أسئلة في الفكر والثقافة/د. وسام البكري

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. وسام البكري
    أديب وكاتب
    • 21-03-2008
    • 2866

    أسئلة في الفكر والثقافة/د. وسام البكري

    أسئلة في الفكر والثقافة
    د. وسام البكري

    في حوارٍ معي، أشرفت عليه الأستاذة الجامعية الجزائرية اللبيبة هاجر مدّقن، وفي مداخلة لأحد العلماء المفكرين البارزين، وهو الدكتور عبد الحميد مظهر أجبتُ عن عدد من أسئلته في الفكر والثقافة، وهي الآتي*:

    س1 : تنتشر في عددٍ من الكتابات في‎ ‎العالم العربي‎ ‎عدة مصطلحات‎ ‎مثل:‎
    برجوازي، طبقي،‎ ‎إقطاعي، رأسمالي، شيوعي، اشتراكي، يساري، يميني، ‏‏أيديولوجي، إمبريالي، سلفي، رجعي، ظلامي، أصولي، تقدمي،‎ ‎برجماتي، ‏‏ديمقراطي، ثيوقراطي، ليبرالي، حرية، تنويري، دوجماتي، تكفيري،‎ ‎‎كافر، معتزلي، أشعري، وهابي،‎ ‎إسلام سياسي، إسلامي، إسلاموي، ديني، ‏‏حداثة، مابعد‎ ‎الحداثة، عولمة ... ‎إلخ.‎

    وسؤالي هو: ما‎ ‎رأيك في تأثير هذه المصطلحات في‎ ‎تكوين فكر عربي ـ ‏‏إسلامي، إيجابي، مستقل، يستطيع أن يواجه مشكلات‎ ‎العالم‎ ‎العربي
    ويحلها ؟.‏

    ج: سؤال‎ ‎دقيق جداً يُلخّص الإشكالية الكبرى في التعقيدات الكبيرة المتشابكة ‏‏في الوضع الفكري‎ ‎والديني والقومي والدولي لمجتمعاتنا الإسلامية العربية؛ ‏‏فالمصطلحات المذكورة وغيرها‎ ‎الكثير المعبّر عنها بـ (إلخ) متفاوتة في ‏‏مفاهيمها، سواء في أصل نشأتها أو من بعد‎ ‎تأثرها باتجاهات أخرى، مما ‏‏جعلها متعددة المفاهيم بحسب الزمن والمجتمع والبيئة؛‎ ‎وهو ما نلحظه في ‏‏أغلب المصطلحات المذكورة.‎

    ومن هذا‎ ‎المنطلق سنختلف جميعاً في معنى تكوين‎ ‎‏(فكر عربي ـ إسلامي، ‏‏إيجابي، مستقل)؛ لأننا بالتأكيد‎ ‎سنختلف:‎
    ـ في مفهوم الفكر وتعريفه، وما الفكر الذي نريده‎ ‎؟.
    ـ وما العربي ؟ وما العروبة ؟ وما المفهوم المحدد لكل منهما، وما صلة صفة‎ ‎‎العربي بالإسلام وحدودها ؟‏. ‏
    ـ وما الإسلامي ؟ وما حدود الإسلام‎ ‎ليكون صفة شاملة ؟‏. ‏
    ـ وما الفكر الإيجابي ؟ علماً أنه اعتورت الإسلام مذاهب شتى، وجميعها‎ ‎تدّعي أنّها ‏‏العين الصافية والنقية، وما عداها سلبية (بغض النظر عن المصطلح الدقيق‎ ‎‎الذي يُطلقه أصحابها من وجهة نظرهم، كوصفهم إياها بالمذاهب، كالمذاهب الباطلة، أو الكافرة !!).
    كما ‏‏اعتورت‎ ‎القومية العربية مفاهيم أخرى اجتزأتها من التجربة الأوربية في ‏‏حروبها القومية. ‎
    والواقع كفيل بسرد الشواهد فيهما‏. ‏
    ـ وماالفكر المستقل ؟ هل يمكننا أن‎ ‎نعوّل على شيء واضح يُشير إلى كونه ‏‏مستقلاً، أشكّ في وجود استقلال من غير تأثر‎ ‎وتأثير. بل إنّ أكثر إيجابيات ‏‏الفكر الإسلامي يكمن في تأثره وتأثيره، والأكثر يكمن في سلبيات‎ ‎التأثر بالتيارات ‏‏الأجنبية المنحرفة.‎

    جميع
    ‎ ‎الذين يستظلون تحت ظلال هذه المصطلحات يدّعون الأصالة، وأنهم ‏‏المعنيون بالإسلام‎ ‎وبالعرب، وبالفكر الصحيح غير المنحرف.
    والمضحك أو ‏‏المؤلم إن كل دولة قُطرية ترى أنها‎ ‎الأوفق في توجهاتها؛ ليتبعها علماؤها في ‏‏الدين‎ ‎، فتنشأ طبقة (وعّاظ السلاطين).

    نحن نعيش‎ ‎معضلة كبيرة في التعايش وفهم الآخر، فإذا لم نكن نفهم أنفسنا ‏‏ونتصالح معها، فلا‎ ‎جدوى من كل ما يُقدّم لنا من أفكار ورؤى للحفاظ ‏‏على مجتمعنا لمواجهة‎ ‎العالَم.‎

    التعايش‎ ‎وفهم الآخر .. هما معضلتان أيضاً، فهل نحن بحاجة إلى مجمع ‏‏حقيقي لعلماء الدين، تكون الغاية منه إعادة دراسة النصوص الدينية بصورة صحيحة مع عدم إهمال ‏‏الظروف الموضوعية التي رافقت‎ ‎النصوص، وعدم إهمال المستجدات ؟.

