إنها بغداد الرشيد " بنت الشهباء "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • بنت الشهباء
    أديب وكاتب
    • 16-05-2007
    • 6341

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة
    العزيزة، أمينة بنت الشهباء،




    بانتظار مقالاتك القيمة دائماً التي تقتبس من التاريخ أجمل لحظاته، ومن الشخصيات أبهاها لتسلط لنا الضوء عليها وقد كادت تبهت فتنسى، ثم تأتي أقلامٌ أمينة لتعيد لها رونق الحياة وتضعها من جديد في سجل الخالدين.


    دمت بخير ومودة، وألف شكراً لما قدمت.

    الأخت الغالية والأديبة الخلوقة المتزّنة
    رزان
    حقا والله إنني سعيدة جدا بمرورك الطيب العبق الذي لم يكن هدفه إلا تنهض بنت الشهباء من جديد ، ولا تكترث للأقاويل والأباطيل ؛ بل تتابع مسيرتها مع قلمها الذي طالما حلمت منذ نعومة أظفارها أن يكون مزدانا بتاج الأدب والخلق والحياء ، وأن تحاول جاهدة في العودة إلى تاريخ أجدادنا وتستنهض الهمم والعزائم من واحة بطولاتهم ومواقفهم المشرّفة .....
    وبحمد وفضل من الله العلي القدير في الأمس أنهيت دراستي المتواضعة عن بنت الشاطئ – عائشة عبد الرحمن – التي كانت مثلا ونموذجا للأديبة العربية المسلمة

    " بنت الشاطئ وأدب المرأة المسلمة "

    وسأحاول-بإذن الله – أن أكمل السلسلة التي بدأت بها

    " هؤلاء ملكوا مفاتيح النجاح "

    وأنا أسأل الله العلي القدير أن يوفقني لما فيه الخير ، وأن يكون عملي ابتغاء مرضاته
    إنه سميع مجيب

