حوار مع ذبابة عزيزة في دنياها. (قصة ليست كالققص).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    حوار مع ذبابة عزيزة في دنياها. (قصة ليست كالققص).

    حوارٌ مع ذبابةٍ عزيزةٍ في دُنْياها

    (قصةٌ ليستْ كالقصص)

    كان من عادتي الجلوسُ إلى مكتبي بعد ظهر كل يوم خميس، أو جمعة، حيث أنتهز فترة قيلولة الأولاد لأكتب شيئا أو أقرأ كتابا؛ جلست هذه المرة لأكتب، فكنت أتصيّد الخواطر التي كانت تجول في مخيلتي و تحلق فيها، رائحةً آتيةً، فأصطاد واحدة و تفلت مني أخرى، بل أُخر، و كنت أقضي الساعات الطوال و أنا في هذه المتعة التي قد لا تساويها متعة أخرى، إنها متعة التأمل في الخلق و التفكر فيهم؛ و من مفارقات الأمور أنني أحيانا أفكر في أشياء و أتخيل لها صورا عجيبة و غريبة قد تبدو لا تتماشى مع جدية الموضوع الذي أكون أفكر فيه.

    و بينما أنا جالس، و القلم بيميني، أفكر في ما سأكتب و إذا بذبابة تحط على حافة الدواة الموضوعة أمامي بعدما أعياها تجوالها في أرجاء البيت أو في أماكن أخرى الله وحده يعلم أين؛ نظرت إليها متأملا و كانت هي قد شرعت في طقوس حمّامها، فركت يديها طويلا بعدما لثمتهما بخرطومها و مسحت بهما رأسها ثم دلكت جناحيها بقائمتيها الخلفيتين بكل إمعان لتزيدهما شفافية، و كررت العملية عدة مرات وهي لا تعبأ بي، كأنها لم ترني أو كأنها لا تعيرني كبيرَ اهتمام، و استغرقت في حمّامها و كأنها تقول في نفسها: " ساعة الحمَّام مقدسة عندي و لا شيء يحول بيني و حمَّامي!"

    توقَفتْ عن وضوئها ثم مشت خطوات ثم طارت فتبعتها بنظري فرأيتها تحلق في الهواء مغنية راسمة مثلثات و دوائر لا تعدُّ و لا تُحصى، ثم عادت و حطت على المكتب على مسافة ذراع مني، أو أكثر قليلا، و أخذتْ مرة أخرى في وضوئها كأنها لم ترض عن الأول أو كأنها شكّت في تمامه.

    قلت في نفسي: "يا لها من ذبابة نظيفة! إنها مهتمة بنظافتها و أناقتها أكثر مما يهتم به بنو البشر رغم ذكائهم و ادعائهم، فهذه حشرة حقيرة يستقذرها الناس، و حتى الحيوان، و ها هي ذي أحرص منهم على النظافة و الطهارة".

    تابعتُ النظر إليها و قلت في نفسي: "لو كانت هذه الذبابة تسمع أو تعقل لكان لها شأن عظيم"؛ و دفعني خيالي ككل مرة إلى متاهات لا ينبغي لي أن ألجها أو أن أتجاوزها و لكن ما عساني أن أفعل و هذا الخيال الجامح لا سلطان لي عليه فهو يذهب بي كل مذهب و ما علي سوى متابعته في خضوع تام؟ فللخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم و أنا لا أقاوم خيالي، و هل أستطيع؟ و لكنني أقوِّمه ما استطعت! ثم لو فرضتُ أنها تسمع أو تعقل فسيكون الحديث معها في غاية الطرافة و المتعة.

    قلت لها: "ما أحرصك على حمّامك فأنت تؤدينه بكل إمعان و جدية و كأنني بك تتهيئين لمقابلة عزيز أو زيارة وزير!"

