مفهوم " كتابة الجسد" وتداعياته في الأدب العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.مصطفى عطية جمعة
    عضو الملتقى
    • 19-05-2007
    • 301

    مفهوم " كتابة الجسد" وتداعياته في الأدب العربي

    مفهوم " كتابة الجسد" وتداعياته في الأدب العربي
    بقلم /د. مصطفى عطية جمعة
    مصطلح " كتابة الجسد " تعبير شاع في الأوساط الأدبية في السنوات الأخيرة ، ويعني أن يعبر الأديب عما هو موجود ملموس حسي بالنسبة إليه ، ومن هذا الحسي جسده ، هذا البناء العضوي الذي يحوينا ، ونتعايش به ، ونتلذذ بحواسه . وطرحوا فكرة أن نعبر عن أجسادنا بكل أعضائها ، دون التفرقة بين عضو وآخر ، ويستطيع القارئ الفطن أن يعي أن هذه الفكرة تحمل في ثناياها مفهومًا علمانيًا ماديًا أساسه : لا للروح ولا للتعبير عنها ، لأنها غير ملموسة ، وإنما التعبير عن الجسد المادي فقط ، وأنه لا قيود أخلاقية على الكتابة الجسدية ، فلا فرق بين اليد والأعضاء الجنسية ، فالمنظور ثابت : نعبر عن كل جسدنا ولذائذه ، مثل لذة الطعام والشراب والجنس .
    هكذا شاع المصطلح في الأدب الغربي ، وكان يضاد الكتابات الأدبية التي اتخذت الروح والعقل ميدانًا لها ، فأغرقت في الفلسفة ، وهومت في الشعور ، ونست أن للجسد حق عليها ، فتجاهلته وتجاهلت إحساساته ، فكانت الصيحة المعلنة : لنعد لأجسادنا ولنعبر عن حواسنا . وقد جاء هذا المصطلح متماشيًا مع الجيل الثالث من جماعات حقوق الإنسان ، هذا الجيل الذي راح يعترف بحقوق الشواذ : اللواطيين والسحاقيات ، وطالب بشرعية العلاقة ، وشرعية زواجهم ، وهاجم نظام الزواج القديم . فظهرت كتابات حملت اسم " كتابة الجسد " في شعر وقصة ومسرح وفن تشكيلي، ورأى الجمهور الغربي عرايا على المسرح تحت دعوى مسرح الجسد ، وقرأ في الأدب : علاقة بين المحارم : الأب وابنته والأم وابنها ، والطالب ومعلمته ، ورأى لوحات تشكيلية حملت صورًا لأعضاء الجنس وبعض الفنانين استخدم السائل المنوي في لوحاته .
    وكالعادة انتقل المصطلح إلى أدبنا العربي بموجة تهليل لكل ما هو قادم من الغرب ، وادّعى من روّجوه أنهم ينقلون آخر إبداعات أوروبا ، وطالبوا بشرعية كتاباتهم ، فكان أن ظهرت موجة كبيرة بين الشعراء والقصاصين تبنت الكتابة الجسدية ، فرأينا بعض قصائد النثر التي كتبت عما نفعله في دورات المياه ، وعن المعاكسات في المواصلات العامة وعن الرغبات المحرمة المكبوتة نحو المحارم . واشتدت الموجة أكثر مع ظهور رواية الكاتب المغربي " محمد شكري " والتي حملت عنوان "الخبز الحافي ، سيرة روائية محرمة " وفيها استعرض الكاتب / الروائي تاريخه مع جسده منذ طفولته ، مع والديه ، وأقرانه ، وعلاقاته وهو مراهق مع بنات الهوى ، في مراكش والدار البيضاء . وكل ما خطّه كان بشفافية مطلقة عن حياته – كما ادعى - ، دون زيف أو ادعاء . والغريب أن هذه الرواية ترجمت ونشرت في فرنسا وحققت شهرة كبيرة ، قبل أن تنشر في بيروت ، ولأنها منعت منذ الإصدار الأول ، فقد تم بيعها سرًا بعشرات الآلاف من النسخ ، فكل ما هو ممنوع مرغوب ، ونال كاتبها شهرة لم يحلم بمثلها ، وفجّرت هذه الرواية أزمة في الجامعة الأمريكية في القاهرة ، حين أقرها أحد أساتذة الأدب على الطلاب ، واعترض عليها أولياء الأمور ، والمعروف أن الجامعة الأمريكية لا يلتحق بها إلا أبناء الطبقة الغنية المتغربة ولكن لفظاظة الرواية اهتاج الطلاب والطالبات وأولياء الأمور .
