طائر مغرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أ . بسام موسى
    ناقد
    • 20-06-2010
    • 69

    #31
    طائر مغرد

    الأديب الراقِ بفنه، المبدع بكتاباته، المتألق بقوة بيانه / ربيع عقب الباب ( عاشق النيل الكبير)
    في البداية أقدم التهنئةالعاطرة لك ولشعب مصر العظيم ولقرائنا الأعزاء بقرب حلول عيد الفطر السعيد سائلا المولى عز وجل أن يعيدَهُ عليك وعلى أمتنا العربية والإسلامية بكل خيروسلام .
    الطائر المغرّد ... عمل فنيٌّ راقٍ بكل ماتعنيه الكلمات ، وإن حاول الأستاذ / ربيع - متواضعاً - التقليل منه في محضر الردِّ على آراء ومجاملات الأخوات والأخوة القراء - من الأدباء والنقاد - .
    فهو بناء متكامل تتمثل فيه قوة اللغة العربية ، وجمال التصوير ، وألقالعبارة ، وتأنق الألفاظ ، وسبك الأسلوب ، وتنوع الفكرة ليعكس مرمى مايريده على الآخرين
    بيد أن مايشد انتباهنا لكتاباته الرائعة ميله للرمز في كثير من الأحيان ليطلق العنان لخيال القراء في استنباط مراميه ، ومقاصده الحقيقية التي ينزع إليها وهذا يمثل من وجهة نظري ذروة الإبداع والتألق .
    استوقفتني هذه العبارة مليًا : (حين أتت في نفس توقيت ، أذاع سره الشاب ، وقفت أمامه ترقص :" أحببت ، قابلت حب عمري ، افرح لي ، كم أحبه) .
    شدني إليها موقفٌ تذكرته يوما كنتُ فيه ذاهبًا لحضور معرض ومهرجان تربوي بإحدى مدارس منطقة البريج في قطاع غزة برفقة زميلٍ لي في المهنة وبعد أن شاهدنا العروض، وتجولنا في أروقة المعرض فوجئت بصديقي المرافق شاحباً ،متجهم الوجه ، مكتئبًا كأنَّ نازلةً من السماء حلَّت به فجأةً على غيرِ موعدٍ لاحت مني التفاتةٌ تجاهَهُ، وانتبهت إليه فبادرتُهُ بالسؤال مستفسراً عن أحوالِهِ ، وأسبابِ تغيُّرِ ملامحِهِ ...فأجابني بصوتٍ منخفضٍ يعلوه الانكسارُ والحسرةُ : " يا أستاذ بسام قابلت منذ لحظات حبيَ القديم " رأيتُها في المعرض كاليمامة ، وتقابلت عيني بعينيها ... تحرَّكت على إثرها كلُّ مشاعري لتنتفضَ في ثورةٍ متأججةٍ تعيدُ ألقَ الأيامِ الخالية .
    أرجوك .. هي غادرت سريعاً ، وأنا أريد المغادرةَ إلى بيتي ... لا أريد أن أكلمَ أحداً من البشر حتى لو كانوا ( زوجتي وأبنائي ) .. أحتاجُ اللجوءَ منفرداً إلى غرفة نومي لأغطي كلَّ جسمي ، وأهيمَ في بحرٍ من الذكريات ".
    تمتم لي بهذه الكلمات مرتبكاً .. بذهنٍ شاردٍ ، وعيونٍ تائهةٍ ،وقلبٍ منكسرٍ ... واحترامًا لمشاعرِهِ غادرنا معًا وأنا في غايةِ الدهشةِ لما حدث .
    - أهذا هو الطائر المغرد الذي حلَّقَ في سماءِ صديقي في ذلك اليوم يا أستاذ / ربيع ؟؟
    - أيمكن لهذا الطائر الشادي أن يتركَ في قلبِ المحبِّ كلَّ هذا الأثر من قوةِ المشاعرِ، ولهيبِ العاطفةِ رغم انقضاء فترة طويلة على هذا الحبِّ تربو على الخمسةَ عشرَ عاماً ؟؟
    الطائر المغرد ... رائعة من روائع الأستاذ ربيع حيث يتحفنا بين الفينة والأخرى بكلِّ جديدٍ ... وقلمُهُ المِدرارُ سيلٌ لايتوقف من بديعِ الدُّرَرِ.. هناك هنَّاتٌ وردت مع السرعة مثل قوله : "
    "الساعات تولى" .. "شائه"... "لا يريم" .." هوم" ...
    ولكنها لاتقلل من قيمة هذا العمل الرائع المتميز... الذي تغلفه أشعَّةُ الرومانسيةِ العذبة .
    واقبل احترامي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة أ . بسام موسى; الساعة 03-09-2010, 22:09.

    تعليق

    • إيمان الدرع
      نائب ملتقى القصة
      • 09-02-2010
      • 3576

      #32
      أستاذي ربيع:
      أشعر بأنّ الكثير من روائعك قد فاتني..
      نصّ يختزل ألوان الحياة...بكلّ تقلّباتها وفصولها..
      أتدري ربيعنا..
      الطائر المغرّد ألحانه الشجيّة لا تتكرّر..
      حتى ولوكان يصدحها في مدينة زجاجيّة..
      هناك أشياء في الحياة..أعمق من مقاييسَ خرقاء..
      قد يطلقها البعض لقصرٍ في النظر..للحظةٍ آنيةٍ مثقلة بطين الأرض
      بعيداً عن تلك الفضاءات الرّحبة التي وصلها هذا الطائر بروحه..
      بوفائه..بعشقه المايقاربه عشق ..لنغمٍ شجيّ لن يُعاد لأنه منسوج
      من بُحّة فؤاد متيّم بحبّ مقدّس لم يتلوّث بغبار النسيان ..بخديعة الغدر
      بلؤم مدنٍ أكذب مافيها أنها من لحمٍ ودمٍ ورائحةٍ
      وبصمة ملموسة، ونظرة مجاورة محاورة..
      هناك عالم لاتلمسه ، ولكنك تستشعر صدقه، يصل إليك بلا مؤثرات
      تضلّلك..فقط ليرهف واحدنا السمع لعبور تغاريد الطيور ..ليغمض
      عينيه ، ويتلقّفها بروحه، برحب طيوفها..
      تصل إليه بلا تشويه..تعبر جسور الأثير..بكلّ نقاء السماء..
      بطلة قصّتك..ستبقى رهينة هذا الوجد العميق...حتى وإن نأت بقافلتها بعيداً
      لاشيء يضاهي بُحّة الناي الحزين.. في لحظة صوفيّة...
      نصّ تعجّ حروفه بأنغام طيور صادحة أجمل مافيها حزن عميق لا يُمحى
      دُمتَ أستاذي بخيرٍ وسعادةٍ

      تعيش وتسلم يا ااااااوطني ...يا حبّ فاق كلّ الحدود

      تعليق

      يعمل...
      X