الجنيه المتمرد
أخيرا انتهى عبد الله من وضع لمسات أخيرة على تصميمه ، أشارت بها لجنة المسابقة ، حين استدعته فى مقرها؛ لإخباره بأن تصميمه هو الأجمل ، ولابد أن يكون فى مطبعة صك العملة ؛ ليطرح على عموم الشعب ، وكلفته بإضافة بعض الخطوط الرقيقة هنا أو هناك ، كل هذا كان يتم فى سرية تامة ؛ وذلك لحساسية الأمر 0
قبل تسليم الجنيه الذي قام بتصميمه ، تأمله جيدا ، وقبله بامتنان ، ثم قال :" لا تعط نفسك إلا لطيب ، وإذا أحسست أنك مرغم على شيء تكرهه لا تستسلم ، لقد علمتك من ضروب الحيل الكثير ، كما ربيتك على الطيبة والخير ، ومحبة الناس ، وكراهية الظلم والعدوان ، سوف أسلمك اليوم ، ويكون لك إخوة ، وأولاد كثيرون ، فقل لهم ما قلت لك"0
الغريب فى الأمر أن أحدهم سمع الجنيه ، وهو يرد على صاحبه قائلا :" اطمئن يا أبى ، لقد وعيت درسك "0
بعد وقت قليل أصبح الجنيه فى خزانة البنك المركزي ، كما أصبح من اليسير الحصول عليه ، إما فى حالة الصرف ، أو الاستبدال ، وبذلك بدأت رحلة الجنيه !
ظهرت أولى حالات التمرد عليه ، حين كان بين أصابع الطفل المشاكس " كريم " ، وهو يتجه نحو دكان بيع الألعاب النارية ، ليحتفل مثل كل الأطفال بشهر رمضان ، سوف يصنع قذيفة عند الإفطار يطلقها ليرتفع أذان المغرب ، ويفطر الناس 0
ما إن وقف كريم أمام باب الحانوت ، وطلب من البائع ما يريد ، وأسرع بإخراج الجنيه ، لم يجده 0قلب كل جيوبه ، وكاد يخلع ملابسه بحثا عنه ، وبحرج شديد انسحب كريم وهو يردد:" ربما سقط فى الطريق "0
وفى طريق العودة أبصره ، وهو يتطاير ، ويضحك ساخرا ، فجرى خلفه ، وقبض عليه ، وقد ملأه الفرح ، وهرول عائدا صوب الدكان 0ظل كريم يطبق على الجنيه حتى وقف أمام التاجر ، وعاود طلب ما يريد ، ودفع بالجنيه فى يد الرجل ، فباغته ، وحلق عاليا ، وكريم يكاد يبكى ، ويسقط من الدهشة 0
طيب البائع خاطره ، ودفعه إلى العودة وإحضار آخر ، لا بد أن أباه أوهمه ، وأعطاه جنيها مغشوشا ، يسكنه عفريت مشاكس ، وبالفعل بكى كريم 00 بكى بشكل مؤلم ، فجأة أطل الجنيه من جيب كريم ، وهتف به :" أنا هنا 00 أنا هنا "0
صرخ كريم :" وأنا لا أريدك ، سوف أمزقك إربا إربا "0
تمايل الجنيه ، وقال :" كيف تمزقني ؟ وأنا لا أستحق منك هذا 00 جربني مرة أخرى ، ما رأيك فى هذا القلم الجميل المعروض فى هذا الدكان ، هيا ، إنه قلم يستحق ثمنه "0
مسح كريم دموعه ، وقال بتردد :" أنت تضحك علىّ ، أنت جعلتني مثار سخرية الناس "0
بش الجنيه فى وجهه ، وقال :" هذه المرة لن أفعل ؛ فأنت ولد طيب يا كريم "0
وللمرة الثالثة عاد كريم لدكان الألعاب ، وفى الطريق شهد أطفالا يلعبون بالصواريخ والبمب الذي يفرقع ، ويتطاير منه الشرر ، وإذ بطفل يصرخ ، ويتوجع ، ثم يلتم حوله المارة ، ويحملونه متوجهين صوب المستشفى 0
نسى كريم نفسه ، وأصابه الحزن ، وقال :" لن أشترى هذه الألعاب الشريرة ، لقد ضيعت فرحة الأطفال برمضان ، لن أشتريها "0
