تباريح العاشق البدوي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • يحيى السماوي
    أديب وكاتب
    • 07-06-2007
    • 340

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة ثروت الخرباوي مشاهدة المشاركة
    العاشق البدوي يحي السماوي

    وقد نقلت لنا تباريحك في شعر لم أقرأ أرق منه ... قرأت عاشقا ذاب في حب وطنه وأخذ يتغزل فيه ويتذكر تلك الأيام التي كان يسابق فيها السراب حيث يطير من الفرح والنشوة ... لايهمه أن أرتدى الخيش من الثياب إذ كان الخيش على جسده الرقيق الغض ... أنعم من الحرير في غربة يجلس فيها على صخر أصم لايشعر بمشاعره وتقلبات فؤاده .. لاأظنك ياسيدي من الرجال الذين يملكون قلوبا ... ولكنني أظنك قلبا نبت له رجل
    *********

    اخي الحبيب الشاعر المبدع ثروت الخرباوي : لي يقين انك تحب الورود ... أليس كذلك يا صديقي ؟

    حسنا .... سأسألك سؤالا ما دمت تحبها :

    حين تعطش وردة في حديقتك ـ او المزهرية ـ هل تسقيها بأن تمدّ اليها جدولا ؟ أم تـُرْضعها من شفة كأس أو من فم إبريق ؟

    لا أزعم انني وردة يا صديقي ... فأنا أعرف انني بقايا شجرة في حقل خريف ... فلماذا تسقيني جدولا كاملا من نمير طيوبك ـ مع ان رشفة منه تكفيني ؟

    شكرا لكرمك ايها الحبيب ـ ولكن ، رفقا بي ، فالجدول كثير كثير على بقايا شجرتي يكريم الطيوب .

    تعليق

    • يحيى السماوي
      أديب وكاتب
      • 07-06-2007
      • 340

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
      الأخ الشاعر البدوي أصالةً و انتماءاًُ و عشقاً/ يحي السماوي

      قصيدة حبلى بالوجع الوطني و الرؤية الصادقة لحال ما تعافت من أعراضها و مظاهر توعكها، رسمت أخاديدها و تخومها في خارطة الشعر التي تأبى الخراب و التقلص.....

      يأخذنا النص الشعري - يا شاعرنا الكبير - نحو بؤر الوجع التي لا تترك قارىء النص إلا و استقرت إشعاعاتها في خيالاته و سكنت مطارح عواطفه و أسكنته فسيح الصور المشتعلة بالأحاسيس الصادقة و الخالصةِ من كل تكلف أو غموض أو حشو.,
      سبحت مرةً أخرى في قراءة ثانيةٍ في سلالم القصيدة فوجدت نصاً يرتدي فناً من اللغة البديعية و قاموساً لمفردات تكاد تكون غابت في زمانٍ يكون فيه القابض على أصيل العربية و أصولها كالقابض على جمر الضياع و التغريب و الذبول. والنص منهمكٌ في عملية إحياء وإنعاش للعربية الأصيلة.
      أيضاً، هناك فضاء لذكرى الطفولة في محاولة لاسترجاع الماضي في:
      وأين شقاوتي طفلا ً عـنيدا ً ... أبى إلآ مُـراكضة َ السّراب ِ ؟
      هنا استرجاع لنفوذ الماضي الحبيب الى قلب الشاعر لأنه متيقن من عظمته و من حسنه و روابطه مع الإنسان الأصيل....
      ثمّ،
      أبٌ صلى وصام وحجّ خمسا ً... وأمٌّ لا تـقوم عـن " الكتاب ِ
      لنرى هنا اشتعالات روحية صادقة من وحي الواقع المعاش و اليومي، ما يشبه طقوس الكتابة الصوفية.

      ونقرأ فعل الماضي الذي يتكرر بحثاً في تفاصيل عزيزة على نفس الشاعر ونراه مسكوناً بوشائج يجترها من الماضي الذي يمزجه الشاعر مع استشرافاته للواقع و المستقبل:

      قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي ... وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي

      لنرى هنا ردود أفعال انعكاسية يسطرها الشاعر بلغة سامقة و بليغة.