    هنا، تجابهنا مسألة الاتفاق على المَجمَع والغاية منه، فنحن نختلف‎ ‎في كل شيء !!.
    وإذا سأل ‏‏سائل: لماذا ؟ وما علاقته بما نحن فيه ؟ فالجواب واضح، لأن‎ ‎أوضح ‏‏المسلّمات الدينية التي تَسالَمَ عليها المسلمون، أصبح لها وجهٌ آخر، جعلت‎ ‎‎العلاقة بين الأفراد المختلفين في اتجاهاتهم شبه معدومة، إذا لم تصل إلى فناء‎ ‎‎الآخر.‎

    نعم .. ‎تأسَّس مَجمَعٌ من جميع الطوائف، لجمع الأمة تحت فكر إسلاميّ ‏‏واحد، في الأقل في ما‎ ‎يعني المسلم اجتماعياً ودينياً في أصوله ومبادئه ‏‏العامة، فما كان مصيرهُ ؟ ! ‎
    وعند جهينة‎ ‎الخبر اليقين


    خلاصة الإجابة: كل الاتجاهات لها تأثير، ولكن أين الذي لا يفكّر بفئوية أو قطرية أو ‏‏طائفية ضيقة‎ ،‎فيُمكننا من تقديم فكر إسلامي عربي إيجابي مستقل ؟ !.‎

    س2: هناك عددٌ من‎ ‎المثقفين والمفكرين الذين يكتبون عن مشكلات البلاد ‏‏العربية بكل أنواعها، واستمرارا‎ ً‎للحوار، وإكمالاً للسؤال السابق والخاص ‏‏باستعمال المصطلحات في الفكر:‏‎ ‎

    هل يمكن للمفكرين والمثقفين‎ ‎العرب أن يعرضوا و يناقشوا و يحللوا مشكلات ‏‏البلاد العربية، ويقترحوا حلولاً لها،‎ ‎من دون الاعتماد على المصطلحات التي ‏‏ذكرتها في سؤالي السابق ؟.

    ج : أرى ـ‎ ‎بتواضع ـ أنّ المثقف ليس كتلة هلامية مستقلة، المثقف هو: ‏‏الأديب، والباحث، والفقيه،‎ ‎والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، .... ‏‏والحاكم‎ ‎والمحكوم.‎‏ إنه كل شيء ... ‎لأنّ أية صفة من الصفات السابقة (من ‏‏المفترض) أن لا تَتَأسَّس، ولا تتميَّز، ولا‎ ‎تَتَحدَّد كياناً واضحاً من غير ثقافة واسعة‎ ‎‎أصيلة.‎

    اُرشّح أن‎ ‎يكون للمفكرين أثرُهم على العكس من المثقفين، لأنّ إطلاق صفة (المفكّر)، ‏‏لم يَشُبْها ما‎ ‎شابَ صفة (المثقف) حتى تشابهَ علينا المثقفون، مثلما تَشابهَ ‏‏علينا الأدباء‎ ‎والشعراء، وغيرهم. ولذلك يُخيّل إليَّ بحسب السؤال المُفتَرَض أن ‏‏تكون للمفكرين‎ ‎العرب والمسلمين استقلالية فكرية، ورؤية واضحة محايدة، ‏‏قدر الإمكان.

    وفي ما يأتي‎ ‎رؤيتي المتواضعة في نقاط لِما يجب أو يُفترَض ‏‏أن يكون عليه المفكّر، والعوائق‎ ‎التي تجابهه لكي يستطيع أن يُحلّل مشكلات ‏‏البلاد العربية، ويُبلور أهم الآليات‎ ‎والحلول:‎
    ‏ ‏
    ‏1.‎ ‎تغيير أسلوب‎ ‎الخطاب والحِجاج، فخطاب المفكّر يختلف عن ‏الخطاب ‏الديني المحض، وعن الخطاب السياسيّ؛‎ ‎بل خطاب الداخل يجب ‏أن يختلف عن ‏خطاب الخارج.
    بمعنى آخر: لا يمكننا أن نستعمل‎ ‎الخطاب نفسه مع العرب ‏ومع الغرب، ومع المسلم، ومع غير ‏المسلم على السواء.

    إنّ الحكمة المُفادة‎ ‎من بعثة ‏الأنبياء هي مخاطبة الناس ‏بألسنتهم، ولا يعني هذا بلغتهم، كما فسّرها أكثرهم‎ ‎‎خطأً ـ بل تعني ‏التحدّث بقدر عقولهم، وبأساليبهم؛ وهذا هو الخطأ الذي وقعنا ‏فيه،‎ ‎وتجاوزهُ غيرنا.‎

    إذ يجب أن يتبع التغييرَ في الخطاب تغييرُ الشعارات التي نخاطب بها الغرب، فشعارات‎ ‎الداخل ‏غير ‏شعارات الخارج؛ ولكل ما تقدّم شواهد.‏

    ‏2. المفكّرون غير‎ ‎قادرين على فعلِ شيء، كقولنا: الشعوب وحدها لا ‏تستطيع ‏فعلَ شيءٍ من دون السلطات،‎ ‎فيجب تغيير مرتكزات السلطة ‏الحاكمة، ليتمكن ‏المفكرون من التنفيذ والتطبيق. وأما‎ ‎الثورات ‏بالمعنى الذي حدَثَ في عالمنا ‏العربي منذ الخمسينات من القرن ‏الماضي‎ ‎وستيناته، فقد بانَ زيفُها، ورأت‏ الشعوب ويلاتها، وإذا ‏أحسنّا الظنّ بها، فإنّ‎ ‎أمراضها أكثر بكثير ممّا قدّمته، ‏إذ يجب أن ‏يُغيّر المفكرون الحكومات بما يضمن‎ ‎تنفيذ الحلول التي يقدّمونها.

    ومن نافلة القول أنْ نُبيّن أنّ الشواهد على دكتاتورية السلطات والثورات في بلادنا‎ ‎العربية ‏ما زالت قائمة.‎

    ‏3.‎ ‎إنّ المفكّر هو‎ ‎المسؤول عن بلورة الخطاب، لذا يجب عليه أن يحاول ‏القفز على ‏تعدد المرجعيات غير الثقافية‎ ‎وغير المتحدة، فتتوحّد ‏المرجعيات في أُطُر ذات ‏مشتركات عامة (إيجاد القاسم‎ ‎المشترك)، ‏وطيّ الخلافات الفرعية.‎

    ‏4 . يعاني المفكّر‎ ‎من تعدد الفتاوى المتضادة في ما بينها في الأغلب، ‏وهذا ‏التعدد معضلة كبيرة له.

