالمية والندوات الدولية واللقاءات الإقليمية وحلقات النقاش المحلية، وترتفع الأصوات والشعارات منادية بحقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومساواة المرأة، ورفع أجور المرأة، وتخصيص عربات بمترو الأنفاق للمرأة، وإجازة وضع ورضاعة للمرأة، ونفقة للمرأة، ولا أحد ينادي بالرأفة بحاله أو الرفق به، بل على العكس يتهمون الرجل العالمي بأنه هو سبب كل بلاء، وأنه وراء كل مصيبة. فالفساد الاجتماعي مثلاً هو من بدأه، ونوادي الرقص الشرقي هو من فتحها، وخداع الزوجة مع غيرها هو الخبير فيه، وأفلام الإغراء هو مخرجها، وإعلانات العري هو منتجها، وموضات الملابس النسائية هو مصممها. وهو فوق هذا يجبر المرأة "الغلبانة" التي تستحق يوماً عالمياً للنسوان، على فعل ما لا تقبل به، وتأبى نفسها لولا القسر الوقوع فيه.

                  ولكن الغريب أن نقرأ أن أوضاع المرأة في العالم " أصبحت أكثر قسوة خلال السنوات العشر الماضية" أي بعد جميع المؤتمرات والدعوات والمناشدات والثورات التحررية والجنسية وتبني الأمم المتحدة لشئون المرأة. ومن هنا نقول: أعيدو الأمور إلى ما كانت عليه قبل مؤتمر باريس لسنة 1946، وقبل الاحتفال بيوم المرأة العالمي سنة 1975 وتبني الأمم المتحدة له، فلعل الله أن يصلح حال المرأة، وتعود إلى الأيام الخوالي حين كانت أسعد حالاً مع رجلها العالمي. أو احتفلوا بيوم الرجل العالمي واجعلوا الأمم المتحدة تتبناه حتى يسوء حاله هو أيضاً فيتساوى أبو سعيد مع أم سعيد في سوء الحال، واحتمال أيضاً في سوء المنقلب.

                  وعيد نسوان سعيد عليكن جميعاً.
                  د. أحمد الليثي
                  رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  ATI
                  www.atinternational.org

                  تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                  *****
                  فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    [align=justify]ربنا يكرمك.. يادكتورنا الرائع.

                    كنت عايز أبقى رجل عالمى ،لكن بعدما قرأت مقالتك الخالدة ..مش عايز أكون رجل عالمى ،خلينى رجل محلى أحسن .وأم بسمة ويوسف.. ترضى عنى .
                    وعلى فكرة.. فيه نكتة حلوة وخفيفة.. سأحكيها :
                    فى يوم ..جماعة من أصحابنا العجايز وأنا طبعاً منهم..قاعدين نحكى ونقول ونشكى من العيال وأمهم والدنيا و..و...و....
                    لقينا واحد من الجماعة ،شخط فينا وصوته عالى وقال إيه ياإخوانا!! كلكم عمالين تشتكوا من نسوانكم ومفيش حد قال كلمة حلوة ،يا جماعة.. أنا كل يوم مراتى بتسجد لى !!
                    طبعاً كلنا وفى نفس الوقت،صرخنا .نعم !!مراتك كل يوم بتسجد لك!!! ليه هو أنت مين ؟؟ دا أنت راجل كحيان زى حالتنا.
                    لكنه بثقة ..قال :إيوه كل يوم بتسجد لى ،عشان تطلعنى من تحت السرير!!!!!!!![/align]

                    تعليق

                    • خلود الجبلي
                      أديب وكاتب
                      • 12-05-2008
                      • 3830

                      #11
                      إن الإنسان الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة, واحدة في العلانية وأخرى في الخفاءإن إزالة الاضطهاد الواقع على المرأة العربية لا يمكن أن يتم إلا بإزالة أسبابه الحقيقية وهي متعلقة بدون شك بحالة التبعية والاستغلال الذي يقبع بها مجتمعنا العربي ككل.ومن هنا وجب على الحركة النسوية ومؤيديها من الرجال العمل وبشكل متوازي على الجبهتين الخارجية والداخليةأما خارجياً فيجب العمل على تحرير المجتمع من حالة التبعية والتخلف على الأصعدة الثقافية والاقتصادية والسياسية...

