بين الكاتب الإسلامي والنص الإسلامي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    بين الكاتب الإسلامي والنص الإسلامي

    بين الكاتب الإسلامي والنص الإسلامي

    يسعى أستاذنا حسن الأمراني* لوسم الأدب ووصمه بصفة إسلامية لمجرد أن يكتب صاحبه مقالات تصفو شوائبها من كدورات تعكر صفو مشربه الإسلامي ؛ إذ يقول في هذا الصدد :
    " ومن هنا كان المنطلق السليم هو البحث عن الأدب الإسلامي في ذلك القدر الأدبي الهائل الذي ينتجه المسلمون، بالعربية، وبغيرها من لغات الشعوب الإسلامية، دون استبعاد أولئك الذين لبسوا، لسبب أو لآخر، لبوس العلمانية بوجوهها المتعددة والمتناقضة في بعض الأحيان، ماداموا لا ينكرون انتماءهم للإسلام ولا يعلنون انسلاخهم عن هويتهم الحضارية، حتى وإن حطبوا في حبل غير حبل المشروع الإسلامي، بل ما دام كثير منهم يغضب إن أنت طعنت في إسلامه تصريحا أو تلميحا، وهو أمر على كل حال لا يجوز صدوره عن مسلم مستنير، إذ كثيرا ما يستيقظ في النفوس نداء الفطرة، {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}(الروم: 30)، فتزول تلك الغشاوة السطحية التي التصقت بجلودهم دون قلوبهم،فإذا أدبهم إسلامي الملامح، مستجيب لخصائصه المعنوية والفنية، واقرأ إن شئت من شعر بدر شاكر السياب:(أيوب)،أو:(أمام باب الله)،أو من شعر محمد الفيتوري: (يوميات حاج إلى بيت الله الحرام)، أو اقرأ حتى قصيدة محمود درويش:(عابرون في كلام عابر)، وإن غضب الغاضبون وتنطع المتنطعون، والمتنطعون هلكى. "**
    ولئن مضى الأستاذ حسن الأمراني على درب حسن الظن، ينتقي أجود الأقوال لكل من لمزه اللامزون، أو لصقت بجلده أصباغ العلمانية؛ فإنه ينبغي التأكيد بوجود كتابات لنفس الكاتب تستجيب للسنن الإلهية وأخرى تعارضها، بل حتى بعض كتابات رجال " رابطة الأدب الإسلامي " هي من هذا القبيل، مما يجعلنا نتساءل: هل أصبح همنا هو جمع أكبر عدد من الكتاب وإدراجهم في دائرة الأدب الإسلامي؟ أم أننا نصطفي النصوص التي تستجيب ومتطلبات الأدب الإسلامي؟
    لو سلمنا جدلا لما ذهب إليه أستاذنا الأمراني، لردتنا السنن الإلهية على أعقابنا بعد رفضها كل ما لم يندرج في سلك عقدها وينصبغ بصبغة لونها شكلا ومضمونا؛ فصفة الإسلامي لا تتأتى إلا لما ينسب لدين الله، ودين الله طيب ولا يخالف سنن الله في كونه، ولا قرآنه ولا يحمل الخبث، ولا شهادة الزور، ولا قول الفجور، ولا لمز ولا غمز ولا سخرية من أحد، وليست أخلاقنا وحدها التي تأبى علينا ولوج هذا الدرب الشارد عن الصواب، بل إن ميزان أفعال الله يقرر بأن الجزاء يكون دوما من جنس العمل إلا فيما لا يليق بجلال الله.
    وإذا كان المتبجح بالفسق والمترنم بألحان التعهر على مرأى ومسمع من الخاص والعام يصبغ بصبغة "الزرق المتخافتين" الشيء الذي يجعله خارج دائرة الأدب الإسلامي، فإن المنافق - على عكس المتبجح - من يختفي، ويتسرب تسربا لطيفا، يصطفي الألفاظ، وينمق العبارات، ويزين الهندام، ويندس في السرب؛ كي لا يفتضح أمره، أندرج شدوه وتضاريس تقلبات أمواج فنه ضمن الأدب الإسلامي؟
    ما درى هذا الحاذق، المتشدق، المتحذلق بأن سنن الله كانت له بالمرصاد؛ بتعهد الله بإخراج نبرات أنفاسه الكاذبة لافتضاح أمره،{وَاللّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ}[البقرة : 72] وأن مكر الماكرين سوف يبور،؛ و{لِّكُلِّ نَبَإٍ مُّسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ}[الأنعام67] ولا تخفى حذلقته ولا تمرر إلا على من لم يلم بالسنن الإلهية؛ لكون نغمات أنفاسه تنكشف عند لحن الخطاب، ما كان لماكر أن يتحصن من سنن الله أن تكشف ألاعيبه، وتفضح تمريراته، وهو لا يدرك لها كنها، ولا يؤمن بسننها أصلا.
    قد تبدو هذه اللوحة جذابة بتموجات السلوك والإبداع معا على نسق واحد إما سلبا وإما إيجابا، لكن السنن الإلهية تبين بأن لا معصوم على وجه الأرض إلا من تولى الله حفظهم فكانوا من المُخْلَصين، وبهذا ينعكس الفهم وتنقلب الرؤى وتبدو زلات قاتلة تتربص حتى كبار كتاب الأدب الإسلامي بله غيرهم، ولا عاصم من أمر الله إلا من رحم.
    ولا غرو فإن أضحى همنا هو وصم الكاتب بالكتابة الإسلامية، فلا شك نكون قد حدنا عن جادة الصواب؛ فكل بني آدم خطاء، ولكل كاتب هفوة، كما لكل عالم زلة، ولكل سيف نبوة، ولكل جواد كبوة، والاستمرار على نهج الاستقامة لا يكون إلا من باب حفظ الله للعبد.
    وإذا راعينا قوانين البيئة التي نقضي حياتنا بين جدرانها وسلمنا بترك الأشخاص لخالقهم فهو أرحم بهم من غيرهم، فإن شاء غفر وإن شاء عذب، ولا شيء من الأمر لغير الله، لذا وجب أن يتعلق أمر بحثنا عما يكتب لا عمن يكتب، فنحلل مضامين النصوص ونكل أمر أهلها لخالقهم.
    وجزا الله أستاذنا حسن الأمراني إذ اعتمد حسن الظن بالناس سبيلا ومسلكا للخروج من براثين الخلاف؛ وهو مسلك شريف يكل أمر الخلق إلى خالقهم.
    فلا ينصب الهم على تكثير سواد كتاب الأدب الإسلامي، - وإن كان هذا مطمحنا وأملنا المنشود -؛ وإنما الهم ينصب أساسا على انتقاء أدب لا يتعارض في شيء مع قانون الله وسننه في كونه وقرآنه.
    وإذا ما اتضح الأمر وبان : بأن الأدب الإسلامي ليس هو ما يكتبه الكتاب المسلمين بله غيرهم؛ وإنما هو ما استجاب للسنن الإلهية مما يكتبه الكاتبون، ولم يعاكسها في التوجه، فما علينا آنئذ إلا تفرس النصوص بقربها أو بعدها عن السنن الإلهية أو مدى استجابتها أو مخالفتها لها.
    وإلى هنا يبدو أن لا خلاف مع أستاذنا إنما الخلاف ظهر عند قوله : " دون استبعاد أولئك الذين لبسوا، لسبب أو لآخر، لبوس العلمانية بوجوهها المتعددة والمتناقضة في بعض الأحيان، ماداموا لا ينكرون انتماءهم للإسلام ولا يعلنون انسلاخهم عن هويتهم الحضارية، حتى وإن حطبوا في حبل غير حبل المشروع الإسلامي، "
    والمنطق السليم هو ما يرجى له السلامة، لكنه في هذا الموطن أعوزته الحيلة بعدما تجاوز الحكم على النصوص إلى الحكم على الأشخاص، والعباد نكل أمرهم إلى الله، قد نستشف من لحن القول ما تكنه القلوب، لكنه قد يكون ذلك ضربا من الخرص، أو التأويل ولا يعلم ما في صدور الناس إلا رب العالمين، أو من أطلعه علام الغيوب على شيء من علمه.
    والإنسان مهما علت مكانته الأدبية، يبقى في مهواة الظلم والجهل إلا من حفظ ربك، والذي لولا فضله ورحمته ما زكى منا من أحد أبدا، أترانا نسعى لإبداء وجها غير الذي وسمنا به، إعماء للحقائق اليقينية وجريا على درب النفاق إظهارا لجمال الزي وتجميلا للهندام، واصطفاء لمصطلحات اللي والإعراض من كلام الأنام؟
    وربما التمسنا العذر لأستاذنا بكونه عضوا مؤسسا "لرابطة الأدب الإسلامي" وقد تعوزه مراتب التصنيف للقبول أو لرفض عضوية هذا أو ذاك برابطة الأدب الإسلامي فتبقى القاعدة بأن كل من أسهب بمبادرة طيبة عبق الجو رياحينها واستنار الواقع بنورها وأجاد وأفاد، فلم يمنع منح العضوية داخل الرابطة؟ والعكس بالعكس صحيح. وقد يسحب منه الانتماء إذا ثبت عليه ما يناقض انتماءه، ويثبت عكس توجهه ونور توهجه.
    -------------
    * الأستاذ حسن الأمراني أحد مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي، مؤسس مجلة المشكاة(أول مجلة عالمية متخصصة في الأدب الإسلامي، ترجم بعض شعره لعدد من اللغات العالمية، ترجمت له عدة موسوعات عربية وعالمية منها : معجم بابطين للشعراء العرب المعاصرين، مختارات من الشعر العربي في القرن العشرين ج4، ديوان الشعر العربي في القرن العشرين لراضي صدوق...

