تذوق الشعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد جابري
    أديب وكاتب
    • 30-10-2008
    • 1915

    تذوق الشعر

    تذوق الشعر
    يقول الوزاني: " الشعر مرآة الاهتزازات النفسية ومظهر روحي لصلة الإنسان بنفسه والعالم المحيط به,."
    تغري قصيدة النثر ذات الليل البهيم أدباء ويدخلون في عالمها حيث الضباب قد لف الأرجاء، والغيوم المتلبدة تمنع سطوع نور الشمس في واضحة النهار، وكأني بها امتداد للمدرسة الرمزية، و لفكر يساري جنحت ثقافته نحو الليل البهيم ببومه وخفاشه وحنشه الأسود، وشبحه المخيف، وهي ثقافة تعرب إعرابا عما يختلج أولئك الذين فقدوا السكينة، ولم يعرفوا للطمأنينة معنى، ولم يركنوا إلى باب الله حيث الصفاء الروحي والهيام في بحر جمال خلق الله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا.
    فكيف يتذوق الشعر من انزوى إلى جحر الضب ، حيث بات الجان اسمه، والجون لونه ، والجحر المظلم مسكنه، فأي لون تشرق أصباغه في الليل البهيم الأليل؟ وأي فن تطلع لآلئه هناك؟ وبالأحرى فأي جمال يتذوق في تخوم الظلام؟ { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }[النور : 40]،
    ولئن نبتت هذه النبتة في أرض ضاق صدرها، وتأزمت نفوسها، وشعر أهلها باختناق يقض المضجع، وبأزمة روحية تذهب بصفاء الروح، ولوثت الأجواء حول المرء جراء معتقداتهم المنحرفة، وإرهاصات الفكر الإلحادي، فكيف تجتر هذا الدجن أمة بذكر ربها تطمئن أفئدتها، وتلمس صفاء الكون ونقاء الروح وسلامة المذهب، وتتوق إلى الجمال الأخاذ، وتمعن في ارتقاء جو السماء، حيث تطير شاعريتها نحو القمر، وتنعم النظر في ضوئه، فترشف منه ما يؤهلها لبلوغ نور الشمس، والقفز إلى مصاف الأقران، وتعلوا، وتعلو ا فوق هذا الكم من زخم الفكر إلى هناك حيث الإشراق النوراني يلف القلب ويعرج معراج الروح ، والتي لن تستكن إلا تحت عرش ربها. وبهذا تتقلب بين الأنوار والمحجة اللاحبة من نور إلى نور : من نور القمر، إلى نور الشمس، إلى الله: نور السماوات والأرض عبر نور الكتاب، لتنسجم بين آيات الله القرآنية وآياته الكونية في سكون ضمير وراحة بال وطمأنينة تغمر الفؤاد.

    إن لم يكن الشعر شاعرية تحلق الأجواء في سماء الكون المنير فتشرق جواهر فنه وتتبرج للعيان، معربة للخاص والعام بأنها مجرد جرم سماوي وإن أنارت الأرض بإشعاعاتها، فما عساها أن تكون وهي تحاول التحليق في سماء البوم والخفاش والشبح المخيف؟
    لكن الثعابين ألفت المشي على بطنها يردها صيد يومها، لتقبع في جحرها وقد أطلقت لصفيرها العنان، ظنا منها بأن الفن لا وجود له إلا في ركنها الركين، وشتان بينها وبين من لا يحسن المشي على الأرض وإنما يعرج معراجه ويتألق نوره ممسكا بتلابيب نور ربه والذي يمتد في خط أفقي من السماء إلى الأرض مخضرة ألوانه متلألئة جواهره لا تنعم بلذة نظره إلا البصائر المستنيرة بنور ربها.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 03-04-2009, 11:12.
    http://www.mhammed-jabri.net/
  • عبدالرؤوف النويهى
    أديب وكاتب
    • 12-10-2007
    • 2218

    #2
    [QUOTE=محمد جابري;178992]تذوق الشعر

    [COLOR="Magenta"][align=justify]تغري قصيدة النثر ذات الليل البهيم أدباء ويدخلون في عالمها حيث الضباب قد لف الأرجاء، والغيوم المتلبدة تمنع سطوع نور الشمس في واضحة النهار، وكأني بها امتداد للمدرسة الرمزية، و لفكر يساري جنحت ثقافته نحو الليل البهيم ببومه وخفاشه وحنشه الأسود، وشبحه المخيف، وهي ثقافة تعرب إعرابا عما يختلج أولئك الذين فقدوا السكينة، ولم يعرفوا للطمأنينة معنى، ولم يركنوا إلى باب الله حيث الصفاء الروحي والهيام في بحر جمال خلق الله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا.