                      الاخت الكريمة امل اشكرك جداا علي المقال الرائع
                      ولكن السؤال هنا هل يرضي الرجل الشرقي ان يظهر هذه الثقافة من اجل وقوف العنف والايذاء ضد نصفه الاخر؟؟؟

                      للاسف كما صرحتي ان ازدواجية الزوج الشرقي يجعله يعتقد ان السيطرة والضرب رجولة

                      هل يتقبل الرجل فكرة ان المراة لها حق مثله في ايقفاف الاذي الذي تتعرض له من المجتمع ام هذا سيهز مقامه العالي وسيدفعه لاضطهادها كل يوم بحجة أنها تقزم رجولته
                      التعديل الأخير تم بواسطة خلود الجبلي; الساعة 08-03-2009, 03:38.
                      لا إله الا الله
                      محمد رسول الله

                      تعليق

                      • خلود الجبلي
                        أديب وكاتب
                        • 12-05-2008
                        • 3830

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة د/ أحمد الليثي مشاهدة المشاركة
                        أرى أن الأوْلَى أن يكون هناك احتفال ما نطلق عليه "يوم الرجل العالمي".

                        والعالمي هنا ليست صفة لليوم وإنما للرجل.

                        فمن هو الرجل العالمي؟
                        الرجل العالمي هو هو نفس الرجل غير العالمي، من حيث الملامح، والطبائع الغريزية، والبناء الجسدي، والنباهة العقلية، والذكاء الفطري، وحلاوة الروح حتى وإن كان أقرب الشبه بأحدب نوتردام. ولكنه أكثر انتشاراً، وأقل شهرة، وأكثر غموضاً، وأقل ظهوراً في الأضواء. وهو في الحقيقة عدو للنور والتنوير؛ لأنه كلما ازداد تسلط الضوء عليه كلما زاد اختفاؤه وروغانه، ومرت الحياة من حوله غير أبهة به، وغير مدركة لوجوده أصلاً. فهو يعيش في الظل حتى بعد غروب الشمس، ولا يعرف من العز إلا "عز" البرد.

                        وهو –ياحبة عيني- مضطهد في بيته من أم العيال، وفي عمله من رئيسه المتخلف. وهذه حقيقة فأي شخص يصبح رئيساً يتحول "بقدرة قادر" لأسباب لا يعلمها إلا رب العباد ومسبب الأسباب إلى متخلف من الدرجة الأولى، فالتخلف أصبح سمة كل رئيس، حتى وإن كان الرئيس رجلاً عالمياً أيضاً.

                        وحين لا يملك ثمن إصلاح سيارته يبدأ اضطهاد السيارة له بأن تتعطل من "الهوا الطاير"، وإذا توفر المال لإصلاح السيارة اضطهده الميكانيكي، هذا إن اسعده حظه بسيارة من الأصل بعد أن تورمت حياته من ركوب مركوبه من طراز "دواب فول وبرسيم درايڤ".

                        وهو قبل كل شيء وقع عليه اضطهاد الأب والأم لأنهم لم يحسنوا تربيته من البداية، أما من أحسنوا تربية أبنائهم فلم يُعِدُّوهم لمواجهة العالم الحقيقي بما فيه من صدمات ومصائب ومحمد البرادعي والبقرة الضاحكة، فكان هذا اضطهادا أسوأ من اضطهاد من لم يربو أبناءهم. على الأقل من يقولون "حقي بدراعي" يأخذون حقوقهم كاملة أو على الأقل جزءًا منها. أما أولاد الناس فهم أقرب إلى المعذبين في الأرض أو من صنف "بؤساء" هوغو.

                        والرجل العالمي يضطهده أبناؤه لأنه لا يستطيع أن يضرب الأرض فتطرح بطيخاً، ولا يملك شجرة تطرح أموالاً أو آلة لطباعة البنكنوت ليلبي احتياجاتهم حتى يتساووا بأولاد الناس الآخرين الذين يطرق الحظ أبوابهم، ويبيت في بيوتهم "وكله بالحلال"، وحَدّ الله بينهم وبين "الأرانب" المذبوحة على غير الشريعة الإسلامية.