    أمينة أحمد خشفة

    تعليق

    • بنت الشهباء
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 6341

      #17
      سيّدة البلاد المنكوبة

      26 أيار (مايو) 2010 , بقلم د. سيار الجميل

      بغداد، هذا الاسم الذي دوّى عبر الأزمان، وكانت سيدة البلاد في العالم ـ كما وصفها البلدانيون القدامى ـ وكانت منارة للعلم، وشمس حضارة ساطعة.. بغداد التي ملكت الدنيا قبل ألف عام، وقصدها ملايين الناس من كل حدب وصوب، وتّسمت بعدة أسماء، ولكنها اشتهرت كونها «مدينة السلام»، ولكن الحروب والانقسامات قضّت حياتها، فكانت تصارع الموت مرات ومرات، ثم تعود لتجدد حياتها.
      بغداد، عنوان العراق ورمز تجلياته على الدنيا، بكل ملاحمها ومدارسها.. أسواقها وعماراتها الفريدة، قبابها ومناراتها الملونة، نخيلها وأفياؤها.. إنها اليوم تعاني الويلات والآلام..
      بغداد التي تغنى بها الشعراء والمطربون، وتسامى بها العشاق والحالمون، وعشقها الأولون والآخرون.. تعيش اليوم كآبة الأوبئة، وعهر التخلّف، وبلادة النفايات في كل زواياها! منذ أن نهضت قبل مائة سنة، وهي تجمع ولا تفّرق، تستجيب ولا تتحدّى، تتعاون ولا تبخل، تحب ولا تكره..
      كانت تعاني من خصومها وأعدائها المنتشرين في كل حدب وصوب، وفي الداخل والخارج، أولئك الذين يريدون النيل منها مهما كانت الأثمان.. فهم يدركون إدراكا حقيقيا، انه بسقوط بغداد، ومحو إرادتها، وتشويه هويتها، وكسر أنفها..
      فإنهم يؤدون غرضهم الذي قاتلوا بغداد من أجله مئات السنين! لقد فقدت بغداد عذريتها قبل خمسين سنة، مذ تهتك بها المتهتكون، وتلاعب بمصيرها العسكريون، واجتاحها الحمقى والحاقدون، وتزعمها الفجرة والمستبدون، واستباحها المتحزبون..
      وبقيت تعاني من آثامهم.. وعاشت مأساة الحروب والقهر والجور وكل العذابات.. سكتت عصافيرها بعد أن كانت تغني، وهجرها أهلوها، وعاث بها الأشقياء وقطاع الطرق، وكانت على حافات الدمار بعد أن عرفت شوارعها السحل ونصبت في ساحاتها المشانق.. ثم انسحقت أيام حروب الخليج المأساوية، التي أرادوا منها أن تكون بوابة دم وحيدة للأمة العربية..
      أو بوابة جبهة شرقية، أو بوابة لهذا وذاك! وحوصرت حتى بانت عظامها، وعادت لتسحق ثانية، وقصفت ودمّرت، وغدت في أيدي العابثين والساقطين والمحتلين.. أحرقت مكتباتها، وحطمت آثارها، ودمّرت مؤسساتها.. وقضي على روحها، من أجل تغيير نظام سياسي جائر ليس إلا، والإتيان بنظام سياسي «ديمقراطي»..
      ولكن لم يحدث إلا أن أبدل طاغية مجنون بحفنة من الفاسدين المارقين، وألغيت سلطة عائلة واحدة، لتحل محلها سلطة طوائف، وتقهقهرت قوى عسكرية وأجهزة مخابراتية، لتحّل بدلها قوى طائفية وميليشيات ومرتزقة.. هكذا أرادوا بغداد أن تكون!
      أكثر من سبع سنوات مضت، وبغداد تعيش أسوأ حالاتها.. وسيسجل التاريخ ما حلّ بها من دمار وتهجير وقسوة وفساد.. كومة أشخاص لم يعرفوا إدارة قطيع أغنام، جعل الاميركان منهم زعماء مسكوا ببغداد وبكل العراق، فلم ينفكوا عن السلطة، فالقوة في أيديهم، والنفوذ والمال تحت سيطرتهم!
      إنهم لا تهمهم بغداد، ولا كل العراق، بقدر ما تهمهم مصالحهم وامتيازاتهم.. إنهم رهط لم يعرفوا شيئا عن عظمة بغداد، ولا عن دورها الحضاري عبر التاريخ.. إنهم ينكرون تاريخها وعروبتها، ويكرهون جغرافيتها ومركزيتها.. إنهم يمقتون رموزها الحضارية، بل ويكرهون عظماءها كراهية عمياء..
      ويجزعون من أسماء شعرائها وعلمائها وفقهائها وأدبائها ومؤرخيها ومتصوفيها.. إنهم يتهمونها بتهم البغي والفساد.. ويمقتونها عاصمة عراقية توحّد بلاد الرافدين، فكيف يقبلونها نقطة إشعاع حضاري في المستقبل؟
      إذا كانوا لا يعترفون بها جنة على الأرض حيث الجمال، ودجلة الخير، ورومانسية العشاق، وانفتاح المثقفين، ومنتجات المبدعين، وذاكرة الدنيا عن ألف ليلة وليلة.. وزهو الألوان، وليالي الشواطئ.. فكيف تريدهم ينتشلونها من محنتها اليوم، وهم يتراقصون على ضياعها وانسحاق رسومها؟!
      كيف تستعيد بغداد أنفاسها من جديد وتتخلص من كل آثار التحديات المريرة التي تواجهها؟ هل يستفيق الزعماء الجدد على ما يفعلوه بالعراق؟ هل من وعي جديد بعظمة بغداد؟ كيف تتمكن من استعادة روحها الحضارية والثقافية والإبداعية، وحتى الاجتماعية المسالمة؟
      العالم يؤسس حكومات إلكترونية في عواصمه ومدنه.. وسياسيو بغداد، المعمّمون وغير المعممين، ما زالوا يتصارعون على نيل السلطة وزرع المفاسد! عواصم العالم ومدنه تتسابق بجمالياتها ونظافتها وأنظمتها وخدماتها وأنوارها وألوانها..
      والعاصمة بغداد، تتبدد ثرواتها وهي لم تزل منقسمة ومخطوفة وكئيبة ومظلمة ومسحوقة ومهدمة ومنغلقة ومخيفة، لا تعرف إلا الدم والدخان والأحجار والزبالة.. فمتى تشرق شمس بغداد من جديد؟ متى؟
      مؤرخ عراقي
      http://www.albadeeliraq.com/article4930.html



      أمينة أحمد خشفة

      تعليق

      يعمل...
      X