    [align=justify]أستاذنا الفاضل /محمد جابرى .
    ملتقانا ..به شعراء التفعيلة والعمودى وقصيدة النثر .
    قصيدة النثر ..هى محط الأنظار.. وقصب السبق ..ومتعة التذوق.

    لست أدرى ماذا نفعل بشعراء قصيدة النثر ..فى ملتقانا؟
    أنطلب منهم الرحيل أم نرفع راية التكفير أم نحذفهم وقصائدهم؟!![/align]

    تعليق

    • محمد سليم
      سـ(كاتب)ـاخر
      • 19-05-2007
      • 2775

      #3
      أستاذنا الفاضل محمد جابرى ,,
      مشكلة فعلا ..مصيبة قولا وعملا ,,عندما نسمع ونشاهد ونقرأ لأدباء لهم باع فى الثقافة والشعر.الكثير من كتاباتهم تسئ إلى الخالق وأنبيائه ورسله ..وكأن الفن والإبداع أصبح مطية لبلوغ غاية تشويه النفس البشرية وبث الشكوك بين جنباتها ...,, الحقيقة لا أجد أى مبرر ولا تبرير غير ما بدأت به مقالك من قول الوزرانى : أنها أهزازات نفسية ,, ولكن المصيبة ان هكذا أعمال تُنشر على الصبية والغلمان وقد يعتقدون أن هؤلاء ( المهتزين إيمانيا وعقديا ) هم القدوة والمثل !,, وللأسف أيضا تنشر تلك الأعمال الابداعية( الهوسوية ، المضطربة ) ومن النادر ان نجد معها النقد الملائم والذى يحاور العقل كى يستفيد منه القارئ أو يضع له البدائل البلاغية من تشبيهات وصور تؤدى ذات الغرض ..وجل ما نجده إن وجدناه هو تكفير الكاتب أو اتهامه بالخروج من الملة مما يُنفر القارئ من قراءة تلك ( الحدية ) فى النقد ومن ثم يترك للمخاصمين الساحة بعد أن قرأ وتخيل تلك التشويهات .......
      معذرة على تلقائية المشاركة ..شكرا.
      إضافة ؛
      بعد كتابة مشاركتى هذه ووضعها أسفل المقال قرأت مشاركة أستاذى عبد الرؤوف ..
      فسبحان الله لهذا الحد توارد خواطر!؟...

      التعديل الأخير تم بواسطة محمد سليم; الساعة 03-04-2009, 12:08.
      بسْ خلااااااااااااااااااااااااص ..

      تعليق

      • زياد القيمري
        أديب وكاتب
        • 28-09-2008
        • 900

        #4
        الاستاذ محمد جابري
        لك احترامي وتحيتي
        وبعد...
        ...إن القصيدة النثرية اليوم ،تُعدُ الزي الثقافي الذي ارتدته ثقافتنا العربية المعاصرة ،وبالتالي فإن الدعوة الى هجرها مدعاة لترك الثقافي الحضاري أو دعوة للانتقاص منه ،نظرا لشيوعه وسيطرته أيضا ،لذا فإنني أرى أن الحل يكمن في التصدي الفكري لهذه الظاهرة وبيان انتقاصاتها وارهاصاتها ،وضرورة خلق البدائل الفكرية واللغوية والبلاغية ،والتي بمقدورها ليس فقط التعويض عنها بل وتجازها ابداعيا أيضا....
        ....أما فيما يتعلق بما تفضلت به من تداخل الابداع ،بالتطاول على الأنبياء والرسل ،فإن تبرير هؤلاء -المتمشعرين -،لا يتجاوز ضرورة الفهم البلاغي لما يتناولوه من صور ،والتي هي أقرب ما تكون الى الحالة الزندقية العباسية وامتدادها التاريخي ،لذا أرى أن نقاشهم فكريا وبلاغيا وابداعيا هو أجدى وأكثر نفعا من تجاوزهم أو التحريض ضدهم....
        فما رأيك يا سيدي...؟؟؟؟
        ابن القدس-الاستاذ
        ....زياد القيمري
        التعديل الأخير تم بواسطة زياد القيمري; الساعة 03-04-2009, 12:20.

