[align=justify]

الجوهرة

تجرى نحو السطح العالي تقبض على أوراقها ، وترسل بصرها تبحث عن النجاة ، ولكنهم يلحقون بها ويحاصرونها ويصوبون فوهات نظراتهم الطامعة وأياديهم المشتهية تجاهها ، تقلب عينيها على محور الهداية فلا تجد غير سور يحكم وإن تعدته تتهاوى إلى الأرض التى تبعد قرابة العشرة طوابق ، يقتربون بثقة كبيرة ، نحو الورق ، ومنهم من عينيه على صدرها المكور الذى يبدوا من قطع القميص الغاضب 0
ترتعد مفاصلها وتثبت قلبها وتقبض على ورقها تحتضنه بصدرها تخفيه فى نهر اليقين وتتقدم تحاول قطع الحصار ، وتجرى نحو السور فيحاصرونها به ، ويحاولون ربط يديها به ، ولكنها تقاوم الربط واليد التى تمتد إلى صدرها بلمس الحالم المشتهى ويقول :
- اعطني المستند الذى تعطر بالحنان واشتهى البوح ولن نسمح له بذلك أبدا 0
- لكنه يحمل الحقيقة التى تكشف فساده وتحميكم من فساده وأمراضه 0
فتضم صدرها تقبض عليه ، فيشدون يديها يحاولون فتحها ليشد أحدهم الأوراق ، فلا تمكنهم ، وينهالون عليها ضربا وركلا تشد الورق نحو بطنها وتربط يديها عليه ومن الإجهاد تجلس القرفصاء تحمى الورق بلصق الساقين فى البطن ، فيضرب احدهم جبينها بقوة يفجر الدم منه فيستقيم أمامه ويناولها الثانى بلطمة فوق الخد المتورد المشبع بحمرة الشفق الغارب نحو ليل القصير 0
فتصرخ من الألم وتلتف تتشبث بالسور، ولكنهم يضربونها به فيشج رأسها ، فتشعر بالدوار وترفض علاجه ، ولكنهم يمسكون بيديها ليتمكنوا من سحب الورق فلا يتمكنون ، ويضربون على يديها ويشدون القميص من فتحته ويأتون به نصفين ويشدون الأوراق 0
يرفعونها ليلقوا بها من السطح ، فتمسك بالسور ، فيضربون على يديها بقوة حتى يقطعوا أوردتها ويفضون مفاصلها ، وهى تقاوم إلى آخر نفس ، فلم يعد أمامها اختيرا ، وتدرك إن الهلاك اقرب لها من أى شيء آخر ، وجسدها يتثاقل مما لا يعد للديدين طاقة لتحمله ، فتلجأ إلى الله ، تتضرع إليه وتنطق بالشهادتين 0
جسدها يغلب يديها ويبكى فراقها ، ويتهاوى نحو الأرض ينعى مصيره المحتوم ، تدخل شاحنة لتفرغ حمولتها فى المتجر الكائن بنفس البناية وهى محملة بالمراتب والأثاث ، فتسقط عليها تتكور سرعان ما ترفعها لأعلى ثم تعود بها على الرحب والسعة0
ما أن تستفيق من هول المفاجأة تتحسس نفسها غير مصدقة نجاتها ، فى وسط ذهول من عاملي الشاحنة والمتجر ، وهم يضربون كف بكف يحمدون الله لها على نجاتها من موت محقق ، فتلمح المطاردون يخرجون من الباب ، فتقفز فوق رؤوسهم وتنبطح بهم ارضا0
وتحاول شد الأوراق فيراها العاملين ويتدخلون لمساعدتها ، ويمكنونها من أوراقها ، فتشرح لهم ما فى الأوراق من مستندات تكشف سر المبيدات المتسرطنة ، فيحيونها ويضمدون جراحها ويوصلونها إلى صحيفتها 0
تمت
وهذ لن يمنعنى من التعليق على نقض النقاد فلى رسالة مطوية سنوضحها بعد النقد ممن ينقد ، وما إشتراكى إلا احترام وتقدير ومساهمة متواضعة للأستاذ محمد إبراهيم ، والأستاذ الفاضل محمود عادل الذى له جهد مشهود فى هذا المضمار وقد راسلته وكتبت له عما يفترض من علم للقصة القصيرة والقصيرة جدا 0
[/align]