    رفعت بصرها تجاهي و كأنها تتساءل كيف يحدثها إنسان و قد اعتادت مطاردته إياها في كل زمان و مكان، و بعد صمت كأنه صمت مُفكر متدبر أو فيلسوف متفكر، قالت: " إنني أستحم في كل يوم عدة مرات، بل في الساعة الواحدة مرات و مرات، و هذا دون أن يكون في نيتي زيارة أو استقبال، فنحن معشر الذباب نهتم بنظافتنا و أناقتنا رغم ما يشيعه الناس عنا أننا قذِرات نجِسات!"

    قلتُ : " قد يكون في ما يقال عنكم بعض الصدق، فقد اعتدنا أن نراكم في أماكن لا ينبغي لأحد أن يزورها و أن يرتع فيها، فالمرء يقاس بمن يصاحب أو بالأماكن التي يرتادها".

    توقفتْ عنْ دلك جناحيها و قالت: " لو كان هذا الحكم صحيحا و القياس مطردا فلماذا لا تتوددون إليَّ و تتملقونني؟ ألم تروني في مكاتب الرؤساء و العظماء؟ و إنني لأرتاد الأماكن الطيبة كثيرا، ألم تروني في المساجد و المكتبات؟ و مع هذا فأنتم تستقذرونني دائما و تحقَرون قدري، و إنه ليوجد بينكم ناس هم أحط في القذارة و أرخص من القمامة و مع هذا فأنتم تتوددون إليهم و تتملقونهم لا لشيء إلا لكونهم مقربين من عظيم أو يشغلون منصبا ساميا و هم أرذل من... من ... الخنافس !" (اختارت الخنافس لأنها في نظرها أقذر من الذباب، يا للعنصرية الذَُبابية!).
    فقلت : " أو من الذَباب...!"

    نظرت إلي نظرة حادَة و حركت جناحيها بعصبية في حركة مضطربة، فشعرتُ كأنها لو وجدت سبيلا إلى ضربي لضربتني بدون تردد و لكنها قدَّرت موقفها فلم تجرؤ على ذلك فهي تعلم حتما أنها لو حاولت لسحقتها، كيف أسمح لذبابة حقيرة لتتطاول علي؟ هَهْ! لم يبق إلا هذا!

    أرسلتْ زفرة طويلة كلها حسرة و غيظ و قالت: " آهٍ منكم يا بشر! إنكم تغمطونني حقي و تُجحفون في الحكم علي، فأنتم تهونون الجميل و لو كان كثيرا و تهولون القبيح و لو كان يسيرا."

    قلتُ و أنا أحاول تهدئتها بعدما لاحظت حدة لهجتها و اضطراب صوتها من الغيظ: " هوني عن نفسك، لقد اعتاد الناس ظلم بعضهم البعض فما بالك بمن هو دونهم شأنًا ... كالذباب مثلا ؟"

    خَطَتْ خطواتٍ قليلةً ثم قفزت متحفزةً للطيران و لكنها عادت و دنت قريبا مني لتسُمعني ردها، كأنها تريد متابعة الحوار معي فإنها لفرصة سانحة أن تعرف رأي البشر فيها و تحاول الدفاع عن سمعتها و عِرضها مع أنها تدرك في قرارة نفسها أنها لن تفلح في مسعاها هذا، أما أنا فقلت سِرًّا و لم أرد إسماعها حتى لا تغترَ: " إنها لذبابة غيور على عرضها و هذه خصلة تكاد تزول عند البشر أنفسهم ثم هي، رغم حالها الشائن، عزيزة في دنياها !".