    ** سيمياء الأدب الإسلامي ج1 المصطلح والدلالة ط2 ص 13و14
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 15-03-2009, 11:12.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    #2
    الأخ الكريم محمد جابري :يثير موضوعك قضية محورية ما زالت في حاجة إلى مناقشة، إذ لم يتم الحسم فيها بعد ، يتعلق الأمر بما يصطلح عليه بالأدب الإسلامي. فماذا يقصد بالأدب الإسلامي؟
    1 ـ أ هو الأدب الذي يتخذ الإسلام موضوعا له سواء كتب من طرف كتاب مسلمين أم غير مسلمين ؟
    2 ـ أ هو الأدب الذي ينطلق من رؤيا إسلامية حتى ولو كان الموضوع غير إسلامي وكان صاحبه غير مسلم .
    3 ـ أهو الذي يوظف النصوص الدينية الإسلامية في تناصاته ويستشهد بها.
    4 ـ أهو الذي كتبه كتاب معروفون بتوجههم الإسلامي دون الاهتمام بطبيعة موضوعههم شريطة ألا يمس بجوهر الدين الإسلامي ؟
    كل صنف من هذه الأصناف يطرح إشكالات لا حصر لها ، فإذا اعتبرنا الأدب الذي يتخذ الإسلام موضوعا له هو الأدب الإسلامي، فقد نجد الكثير من منظري هذا الأدب يرفضون كل النصوص التي تنتقد الدين الإسلامي أو تلك التي تعارض بعض قضاياه ، فالغرب يصنف نصر حامد أبو زيد ومحمد أركون وفرج فودة وغيرهم من المفكرين المتخصصين في الدراسات الإسلامية كإسلاميين، بل هناك الكثير من الغربيين المستشرقين وغير المستشرقين الذين يهتمون بقضايا الإسلام الذين يصنفون ضمن Les Islamologues ومنهم من يكتب شعرا وروايات وخواطر تتخذ من الإسلام موضوعا لها وخصوصا قضايا التصوف .
    أما إذا اعتبرنا النصوص التي تنطلق من رؤيا إسلامية . فسنجد من يرفض الكثير من النصوص ذات التوجه الإسلامي ، فهناك من يرفض بردة البوصيري ويدعو إلى عدم قراءتها لما تتضمنه من ( كفريات) وهناك من أهل السنة من يرفض بعض نصوص الشيعة بوصفها نصوصا إسلامية لما فيها من مس بقدسية الصحابة و الخلفاء الراشدين ومبالغة في تقديس بعض أئمة الشيعة ، فهل نعتبر ما يكتبه إخواننا الشيعة حول عاشوراء وكربلاء وعاداتهم وتقاليدهم في هذا اليوم جزءا من الأدب الإسلامي أم لا ؟. وقد نجد من النقاد الشيعة من يرفض الكثير من كتابات أهل السنة لما فيها أفكار لا تتوافق مع تصورهم الشيعي ، بل داخل الطائفة الواحدة نجد اختلافا وتعارضا، ففي كل قطر إسلامي وداخل المذهب الواحد نجد خلافا في رؤانا الدينية. فهل نعتبر ما يكتبه الشيخ المغراوي أدبا إسلاميا، أم ما يكتبه الشيخ الفزازي المعارض له، أم ما يكتبه الأستاذ محمد عابد الجابري، أم ما يكتبه وزير الأوقاف الأستاذ أحمد توفيق ( جارات أبي موسى)، أم ما يكتبه المفكر طه عبد الرحمان؟ . هل هؤلاء المفكرون الإسلاميون الذين يعتقد كل منهم أنه ينطلق من رؤيا إسلامية يتفقون على أن كتاباتهم كلها تندرج ضمن التصور الإسلامي ، لو عرضت السؤال عليهم لوجدت بعضهم يرفض الآخر باعتباره أديبا إسلاميا وأدبه أدبا إسلاميا.
    لو أخذنا بالرأي الثالث، نجد أن الكثير من التناصات لا تمتص هذه النصوص وتتماها معها ، وإنما تحاورها وتوظفها توظيفا عكسيا ساخرا في بعض الأحيان ، فديوان الفروسية لأحمد المجاطي رحمه الله ديوان مليء بالنصوص القرآنية يدخل معها في حوار مقبول ولا أحد يصنف ديوانه ضمن الأدب الإسلامي.
    هل نصنف قول الشاعر الأندلسي
    لقد كنت أرجو أن تكون مواصلي +فأسقيتني بالهجر فاتحة الرعد .
    فلله برد ما بقلبي من الجوى + بفاتحة الأعراف من ريقك الشهد.
    و يقصد بفاتحة الرعد، فاتحة سورة الرعد( المر) وبفاتحة الأعراف أول سورة الأعراف (المص).
    وإذا اعتبرنا الصنف الرابع ، فإن الكثير من نصوص هؤلاء لا تمت بصلة إلى الإسلام ويكفي أن أستشهد هنا بأدب الفقهاء ، ومن بين النصوص نص للقاضي عبد الوهاب فيه من الفحش ما لا يقبله مسلم لا يميز بين الجد الديني واللعب الأدبي . بل إنني حضرت محاضرة لا يعترف صاحبها إلا بشعر حسان بن ثابت رضي الله عنه أدبا إسلاميا .
    هل نعتبر ما يكتبه بعض الشعراء تمجيدا للتفجيرات داخل الوطن العربي أدبا إسلاميا أم أدبا إرهابيا لا علاقة له بالأدب الإسلامي ؟
    إشكالات متعددة لابد من الوقوف عندها قبل أن نتحدث عن نص اسمه الإدب الإسلامي ، نص يكون عليه الإجماع ويتفق عليه النقد على أنه نص إسلامي . إذ ذاك سيحل الإشكال بينك وبين الأستاذ الجليل حسن الأمراني الذي أكن له كل التقدير والاحترام .


    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 15-03-2009, 19:52.
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/

    تعليق

    • محمد جابري
      أديب وكاتب
      • 30-10-2008
      • 1915

      #3
      أخي علي متقي جعلني الله وإياك اسما على مسمى؛
      { قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ [73] يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [ 74]}آل عمران
      آه، حين يتكلم أهل الاختصاص تتنزل السكينة وتغمرني الطمأنينة، وأزداد يقينا؛
      عجيبة كانت مداخلتك، فجزاك الله عني خيرا؛
      لما تاه المسلمون في تعريف الأدب الإسلامي، وبخاصة رابطة الأدب الإسلامي، فقد قدمت لنا تعريفات فضفاضة تحاول إدخال في الأدب الإسلامي كل ما لم يتناقض مع روح الإسلام بشكل من الأشكال؛ وقد أتعبني بحثا هذا الموضوع وكتبت فيه مقالات بعضها طبع وبعضها نشر في ملتقيات أدبية.
      ابتعدت عن رابطة الأدب الإسلامي لاستخلاص ضوابط الأدب الإسلامي، فوجدتها في كتاب الله مبثوثة تنتظر من يلتقطها جواهر غالية لاتقدر بثمن، فلم تكن ضوابط للنقد الأدبي بصفة عامة وللنقد الأدب الإسلامي بخاصة فحسب، بل تعدتها إلى كل مجالات العلوم لتضحى فرقانا بين صواب الأمر وسداده، وبين انحرافه وانجرافه بين شعب الضلال.
      وانطلقت أجوب العلوم وأعرضها على السنن الإلهية وهكذا ساق الله سلسلة السنن الإلهية ضوابط العلوم والمعارف ضمت كتبا بلغ تعدادها لحد الساعة تسعة. تناولت علم أصول الفقه، ودراسة الحديث النبوي وعلم الناسخ والمنسوخ، وضوابط عوامل الصراع السياسي،والعلوم الاحترازية والوقائية القرآنية، والفقه المنهاجي ج1الضوابط العلمية وج2 السنن الإلهية ومنهجية فهم النص وفقه الفتوى، ومنهاج الفتوى ونقد الأدب الإسلامي. وهذه الكتب طبعت وهناك أبحاث تنتظر دورها...

