رسالة إلى أبي الطيب المتنبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • علي المتقي
    عضو الملتقى
    • 10-01-2009
    • 602

    رسالة إلى أبي الطيب المتنبي









    وطنٌ مُلتهبُ القلبِ

    وأهلُهُ ....تُرْبٌ

    في أكياسِ تِبرِ.

    ذُو الجهالةِ

    يَغْرَقُ في الجهلِ

    وأنَا أَنوءُ بصخرةِالعقلِ،

    ألوكُ آيتِي

    في الصبحِ وفي العصرِ،

    (إنَّ الوطنَ لفي خُسر).


    لُقِّحْتُ ضِدَّالثأرِ ،

    أُشْهِدْتُ مصرعَ النَّهرِ،

    وقرصنَةَ الفَجْرِ.

    أفراسٌ يركبُها القُرصانْ

    خناجرُ تطعنُ في الظَّهرِ.

    أُسْدٌ علينا

    في

    زمَنِ السِّلْمِ

    وفي

    زَمنِ الحربِ …

    تدفَنُ بيضَ المخالبِ

    ترفَع سودَ المصاحفِ

    طلَبًا للسلْمِ والعدلِ

    لاَ

    لعِفَّةٍ

    بلْ

    لِعلَّةٍ

    فِي الصَّدرِ.

    يا صَاحِبَ الليْلِ والخَيلِ

    زَائِرَتِي الشقراءْ

    لم تعدْ تقنعُ بالليلِ،

    تَزورُني في عِزِّ الظُّهر

    تقتاتُ من

    لحمي وتوصيني بالصَّبْر.

    شرَفي أضعتُه

    بين السِّلمِ والصَّبرِ

    فلماذا أريقُ الدَّمَ

    على الجوانبِ كلَّ فجرِ؟

    سألتُ أولِي

    العمائمِ و العلمِ

    عنِ الفَرقِ

    بينَ الدوائرِ الزُّرقِ


    والحُمرِ

    قيلَ لِي :

    القولُ ما قالَهُ أولُو الأمْرِ.

    سَألتُ

    بَنِي العُمُومَةِ

    عنِ الأَمْر، قالوا

    " اليومَ خمْرٌ........... وغدًا ...........أمرُ"

    اشْرَبْ ......... حتَّى ........يَتبيَّنَ

    الخَيْطُ الأَبيضُ

    من الفجر

    وَغدًا............ نُفكِّرُ و نُفكِّرُ و نُفكِّرُ .....عَلَى مَهْلٍ

    فِي الأَمْرِ.

    شَرِبْتُ مِنْ كؤوسِهِمْ

    فَنَسيتُ رُكوبَ الخَيلِ

    انتظَرْتُ الفَجْرَ

    طَويلاً

    فصِرتُ كَما أنَا

    بِلا فجْرٍ ولاَ أمْرِ.



    .
    التعديل الأخير تم بواسطة علي المتقي; الساعة 05-11-2012, 05:38.
    [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
    مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
    http://moutaki.jeeran.com/
  • نجلاء الرسول
    أديب وكاتب
    • 27-02-2009
    • 7272

    #2
    [align=center]ما أروع حرفك أستاذي القدير
    علي المتقي

    دوما تتحفنا بنبض موجع
    يأسر أخيلتنا في علامة
    استفهام كبيرة ؟

    تقديري لك ولحرفك الرائع الراقي [/align]
    نجلاء ... ومن بعدها الطوفان


    مستوحشاً مثل رقيم تقرأه الخرائب
    أوزع البحر على السفن .. أوزع انشطاري

    على الجهات التي عضها الملح
    لم أكن في ذاك الرنين الذي يبزغ منه دم الهالكين
    وكنت سجين المكان الذي لست فيه ..

    شكري بوترعة

    [youtube]6CdboqRIhdc[/youtube]
    بصوت المبدعة سليمى السرايري

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      السلام عليكم

      الشاعر القدير علي .

      تحية لك وتقدير.

      عندما نشاهد فقدان الوطن وتشتته سنترحم على ماضي الأمة

      وسنستذكر أمجاد الأمة عندما كان الوطن واحد كما الدين واحد

      أستاذ علي هذا النص وكأنه ثورة ضد الهزيمة وضد الروح المتخاذلة التي أصابتنا جميعاً

      والسبب يرجع بطبيعة الحال إلى أولو الأمر

      أستاذ علي ..

      أراك تبعث برسالة إلى أبي الطيب

      والسؤال هنا لماذا هو بالذات دون غيره

      هل لعلة في الأمر أم مجرد عنوان

      قولك هذا الماثل أمامي يُذكرني بما طالعته عن التاريخ العربي وكيف رُفعت

      المصاحف فقد كان كما قال الإمام علي بن أبي طالب

      في رفع تلك المصاحف

      كلمة حق يُراد بها باطل

      فهل التاريخ يعيد نفسه

      تدفَنُ

      بيضَ المخالبِ

      ترفَع

      سودَ المصاحفِ

      طلَبًا

      للسلْمِ والعدلِ

      لاَ

      لعِفَّةٍ

      بلْ

      لِعلَّةٍ

      فِي الصَّدرِ.