    و أحببتُ معاكستها لما لاحظت حدة مزاجها فقلت لها جهرًا: " إنني أسلم لك أنك فعلا تدخلين مكاتب الرؤساء و الملوك و العظماء و غرفهم و مخادعهم، بل أكثر من ذلك فإنك تحطين على أنوفهم و جباههم و رؤوسهم، فمن منا، نحن البشر، يستطيع فعل ذلك؟ بل إننا لا نجرؤ حتى على الكلام معهم إن سنحت فرصة، فكيف إذا حاولنا لمسهم أو الدُّنُوَ منهم ؟ لكن و رغم ما لكِ من شرف القرب فإنك تبقين ذبابة على أية حال و في أي زمان أو مكان، و لا تجعل جرأتُك منك كائنا آخر غير ما أنت عليه، فأنت تأكلين ما قذُر و ترتعين في ما عفُن و سيبقى الناس يستقذرونك دائما و أبدا و لا يولونك قيمة رغم ما تدّعينه من مجالسة الكبراء!"

    نظرت إلي شَزْراً و قالت بصوت مليء بالتّهكم: " إنكم معشر البشر لتأكلون أشياء تجمعونها و تحرصون عليها و إنها لو أمعنتم النظر فيها و محصَتم الفكر في شأنها أقذر بكثير مما نأكله نحن و لكنكم لا تعلمون!"

    قلت بعد صمت: "إنكِ على حق، فإن بعض الناس، بل الكثيرَ منهم، لا يهمهم مصدر المال الذي يجمعونه، و لا يعبؤون حتى بما يملؤون منه بطونهم من أين جاءهم، و كل ما يهمهم هو كيف يحصلون على المال و كيف يجدون مؤنهم فقط !"

    و بينما أنا أحاور الذبابة و إذا بقائل يسألني: " مع من تتكلم يا رجل؟" و التفتُّ و إذا بزوجتي تنظر إلي بكل استغراب، لقد كانت منهمكة في غزل سُمَيْطٍ (napperon) بمغزلها الحديدي المعقوف الرأس (الكروشي) و كُبَة الخيط تضطرب عن يمينها كلما جذبت الخيط إليها، كانت أصابعها تعمل بسرعة و بكل حذق، لقد جلستْ على أريكة على مقربة مني منذ حين و لكنني كنت مستغرقا في تفكيري فنسيتُ أنها معي، نظرت إليها و قلت: " لا تراعي، أنا أفكر بصوت عال فقط" ثم قلت لها بعد صمت قصير و بعدما استجمعت شجاعتي:" أنا أكلم هذه الذبابة!"

    رفعتْ بصرها عن غزلها فرأيت علامات الاستغراب و التعجب تتطاير من رأسها تطاير الشرر من التنور (الكانون)، فقلت لها قبل أن تنطق بكلمة: " لا تظني بي شيئا، فأنا لم أصب في عقلي، لكن ماذا أفعل؟ هكذا نحن معشر الكُتَاب يذهب بنا الخيال في متاهات لا يمكنكم تقديرها".

    هزت كتفيها و أطلقت زفرة طويلة بدون أن تقول كلمة و لكنني تصورت ما يجري في خلدها، لعلها تقول: "عجبا لهذا الرجل، يحدث ذبابة و أنا هنا أمامه و لا يكلمني؟ آه من هؤلاء الكُتّاب!".

    عُدتُّ لأنظر إلى "ذبابتي" فلم أرها في مكانها، بحثت عنها بنظري، طبعا، على سطح المكتب و بين الأدوات المبعثرة فوقه، فلم أجدها فقد طارت حينما كنت أتكَلم مع زوجتي، رفعت بصري إلى الجو فلم أجدها لعلها استاءت من صحبتي أو ربما ضاق صدرها بمعاكستي إياها فلم ترغب في مواصلة الحديث معي...