      وضمن اتعريف بالأدب الإسلامي بخاصة، طرحت نفس التساؤلات التي جاءت في مداخلتك ولما اعتمدت السنن الإلهية صارت نبراسي ومنارة الهدى، ولولا التزامنا ضمن شروط الانتساب لهذا الملتقى لعرضت عليكم كيف تبدي السنن الإلهية وتكشف مثلا خبايا نحلة الشيعة ولو شاء الله وفتحنا معهم حوارا علميا لم يدم أكثر من ربع ساعة حتى يتضح اختلاق المذهب وزيفه؛ وقد كاتبت الإمام الخمنائي في الموضوع .

      وانطلاقا من ثلج اليقين الذي يغمرني كتبت هذا الموضوع لأحسم فيه بأن العناية ينبغي أن تنصب حول ما يكتبه الكاتب لا حول من يكتب لكوني تتبعت بعض كتابات رجال رابطة الأدب الإسلامي وغيرهم، وتبين لي عدم انضباطها بضوابط السنن الإلهية وكاتبت بعض رجالات أهلها، فما كان منهم إلا الإدعان للحق، واتخذوه سبيلا.

      أخي الكريم، لا أخفي أن التقارب الفكري يزداد مع الأيام، والمحبة في الله تتوغل القلب وتجوب ثناياه، وجزاك الله عني كل خير.
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 16-03-2009, 04:56.
      http://www.mhammed-jabri.net/

      تعليق

      • عبدالرؤوف النويهى
        أديب وكاتب
        • 12-10-2007
        • 2218

        #4
        قلتُ ذات يوم.

        [align=justify]
        الأدب الإسلامى؟؟؟!

        من المدهش حقاً ،أن تكون رابطة العالم الإسلامى، صاحبة نظرية الأدب الإسلامى ،وتضع لها الشروط والمواصفات القياسية، وما يُكتب وما لا يُكتب.؟!

        حقيقةً ..أنا مندهش كل الإندهاش مما قرأته.

        الإسلام شريعة وعقيدة .
        أما الأدب فهو وليد تجارب البشر فى حياتهم ،أعلم أن هناك نظرية يدرسها الطلاب فى الجامعات تُسمى نظرية الأدب .
        لكن ماهو الأدب،وما الذى يُقصدبه؟؟
        هل الأدب منظومة قيم ومبادىء أم هو بحث الإنسان عما يعتوره من هموم ومايشغله من أحداث الحياة ؟
        هل الأدب هو منظومة دينية عقائدية أم هو منتج بشرى يبحث عن أغوار النفس ؟

        من الملفت للنظر فى هذا الموضوع المطروح ،أن كافة الآراء تٌبدى الإستحسان وفقط.

        ولم أجد رأياً واحداً.. يتساءل عن ماهية الأدب؟

        هناك فرق بين الإسلام كدين وعقيدة وبين خبايا النفس البشرية اللوامة والمطمئنة والأمارة بالسوء.

        الأدب عبر عصوره المختلفة ،تتغير أنواعه وروافده بل وأشكاله.
        هل الأدب ينحصر فى الوعظ والإرشاد؟
        هل الأدب قاسم مشترك مع منظومة القيم السائدة فى المجتمع والدين الذى يعتنقه الناس؟؟
        هل أزعم لنفسى أن هناك أدباً يهودياً وأدباً مسيحياً؟ هذا بالنسبة للأديان السماوية الثلاثة .
        وبالنسبة لديانات وعقائد الآخرين الذين يعتنقون عقائد أخرى كالسيخ فى الهند والبهائيين وعبادة الشيطان والملاحدة ....إلخ إلخ .هل لهم أدب يبدعونه ؟؟

        حتى الشعر وباعتباره أحد فروع الأدب ،هو منتج بشرى، بل أظن أن هناك دراسات جادة ،أعطت الشاعر ..حرية القول وحرية الفكر وحرية الإبداع.
        الأدب وكما هو معروف الآن ،زادت دائرة مواضيعه ومسمياته إلى الحد الذى لم يعد القارىء النهم ،محيطاً به وبمدارسه المختلفة .

        الأدب فى صدر الإسلام، كان أدباً وعظياً من الدرجة الأولى ،ولحين ثبوت قيمه ومبادئه فى المؤمنين به.
        كان الشعر.. هو فارس الميدان ولاشىء سواه.

        وباتساع الفتوحات وانتشار الإسلام فى بلاد وبلدان لها ثقافات وفلسفات تتباين مع منظومة القيم الدينية الإسلامية ،كان الإقتراب منها بحذر شديد ..ولا أنسى عصر الترجمة التى نُقلت فيه مجلدات الفكر والإبداع اليونانى القديم،وترجمات الشعر والخطابة والسياسة والقوانين لأرسطو وأفلاطون وآخرين .

        كان الأدب المتواجد على الساحة العربية الإسلامية وكما قلت لايعدو إلا أن يكون شعراً.

        وبدخول الإسلام فى البلدان الأخرى كما سبق القول ،اتسعت رويداً رويداً دائرة الأدب فظهرت المقامات ،وكتب الحكمة والنثر والرسائل والخطابة والموسوعات الأدبية الضخمة والموسوعات التاريخية .
        كانت جميعها أى ماسلف بيانه ،تحاول البحث عن روافد ثقافية أخرى فوجدنا الحديث عن الثقافة الفارسية والثقافة اليونانية ،وأمتلئت الكتب بأقوال أرسطو وأفلاطون وكسرى أنو شروان وكليلة ودمنة والأدب الكبير لابن المقفع. والفلسفة الإسلامية ،التى كانت من تأثير الفلسفات الأخرى ،وسماها الفلاسفة المسلمون ،علم الكلام . ثم الحديث عن الموسيقى والألحان والغناء و الرسم والفنون التشكيلية والنحت والتصوير والأرابيسك وفن الخط والمنممات...إلخ
        ثم تواصلت عصور الأدب ،وكل عصر له همومه ومشاكله وروافد ثقافاته المختلفة .
        ظهر الأدب القصصى ثم الأدب الروائى ثم الأدب المسرحى ثم الشعر المسرحى ثم الادب الملحمى ،ثم مدارس الشعر المتعددة وعالم الموسيقى والأوبرا والباليه ..............إلخ
        ثم ظهرت السينما ووانتشرت انتشاراً ملأ الدنيا وشغل الناس ثم الإذاعة ثم التليفزيون ..وكان لكل فن من الفنون ،رواده ومنتقدوه ،عوالم ثقافية مبهرة وتفرض نفسها على أذواق الناس فرضاً.

        من من لم يقرأ لتولستوى وتورجنيف وبوشكين وشكسبير وبودلير ومالارميه والملاحم القديمة وطاغور وإقبال وجوته ؟؟؟
        ألوف الكتّاب ، وفى كل فروع الأدب والفكر والفلسفة والتصوير والموسيقى والفنون التشكيلية ، من جميع البدان والأقطار.. يسعون إلى الفضيلة والحرية والعدالة والجمال والرفعة .

        أزعم ،وتقديرى واحترامى لكل الآراء، أن الثقافات الرفيعة ،هى منظومة قيم .

        وأؤكد أن الأدب الفاحش والبورنوجرافيا ،يرفضها الإنسان الحر فى أى مكان وأى زمان.
        والأدب الرفيع.. تصبو إليه كل نفس شريفة عفيفة ،تبحث عن إجابات وتهفو لتحقيق السلام والأمن.
        الأدب الرفيع لايستمد وجوده من شروط مسبقة ولاحدود مرسومة.[/align]


        **********

        [align=justify]هذه السطور كتبتها ،ذات يومٍ،ونشرتها فى إحدى المجلات المصرية .
        كان لقاءً أدبياً ،بشأن مناقشة رواية لنجيب الكيلانى ،وهو أحد الدعاة إلى الأدب الإسلامى ،الذى تدعو إليه.. رابطة العالم الإسلامى .[/align]

