جولة شاعرية
إنك حينما تهرب من ضوضاء المدينة إلى سكون الوديان، حيث خرير المياه يطرق باب قلبك ليستدعيك لحفل طبيعي جدا تقيمه الحياة خارج القاعات الرسمية، هناك في الهواء الطلق يترأسه البلبل، وتقيم سيمفونيته زقازيق الطيور، وترقص فيه الفراشات باختلاف أشكالها وألوانها مبتهجة بقدومك عليها، فتعرض أجمل لوحاتها الفنية، وتنشر جناحيها كما تتفتح الأذرع للترحيب، أما الزهور فتبرجت بكل زينتها سواء بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك، في جو ربيعي بديع، ألقت الشمس بخيوطها الذهبية لتدفئ الماء الذي يسعى لضمك لصدره تبركا، أما شلالات المياه المتدفقة بقوة إيقاعها أيقظت كل المخلوقات بالوادي وشاركت تصفيقه في استعراض بطولي. أما الحيتان عرضت رقصاتها وفق أنغام وألحان بحركات منضبطة للتصدية، متسقة تسهم مساهمة فعالة كأنها قوة المشاة البحرية، وتطير فوقها العصافير في شكل أسراب متلاحقة للطائرات العسكرية، أما صفحة الماء أخذت لك صورة تذكارية، وكتب الريح عليها سطورا أعرب فيها عن التاريخ والزمان والمكان...وأخذ المشهد بصرك وانطلقت بصيرتك في مناجاة مع كل أصناف المخلوقات تسمع وتعي من الكل جملة واحدة : سبحان الذي سخر لك ما في السماوات وما في الأرض...وتنشد البصيرة مع الكل أنشودة تسبيح بديع السماوات والأرض وما فيهن. ومن بعيد أرسل الديك صيحة تنذر بوقت الصلاة...
وقبل أن تذوب الشمس ويتحلل ذهبها وتفيض على الأفق لجتها رجع الراعي بالشياه والأغنام اصطفت تقدم الهدايا واحدة تلو الأخرى. وبدأ الليل ينشر جناحه، واصطكت الأرجل ممتنعة عن مغادرة المكان ...لكن ما العمل وقد أسدل الستار على خشبة مسرح الواقع معلنا ختام الحلقة الأولى.
هناك تقبع روحا بلا جسد، يجول طيفك في كل الأرجاء يرقص مع النغمات المترنمة بدقة الأوزان، وخفة الألحان، وسرعة الطيران، تمشي وتجيء، تعانق فراشة، تصافح طيرا، تحيي البلبل في عليائه.
لقد همد الكل وانتهى كل شيء، وتراك كمثل آدم سجدت له الملائكة بأمر ربها، فسبحان من سخر كل شيء في خدمتك وسط هذا المحفل وهذه المشاعر الجياشة بالأحاسيس والنابضة بالحياة والزاخرة بالعواطف والأذواق يتلو لسانك من غير شعور
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:46).
قلوب تختلجها الخواطر، وتتفتق عندها المشاعر، والأحاسيس تدغدغها، والأذواق تتنسمها، وندى الأزهار يسقي القلوب بعبيرها قبل أن ترشفه الشفاه.
إنك حينما تهرب من ضوضاء المدينة إلى سكون الوديان، حيث خرير المياه يطرق باب قلبك ليستدعيك لحفل طبيعي جدا تقيمه الحياة خارج القاعات الرسمية، هناك في الهواء الطلق يترأسه البلبل، وتقيم سيمفونيته زقازيق الطيور، وترقص فيه الفراشات باختلاف أشكالها وألوانها مبتهجة بقدومك عليها، فتعرض أجمل لوحاتها الفنية، وتنشر جناحيها كما تتفتح الأذرع للترحيب، أما الزهور فتبرجت بكل زينتها سواء بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك، في جو ربيعي بديع، ألقت الشمس بخيوطها الذهبية لتدفئ الماء الذي يسعى لضمك لصدره تبركا، أما شلالات المياه المتدفقة بقوة إيقاعها أيقظت كل المخلوقات بالوادي وشاركت تصفيقه في استعراض بطولي. أما الحيتان عرضت رقصاتها وفق أنغام وألحان بحركات منضبطة للتصدية، متسقة تسهم مساهمة فعالة كأنها قوة المشاة البحرية، وتطير فوقها العصافير في شكل أسراب متلاحقة للطائرات العسكرية، أما صفحة الماء أخذت لك صورة تذكارية، وكتب الريح عليها سطورا أعرب فيها عن التاريخ والزمان والمكان...وأخذ المشهد بصرك وانطلقت بصيرتك في مناجاة مع كل أصناف المخلوقات تسمع وتعي من الكل جملة واحدة : سبحان الذي سخر لك ما في السماوات وما في الأرض...وتنشد البصيرة مع الكل أنشودة تسبيح بديع السماوات والأرض وما فيهن. ومن بعيد أرسل الديك صيحة تنذر بوقت الصلاة...
وقبل أن تذوب الشمس ويتحلل ذهبها وتفيض على الأفق لجتها رجع الراعي بالشياه والأغنام اصطفت تقدم الهدايا واحدة تلو الأخرى. وبدأ الليل ينشر جناحه، واصطكت الأرجل ممتنعة عن مغادرة المكان ...لكن ما العمل وقد أسدل الستار على خشبة مسرح الواقع معلنا ختام الحلقة الأولى.
هناك تقبع روحا بلا جسد، يجول طيفك في كل الأرجاء يرقص مع النغمات المترنمة بدقة الأوزان، وخفة الألحان، وسرعة الطيران، تمشي وتجيء، تعانق فراشة، تصافح طيرا، تحيي البلبل في عليائه.
لقد همد الكل وانتهى كل شيء، وتراك كمثل آدم سجدت له الملائكة بأمر ربها، فسبحان من سخر كل شيء في خدمتك وسط هذا المحفل وهذه المشاعر الجياشة بالأحاسيس والنابضة بالحياة والزاخرة بالعواطف والأذواق يتلو لسانك من غير شعور
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} (الحج:46).
قلوب تختلجها الخواطر، وتتفتق عندها المشاعر، والأحاسيس تدغدغها، والأذواق تتنسمها، وندى الأزهار يسقي القلوب بعبيرها قبل أن ترشفه الشفاه.
تعليق