ذكريات مبعثرة !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • مينا عبد الله
    عضو الملتقى
    • 16-05-2007
    • 278

    #31
    - 15 –


    ومن دفتر الذكريات صورة للفتاة ومجموعة من أبناء وبنات أخوالها .. الذين هم أصدقاء الطفولة وعبثها الشقي المحبب ..وهم على سطح ذلك المنزل الذي شهد كل تفاصيل شقاوتهم وأحلامهم ,.. كانت هي في الثامنة عشر من عمرها وبعضهم أصغر منها بقليل وبعضهم أكبر حيث كانوا يمثلون مجموعة كبيرة من المشاغبين في ايام طفولتهم التي مر عليها اكثر من عشر سنين ... حيث كانوا يتسلقون شجرة التوت العتيقة وفي الطريق يقومون بابتداع المقالب لأطفال الجيران أو يتسابقون على ساحل البحر في الصيف أو أكل الكستناء في الشتاء أو يتبارون في إظهار محبتهم الحقيقية لجدتهم , هؤلاء هم ذاتهم من كانوا متواجدين ليتابعوا كما في الطفولة صور السفن القادمة إلى الميناء ويستعيدوا بعضاً من تلك الايام الجميلة , وصورة إبن خالها الذي يكبرها بعامين وهو يقترب منها لتشعر هي بطبيعة الأنثى أنه اقتراب مختلف عما تعودته منه محاولا ً أن يكلمها بشيء مختلف أيضا ً , وها هو فعلا ً يصارحها بحبه لها ويذكرها كيف كان ومنذ طفولتهما يعاملها بشكل مميز عن غيرها وكيف أنه كان ينتظرها كل عام حين تأتي في الصيف .

    كل هذا وهي في حالة ذهول فلم تكن تلحظ أي شيء مما يقول ولم تكن لتشعر أنها مميزة عنده لكنها بالتأكيد كانت تحبه بل تحبه جدا ً حيث كانت تجد نفسها معه في حالة تناغم وانسجام خاصة في ألعاب الطفولة وباهتماماتهم في القراءة ونوع الكتب والكتّاب عند بلوغهما مرحلة الصبا والشباب والعديد مما هو مشترك بينهما...
    لكنه ليس حبا ً !!
    ولم يكن قلبها ينبض بنغمة له حين تكون معه ...

    لكنه تابع كلامه في محاولة منه لإقناعها بأنها كانت تعي كل ما يقول .. " ألم تلاحظي هذه الجملة في رسالتي إليكِ ؟! ألم تفهمي معناها ؟! ألم تعني لكِ هذه كلمة حب ؟! "

    فترد عليه بالنفي .. لتوغل الحزن في قلبه.

    فيقول " عجبا ً لكِ لم أكن لأعرف أنك قاسية كما هو أنتِ في هذه اللحظة ؟!"

    حاولت أن تخفف عنه وتفهمه أنها تحبه ولكن كأخ وصديق وليس حبا ً كما هو يريد !! و فشلت , ليقاطعها إلى يومنا هذا ولم يعد يحضر في أي مكان تكون هي فيه ,..لكنها كانت تعرف أنه لازال مهتما ً بها ويسأل عن كل أخبارها من أخته وأنه شكاها لجدتهما رغم محاولة الجدة بحكمتها ويقينهم جميعا ًبحبها لهم أن تفهمه إن هذا ليس حبا ً وانما هو نوع من تعوّده عليها ولكنه ظل مصرا ً على موقفه خافيا ً في طيات قلبه حزنه الشديد وأمله أنها ستفهم في يوم ما وتقدر كبير حبه وأنه لازال ينتظر ذلك اليوم الذي يبدو أنه لن يأتي ...
    [size=6][font=Comic Sans MS][color=#00008B]أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة
    [/color][/font][/size]

    تعليق

    • مينا عبد الله
      عضو الملتقى
      • 16-05-2007
      • 278

      #32

      - 16 –

      إختارت لدراستها الجامعية , جامعة في بيروت و لتكون محطتها الأولى في دراسة هندسة العمارة والديكور ,وسكنت في بيت الطالبات , ذلك المكان الذي لازالت كلما تذكرته يسبب لها الصداع والألم .. فالأغراب فيه كثر , والأفكار فيه متضادة , والنفوس لاتعرف الهوادة ولا التصالح و لا التسامح إلا فيما ندر !!