    ________________
    (ملحوظة مهمة: هذه القصة من أولى القصص التي دخلت بها عالم الأدب الواسع الممتع؛ كتبتها أول مرة عام 1984 ونشرت في الصحافة الجزائرية، جريدة "الشعب"، اليومية الوطنية الشهيرة، عام 1988 تحت عنوان "حوار"، وروجعت يوم الإثنين 03/01/2011).
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 02-04-2009, 20:04.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • ريمه الخاني
    مستشار أدبي
    • 16-05-2007
    • 4807

    #2
    صدق من قال ان الكاتب يرى مالايراه الاخرون كنت احسبها قصه قصيرة قد ننقلها لقسم ادب الاطفال فتبين انها قصه فريدة بامتياز
    لك ودي واحترامي لله درك

    تعليق

    • مها راجح
      حرف عميق من فم الصمت
      • 22-10-2008
      • 10970

      #3
      الأديب الكبير الاستاذ الرائع حسين ليشوري
      مشهد حواري هادف جميـــــــــــــل
      تحية ود وتقدير



      *
      رحمك الله يا أمي الغالية

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ريمه الخاني مشاهدة المشاركة
        صدق من قال ان الكاتب يرى مالايراه الاخرون كنت احسبها قصه قصيرة قد ننقلها لقسم ادب الاطفال فتبين انها قصه فريدة بامتياز
        لك ودي واحترامي لله درك
        [align=justify]و لك ودي و احترامي too شاعرتَنا الكريمة ريمة !
        أنت تعرفين، منذ قصة "النملة المغرورة" أنني أكتب للأطفال الكبار، أي نحن، و سنبقى أطفالا كبارا حتى "نكبر" بالفعل و ليس بالقوة، و لذا فأنا أحاول رُؤية أشياء في "اللاأشياء" (؟!!!)، إنه ضرب من الجنون الجميل و أنا أحب هذا الجنون و هو فنون !
        تحيتي و مودتي التامتان الدائمتان، و حفظك الله.
        [/align]
        التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 26-03-2009, 18:03.
        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • حسين ليشوري
          طويلب علم، مستشار أدبي.
          • 06-12-2008
          • 8016

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة مها راجح مشاهدة المشاركة
          الأديب الكبير الاستاذ الرائع حسين ليشوري
          مشهد حواري هادف جميـــــــــــــل
          تحية ود وتقدير

          *
          ماذا أقول لك يا مها ؟ و هل تكفيني الكلمات لأعبر لك عن شكري و امتناني ؟ أنت الأروع و الأبدع و ما أنا إلا كويتيب صغيـــــــــر يحاول، بصدق، توصيل بعض الأفكار التي يراها جميلة و تستحق العناية إلى القراء، و قد وجدت في القصة القصيرة وسيلة عملية لبلوغ مآربي، بتوفيق من الله أولا ثم بتشجيع الطيبين مثلك ثانيا.
          تحيتي و مودتي
          .
          sigpic
          (رسم نور الدين محساس)
          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

          "القلم المعاند"
          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

          تعليق

          • محمد سلطان
            أديب وكاتب
            • 18-01-2009
            • 4442

            #6
            [align=center]الأستاذ الرائع حسن
            حوار شيق و جذاب

            كانت رسالتك الهادفة منه
            راقية و عميقة

            دمت مبدعاً
            ابنكم[/align]
            صفحتي على فيس بوك
            https://www.facebook.com/profile.php?id=100080678197757

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد ابراهيم سلطان مشاهدة المشاركة
              [align=center]الأستاذ الرائع حُسَيْن
              حوار شيق و جذاب

              كانت رسالتك الهادفة منه
              راقية و عميقة

              دمت مبدعاً
              ابنكم[/align]
              [align=justify]أخي العزيز الأستاذ محمد إبراهيم سلطان:أشكرك على قراءتك و مرورك الكريم و على تقديرك لشخصي الضعيف الخطّاء.
              كتبتُ هذه القصة عام 1984 في بداية حياتي الأدبية، و لازلتُ مبتدئا حتى اليوم، و قد أعملتُ فيها عين التصحيح وقلم التنقيح بعدما قرأها الأستاذ الدكتور مصطفي عطية جمعة منذ بضعة شهور فقط و أبدى بعض ملاحظاته الفنية فيها فجاءت كما تراها و لله الحمد والمنة أولا ثم الشكر الجزيل للأستاذ الدكتورثانيا.
              تحيتي و مودتي.
              [/align]
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • بنت الشهباء
                أديب وكاتب
                • 16-05-2007
                • 6341