    وعلى الجانب الآخر ( الأنثوي ) ، ظهرت الكاتبة الجزائرية " أحلام مستغانمي " التي كتبت رواية " سيرة جسد " وحققت من ورائها شهرة ضخمة بسبب تبني جماعات حقوق الإنسان الغربية لقضيتها ، وتعاطف العلمانيين العرب ضد الإسلاميين ، حيث تناولت مستغانمي سيرتها الجنسية كامرأة ، في كل تقلباتها وعلاقاتها الذكورية والأنثوية ، واعتبرت أنها مقموعة في مجتمعها الشرقي الذكوري ، وقد ازدادت شهرتها بعدما اشترى المخرج العالمي يوسف شاهين هذه الرواية ، وقرر أن يحولها إلى فيلم سينمائي ، وكان هذا منذ عشر سنوات ، وحتى الآن لم يظهر الفيلم للوجود ، ومازالت الرواية محبوسة في أدراج مكتب يوسف شاهين .
    وسار الأدباء العرب على نفس النهج ، ولعلنا نذكر أزمة الروايات الثلاث التي فجّرها نائب الإخوان المسلمين في مصر " محمد جمال حشمت " ضد وزارة الثقافة ، حيث نشرت سلسلة أصوات أدبية ثلاث روايات على نفس المنوال السابق للأدباء : ياسر شعبان ، ومحمود حامد ، وتوفيق عبد الرحمن ، واندفعت الأقلام العلمانية تهاجم الإسلاميين وتدافع عن حق المبدع في الكتابة ، ولو قرأوا بتمعن هذه الروايات في ضوء قيم المجتمع ، لربما غيروا رأيهم .
    فرواية الطبيب ياسر شعبان جاءت معبرة عن أجواء الانحراف في المستشفيات المصرية من خلال علاقة طبيب شاب مع الممرضات والطبيبات والمرضى .
    أما رواية المخرج توفيق عبد الرحمن ، فقد سار على نفس منوال " محمد شكري " ، فاستعرض سيرة جسده مع تمصير الطرح والأحداث ، بفجاجة شديدة ، ووقاحة في اللفظ والوصف .
    أما رواية الأديب محمود حامد فهي وللمفارقة لا تحتوي إلا على مشاهد جنسية بسيطة وقليلة وموظفة فنيًا في العمل الأدبي ، وهي في مجملها راوية راقية فنيًا وفكريًا ، وتضمنت دفاعًا عن الإسلاميين بشكل لافت ، حيث عقدت موازنة بين سلوك بطل منحرف وشقيقه الإسلامي الملتزم في حياتهما . وهذه الرواية تعرضت لظلم كبير ، وقد أصيب كاتبها بالإحباط واعتزل الكتابة الأدبية نهائيًا ، وهذا يدل على أن المسألة ليست حكمًا نقديًا قيميًا بل مجرد أهواء ونزعات .
    المشكلة أن الأدباء الشباب العرب لم يتشربوا قيم الإسلام ولا تصوراته للكون والحياة وبالتالي فهم عرضة لكل ناعق غربي ينعق بالجديد ، دون وعي وإبداع حقيقي .
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    بارك الله فيك أخي الناقد الفذ د. مصطفى عطية جمعة و شكراً لك طرح هذا الموضوع المهم بل البالغ الأهمية .
    المشكللة كما ذكرت في نهاية دراستك :
    ( أن الأدباء الشباب العرب لم يتشربوا قيم الإسلام ولا تصوراته للكون والحياة وبالتالي فهم عرضة لكل ناعق غربي ينعق بالجديد ، دون وعي وإبداع حقيقي . )
    فهم يقعون فريسة التقليد الأعمى لكل ما هو شاذ و لا يتوائم مع قيمنا الشرقية و مبادئنا الإسلامية التي تربينا عليها و التي صارت مترسخة في أعماقنا .
    كنا في وقت من الأوقات ندعي أن نزار قد بلغ غاية التسيب في ( بعض أشعاره )
    إلا أنه كان أخف وطأة بكثير من ترهات من جاءوا بعده مقلدين له عن غير وعي و داعين إلى خلع كل ثوب يعتقدون أنه يعوق إبداعهم و تحررهم حتى لم تعد على جسدهم أي قطعة تستر عورته و لا عورة المتلقي و المتذوق العربي المسلم .
    إنها ثورة على كل القيم و المبادئ بدون وعي و موجة غربية غريبة جاءت لتلطم وجه الحضارة الإسلامية بقوة في لحظة من لحظات ضعف المسلمين و انفتاحهم على الغرب بدعوى حرية الفكر و الإبداع و القرية المفتوحة الواحدة .
    و لو علم هؤلاء أن لكل أمة ثوابتها و عقيدتها التي لا يجب أن تحيد عنها .. و لو تعمقوا أكثر في حضارتهم الإسلامية لعرفوا أن فيها كنوزاً أفضل بكثير من تلك القشور التي سرعان ما ستزول مع أول هبة لريح الصحوة .