      ولا ننسى أن الشاعر أصر على استحضار التراثي بما يحسده من ولاء قوي و انتماء صادق لوطنه و عروبته و طقوسها و عاداتها و تقليدها التي ترسم حضارة العرب الأصيلة، ومثالاً أرض العراق و أيقونتها السامقة: بغداد، لنجد "عزفِ السّواني والرَّبابِ" مع "دلـّةِ قهوة ٍ ووجاق ِ جَـمْـر" و بجانبها "خبز ٍ وتمْـر" و"لبَن ِِ الخضيض ِوماء كوز " و "وظلّ حصيرة ٍ في حـَرِّ آب ِ" وما إلى ذلك من رموز و إشارات و أيقونات استجلبها الشاعر تعزيزأ لفكرته و إعلاءً لانتمائه و كرامته، حيث:
      إذا كان العراقُ رغيفَ روحي ... فإنّ ندى محبتهم شــرابي
      نعم، أخي يحي صدقت ببوحك الجميل و السامق وكل ما دخل بين ثنايا حروفك صادق،
      شكراً لإتاحتك لما فرصة "بدويةً" أصيلة لنقرأ شعراً نسترد فيه عافية العربية

      دمت بألف خير

      د. عبدالله حسين كراز
      ***********
      اخي الاديب د . عبد الله حسين كراز : أهدي مرافئك ما يليق بك من سفن المحبة والثناء والامتنان ...

      قبل اسبوع ، قلت في حوار أدبي ، ان الشاعر يرى الاشياء بالبصر ... أما الناقد ، فإنه يرى بالبصيرة ، ولذا ، فأنا أصيخ السمع للناقد أكثر مما أصيخه للشاعر ...

      وقلت في آخر ، إن الشاعر يرى الاشياء وهو محلق في فضاء الأحلام ... بينما الناقد يحدق بها وهو واقف على صخر اليقظة ـ وبالتالي ، فالناقد قنديل الشاعر ...

      وفي الثالث ، قلت عن ضرورة الناقد : إن ماجلان كان بحّارا عظيما ... لكنه كان سيضيع لولا الدليل " ابن ماجد " ... فإذا كان الشاعر بمثابة ماجلان ـ فالناقد هو ابن ماجد ...

      أتراني أصبت ؟

      لا أدري يا صاحبي ... لكن قراءتك الرائعة هذه ، جعلتني أتشبث بآرائي هذه ...

      قد تسألني : وأين قلت هذا ؟

      سأجيب : في منتديات " نور الشمس " و" اكاديمية قامات " و" أنساق " ـ وقلت ما يشبه ذلك في المجلة العربية والمجلة الثقافية ـ وربما سأقول الكلام نفسه حين أُسأل نفس السؤال عن العلاقة بين الشاعر والناقد .

      سأكون سعيدا لو رضيت بي صديقا .

      تعليق

      • عبدالله حسين كراز
        أديب وكاتب
        • 24-05-2007
        • 584

        #18
        الأخ الأديب الرائع و الصديق الخلوق/ يحي السماوي


        قالوا أن العين لا تعلو على الحاجب و النخيل سامق يؤتي أكله لمن دونه..... فأنت العين و النخيل السامق....
        اراك - بحق - مبصراً و بصيراً
        قابضاً على القنديل .. قنديلك
        بحاراً ذا مهارات فتية
        دليلاً تقف تحت الشمس و نحن من حولك

        دمت سيد الشعر و أمير الرؤية و شرف لي عظيم أن أنضم لقاطرة أصدقائك

        د. عبدالله حسين كراز
        التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله حسين كراز; الساعة 22-07-2007, 21:05.
        دكتور عبدالله حسين كراز

        تعليق

        • بنت الشهباء
          أديب وكاتب
          • 16-05-2007
          • 6341

          #19
          الشاعر القدير
          والمبدع المتألق
          يحيى السماوي

          وأنا أتلو على مسامعي روعة حروف بهاء قصيدتك

          لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

          ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ



          عدت إلى بغداد الرشيد
          إلى قصر هارون الرشيد وكأنني الآن أسمع صوت الجارية التي أبت إلا أن تعود لوطنها :

          لبيت تخفق الأرياح فيه
          أحب إليّ من قصر منيف

          ولبس عباءة وتقر عيني
          أحب إليّ من لبس الشفوف

          وكلب ينبح الطراق دوني
          أحب إلي من نقر الدفوف



          ما أجمل بهاء حروفكَ ,وأنت تصور لنا بغداد الرشيد عشيقة روحك !!!....
          فقد أبهرت الناظرين بروعة جمال سطورك , وبيان روعة كلمك
          ولايمكن لابنة الشهباء مهما كان تعليقها أن تفي حق حلة قصيدتك
          فبارك الله لنا بيراع لسان قلمك , ومتألقّا دائمًا الله أبقاكَ
          التعديل الأخير تم بواسطة بنت الشهباء; الساعة 22-07-2007, 22:55.