عاد كريم إلى البيت ، والجنيه بين أصابعه جديد ، جميل 0 فجأة طرق الباب طارق ، فهم بفتحه ، فرأى أمامه شيخا ، أمسك لسانه عن طلب ما يريد ، قابله كريم بوجه مبتسم ، وقال له :" تفضل يا عمى " 0 نظر الشيخ فى وجهه ، وطلب كسرة خبز ، كاد كريم يجذبه إلى الداخل ليأكل معهم بعد أن ألح فى ضيافته ، فأبى حياء الشيخ الاستجابة 0 تردد كريم فى الإسراع إلى والدته لدعوته ، وأخرج الجنيه من جيبه ، وفكر قليلا ، ثم قدمه للرجل الذي قبله ، ودعا لكريم بالنجاح والخير ، ثم اختفى 0
ركض كريم إلى والدته فى المطبخ ، وأخبرها بما فعل ، فأثنت عليه ، وقبلته ، وبينما هو يفكر فى الجنيه ، وكيف أنه لم يتلاعب به أمام الشيخ ، فلم يختف ، ولم يتطاير فى الهواء مثلما فعل حين شرع فى شراء الألعاب النارية 0 تحسس جيبه ، فإذا بالجنيه يطل منه ، ومعه آخر و آخر ، فعقدت الدهشة لسانه ، وحط على أحد الكراسي زائغ البصر ، وسرعان ما نادى على والدته ، فأقبلت لترى مابه ، وحكى لها ، وهو يلوح بالجنيه ، فضحكت الأم ، وامتلأ وجهها بهجة وانشراحا ، وقالت :" الشيخ رد لك كرمك بأحسن منه 00 هيا يا رجل هات لى مسحوقا من البائع لأنهى غسل الأطباق والصحون "0
عدا كريم طربا ، وحين أصبح أمام الحانوت ، تقدمت يده بالجنيه ، فجأة طار ، كما تبخرت بقية الجنيهات ، فقال فى نفسه :" الملعون عاد يشاكسني ، لا بد أن هناك خطأ ، كان بيدي ، وأنا أمام البائع "0 ثم فجأة ركض ساخطا ، وقد صمم على حرقه أو تمزيقه إن وجده 0
كانت الجنيهات تتدحرج خلفه ، وكأنها ألعاب سحرية تنط ، وترقص ، وكريم يبكى أو يكاد ، وقبل أن يقترب من باب البيت ، أسرعت الجنيهات ، وأغلقت عليه الطريق 0
أبدى الجنيه أسفه أن اضطر لفعل هذا ، لكن كريم لم يتقبل هذا الأسف ، بل جرى خلفه ، وكاد يدهسه بالحذاء ،لولا رشاقة الجنيه ، وتراجعه فى الوقت المناسب ، وصرخته فى وجه كريم قائلا :" كيف تقدمني لأعدائك ؛ يشترون بى سلاحا وعتادا لقتلك وقتل إخوانك !!"0
تشكك كريم فى نوايا الجنيه ، وظن نفسه مريضا ، ثم أحس برأسه يلف، والأرض تدور به ، فجلس حيث كان ، وهنا أشفق الجنيه عليه ، وقال محاولا مساعدته فى فهم ما يريد :" الشركات المنتجة لهذا المسحوق قامت هي وغيرها من الشركات من هذا النوع لتوفير الأموال لهؤلاء القتلة 00 هل فهمت الآن ؟ "0
صرخ كريم :" هنا 00فى بلادنا 00 أنا لا أصدقك "0
ربت الجنيه على كتف كريم ، وقال :" هي شركات تمتد فى كل أوربا وأمريكا ، وتتسلل إلينا من خلال جنسيات وأسماء لا تمت لهؤلاء القتلة بصلة ؛ لذلك تدخل بلادنا "0
كريم برأسه الصغيرة كان غير قادر على الاستيعاب ، ولكنه ليس غبيا ، فقد فهم قصد الجنيه تماما ، ولكن بعد تفكير طويل 0 هتف كريم بعد صمت :" وما العمل وأمي تريد المسحوق ؟"0
ابتسم الجنيه وهو يقول :" اشتر آخر ، سوف أمدك بقائمة بالمنتجات المشبوهة ، وعليك البحث عن البديل "0
قدم الجنيه القائمة لكريم 0 كانت تحمل أسماء لمنتجات عجيبة ، يحب الكثير منها ، مثل الحلويات ، والألعاب التي تحملها بعض السلع ؛ فقرر ألا يشتريها مهما كان قدر حبه لها !!