    شكرا لك
    و لك الود
    sigpic

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      مستشار أدبي
      • 23-05-2007
      • 5434

      #3
      [align=justify]شكرا للدكتور محمد عطية جمعة على هذا الطرح الرصين.

      لا تكمن مشكلة "كتابة الجسد" عند العرب في الطرح بحد ذاته، فكل ما طرح في رواية "الخبز الحافي، سيرة روائية محرمة" لمحمد فكري، ورواية "سيرة جسد" لأحلام مستغانمي، هو أمر شخصي يمثل الكاتبَين وحدهما فقط، فضلا عن أن الشذوذ الفكري والجنسي موجود لدى جميع الأمم، بل في وجود مؤسسات في الغرب تهتم بكل ما هو شاذ عند العرب، جعلت الروايتين تحققان انتشارا واسعا. وقد أشرت إلى ذلك في مقالة "وشهدت حرباء من أهله" في باب "مقالات وخواطر سليمانية"، وعايشت ذلك كثيرا في الغرب، فكم من مرة دعيت ـ بحكم عملي ـ لمناقشة مثل هذه الروايات، واضطررت لقراءتها، ثم وجدتني أمام شواذ ما كان لرواياتهم أن تنتشر لولا غاية في نفس يعقوب.

      وكان من آخر ما قرأت رواية اسمها "قدما عبدالله" لكاتب هولندي من أصل مغربي أمازيغي، نسب إلى العرب والأمازيغ في كتابه ما يفوق التصور من أمور مستبشعة، إلا أنه لم يُكتب لروايته ـ وهي بالهولندية ـ الرواج الذي كان يطمع به من وراء جلد ذاته وشتم قومه، مثلما كتب لروايات مستغانمي وفكري، وكتب السعداوي والمرنيسي وغيرهم من أصحاب الشذوذ الفكري والجنسي والعقدي.

      ومن الجدير بالذكر أن "كتابة الجسد"، كما شخصها الدكتور جمعة، منتشرة في الغرب في المجال الفني (المسرح والأوبرا) فقط، ولم ترق لتبلغ مستوى الأدب العام فيه.

      ولدي ملاحظة أخيرة تتعلق بوسم المخرج يوسف شاهين "بالمخرج العالمي". هل هو "مخرج عالمي" حقا؟ وماذا يعني "مخرج عالمي"؟ في الحقيقة إن فلمه "المصير" الذي زور فيه تاريخ ابن رشد وأراد أن يسمع الغربيين ما ظن ـ لجهله وانتهازيته ـ أنهم يودون سماعه، يجعله في مصاف الكتاب الذين ذكروا أعلاه، إلا أنه يختلف عنهم في أنه لم ينل شهرتهم في الغرب، ولم يحصل على الجوائز التي حصل عليها بعضهم فيه (حصلت فاطمة المرنيسي على جائزة إرازموس قبل عامين وهي أهم جائزة أوربية بعد جائزة نوبل). أما فلمه "وداعا يا بونابرت" فهو من أسخف ما أنتجته صناعة السينما العربية، ويدل على مدى جهل أكثرية المخرجين العرب بالتاريخ والحاضر والأدب والعلم والثقافة بوجه عام.

      وتحية طيبة عطرة.
      [/align]
      عبدالرحمن السليمان
      الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      www.atinternational.org

      تعليق

      • فتنة قهوجي
        عضو الملتقى
        • 25-05-2007
        • 308

        #4
        اسعد الله أوقاتك دكتور مصطفى عطية جمعة
        بعيدا عن التعليق على مقالة حضرتك
        عندي سؤال
        هل ايضا شعراء العصر الاموي و تحديدا شعراء العصر العباسي _ الذين كتبوا في الشذوذ و اللواط الذي كان ممارسا في الــــــــــــ *العلاقات الجنسية المحرمة * _ كانوا ايضا يكتبون لاجل الغرب ؟!!!!
        و حقا كتابة الجسد حدث جديد وصلنا وفجأة وفقط من الغرب ؟!!!!!!!!!!!!
        محبتي و احترامي و تقديري
        التعديل الأخير تم بواسطة فتنة قهوجي; الساعة 08-07-2007, 16:10.
        [URL=http://www.eoeo.ws][IMG]http://www.eoeo.ws/e/get-5-2007-eoeo_10dzevbq.jpg[/IMG][/URL]
        [color=#8B0000]