          أمينة أحمد خشفة

          تعليق

          • د.عمر خلوف
            أديب وكاتب
            • 14-07-2007
            • 69

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة يحيى السماوي مشاهدة المشاركة
            *******************

            ما هذه المفاجأة ؟

            الرائع شعرا وشعورا عمر خلوف هنا ؟

            نفس عمر الذي رأى يوما جرحا باتساع بغداد ، ودما ابيض يسيل من خاصرة قصيدتي ـ فخاط بميسم محبته فتوق روحي ، ومسّد بمنديل بصيرته جرح بصري فإذا بأنين الربابة يغدو صداحا ؟

            أهو ذاته الرائع عمر خلوف ؟

            يا للدهشة ... قلبي يقول :إنه ذاته ... فالقلب يعرف أحبابه ... قد يخطئ البصر ـ لكن القلب لا يخطئ

            يا عمر يا صديقي ، هل تسمعني ؟ ها أنا أحشـّم حنجرتي لتشدّ من أوتارها ، فأناديك في هذا الليل الاسترالي الصافي الظلمة مثل ضفيرة عاشقة زنجية : هل تسمعني ؟

            أقول لك بصدق كصدق وجع غربتك : أنا أحبك كثيرا وربي ... فهل تسمعني ؟
            إذا لم تصدقني ، فاسأل قلبك ... قلبك لا يكذب يا عمر ... اسأله يا صديقي ... أما العشر فأنا مثلك أؤمن أنّ وعد الحرّ دين ... لكنني لن أكتفي بالخمس الأخرى ... هذا وعد ايها الحبيب ... سأجعلهن عشرا الاسبوع القادم ... عشرا وربي ـ اللهم إلآ إذا ارتأى عزرائيل زيارتي بشكل مفاجئ ....

            لا تنس أن تسأل قلبك ، فأنا أعرفه تماما ـ أقصد أعرفه لا يكذب ... ستجد الخبر اليقين عنده ـ وليس عند جدتنا جهينة ... اسأله وسيخبرك كم أحبك بالله أخا وشاعرا مبدعا عرف دمع الغربة وشجونها .

            [align=center]أنّتْ شرايينُ الغريبْ ** وصَبا الحبيبُ إلى الحبيبْ
            اللهَ يا نجوى الغريبِ إذا التقتْ برؤى الغريبْ


            يا ابنَ السماوةِ لا بَعُدْتَ فأنتَ في قلبي قريبْ
            ما أخطأَ القلبُ الطَّهورُ.. ورجْعُ قلبِكَ لا يغيبْ
            إني بهذا الليلِ شِمْتُكَ .. والبصيرةُ لا تخيبْ
            إني سمعتُكَ إذْ دَعَوتَ، فهل لِحُرٍّ أنْ يُجيبْ؟
            قفَزَ الفؤادُ .. ورُبّ صوتٍ هزَّ أوتارَ القلوبْ

            ولقد قرأتُكَ فانتشيتُ، وهزّ مهجتيَ النحيبْ
            فإذا لقيتُكَ وارتويتُ جعلتُ بَوحَكَ لي طبيبْ
            [/align]
            التعديل الأخير تم بواسطة د.عمر خلوف; الساعة 23-07-2007, 06:26.

            تعليق

            • عادل العاني
              مستشار
              • 17-05-2007
              • 1465

              #21
              الشاعر الكبير السماوي

              تاريخ كامل وحافل بقصيدة واحدة ,

              بل ربما توقفت عند أكثر من بيت , وفيه يقولون هذه قصيدة في بيت واحد.

              لكنني اخترت هذا :


              إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

              فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!