    وأعتقد‎ ‎بتواضع أنه يمكننا أن نتجاوز التعدد ‏بالقيام بخطوات ‏فاعلة على المستوى الاستراتيجي سواء‎ ‎على‏مستوى القيَم، أو على مستوى ‏التطبيق. فإذا أَحكَمَ المفكِّر رؤيتَهُ ‏تجاه‎ ‎المشكلات التي تجابه البلاد العربية، ‏فإنه قد يُجبِر الحكومات ‏إلى اتخاذ مواقف‎ ‎عملية (تنفيذية) حقيقية.‎

    ‏5. التناصح بين‎ ‎المفكرين مهما كانت اتجاهاتهم، ويتأطّر تكاتفهم في ‏تحقيق ‏العدالة الاجتماعية‎ ‎والسياسية، ومحاولة فَهمِ الآخر، أو ردعه ‏إذا اقتضت ‏العدالة مواجهته، لإحقاق الحقوق‎ ‎الوطنية.‎

    س 3 هل يمكن‎ ‎أن تعطي لنا ما تراه من أولويات المفكر العربي ؟.س4 هل يمكن‎ ‎أن تعطيلنا ما تراه من أولويات المفكر والمثقف‎ ‎الإسلامي ‏‏مقارنة بما قلته عن المفكر‎ ‎العربي ؟.

    ج: سأحاول‎ ‎أن أُجيب عن السؤالين معاً، لأني أؤمن أن الانشغال بهموم ‏‏وأولويات المفكر الإسلامي‎ ‎أكثر نجاعةً من الانشغال بهموم المفكر العربي ‏‏‏(القومي) وأولوياته؛ فعلى الرغم من‎ ‎أنّ هموم المفكّر العربي محدّدة بحدود ‏‏النطاق القومي ـ وهو نطاق ضيق بحسب ما أؤمن‎ ‎به، قد يحدّ من وسائل ‏‏مواجهة المخاطر التي تهزّ أركان القومية نفسها ـ فإنّ له‎ ‎مبرراته المقنعة ‏‏التي لا ننكرها في جوانبَ معينة من رؤيته، وليست‎ ‎جميعها.‎

    نحن نتفق‎ ‎مع القائلين: (إن الحفاظ على الثقافة القومية تحفظ الشعب من ‏‏التبعية، وتجعله في طريق الاستقلال)، لكنّ هذه الثقافة لا تصمد بوجه ‏‏العولمة التي تنطوي على صراع‎ ‎الثقافات، وهو صراع ضخم يتجلى في ‏‏الهزات التي تتعرّض لها الثقافة العربية، وأسس‎ ‎الخطاب الفكري المعاصر، ‏‏يساعدها على ذلك افتقادها إلى تطبيق المبادئ الفكرية‎ ‎القومية التي تنادي ‏‏بها. ‎

    إن من أهم‎ ‎الأولويات التي ينبغي للمفكّر الإسلامي أن‎ ‎يتبنّاها:‎

    ‏1. ‎ ‎الفكر‎ ‎الإنساني:
    أي الفكر المنفتح على الإنسان في هذا العالَم، وما الإسلام ‏‏إلا الإنسانية‎ ‎في محتواه الأصيل، فلا انغلاق، ولا تزمّت مع الآخر، بحسب ما ‏‏ينطوي عليه الإسلام من‎ ‎كونه دين رحمة.‏

    ‏2.‏الفكر‎ ‎القانوني والحقوقي (ضمان العدالة):
    من دونهما لا يمكن أن تكون للمفكر ‏‏نظرة العدل‎ ‎والإنصاف، ولا تنظيراً يستوعب المسلم وغير المسلم في شؤونه ‏‏كافة.

    وأعدّ هذين الشرطين ـ الأول والثاني ـ من أولويات شروط المفكر الإسلامي.‎

    ‏3.‏المفكر‎ ‎الإسلامي ليس صفة نخبوية تتربع على عرش المجتمع، بل لابد من أن ‏‏يحمل صفة وظيفية تحمل‎ ‎هموم الأمة، وتضع الحلول الواقعية الممكنة لها.

    ‏4.‏الفكر‎ ‎الوحدوي:
    هو الفكر الذي قد لا يتحقق واقعياً في المنظور القريب، ‏‏ولكن في الأقل‎ ‎يكون عاملاً غير مشتّت للأمة، وغير مثير للنعرات‎ ‎الطائفية والساسية.‎

    ‏5.‏النهوض‎ ‎بالمجتمع فكرياً وعقائدياً وسياسياً، وعدم ترك المجتمع ينساق ‏‏وراء عواطفه غير‎ ‎المنضبطة التي تهدم المجتمع، وأركان وجوده.‎

    ‏6.التمكّن‎ ‎من اعتلاء المؤسسات التنفيذية:
    فمن دونها يبقى فكره فكراً من ‏‏غير تطبيق، ولا فائدة‎ ‎تُرتجى منه.‎

    الخلاصة:‏‎ ‎
    في رأيي المتواضع إن المفكّر يحمل مسؤولية المجتمع الإسلامي، ‏‏بل الإنساني كلّه، إنه‎ ‎الفكر والمجتمع والدولة والتنفيذ.

    ببساطة: إنه يؤدي ‏‏رسالة‎ ‎واقعية.

    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    * أُجريَ الحوار يوم 2 ـ 17 شباط 2009م

    د. وسام البكري
  • نبيل عودة
    كاتب وناقد واعلامي
    • 03-12-2008
    • 543

    #2
    [align=right]مداخلة ممتازة ، تستحق قراءات متعددة ، ومن زوايا مختلفة ... واعادة تفكير في الكثير من الثوابت التي تبدو نهائية.
    أسلوب الطرح رائع وواضح ، ولا يترك فجوات للتأويلات. يعطي للعقل ان يفرز بين الظواهر..ويقدم مرتكزات بحثية ضرورية لتطوير فكرنا واساليب بحثنا .
    آمل أن أعود للموضوع [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة نبيل عودة; الساعة 09-03-2009, 05:01.

    تعليق

    • د. وسام البكري
      أديب وكاتب
      • 21-03-2008
      • 2866

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نبيل عودة مشاهدة المشاركة
      [align=right]مداخلة ممتازة ، تستحق قراءات متعددة ، ومن زوايا مختلفة ... واعادة تفكير في الكثير من الثوابت التي تبدو نهائية.
      أسلوب الطرح رائع وواضح ، ولا يترك فجوات للتأويلات. يعطي للعقل ان يفرز بين الظواهر..ويقدم مرتكزات بحثية ضرورية لتطوير فكرنا واساليب بحثنا .
      آمل أن أعود للموضوع [/align]
      الأستاذ الباحث نبيل عودة ...
      أهلاً وسهلاً بك .. أسعدتني قراءتك الواعية للموضوع، وأنتظر عودتك وآراءَك الفكرية القيّمة.
      ودمت بخير.
      د. وسام البكري

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        [align=justify]