نما حب كريم لجنيه ، لدرجة أنه ما عاد يصرف ما يعطيه له والده ، وخشي الوالد أن يكون فى سبيله لأن يكون بخيلا شحيحا ، ولكن بمجرد معرفته من الأم ماتم على عينها مع الشيخ ، وحكاية المسحوق ، وكيف رفض شراء سلعة ، تنتجها شركة مشبوهة ، تتعامل مع أعداء البلاد ، تركه يفعل ما يشاء ، بعد أن اطمأن لسلوكه الرزين 0
وفى يوم من الأيام أعلن عن حملة قومية لجمع تبرعات لصالح أطفال الانتفاضة فى فلسطين ، فسارع كريم إلى والده ، وعرض عليه الأمر ، فقال له :" سل جنيهك المسحور !!"0
على الفور أحصى كريم ما معه ، وفى الصباح قبل خروجه من البيت ، كان يتأكد أن الجنيه فى جيبه ، وفى الطريق كانت الجنيهات تتناثر أمامه ، وترقص فى بهجة ، وتكاد تضيء الطريق من شدة وهجها ، ودون أن يشعر قال كريم :" هل تظن المبلغ معقولا يا كريم ؟"0
فاجأه الجنيه قائلا :" ليس المهم كم ، ولكن الأهم هو إيمانك بالفكرة "0
كل التلاميذ فى مدرسته تبرعوا للانتفاضة ، وفى مقدمتهم كريم !
أخيرا انتهى عبد الله من وضع لمسات أخيرة على تصميمه ، أشارت بها لجنة المسابقة ، حين استدعته فى مقرها؛ لإخباره بأن تصميمه هو الأجمل ، ولابد أن يكون فى مطبعة صك العملة ؛ ليطرح على عموم الشعب ، وكلفته بإضافة بعض الخطوط الرقيقة هنا أو هناك ، كل هذا كان يتم فى سرية تامة ؛ وذلك لحساسية الأمر 0
قبل تسليم الجنيه الذي قام بتصميمه ، تأمله جيدا ، وقبله بامتنان ، ثم قال :" لا تعط نفسك إلا لطيب ، وإذا أحسست أنك مرغم على شيء تكرهه لا تستسلم ، لقد علمتك من ضروب الحيل الكثير ، كما ربيتك على الطيبة والخير ، ومحبة الناس ، وكراهية الظلم والعدوان ، سوف أسلمك اليوم ، ويكون لك إخوة ، وأولاد كثيرون ، فقل لهم ما قلت لك"0
الغريب فى الأمر أن أحدهم سمع الجنيه ، وهو يرد على صاحبه قائلا :" اطمئن يا أبى ، لقد وعيت درسك "0
بعد وقت قليل أصبح الجنيه فى خزانة البنك المركزي ، كما أصبح من اليسير الحصول عليه ، إما فى حالة الصرف ، أو الاستبدال ، وبذلك بدأت رحلة الجنيه !