              ففيه الكفاية ...

              تقبل تحياتي وتقديري

              تعليق

              • عبدالجواد خفاجى
                عضو الملتقى
                • 18-07-2007
                • 49

                #22
                ها هى الأصالة تنضح شعرًا وشعورًا دافقًا
                قصيدة ترية بالصور ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

                حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


                ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

                وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


                تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

                فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي

                [align=center]
                لله درك كم هى رائعة صور القصيد ، وكم هى اللغة طيِّعة لديك
                الشاعر يحيى السماوى الذى يحيا ليسمو
                أروع ما كتبه البارودى ـ مثلا ـ كان فى منفاه
                أنت فى غربتك الآن تمتلك مفاتيح شاعرية ثرة ووجدانًا نابضًا وروحًا وثابة تعانق الماضى والحاضر ، وتُطلق الذكريات فى مداها الوسيع ... هكذا قصيدتك تؤكد ، وبهكذا قصيد أنت رائع
                لك مودة عبدالجواد خفاجى
                [/align]
                [B][size=5][font=Simplified Arabic][color=#800080]لأنى استنطق الصمت كان لابد أن أُسْكِتَ الضجيج [/color][/font][/size][/B]

                تعليق

                • يحيى السماوي
                  أديب وكاتب
                  • 07-06-2007
                  • 340

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة د.عمر خلوف مشاهدة المشاركة
                  [align=center]أنّتْ شرايينُ الغريبْ ** وصَبا الحبيبُ إلى الحبيبْ
                  اللهَ يا نجوى الغريبِ إذا التقتْ برؤى الغريبْ


                  يا ابنَ السماوةِ لا بَعُدْتَ فأنتَ في قلبي قريبْ
                  ما أخطأَ القلبُ الطَّهورُ.. ورجْعُ قلبِكَ لا يغيبْ
                  إني بهذا الليلِ شِمْتُكَ .. والبصيرةُ لا تخيبْ
                  إني سمعتُكَ إذْ دَعَوتَ، فهل لِحُرٍّ أنْ يُجيبْ؟
                  قفَزَ الفؤادُ .. ورُبّ صوتٍ هزَّ أوتارَ القلوبْ

                  ولقد قرأتُكَ فانتشيتُ، وهزّ مهجتيَ النحيبْ
                  فإذا لقيتُكَ وارتويتُ جعلتُ بَوحَكَ لي طبيبْ
                  [/align]
                  ***************

                  شكرا ً رعاك الله ُما تاق المشوقُ الى الحبيبْ

                  عهدي بقلبك لا يُرابُ وليس يقربه الوجيبْ

                  قلبٌ كمحراب اليقين ِ بخورهُ نسكٌ وطيبْ

                  تعليق

                  • يحيى السماوي
                    أديب وكاتب
                    • 07-06-2007
                    • 340

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة عبدالجواد خفاجى مشاهدة المشاركة
                    ها هى الأصالة تنضح شعرًا وشعورًا دافقًا
                    قصيدة ترية بالصور ومـا أبْـقـتْ ليَ الأيّــــام ُ إلآ

                    حُـثالـتها بإبْــريق ٍ خَــراب ِ


                    ترشفتُ اللظى حين اصطباحي

                    وأكمَلتُ اغتِباقي بالضـباب ِ


                    تحَرِّضُني على جرحي طيوفٌ

                    فأنْـبِـِشُــهـا بسـكِـيـني ونابي

                    [align=center]
                    لله درك كم هى رائعة صور القصيد ، وكم هى اللغة طيِّعة لديك
                    الشاعر يحيى السماوى الذى يحيا ليسمو
                    أروع ما كتبه البارودى ـ مثلا ـ كان فى منفاه
                    أنت فى غربتك الآن تمتلك مفاتيح شاعرية ثرة ووجدانًا نابضًا وروحًا وثابة تعانق الماضى والحاضر ، وتُطلق الذكريات فى مداها الوسيع ... هكذا قصيدتك تؤكد ، وبهكذا قصيد أنت رائع
                    لك مودة عبدالجواد خفاجى
                    [/align]

                    ********

                    أخي الشاعر عبد الجواد خفاجي : أمس سألتني طفلتي ( وكانت منهمكة في كتابة واجبها المدرسي )عن أطول وأشهر جسر في استراليا ....