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #5
          أخي عبد الرؤوف : أوافقك الرأي ، فلا أحد يجادل اليوم بأن الأدب تجربة إنسانية فريدة في صياغة فنية . وسؤال النقد اليوم سؤال إبداعي ولا سؤال إلا سؤال الإبداع . لكن في مراحل سابقة من تاريخ الآداب ، تراجع هذا السؤال الإبداعي إلى الخلف ليحتل السؤال الأيديلوجي أمامية القول. فانتشر ما يصطلح عليه بأدب الالتزام والأدب الواقعي . فنظر له سارتر في الغرب ، واتحاد الكتاب السوفيات في الشرق ، وانتقلت العدوى إلى الثقافة العربية، وظهرت مجلة الآداب البيروتية حاملة لواء الالتزام السارتري بحريته ومسؤوليته القومية ، ورفضت كل أدب لا يعبر عن قضايا الأمة العربية الإسلامية ،كما ظهرت مجلة الثقافة الوطنية اللبنانية التي كان أحد كتابها محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس وحسين مروة ، فنادت بالواقعية الجديدة ووقفت في وجه الكتاب الرومانسيين الذين المعزولين في أبراجهم العاجية عن نضالات الجماهير الشعبية التواقة للديمقراطية والحرية ، ورفضت كل أدب لا يعبر عن هموم الطبقات الشعبية وتتفاءل بقدرتها على التغيير. ولم يمض وقت طويل حتى حملت رياح الغرب تيارا ثالثا يرفض هذا وذاك ، وينادي بتحرر الأدب من أي التزام سياسي أو اجتماعي، لأن ذلك يحد من حرية الكاتب ويتنافى مع الإبداع ، وهو تيار الحداثة .
          وقد حملت لواء هذه الدعوة مجلة شعر اللبناية الذي يقودها أدونيس ويوسف الخال وانسي الحاج ...
          وعلى الرغم من أهمية الدعوة ، فإنها لم تستطع الوقوف في وجه التيار القومي والماركسي الواقعي، لأن الظرف السياسي والاجتماعي الذي يعيشه العالم العربي في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات لا يسمح للكتاب أن يعيشوا في أبراجهم العاجية يكتبون لنخبة النخبة . فقد كانت المرحلة مرحلة استعمار ، وبعد الاستقلال عاش العالم العربي صراعا سياسيا شرسا بين القوى الحاكمة وبين القوى التقدمية، يضاف إلى ذلك الصراع العربي الإسرائيلي ، فهيمنت الأيديلوجيا على الأدب .
          ومع بداية الثمانينيات وانتشار الدرس اللساني الحديث في الجامعات العربية، والاطلاع على المناهج البنيوية وموت ابريجنيف وصعود كورباتشوف وسقوط جدار برلين واكتشاف وهم الوحدة السوفياتية، أفل نجم الأيديلوجية كمقياس من مقاييس تقويم الأدب ، ليبدأ الحديث عن الإبداع ولا شيء غير الإبداع .
          وفي ظل الصحوة الإسلامية التي تعرفها الأقطار العربية و وانحياز الغرب إلى إسرائيل في عدوانها المتكرر ، وإعلان الحرب على الإرهاب بالشكل الذي أعلنت به ، واختزال الإرهاب في كل ما هو إسلامي ، بدأ البحث عن هوية تواجه الهوية الغربية المتطرفة ، فكان ما يصطلح عليه بالأدب الإسلامي إحدى واجهات هذه الهوية ، لكن كما سبقت الإشارة في تدخلي السابق ، أي أدب نقصد بهذا المصطلح ، ما هي حدوده ومعالمه وخصوصياته ومميزاته عن غيره من الآداب الأخرى . أسئلة من الصعب الإجابة عنها اليوم على الرغم من المحاولات الكثيرة التي حاولت الإجابة على هذه الأسئلة .
          ولي عودة إلى الموضوع إن شاء الله .
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            الأدب الإسلامي : المصطلح والدلالة.

            عزيزي عبد الرءوف النويهي؛
            مداخلتك تنم على وعي كبير وإلمام بما يحيط المشكل ككل، وأشكرك جزيل الشكر على هذا الاستفسار الذي يزيد بإذن الله الرؤية وضوحا:
            وحتى يكون الرد شديد الخصوبة أرى أن نقسمه إلى ثلاث نقط هي:
            1. المصطلح والدلالة؛
            2.هل الأدب هو منظومة دينية عقائدية أم هو منتج بشرى يبحث عن أغوار النفس ؟
            3. الأدب الرفيع لايستمد وجوده من شروط مسبقة ولاحدود مرسومة؟

            فيما يتعلق بالنقطة الأولى المصطلح والدلالة

            يقول أستاذنا حسن الأمراني فيما يخص المصطلح ودلالته: " المصطلح والدلالـة :
            " مصطلح الأدب الإسلامي مصطلح قديم وحديث: هو قديم باعتبار الميلاد والنشأة، وهو حديث باعتبار التداول والدلالة. والذين وقفوا حديثا موقف الخصومة من مصطلح الأدب الإسلامي إنما وقفوا ذلك الموقف من منطلق إيديولوجي أحيانا،ومن منطلق الجمود على فهم دلالي ساد فترة من الزمن،أحيانا أخرى،ولم يستوعبوا مستجدات الاصطلاح، وقلما كان هنالك مسوغ علمي جدير بالتأمل وراء هذه الخصومة أو الرفض.والدليل على ذلك أمران:
            أوّلهما أنهم ظنوا أن مصطلح الأدب الإسلامي بدعة لم يكن للدرس النقدي والأدبي به عهد من قبل، وأن هنالك دوافع غير علمية – ولنقل بصريح العبارة دوافع إيديولوجية كانت وراء ظهور المصطلح، فهم يتساءلون:وما الأدب الإسلامي؟ وما علاقة الإسلام بالأدب؟. والحال أنهم يتلقون بالقبول مصطلحات مماثلة تتصل بالعلوم والفنون، فهم لا ينكرون الحديث عن الفلسفة الإسلامية،والتاريخ الإسلامي، بل والفن الإسلامي، بل صنف بعضهم في ذلك مصنفات، يستوي في ذلك العرب والمستشرقون، كصنيع وليم مارسيه في كتابه عن (الفن الإسلامي)، وهو كما يقول أوليغ كرابار من أبرز المختصين في الموضوع. ومن هؤلاء أوليغ كرابر نفسه في كتابه كيف: ( كيف نفكر في الفن الإسلامي)الإسلامي) (
            ويراد من وراء هذا المصطلح أمران هما : الفن الصادر عن الشعوب الإسلامية، أو فنون العالم الإسلامي، كما يعبر كرابار،ثم الفن النابع من عقيدة المسلمين، هذه العقيدة التي غلّبت فنا دون فن، فانصرف الناس مثلا عن النحت أوالتصوير، ولاسيما ما فيه روح، وتقدم في مقابل ذلك بشكل نادر فنون أخرى كالخط والهندسة المعمارية والزخرفة. وقد صار الحديث عن الفن الإسلامي متوافراً ومعروفاً في عدة لغات، وفي حضارات كثيرة، وقد ذكر أوليغ كرابار، في مقدمة كتابه، أنه علم( بوجود دراسة حول الفن الإسلامي في كوريا وهي لغة لا تذكر في العالم الإسلامي). أو تبقى العربية وحدها ممنوعة من الخوض في هذه المواضع إرضاء لبعض النفوس الضيقة الأفق والرؤيا؟
            وقد بين الأستاذ أبو صالح الإلفي، وهو من خير من كتب عن الفن الإسلامي، أن الفن الإسلامي لم يستهدف محاكاة الطبيعة عند معالجة الموضوعات الفنية في مشروعاته المختلفة، وأنه بذلك كان مخالفا للفن الإغريقي والروماني، وحتى فنون عصر النهضة في أوربا، وقد استند إلى عدد من الغربيين،من أمثال،ل.برهير،وتيراس، ونلسن، ولامانس، لتأكيد هذه الخصوصية الإسلامية في الفن.(1)
            وهكذا كان الحديث عن الفن الإسلامي،وعن الزخرفة الإسلامية، وعن الفلسفة الإسلامية، وعن العمران الإسلامي. حتى إذا تعلق الأمر بالأدب الإسلامي استنكروا { وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارا}(نوح: من الآية7)
            وثانيهما أن عددا من أولئك المنكرين قبلوا مصطلح الأدب الإسلامي وتداولوه، ودرَسوه ودرّسوه لطلبتهم عقودا من الزمن، يوم كانت دلالته التاريخية مهيمنة، وجادلوا فيه وأنكروه يوم تطورت الدلالة، أو لنقل تجددت، فَهُم كانوا وما زال بعضهم لا يفهم من مصطلح الأدب الإسلامي إلا ذلك الأدب المقترن بفترة معينة من الزمن، هي فترة البعثة والخلفاء الراشدين لا تتعدى ذلك عند طائفة منهم، وهي عند طائفة أخرى تتسع بعض الاتساع لتشمل عصر بني أمية، وقلما التفتوا إلى ما خالف هذا التقسيم،سواء أكان المخالف من الأقدمين، مثل ابن خلدون رحمه الله تعالى، أم كان من المحدثين، مثل كارل بروكلمان، ومن سار {عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً}(الكهف: من الآية64).
            والحال أن مصطلح الأدب الإسلامي قديم في ظهوره، قد يعود إلى نهاية القرن الهجري الأول وبداية القرن الثاني إن نحن تقصينا الأمر وأحسنا التقصي، ومما لا شك فيه أن استعماله شاع في القرن الثالث واستفاض ، ثم صار مصطلح الإسلامي والإسلاميين تتداوله الألسنة فيما بعد، وقد عرف الناس من مؤلفات القرن الرابع كتاب أبي الحسن الأشعري الشهير:(مقالات الإسلاميين).إلا أن دلالة المصطلح شهدت من التطور ما يقتضي التتبع لفهم ما آل إليه المصطلح في هذا العصر.
            وإجمالا يمكننا أن نجمل هذه المراحل التي شهد فيها مصطلح الأدب الإسلامي تطورا إلى أربع مراحل رئيسية، وهي ما نسعى إلى تبيانه فيما يلي من الفصول."*

