إحدى محطات حياتي
وفى يوما أذكره جيدا
وجدت رائحة الزهور تفوح في كل مكان
وجدت الهدايا توزع هنا وهناك
وجدت أغاني تنشدنا وتذكرنا
ولمن يملكون نفوس قويه
تشعرهم هذه الأغاني بذنب اقترفوه
ولكن رتم الحياة قد طغى على وجدانهم
ولكن عاده ما يعودن إلى ما كانوا فيه
جلست هناك بعيدا وحدي وكما أعتدت أن أجلس
في جميع الأنحاء تجدني تارة أجلس في موضعي الأساسي
وتارة تجدني أجلس في ا لجانب المعاكس
وأحيانا كثيرة تجدني أتجول في كل من حولي
واستخرج الكثير مما قد يكون خفيا
ولا يرى بالعين المجردة
يذكرني هذا الطقس المشمس
العاصف المتقلب ورائحة الجو في أواخر شهر مارس
بأمي الحبيبة
الشيء الوحيد الذي أعتبره هو منبع أي جمال في حياتي والملجأ والملاذ الأمن والحضن الدافئ
الذي يستطيع أن يحتويني في أشد الظروف
وهى لا تعلم ما بى
أذكر أنني قلت لأمي ذات مره وبكل عمق
أنا مع أي قرار يجعلك سعيدة أريد أن أراك دائما سعيدة أحبك من كل قلبي وكياني وذاتي
وكانت فرحه أمي بهذه الكلمات فاقت توقعي
فقد ظلت تردد كلماتي لكل من حولها
أرئيتم غريب قال لي ماذا؟؟؟
وحينها أدركت أن سر سعادة أمي بتلك الكلمات
أنني نظرت لها كإنسانه وليس كأم فقط
وعندها نظرت إلى ما حولي
فوجدت أننا ننسى في خضم حبنا لأمهاتنا
أننا نهوى دور الأم في التفاني والعطاء
وتواجدها لجورانا وقتما نريد
نشكو لها نحدثها نطلب منها
نرمى بكل ما يثقل صدرونا
ويرهق قلوبنا إليها
وننسى أن نتيح لها أن تقول وتشكو وتحلم وتجد من يستمع
نحن نعشق أن نسمو بالأم فنرفعها فوق درجه البشر
ونحرمها أن تعيش نفسها مثلنا
نجعلها تنسى دورها كإنسانه أو نتجاهله
مقنعين أنفسنا بأنه ليس في الدنيا أسمى من دور الأم
دائما ما نحاصر الأمهات
بان الأمومة تضحية وأن الأمومة عطاء بلا حدود
وكأننا نقول للأم الغي نفسك احرقي ذاتك
وأن استطعت أن تتلاشى فافعلي لأنك أصبحت أما
كل هذا الحصار وكل هذه الأنانية
يولد لدى الأمهات شعورا بالذنب والتقصير طول الوقت
إذا ما حاولت إحداهن التفكير في نفسها وراحتها
قابلت كثيرا في حياتي سواء في عملي
أو في شتى مجالات الحياة زوجات شابات
وفى الكثير من الأحيان أفاجئ بشكواهم
وأرى ذلك من خلال تصرفاتهن
وأراقبهن معي في العمل
وهن يجزعن من فكره مد أجازه الوضع
وتحويلها إلى أجازه رعاية طفل تطول لفترة عام أو عامين
ويصلن إلى حد التطرف بالتعجل في العودة للعمل
وأطفالهن في سن الثلاثة أشهر
ليس خوفا من فقدان العمل
بل لخوف أعمق من ذلك ألا وهو خوف من فقدان ذاتهن
ومما يدعو إلى الحيرة والألم
في لحظات قليله نادرة تنفجر الأم
عندما تصل الأمور إلى ذروتها
فتصرخ من الإرهاق والإحباط وتتهم أولادها
كفاكم لا أحد يشعر بى أنا أيضا بشر
وحينها يقف الأبناء صامتين تخرسهم المفاجأة
لم يعتقدوا أن أمهم كائن يحتج ويصرخ
يتبادلون النظرات بينهم في تساؤل
عما ينبغي فعله في هذه اللحظة المأساوية
وهذا الموقف الدرامي غير المتوقع
يحاولون إرضاء الأم وتهدئتها للحظات لتهدأ ثوره الأم
وفى ثوان ينسى الأبناء كل شيء
ويعودون إلى عالمهم مطمئنين أن ورائهم كائن ما
احتماله يفوق احتمال البشر
سيهتم بكل ما يخصهم وكل ما يهمهم
سيتذكرونها مره أخرى ولكن مره كل عام في الأعياد
ربما في عيد ميلادها وإذا نسوا فربما في عيد الأم
لا توهمك الحياة بأنها تستحق التفرغ لها وتنسى أمك الإنسانة
تحيه من أعماق قلبي إلى الإنسانة في كل أم
مع خالص تحياتى
بقلم غريب رحال