      على فكرة الجزء المتعلق برجالات الدين وكيف يُسخر رجال الدين لخدمة السلطان أثار إعجابي ودهشتي على قوة

      المفردة وحُسن الخطابة وقوة الأداء لديك

      جميلٌ أنت كعادتك أستاذي

      وللتثبيت تقديراً للجمال
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      • علي المتقي
        عضو الملتقى
        • 10-01-2009
        • 602

        #4
        الأستاذة الجليلة نجلاء : حضورك الدائم والمتواصل على صفحات النصوص المنشورة يزيد الملتقى إشراقا وبهاء ، لك كل التقدير والاحترام .
        [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
        مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
        http://moutaki.jeeran.com/

        تعليق

        • علي المتقي
          عضو الملتقى
          • 10-01-2009
          • 602

          #5
          الأستاذ الجليل علي جاسم : لقد حاورت كوكبة من شعراء العربية في رسائلي المنشورة على التوالي في هذا الملتقى ، و الجامع بينهم أنهم جميعا تتلمذت على نصوصهم في مرحلتي الدراسية ، وشكلوا هويتي القومية والدينية . ولعمق الهوة بين ما لُقِّنْتُهُ وبين ما أعيشه ، أحسست بأن هناك شيئا غير طبيعي في التاريخ العربي ، فكانت هذه المحاورات مع عمرو بن كلثوم وامرئ القيس وأبي تمام والشنفرى وأبي الطيب المتنبي وأبي فراس الحمداني وأبي العلاء المعري وأدونيس وأحمد المجاطي وعبلة المغربية وسندباد البحري ومحمد الأمين .
          وكل واحد من هؤلاء كان له تصوره ورؤياه للأمة العربية ، وحاورته في هذه الرؤيا بمعجمه ولغته وأسلوبه .
          ولا يخفى أن المتنبي شاعر قومي عاش مأساة العروبة كما نعيشها اليوم ، وأحس بهول المفارقة بين ما تعيشه الأمة وبين ما تطمح إليه ، فكانت هذه المحاورة بيني وبينه ، وكانت نصوصه وقضاياه بؤرة النص .
          [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
          مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
          http://moutaki.jeeran.com/

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            لا خضوع لظالم، ولا طاعة لمخلوق في عصيان الخالق

            أخي الجليل علي متقي، حفظك الله؛
            جل قول لراية الحق رفع، وويل لعالم بباب الذل قبع، فضلّ وأضلّ ولباب الظلم خضع، غفل قوله تعالى {لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } [البقرة : 150].فها أنت ترى بأن الله عهد لمن لا يخشى ظالما بتمام النعمة عليه، فأي فضل ذاك، وأي تكريم للقائمين لله شهادة على النفس والوالدين والأقربين فضلا عن غيرهم.
            كذب والله وافترى فرية عظيمة من حاول إخضاع الناس لسلطان الجور وكان الله له هو وأمثاله يوم القيامة {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} [الأنعام : 21]
            وفي قوله تعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }[النساء : 59] هكذا توضح الآية بأنه عند التنازع فلا مفر من تحكيم كتاب الله وسنة نبيه؛ ولا مجال لخضوع مطلق.
            أخي الكريم لا أخفيك بأن الفقه الموروث لم يعتمد من كتاب الله إلا خمسمائة آية، وظلت ما يناهز 5700 معطلة التنفيذ، وهو ما يجعلنا في حاجة لمراجعته بالكلية، وضل تمجيد الفقه بمدارسه من قبل الحكام تارة، ومن قبل العلماء تارة أخرى، وفقه هذا شأنه مآل من اتبعه خزي في الحياة الدنيا وفي الآخرة لقوله تعالى {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة : 85] وتبقى السنن الإلهية سدا منيعا في وجه المغرضين.
            ومن جملة الأهداف التي جاء لأجلها القرآن تعليم الناس سنن الله في كونه وقرآنه {يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ }[النساء : 26].
            هدانا الله وإياكم سواء السبيل
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 24-03-2009, 08:37.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • عبدالرؤوف النويهى
              أديب وكاتب
              • 12-10-2007
              • 2218

              #7
              فى حضرة الدكتور /على المتقى

              قلتُ..ذات يوم


              (1)


