[align=justify][frame="13 98"]
[align=justify]يقول لي أصدقائي المقربون بأنك قليل الكلام، وكثير التفَكر والهيام، فأردُ عليهم في كثير من الأحيان بأنَ رأيهم قريب الى الحقيقة، فهم يختلفون عني في كثيرٍ من الأمور، ونلتقي في قليل، القليل، وذلك تطبيقا لمبدأ الاختلاف رحمة؛ فتجدنا نختلف في لون البشرة، وطول القامة ، و سعة الاستيعاب ، وتباين في الفكر، وتفارق في المنهج ، وتباعد في تطبيق.
ونختلف حتى في أفضل الطبيخ.
ولعل هذا الاختلاف يكون سبيلاً لبناء أمة متطورة، مبدعة، راقية بفكرها، زاهية بألوانها ، هادئة ، مستقرة بأمنها العلمي .
وقد راودتني تساؤلات كثيرة، وأقضت عليّ مضجعي، وفكري، وأُنسي. بحثت لها عن صياغة ملائمة ، بعدما لملمت شتاتي ، و رتبت دفاتري على المكتب، وقلت في سري: هل يمكن أن يجتمع الكتاب : روائيون، وقاصون، وشعراء ، على مائدة طويلة ، يعلوها سراج لا يكاد ينير كامل القاعة ، ليناقشوا قضايا أمتهم ، و زخارف أدبهم ، وشتات لغتهم ، ودرجات الترجمة لديهم ؟
فكان ردي ، وبدون تردد : بكل تأكيد ، من الممكن جدًا أن يجتمعوا فالصالونات كثيرة ، والقاعات متناثرة ، وأبواب الفنادق مفتوحة على مصريعها.
لكن جال في خاطري أن القضية لا تتعلق بمكان انعقاد جمعية الأدباء ، فالدولة أصبحت تدعم كل اجتماعات الصلح والمصالحة ، والنقاش ، مثلما دَعمت الرأي والرأي الأخر.
ولقاء مثل هذا يحتاج الى عزائم الرجال ، وثبات الجنود، وصبرالمؤمنين.
فهل يمكن أن تجتمع هذه الأركان ، أو ثلثها لتحقيق النجاح الباهر؟
أصدقكم القول ، لقد روادني شك في فرضية تأسيس اجتماع جامع. فهذا حدسي . ففي اعتقادي أن هذه "اللمة" تحتاج الى عَاقِدٍ قوي، متجلد بالصبر ، والتبصر، والحكمة، مطلع على كل الدقائق المتعلقة بهؤلاء الكتاب.
ولكن ، كيف يمكن حصر هذه الدقائق ؟ من الصعب جدًا تحديدها تحديدًا نافيًا للجهالة ؛ فلكل كاتب مَشربه ، وفِكره ، وخِطابه.. فتجد بين اثنين من الواقعيين ، ثالثٌ منهجه مبني على الخيال ، والرومنسية ، والجمال ، وتجد بين الثلاثة ، رابعٌ مذهبه شيوعي ، اشتراكي ، وبين كل هؤلاء تجد خامسًا متغنٍِِ بالقومية الحصرية. وسادسا إسلامي، متمسك بالعالمية.
في حقيقية الأمر، من الصعب جدًا أن يجتمع الماء مع النار، ومن الخطير جدًا أن تجتمع الأرض مع السماء .
ولكنني فكرت مليًا ، وقلت في سري : هل يمكن أن يجتمع هؤلاء الكتاب ، والأدباء على ما هم متفقون فيه ؟
- ممكن جدًا .
فقد يجتمعون على نصرة الوطن ، وتطوره. وعلى الرقي باللغة العربية، ويبحثون على سبل توريثها لغة عربية سليمة ، الى الأجيال القادمة.
وبعد كل هذا العناء، لم يبق لي إلاّ أن أكسر شوكة أرقي ، وسهم سهادي.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته[/align]
[/frame][/align]
ونختلف حتى في أفضل الطبيخ.
ولعل هذا الاختلاف يكون سبيلاً لبناء أمة متطورة، مبدعة، راقية بفكرها، زاهية بألوانها ، هادئة ، مستقرة بأمنها العلمي .
وقد راودتني تساؤلات كثيرة، وأقضت عليّ مضجعي، وفكري، وأُنسي. بحثت لها عن صياغة ملائمة ، بعدما لملمت شتاتي ، و رتبت دفاتري على المكتب، وقلت في سري: هل يمكن أن يجتمع الكتاب : روائيون، وقاصون، وشعراء ، على مائدة طويلة ، يعلوها سراج لا يكاد ينير كامل القاعة ، ليناقشوا قضايا أمتهم ، و زخارف أدبهم ، وشتات لغتهم ، ودرجات الترجمة لديهم ؟
فكان ردي ، وبدون تردد : بكل تأكيد ، من الممكن جدًا أن يجتمعوا فالصالونات كثيرة ، والقاعات متناثرة ، وأبواب الفنادق مفتوحة على مصريعها.
لكن جال في خاطري أن القضية لا تتعلق بمكان انعقاد جمعية الأدباء ، فالدولة أصبحت تدعم كل اجتماعات الصلح والمصالحة ، والنقاش ، مثلما دَعمت الرأي والرأي الأخر.
ولقاء مثل هذا يحتاج الى عزائم الرجال ، وثبات الجنود، وصبرالمؤمنين.
فهل يمكن أن تجتمع هذه الأركان ، أو ثلثها لتحقيق النجاح الباهر؟
أصدقكم القول ، لقد روادني شك في فرضية تأسيس اجتماع جامع. فهذا حدسي . ففي اعتقادي أن هذه "اللمة" تحتاج الى عَاقِدٍ قوي، متجلد بالصبر ، والتبصر، والحكمة، مطلع على كل الدقائق المتعلقة بهؤلاء الكتاب.
ولكن ، كيف يمكن حصر هذه الدقائق ؟ من الصعب جدًا تحديدها تحديدًا نافيًا للجهالة ؛ فلكل كاتب مَشربه ، وفِكره ، وخِطابه.. فتجد بين اثنين من الواقعيين ، ثالثٌ منهجه مبني على الخيال ، والرومنسية ، والجمال ، وتجد بين الثلاثة ، رابعٌ مذهبه شيوعي ، اشتراكي ، وبين كل هؤلاء تجد خامسًا متغنٍِِ بالقومية الحصرية. وسادسا إسلامي، متمسك بالعالمية.
في حقيقية الأمر، من الصعب جدًا أن يجتمع الماء مع النار، ومن الخطير جدًا أن تجتمع الأرض مع السماء .
ولكنني فكرت مليًا ، وقلت في سري : هل يمكن أن يجتمع هؤلاء الكتاب ، والأدباء على ما هم متفقون فيه ؟
- ممكن جدًا .
فقد يجتمعون على نصرة الوطن ، وتطوره. وعلى الرقي باللغة العربية، ويبحثون على سبل توريثها لغة عربية سليمة ، الى الأجيال القادمة.
وبعد كل هذا العناء، لم يبق لي إلاّ أن أكسر شوكة أرقي ، وسهم سهادي.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته[/align]
تعليق