                        والرجل العالمي يعاني من تمزق داخلي؛ إذ تشده الحاجة يميناً، ويشده الدَّيْن يساراً، ويسحبه الهم لأعلى، ويجره الغم لأسفل، فيضرب أخماساً في أسداس، وكل حل يفكر فيه يأتيه منه ما لا يرضيه. فجميع خياراته طريق مسدود يا ولدي. إن سلك طريقاً أتبعه النقاد بالقباقيب، وإن سلك آخرَ أمسك الناس منه بالتلابيب، فهو في حيرة دائمة حتى وإن أشعل أصابعه العشرة شمعاً.

                        تنعقد من حوله المؤتمرات العالمية والندوات الدولية واللقاءات الإقليمية وحلقات النقاش المحلية، وترتفع الأصوات والشعارات منادية بحقوق المرأة، وتحرير المرأة، ومساواة المرأة، ورفع أجور المرأة، وتخصيص عربات بمترو الأنفاق للمرأة، وإجازة وضع ورضاعة للمرأة، ونفقة للمرأة، ولا أحد ينادي بالرأفة بحاله أو الرفق به، بل على العكس يتهمون الرجل العالمي بأنه هو سبب كل بلاء، وأنه وراء كل مصيبة. فالفساد الاجتماعي مثلاً هو من بدأه، ونوادي الرقص الشرقي هو من فتحها، وخداع الزوجة مع غيرها هو الخبير فيه، وأفلام الإغراء هو مخرجها، وإعلانات العري هو منتجها، وموضات الملابس النسائية هو مصممها. وهو فوق هذا يجبر المرأة "الغلبانة" التي تستحق يوماً عالمياً للنسوان، على فعل ما لا تقبل به، وتأبى نفسها لولا القسر الوقوع فيه.

                        ولكن الغريب أن نقرأ أن أوضاع المرأة في العالم " أصبحت أكثر قسوة خلال السنوات العشر الماضية" أي بعد جميع المؤتمرات والدعوات والمناشدات والثورات التحررية والجنسية وتبني الأمم المتحدة لشئون المرأة. ومن هنا نقول: أعيدو الأمور إلى ما كانت عليه قبل مؤتمر باريس لسنة 1946، وقبل الاحتفال بيوم المرأة العالمي سنة 1975 وتبني الأمم المتحدة له، فلعل الله أن يصلح حال المرأة، وتعود إلى الأيام الخوالي حين كانت أسعد حالاً مع رجلها العالمي. أو احتفلوا بيوم الرجل العالمي واجعلوا الأمم المتحدة تتبناه حتى يسوء حاله هو أيضاً فيتساوى أبو سعيد مع أم سعيد في سوء الحال، واحتمال أيضاً في سوء المنقلب.

                        وعيد نسوان سعيد عليكن جميعاً.
                        الاخ الكريم الفاضل د/احمد الليثي

                        رغم ان ردك بعيد جدااا عن موضوعي لاني طرحت ظاهرة العنف والضرب التي تتعرض لها المراة علي يد الرجل
                        ولكن انا في حالة صدمة من ردك ومن من ؟؟ د/احمد الليثي
                        لان ردك يترجم جحم المأساة التي امامي الان يادكتور
                        من اذاا يدافع عن المراة ؟؟؟
                        كنت اعتقد ان المجتمع الذي تتعرض فيه المراة للضرب والايذاء مقتصر علي طبقات معينة
                        ولكن الن اتضح لي امر اخر وهو طبقة المثقفين مثلك كيف تكون المراة في نظرهم وما هي مكانتها بينكم ايها المثقفين

                        ولكن سوف ارد عليك بشئ واحد اخي الفاضل
                        وهو عبارة عن طلب
                        اتمني من شخصك الكريم ان تلبيه
                        ان تضع هنا امام الجميع احصائية عن اخر خمس سنوات تعرضت فيه المراة العربية للضرب والعنف بجميع اشكاله في الوطن العربي
                        ابتداء من المراة العراقية والمصريه وافغانستان

                        أن قضية ايقاف العنف ضد المرأة ليست ضد الرجل فقط وانما هي لمصلحته يتوقف عليها صلاح الاجيال القادمة

                        انتظر تقريرك يادكتور
                        تحياتي
                        لك
                        لا إله الا الله
                        محمد رسول الله

                        تعليق

                        • د/ أحمد الليثي
                          مستشار أدبي
                          • 23-05-2007
                          • 3878

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                          [align=justify]ربنا يكرمك.. يادكتورنا الرائع.

