الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
أحبائي د. علي متقي، والأستاذ عبد الرؤوف النويهي؛
ها نحن في خضم هذه الأمواج الذهبية المتلألئة بين ضفتي الفن والجمال نقترب من بعضنا ونتقارب في مفهومنا.
لم يعد بحمد الله لدى أخينا د. علي متقي من مشكل في وجود أدب ذي رؤية إسلامية، وها هو الهم انصب من كلا الأخوين نحو التفتح على الثقافة العالمية.
ومن باب السنن الإلهية أقول إن الله أذن لنا بصفتنا مسلمين بقراءة كل شيء من زاوية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق : 1]، ومن هذا المنظور فنحن ننفذ أمرا ربانيا فيه أجر وثواب، فما على العبد إلا استحضار النية، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
هذا الموضوع لا خلاف فيه، ورحم الله عباس محمود العقاد وهو يوصينا بالانتفاع مما نقرأ، فليس اللوم لسفن تبحر بعيدا لتجلب لنا فنونا نادرة بعملة صعبة؛ وإنما اللوم على من يرتمي في أحضان الثقافة الغربية ويعانقها روحا وفكرا، قلبا وقالبا، ويقيم ولائم اللوم والشجب على تحرر فلان من ربقة أستاذه الغربي وهو من هو في فنون الأدب... كأن القراءة والاحتكاك بأدباء الغرب أضحت من العلامات المسجلة تطبع وتصبغ الناس بصبغتها.
وقد نقلت لكم قول الأستاذ د. الأمرني " إن الأديب المسلم لا يصح أن يصدر عنه إلا الأدب الإسلامي، فإن تخلف تحقّق ذلك، فمرجعه إلى أحد أمرين، أو إليهما معا :
الأمر الأول: ضعف التصور الإسلامي في وجدان الأديب، حتى لا نقول ضعف الإيمان؛
الأمر الثاني: ضعف الموهبة الأدبية وضمورها.
والأدب الإسلامي المكتمل بشروطه الموضوعية، والفنية لا يتحقق إلا باكتمال ذينيك الشرطين متضامين، متآزرين، متكاملين.
" إن الأدب الإسلامي، في نهاية الأمر ليس غير الاستجابة الأدبية السليمة لنداء الفطرة {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم : 30]".
وتكمن سعادة المرء لدى وجود قارئ متذوق، أو حين يمر ناقد بارع بمسحته الفنية على لوحة مبدع، فتزداد لألئها تلألأ.
وهو القول الذي زكاه أخونا د. متقي لدى استشهاده بعدم تجاوز أدونيس لضوابط مجتمعه، (وإن اعتدى على ....).
والأدب الإسلامي يصدرعن الأديب المسلم سليقة كما تفوح الرياحين عن الزهر، وتصدر الزقزقة عن الطير، وكما لا يصدر الأدب المسيحي إلا عن مسيحي، وإن اعتدت البلوى وخاطبنا مسلمون بمصطلح الخطيئة ودقات الكنائس وهو ما لا يمكن أن يصدر عن مسلم مستنير على أية حال؛ إذ لا تمت هذه الأشياء لمعتقده، ولا نلوم من يصف واقعا ويحكي مجرى ظروف في كنيس.
ونقرا لبعضهم كتابات تستهزئ بكتاب الله أو برسوله، أيمكن أن نصمت صمت شيطان أخرس وهي تقتضي عقاب ربه ونقم عباده. أم نرمي القول بأن هذه كتابات مغفلين أم أدباء غير ناضجين كما وصمت إسرائيل من قتل مسلمين بالمريض النفسي ليقاد للمستشفى ويطلق صراحه ليعاود الكرة؟.
وليس الأمر على ما جاء به ذ. نويهي في قوله: " زعماء الأدب الإسلامى ..يجتهدون فى فرض الوصاية على عقول المسلمين ،بدعوى الخوف والحرص عليهم ..من كتابات الآخرين أياً كانوا ".
وقد نقلت إليكم فقرات غير يسيرة من كتابات د.حسن الأمراني فأي فقرة استعمل فيها صيغ أمر الفقهاء "لا يجوز " أو " يجب " وإنما هي دعوة للإقناع في حوار هادئ مع النفس لتطمئن وتناقش في جو بعيد عن التشنج والتعصب لرأي أوتصور، وما نحن إلا ملتمسي سبيل الحق ضمن ثنايا قناعاتنا.
والمسلمون أصناف شتى ولا أخفي أن من تعامل مع الإخوة السلفيين حتى ولو كان حوارا بسيطا لمس شدة غيرتهم على مبدئهم وتصلب مواقفهم، ظنا منهم أنها الحق المطلق الذي لا يقبل سواء، فجزاؤهم عند ربهم لا شك فيه، لكون ربهم يتطلع إلى قلوبهم وصدقهم مع أنفسهم، وإنما أفسدوا العلائق مع الخلق، وأخذ الناس عليهم تلك النظرة الشزراء...
ومن هنا ألتمس العذر لأخينا النويهي.
فيما يتعلق بتوظيف السنن الإلهية في مجال النقد أطلب من أخينا د.علي متقي أن ينتظر نشر سبيل هذا النقد النظري أولا ثم نماذج عملية ليتبين مدى أهمية السنن في إبراز ما لا يمكن وضع اليد عليه من هفوات إلا من خلالها.
أحبائي الكلام ذي شجون، وأترككم في حفظ الله وعنايته وإلى مداخلة أخرى والسلام عليكم.