        [font=Comic Sans MS][size=5] *لا ترمى بالحجارة الا الاشجار المثمرة * [/size][/font][/color]


        صفحتي الخاصة
        [url]www.fitna.cjb.net[/url]

        تعليق

        • د.مصطفى عطية جمعة
          عضو الملتقى
          • 19-05-2007
          • 301

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
          بارك الله فيك أخي الناقد الفذ د. مصطفى عطية جمعة و شكراً لك طرح هذا الموضوع المهم بل البالغ الأهمية .
          المشكللة كما ذكرت في نهاية دراستك :
          ( أن الأدباء الشباب العرب لم يتشربوا قيم الإسلام ولا تصوراته للكون والحياة وبالتالي فهم عرضة لكل ناعق غربي ينعق بالجديد ، دون وعي وإبداع حقيقي . )
          فهم يقعون فريسة التقليد الأعمى لكل ما هو شاذ و لا يتوائم مع قيمنا الشرقية و مبادئنا الإسلامية التي تربينا عليها و التي صارت مترسخة في أعماقنا .
          كنا في وقت من الأوقات ندعي أن نزار قد بلغ غاية التسيب في ( بعض أشعاره )
          إلا أنه كان أخف وطأة بكثير من ترهات من جاءوا بعده مقلدين له عن غير وعي و داعين إلى خلع كل ثوب يعتقدون أنه يعوق إبداعهم و تحررهم حتى لم تعد على جسدهم أي قطعة تستر عورته و لا عورة المتلقي و المتذوق العربي المسلم .
          إنها ثورة على كل القيم و المبادئ بدون وعي و موجة غربية غريبة جاءت لتلطم وجه الحضارة الإسلامية بقوة في لحظة من لحظات ضعف المسلمين و انفتاحهم على الغرب بدعوى حرية الفكر و الإبداع و القرية المفتوحة الواحدة .
          و لو علم هؤلاء أن لكل أمة ثوابتها و عقيدتها التي لا يجب أن تحيد عنها .. و لو تعمقوا أكثر في حضارتهم الإسلامية لعرفوا أن فيها كنوزاً أفضل بكثير من تلك القشور التي سرعان ما ستزول مع أول هبة لريح الصحوة .

          شكرا لك
          و لك الود
          الأخ العزيز الأديب / د. جمال مرسي
          شكرا لمتابعاتك الدقيقة
          وأعد تعليقك المتقدم مساهمة فعلية في هذا النقاش
          فالموضوع ساخن ويشغل الساحة بشكل كبير ، ويحتاج إلى نقاش واسع
          تقبل خالص شكري وتقديري لك ولإبداعك

          تعليق

          • د.مصطفى عطية جمعة
            عضو الملتقى
            • 19-05-2007
            • 301

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
            [align=justify]شكرا للدكتور محمد عطية جمعة على هذا الطرح الرصين.

            لا تكمن مشكلة "كتابة الجسد" عند العرب في الطرح بحد ذاته، فكل ما طرح في رواية "الخبز الحافي، سيرة روائية محرمة" لمحمد فكري، ورواية "سيرة جسد" لأحلام مستغانمي، هو أمر شخصي يمثل الكاتبَين وحدهما فقط، فضلا عن أن الشذوذ الفكري والجنسي موجود لدى جميع الأمم، بل في وجود مؤسسات في الغرب تهتم بكل ما هو شاذ عند العرب، جعلت الروايتين تحققان انتشارا واسعا. وقد أشرت إلى ذلك في مقالة "وشهدت حرباء من أهله" في باب "مقالات وخواطر سليمانية"، وعايشت ذلك كثيرا في الغرب، فكم من مرة دعيت ـ بحكم عملي ـ لمناقشة مثل هذه الروايات، واضطررت لقراءتها، ثم وجدتني أمام شواذ ما كان لرواياتهم أن تنتشر لولا غاية في نفس يعقوب.

            وكان من آخر ما قرأت رواية اسمها "قدما عبدالله" لكاتب هولندي من أصل مغربي أمازيغي، نسب إلى العرب والأمازيغ في كتابه ما يفوق التصور من أمور مستبشعة، إلا أنه لم يُكتب لروايته ـ وهي بالهولندية ـ الرواج الذي كان يطمع به من وراء جلد ذاته وشتم قومه، مثلما كتب لروايات مستغانمي وفكري، وكتب السعداوي والمرنيسي وغيرهم من أصحاب الشذوذ الفكري والجنسي والعقدي.