            وكانت فصول الكتاب كالتالي:
            1. أدب فترة؛
            2. أدب طفرة؛
            3. أدب فكرة؛
            4. أدب فطرة.
            ------------------
            هوامش النقل: - أو ليغ كرابار:كيف نفكر في الفن الإسلامي،ترجمة عبد الجليل ناظم،وسعيد الحنصالي.دار توبقال للنشر،ط1، الدار البيضاء 1996.ويضم الكتاب،كما جاء في التمهيد،أهم ما جاء في المحاضرات الثماني التي ألقاها المؤلف عام 1992في معهد العالم العربي بباريس.
            - أبو صالح الألفي:الفن الإسلامي،أصوله ،فلسفته،مدارسه.ط2،دار المعارف،لبنان.
            ----------------

            وينتهي بخلاصات مفيدة للغاية أنقلها كما جاءت لأهميتها:
            خلاصات :

            من خلال الصفحات السابقة يمكن استخلاص جملة من النتائج والخلاصات نجملها فيما يلي:
            1- ليس مصطلح (الأدب الإسلامي) مصطلحا حديثا كما يتوهم المتوهمون، بل هو قديم قدم الثقافة الإسلامية نفسها، فقد تبين لنا أن المصطلح كان معروفا في القرن الثاني مع المرحلة التأسيسية للنقد المنهجي عند العرب، استعمله العلماء وتداولوه فيما بينهم دون أن ينكر بعضهم على بعض ولا أن يجادل بعضهم في المصطلح ودلالاته، فقد كان مفهوما عندهم دالا على معنى بعينه.هذا ما تنطق به النصوص التي بين أيدينا وتعود إلى نهاية القرن الثاني، وقد استفاض استعماله في القرن الثالث.وأما منشأه فلعله كان في القرن الأول، ولعل نصوصا جديدة تكتشف ـ وتسعة أعشار المكتبة العربية ما تزال في حكم النصوص الغميسة ـ تسعفنا في التحقق من هذا الأمر.
            2- جادل المجادلون في مصطلح الأدب الإسلامي ولم يجادلوا في ما شابهه من مصطلحات حملت اللاحقة المثيرة للجدل عندهم، مثل الفلسفة الإسلامية، والعمران الإسلامي، والفن الإسلامي الخ.. مما يدل على أن منبع الرفض ليس علميا بل هو يعبر عن موقف إيديولوجي.وقد قبلوه يوم كان ذا بعد تاريخي محض، ورفضوه يوم تطورت الدلالة بتطور الحياة الإسلامية نفسها، وهاجموه كما هاجموا الداعين إلى إسلامية المعرفة، ونحن نعلم أن أحد أعلام هذه الدعوة، وهو الدكتور رجاء الفاروقي، قد دفع هو وزوجته لمياء الفاروقي حياتهما في سبيل هذه الفكرة، حيث عجزت ألسنة الخصوم عن الجدل فاحتموا بالرصاص لإسكات الحق، واغتالوا الرجل وزوجه، فنالا الشهادة دفاعا عن الحق.

            3- إن مصطلح الأدب الإسلامي شهد أربع مراحل تاريخية منذ نشوئه حتى الآن، وهي التي أسمينا بها فصول هذه الكتاب، وهي أدب فترة، وأدب طفرة، وأدب فكرة، وأدب فطرة.

            4ـ أسهم المستشرقون، عن وعي أو عن غير وعي، في تطوير مصطلح الأدب الإسلامي وتحرير دلالته، وقد اكتفينا بالإشارة إلى علمين منهم وهم:كارلو نالينو وكارل بروكلمان.
            5- إن الأدب الإسلامي، فيما انتهت إليه دلالته، أدب عالمي، لأنه ينطلق من قيم جمالية وفكرية ورؤيوية مشتركة، وهو ممتد في الزمان، وممتد في المكان.فكل بقعة جغرافية على وجه الأرض هي وطن له، وكل لغة من لغات الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية قادرة على استيعابه، أو على الأصح هو قادر على استيعابها.ويشهد لذلك آداب الشعوب الإسلامية في آسيا وإفريقيا وأوربا.
            6- لا يجوز الخلط بين الأدب الديني والأدب الإسلامي. إن الأدب الإسلامي أعم وأشمل وأعمق من الأدب الديني.قد يكون بعض الأدب الديني جزءا من الأدب الإسلامي، إلا أنه لا يستوعب رحابه الواسعة وآفاقه الممتدة. كما أن الأدب الديني قد لا يكون أدبا إسلاميا، فقد رأينا عند جميع الشعوب والحضارات قديما وحديثا آدابا دينية، يلتقي بعضها ولو جزئيا مع الأدب الإسلامي، وذلك يقوم فقط حجة على الذين يستنكرون على الداعين إلى الأدب الإسلامي ربط الأدب بالدين، ولكنه لا يحيط بالقضية من أطرافها.
            7- إن القيم الجمالية في الأدب الإسلامي أساسية وجوهرية، وليس الأدب الإسلامي أدب مضمون فحسب، وإن كان يعطي المضمون حقه، ولا أدب فكرة فحسب، وإن كان لا يتغاضى عن الفكرة، ولكنه ـ باعتباره أدباً ـ أدب الجمال بالدرجة الأولى، إذ حين يفقد الأدب صفة الجمال يفقد أدبيته، أي يفقد جوهره. ولك عند ذلك أن تسميه ما شئت غير أن تسميه أدبا. كما أن التعهر لا يسقط صفة الأدبية عن النص، إلا انه يسقط عنه صفة الإسلامية، وهذا ما رمى إليه أسلافنا،كالقاضي الجرجاني، حين ذهب إلى القول: (فلو كانت الديانة عارا على الشعر، وكان سوء الاعتقاد سببا لتأخر الشاعر، لوجب أن يمحى اسم أبي نواس من الدواوين، ويحذف ذكره إذا عدت الطبقات، ولكان أولاهم بذلك أهل الجاهلية، ومن تشهد الأمة عليه بالكفر، ولوجب أن يكون كعب بن زهير وابن الزبعرى وأضرابهما ممن تناول رسول الله صلى عليه وسلم وعاب من أصحابه بُكْماً خرساً، وبِكاءً مفحمين، ولكن الأمرين متباينان، والدين بمعزل عن الشعر.) (1)
            وهذا ما لم يفهمه دعاة الإلحاد في الشعر، واعتبروا الدين خصما للأدب، وليس كذلك.ونص القاض رحمه الله تعالى ناطق بالحق.
            -------------
            1.- الوساطة بين المتنبي وخصومه: القاضي عبد العزيز الجرجاني،بتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، وعلىمحمد البجاوي،ص .64 طبعة البابي الحلبي القاهرة.

            أخي عبد الرءوف النويهي أقتصر في هذه النقطة على هذا الرد، وأنتظر مناقشتك لنعبر للنقطة الثالثة. أما النقطة الثانية فلها موضوع خاص منشور بهذا الملتقى تحت عنوان " مالأدب " لنتابع النقاش هناك.
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 16-03-2009, 06:59.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #7
              السؤال يطلب إجابةً

              تقديرى واحترامى للجليلين ..د/على المتقى وأستاذنا /محمد جابرى.
              وأما بعد:
              مصطلح الأدب الإسلامى ..ماذا يُقصد به؟
              السؤال يطلب إجابة .
              نعم ..أعلم أن ،هناك ،تاريخاً إسلامياً وفناً إسلامياً وفلسفة إسلامية ...إلخ ،ولكن الحديث عن الأدب بمفهومه الأشمل والأوسع ،حديثٌ عن لغة عالمية ،لاتخص شعباً ولاتستمد وجودها من دين ..ألا وهى لغة النفس.
              هذه اللغة التى تستمد جذورها من أعماق الروح والمعاناة الإنسانية .
              وها هو جوته يقول:

              (من حماقة الإنسان فى دنياه
              أن يتعصب كل منا لما يراه
              وإذا الإسلام كان فى معناه
              أن لله التسليم
              فإننا أجمعين ،
              نحيا ونموت مسلمين)
              الديوان الشرقى للمؤلف الغربى ،كتاب الأمثال.