              أنا والمتنبى





              [align=justify]كان المتنبى الشغل الشاغل لرجالات عصره ،بل يُحكى أنه وبظهور المتنبى أطفأ مواهب خمسين شاعرا ،وتحكى كتب التاريخ عن الموتة الغادرة التى مُنى بها المتنبى ،إذ تروى الوقائع أن المتنبى وقد شخص إلى شيراز حيث عضد الدولة بن بويه ،وفى هذا البلاط توثقت صلات الأدب بينه وبين أبى على الفارسى وابن جنى ،وأغدق عليه عضد الدولة إنعاما وتكريما ،لكن المتنبى القلوق بطبعه (على قلق كأن الريح تحتى ) استأذن فى العودة إلى بغداد ،وفى طريقه لقيه فاتك ابن أبى جهل الذى ينقم على المتنبى لهجائه ابن أخته ضبه ،وتقاتلا ومات أبو الطيب مثخنا بجراحه،لكنى أزعم أن ما حدث هو تصفية جسدية بالتعبير المعاصر لمن يثير القلاقل والفتن ويطلب العز من ملوك أرانب !!!،فالسياسةالملعونة والمكائد المرذولة والغيرة القاتلة ،من أوثق الأسباب للتخلص من المتنبى الذى ملأ الدنيا وشغل الناس ،ولايثبت فى يقينى أن هجائه لضبه ،كان الذريعة لقتله ،وإلا مابقى شاعر على قيد الحياة لمجرد هجائه لبعض الناس!!!!![/align]


              [align=center](2)
              مع المتنبى فى نهاية حياته [/align]

              [align=justify]من الصعب القطع بموت المتنبى سياسيا ولكنه زعم أطرحه إذ أن حياة المتنبى كانت قلقة ولم يستقر على حال بل كان مغرورا مسرفا فى غروره حتى على الملوك الذين يمتدحهم ،وكثر أعداؤه ممن يتعالى عليهم ولا يعيرهم اهتماما وإذا كان هجاء الشاعر لبعض الناس لايستوجب القتل ،فهو زعم منى ،وما أكثر هجاء أبى نواس ،ولم يُقتل أو حتى يُهدر دمه ،

              بمطالعة (مع المتنبى) للدكتور طه حسين ،الطبعة الثالثة عشر / دار المعارف المصرية1986م
              ولا أجد تأكيداً لتساؤلاتى ومزاعمى إلا هذه السطور :

              (.....هذا التطور الأخير الذى طرأ على حياةالمتنبى ،فانحرف بها عن طريقها ، وقلبها رأسا على عقب ،إن كان للحياة رأس وعقب .فقد رأينا الشاعر بعد محنته فى شبابه يدفع شيئا فشيئا إلى طريق الشعراء من قبله ، يتهاون شيئا فشيئا فى الاحتفاظ بما كان له من مذهب ورأى . رأيناه يُفرط فى القرمطية ، وإن احتفظ بشىء من الحنين إليها 0ثم رأيناه يمدح غير العرب حين تدعوه الضرورة إلى ذلك0ثم رأيناه يتكلف الشعوبية فى مدح الروزبارى بدمشق .ثم رأيناه يعود إلى عربيته حين يتصل بالحمدانيين .ثم رأيناه بعد ذلك يُعرض عن هذه العربية ، وينقطع إلى عبد زنجى أو نوبى فى الفسطاط فيمدحه ما امتدت له أسباب الطمع فيه 0ثم رأيناه يسترد عربيته ويعود إلى العراق وقد آثر الحيدة والهدوء0ثم رأيناه آخر الأمر يغلب على قرمطيته وعلى عربيته ،فإذا هو يهجو القرامطة ويهجوهم بالسيف والرمح من جهة ،وإذا يمدح دلًير ،ويؤثر ابن العميد وعضد الدولة على صديقه الحمدانى القديم من جهة أخرى .هو يعود الآن إلى العراق ،وقد ضحى فى سبيل المال والمجد الشخصى بالقرمطية والعربية معا تحت أقدام البويهيين )ص374،373

              (أكان فاتك ثائرا لابن أخته ولعرضه فحسب ،أم كان ثائرا لعرضه وشىء آخر ؟ أما القدماء فلم يترددوا فى قبول الأمر ....فهم يرون ،ويرى معهم المحدثون ،أن المتنبى ذهب ضحية للسانه،وتلقى الموت ثمنا لهذه القصيدة البائية التى هجا بها ضبة فى الكوفة على كره منه فيما يقولون ،وقد يكون هذا حقا ؛ فهو ملائم للمألوف من عادات الأعراب .ولكنى أحس من نفسى ترددا فى قبوله ،وأراها تنبو عنه ولاتطمئن إليه ....
              وهذا الخاطر يلقى فى نفسى أن المتنبى لم يذهب ضحية لهذه القصيدة ،ولاضحية لجشع الأعراب فيما كان يسوقه من متاع ومال ،وإنما أدى بموته ،إلى القرامطة من جهة ولى العرب من جهة أخرى ،ثمن هذه الخيانة التى اقترفها فى الكوفة ،وسجلها فى نفسه فى شيراز وعاد وفى نفسه أن يمعن فيها ويباهى بها،ويملأ بها الأرض إذا انتهى إلى بغداد......