        تعليق

        • محمد جابري
          أديب وكاتب
          • 30-10-2008
          • 1915

          #5
          حبيبي عبد الرؤوف النويهي،
          لا غرو أن لدينا مبادئ سبق الاتفاق عليها، ومن ضمنها عدم إقصاء أيا من الكتابات والآراء - اللهم إلا ما حددته الإدارة من حدود لا يمكن القفز عليها -؛

          لا أهدف بتاتا إلى إقصاء قصيدة النثر الواضحة المعالم بفنون الكتابة بكل أشكالها وإنما أدخل في حوار مع أصحاب تلك العمياء التي تدخلك في دهليز من الظلمات لا ترى فيها أصباغا ولا ألوانا، ولا بديع ولا خيال ولا شاعرية... !!!...

          تضيع الرسالة ويضيع الهدف، ولولا الفائدة والزبدة فلم التعب، وتسويد الورق من باب الإسراف حرام... فأين المفر وأين يذهبون من يمضون في عماء...

          لدينا ولله الحمد أصحاب الأقلام الرفيعة ذات الشأن العالي أمثال الأستاذ علي متقي زاده الله فضلا منه ورضوانا. وكتاباتهم مميزة رفيعة ومن القصائد التي هيمنت علي وفرضت نفسها من هذا القبيل قصيدة جاءت في كتاب للأستاذ الأمراني تحت عنوان: " تختبئ الطيور لكي تموت " أقتنص منها ما يلي: وقد جاءت رثاء لاستشهاد أحمد ياسين:

          عبد العزيز..
          وأنت عزتنا
          وأنت نشيدنا القدسي
          في ليل الطغاة
          وأنت قدوتنا،
          وأنت ربيع قتلانا
          ما زلت في مرج الزهور ندىً
          متألقا عطرا وإيمانا علّمتنا الغضب المقدس
          بعدما سكنت
          رياح الثأر
          في أعراق من هانا


          منعوا عن اللرهبان قرتهم
          وما منحوا
          سيوف الهند فرسانا
          والحبر
          يتلو اليوم قرآنا
          زورا وبهتانا
          فيجيبه..
          من باع للأعداء إخوانا
          يتلو:
          " وإن جنحوا"
          وما جنحوا
          لكنهم ذبحوا
          شيبا وشبانا

          اغضب
          فديتك، أو دمٌ بدم
          فالصفح صار اليوم خذلانا
          .....
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 03-04-2009, 20:25.
          http://www.mhammed-jabri.net/

          تعليق

          • محمد جابري
            أديب وكاتب
            • 30-10-2008
            • 1915

            #6
            أخي محمد سليم ؛

            بالحوار والحوار وحده قضى العلماء على التيارات المنحرفة عبر الأجيال وردوهم إلى الصواب، فلم نسمع عندها آهات الثكالى، ولا أنات اليتامى ولا اعتقالات بالجملة، ولا حديث إرهاب كما هو شأن زماننا، لما غابت وظيفة المثقف في مجتمعاتنا.

            نقبل من الثقافات ما يساير منهجنا ومبدأنا، ونعرض، بل وننقض ما يخالف سمات ثقافتنا.

            قرأت يوما سيرة كاتب معتز بإلحاده، ونظرت إليها بعين الناقد المحايد، فليته اطلع عليها لستر وجهه كلية عن الأنظار...