              أستاذنا الجليل /حسن الأمرانى ،له قناعات فكرية يدافع عنها ، ورغم الغموض الذى يحيط بمصطلح الأدب الإسلامى وعدم وضوح الرؤية، ولكن علينا ،أن نحاوره ونناقشه فيما يسعى إليه.وكون أستاذنا الفاضل محمد جابرى ،يجد فى أطروحاته الطريق الصحيح ،فهذه قناعة فكرية لابد من احترامها وتقديرها.

              وكونى أتساءل عن ماهية الأدب الإسلامى ،فهذا معناه أن ماقيل وما قرأته وماناقشته..سابقاً ..مع أصحاب مدرسة الأدب الإسلامى، فى زمن مضى ،لم يشف غليلى .

              لكن ماأخشاه حقيقةً ..هو التقوقع داخل الذات ،والعودة ،كما يقول علماء النفس ،إلى الرحم.. ومحاولة إلصاق كلمة الإسلام بأى منتج بشرى أو أى تصرف إنسانى، يخضع للخطأ والصواب.

              ولو قلنا أن هناك فرق بين الأدب الدينى والأدب الإسلامى ،فهذا مردود عليه "أن الدين عند الله الإسلام" .

              وأزعم أن التاريخ الإسلامى أو العمران الإسلامى ،يُقصد به التاريخ خلال الحقبة الإسلامية ..أما الأدب الإسلامى ..يُقصد به فروع الأدب والثقافة والفكر ،صفة لموصوف ،لايحيد عنه كدين إسلامى.



              تثبيت
              .

              تعليق

              • محمد جابري
                أديب وكاتب
                • 30-10-2008
                • 1915

                #8
                الأدب الإسلامي بين مقياسي: الفطرة والسنن الإلهية

                أيها الكريمين الجليلين، د.علي متقي وعبد الرؤوف النويهي؛
                لكما كل التقدير والاحترام على ما أبديتماه من رحيب صدر لسعة نقاش وحرص على الفهم؛ والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وكفى به عزيزا حكيما.
                يبدو أن المشكل لدى أخينا د. علي متقي يكمن في المقياس الذي به نقبل النص أو نرفضه من وجهة نظر الأدب الإسلامي؟ وهو سؤال وجيه بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
                بينما الأخ النويهي يسعى جاهدا لمعرفة ماهية الأدب الإسلامي؟
                فلئن أشار د. علي متقي إلى نصوص وكتابات عدد من ذوي التوجهات " المسلمة " و تساءل من منها يدلج حضيرة الأدب الإسلامي ومن يجد نفسه خارجها؟ فإني بدوري تساءلت نفس التساؤل إلا أنني اعتمدت مجال الفقه المذهبي وأي رأي نقبل وأيها نرد؟
                وكان مخرجي من الأزمة هي السنن الإلهية وهي العهود الربانية القرآنية والتي عهد بها لكل شيء في هذا الوجود ليمضي الكون بانسجام ووئام إلى أن يأخذ الله الأرض ومن عليها. فكل رأي خالف السنن الإلهية فهو لاغ، لا يرقى لأن تقبله الحقائق الواقعية، بله أن ينسب لدين الله.
                وأما الأستاذ د. حسن الأمراني فاتخذ القيم الفطرية للمرء ككل:
                يقول الأستاذ د. حسن الأمراني: " إن الأديب المسلم لا يصح أن يصدر عنه إلا الأدب الإسلامي، فإن تخلف تحقق ذلك، فمرجعه إلى أحد أمرين، أو إليهما معا :
                الأمر الأول: ضعف التصور الإسلامي في وجدان الأديب، حتى لا نقول ضعف الإيمان؛
                الأمر الثاني: ضعف الموهبة الأدبية وضمورها.
                والأدب الإسلامي المكتمل بشروطه الموضوعية، والفنية لا يتحقق إلا باكتمال ذينيك الشرطين متضامين، متآزرين، متكاملين.
                " إن الأدب الإسلامي، في نهاية الأمر ليس غير الاستجابة الأدبية السليمة لنداء الفطرة {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم : 30]
                وانطلاقا من التصور لا يصبح الأدب مرتبطا بالأفكار فحسب؛ بل هو مرتبط بالوجود في شموله: الفكر والوجدان، الفائدة والجمال،الكلمات والأشياء، الخالق والمخلوق".*
                هل اتضح الأمر وأم نبش الجواب مبررات لاستفسارات لم تطلع علينا بعد؟.
                وبقي موضوع السنن الإلهية سأنشر فيه مقالات تقرب المضمون لعل كل لبس يزول.
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 16-03-2009, 17:26.
                http://www.mhammed-jabri.net/

                تعليق

                • علي المتقي
                  عضو الملتقى
                  • 10-01-2009
                  • 602

                  #9
                  السؤال عن مقاييس تصنيف نص ضمن الأدب الإسلامي هو سؤال عن الماهية والهوية .
                  الأخ الكريم محمد جابري : تجعل من فهمك لما اصطلحت عليه بالسنن الإلهية مقياسا لتصنيف نص ضمن نصوص الأدب الإسلامي ، وهو تصور من الصعب استيعابه وتقبله ، فكل من يعتقد أنه مسلم ويكتب وفق رؤيا إسلامية يمكن أن يصنف ما يكتبه ضمن الأدب الإسلامي ، ولا حق لك في إقصائه ، وإلا سيقصيك كما تقصيه. فبأي حق تقصي نصوص الشيعة من الأدب الإسلامي ، وبأي حق تقصي الأدب السلفي السني المتشدد من الأدب الإسلامي،؟ قد تقدم مبررات تعتقدها صحيحة من وجهة نظرك ، لكن ليست صحيحة من وجهة نظر خصمك ، وقد يقدم هو الآخر مبررات تقصي ما تقدمه أنت أيضا ويعتقد بصحتها. وسنجد أنفسنا ندخل في تقسيمات أخرى ونحصر أنفسنا في جزر نووية أخرى. فنتحدث عن الأدب الإسلامي السلفي و الأدب الإسلامي الشيعي و الأدب الخارجي إلى ما لا نهاية . وهذا ما وقع بالفعل في القرن الأول الهجري عندما انقسمت الأمة إلى فرق وشيع ، فبدأ الحديث عن شعراء الأحزاب السياسية والفرق الكلامية فالكميت شيعي والفرزدق وجريرأموي ومروان بن اب حفصة عباسي ....
                  صدقني أخي ، أنا لا أنفي إمكانية الحديث عن أدب ذي رؤيا إسلامية ، لكن ليس الإسلام هو الذي يحدد شعريته وأدبيته ، كما أن قيم الفحش والعري والسب والشتم لا تجعل من شعر أدبا . الذي يجعل من الأدب أدبا، ومن الشعر شعرا هو إبداعيته ولغته الشاعرة وتجربته الإنسانية الفريدة المعيشة . وعندما نصنفه ضمن الأدب أولا ، يمكن إذ ذاك أن نصنفه حسب رؤيته للعالم ضمن توجه أيديلوجي أو عقدي ما .
                  قد يكون النص ممتازا دينيا ، لكن هذا لا يجعل منه نصا أدبيا ما لم يخضع لضوابط الأدب ومقاييسه التي تجعل منه نصا أدبيا .
                  وإذا لم تكن العقيدة هي التي تجعل من نص ما نصا أدبيا ، فكيف يمكن الحديث عن نقد أدبي إسلامي؟ قد نرفض نصا من وجهة نظر دينية ، لكنه يبقى نصا أدبيا جميلا . قد أرفض نصوص بودلير أخلاقيا واجتماعيا وعقديا ، لكنني لا يمكن أن أرفضها شعريا ، وأقول إنها ليست شعرا . من هنا ن فالنقد الأدبي نقد أدبي وليس نقدا عقديا . وما رَفَضَ نقادنا القدماء ـ وهم في العقيدة والإيمان من هم ـ نصا شعريا وقالوا: إنه ليس شعرا لفحشه ، وما وضعوا مقياس العقيدة في تصنيف النص ضمن الشعر ، فقد تحدثوا عن الوزن والقافية والتخييل ، بل ذهبوا إلى القول: إن أجمل الشعر أكذبه . و أعجبوا بشعر أبي نواس على ما فيه من فحش وفجور واستشهدوا به في كتبهم النقدية .
                  وإذا رأيت أن هناك نقدا أدبيا إسلاميا،قتجاوز مرحلة الدفاع وتحدث عن مفاهيمه الإجرائية وخطواته المنهجية ؟
                  تحياتي الصادقة.