              والشىء الذى لاينبئنا به الرواة هو مصير أصحاب المتنبى الذين رافقوه إلى أرجان،ثم إلى شيراز ،فقد كان مع جماعة من البغداديين ،منهم ابن جنى .

              فأين تفرق عنه هؤلاء الناس؟؟!!!!
              ص376،375[/align]

              تعليق

              • عبدالرؤوف النويهى
                أديب وكاتب
                • 12-10-2007
                • 2218

                #8
                فى حضرة الدكتور /على المتقى

                (3)

                لماذا المتنبى؟؟[align=justify]لم يكتف الشاعر المبدع الدكتور على المتقى ..أن يكتب عن الحاضرالمسحوق تحت أقدام عسكر ودبابات وصواريخ المستعمرين الجدد ،وما شابه من قصور ،وما نالته الشعوب العربية من هزائم متتالية عبر عصور وعصور .
                لم يكتف بما نراه ونشاهده كل يوم ،بل كل ساعة ..من ذبح وقتل وتدمير وحصار وتركيع .
                لم يكتف بما نعانيه من خيبة أمل وسواد حاضر وغموض مستقبل.
                لم يكتف ..بكل هذا ،فأتى إلينا بحقبة تاريخية مريرة .وتقطيع وتمزيق لشمل دولة كبيرة ،وتقسيمها إلى دويلات وإمارات وصراع وأحقاد .
                كان المتنبى صاحب المجد التليد ،والشعر الخالد ..هذا الذى قال فى ثنايا قصائد مدحه ..مالا يستطيع_ آنذاك _شاعر من الشعراء أن يقوله.
                حاول أن يثير الهمم ويشد من أزر العربى.. غريب الوجه واللسان.
                كانت قصائده ..تحكى تاريخاً وتصنع مجداً ..ومن بين الكلمات .. ترى مالا يراه الآخرون.[/align]

                [align=justify]لماذا المتنبى؟؟
                هو قناع واستدعاء لشخصية تاريخية عاشت وساحت فى بلدان العروبة ،ورأت وشاهدت وكتبت.
                هو قناع.. يرتديه شاعرنا المتقى ،كى يعزف على أوتار قصائده ،وما يراه المتنبى المعاصر .. من سقوط ومهانة .[/align]

                تعليق

                • عبدالرؤوف النويهى
                  أديب وكاتب
                  • 12-10-2007
                  • 2218

                  #9
                  فى حضرة الدكتور /على المتقى

                  [align=center](4)
                  من أوراق المتنبى[/align]


                  (أ)

                  [align=justify]تذكرت رواية فارقة للروائى المصرى /محمد جبريل ،هذا المستدعى للمتنبى ..من أعماق الماضى .
                  ربما ماكتبه الدكتور المتقى ،هو حسراتُ تتمزق من أجلها القلوب .
                  فهذا الوطن الملتهب القلب ،أهلوه أتربة فى أكياس من ذهب.
                  فلم يكن المتنبى ..سوى صرخة ،فى سديم ليلٍ ..طال.



                  "وطنٌ مُلتهبُ القلبِ

                  وأهلُهُ ....تُرْبٌ

                  في أكياسِ تِبرِ.

                  ذُو الجهالةِ

                  يَغْرَقُ في الجهلِ

                  وأنَا أَنوءُ بصخرةِالعقلِ،

                  ألوكُ آيتِي

                  في الصبحِ وفي العصرِ،

                  (إنَّ الوطنَ لفي خُسر)."


                  لكن رواية محمد جبريل ،تنهج منهجا سردياً.. فهى الرواية الثالثة له،بعد رواية الأسوار ،ورواية إمام آخر الزمان .
                  كتبت هذه الرواية كما أورى مؤلفها سنة 1986 ونُشرت عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ،فى سلسلة الرواية العربية سنة 1988م،بلغ عدد صفحاتها 154صفحة ،وتبدأ وقائع الرواية من صفحة 11وتبدأ كالآتى :

                  الأوراق من 6إلى 8: (1)

                  مصر ..

                  وصلت إليها فى مطلع الصباح 0الشوارع تتثاءب،وغلالة رمادية تلف الناس واشياء ،والمشربيات لا تبين عما وراءها.

                  قطعت- واتباعى –الطريق دفعة واحدة ،من الرملة إلى بلبيس (2)فالفسطاط(3).دخلت من باب هائل الارتفاع (علمت فيما بعد أن اسمه باب الصفا ،منه تخرج العساكر ،وتعبر الجنود).
                  --------------------
                  (1)لاحظنا أن المتنبى لم يشر إلى تاريخ كل حادثة بتوقيتها ،ربما لأن كتابة المذكرات والسير الذاتية –بصورتها الحالية –لم تكن معروفةآنذاك،وقد فصلنا – بديلا لذلك- أن نشير إلى الوراق بارقامها المسلسلة .
                  وبداية الأوراق من الصفحة السادسة ،بما يعنى أن المتنبى كتب تمهيداً ، أو مقدمة،استغنى عنها فيما بعد ،أو أنهافقدت مع أوراق أخرى ،سيأتى ذكرها فى حينه.