ظهرت أولى حالات التمرد عليه ، حين كان بين أصابع الطفل المشاكس " كريم " ، وهو يتجه نحو دكان بيع الألعاب النارية ، ليحتفل مثل كل الأطفال بشهر رمضان ، سوف يصنع قذيفة عند الإفطار يطلقها ليرتفع أذان المغرب ، ويفطر الناس 0
ما إن وقف كريم أمام باب الحانوت ، وطلب من البائع ما يريد ، وأسرع بإخراج الجنيه ، لم يجده 0قلب كل جيوبه ، وكاد يخلع ملابسه بحثا عنه ، وبحرج شديد انسحب كريم وهو يردد:" ربما سقط فى الطريق "0
وفى طريق العودة أبصره ، وهو يتطاير ، ويضحك ساخرا ، فجرى خلفه ، وقبض عليه ، وقد ملأه الفرح ، وهرول عائدا صوب الدكان 0ظل كريم يطبق على الجنيه حتى وقف أمام التاجر ، وعاود طلب ما يريد ، ودفع بالجنيه فى يد الرجل ، فباغته ، وحلق عاليا ، وكريم يكاد يبكى ، ويسقط من الدهشة 0
طيب البائع خاطره ، ودفعه إلى العودة وإحضار آخر ، لا بد أن أباه أوهمه ، وأعطاه جنيها مغشوشا ، يسكنه عفريت مشاكس ، وبالفعل بكى كريم 00 بكى بشكل مؤلم ، فجأة أطل الجنيه من جيب كريم ، وهتف به :" أنا هنا 00 أنا هنا "0
صرخ كريم :" وأنا لا أريدك ، سوف أمزقك إربا إربا "0
تمايل الجنيه ، وقال :" كيف تمزقني ؟ وأنا لا أستحق منك هذا 00 جربني مرة أخرى ، ما رأيك فى هذا القلم الجميل المعروض فى هذا الدكان ، هيا ، إنه قلم يستحق ثمنه "0
مسح كريم دموعه ، وقال بتردد :" أنت تضحك علىّ ، أنت جعلتني مثار سخرية الناس "0
بش الجنيه فى وجهه ، وقال :" هذه المرة لن أفعل ؛ فأنت ولد طيب يا كريم "0
وللمرة الثالثة عاد كريم لدكان الألعاب ، وفى الطريق شهد أطفالا يلعبون بالصواريخ والبمب الذي يفرقع ، ويتطاير منه الشرر ، وإذ بطفل يصرخ ، ويتوجع ، ثم يلتم حوله المارة ، ويحملونه متوجهين صوب المستشفى 0
نسى كريم نفسه ، وأصابه الحزن ، وقال :" لن أشترى هذه الألعاب الشريرة ، لقد ضيعت فرحة الأطفال برمضان ، لن أشتريها "0
عاد كريم إلى البيت ، والجنيه بين أصابعه جديد ، جميل 0 فجأة طرق الباب طارق ، فهم بفتحه ، فرأى أمامه شيخا ، أمسك لسانه عن طلب ما يريد ، قابله كريم بوجه مبتسم ، وقال له :" تفضل يا عمى " 0 نظر الشيخ فى وجهه ، وطلب كسرة خبز ، كاد كريم يجذبه إلى الداخل ليأكل معهم بعد أن ألح فى ضيافته ، فأبى حياء الشيخ الاستجابة 0 تردد كريم فى الإسراع إلى والدته لدعوته ، وأخرج الجنيه من جيبه ، وفكر قليلا ، ثم قدمه للرجل الذي قبله ، ودعا لكريم بالنجاح والخير ، ثم اختفى 0
ركض كريم إلى والدته فى المطبخ ، وأخبرها بما فعل ، فأثنت عليه ، وقبلته ، وبينما هو يفكر فى الجنيه ، وكيف أنه لم يتلاعب به أمام الشيخ ، فلم يختف ، ولم يتطاير فى الهواء مثلما فعل حين شرع فى شراء الألعاب النارية 0 تحسس جيبه ، فإذا بالجنيه يطل منه ، ومعه آخر و آخر ، فعقدت الدهشة لسانه ، وحط على أحد الكراسي زائغ البصر ، وسرعان ما نادى على والدته ، فأقبلت لترى مابه ، وحكى لها ، وهو يلوح بالجنيه ، فضحكت الأم ، وامتلأ وجهها بهجة وانشراحا ، وقالت :" الشيخ رد لك كرمك بأحسن منه 00 هيا يا رجل هات لى مسحوقا من البائع لأنهى غسل الأطباق والصحون "0