                  التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 17-03-2009, 05:32.
                  [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                  مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                  http://moutaki.jeeran.com/

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    قلتُ ذات يوم

                    إذا

                    من أروع ماتلقاه فى دنياك وتصادفه من الآخرين ،رباطة الجأش والحض على فعل الخير،فهذا هو الإنسان الإنسان .
                    فالإنسان الحق فى أى زمان وأى مكان ،هو الساعى إلى الخير والعمل الصالح.
                    لكن ما يراه المرء من هدم وحروب وحرائق ودمار ،هو من صنع الإنسان .
                    ويلٌ للإنسان من أخيه الإنسان؟!
                    كبلنج ..أحد كبار شعراء الإمبراطورية الإنجليزية ، التى قيل عنها، الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس..لاتساع مستعمراتها فى أنحاء الكرة الأرضية.
                    كبلنج وبقصيدة إذا يأخذ بأيدينا نحو بناء الإنسان الذى نفتقده دوماً وأبداً.
                    قصيدة ممتعة ..أطالعها بين الحين والآخر، مدداً لروحى وتذكرة لعقلى .
                    "إذا "...هل تحيا بيننا ،فى حياتنا ،فى أفئدتنا ،هل نحرص عليها؟؟
                    أسئلة تطوف برأسى ولا مجيب.


                    إذا
                    للشاعر الإنجليزى /رديارد كبلنج

                    إذا استطعت أن تحتفظ برباطة جأشك
                    عندما يفقد الجميع من حولك
                    رباطة جأشهم ويلومونك بسببها ؛
                    إذا استطعت أن تثق بنفسك
                    حينما يشكك فيك كل الذين من حولك،
                    ومع ذلك تراعي شكوكهم أيضا :
                    إذا استطعت الانتظار ولم تمل الانتظار ،
                    أو ، أن تكون ممن يُفترى عليه ، لا تتاجر في الأكاذيب،
                    أو أن تكون ممن يُحقد عليه لا تستسلم للحقد،
                    مع ذلك لا تبدِ طيبة فائقة ، أو تتحدث بحكمة أكثر مما يلزم ؛
                    إذا استطعت أن تحلم - ولم تصبح عبداً لأحلامك ؛
                    إذا استطعت أن تفكر - ولم تجعل الأفكار هدفك ،
                    إذا استطعت أن تقابل النصر و الكارثة
                    وتعاملت مع هذين الدجالين على نفس القدر من المساواة :
                    إذا استطعت احتمال سماع الحقيقة كما نطقتها
                    وقد لويت من قبل الأوغاد لينصبوا فخاخاً للمغفلين،
                    أو أن تشاهد الأشياء التي نذرت نفسك من أجلها ،
                    وقد تكسرت
                    وتخنع لتبنيها بأدوات بالية ؛
                    إذا استطعت أن تصنع كومة واحدة من جميع مكاسبك
                    و تخاطر بها برمية واحدة في لعبة من ألعاب الحظ،
                    وتخسر ، وتبدأ مرة أخرى من حيث بدأت ،
                    و لا تنبس بكلمة بشأن خسارتك:

                    إذا استطعت أن تجبر قلبك و أعصابك و أطنابك
                    من أجل خدمة أغراضك
                    بعد أن يكونوا قد قضوا منذ أمد طويل
                    ولذلك تستمر عندما لا يوجد فيك شيء
                    سوى الإرادة التي تقول لهم : " استمر ! "
                    إذا استطعت أن تتحدث مع جموع الناس و تحتفظ بفضيلتك ،
                    أو أن تصاحب الملوك - ولا تفقد مقدرتك على مصاحبة العامة و التحدث إليهم،
                    إذا لم يستطع الأعداء أو الأصدقاء المحبون أن يؤذوك ،
                    إذا كان لكل الناس أهمية عندك ، غير أن لا أحد منهم كثيراً (1)
                    إذا استطعت أن تملأ دقيقة عدم المغفرة
                    بما يساوي ستين ثانية من جري المسافات
                    الأرض لك و كل ما عليها
                    و- ما هو أكثر - ستكون رجلاً ، يا بني!
                    ترجمة الدكتور /محمدالخزاعى



                    -----------------------------------------------------------------
                    (1) "إذا كان لكل الناس أهمية عندك ، غير أن لا أحد منهم كثيراً"

                    أقول (النويهى): المترجم ترجم البيت ترجمة حرفية، وتناسى روح النص،وترجمته ،من وجهة نظرى ،كالآتى :

                    إذا كان الناس الذين تعاملهم ،لهم أهمية عندك ،لكن ليس جميعهم بنفس القدر من الإهتمام.

                    تعليق

                    • علي المتقي
                      عضو الملتقى
                      • 10-01-2009
                      • 602

                      #11
                      يعجبني رأي حسن الأمراني الذي قال بالقيم الفطرية ، إذا فهمت معنى القيم الفطرية فهما صحيحا ، فالإسلام دين الفطرة ، وكل نص يتحدث عن القيم الإنسانية الأصيلة التي يكتسبها الإنسان بالفطرة والتي كانت قبل الإسلام وزكاها الحديث النبوي جئت لأتمم مكارم الأخلاق ،ولا يمس جوهر الدين أو يتعارض مع مبدإ من مبادئه ،فهو شعر إسلامي أو على الأقل شعر غير مرفوض إسلاميا،حتى ولو لم يتحدث عن موضوع اسلامي أو تناص مع نص إسلامي . وإذا أخذنا بهذا الرأي، فمعظم الشعر العربي شعر إسلامي .
                      من الصعب استساغة الفكرة ، لكن منطق التحليل يقول هذا .
                      و
                      [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                      مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                      http://moutaki.jeeran.com/

                      تعليق

                      • محمد جابري
                        أديب وكاتب
                        • 30-10-2008
                        • 1915

                        #12
                        أخواني الأعزاء علي متقي وعبد الؤوف النويهي حفظكما الله،
                        أبدأ من حيث انتهى أخونا علي متقي، لقد أصبت الفهم كما أصبت الحكم، بل أكثر من ذلك، سيدي، فها هو الأستاذ حسن الأمراني يحكي لنا تجربته الشخصية قال:
                        " لقد خضت تجربة تتمثل في دراسة عدد من النصوص الأدبية في الشعر والسرد، خارج دائرة ما يسمى دائرة " الإسلاميين "؛ وهي تسمية ما فتئت أردد أني لا أرتاح لها كثيرا؛ لأنها تسمية تكاد تشق المجتمع نصفين، بالرغم من أن كثيرا ممن لا يصنفون داخل هذه الدائرة يتحركون من داخل دائرة الإسلام، ولكن في إطار اجتهادهم الخاص، ولا أرضى غير التسمية التي رضيها رب العزة تعالى لعباده حين قال {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت : 33].
                        وقد كان نتيجة تلك أن أخضعت النصوص للدرس والفحص؛ من أجل بحث الملامح الإسلامية فيها، فإذا كثير منها يستجيب استجابة رائعة للغرض الذي رسمته، وقد شجعني على هذه الخطوة اعتقادي الجازم أن كل من ينتمي إلى الإسلام ولو حضريا، كما هوشأن مارون عبود، فضلا عن الانتماء الديني، لا بد أن يصيبه من أثر القرآن الكريم شيء، إذ القرآن الكريم غلاب، " وليغلبن مغالب الغلاب"* كما قال كعب ابن مالك رضي الله عنه.
                        لقد تناولت منذ وقت مبكر، أي منذ ربع قرن من الزمن، عددا من قصص الأدبية الرائدة خناثة بنونة التي جعلت من القضية الفلسطينية مجورا لها، فإذا بها تقدم لنا أدبا رفيها ينطلق في رؤيته للوجود والأشياء والفن من الإسلام في وضوح كاشف كان من اللازم أن تعلن هذه الأديبة الأصيلة أنها تكتب أدبا إسلاميا حتى نسلم بأن أدبها أدب إسلامي؟ أم تلك مهمة النقد؟**."

                        وهذا ما أقوله أيضا لأخينا نويهي عن قصيدة الشاعر البريطاني، وما استحسنتها أخي النويهي إلا لما لم تجدها تخدش معتقدك ولا تخالف تشربات فطرتك.
                        ولا نختلف من اعتماد الأدب الإسلامي فهناك أدب فرنسي لا يرضي بأدب كتب بالفرنسية من قبل كتاب غير فرنسيين، وإنما يسمونه ب" أدب شمال الإفريقيا كتب بالفرنسية " وقس على هذا باقي الأداب العالمية، فكيف نريد سلب الأدب الإسلامي خاصيته؟.