            ومن الجدير بالذكر أن "كتابة الجسد"، كما شخصها الدكتور جمعة، منتشرة في الغرب في المجال الفني (المسرح والأوبرا) فقط، ولم ترق لتبلغ مستوى الأدب العام فيه.

            ولدي ملاحظة أخيرة تتعلق بوسم المخرج يوسف شاهين "بالمخرج العالمي". هل هو "مخرج عالمي" حقا؟ وماذا يعني "مخرج عالمي"؟ في الحقيقة إن فلمه "المصير" الذي زور فيه تاريخ ابن رشد وأراد أن يسمع الغربيين ما ظن ـ لجهله وانتهازيته ـ أنهم يودون سماعه، يجعله في مصاف الكتاب الذين ذكروا أعلاه، إلا أنه يختلف عنهم في أنه لم ينل شهرتهم في الغرب، ولم يحصل على الجوائز التي حصل عليها بعضهم فيه (حصلت فاطمة المرنيسي على جائزة إرازموس قبل عامين وهي أهم جائزة أوربية بعد جائزة نوبل). أما فلمه "وداعا يا بونابرت" فهو من أسخف ما أنتجته صناعة السينما العربية، ويدل على مدى جهل أكثرية المخرجين العرب بالتاريخ والحاضر والأدب والعلم والثقافة بوجه عام.

            وتحية طيبة عطرة.
            [/align]
            الأستاذ الجليل / عبد الرحمن سليمان
            سلام الله عليك
            أشكرك جزيل الشكر على هذا النقاش الثري ، وأؤيدك فيما تقول ، فقد صارت المسألة الجنسية موضة لكل من أراد الشهرة
            أما نعتي ليوسف شاهين بالعالمي ، فهو وإن كنا نختلف معه في مضمون أفلامه ، ولكنه بلاشك له أعمال عالية القيمة فنيا وموضوعيا مثل صلاح الدين والآخر وعودة الابن الضال وغيرها ، وهذه ليست شهادة شخصي البسيط ، بل شهادة مهرجانات دولية عديدة .
            أشكر لك هذا الجهد الطيب ، وأعد ما ذكرته ضمن الحلقة النقاشية التي أدعو الله أن تستمر حول أبرز موضوعات الساحة الادبية
            وبجهودك وقلمك يكتمل المشهد والنقاش
            حبي وتقديري إليك

            تعليق

            • د.مصطفى عطية جمعة
              عضو الملتقى
              • 19-05-2007
              • 301

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة فتنة قهوجي مشاهدة المشاركة
              اسعد الله أوقاتك دكتور مصطفى عطية جمعة
              بعيدا عن التعليق على مقالة حضرتك
              عندي سؤال
              هل ايضا شعراء العصر الاموي و تحديدا شعراء العصر العباسي _ الذين كتبوا في الشذوذ و اللواط الذي كان ممارسا في الــــــــــــ *العلاقات الجنسية المحرمة * _ كانوا ايضا يكتبون لاجل الغرب ؟!!!!
              و حقا كتابة الجسد حدث جديد وصلنا وفجأة وفقط من الغرب ؟!!!!!!!!!!!!
              محبتي و احترامي و تقديري
              الأخت العزيزة المبدعة / فتنة
              تحياتي الطيبة إليك وإلى قلمك الطيب
              للإجابة عن سؤالك لابد أن نفرق بين الدعوة والأصل .
              الأصل : الشذوذ والجنس المحرم موجود قدم وجود الإنسان على الأرض
              والدعوة : هي الكتابة بالجسد التي سادت في أوروبا لمبررات وعوامل عدة
              والفرق بين هذين : إن الدعوة تبرر وتضفي الشرعية على الأصل ، مما يجعل هذه الممارسات شرعية ومعترف بها ، ومن حق من يفعلها أن يجاهر بها دون خجل . وهذا جوهر كتابة الجسد .
              وما فعله بعض شعراء العباسيين قديما ، فعل من قبل في كل المجتمعات ، وكان مستهجنا من قبل هذه المجتمعات في أغلبها ، لأنه ضد الفطرة ، وأعتقد أن ما فعله أبي نواس وغيره ، كان ضمن دائرة المجون ، ولكن من المسلم به أنه لم يكن شرعيا ولا معترفا به ، عكس الآن ، الذي باتت هذه الممارسات مقننة ومحمية وهناك زواج للشواذ ، وهناك جمعيات لهم ، وبالطبع يبحثون عن أدب معبر عنهم .
              لك خالص شكري وتقديري