الرجل الحر
وفى يوما أذكره جيدا
وجدت رائحة الزهور تفوح في كل مكان
وجدت الهدايا توزع هنا وهناك
وجدت أغاني تنشدنا وتذكرنا
ولمن يملكون نفوس قويه
تشعرهم هذه الأغاني بذنب اقترفوه
ولكن رتم الحياة قد طغى على وجدانهم
ولكن عاده ما يعودن إلى ما كانوا فيه
جلست هناك بعيدا وحدي وكما أعتدت أن أجلس
في جميع الأنحاء تجدني تارة أجلس في موضعي الأساسي
وتارة تجدني أجلس في ا لجانب المعاكس
وأحيانا كثيرة تجدني أتجول في كل من حولي
واستخرج الكثير مما قد يكون خفيا
ولا يرى بالعين المجردة
يذكرني هذا الطقس المشمس
العاصف المتقلب ورائحة الجو في أواخر شهر مارس
بأمي الحبيبة
الشيء الوحيد الذي أعتبره هو منبع أي جمال في حياتي والملجأ والملاذ الأمن والحضن الدافئ
الذي يستطيع أن يحتويني في أشد الظروف
وهى لا تعلم ما بى
أذكر أنني قلت لأمي ذات مره وبكل عمق
أنا مع أي قرار يجعلك سعيدة أريد أن أراك دائما سعيدة أحبك من كل قلبي وكياني وذاتي
وكانت فرحه أمي بهذه الكلمات فاقت توقعي
فقد ظلت تردد كلماتي لكل من حولها
أرئيتم غريب قال لي ماذا؟؟؟
وحينها أدركت أن سر سعادة أمي بتلك الكلمات
أنني نظرت لها كإنسانه وليس كأم فقط
وعندها نظرت إلى ما حولي
فوجدت أننا ننسى في خضم حبنا لأمهاتنا
أننا نهوى دور الأم في التفاني والعطاء
وتواجدها لجورانا وقتما نريد
نشكو لها نحدثها نطلب منها
نرمى بكل ما يثقل صدرونا
ويرهق قلوبنا إليها
وننسى أن نتيح لها أن تقول وتشكو وتحلم وتجد من يستمع
نحن نعشق أن نسمو بالأم فنرفعها فوق درجه البشر
ونحرمها أن تعيش نفسها مثلنا
نجعلها تنسى دورها كإنسانه أو نتجاهله
مقنعين أنفسنا بأنه ليس في الدنيا أسمى من دور الأم
دائما ما نحاصر الأمهات
بان الأمومة تضحية وأن الأمومة عطاء بلا حدود
وكأننا نقول للأم الغي نفسك احرقي ذاتك
وأن استطعت أن تتلاشى فافعلي لأنك أصبحت أما
كل هذا الحصار وكل هذه الأنانية
يولد لدى الأمهات شعورا بالذنب والتقصير طول الوقت
إذا ما حاولت إحداهن التفكير في نفسها وراحتها
قابلت كثيرا في حياتي سواء في عملي
أو في شتى مجالات الحياة زوجات شابات
وفى الكثير من الأحيان أفاجئ بشكواهم
وأرى ذلك من خلال تصرفاتهن
وأراقبهن معي في العمل
وهن يجزعن من فكره مد أجازه الوضع
وتحويلها إلى أجازه رعاية طفل تطول لفترة عام أو عامين
ويصلن إلى حد التطرف بالتعجل في العودة للعمل
وأطفالهن في سن الثلاثة أشهر
ليس خوفا من فقدان العمل
بل لخوف أعمق من ذلك ألا وهو خوف من فقدان ذاتهن
ومما يدعو إلى الحيرة والألم
في لحظات قليله نادرة تنفجر الأم
عندما تصل الأمور إلى ذروتها
فتصرخ من الإرهاق والإحباط وتتهم أولادها
كفاكم لا أحد يشعر بى أنا أيضا بشر
وحينها يقف الأبناء صامتين تخرسهم المفاجأة
لم يعتقدوا أن أمهم كائن يحتج ويصرخ
يتبادلون النظرات بينهم في تساؤل
عما ينبغي فعله في هذه اللحظة المأساوية
وهذا الموقف الدرامي غير المتوقع
يحاولون إرضاء الأم وتهدئتها للحظات لتهدأ ثوره الأم
وفى ثوان ينسى الأبناء كل شيء
ويعودون إلى عالمهم مطمئنين أن ورائهم كائن ما
احتماله يفوق احتمال البشر
سيهتم بكل ما يخصهم وكل ما يهمهم
سيتذكرونها مره أخرى ولكن مره كل عام في الأعياد
ربما في عيد ميلادها وإذا نسوا فربما في عيد الأم
لا توهمك الحياة بأنها تستحق التفرغ لها وتنسى أمك الإنسانة
تحيه من أعماق قلبي إلى الإنسانة في كل أم
مع خالص تحياتى
بقلم غريب رحال
الرجل الحر
تعليق