                        أخي علي متقي؛
                        الخلاف بين اعتماد الفطرة، أو السنن الإلهية، هو اختلاف من درجة الثانية؛ إذ كنا سلمنا بالأصل.
                        وكتبت مقدمة جاءت في كتاب لمجرد عرض ملامح وقواعد وضوابط السنن الإلهية؛ إذ هي محاولة لإدراك ترابط الأفعال وجزائها عند ربها.
                        فالسنن الإلهية هي جملة عهود الله ووعوده لكل شيء في هذا الوجود، وبعبارة موجزة هي كلماته التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، وبصفة مختصرة فهي جملة أفعال الله؛ إذ قوله فعل وفعله قول.
                        وحين نلج الأدب وقد تجهزنا بالسنن الإلهية ضوابط للنقد شكلا ومضمونا لأي نص كان من إنتاج أي كان، دون مراعاة من القائل، ولون بشرته، ودين اعتقاده، فضلا عن بلاد انتمائه، (إلا عندما نتجاوز النص لإبراز مكانته الثقافية بين من سبقه ومن لحقه للكشف عن مكانته الإبداعية بين غيره من الثقافات) فالسنن الإلهية تمدنا بتنوع للأساليب شكل الخطاب، وللون القول، وتمدنا جزما بحقائق عليها يمضي الكون في انسجام بديع، وكل من زاغ عن سبيلها كشفت انحراف توجهه، وزيغ سبيله ولو تقمص بحنكته جميل القول وألبسها بحكمته أفضل الألفاظ لتصيدته العهود الربانية وأخرجت ما كتمه من أنفاس مبطنة، وكشفت ما تدثر به من زيف فضلا عن كونها تبدي أساسا بأن كل قول - من عند غير الله - لأخرجت منه اختلافا كثيرا ويبقى للنقد مجالا واسعا ولضوابط السنن الإلهية خاصية الفيصل والفرقان بين الحق والباطل، إن كانت الكتابة إخبارا، أو فضح انحراف المسار أوسداده إن كانت الكتابة إنشاء...ولا اخفي بأن التجربة لقيت استحسانا من بعض رواد الأدب، وأؤكد بأن الأمر لا زال في بدايته ينتظر من يفجر بحبوحته ويطور مسعاه الأصيل عوض السعي في حثي كل أقوال فلاسفة الغرب الأدبية؛ وهذا ما يميزشحصيتنا ويرفع أصالتنا ويتحدى الغرب الذي يتمسك بالسياسة الفن عوض السياسة العلم التي تمكننا من الحبل الرابط لعوامل الصراع السياسي وهي العروة التي لم يستطع الغرب وضع يده عليها، رغم سعة علومه، وتعدد تخصصاته.
                        حفظكما الله ورعاكما وشمل فضله كل عضو و زائر.
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 17-03-2009, 12:53.
                        http://www.mhammed-jabri.net/

                        تعليق

                        • عبدالرؤوف النويهى
                          أديب وكاتب
                          • 12-10-2007
                          • 2218

                          #13
                          [align=justify]الأخان الكريمان ..د.على المتقى ..ومحمد جابرى .

                          أشعر أن الداعين إلى ما يُسمى الأدب الإسلامى ، يحاولون إقصاء الثقافات الأخرى عن العقل الإسلامى.. وأؤكد العقل الإسلامى.. الذى بلغ نضجاً وفكراً ،عبر عصوره المختلفة ،بما لايسمح ،له ،أن ينهار أو يستسلم تحت رحى العقائد الأخرى، أياً كانت .
                          أن أقرأ ثقافات الشعوب الأخرى وأطالعها وأكتب عنها وأستخدم أساطيرها وخرافاتها وحكاياها ..فهذا شىء.
                          وأما أن أتأثر بها عقائدياً ..فهذا شىء آخر.

                          جميعنا ..قرأ أساطير وحكايات لاحصر لها ،فالغصن الذهبى لجميس فريزر ،هذه الموسوعة الضخمة ،فيها من الأساطير وحكايات الشعوب ما يضيق المكان عن حصرها.بل خرافات لافونتين وحكايات أيسوب وتناسخ الكائنات لأوفيد والإوديسا والإلياذة لهوميروس،والإينيادة لفرجيل والمثيولوجيا الإغريقية واليونانية عبر عصورها المختلفة وملحمة جلجامش والفرودس المفقود لميلتون وحكايات كنتربرى لجيفرى تشوسر والشاهنامة للفرودسى ..
                          ملاحم وأقاصيص وحكايات وخرافات لاحصر لها وحكايات وأساطير اليابان والهند والصين..هذه قراءات وثقافات أقرأها للمتعة ولذة القراءة .
                          هذا هو التنوع الثقافى ،هذا الذى نسعى إليه مصداقاً لقول الرسول الكريم "اطلبوا العلم ولو فى الصين." والصين ،آنذاك ،كانت أرضاً مستباحة للأساطير والخرافات،زرادشت وبوذا وكونفشيوس و...و...

                          أزعم أننى أقرأ كل مايقع تحت بصرى من ثقافات وديانات الآخرين ،حتى ولو كانت مخالفة، على طول الخط ،لدينى ..كما سبق القول ..القراءة والثقافة شىء ،وأماخدش المعتقد فهذا شىء آخر ،لأن العقيدة الراسخة ،صعب عليها بل من الأصعب ،سقوطها فى براثن عقائد مخالفة ،بسهولة .

                          زعماء الأدب الإسلامى ..يجتهدون فى فرض الوصاية على عقول المسلمين ،بدعوى الخوف والحرص عليهم ..من كتابات الآخرين أياً كانوا.

                          أخونا الأستاذ/محمد جابرى ..مصطلح الأدب الإسلامى ..هو موضة تسود _الآن _حياتنا .

                          لماذا نخشى الآخرين ؟؟
                          لماذا نهابهم ونتوجس منهم خيفةً ونرتعب فزعا؟
                          لماذا نخشى أن يمروا بثقافاتهم وأفكارهم ،عبر عقولنا ،ألأننا نتمتع بهشاشة الفكر وضحالة الثقافة وميوعة المقاومة
                          ؟![/align]

                          تعليق

                          • علي المتقي
                            عضو الملتقى
                            • 10-01-2009
                            • 602

                            #14
                            الأخوان الكريمان : فرق كبير في التصور و الرؤية بين من يقول بإمكانية وجود أدب ذي رؤيا إسلامية، وبين من يقول بإقصاء كل الآداب إلا هذا الأدب الذي يصدر عن تلك الرؤيا.
                            أنا أقول بإمكانية الصدور عن رؤيا إسلامية كما يمكن الصدور عن رؤى أخرى غير إسلامية . وأجد لذة في قراءة كل الآداب العالمية شرقها وغربها ، والشرط الأساس الذي أشترطه في النص هو أن يكون أدبا جميلا و أن يشدني إليه ، وإذا لم يشدني إليه ، فحتى لو اعترف به العالم أجمع، فإنني لا أنفي عنه الأدبية، ولكنني لا اقرأه .
                            إنني قرأت الأوديسة وأقرأتها أولادي باعتبارها نصا أدبيا رائعا فيها من المتخيل ما يغني تصورهم عن الحضارة اليونانية ومعتقداتها في تلك المرحلة .
                            كما قرأت شعر الحداثة العربية بخلفياتها النظرية ونصوصها الإبداعية ، وما كان لي أن أتخذ منها الموقف الذي اتخذته ودافعت عنه، إلا بعد معرفة عميقة بتفاصيلها .
                            ولم أناقش هذه الحداثة من منظور إسلامي وهي تنطلق في تصورها من خلفيات غير إسلامية ، وإنما من مسلماتها ونتائجها وما حققته على مستوى الإبداع وعلى مستوى الواقع .
                            التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 17-03-2009, 14:55.
                            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                            http://moutaki.jeeran.com/

                            تعليق

                            • علي المتقي
                              عضو الملتقى
                              • 10-01-2009
                              • 602

                              #15
                              الأخ الجابري : أنا لاأفكر وأنا أكتب أدبا أو أقرأ أدبا في الأجر والثواب الإلهي ، ولا يخطر ببالي أبدا شيء من هذا ، أفكر في الجزاء والثواب وأنا أتعبد و أقوم بواجبي المهني وأتعامل مع الناس . أما عندما أكتب ، فأنا أعبر عن إحساس يتملكني ، وعن تجربة عشتها كما هي ، وأرتقي بها إلى مستوى التجربة الشعرية عندما أصوغها وفق شكل أدبي محدد سردا كان أم شعرا أم مسرحا . وينتهي الأمر هنا ، وكم أكون سعيدا عندما يكون ما كتبته ذا طابع إنساني ، فيقرأه كل الناس من مختلف الجنسيات ويجدون فيه شيئا يسعدهم .
                              و بالتأكيد، لا يمكنني حتما ـ حتى ولو لم أفكرـ أن أكتب شيئا يتعارض مع تربيتي التي تلقيتها في مجتمع مسلم وتقليدي . بل إن أدونيس على جرأته وحداثته لم يتمكن ـ وهو راغب في ذلك ـ أن يتجاوز الحدود الذي يسمح بها المجتمع العربي الإسلامي الذي رضع قيمه وتقاليده ،ولا يمكنه حتى ولو أراد أن يكتب كما كتب بودلير أو رامبو.
                              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                              http://moutaki.jeeran.com/

                              تعليق

                              يعمل...
                              X