        أسئلة في الفكر والثقافة


        د. وسام البكري


        سئلتُ يوماً ما، في مكانٍ ما عن الفكر والثقافة .. الآتي*:‏

        س1: تنتشر في عددٍ من الكتابات في‎ ‎العالم العربي‎ ‎عدة مصطلحات‎ ‎مثل‎:‎ برجوازي، طبقي،‎ ‎إقطاعي، رأسمالي، شيوعي، اشتراكي،يساري، يميني، ‏أيديولوجي، إمبريالي، سلفي، رجعي، ظلامي، أصولي، تقدمي،‎ ‎برجماتي، ‏ديمقراطي، ثيوقراطي، ليبرالي، حرية، تنويري، دوجماتي، تكفيري،‎ ‎كافر،معتزلي، أشعري، وهابي،‎ ‎إسلام سياسي، إسلامي، إسلاموي، ديني، ‏حداثة، ما بعد‎ ‎الحداثة، عولمة‎ ... ‎إلخ.‎

        وسؤالي هو:

        ما‎ ‎رأيك في تأثير هذه المصطلحات في‎ ‎تكوين فكر عربي - ‏إسلامي إيجابي مستقل يستطيع أن يواجه ويحل مشاكل‎ ‎العالم‎ ‎العربي ؟.‏

        ج: سؤال‎ دقيق جداً يُلخّص الإشكالية الكبرى في التعقيدات الكبيرة المتشابكة ‏في الوضع الفكري‎ ‎والديني والقومي والدولي لمجتمعاتنا الإسلامية العربية؛ ‏فالمصطلحات المذكورة وغيرها‎ ‎الكثير المعبّر عنها بـ (إلخ) متفاوتة في ‏مفاهيمها، سواء في أصل نشأتها أو من بعد‎ ‎تأثرها باتجاهات أخرى، مما ‏جعلها متعددة المفاهيم بحسب الزمن والمجتمع والبيئة؛‎ ‎وهذا ما نلحظه في ‏أغلب المصطلحات المذكورة‎.‎

        ومن هذا‎ ‎المنطلق سنختلف جميعاً في معنى تكوين‎ ‎‏(فكر عربي ـ إسلامي، ‏إيجابي، مستقل)؛ لأننا بالتأكيد‎ ‎سنختلف‎:‎

        ـ في مفهوم الفكر وتعريفه، وما الفكر الذي نريده‎ ‎؟‎.

        ـ وما العربي ؟ وما العروبة ؟ وما المفهوم المحدد لكل منهما، وما صلة صفة‎ ‎العربي بالإسلام وحدودها ؟‎.

        ـ وما الإسلامي ؟ وما حدود الإسلام‎ ‎ليكون صفة شاملة ؟‎. ـ وما الإيجابية ؟ وقد اعتورت الإسلام مذاهب شتى، وجميعها‎ ‎تدّعي أنّها ‏العين الصافية والنقية، وما عداها سلبية (بغض النظر عن المصطلح الدقيق‎ الذي يُطلقونه من وجهة نظرهم، وهو: المذاهب الباطلة، أو الكافرة !!). كما ‏اعتورت‎ ‎القومية العربية مفاهيم أخرى اجتزأتها من التجربة الأوربية في ‏حروبها القومية. ‎والواقع كفيل بسرد الشواهد فيهما‎.

        ـ وما الاستقلالية ؟ هل يمكننا أن‎ ‎نعوّل على شيء واضح يُشير إلى كونه ‏مستقلاً، أشكّ في وجود استقلال من غير تأثر‎ ‎وتأثير. بل إنّ أكثر إيجابيات ‏الفكر الإسلامي في تأثره وتأثيره، والأكثر في سلبيات‎ ‎التأثر بالتيارات ‏الأجنبية المنحرفة‎.‎

        الجميع‎ ‎الذين يستظلون تحت ظلال هذه المصطلحات يدّعون الأصالة، وأنهم ‏المعنيون بالإسلام‎ ‎وبالعرب، وبالفكر الصحيح غير المنحرف، والمضحك أو ‏المؤلم أن كل دولة قطرية ترى أنها‎ ‎الأوفق في توجهاتها ويتبعها علماؤها في ‏الدين‎ ‎تبعها‎.‎

        نحن نعيش‎ ‎معضلة كبيرة في التعايش وفهم الآخر، فإذا لم نكن نفهم أنفسنا ‏ونتصالح معها، فلا‎ ‎جدوى من كل ما يُقدّم لنا من أفكار ورؤى للحفاظ ‏ولمواجهة‎ ‎العالَم‎.‎

        التعايش‎ ‎وفهم الآخر .. هما معضلتان أيضاً، فهل نحن بحاجة إلى مجمع ‏حقيقي لعلماء الدين‎ ‎لتدارس النصوص الدينية بصورة صحيحة مع عدم إهمال ‏الظروف الموضوعية التي رافقت‎ ‎النصوص، وعدم إهمال المستجدات، ولكن ‏هنا، تجابهنا مسألة الاتفاق عليها، فنحن نختلف‎ ‎في كل شيء.

        وإذا سأل ‏سائل: لماذا ؟ وما علاقته بما نحن فيه ؟

        فالجواب واضح، لأن‎ ‎أوضح ‏المسلّمات الدينية والتي تسالَمَ عليها المسلمون، أصبح لها وجهٌ آخر، جعلت‎ ‎العلاقة بين الأفراد المختلفين في اتجاهاتهم شبه معدومة، إذا لم تصل إلى فناء‎ ‎الآخر‎.‎ نعم‎ .. ‎تأسس مَجمَعٌ ومن جميع الطوائف، لجمع الأمة تحت فكر إسلاميّ ‏واحد، في الأقل في ما‎ ‎يعني المسلم اجتماعياً ودينياً في أصوله ومبادئه ‏العامة، فما كان مصيرهُ ؟‎ ! ‎

        وعند جهينة‎ ‎الخبر اليقين

        الخلاصة‎: ‎

        كل الاتجاهات لها تأثير، ولكن أين الذي لا يفكّر بفئوية أو قطرية أو ‏طائفية ضيقة‎ ‎فيمكننا من تقديم فكر إسلامي عربي إيجابي مستقل ؟‎ !‎