أحبائي د. علي متقي، والأستاذ عبد الرؤوف النويهي؛
ها نحن في خضم هذه الأمواج الذهبية المتلألئة بين ضفتي الفن والجمال نقترب من بعضنا ونتقارب في مفهومنا.
لم يعد بحمد الله لدى أخينا د. علي متقي من مشكل في وجود أدب ذي رؤية إسلامية، وها هو الهم انصب من كلا الأخوين نحو التفتح على الثقافة العالمية.
ومن باب السنن الإلهية أقول إن الله أذن لنا بصفتنا مسلمين بقراءة كل شيء من زاوية {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق : 1]، ومن هذا المنظور فنحن ننفذ أمرا ربانيا فيه أجر وثواب، فما على العبد إلا استحضار النية، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
هذا الموضوع لا خلاف فيه، ورحم الله عباس محمود العقاد وهو يوصينا بالانتفاع مما نقرأ، فليس اللوم لسفن تبحر بعيدا لتجلب لنا فنونا نادرة بعملة صعبة؛ وإنما اللوم على من يرتمي في أحضان الثقافة الغربية ويعانقها روحا وفكرا، قلبا وقالبا، ويقيم ولائم اللوم والشجب على تحرر فلان من ربقة أستاذه الغربي وهو من هو في فنون الأدب... كأن القراءة والاحتكاك بأدباء الغرب أضحت من العلامات المسجلة تطبع وتصبغ الناس بصبغتها.
وقد نقلت لكم قول الأستاذ د. الأمرني " إن الأديب المسلم لا يصح أن يصدر عنه إلا الأدب الإسلامي، فإن تخلف تحقّق ذلك، فمرجعه إلى أحد أمرين، أو إليهما معا :
الأمر الأول: ضعف التصور الإسلامي في وجدان الأديب، حتى لا نقول ضعف الإيمان؛
الأمر الثاني: ضعف الموهبة الأدبية وضمورها.
والأدب الإسلامي المكتمل بشروطه الموضوعية، والفنية لا يتحقق إلا باكتمال ذينيك الشرطين متضامين، متآزرين، متكاملين.
" إن الأدب الإسلامي، في نهاية الأمر ليس غير الاستجابة الأدبية السليمة لنداء الفطرة {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم : 30]".
وتكمن سعادة المرء لدى وجود قارئ متذوق، أو حين يمر ناقد بارع بمسحته الفنية على لوحة مبدع، فتزداد لألئها تلألأ.
وهو القول الذي زكاه أخونا د. متقي لدى استشهاده بعدم تجاوز أدونيس لضوابط مجتمعه، (وإن اعتدى على ....).
والأدب الإسلامي يصدرعن الأديب المسلم سليقة كما تفوح الرياحين عن الزهر، وتصدر الزقزقة عن الطير، وكما لا يصدر الأدب المسيحي إلا عن مسيحي، وإن اعتدت البلوى وخاطبنا مسلمون بمصطلح الخطيئة ودقات الكنائس وهو ما لا يمكن أن يصدر عن مسلم مستنير على أية حال؛ إذ لا تمت هذه الأشياء لمعتقده، ولا نلوم من يصف واقعا ويحكي مجرى ظروف في كنيس.
ونقرا لبعضهم كتابات تستهزئ بكتاب الله أو برسوله، أيمكن أن نصمت صمت شيطان أخرس وهي تقتضي عقاب ربه ونقم عباده. أم نرمي القول بأن هذه كتابات مغفلين أم أدباء غير ناضجين كما وصمت إسرائيل من قتل مسلمين بالمريض النفسي ليقاد للمستشفى ويطلق صراحه ليعاود الكرة؟.
وليس الأمر على ما جاء به ذ. نويهي في قوله: " زعماء الأدب الإسلامى ..يجتهدون فى فرض الوصاية على عقول المسلمين ،بدعوى الخوف والحرص عليهم ..من كتابات الآخرين أياً كانوا ".
وقد نقلت إليكم فقرات غير يسيرة من كتابات د.حسن الأمراني فأي فقرة استعمل فيها صيغ أمر الفقهاء "لا يجوز " أو " يجب " وإنما هي دعوة للإقناع في حوار هادئ مع النفس لتطمئن وتناقش في جو بعيد عن التشنج والتعصب لرأي أوتصور، وما نحن إلا ملتمسي سبيل الحق ضمن ثنايا قناعاتنا.
والمسلمون أصناف شتى ولا أخفي أن من تعامل مع الإخوة السلفيين حتى ولو كان حوارا بسيطا لمس شدة غيرتهم على مبدئهم وتصلب مواقفهم، ظنا منهم أنها الحق المطلق الذي لا يقبل سواء، فجزاؤهم عند ربهم لا شك فيه، لكون ربهم يتطلع إلى قلوبهم وصدقهم مع أنفسهم، وإنما أفسدوا العلائق مع الخلق، وأخذ الناس عليهم تلك النظرة الشزراء...
ومن هنا ألتمس العذر لأخينا النويهي.
فيما يتعلق بتوظيف السنن الإلهية في مجال النقد أطلب من أخينا د.علي متقي أن ينتظر نشر سبيل هذا النقد النظري أولا ثم نماذج عملية ليتبين مدى أهمية السنن في إبراز ما لا يمكن وضع اليد عليه من هفوات إلا من خلالها.
أحبائي الكلام ذي شجون، وأترككم في حفظ الله وعنايته وإلى مداخلة أخرى والسلام عليكم.
تعليق