                  (2) بلبيس:هى مدينة بلبيس الحالية ،كان بينها وبين فسطاط مصر عشرة فراسخ.وقد ذكرها المتنبى ،فقال :
                  جزى عربا أمست ببلبيس ربها ** بـمـسعاتها تقر بذاك عيونها
                  كراكر من قيس عيلان ساهرا ** جـنون ظباها للعلى وجنونها
                  (3)الفسطاط :هى أول مدينة بناها العرب فى مصر ،وقد بناها
                  عمرو بن العاص(21هجرية) وكان موقعها بين القاهرة
                  ومصر العتيقة0
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    فى حضرة الدكتور /على المتقى

                    (ب)

                    [align=justify]حاول محمد جبريل أن يوهم القارىء بما سيقدمه من أوراق المتنبى ،فأخذ يتحدث عن حكاية هذه الأوراق.
                    فالحكاية كلها من أولها لأخرها عن وجود أبى الطيب المتنبى فى مصر ، بل أزعم أن الأوراق تحكى عن واقع مصر خلال السنوات التى سبقت كتابة هذه الرواية ،فما من عمل إبداعى إلا وله خلفية سياسية تحيط بالوطن وظروف مجتمعه وما تموج فيه من صراعات.
                    ومن ثم فإن هذه المقدمة التى أطلق عليها محمد جبريل

                    (حكاية هذه الأوراق)

                    تباينت الروايات؛فى أى الأماكن ترك أبو الطيب المتنبى (1)هذه الأوراق،ومن الذى عثر عليها للمرة الأولى .قال البعض أن الأوراق عثر عليها ضمن متعلقات أبى الطيب ،فى الموضع نفسه الذى شهد معركته الأخيرة ،ومصرعه.ورواية ثانية ،أنها كانت ضمن ما حمله أحد اللصوص من متاع المتنبى ،أودعها بيته القريب من بغداد ولحقته الوفاة دون أن يدرك قيمتها .ففطن الأحفاد لخطورة ما تحويه ،فاذاعوه. ورواية ثالثة ،أن أحد المارة وجد حقيبة صغيرة فى الموضع نفسه الذى صرع فيه المتنبى ،فحملها إلى بغداد ،وفحصتها الأعين الخبيرة فأعطت المقابل الذى به استحوذت عليها ،وظلت فى موضعها من مكتبة خاصة ،حتى قيض الله لها كاتب هذه السطور ،فأخرجها إلى النور.

                    أما السؤال الذى طرح نفسه، قبل أن أعد هذه الأوراق للنشر ،وبعد إعدادها كذلك،فهو :هل كتب أبو الطيب ما كتب فى صورة مؤلف ،يروى أحداث رحلته فى مصر ،أم أن أوراقه مجرد ملاحظات أقرب إلى المذكرات اليومية التى يكتبها بعض المشتغلين بالحياة السياسية والفكرية فى حياتنا المعاصرة.
                    أيا كان الجواب ،فإن هذه الأوراق التى كتبها أبو الطيب المتنبى إبان إقامته فى مصر ، وبعدها ، إلى مصرعه، كان ينبغى أن تحقق ، وتنشر ، بحيث يتاح للأجيال الحالية أن تتعرف إلى جوانب لم يسبق كشفها فى حياة المتنبى .
                    وقد حرصت فى تحقيق الأوراق –وأعتذر لضياع بعضها ، وطمس كلمات، أو حروف ، بعضها الآخر – أن أسود ماكتبه بو الطيب فى زمانه ،لا أغير كلمة ولاحرفا ،ولا أحذف أو أضيف إنما أشرح ما يطلب الشرح ،وأسلط الضوء على الأعلام والأماكن والأحداث بما يعين على فهم الأوراق ،واكتناه بواعثها ودلالتها 0
                    وأملى أن هذه الأوراق اهتماما ،يساوى قيمتها التاريخية والأدبية ،وما بذل فيها من جهد كى ترى النور .
                    والله ولى التوفيق،،
                    محمد جبريل - مصر الجديدة1986م
                    [/align]
                    (1)
                    ________________
                    [align=justify]هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الجعفى .ولد بالكوفة سنة ثلاث وثلاثمائة هجرية.نشأ بالشام ،وأقام بالبادية ،وفيها تعلم اللغة والشعر .وقد تفهم-فى نشأته-تعاليم القرامطة ،ومارس طقوس الشيعة .تؤكد غالبية الروايات أن المتنبى عربى الأبوين ،وأن أباه كان سقاء فى الكوفة ،وإن ذهبت اجتهادات إلى أن غموض طفولة المتبى ،دفع الحاقدين عليه للإدعاء بأن أباه كان سقاء ، وأنه انتقل به من الكوفة إلى الشام .ولما سئل المتنبى عن نسبه،لماذا يكتمه?أجاب:إنى أنزل دائما على قبائل العرب ،وأحب ألا يعرفونى ،خيفة أن يكون لهم فى قومى ثرة (ثأر) .
                    [/align]