        س2: هناك عددٌ من‎ ‎المثقفين والمفكرين الذين يكتبون عن مشاكل البلاد ‏العربية بكل أنواعها ، و استمرارا‎ ‎للحوار و إكمالاً للسؤال السابق والخاص ‏باستعمال المصطلحات في الفكر:‏‎ ‎ هل يمكن للمفكرين والمثقفين‎ ‎العرب أن يعرضوا و يناقشوا و يحللوا مشاكل ‏البلاد العربية، ويقترحوا حلولاً لها ،‎ ‎من دون الاعتماد على المصطلحات التي ‏ذكرتها في سؤالي السابق ‎؟

        ج: أرى ـ‎ ‎بتواضع ـ أنّ المثقف ليس كتلة هلامية مستقلة، المثقف هو: ‏الأديب، والباحث، والفقيه،‎ ‎والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، .... ‏والحاكم‎ ‎والمحكوم‎.‎‏ إنه كل شيء‎ ... ‎لأنّ أية صفة من الصفات السابقة (من ‏المفترض) لا تَتَأسَّس ولا تتميَّز ولا‎ ‎تَتَحدَّد كياناً واضحاً من غير ثقافة واسعة‎ ‎أصيلة‎.‎

        اُرشّح أن‎ ‎يكون للمفكرين أثرُهم بعكس المثقفين، لأنّ إطلاق صفة ( المفكّر)، ‏لم يَشُبْها ما‎ ‎شابَ صفة (المثقف) حتى تشابهَ علينا المثقفون، مثلما تَشابهَ ‏علينا الأدباء‎ ‎والشعراء وغيرهم.

        ولذلك يُخيّل إليَّ بحسب السؤال المُفتَرَض أن ‏تكون للمفكرين‎ ‎العرب والمسلمين استقلالية فكرية، ورؤية واضحة محايدة ‏قدر الإمكان. وفي ما يأتي‎ ‎رؤيتي المتواضعة أهم النقاط لِما يجب أو يُفترَض ‏أن يكون عليه المفكّر، والعوائق‎ ‎التي تجابهه لكي يستطيع أن يُحلل مشكلات ‏البلاد العربية، ويُبلور أهم الآليات‎ ‎والحلول:‎ ‎ ‏

        1. ‎تغيير أسلوب‎ ‎الخطاب والحِجاج، فخطاب المفكّر يختلف عن ‏الخطاب الديني المحض، والخطاب السياسيّ،‎ ‎بل خطاب الداخل يجب ‏أن يختلف عن خطاب الخارج، بمعنى آخر: لا يمكننا أن نستعمل‎ ‎الخطاب نفسه مع العرب ومع الغرب، ومع المسلم، ومع غير ‏المسلم. إنّ الحكمة المُفادة‎ ‎من بعثة الأنبياء مخاطبة الناس ‏بألسنتهم، ولا يعني هذا بلغتهم، كما فسّرها أكثرهم‎ ‎خطأً ـ بل تعني ‏التحدّث بقدر عقولهم، وبأساليبهم؛ وهذا هو الخطأ الذي وقعنا فيه،‎ ‎وتجاوزهُ غيرنا‎.‎ ويتبع هذا تغيير الشعارات التي نخاطب بها الغرب فشعارات‎ ‎الداخل ‏غير شعارات الخارج، ولكل ما تقدّم شواهد.‏

        2. المفكّرون غير‎ ‎قادرين على فعلِ شيء، كقولنا: الشعوب وحدها لا ‏تستطيع فعلَ شيءٍ من دون السلطات،‎ ‎فيجب تغيير مرتكزات السلطة ‏الحاكمة، ليتمكن المفكرون من التنفيذ والتطبيق. وأما‎ ‎الثورات ‏بالمعنى الذي حدَثَ في عالمنا العربي منذ الخمسينات من القرن ‏الماضي‎ ‎وستيناته، فقد بانَ زيفُها، ورأت الشعوب ويلاتها، وإذا ‏أحسنّا الظنّ بها، فإنّ‎ ‎أمراضها أكثر بكثير ممّا قدّمته، إذ يجب أن ‏يُغيّر المفكرون الحكومات بما يضمن‎ ‎تنفيذ الحلول التي يقدّمونها. ‏فالشواهد على دكتاتورية السلطات والثورات في بلادنا‎ ‎العربية ‏مازالت قائمة‎.

        ‏3.‏‎ ‎إنّ المفكّر هو‎ ‎المسؤول عن بلورة الخطاب، لذا يجب أن يحاول ‏القفز على تعدد المرجعيات غير الثقافية‎ ‎وغير المتحدة، فتتوحّد ‏المرجعيات في أُطُر ذات مشتركات عامة (إيجاد القاسم‎ ‎المشترك)، ‏وطيّ الخلافات الفرعية‎.‎

        ‏4. يعاني المفكّر‎ ‎من تعدد الفتاوى المتضادة فيما بينها في الأغلب، ‏وهذا معضلة كبيرة له. وأعتقد‎ ‎بتواضع أنه يمكننا أن نتجاوزها ‏بالقيام بخطوات فاعلة على المستوى الاستراتيجي سواء‎ ‎على ‏مستوى القيَم، أو على مستوى التطبيق. فإذا أَحكَمَ المفكِّر رؤيتَهُ ‏تجاه‎ ‎المشكلات التي تجابه البلاد العربية، فإنه قد يُجبِر الحكومات ‏إلى اتخاذ مواقف‎ ‎عملية (تنفيذية) حقيقية‎.

        ‏5. التناصح بين‎ ‎المفكرين مهما كانت اتجاهاتهم، ويتأطّر تكاتفهم في ‏تحقيق العدالة الاجتماعية‎ ‎والسياسية، ومحاولة فَهمِ الآخر، أو ردعه ‏إذا اقتضت العدالة مواجهته، لإرجاع الحقوق‎ ‎الوطنية‎.‎

        س3 هل يمكن‎ ‎أن تعطي لنا ما تراه من أولويات المفكر العربي؟
        س4 هل يمكن‎ ‎أن تعطي لنا ما تراه من أولويات المفكر والمثقف‎ ‎الإسلامي ‏مقارنة بما قلته عن المفكر‎ ‎العربي ؟

