تذوق الشعر
يقول الوزاني: " الشعر مرآة الاهتزازات النفسية ومظهر روحي لصلة الإنسان بنفسه والعالم المحيط به,."
تغري قصيدة النثر ذات الليل البهيم أدباء ويدخلون في عالمها حيث الضباب قد لف الأرجاء، والغيوم المتلبدة تمنع سطوع نور الشمس في واضحة النهار، وكأني بها امتداد للمدرسة الرمزية، و لفكر يساري جنحت ثقافته نحو الليل البهيم ببومه وخفاشه وحنشه الأسود، وشبحه المخيف، وهي ثقافة تعرب إعرابا عما يختلج أولئك الذين فقدوا السكينة، ولم يعرفوا للطمأنينة معنى، ولم يركنوا إلى باب الله حيث الصفاء الروحي والهيام في بحر جمال خلق الله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا.
فكيف يتذوق الشعر من انزوى إلى جحر الضب ، حيث بات الجان اسمه، والجون لونه ، والجحر المظلم مسكنه، فأي لون تشرق أصباغه في الليل البهيم الأليل؟ وأي فن تطلع لآلئه هناك؟ وبالأحرى فأي جمال يتذوق في تخوم الظلام؟ { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }[النور : 40]،
ولئن نبتت هذه النبتة في أرض ضاق صدرها، وتأزمت نفوسها، وشعر أهلها باختناق يقض المضجع، وبأزمة روحية تذهب بصفاء الروح، ولوثت الأجواء حول المرء جراء معتقداتهم المنحرفة، وإرهاصات الفكر الإلحادي، فكيف تجتر هذا الدجن أمة بذكر ربها تطمئن أفئدتها، وتلمس صفاء الكون ونقاء الروح وسلامة المذهب، وتتوق إلى الجمال الأخاذ، وتمعن في ارتقاء جو السماء، حيث تطير شاعريتها نحو القمر، وتنعم النظر في ضوئه، فترشف منه ما يؤهلها لبلوغ نور الشمس، والقفز إلى مصاف الأقران، وتعلوا، وتعلو ا فوق هذا الكم من زخم الفكر إلى هناك حيث الإشراق النوراني يلف القلب ويعرج معراج الروح ، والتي لن تستكن إلا تحت عرش ربها. وبهذا تتقلب بين الأنوار والمحجة اللاحبة من نور إلى نور : من نور القمر، إلى نور الشمس، إلى الله: نور السماوات والأرض عبر نور الكتاب، لتنسجم بين آيات الله القرآنية وآياته الكونية في سكون ضمير وراحة بال وطمأنينة تغمر الفؤاد.
إن لم يكن الشعر شاعرية تحلق الأجواء في سماء الكون المنير فتشرق جواهر فنه وتتبرج للعيان، معربة للخاص والعام بأنها مجرد جرم سماوي وإن أنارت الأرض بإشعاعاتها، فما عساها أن تكون وهي تحاول التحليق في سماء البوم والخفاش والشبح المخيف؟
لكن الثعابين ألفت المشي على بطنها يردها صيد يومها، لتقبع في جحرها وقد أطلقت لصفيرها العنان، ظنا منها بأن الفن لا وجود له إلا في ركنها الركين، وشتان بينها وبين من لا يحسن المشي على الأرض وإنما يعرج معراجه ويتألق نوره ممسكا بتلابيب نور ربه والذي يمتد في خط أفقي من السماء إلى الأرض مخضرة ألوانه متلألئة جواهره لا تنعم بلذة نظره إلا البصائر المستنيرة بنور ربها.
يقول الوزاني: " الشعر مرآة الاهتزازات النفسية ومظهر روحي لصلة الإنسان بنفسه والعالم المحيط به,."
تغري قصيدة النثر ذات الليل البهيم أدباء ويدخلون في عالمها حيث الضباب قد لف الأرجاء، والغيوم المتلبدة تمنع سطوع نور الشمس في واضحة النهار، وكأني بها امتداد للمدرسة الرمزية، و لفكر يساري جنحت ثقافته نحو الليل البهيم ببومه وخفاشه وحنشه الأسود، وشبحه المخيف، وهي ثقافة تعرب إعرابا عما يختلج أولئك الذين فقدوا السكينة، ولم يعرفوا للطمأنينة معنى، ولم يركنوا إلى باب الله حيث الصفاء الروحي والهيام في بحر جمال خلق الله حيث لا ترى إلا ربا وفضلا.
فكيف يتذوق الشعر من انزوى إلى جحر الضب ، حيث بات الجان اسمه، والجون لونه ، والجحر المظلم مسكنه، فأي لون تشرق أصباغه في الليل البهيم الأليل؟ وأي فن تطلع لآلئه هناك؟ وبالأحرى فأي جمال يتذوق في تخوم الظلام؟ { أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ }[النور : 40]،
ولئن نبتت هذه النبتة في أرض ضاق صدرها، وتأزمت نفوسها، وشعر أهلها باختناق يقض المضجع، وبأزمة روحية تذهب بصفاء الروح، ولوثت الأجواء حول المرء جراء معتقداتهم المنحرفة، وإرهاصات الفكر الإلحادي، فكيف تجتر هذا الدجن أمة بذكر ربها تطمئن أفئدتها، وتلمس صفاء الكون ونقاء الروح وسلامة المذهب، وتتوق إلى الجمال الأخاذ، وتمعن في ارتقاء جو السماء، حيث تطير شاعريتها نحو القمر، وتنعم النظر في ضوئه، فترشف منه ما يؤهلها لبلوغ نور الشمس، والقفز إلى مصاف الأقران، وتعلوا، وتعلو ا فوق هذا الكم من زخم الفكر إلى هناك حيث الإشراق النوراني يلف القلب ويعرج معراج الروح ، والتي لن تستكن إلا تحت عرش ربها. وبهذا تتقلب بين الأنوار والمحجة اللاحبة من نور إلى نور : من نور القمر، إلى نور الشمس، إلى الله: نور السماوات والأرض عبر نور الكتاب، لتنسجم بين آيات الله القرآنية وآياته الكونية في سكون ضمير وراحة بال وطمأنينة تغمر الفؤاد.
إن لم يكن الشعر شاعرية تحلق الأجواء في سماء الكون المنير فتشرق جواهر فنه وتتبرج للعيان، معربة للخاص والعام بأنها مجرد جرم سماوي وإن أنارت الأرض بإشعاعاتها، فما عساها أن تكون وهي تحاول التحليق في سماء البوم والخفاش والشبح المخيف؟
لكن الثعابين ألفت المشي على بطنها يردها صيد يومها، لتقبع في جحرها وقد أطلقت لصفيرها العنان، ظنا منها بأن الفن لا وجود له إلا في ركنها الركين، وشتان بينها وبين من لا يحسن المشي على الأرض وإنما يعرج معراجه ويتألق نوره ممسكا بتلابيب نور ربه والذي يمتد في خط أفقي من السماء إلى الأرض مخضرة ألوانه متلألئة جواهره لا تنعم بلذة نظره إلا البصائر المستنيرة بنور ربها.
تعليق