      في الأسبوع الأول تعرضت لسرقة جزء كبير من أغراضها الشخصية , إحداهن قالت لها إن عليها إبلاغ المشرفة على البيت ولكنها اختارت الصمت خوفا ً من أن يسبب لها ذلك المشاكل مع الأخريات وهي بطبيعتها الحذرة تخاف هذا النوع من السلوكيات وتمنت لنفسها التعويض من عند الله وأن يخلف الله عليها بما يرآه سبحانه مناسبا ً .

      تكرر هذا لمرات عدة فمن سرقة حقيبة يدها إلى سرقة أدواتها الهندسية أو الأقلام والورق الخاص بالرسم ... وغيرها كثير !!!,ولكنها ما عادت تخبر عن هذه السرقات أحد وتتصرف وكأنها لم تلحظ هذا , وكأن هناك من تكرهها أو تحقد عليها إلا أن فتاتنا لا تعرف لم تجد لهذا الكره سببا ً رغم أنها لم تكن من النوع الذي يسبب المشاكل , ربما لأنها بطبيعتها الإنعزالية وعدم اختلاطها بالأخريات فُسر من البعض على أنه نوع من التعالي وتجاهل الآخرين ؟!..

      فزادت الهوة بينهن وصارت هي لا تعرف غير البحر صديقا ً تذهب إليه لتبثه حزنها وقسوة غربتها وتحمل طائر النورس رسائل إلى أهلها وجدتها لأبيها التي صارت تبكي حين تذكرها وتتمنى لو أنها تعلمت منها أكثر وأكثر لتكون مستعدة ليومها هذا , أو جدتها لأمها التي هي قريبة منها في البلد بعيدة عنها بسبب التزامها بالمحاضرات وكم تمنت لو أنها تعلمت منها كيف تجعل الآخرين يحبونها في صمتها ويحبونها أكثر حين تتكلم !!.

      لم تكن لتعلم أن اختيارها هذا سيكون قاسيا ً عليها , فهي لم تحتمل قسوة الأخريات وقسوة الغربة فصارت تتمنى أن لا تشرق الشمس ولا يأتي الغد لتبقى قابعة في سريرها كي لا ترى الناس من جديد وتضع رأسها تحت وسادتها كي لا تسمع صرخاتهن حين يتنازعن على قلم تلوين شفاه أو دبوس شعر أو تبادلهن الشتائم فيما بينهن لأن فلانة خطفت صديق فلانة منها .. وما إلى ذلك مما تعرفت عليه لأول مرة في حياتها ,... أما رفيقتها في الغرفة.. فقد كانت في المرحلة المنتهية وكم حاولت الفتاة التقرب إليها .. ولكنها كانت كثيرة التدخين شديدة التوتر والعصبية وذات مزاج حاد وغير مهتمة بهندامها ولا مظهرها ورائحتها كريهة ... ولا تعلم احيانا سبب ثورتها وتمردها .. والقسوة عليها في الكلام حين تحاول ان تشكو لها بعض ما تراه هنا ..

      فاشتدت عليها عواصف القسوة .. بين غربة وأغراب .. وغريبي طباع !!

      في عطلة الفصل الأول من السنة ذهبت لبلدها تاركة كل أشيائها الخاصة خلفها .. ولم تعد وأنهت بذلك عذابها الذي عاشته هناك وقررت أن تكمل دراستها في جامعة بلدها ... لتترك هذه الشهور القليلة في نفس الفتاة ذكرى أليمة .. لعالم تخيلته أكثر جمالا ولكنها صدمة بصور مريرة ...

      ربما لو تحملت أكثر من هذا .. لتعرفت على فتيات هن باتأكيد يختلفن عما رأته في البداية .. وربما انها انطوت على ذاتها ولم تبحث عن رفيقات ممن يدانينها في شخصيتها ..

      لكنها أختارت الطريق الأقصر .... الهرب من مكان لم تجد نفسها فيه ولم تحبه !!
      [size=6][font=Comic Sans MS][color=#00008B]أنفاسي خطواتي نحو الممات .. و ربما تبقى لي ذكريات .. هكذا علمتني الحياة
      [/color][/font][/size]

      تعليق

      • سميرة ابراهيم
        عضو الملتقى
        • 02-12-2007
        • 861

        #33
        رائعة هذه الخاطرة منك يا اخت ميــــــــــــــــنا

        لي عودة لتكملة الباقي

        دمت بود
        [bor=009959]
        _((ما هموني غير الرجال إلَى ضَاعـُو لْحْيُوط إلى رَابُو كُلّها يَبْنِي دَار))_


        /// كنت هنا ولم أعد...///

        [/bor]

        تعليق

        يعمل...
        X