        ج: سأحاول‎ ‎أن أُجيب عن السؤالين معاً، لأني أؤمن أن الانشغال بهموم ‏وأولويات المفكر الإسلامي‎ ‎أكثر نجاعةً من الانشغال بهموم المفكر العربي ‏‏(القومي) وأولوياته؛ فعلى الرغم من‎ ‎أنّ هموم المفكّر العربي محدّدة بحدود ‏النطاق القومي ـ وهو نطاق ضيق بحسب ما أؤمن‎ ‎به، قد يحدّ من وسائل ‏مواجهة المخاطر التي تهزّ أركان القومية نفسها ـ فإنّ له‎ ‎مبرراته المقنعة ‏التي لا ننكرها في جوانبَ معينة من رؤيته، وليست‎ ‎جميعها‎.‎ نحن نتفق‎ ‎مع القائلين: (إن الحفاظ على الثقافة القومية تحفظ الشعب من ‏التبعية، وتجعله في‎ ‎طريق الاستقلال)، لكنّ هذه الثقافة لا تصمد بوجه ‏العولمة التي تنطوي على صراع‎ ‎الثقافات، وهو صراع ضخم يتجلى في ‏الهزات التي تتعرّض لها الثقافة العربية إلى أسس‎ ‎الخطاب الفكري المعاصر، ‏يساعدها على ذلك افتقادها إلى تطبيق المبادئ الفكرية‎ ‎القومية التي تنادي ‏بها‎. ‎ إن من أهم‎ ‎الأولويات التي ينبغي للمفكّر الإسلامي أن‎ ‎يتبنّاها‎:‎

        ‏1.‎ ‎الفكر‎ ‎الإنساني: أي الفكر المنفتح على الإنسان في هذا العالَم، وما الإسلام ‏إلا الإنسانية‎ ‎في محتواه الأصيل، فلا انغلاق، ولا تزمّت مع الآخر، بحسب ما ‏ينطوي عليه الإسلام من‎ ‎كونه دين رحمة.‏

        ‏2.‏‎ ‎الفكر‎ ‎القانوني والحقوقي (ضمان العدالة): من دونهما لا يمكن أن تكون له ‏نظرة العدل‎ ‎والإنصاف، ولا تنظيراً يستوعب المسلم وغير المسلم في شؤونه ‏كافة. وأعدّ هذين من‎ ‎شروط المفكر الإسلامي‎.‎

        ‏3.‏‎ ‎المفكر‎ ‎الإسلامي، ليس صفة نخبوية تتربع عرش المجتمع، بل لابد من أن ‏يحمل صفة وظيفية تحمل‎ ‎هموم الأمة، وتضع الحلول الواقعية الممكنة‎.‎

        ‏4.‏‎ ‎الفكر‎ ‎الوحدوي، وهذا الفكر الذي قد لا يتحقق واقعياً في المنظور القريب، ‏ولكن في الأقل‎ ‎يكون عاملاً غير مشتت للأمة، وغير مثير للنعرات‎ ‎الطائفية‎.‎

        ‏5.‏‎ ‎النهوض‎ ‎بالمجتمع فكرياً وعقائدياً وسياسياً، وعدم ترك المجتمع ينساق ‏وراء عواطفه غير‎ ‎المنضبطة التي تهدم المجتمع وأركانه‎.‎

        ‏6.‏‎ ‎التمكّن‎ ‎من اعتلاء المؤسسات التنفيذية: فمن دونها يبقى فكره فكراً من ‏غير تطبيق، ولا فائدة‎ ‎تُرتجى منه‎.‎

        الخلاصة:‏‎
        ‎‏في رأيي المتواضع إن المفكّر يحمل مسؤولية المجتمع الإسلامي ‏بل الإنساني كلّه، إنه‎ ‎الفكر والمجتمع والدولة والتنفيذ. ببساطة: إنه يؤدي ‏رسالة‎ ‎واقعية‎.‎

        * احتفظت بالمعلومات كاسمي السائل الكريم والمكان ، إذ يجب أن أتسلم الموافقة على نشرهما . ‏وأقدّم اعتذاري للجميع.
        ‏[/align]


        * * *


        [align=justify]أخونا الكريم الأستاذ الدكتور/وسام البكرى
        عاطر التحية وعظيم التقدير
        قرأتُ سابقاً ،فى صحيفة فضفضة ،هذه الأسئلة التى فتحت مغاليق العقل واتساع أفقها الفكرى والثقافى .
        توقفت عندها كثيراً وكثيراً جداً،ربما تُجيب عن بعض مايدور فى نفسى ،التعايش وفهم الآخر ،التنوع الثقافى ، الإنفتاح على فكر العالم ،نهضة المجتمع،تجديد الخطاب الدينى والسياسى،الإسلام والفكر.....إلخ

        أستاذنا الكريم ...
        لقد أتيتُ بالحوار كاملاً ،حتى يكون تحت بصر القرّاء .فما أشرف وما أعظم وما أرقى ،هذه الكلمات التى تزين صفحات ملتقانا.

        لى عودة ووقفات تطول ،فما أمتع الحديث معكم والباحث القدير نبيل عودة.
        [/align]


        تثبيت

        تعليق

        • د. وسام البكري
          أديب وكاتب
          • 21-03-2008
          • 2866

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
          [align=justify]أخونا الكريم الأستاذ الدكتور/وسام البكرى
          عاطر التحية وعظيم التقدير
          قرأتُ سابقاً ،فى صحيفة فضفضة ،هذه الأسئلة التى فتحت مغاليق العقل واتساع أفقها الفكرى والثقافى .
          توقفت عندها كثيراً وكثيراً جداً،ربما تُجيب عن بعض مايدور فى نفسى ،التعايش وفهم الآخر ،التنوع الثقافى ، الإنفتاح على فكر العالم ،نهضة المجتمع،تجديد الخطاب الدينى والسياسى،الإسلام والفكر.....إلخ

          أستاذنا الكريم ...
          لقد أتيتُ بالحوار كاملاً ،حتى يكون تحت بصر القرّاء .فما أشرف وما أعظم وما أرقى ،هذه الكلمات التى تزين صفحات ملتقانا.

          لى عودة ووقفات تطول ،فما أمتع الحديث معكم والباحث القدير نبيل عودة.[/align]


          تثبيت
          أستاذي الحبيب عبد الرؤوف النويهي ...

          أسعد الله أيامكم ...