                          كنت عايز أبقى رجل عالمى ،لكن بعدما قرأت مقالتك الخالدة ..مش عايز أكون رجل عالمى ،خلينى رجل محلى أحسن .وأم بسمة ويوسف.. ترضى عنى .
                          وعلى فكرة.. فيه نكتة حلوة وخفيفة.. سأحكيها :
                          فى يوم ..جماعة من أصحابنا العجايز وأنا طبعاً منهم..قاعدين نحكى ونقول ونشكى من العيال وأمهم والدنيا و..و...و....
                          لقينا واحد من الجماعة ،شخط فينا وصوته عالى وقال إيه ياإخوانا!! كلكم عمالين تشتكوا من نسوانكم ومفيش حد قال كلمة حلوة ،يا جماعة.. أنا كل يوم مراتى بتسجد لى !!
                          طبعاً كلنا وفى نفس الوقت،صرخنا .نعم !!مراتك كل يوم بتسجد لك!!! ليه هو أنت مين ؟؟ دا أنت راجل كحيان زى حالتنا.
                          لكنه بثقة ..قال :إيوه كل يوم بتسجد لى ،عشان تطلعنى من تحت السرير!!!!!!!![/align]
                          أخي الفاضل الأستاذ النويهي
                          أضحك الله سنك. وربنا يرضى علينا وعليك، ويهدي اللي بالي بالك.
                          وللعلم فأهل بيتي لا تدخل غرفة في البيت قبل أن تمر عليّ ...




                          حتى أفتح لها الباب.

                          دمت بخير.
                          د. أحمد الليثي
                          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          ATI
                          www.atinternational.org

                          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                          *****
                          فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                          تعليق

                          • د/ أحمد الليثي
                            مستشار أدبي
                            • 23-05-2007
                            • 3878

                            #14
                            الأخت الفاضلة الأستاذة خلود
                            ليست المسألة بحاجة إلى إحصائيات، فقد ورد بمداخلتي أعلاه أن حال المرأة في السنوات العشر الأخيرة قد ساء عما قبل، وهذا كلام رسمي عن الأمم المتحدة.
                            كذلك نحن بالفعل لا نحتاج إلى إحصائيات عمن ضرب من. فليس الضرب أو العنف المنزلي قاصر على الإيذاء البدني فقط، فهناك جميع أوجه الإيذاء المعنوي أيضاً. وهو إيذاء يتعرض له الرجل والمرأة على حد سواء، ربما بدرجات متفاوتة، ولكنه موجود لا ينكره أحد.

                            ولكن حل المشكلة ليس فيما تفضلتِ بقوله "أعتقد أن الحل يكمن في إصدار قوانين صارمة تحقق المساوة وتساند المرأة في منع إيذائها وتمنع أي طرف من ارتكاب أعمال العنف وتحفظ حريتها وأمانها".
                            ألا توجد قوانين بالفعل تمنع من أعمال العنف بشتى صورها؟
                            فالمسألة ليست قوانين؟
                            ألا يوجد رجال يتعرضون للإيذاء من زوجاتهن مادياً ومعنوياً؟
                            فلماذا تكون المساندة للمرأة لمتع إيذائها، ولا تكون للرجل أيضاً؟
                            ولماذا نتحدث عن حرية المرأة وأمانها، ونغفل حرية الرجل وأمانه؟ مع الأخذ في الحسبان أن كلمة "الحرية" كلمة في غير موضعها الصحيح، ومطاطية المعنى. فالحرية ينبغي أن تكون منضبطة خاضعة لقوانين منظِّمة لها محدِّدة لمعناها. أما الحرية الانفلاتية فليست بحرية، وإنما هي فوضى عارمة.