عدا كريم طربا ، وحين أصبح أمام الحانوت ، تقدمت يده بالجنيه ، فجأة طار ، كما تبخرت بقية الجنيهات ، فقال فى نفسه :" الملعون عاد يشاكسني ، لا بد أن هناك خطأ ، كان بيدي ، وأنا أمام البائع "0 ثم فجأة ركض ساخطا ، وقد صمم على حرقه أو تمزيقه إن وجده 0
كانت الجنيهات تتدحرج خلفه ، وكأنها ألعاب سحرية تنط ، وترقص ، وكريم يبكى أو يكاد ، وقبل أن يقترب من باب البيت ، أسرعت الجنيهات ، وأغلقت عليه الطريق 0
أبدى الجنيه أسفه أن اضطر لفعل هذا ، لكن كريم لم يتقبل هذا الأسف ، بل جرى خلفه ، وكاد يدهسه بالحذاء ،لولا رشاقة الجنيه ، وتراجعه فى الوقت المناسب ، وصرخته فى وجه كريم قائلا :" كيف تقدمني لأعدائك ؛ يشترون بى سلاحا وعتادا لقتلك وقتل إخوانك !!"0
تشكك كريم فى نوايا الجنيه ، وظن نفسه مريضا ، ثم أحس برأسه يلف، والأرض تدور به ، فجلس حيث كان ، وهنا أشفق الجنيه عليه ، وقال محاولا مساعدته فى فهم ما يريد :" الشركات المنتجة لهذا المسحوق قامت هي وغيرها من الشركات من هذا النوع لتوفير الأموال لهؤلاء القتلة 00 هل فهمت الآن ؟ "0
صرخ كريم :" هنا 00فى بلادنا 00 أنا لا أصدقك "0
ربت الجنيه على كتف كريم ، وقال :" هي شركات تمتد فى كل أوربا وأمريكا ، وتتسلل إلينا من خلال جنسيات وأسماء لا تمت لهؤلاء القتلة بصلة ؛ لذلك تدخل بلادنا "0
كريم برأسه الصغيرة كان غير قادر على الاستيعاب ، ولكنه ليس غبيا ، فقد فهم قصد الجنيه تماما ، ولكن بعد تفكير طويل 0 هتف كريم بعد صمت :" وما العمل وأمي تريد المسحوق ؟"0
ابتسم الجنيه وهو يقول :" اشتر آخر ، سوف أمدك بقائمة بالمنتجات المشبوهة ، وعليك البحث عن البديل "0
قدم الجنيه القائمة لكريم 0 كانت تحمل أسماء لمنتجات عجيبة ، يحب الكثير منها ، مثل الحلويات ، والألعاب التي تحملها بعض السلع ؛ فقرر ألا يشتريها مهما كان قدر حبه لها !!
نما حب كريم لجنيه ، لدرجة أنه ما عاد يصرف ما يعطيه له والده ، وخشي الوالد أن يكون فى سبيله لأن يكون بخيلا شحيحا ، ولكن بمجرد معرفته من الأم ماتم على عينها مع الشيخ ، وحكاية المسحوق ، وكيف رفض شراء سلعة ، تنتجها شركة مشبوهة ، تتعامل مع أعداء البلاد ، تركه يفعل ما يشاء ، بعد أن اطمأن لسلوكه الرزين 0
وفى يوم من الأيام أعلن عن حملة قومية لجمع تبرعات لصالح أطفال الانتفاضة فى فلسطين ، فسارع كريم إلى والده ، وعرض عليه الأمر ، فقال له :" سل جنيهك المسحور !!"0
على الفور أحصى كريم ما معه ، وفى الصباح قبل خروجه من البيت ، كان يتأكد أن الجنيه فى جيبه ، وفى الطريق كانت الجنيهات تتناثر أمامه ، وترقص فى بهجة ، وتكاد تضيء الطريق من شدة وهجها ، ودون أن يشعر قال كريم :" هل تظن المبلغ معقولا يا كريم ؟"0
فاجأه الجنيه قائلا :" ليس المهم كم ، ولكن الأهم هو إيمانك بالفكرة "0
كل التلاميذ فى مدرسته تبرعوا للانتفاضة ، وفى مقدمتهم كريم !
تعليق