          إنّه ـ واللهِ ـ لَشَرَفٌ عظيم أن تنال الأفكار المتواضعة اهتمامكم الرائع والمميَّز، وليس بغريب عليكم هذا، وقد أنَرتُم الملتقى بآرائكم وخواطركم العميقة ذات البُعدين الأدبي والثقافي، وأجمل ما فيها أنها لا تلغي الآخر، بل تنهل من معين الإنسانية كافة.
          عظيم شكري وامتناني لتثبيتكم الغالي ... وأتمنى لكم وافر الصحة ودوام التوفيق.
          وأهلاً وسهلاً بكم وبالأستاذ نبيل عودة وبآرائكم القيمة.
          ودمتم بخير.
          د. وسام البكري

          تعليق

          • عبدالرؤوف النويهى
            أديب وكاتب
            • 12-10-2007
            • 2218

            #6
            على هامش الأسئلة.
            **********
            [align=justify] أولاً:مجتمع عربى إسلامى ،وثقافة عربية إسلامية، وجغرافيا عربية إسلامية وشعوب تؤمن بالإسلام ديناً .والمسيحيون يعيشون مع إخوانهم المسلمين ،فى وطن واحد، يظلهم جميعا .. بمعتقداته وثقافاته وأفكاره ورؤاه السياسية والإجتماعية والفلسفية ...إلخ
            فالمفكر والمثقف ينهلان ،من هذا الوطن ،ثقافةً وديناً.
            لكن أن نقول أن هناك مفكراً إسلامياً. يعنى هذا التخصيص_ حسب زعمى _ إقصاء أى فكر آخر ،واتهامه بالمروق.
            وانسياقاً وراء هذا المفهوم ، يُصبح المستشرقون الذين كتبوا عن الإسلام ،دينا وحضارة، وأصبحت حياتهم الفكرية مرتبطة بالدين والثقافة الإسلامية ،مفكرين إسلاميين.
            ومن ثم أختلف فى طرح أستاذنا الدكتور وسام البكرى ،بشأن المفكر الإسلامى .

            ثانياً:الإنفتاح على فكر العالم..مسألة لاشك فيها بل الحرص عليها واجب .
            لكن هل هى عملية إنتقائية لفكر العالم ،أم هى محاولة أسلمة أفكار الآخرين؟؟[/align]

            تعليق

            • نبيل عودة
              كاتب وناقد واعلامي
              • 03-12-2008
              • 543

              #7
              د. وسام البكري
              تحياتي
              يؤسفني تغيبي الطويل نسبيا .
              يؤسفني ان تقسيماتنا الثقافية بعيدة عن الثقافة وعن الفكر.عندما نتحدث عن الثقافة والفكر أرى اننا كثيرا ما نقحم أفكارنا الجاهزة وغير القابلة للحوار، او المتمسكة بما يسمى ثوابت ، وانا لا أعرف في الفكر ثوابت جاهزة لا تتغير .
              في فترة صعود الحركة القومية العربية انتشرت مفاهيم الفكر القومي العربي ، وقام نشاط فكري قومي واسع ، اتخذ اتجاهات متنوعة ومتناقضة ، ولا يربطها رابط .. وفي الحقيقة تلك ظاهرة لضعف الفكر القومي الذي لم يصمد طويلا واندحر بسهولة امام صعود الفكر الاسلامي بتياراته المتعددة والمختلفة والمتناقضة ليس أقل من الفكر القومي نفسه.
              نفس الحالة نشهدها مع الفكر اليساري ، الماركسي الأساس.هنا كانت مساحة أوسع للتوافق. ولكن الجمود العقائدي الذي ابتلت الأحزاب الشيوعية ، وعدم فهمها لواقع العالم العربي ، المتخلف اقتصاديا ، وبطيء التطور رأسماليا، والذي تسوده علاقات رأسمالية - اقطاعية / قبلية بالأساس ، خاصة في دول النفط..، وعدم فهم علمي لموضوعة البروليتاريا ، التي لم تظهر عمليا الا في اوروبا الصناعية ، انكلترا وفرنسا تحديدا..ومن غير المؤكد ان البروليتاريا في روسيا مثلا هي نسخة طبق الأصل للبروليتاريا الآنكليزية والفرنسية ، وكان ظهور البروليتاريا نتيجة قوانين تتعلق بتركيز الأراضي ، مما قاد الى فقدان المراعي والمزارع وتدفق مئات الاف المزارعين والرعاة للعمل في الصناعة ... وهي حالة اوروبية صرف لم تتطور في الولايات المتحدة مثلا ، ولكن الفكر الماركسي ما زال يصر على هذه الاصطلاحات .. وكان الأحرى بالشيوعيين ان يبحثوا عن البروليتاريا في الصحراء .. ربما يجدون بعضها في الربع الخالي.ونهجهم ظل بعيدا عن واقع بلدانهم .. واليوم الوضع أكثر سوءا بعد انهيار الحلم الاشتركي .
              لا أطعن بالماركسية ، بل ارى ضرورة تطوير بعض جوانبها ، فهي لم تطرح نفسها ككتاب مقدس .. كذلك لا بد من تطوير الشعارات القديمة ، بشعارات جديدة تتمشى مع أكثر المسائل الحاحا في المجتمعات العربية ، قضايا الدمقراطية والمساوة لجميع المواطنين ، وعلى رأسها حقوق متساوية للمراة ، والقضاء على الامية وتطوير التعليم والعلوم والاقتصاد وتبني الأنظمة لقوانين تأمين اجتماعي وصحي ، اسوة بدول العالم الحضارية .وبالطع الفصل بين السلطات واقامة جهاز رقابة دولة مستقل وقادر على محاسبة الفاسدين ، اسوة بما نشهده في دول صغيرة مجاورة.
              امام هذه الحالة من انهيارات الفكر القومي والماركسي، والضعف البنيوي الاجتماعي والتعليمي ، كان لا بد ان تحتل الفراغ القوة التي بشرت الشعوب المسحوقة بالأوهام ..
              من هنا حدث التحول السائد اليوم في العالم العربي بسيطرة الاسلام السياسي . والاسلام السياسي أيضا متنوع في تفكيره وطروحاته .فهل يمكن الحديث عن الثقافة والفكر بشكل مجرد ، من خارج الصراع بين العلمانيين على اختلاف تنظيماتهم ، والمتدينين غير المنضوين تحت مظلة الاسلام السياسي ؟
              هل بالصدفة ان حوارنا ، وفي أي موضوع يطرح للحوار ، يغرق فورا بصياغات تحمل قناعات دينية يجهد أصحابها لحصر الفكر والثقافة داخل دائرة دينية فقط تحمل ... بينما الفكر والثقافة لا حدود ولا شطئان نهائية لها.
              الفكر لا قومية له ، ولا دين له ..لم يتطور الفكر العربي تحت ظل الدولة العربية بجهود العرب فقد بل بمشاركة كل ابناء القوميات الأخرى.
              هل يمكن القول ان الفكر العربي والثقافة العربية ( أو الاسلامية ) هما وليد الفراغ الفكري ، ام هو استمرار لفكر وثقافات شعوب سبقتنا وانجزت حضارات تاريخية ما زلنا نننذهل بمنجزاتها؟
              بالطبع فكروثقافة الشعوب التي تسبقنا حضاريا اليوم ، هي انجازات لنا فيها دورا وتأثيرا كبيرين لا يمكن شطبهما .
              هذه قراءة واحدة في عجالة .. والموضوع يختزن الكثير من القراءات .. بعضها قد يحصر نفسه في فكر ديني محدد ، لفهم طبيعة التطور والتأثيرات المتبادلة مع ديانات واساطير مختلفة اخترقت المقدس نتيجة التسجيل المتأخر للنصوص.. أو لأسباب أخرى مختلفة في جوهرها عنصر النقل وليس العقل.