              تعليق

              • فتنة قهوجي
                عضو الملتقى
                • 25-05-2007
                • 308

                #8
                أشكرك دكتور مصطفى عطية لاهتمام و لاجابتي
                دمت بخير
                محبتي واحترامي و تقديري
                التعديل الأخير تم بواسطة فتنة قهوجي; الساعة 09-07-2007, 17:27.
                [URL=http://www.eoeo.ws][IMG]http://www.eoeo.ws/e/get-5-2007-eoeo_10dzevbq.jpg[/IMG][/URL]
                [color=#8B0000]

                [font=Comic Sans MS][size=5] *لا ترمى بالحجارة الا الاشجار المثمرة * [/size][/font][/color]


                صفحتي الخاصة
                [url]www.fitna.cjb.net[/url]

                تعليق

                • د.مصطفى عطية جمعة
                  عضو الملتقى
                  • 19-05-2007
                  • 301

                  #9
                  الأخت العزيزة الأديبة / فتنة
                  أهلا بك دائما ، فالنقاش الجاد خير وسيلة للتقارب الفكري والإبداعي
                  تحياتي لك

                  تعليق

                  • عبدالرؤوف النويهى
                    أديب وكاتب
                    • 12-10-2007
                    • 2218

                    #10
                    سؤال برىء جداً جداً

                    هل الكتابة عن الجنس وصمة عار للكاتب ؟؟
                    أليس الجنس نشاطاً إنسانياً ومن صميم وجوده؟؟

                    أعتقد أنه ومن خلال الإطلالة على الأدب العربى ، أن الكتابة عن الجنس كانت تلقى تقديراً.
                    بل أتذكر أننى ومنذ سنوات طويلة ، قرأت دراسة جيدة عن (أزمة الجنس فى الرواية العربية ) لمؤلفها الراحل الدكتور /غالى شكرى ..

                    لا أتصور أن الكتابة عن الجسد موضة بل أجد جنساً واضحاً فى ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ ،حكاية( شهد الملكة ) ،وهى كتابة ممتازة عن الجسد ،والمشكلة ليست فى الكتابة ولكن فى طريقة التناول واستخدام الأسلوب الأدبى . وهناك من الأعمال القصصية ليوسف إدريس وإحسان عبد القدوس والطيب صالح وفتحى غانم ومحمود بدوى وسهيل إدريس وغيرهم ،ما يرقى إلى المستوى الرصين فى تناول الجنس كنشاط إنسانى فعال وليس (برنوجرافيا).لقد قرأتُ الروايات الثلاث التى قامت الدنيا بشأنهم ولم تقعد ، وكان لى رأياً خاصاً ليس فقط كقارىء ولكن كرجل أعمل فى حقل القانون والدراسات الفقهية والقضائية ، أن الخروج عن المألوف والسائد قد يسبب مشاكل لاحصر لها .وأن النقد الأدبى الرصين ورجالاته الأفذاذ يكون لهم قصب السبق فى بيان أوجه النقد فى هذه الأعمال الأدبية أياً كان مستواها والكتابة عنها .

                    وأما النائب عن (الإخوان المسلمون ) الذى أثار المشكلة ،قد سبقه آخر ...طبيب الأشعة / محمد عباس ، عندما ظهرت جريدة الشعب الحزبية عن حزب العمل المصرى وفى أعلى الصفحة الأولى منها وبالبنط العريض وباللون الأسود (من يقاتل معى فى سبيل الله).
                    وظننت أنه يدعو لتحرير فلسطين و المسجد الأقصى من أيدى الصهاينة الملعونين ،ولكن للأسف كانت عن رواية( حيدر حيدر)، (وليمة لأعشاب البحر )هذه الرواية التى طُبعت سنة 1983م ولم تلق رواجاً ثم قامت هيئة قصور الثقافة المصرية بطبعها (طبعة ثانية)،وكانت ليلة القدر للرواية متوسطة القيمة أن هاجت الدنيا وماجت وأصبحت الرواية أشهر من صاحبها وأعتبرها الإخوان المسلمون مسماراً يُدق فى نعش الحكومة والسلطة ، إنها لعبة السياسة بين فصيلين الإخوان والسلطة .هل الإخوان المسلمون هم وحدهم الحريصون على الدين الإسلامى ومنظومة القيم والأخلاق ؟؟
                    وهل هم الفاهمون الوحيدون فى قراءة النصوص الأدبية ؟
                    ما أشبه الليلة بالبارحة ..ومشكلة رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ..