                    ومع أني أعرف أن جسر سيدني الحديدي هو الأشهر ـ إلآ أنني قلت لها : إنني إعرف أطول و أشهر جسر في الدنيا وليس في استراليا ...

                    فرحت طفلتي " سارة " وضحكت نجمتان جميلتان في عينيها وهي تقول بلهفة طفل عثر على دميته الضائعة : أخبرني باسمه لأفاجئ به معلمتي ...

                    قلت : إنه الشعر يا ابنتي ....

                    من حق طفلتي "سارة " أن تشكك بجوابي .... لكنني متأكد من صواب ما قلت ..... أليس جسر الشعر هو الذي ربط ضفتينا يا صديقي ؟ هل من جسر في الدنيا طوله عشرات الاف الاميال كالشعر ؟

                    شكرا لجسر الشعر الذي عقد الالفة بين ضفاف قلوبنا .... وشكرا لك باسم شعري وقلبي معا .

                    تعليق

                    • يحيى السماوي
                      أديب وكاتب
                      • 07-06-2007
                      • 340

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة بنت الشهباء مشاهدة المشاركة
                      الشاعر القدير
                      والمبدع المتألق
                      يحيى السماوي

                      وأنا أتلو على مسامعي روعة حروف بهاء قصيدتك

                      لقلت ُ : أحِـنُّ يا بغـدادُ حتى

                      ولو لصدى طنين ٍ من ذبابِ



                      عدت إلى بغداد الرشيد
                      إلى قصر هارون الرشيد وكأنني الآن أسمع صوت الجارية التي أبت إلا أن تعود لوطنها :

                      لبيت تخفق الأرياح فيه
                      أحب إليّ من قصر منيف

                      ولبس عباءة وتقر عيني
                      أحب إليّ من لبس الشفوف

                      وكلب ينبح الطراق دوني
                      أحب إلي من نقر الدفوف



                      ما أجمل بهاء حروفكَ ,وأنت تصور لنا بغداد الرشيد عشيقة روحك !!!....
                      فقد أبهرت الناظرين بروعة جمال سطورك , وبيان روعة كلمك
                      ولايمكن لابنة الشهباء مهما كان تعليقها أن تفي حق حلة قصيدتك
                      فبارك الله لنا بيراع لسان قلمك , ومتألقّا دائمًا الله أبقاكَ
                      **********

                      سيدتي الاخت الاديبة بنت الشهباء : ها أنت قد حرّكـْت ِ المياه الساكنة في بحيرة ذاكرتي .... لم تحرّكيها بحجر ، إنما : بحفنة يواقيت ـ أنا وربي بحاجة الى بريقها أزيل به صدأ بدأ يتسرب الى مرايا ذاكرتي المكتهلة ...


                      فتقبلي من الشاكر فضلك ، نهر ودٍّ دون ضفاف .


                      ثمة سؤال مبلل بندى البراءة : الشهباء وشاح أخضر تتوشح به مدينتان عربيتان ... مدينة الموصل العراقية ، ومدينة حلب السورية ـ ومن المصادفات المبهجة ، أن شيخي الجليل " أبا الطيب المتنبي " قد عاش فصولا من عمره في كلتيهما ..... فطوبى لك ـ عساك بنت احدى هاتين المدينتين اللتين عبقتا يوما بزفير شيخي المتنبي .

                      تعليق

                      • يحيى السماوي
                        أديب وكاتب
                        • 07-06-2007
                        • 340

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عادل العاني مشاهدة المشاركة
                        الشاعر الكبير السماوي

                        تاريخ كامل وحافل بقصيدة واحدة ,

                        بل ربما توقفت عند أكثر من بيت , وفيه يقولون هذه قصيدة في بيت واحد.

                        لكنني اخترت هذا :


                        إذا كان العراقُ رغيفَ روحي

                        فإنّ ندى محبتهم شــرابي !!


                        ففيه الكفاية ...

                        تقبل تحياتي وتقديري
                        ********

                        أخي الشاعر الكبير عادل : للشاعر العظيم ناظم حكمت قنديل قصيدة أضاءت العالم بالامس ـ وما فتئ سناها يزداد إضاءة في ليل الأمل الانساني .... أعني القصيدة التي يقول فيها : إن أجمل مدن العالم هي تلك التي لم نزرها بعد ( لن اكملها ـ فانت قد قرأتها قطعا )....