                    تعليق

                    • عبدالرؤوف النويهى
                      أديب وكاتب
                      • 12-10-2007
                      • 2218

                      #11
                      فى حضرة الدكتور /على المتقى

                      (ج)

                      [align=justify]لم يكن أحد في استقبالي، وإن كنت أعرف مقصدي. سألت عن قصر الأستاذ أبي المسك كافور(4)، فأبدى الناس عجبهم، وإن أشاروا بعبور شوارع وأخطاط (5)وأبواب كي أصل إلى القصر المنشود.

                      حرصت على ركوب الحصان. حرصت على الأمر نفسه لأتباعي : ولدي محسد، وتابعي مسعود، وقلة من الخدم والعبيد، حتى لا نبدو في الأعين كالآلاف من السابلة العامة ذوي المهن الحقيرة.

                      أمرت، فأحسن الخدم اختيار جوادي وطهمته وكسوته، فبدا مليحا يسر الناظرين. مشاعر الاعتزاز تمور في داخلي للنظرات المتطلعة المشوبة بالإعجاب. تتقلص يداي على المقود، وأطمئن إلى الأتباع والأمتعة في جياد أخرى خلفي. لا يعرفون أبا الطيب وإن حسدوا عظمة هذا الوافد، تبين نظراته المتطلعة عن غربته.
                      *****

                      كأنما العرب خلقوا للأحقاد: سيف الدولة(6) يهبني لكافور بسوء تدبيره وقلة تمييزه.(7) خلفت في الشام أبا فراس(8) وأبا الحسين الناشئ(9) وأبا القاسم الزاهي (10)وأبا العباس النامي (11)وغيرهم عشرات ،بذلوا المداهنة والملق، والقصائد التي تخفض ولا ترفع. أحكموا المكائد والمؤامرات، فبات سيف الدولة غضبا خالصا. قررت أن أترك لهم الجمل بما حمل، فأهجر الشام إلى بلاد أخرى غيرها من بلاد العرب.

                      ناقشت أصحابي : أي بلاد نتجه إليها ? اختاروا العراق. واخترت مصر .لم يكن اختيارى وليد اللحظة ولامصادفة .أسرفت –فى قصائدى – فى النيل من معز الدولة ،والنيل من الخليفة نفسه.أهملت الحيطة والحذر ،فرميت ناس العراق بالجبن والخوف وغلبة الشهوات.باتت الطريق إلى بغداد- من يومها- غير ممهدة امأمونة.زاد رسل الفسطاط0تعددت زياراتهم إلى حلب ضمنوا حماية الإخشيدى ،ولوحوا بالأمل الذى كنت أتوق....(12)

                      [/align]

                      ____

                      [align=justify](4) يقول صاحب الصبح المنبى عن حيثية المتنبى ص110-111 (وكافور هذا عبد أسود خصي مثقوب الشفة السفلى بطين قبيح القدمين ثقيل البدن لا فرق بينه وبين الأمة، وقد سئل عنه بعض بني هلال فقال رأيت أمة سوداء تأمر وتنهي، وكان هذا الأسود لقوم من أهل مصر يعرفون ببني عياش يستخدمونه في مصالح السوق، وكان ابن عياش يربط في رأسه حبلا إذا أراد النوم فإذا أراد منه حاجة جذبه بالحبل لأنه لم يكن ينتبه بالصياح، وكان غلمان ابن طغج يصفعونه في الأسواق كلما رأوه فيضحك فقالوا هذا الأسود خفيف الروح، وكلموا صاحبه في بيعه فوهبه لهم، فأقاموه على وظيفة الخدمة، ومات سيده أبو بكر بن طغج وولده صغير، وتقيد الأسود بخدمته وأخذته البيعة لولد سيده، وتفرد الأسود بخدمته وخدمة والدته، فقرب من شاء وبعد من شاء فنظر الناس إليه من صغر هممهم، وخسة أنفسهم، فسابقوا إلى التقرب إليه، وسعى بعضهم ببعض حتى صار الرجل لا يأمن أهل داره على أسراره، وصار كل عبد بمصر يرى أنه خير من سيده، ثم ملك الأمر على ابن سيده وأمر ألا يكلمه أحد من مماليك أبيه، ومن كلمة أتلفه، فلما كبر ابن سيده وتبين ما هو فيه جعل يبوح بما هو في نفسه في بعض الأوقات على الشراب ففزع الأسود منه، وسقاه سما فقتله، وخلت مصر له "
                      (5) أخطاط: مفردها "خط"،وهى الحارة .وكانت هذه هى التسمية إلى انشاء القاهرة.0
                      (6)سيف الدولة الحمدانى :صاحب حلب0خاض الكثير من الحروب والمعارك ،واشتهر برعايته للعديد من الأدباء والعلماء،كالمتنبى وأبى فراس والفارابى .وقد قدم إليه الأصبهانى كتاب الأغانى .
                      (7) تتفق غالبية الروايات فى أن سبب مفارقة المتنبى سيف الدولة ورحيله إلى مصر ،هو انصات سيف الدولة لمن يوغرون صدره ضد المتنبى ،حتى كان يسرف فى قسوته عليه أحيانا.
                      (8)أبو فراس :ابن عم سيف الدولة .يعد من أشهر مشاهير عصره فى الشجاعة والكرم وجودة الشعر .وقال الصاحب بن عباد:بدىء الشعر بملك يعنى إمرأ القيس)وختم بملك(يعنى أبا فراس)مات قتيلا فى 257هجرية.