                    عندما يصبح الأدب بفروعه المختلفة (مسمارجحا) تلجأ إليه حركة الإخوان المسلمين لضرب السلطة السياسية ومهاجمة الحكومة (فيه تار بايت بينهم ) واستغلال قصة أو بيت شعر فى قصيدة أو كلمة قالها وزير أثناء دردشته مع مذيع فى قناة فضائية ،ومسايرة النقاد لهم فى منحاهم التهييجى ،فهذا لايُعد نقداً أدبياً رصيناً بل هو مشايعة وسير فى ركب الإثارة .

                    عبدالرؤوف النويهى
                    المحامى بالنقض.

                    تعليق

                    • د.مصطفى عطية جمعة
                      عضو الملتقى
                      • 19-05-2007
                      • 301

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرؤوف النويهى مشاهدة المشاركة
                      سؤال برىء جداً جداً

                      هل الكتابة عن الجنس وصمة عار للكاتب ؟؟
                      أليس الجنس نشاطاً إنسانياً ومن صميم وجوده؟؟

                      أعتقد أنه ومن خلال الإطلالة على الأدب العربى ، أن الكتابة عن الجنس كانت تلقى تقديراً.
                      بل أتذكر أننى ومنذ سنوات طويلة ، قرأت دراسة جيدة عن (أزمة الجنس فى الرواية العربية ) لمؤلفها الراحل الدكتور /غالى شكرى ..

                      لا أتصور أن الكتابة عن الجسد موضة بل أجد جنساً واضحاً فى ملحمة الحرافيش لنجيب محفوظ ،حكاية( شهد الملكة ) ،وهى كتابة ممتازة عن الجسد ،والمشكلة ليست فى الكتابة ولكن فى طريقة التناول واستخدام الأسلوب الأدبى . وهناك من الأعمال القصصية ليوسف إدريس وإحسان عبد القدوس والطيب صالح وفتحى غانم ومحمود بدوى وسهيل إدريس وغيرهم ،ما يرقى إلى المستوى الرصين فى تناول الجنس كنشاط إنسانى فعال وليس (برنوجرافيا).لقد قرأتُ الروايات الثلاث التى قامت الدنيا بشأنهم ولم تقعد ، وكان لى رأياً خاصاً ليس فقط كقارىء ولكن كرجل أعمل فى حقل القانون والدراسات الفقهية والقضائية ، أن الخروج عن المألوف والسائد قد يسبب مشاكل لاحصر لها .وأن النقد الأدبى الرصين ورجالاته الأفذاذ يكون لهم قصب السبق فى بيان أوجه النقد فى هذه الأعمال الأدبية أياً كان مستواها والكتابة عنها .

                      [/color].

                      عبدالرؤوف النويهى
                      المحامى بالنقض.

                      الأستاذ الكبير / عبد الرؤوف النويهي
                      سلام الله عليك وكل عام وأنت بخير
                      أشكرك على قراءتك للموضوع ، وعلى هذه المداخلة القيمة التي تنبئ عن ثقافتك الرفيعة .
                      أتفق معك أن الكتابة عن الجسد والجنس ليست عيبا ، وهناك مواقف جنسية عرضت في القرآن والأحاديث بإشارات وتلميحات دون تصريح ، وأنا في المقال أتناول مفهوم الكتابة عن الجسد وبالجسد ، وبالطبع أدين معك كل من يسف في الجنس أدبيا خاصة كتابات إسماعيل ولي الدين وما شابهها .
                      بالنسبة للرويات الثلاث المذكورة فأتفق معك في أن الأزمة كانت أكبر مما يجب وهذا عائد للبعد السياسي وكذلك في رواية الوليمة . وهذا لا يمنع مبدئيا من المناقشة الحرة للأدب بشكل عام ، وأن يدلي كل طرف برأيه الصريح .
                      أهلا بك

                      تعليق

                      • عبدالرؤوف النويهى
                        أديب وكاتب
                        • 12-10-2007
                        • 2218

                        #12
                        من هو إسماعيل ولى الدين ؟؟!!!

                        من الغريب حقاً أن الذى لايعرف أبجديات اللغة العربية ينال شرف نشر تفاهاته السقيمة والمنحطة وبتقديم من الكاتب الكبير /يحيى حقى !!!

                        فى أوائل السبيعنيات من القرن الماضى ،وكان الدكتور/ رشاد رشدى قد نال الحظوة والقربى من الرئيس المؤمن /أنور السادات وأصدر مجلته الأدبية (الجديد) بخمسة قروش مصرية ،أستقطعها من مصروفى وأشتريها ،كانت مجلة (على قد حالها) ومن أول صفحة لآخرصفحة كتابات رشاد رشدى وكتابات عن رشاد رشدى وخطابات من المعجبين بأدب ورقة وثقافة رشاد رشدى التى لامثيل لها ولانظير لشخصه العبقرى .

