كنّا نعرف نوعاً واحداً من الإنفلونزا..إنفلونزا الإنسان المألوفة مع وعكات البرد ، و لكن مع التقدم العلمى و التكنولوجى وثورة المعرفة ، و شيوع مفاهيم الإبداع و الحداثة ، أكتشفت انواعاً جديدة ومبتكرة من الإنفلونزا ، فحديثاً سمعنا عن إنفلونزا الطيور ، و حالياً نسمع عن إنفلونزا الخنازير ، وربما مستقبلاً نسمع عن إنفلونزا الحشرات و إنفلونزا النباتات...و إنفلونزا البطاطا

ولكن هل ستتوقف القائمة؟

ربما لا... لأن الإبداع الأدمى لا يتوقف ، فكل يوم هناك جديد....جديد الأمراض و جديد العلاجات ، لذلك فمن المحتمل أن يستمر البشر فى إبتكار أنواع متجددة من فيروسات الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات غير المعروفة بعد

التعدد من سنن الحياة والمساواة فى حق الوجود قانون نباتى-حشرى-حيوانى و إنسانى ، وسوف تظهر الإنفلونزا متعددة الجذور و الفروع و الأشكال والملامح ، لأن التعدد فى الفكر و الثقافة والإنتماء الإنفلونزى لا يمكن رفضه فى عصرنا الحالى....المساواة فى الوجود حق للجميع جماد و نبات و حشرات وفيروسات وربما الإنسان !!!

وهل غريب أن نسمع عن إنفلونزا الحب و لا ننسى إنفلونزا الكراهية ، وماذا عن إنفلونزا السينما و المسلسلات التلفزيونية ، و برامج القنوات الفضائية ، أما إنفلونزا اللعبة الرياضة الوحيدة المنتشرة ، كرة القدم ، فحدث ولا حرج

إنفلونزا ما يقال إنه إبداع ، و حداثة ، ومابعد الحداثة
إنفلونزا الكلام والجدل فى الصالونات والأندية الثقافية و على المنتديات الإنترنتية
إنفلونزا إنتشار المقالات بالقص واللصق ، ولا ننسى تكرار الخطب و الشرائط

وماذا عن إنفلونزا السياسة ، فهى وباء منتشر و بلا علاج حاسم ، و صعب التحصن منه ، ولا توجد أجهزة مناعة تستطيع أن تصد هذا النوع الخبيث من الإنفلونزا ، إنفلونزا السياسة متعددة الأنواع والأشكال والوجوه والأقنعة ، منها المنتشر بين المثقفين و الصحفيين والمفكرين أيضا ، ومنها نوع ديمقراطى منتشر كثيراً بين عامة الناس ، وهى إنفلونزا الكلام فقط ، ومنها نوع متقدم مثل المقالات و الجدال والإتهامات بالعمالة والخيانة ، و حدث عن هذا النوع من الإنفلونزا ولا حرج.

و موضة السياسة لا تخلوا من إنفلونزا التطرف والإرهاب والعنصرية و حقوق الإنسان والديمقراطية ، و لا تخرج الأحزاب الرسمية من مولد الإنفلونزا فهى أيضا من مصادر الإنفلونزا السياسية شديدة الوطء على المواطنين

ومادام هناك معامل إنسانية عقلية و نفسية و غرائزية تولد أنواع متعددة من فيروسات الإنفلونزا ، ومادام هناك أيادى خفية تطلق عينات مختارة من فيروسات الإنفلونزا ، فلن تصلح كل الأدوية الحالية التى ينصح بها أصحاب الأحزاب الرسمية أو أنفلونزا المقالات و الخطب ، وإنفلونزا الجدل الذى لا شفاء منه حتى وقت كتابة هذه الخاطرة .

هنا لابد من وقفة بل وقفات لمعرفة أين وصل جهاز المناعة الإنسانى ، وهنا لابد من إبتكار جديد يقوى جهاز المناعة ضد كل أنواع فيروسات الإنفلونزا ، و إن كان معالجة الإنفلونزا التى تصيب الجسم ممكنة من خلال الأدوية والأمصال الواقية ، إلا ان إنفلونزا الفكر والثقافة هى من المعضلات التى يظهر من المشهد العربى الحالى إنه لا يعمل أحد على علاجها