                #8
                أستاذنا الفاضل
                حسين ليشوري
                إنك هنا قد نثرت لنا أجمل المواعظ والعبر والحكم بحوارية ممتعة مع الذبابة القذرة ...
                ومع أحط الحيوانات وأصغرهم شأنا ... ولكن تلك الذبابة عرفت كيف تنقذ نفسها أمامك بحنكة وفطنة لأنها عرفت طريق الوصول إلى هدفها ..
                وكان أشدّ ما يؤلمها أن هناك بيننا أناس أحط منها تائهون في متاهات الوحل ، ومدلهمات الكذب والنفاق لايرعون ضميرا ولا شرفا ، بل ينشرون بخبث أمراضهم الوبائية إلى كل من حولهم لغايات وضيعة مما يجعلهم أقذر من الذبابة نفسها ...
                وفي المقابل نجد من يتملق ويتودد لعنصريتهم الخبيثة النكرة ذلك لأن المفاهيم والقيم والمبادئ انقلبت في نظرهم ، ولم تعد نظافة القيم لها مكانة بينهم ...
                أما أن تقول بأننا نحن معشر الكتاب يذهب بنا الخيال إلى ما لا نهاية فهذا لم يكن لولا أن يملك صاحب اليراع الجميل قدرته على محاكاة الكون من حوله بصدق وشفافية ليرسم لنا بريشته المبدعة الواقع كما يبدو له دون لبس ولا خفاء ....
                فطوبى لمثل هذه الأقلام الوضيئة التي لا تعرف الرياء ولا الزيف ولا الخداع ...

                أمينة أحمد خشفة

                تعليق

                • رعد يكن
                  شاعر
                  • 23-02-2009
                  • 2724

                  #9
                  [align=center]
                  بوركت يا سيدي ...

                  الحكمة لا تأتي هكذا ... إلا مع امثالك

                  تقبل مروري .. واعجابي

                  رعد يكن [/align]
                  أدركتُ عصر الكتابة ... لم يبقَ إلا أن أكتب .

                  تعليق

                  • بوبكر الأوراس
                    أديب وكاتب
                    • 03-10-2007
                    • 760

                    #10
                    حوار مع ذبابة عزيزة في دنياها

                    السلام عليكم
                    لقد قرأت القصة الطريفة بعد تردد لإني كنت أشعر بالتعب هذه الإيام التي كثر فيها التزوير والغش والضحك على الأمة المسكينة لضعيفة الهزيلة...لقد كان كلامك موجعا لما يحمل في طياته من رسائل من نوع خاص ..لقد أصبحت هذه الذبابة العزيزة في دنياها تعتز بكرامتها وتضحك على الكثير الغارق في أوحال الطمع والاحتيال والتملق والرذيلة كما أن هذه الذبابة تستحم رغم أن كثير من الناس يتهمونها زورا وبهتانا بالوسخة وووو ولكن في الحقيقة البشر الذين يبنون حياتهم على الكذب ويأكلون أموال الناس بالباطل ..ويشهدون على الناس زورا وبهتانا هم أقذر من الذبابة وووو...قصة مؤلمة وموجعة لكنها تعبر على الواقع المرير بكل صدق دون رياء ونفاق والقصة جيدة وصاحبها يتميز بثقافة واسعة أفكاره مرتبة الموضوع شائق ومثير يجعلك رغم التعب تواصل القراءة ..كما أن الكاتب استعمل السرد والوصف والحوار كما أن الأفعال المضارعة المسبوقة بالفعل الناقص ** كان \\ تجعل الفعل في استمرار وحركة دائمة ومتكررة ...شكرا لك سيدي الفاضل وتقبل تحياتي أبوبكر الجزائر شرق

                    تعليق

                    • هادي زاهر
                      أديب وكاتب
                      • 30-08-2008
                      • 824