                      (9)أبو الحسين الناشىء :شاعر مجيد من أهل بغداد.له قصائد كثيرة فى أهل البيت.وكان من الشعراء المقربين إلى سيف الدولة .
                      (10)أبو القاسم الزاهى :من أهل بغداد .كان من أشهر شعراء عصره .أكثر قصائده فى مدح آل البيت ،وإن كتب مدائح فى سيف الدولة والوزير المهلبى وغيرهما .
                      (11) أبو العباس النامى :هو أبو العباس أحمد بن محمد الدرامى المعروف بالنامى .من أعظم شعراء عصره.كان قريبا من سيف الدولة .وقيل أنه كان يلى المتنبى فى المنزلة .توفى سنة 370هجرية.
                      (12)هكذا بياض فى الأصل[/align]



                      ************
                      [align=justify]ويواصل محمد جبريل ..الرحلة مع المتنبى ، عارضا هذه الأوراق ، ومحاولا وبقدر الإمكان ,أن يستلهم مفردات الماضى البعيد ،وأن يوهم القارىء بصدق روايته[/align]

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        فى حضرة الدكتور /على المتقى

                        (5)
                        رسالة إلى أبى الطيب المتنبى

                        *************


                        [align=justify]الرسالة والمرسل والمرسل إليه وموضوع الرسالة.[/align]

                        (أ)
                        [align=justify]الرسائل ضربُ من ضروب الأدب ،يستلهمه المفكرون والأدباء عبر عصور الأدب المختلفة.ناهيك عما تطويه الرسائل من إبداع متميز ورؤية خبيرة بمجريات الأمور ومبهمات الواقع الملتبس على المؤرخ الذى يضع نصب عينيه تأريخاً لحقبة معينة سياسياً وأقتصادياً .
                        فالرسائل جنسُ أدبى مرموق يحظى ،وكما قلنا سلفاً، بروعة العرض وشدة التميز وعفوية السرد وعمق التناول وشساعة المواضيع.

                        قرأتُ فى سن الإخضرار، زهرة العمر، لتوفيق الحكيم ،والرسائل المتبادلة بين طه حسين وتوفيق الحكيم، والمعروفة بالقصر المسحور.

                        وفى سنة 1992م عثرتُ على رسائل فارسية .. لأبرزفلاسفة التنوير فى فرنسا،لأحد الذين ساهموا وبحق مع فولتير وروسو فى إحداث ثورة عقلية وفكرية وأدبية وفنية..ألا وهو مونتسكيو.. ولا أنسى له هذا السطر"لقد كان حكم الملك الراحل طويلا جدا .... حتى أن نهايته ..أنستنا بدايته".



                        [/align]

                        تعليق

                        • عبدالرؤوف النويهى
                          أديب وكاتب
                          • 12-10-2007
                          • 2218

                          #13
                          فى حضرة الدكتور /على المتقى

                          (ب)
                          [align=justify]هذا الهم الذى يسكن الأعماق ويهز النفس هزاً،ويدفعها دفعاً إلى نهاية بشعة ..
                          أتذكر صلاح عبدالصبور فى مسرحية "ليلى والمجنون " .
                          يقول :يا أهل مدينتنا /هذا قولى /موتوا أو إنفجروا /رعب أكبر من هذا سوف يجىء /لن ينجيكم من أن تعتصموا منه بجبال الصمت أو..."
                          ويأتينا "المرسل" شاعرنا المبدع /على المتقى ..كى يصرخ فينا ويندد بما نحن فيه مستغرقون..أفيقوا ..أفيقوا ..لقد أوشكنا على الفناء..
                          ولكن أهمس فى أذنه ،همسة مكلوم ،مذبوح العقل منهوب الإرادة .

                          عرّاف مدينتنا
                          بين الموت وبين الميلاد
                          لحظة صمت ساقطة بين الأضداد
                          لاطعم لها
                          لالون لها
                          شاحبة
                          كالخط الفاصل بين النور وبين الظلمة
                          تائهة
                          كالزمن الموجع فى أبد الآباد.