                            الخلاصة أن كلا الرجل والمرأة يحتاجان إلى "إعادة تربية".
                            يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اتقوا الله في النساء"، "خيركم خيركم لأهله"، "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة". ويقول الحسن البصري "إذا زوجت ابنتك فزوِّجها لتقيّ فإنه إن أحبها أكرمها، وإن كرهها لم يظلمها". وهناك الكثير والكثير من تلك التوجيهات التي تصلح بها الأمم، بله الأفراد.
                            فأين نحن من هذا كله؟
                            حين نسلم قيادنا لمن لا يتقون الله، وحين لا نحسن تعليم أبنائنا ولا تعليم أنفسنا، وحين يكون هدفنا الحفاظ على حياة الجسد وإهمال الروح، وحين ننظر للدنيا على أنها الباقية، والآخرة هي الفانية أو غير الموجودة أصلاً، يكون حالنا ما هو عليه.

                            إن الفساد وانعدام الأخلاق والانغماس في الشهوات وحب الدنيا أمور يشترك فيها الرجل والمرأة. وليس كل رجل بقواد، أو كل امرأة بعاهر -والعياذ بالله- ولكن لا يوجد أحدهما دون الآخر. فهما شريكان في المسئولية.

                            تصدعنا وسائل الإعلام دائما بما يسمينه "قضية المرأة"، ويصورون الأمر دائماً على أن السبب هو الرجل. ونحن طبعاً لا ننخدع بكلمة "المجتمع" وما أشبهها. ومع هذا فهل المجتمع وعاداته وتقاليده، وانحرافاته وأخلاقه، نتاج بلا زارع؟ أليس كل هذا نتاج لغرس أفراد المجتمع، رجالاً ونساء؟

                            فالمسألة تتعدى النظرة السطحية التي أُغرِقنا بها، ولا يزال بيننا من الرجال والنساء من تنطلي عليهم اللعبة، ويصدقون أصحاب الأهواء، وهم ليسوا أفراداً فحسب، بل حكومات ومنظمات عالمية ومؤسسات دولية، وثقافات غير إسلامية ... إلخ.
                            وبما أن القوانين الإنسانية لم تثبت نجاحها في أي مرحلة من مراحل التاريخ بحيث يمكننا التعويل عليها في كل وقت وحين، فمن غير المعقول أن يكون حل أي مشكلة هو أن نجعل ذاك الإنسان المتغير القاصر الناقص الفاني هو من يقنن للحياة، وخاصة بعد أن أثبت فشله أمام نفسه. فهو لا يقنن لسكان المريخ.
                            ومن هنا فحل أي مشكلة هو بأن نأخذ بقوانين الله التي شرعها لخلقه، فهو الصانع. والصانع أدرى بصنعته، وليس في الإمكان أبدع مما كان. ولو كان لما كان الله هو الخالق الصانع، ولعلا عليه -حاشا الله- من هم دونه. وهذا مستحيل.

                            والمحك هو أنه من يسير في طريق على عير هدى من الله ثم يواجه مشكلة، ويعمل على حلها بنفس قوانينه الوضعية لا يجد لها حلاً مرضياً منهياً لها. بل يزيد الأمر تعقيداً. وكلما جاء جيل جديد، بواقع جديد، ومعطيات حديثة، زاد البلاء، وعقمت العقول أن تخرج لنا بحلول جذرية.
                            وحينها يقول بعض الناس -كما هو حالنا الآن- علينا أن ننظر في "كتاب الله وسنة رسوله" لنجد حلاً لتلك المشكلة. وأؤكد لك إن الحل سيكون موجوداً، ولكن تطبيقه يكون من أعسر الأمور، وأشدها على النفس. وليس السبب لعسر الحل، بل لأن المشكلة لم تبدأ من باب الله ورسوله، بل بدأت من غير طريقهما، وطريقهما واحد.
                            أما من يبدأ سيره في طريق الله ورسوله، ثم تواجهه مشكلة ما، فيبحث عن حل لها في كتاب الله وسنة رسوله، لا يجد الحل فحسب، بل ويكون تطبيقه من أيسر ما يمكن؛ لأنه ديدنه "سمعنا وأطعنا"، ومن أحق أن نسمع لهما ونطيع إلا الله ورسوله؟