                        اعتقد يا صديقي أننا ـ أنا وأنت ـ لم نكتب قصائدنا الأجمل بعد ...... سنكتبها حين ينظف وطننا من دبابات الاحتلال ومن حملة السواطير ومجاهدي السيارات المفخخة ( كالتي قتلت أول من أمس ثمانية وعشرين فقيرا عراقيا بينهم سبعة اطفال واثنتا عشرة امرأة في سوق الحلة ـ ما عدا عشرات الجرحى ) و ينظف أيضا من اللصوص المارقين ....

                        أشعر أحيانا أن مجاميعي الشعرية التي اصدرتها طيلة سبع وثلاثين سنة ، ليست غير تمرين لما سوف اكتبه في غد أتمنى أن أعيشه .... ويقينا انك تحمل ذات الشعور .

                        لك مني ما يليق بك من المحبة .

                        تعليق

                        • أحمد حسن محمد
                          أديب وكاتب
                          • 16-05-2007
                          • 716

                          #27
                          دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

                          فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


                          قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

                          وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


                          خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

                          أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


                          وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

                          وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


                          أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

                          يتوه بها المُصيبُ عن الصواب



                          لا أدري لم فكرتُ في أن أقرأ شيئا مختلفاً عما يبدي ظاهر الكلمات، لعلها تجربة تسبح في أرجاء أخرى، أرجاء أعتقدها موجودة لما رأيت من عوالم أصيلة وثقافة روح-شعرية عند رجل يحمل قلوب (الأم والأب والجد والابن والوطن والناس كلهم خيراً)

                          دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

                          فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي

                          إن الخطاب إلى المحبوبة، ولكن أيكون جبرياً عليّ أن أقرأ الأماسيّ على أنها ما كان بين الشاعر وحبيبتهِ، أم ما تطلبه مما كان من ماض شعري تسهر في لذات الكلمة الراقصة الفرحة المرحة لذات أبي نواس التي تعيش في كأس، وأبي تمامٍ الذي تفرّغ إلى عبادة شعر ابن الوليد وابي نواس فأنشأ صرحاً من محسنات عذبة، ولكنها تثير أصالة تزيينية وممتعة لا علاقة لها أحيانا بشعور ساخن حقيقي، إن الشاعر في أوفات (الغربة- الألم- الوجع) يتلخص في جوهر، هذا الجوهر الذي تخرج ممثلة إياه صورة التراكيب والكلمات عند شاعر كالسماوي، الذي ذاق التغرب، فاختصرت حياته في صدق الوجع والإحساس الحقيقي الأصيل أصالة غير مزيِّنة وحسب:
                          ألا تراه يقول :

                          وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

                          وأبْقى من لماكِ ومن إهابي

                          والإيمان في أحد تعاريفه لديّ هو إدراك كامل لجوهر الشيء، فمجرد أن تقول نخلة فهو شيء ممتع يشعرك بعظمة هذه المخلوقة النباتية.. ومن ثم كانت لوحات البيت الثريّ وسجادات القصور مختفية هنا، وإنما وثبت علينا أرواح الحصيرة والطين والذباب..
                          والشاعر لا يبتعد عن زينة الكتابة لعجز لا سمح الله، وإلا فما الإعجاز المدهش الذي يلاحقني بالبكاء كلما قرأت حرفاً زيادة في شعره، وإلا فما معنى قوله:
                          خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

                          أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


                          إن السماوي يرسم بعداً آخر من أبعاد الكتابة، بعداً زاهداً حقاً، ولكنه لا يتنازل عن لذة الشعر، وإن كانت اللذة الآن في الوجع..

                          فصدق حين قال:

                          أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

                          يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


                          وصدق.. إن شعر السماوي شاعر العرب الكبير لا يمكننا أن نسمي جوهره إلى بالجرح، الذي يدفعك الإحساس به وقت القراءة أن تقول (يا ألله! يا ألله) فلا يفرق سامعك أهي للعجب والرضا والمتعة أم لإحساسك بالوجع وجع الكلمة ..