              تعليق

              • عبدالرؤوف النويهى
                أديب وكاتب
                • 12-10-2007
                • 2218

                #8
                على هامش الأسئلة
                **********
                [align=justify]ثالثاً:التعايش وفهم الآخر..أن تسود حياتنا،ثقافة النقل لا العقل . ويصبح" علماء الدين: هم حفّاظ النقل ودعاةإلغاء العقل..فهذه الدعوة الكريمة التى يُطلقها أستاذنا الجليل الدكتور /وسام البكرى ""فهل نحن بحاجة إلى مجمع ‏حقيقي لعلماء الدين‎ ‎لتدارس النصوص الدينية بصورة صحيحة مع عدم إهمال ‏الظروف الموضوعية التي رافقت‎ ‎النصوص، وعدم إهمال المستجدات، ولكن ‏هنا، تجابهنا مسألة الاتفاق عليها، فنحن نختلف‎ ‎في كل شيء. "
                لن تجد أدنى صدى ،مادمنا نجد أن صلاحنا وفلاحنا .. بيد علماء الدين.
                وعندما يحاول عقلُ ما ..إختراق منظومة الفكر الدينى التقليدى المتوارث عبر عصور وعصور ،فلن سوى التكفير والردة .كما حدث لأخى وصديقى الأستاذ الدكتور/نصر حامد أبو زيد ،ومن قبله ..عمى الأستاذ الدكتور /محمد النويهى ..ومقالاته الإصلاحية ..التى نشرها فى مجلة الآداب البيروتية فى سبعينيات القرن الماضى ،وتم تجميعها بعد موته فى كتاب "ثورة نحو الفكر الدينى" وصارالبحر الذى يغترف منه الجميع، بلاإستثناء،دون حتى ذكر اسم صاحبه!!!
                [/align]

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  أيها الفضلاء : د. وسام البكري، الأستاذ عبد الرؤوف النويهي، الأستاذ نبيل عودة؛

                  أحقا تريدون فكرا جامعا لشتات العرب والمسلمين وغيرهم، مانعا من الفرقة والعذاب مؤلفا بين جميع الشرائح الاجتماعية موحدا للضوابط الإنسانية لن تجد هذا في غير القوانين الإسلامية فهل هناك في كل الشرائع من يعطي للمُقْصَى شهادة ميراث للمقصي غير الإسلام؟
                  {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [القصص : 5] إنها إرادة الله، وقانونه، والله لا يخلف الميعلد...

                  فالإسلام جاء رسالة عامة للناس أجمعين، ومن هنا كانت لبنوذه السعة المطلقة، والفهم الشمولي، والرأي الراجح...فهو لا يعتمد لون البشرة، ولا الغنى، ولا... إنما اعتمد القاعدة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات : 13]

                  أخي د. البكري توصي بالتسرب اللطيف لمراكز القرار وهي وصية تنقصها التجربة، ومعرفة الواقع، فلدينا مثلا في دول المغرب العربي التزامات للحكومات تجاه ما أسموه 5+5 من أهم بنوذه أن لا يصل الإسلاميون إلى مراكز القرار.

                  وفي أرض الواقع الأمر أدهى وأمر... ولا داعي لحكي التفاصيل...
                  فالديمقراطيات بالوطن العربي معروفة...
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  • د. سعد العتابي
                    عضو أساسي
                    • 24-04-2009
                    • 665

                    #10
                    سأحاول‎ ‎أن أُجيب عن السؤالين معاً، لأني أؤمن أن الانشغال بهموم ‏وأولويات المفكر الإسلامي‎ ‎أكثر نجاعةً من الانشغال بهموم المفكر العربي ‏‏(القومي) وأولوياته؛ فعلى الرغم من‎ ‎أنّ هموم المفكّر العربي محدّدة بحدود ‏النطاق القومي ـ وهو نطاق ضيق بحسب ما أؤمن‎ ‎به، قد يحدّ من وسائل ‏مواجهة المخاطر التي تهزّ أركان القومية نفسها ـ فإنّ له‎ ‎مبرراته المقنعة ‏التي لا ننكرها في جوانبَ معينة من رؤيته، وليست‎ ‎جميعها‎.‎ نحن نتفق‎ ‎مع القائلين: (إن الحفاظ على الثقافة القومية تحفظ الشعب من ‏التبعية، وتجعله في‎ ‎طريق الاستقلال)، لكنّ هذه الثقافة لا تصمد بوجه ‏العولمة التي تنطوي على صراع‎ ‎الثقافات، وهو صراع ضخم يتجلى في ‏الهزات التي تتعرّض لها الثقافة العربية إلى أسس‎ ‎الخطاب الفكري المعاصر، ‏يساعدها على ذلك افتقادها إلى تطبيق المبادئ الفكرية‎ ‎القومية التي تنادي ‏بها‎. ‎ إن من أهم‎ ‎الأولويات التي ينبغي للمفكّر الإسلامي أن‎ ‎يتبنّاها‎:‎
                    اخ وسام
                    من المهم ملاحظة ان الفكر يجب ان يكون مؤثرا في الاوساط الثقافية والشعبية معا وكذلك يجب عدم الانسياق وراء الثقافات المركزية التي تحاول طمس الهوية الثقافية للشعوب ومنها الشعب العربي باسم العولمة اوالاسلمة من المهم جدا الحفاظ على الثقافة القومية لاي شعب بوصفها بداية للانطلاق نحو الثقافت الاخرى
                    الله اكبر وعاشت العروبة
                    [url]http://www.facebook.com/home.php?sk=group_164791896910336&ap=1[/url]

                    تعليق

                    يعمل...
                    X