                            وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فاسمعي لهذا الموضوع:
                            أتت سائلة تقول إنها أقامت علاقة غير شرعية مع شاب وعدها بالزواج. وحملت منه، وما أن علم الشاب بهذا حتى فر منها فرار المرء من المجذوم. فاستشارت الفتاة صديقات لها، فنصحنها بإجهاض جنينها وقد كان هذا رأيها أيضاً خشية الفضيحة أمام أهلها والناس. فأجهضت جنينها. وسؤال الفتاة المذكورة هو: تقدم لي شاب حالياً يطلب يدي، وقد قررت إجراء جراحة لترقيع غشاء البكارة. فهل يجوز لي فعل هذا؟

                            طبعاً هذه القصة أصبحت منتشرة جداً بشكل وبائي. وحين سمعتها أول مرة لم أصدق أذناي. ولكنني سمعتها بعد ذلك وقرأتها مئات المرات.
                            المهم، هذه سائلة فعلت الفاحشة، وقتلت نفساً زكية بغير نفس، وسؤالها عن إجراء جراحة للتدليس على من يريدها في الحلال!
                            فقولي لي -أختي الفاضلة- الخطأ خطأ من؟ وكيف الإصلاح؟

                            قصة أخرى: سائلة تقول: ذهبت للحج مع أهلي منذ أكثر من 20 سنة. وقبل الانتهاء من شعائر الحج، جائني الحيض. فتحللت. وبينما لا أزال في مكة وقت الحج، طلبني للزواج رجل، فزوَّجني أبي له. ورزقنا الله بالأولاد والبنات. وسؤالي هو: هل يجب عليَّ شيء في أمر ذلك الحج الذي لم أتمَّه؟
                            فهل سمع أحد بفاجعة فقهية أكبر من هذه؟

                            أختى الفاضلة: ليست المشكلة في العنف المنزلي، أو في ضرب رجل لامرأة. المشكلة في بعدنا عن كتاب الله وسنة رسوله. حين نعود إليهما أعدك أن مشاكلنا ستجد لها حلولاً جذرية.

                            يقول عمر بن الخطاب "نحن قوم أعزَّنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة في غيره أذلَّنا الله".
                            دمت بخير.
                            د. أحمد الليثي
                            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            ATI
                            www.atinternational.org

                            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.
                            *****
                            فعِش للخيرِ ، إنَّ الخيرَ أبقى ... و ذكرُ اللهِ أَدْعَى بانشغالِـي.

                            تعليق

                            • زهرة نيسان
                              عضو الملتقى
                              • 17-05-2008
                              • 289

                              #15
                              اتفق مع الاستاذ احمد الليثي..
                              فمع تعدد وكثرة القوانين من حولنا والتي جاءت بهدف انصاف المراة
                              الا اننا نرى ومن خلال احصائيات عدة ان نسبة العنف في تزايد مستمر..العنف بكل انواعه ..الضرب ..الاهانة الكلامية..وصولا للقتل..
                              واكبر مثال على ذلك البلد الذي اعيشه...فكل يوم يسن قانون يساند المراة..وفي الحقيقة بت اشفق على الرجل من هذا الاذلال والقمع!!
                              فمجرد كلمة واحدة من الزوجة ودمعتين !! يزج بالزوج في السجن
                              او يبعد عن بيته واولاده بتهمة تكون في الاغلب الاحيان زور وبهتان
                              ومجرد حركة انتقامية من الزوجة جراء تصرف لم يعجبها!!

                              ونتيجة لهذا الكم الهائل من القوانين تهاوت العلاقات الاسرية ..
                              غابت المودة والرحمة والرافة ...لتحكمنا كلمات لا تعترف بالعاطفة
                              ابدا!! فاين نحن من قراننا الذي انصفنا !!

                              تعليق

                              يعمل...
                              X