                          ياعراف مدينتنا!
                          يامن يعبر فوق الزمن الدوَار
                          يتخطى الماضى والحاضر والمستقبل
                          حاورنى!
                          هل يؤذيك حوارى؟
                          أأنبئنى عن موضع قدمى
                          عن خطوى
                          عن صور تتراءى فى صحوى تتلوى
                          تتلوى
                          تتفلت من عقلى
                          عن أشباح تدهمنى
                          تشرع ألف ذراع وذراع نحوى
                          تمسك بى
                          تجذبنى نحو القاع( كم أولد فى اليوم الواحد وأموت)

                          ياعرَف مدينتنا
                          كلماتك ظلت عبر سنين وسنين
                          تنضح بالظلمة فى رأئعة البهجة
                          تفرز سما فى وجه الآفاق العسلية
                          تهوى كمطارق عبر الجمل الناعمة الموسيقية
                          تخدش فجر البسمة
                          كأظافر مجنون فى ثوب عروس
                          تنذر بالهول
                          وبالويل
                          وبأن الليل ولود لليل
                          وبأن القمر الطالع فيه منكود منحوس

                          ياعرَاف مدينتنا! كم أنكرناك!
                          وحسبناك تشوه وجه البسمة
                          حين عرفنا البسمة
                          وتوهمناك فقدت بصيرتك النورانية
                          وظنناك فريسة أوهام شيطانية
                          ونسينا أنك لاتملك أن تكذب كذبة
                          فظلمناك،وكنا لانملكإلا ظلماً
                          ورفضناك ،لأنا كنا نستقبل صبحا
                          فهرعنا - وتركناك تلوك نبوءتك الجهمة- نحوشعاع النور الساقط عبر جدار الظلمة
                          وسقطنا فى المحظور.
                          ياعرَف مدينتنا!
                          يامن يبصر بين النور وبين الظلمة
                          يامن يقرأبين سطور الأيام
                          ماذا تبصر فى طالعنا الآن؟
                          -الحرف تلعثم
                          -هل مات ؟
                          -الصوت يقول بلا معنى
                          -هل أرفع صوتى؟
                          -أيضاًلاجدوى

                          ياعرَاف مدينتنا!
                          أتظل رحا الأيام تدور بلا غاية؟
                          تلتفت يساراً حينا
                          ويميناً حيناً
                          ثم تدور بلادوران
                          أتظل الآمال مدلاة الرأس على مقصلة المجهول؟
                          ويظل كتاب الأيام بلا عنوان؟؟؟
                          _____________
                          د.عز الدين إسماعيل
                          ديوان(هوامش فى القلب) الهيئة العامة لقصور الثقافة -مصر -سنة 2007م[/align]

                          تعليق

                          • علي المتقي
                            عضو الملتقى
                            • 10-01-2009
                            • 602

                            #14
                            الأخ محمد الجابري : السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :
                            قال الله عز وجل في سورة الإسراء:{ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }.
                            أنا رجل أدب أخوض في الشعر والنقد ، وأرفض قطعا أن أخوض في ما ليس لي به علم، من أمور الدين .
                            ولي ثقة مطلقة في فقهائنا وعلمائنا الذين يجدون ويجتهدون في فهم أمور ديننا، ويفتون في النوازل وفق ما يتطلبه عصرنا وشروط مجتمعنا دون أن يعطلوا نصا أو يناقضوه . وما ثبت في حدود علمي أن أفتوا بما لا يرضي الله عز وجل . ولأنني لست من أهل الاختصاص ، فلن أدخل في نقاش لا أعرف حيثياته ، وأكرر ما يقوله الآخرون دون معرفة بخلفيات قولهم ومراميه.
                            فلنبق في حدود الشعر ، ولا ننتقل به إلى العقيدة ومناقشة دهاليزها، فباعي في ذلك قصير .
                            احترماتي وتقديري]
                            [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                            مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                            http://moutaki.jeeran.com/

                            تعليق

                            • علي المتقي
                              عضو الملتقى
                              • 10-01-2009
                              • 602

                              #15
                              الأستاذ الجليل والأخ الكريم عبد الرؤوف، لا أدري كيف أصف لك شعوري وأنا اقرأ ما ذكرك به هذا الحوارمع أبي الطيب المتنبي . وما أوحى لك به من قراءات .
                              شكرا لك أخي على اهتمامك، ودمت وفيا لمبادئك الوطنية والقومية .
                              [frame="1 98"][align=center]أحبتي : أخاف من كل الناس ، وأنتم لا أخافكم، فالمجيئ إليكم متعه، والبحث عنكم فتنة ولذه، ولقاؤكم فرحة تعاش ولا تقال.[/align][/frame]
                              مدونتي ترحب بمن يطرق أبوابها:
                              http://moutaki.jeeran.com/

                              تعليق

                              يعمل...
                              X