                      #11
                      تعليق

                      اخي الكاتب خسين ليشوري
                      هذه اول مرة ادخل ديارك، وتلقتنا وجبة دسمة لذيذة؟!!. لقد جذبني العنوان وكنت قد كتبت مسرحية قصيرة تحت عنوان "العصفور" يمكنك متابعتها في باب "الادب المسرحي" انتحلت شعور عصفور مسجون داخل قفص يفهم لغة الانسان ويرى تصرفاتهم فقلت "تنشوف شو هذا الاخ كاتب " فوجدت ان قصتك رائعة جداً، وكنت افضل ان تسترسل أكثر في استعراضك للنفس البشرية على لسان الذبابة التي ترى تصرفات البشر القبيحة، وان كانت قصة قصيرة
                      تحياتي
                      هادي زاهر
                      " أعتبر نفسي مسؤولاً عما في الدنيا من مساوئ ما لم أحاربها "

                      تعليق

                      • حسين ليشوري
                        طويلب علم، مستشار أدبي.
                        • 06-12-2008
                        • 8016

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                        أستاذنا الفاضل
                        حسين ليشوري
                        إنك هنا قد نثرت لنا أجمل المواعظ والعبر والحكم بحوارية ممتعة مع الذبابة القذرة ...
                        ومع أحط الحيوانات وأصغرهم شأنا ... ولكن تلك الذبابة عرفت كيف تنقذ نفسها أمامك بحنكة وفطنة لأنها عرفت طريق الوصول إلى هدفها ..
                        ...
                        أما أن تقول بأننا نحن معشر الكتاب يذهب بنا الخيال إلى ما لا نهاية فهذا لم يكن لولا أن يملك صاحب اليراع الجميل قدرته على محاكاة الكون من حوله بصدق وشفافية ليرسم لنا بريشته المبدعة الواقع كما يبدو له دون لبس ولا خفاء ....
                        فطوبى لمثل هذه الأقلام الوضيئة التي لا تعرف الرياء ولا الزيف ولا الخداع ...
                        [align=justify]أستاذتنا الكريمة بنت حماة الشهباء :
                        تحيتي و مودتي.
                        شكرا لك على القراءة المستنيرة و التعليق المتميز و الإطراء.
                        نعم ! إن للخيال على الكاتب سلطانا قويا لا يقاوم غير أن على الكاتب ألا يسترسل وراء خياله فيضل، ثم هل يستطيع أي مُتخيِّل أن يتخيل أكثر مما هو مخزون في مخيلته ؟ اللهم لا !
                        إن الله سبحانه و تعالى دعانا لأن نتفكر فيما خلق و نتدبر و لم يستح، سبحانه، أن يضرب لنا مثل البعوضة.
                        و لذا علينا أن نستفيد مما هو موجود حولنا للعبرة و الفكرة.
                        دمت، أستاذتنا الكريمة، بنت الشهباء، على التواصل البناء.[/align]
                        sigpic
                        (رسم نور الدين محساس)
                        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                        "القلم المعاند"
                        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                        تعليق

                        • حسين ليشوري
                          طويلب علم، مستشار أدبي.
                          • 06-12-2008
                          • 8016

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة رعد يكن مشاهدة المشاركة
                          [align=center]
                          بوركت يا سيدي ...

                          الحكمة لا تأتي هكذا ... إلا مع امثالك

                          تقبل مروري .. واعجابي

                          رعد يكن [/align]
                          [align=justify]أخي الأستاذ رعد يَكن لك مني سلامي المتمكن الأمكن.
                          يذكرني لقبك بالأستاذ فتحي يكن و كم قرأت له في شبابي.
                          شكرا لك على القراءة و التحية و الإطراء الكبير، فما أنا إلا كويتيب صغير لا يزال يتعلم كيف يقيم لغته فتستقيم إبلاغيته !
                          و هذا هو صلب التواصل البشري : كيف تستقيم إبلاغيتنا ليتم تواصلنا بنجاح.
                          تحيتي و مودتي.