                          تعليق

                          • يحيى السماوي
                            أديب وكاتب
                            • 07-06-2007
                            • 340

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
                            دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

                            فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي


                            قلبْتُ موائدي ورمَيْتُ كأسـي

                            وشيّعْتُ الهوى ورتجْتُ بابي


                            خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

                            أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


                            وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

                            وأبْقى من لماكِ ومن إهابي (2)


                            أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

                            يتوه بها المُصيبُ عن الصواب



                            لا أدري لم فكرتُ في أن أقرأ شيئا مختلفاً عما يبدي ظاهر الكلمات، لعلها تجربة تسبح في أرجاء أخرى، أرجاء أعتقدها موجودة لما رأيت من عوالم أصيلة وثقافة روح-شعرية عند رجل يحمل قلوب (الأم والأب والجد والابن والوطن والناس كلهم خيراً)

                            دَعـيني مِـنْ أماسـيك ِ العِـذاب ِ

                            فما أبْقى التغـرّبُ من شــبابي

                            إن الخطاب إلى المحبوبة، ولكن أيكون جبرياً عليّ أن أقرأ الأماسيّ على أنها ما كان بين الشاعر وحبيبتهِ، أم ما تطلبه مما كان من ماض شعري تسهر في لذات الكلمة الراقصة الفرحة المرحة لذات أبي نواس التي تعيش في كأس، وأبي تمامٍ الذي تفرّغ إلى عبادة شعر ابن الوليد وابي نواس فأنشأ صرحاً من محسنات عذبة، ولكنها تثير أصالة تزيينية وممتعة لا علاقة لها أحيانا بشعور ساخن حقيقي، إن الشاعر في أوفات (الغربة- الألم- الوجع) يتلخص في جوهر، هذا الجوهر الذي تخرج ممثلة إياه صورة التراكيب والكلمات عند شاعر كالسماوي، الذي ذاق التغرب، فاختصرت حياته في صدق الوجع والإحساس الحقيقي الأصيل أصالة غير مزيِّنة وحسب:
                            ألا تراه يقول :

                            وجَدْتُ حَلاوةَ الإيمان أشهى

                            وأبْقى من لماكِ ومن إهابي

                            والإيمان في أحد تعاريفه لديّ هو إدراك كامل لجوهر الشيء، فمجرد أن تقول نخلة فهو شيء ممتع يشعرك بعظمة هذه المخلوقة النباتية.. ومن ثم كانت لوحات البيت الثريّ وسجادات القصور مختفية هنا، وإنما وثبت علينا أرواح الحصيرة والطين والذباب..
                            والشاعر لا يبتعد عن زينة الكتابة لعجز لا سمح الله، وإلا فما الإعجاز المدهش الذي يلاحقني بالبكاء كلما قرأت حرفاً زيادة في شعره، وإلا فما معنى قوله:
                            خَـبَـرْتُ لذائذ َ الدنيا فــكانتْ

                            أمَرَّ عليَّ من سَـمّ ٍ وصـاب ِ (1)


                            إن السماوي يرسم بعداً آخر من أبعاد الكتابة، بعداً زاهداً حقاً، ولكنه لا يتنازل عن لذة الشعر، وإن كانت اللذة الآن في الوجع..

                            فصدق حين قال:

                            أنا جُرْحٌ يسـيرُ عـلى دروب ٍ

                            يتوه بها المُصيبُ عن الصواب


                            وصدق.. إن شعر السماوي شاعر العرب الكبير لا يمكننا أن نسمي جوهره إلى بالجرح، الذي يدفعك الإحساس به وقت القراءة أن تقول (يا ألله! يا ألله) فلا يفرق سامعك أهي للعجب والرضا والمتعة أم لإحساسك بالوجع وجع الكلمة ..


                            ***********

                            المبدع أحمد حسن محمد : يا رعاك الله ، ما أقوله الان ، ليس محاباة وربي : إنك مهيّأ أن تكون ناقدا فذا على سعة الأفق العربي ..

                            صحيح أنك شاعر مجيد ومبدع ... لكنك في الوقت ذاته ، مشروع ناقد كبير ... أسأل الله أن ينفع بك لغة القران وأدبها .

                            تعليق

                            يعمل...
                            X