            ولن نلبس بحمد الله قناع تكفير أحد، ولنا أسلوبنا في الدعوة، ليحيى من حيي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة... وقانا الله شر المزالق

            وبارك الله فيك
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 03-04-2009, 20:42.
            http://www.mhammed-jabri.net/

            تعليق

            • محمد جابري
              أديب وكاتب
              • 30-10-2008
              • 1915

              #7
              أخي زياد القميري

              اقترحت حبيبي :
              "فإنني أرى أن الحل يكمن في التصدي الفكري لهذه الظاهرة وبيان انتقاصاتها وارهاصاتها ،وضرورة خلق البدائل الفكرية واللغوية والبلاغية ،والتي بمقدورها ليس فقط التعويض عنها بل وتجازها ابداعيا أيضا....

              نعم هذا ما سعى المقال لإبرازه، بمقارنة أولي السكينة والطمأنينة واليقين مع أهل الشك والضباب العائم والظلام الدامس ويكذبون على أنفسهم حين ينعتون أنفسهم بالتنوير!!!... ويرموننا بالظلاميين.

              لله ذرك، فاقتراحك وجيه وهو ما سعى إليه المقال بحمد الله.وثمّ إشارة مهمة تقضي باستبدال كلمة " خلق" البدائل، بإيجاد البدائل، إذ الخلق من اختصاص الله : {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [الأعراف : 54]
              بوركت جهودك
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 03-04-2009, 20:55.
              http://www.mhammed-jabri.net/

              تعليق

              • محمد القاضي
                أديب وكاتب
                • 17-10-2008
                • 505

                #8
                [align=right]أستاذ محمد جابري

                أهلا بك اولا وأهلا بالأساتذة الذين شاركوا في النقاش ,

                وبصفتي أحد من يكتب قصيدة النثر بكل تواضع أقول لا تظلموا الجميع

                من أجل فئة قليلة تظن أنه بدخول تلك الدهاليز التي أشرت اليها يمكن

                لهم ركوب موجة التفرد والتميز ,,,

                إن قصيدة النثر هي نوع من الفنون الشعرية ولا يمكن إلباسها "طاقية التخفي"

                وأنا كتبت فيها أشعارا وطنية ولا تزال احدى قصائدي موجودة هنا في الصفحة

                الأولى , وهي وطنية بعنوان "دموع الكبرياء" فتفضل لزيارتها وأخذ فكرة ,

                حتى تتأكد بأنه ليس من الضروري أن يلعب الشاعر بالخطوط الدينية الحمراء

                حتى يكتب قصيدة ما .

                وبإشارتكم للأستاذ القدير علي المتقي فله موضوع مثبت في أعلى هذه الصفحة

                تناول فيه شخصية ومسار قصيدة النثر فتفضل للإطلاع عليه,,,

                متمنيا للجميع أحلى الأمنيات
                ...........[/align]
                البـنـدقيـة لا تَـقـتـل ، بل العقـل الذي أمرهـا !!







                "محمد القاضي"

                تعليق

                • محمد جابري
                  أديب وكاتب
                  • 30-10-2008
                  • 1915

                  #9
                  أخي محمد القاضي؛
                  رجعت إلى قصيدتك وذيلتها بتعليق بارك الله فيك، لم أرم إلى إقصاء أحد كان، ولم استهدف شعراء قصيدة النثر بالجملة وإنما أوضحت جيدا "تغري قصيدة النثر ذات الليل البهيم أدباء ويدخلون في عالمها حيث الضباب قد لف الأرجاء، والغيوم المتلبدة تمنع سطوع نور الشمس في واضحة النهار، وكأني بها امتداد للمدرسة الرمزية، و لفكر يساري جنحت ثقافته نحو الليل البهيم ببومه وخفاشه وحنشه الأسود، وشبحه المخيف،"...

                  تلك القصيدة المبهمة ذات الألغاز المتحجرة، وذات صبغة ثقافية خارج منوال دربنا.

                  قرأت لأخينا علي متقي بارك الله فيه ودخلت مدونته الشخصية ولكم هو رشيق، وعجيب، وواضح، لا يسلك درب الغموض إلا فيما اختلفت معه فقط في تأويل قصيدته التي يذكر فيها الرجال السبعة لمراكش...

                  زادك الله فضلا منه ورضوانا
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد جابري; الساعة 03-04-2009, 21:27.
                  http://www.mhammed-jabri.net/

                  تعليق

                  يعمل...
                  X