                        ولم يكتف الدكتور/ رشاد رشدى بصفحات المجلة فأصدر سلسلة (مطبوعات الجديد) استفتحها بمسرحيته الخالدة خلود أهرام مصر (حبيبتى شامينا) !!! وتتابعت الإصدارات مابين أعمال جيدة وأعمال سخيفة ،إلى أن صدرت رائعة المهندس المعمارى /إسماعيل ولى الدين ،أقصوصة (قصة حب) المليئة بالأخطاء اللغوية وسذاجة المضمون وسطحية التناول والسقوط فى مستنقع إثارة الغرائز .

                        أحسست وقتها _ وأنا دون العشرين ربيعاً _بالتفاهة والحقارة لمثل هذه الكتابات الرديئة ،لكن ما أثار دهشتى وعجبى آنذاك ،تقديم الكاتب الكبير /يحيى حقى لقصة ( الأقمر ) وتقريظه الحار لكاتبها (إسماعيل ولى الدين ) ، وكان تقريظ يحيى حقى بوابة الشهرة لتفاهات إسماعيل ولى الدين (حمام الملاطيلى ) و....و....وتصدت دار الهلال العريقة فى نشر التفاهات وأيضاً كتاب اليوم عن( مؤسسة أخبار اليوم ) ثم دور نشر أخرى تبغى الربح المادى من كتابات سيئة السمعة حقيرة المضمون أشبه بالبرنو جرافيا أو قريبة منها أو على شاكلتها .


                        سقطة من سقطات الرواد الكبار لن يغفرها التاريخ أن تخرج هذه الرداءات بموافقتهم ومباركتهم وتقريظهم .



                        الأستاذ الدكتور /مصطفى جمعة .
                        عاطر الحب وصادق التحية

                        الكتابة الجيدة تطرد الكتابة السيئة ، فماذا بقى من إسماعيل ولى الدين ؟؟؟؟؟؟
                        شوية أفلام تجارية رخيصة لقصصه الفجة .


                        على هامش ذكر (إسماعيل ولى الدين ) حاولت استعادة جزء من الماضى بعد مرور مايقرب من خمسة وثلاثين عاماً ..أتصور أنه حى بداخلى لم يمت ولم يغمره النسيان.

                        أتمنى من سيادتكم دراسة عن حقبة السبيعنيات من القرن الماضى وشيوع الكتابات الرديئة سواء فى الرواية أو القصة أو الشعر التى كانت تلهث وراء الجنس المقزز والحقير (كتابات البرنوجرافيا).
                        عبدالرؤوف النويهى
                        المحامى بالنقض

                        تعليق

                        • بلقاسم علواش
                          العـلم بالأخـلاق
                          • 09-08-2010
                          • 865

                          #13
                          السادة الأساتذة الكرام
                          ليس ببعيد أنّ الكثير من الكتابات المبتذلة تكتب لجهات تقرؤها وتريدها، والغرب أول قارئ ومتلقف ومحفز، لأنه يريد أن يرى
                          مجتمع الشرق بهذا الزي وبهذا اللون المتجلي في كتابة الابتذال، الكتابة التي تعري الجسد وتغوص في تفاصيله، لكن الجسد الذي ابْتُذِلَ وروّج له الغرب ساعد على نشره في ديار الشرق حكام العرب، انتفض أخيرا، وقول مايريد، وجعل منه البوعزيزي شعلة أتت كالحريق على الهشيم، والتهمته التهاما، فلم ينفع عريُ الجسدِ الحكامَ العرب، بعدما أسقط عروشهم واحدا واحدا، ولم ينفع متربصي الغرب، بعدما أتى بمن استهدفهم عري الجسد الإبداعي، وأحلهم محل من راهنوا على تعرية الجسد جميعا من عرب وعجم، وكفى الله الشعوب شر البحث عن الوسيلة.
                          ولله في خلقه شؤون.
                          وتحية طيبة
                          التعديل الأخير تم بواسطة بلقاسم علواش; الساعة 01-01-2012, 23:10.
                          لا يَحـسُـنُ الحـلم إلاّ فـي مواطـنِهِ
                          ولا يلـيق الـوفـاء إلاّ لـمـن شـكـرا

                          {صفي الدين الحلّي}

                          تعليق

                          يعمل...
                          X