تدور ذكرياتي دائما لطفولتي المعذبة المحاصرة بالفقر
وبسوء أخلاق الناس آنذاك ، وانقسام القرى لطرفين
متخاصمين ، كانوا يديكون بعضهم بعضا ، فهذا يسمم
دواب ذاك وذلك يحق زرع خصمه أو يقطع شجره
وكنا نحن الأطفال نسافر في حكايا الرعب التي
توارثتها الأمهات ، وعندما كنت أجلس مع أطفالي
كنت أحدثهم عن الجوع فلا يصدقون ، وعن الجراد
فيضحكون من تصرفاتنا آنذاك ، وعن عتمة الطرق
فيساءلون ، فاليوم لا يستطيعون فهم معنى كلمة جوع
لأنهم سرعان ما توضع أمامهم ألوان الأطعمة ، ولا يعرفون
معنى شاب لا يملك الا قميصا واحدا وسروالا واحدا ، لأن
خزانة كل منهم ملآى بالموديلات الجديدة من الملابس ، وهم
يظنون أننا نتكلم عن مجهول أو نهول لهم الوضع ليتنازلوا
عن تبذيرهم ورمي نصف حبة الفاكهة المأكول نصفها ،
تلك الذكريات ، حملتها معي ، وهي حاضرة معي ،
أراها وكأنها تحدث الآن وأستحضر ألسنة اللهب التي
كانت تتصاعد في السماء عندما كنا نهب ليلا لإطفاء الحريق
كنت أنظر بعيني أطفالي فأراهم مدهوشين غير مصدقين
فتتناثر أيام طفولتي أمامي ، وأستغرق في تفكير عميق
يوقظني منه أحد أبنائي متسائلا ، يا أبي أين هو الزرع
الذي يمكن حرقه ، فأخرج من ذهولي لأقول : الآن أقفرت
البلاد من الزرع ، وأبيت مهموما .
وبسوء أخلاق الناس آنذاك ، وانقسام القرى لطرفين
متخاصمين ، كانوا يديكون بعضهم بعضا ، فهذا يسمم
دواب ذاك وذلك يحق زرع خصمه أو يقطع شجره
وكنا نحن الأطفال نسافر في حكايا الرعب التي
توارثتها الأمهات ، وعندما كنت أجلس مع أطفالي
كنت أحدثهم عن الجوع فلا يصدقون ، وعن الجراد
فيضحكون من تصرفاتنا آنذاك ، وعن عتمة الطرق
فيساءلون ، فاليوم لا يستطيعون فهم معنى كلمة جوع
لأنهم سرعان ما توضع أمامهم ألوان الأطعمة ، ولا يعرفون
معنى شاب لا يملك الا قميصا واحدا وسروالا واحدا ، لأن
خزانة كل منهم ملآى بالموديلات الجديدة من الملابس ، وهم
يظنون أننا نتكلم عن مجهول أو نهول لهم الوضع ليتنازلوا
عن تبذيرهم ورمي نصف حبة الفاكهة المأكول نصفها ،
تلك الذكريات ، حملتها معي ، وهي حاضرة معي ،
أراها وكأنها تحدث الآن وأستحضر ألسنة اللهب التي
كانت تتصاعد في السماء عندما كنا نهب ليلا لإطفاء الحريق
كنت أنظر بعيني أطفالي فأراهم مدهوشين غير مصدقين
فتتناثر أيام طفولتي أمامي ، وأستغرق في تفكير عميق
يوقظني منه أحد أبنائي متسائلا ، يا أبي أين هو الزرع
الذي يمكن حرقه ، فأخرج من ذهولي لأقول : الآن أقفرت
البلاد من الزرع ، وأبيت مهموما .
تعليق