                          [/align]
                          sigpic
                          (رسم نور الدين محساس)
                          (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                          "القلم المعاند"
                          (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                          "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                          و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                          تعليق

                          • حسين ليشوري
                            طويلب علم، مستشار أدبي.
                            • 06-12-2008
                            • 8016

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة بوبكر الأوراس مشاهدة المشاركة
                            السلام عليكم
                            لقد قرأت القصة الطريفة بعد تردد لإني كنت أشعر بالتعب هذه الإيام التي كثر فيها التزوير والغش والضحك على الأمة المسكينة لضعيفة الهزيلة...لقد كان كلامك موجعا لما يحمل في طياته من رسائل من نوع خاص ...
                            ...قصة مؤلمة وموجعة لكنها تعبر على الواقع المرير بكل صدق دون رياء ونفاق والقصة جيدة وصاحبها يتميز بثقافة واسعة أفكاره مرتبة الموضوع شائق ومثير يجعلك رغم التعب تواصل القراءة ..كما أن الكاتب استعمل السرد والوصف والحوار كما أن الأفعال المضارعة المسبوقة بالفعل الناقص ** كان \\ تجعل الفعل في استمرار وحركة دائمة ومتكررة ...شكرا لك سيدي الفاضل وتقبل تحياتي أبوبكر الجزائر شرق
                            [align=justify]أخي أبو بكر ابن الأوراس الأشم لك من مدينة الورود، البُليدة، كل الورد و الود.
                            أنا سعيد جدا إذ استطاعت قصتي أن تشدك فتقرأها رغم تعبك، ليس هذا فحسب بل تقومها و تعبر عن إعجابك بها و هذا كثير منك، شكرا لك.
                            القصة كتبت عام 1984 لتعبر عن الظروف التي كانت تحياها بلادنا، الجزائر، وقتها ثم أنت تعرف ماذا حدث لنا بعد ذلك بسبب هيمنة ... !
                            قراءتك متميزة و تحليلك عميق ليتك تتابع ما أنشره هنا فتفيدني بآرائك النيرة.
                            تحيتي و مودتي.
                            [/align]
                            sigpic
                            (رسم نور الدين محساس)
                            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                            "القلم المعاند"
                            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                            تعليق

                            • حسين ليشوري
                              طويلب علم، مستشار أدبي.
                              • 06-12-2008
                              • 8016

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة هادي زاهر مشاهدة المشاركة
                              اخي الكاتب حُسين ليشوري
                              هذه اول مرة ادخل ديارك، وتلقتنا وجبة دسمة لذيذة؟!!. لقد جذبني العنوان ... فوجدت ان قصتك رائعة جداً، وكنت افضل ان تسترسل أكثر في استعراضك للنفس البشرية على لسان الذبابة التي ترى تصرفات البشر القبيحة، وان كانت قصة قصيرة
                              تحياتي
                              هادي زاهر
                              أخي هادي زاهر حللت أهلا و نزلت سهلا و مرحبا بك في "ديارنا" المتواضعة و أتمنى ألا تكون زيارتك هذه الأولى و ألخيرة لأنني سـ"أزعل" منك و الله ما يجيب "زعل" آمين !
                              الإسترسال في تحليل الشخصية البشرية المعقدة جدا يحتاج إلى مساحة أكبر لا تسمح بها القصة القصيرة و لذا فأنا أكتب عنها في نصوص متنوعة و قد نشرت هنا عددا من القصص أرجو أن أكون وفقت في تجلية هذا السر الكامن و الذي يحتاج منا إلى بصر للرؤية و بصيرة للرؤيا.
                              سأقرأ، إن شاء الله، مسرحيتك و أوافيك برأيي المتواضع فيها.
                              تحيتي و مودتي و دمت على التواصل البناء.
                              sigpic
                              (رسم نور الدين محساس)
                              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                              "القلم المعاند"
                              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                              تعليق

                              يعمل...
                              X