[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,6,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عُــدنـا إلـيـكَ وقـدْ عــادتْ أمـانـيـنــا=لـبَعـضِ مـا فـيـكَ أو بَـعـضِ الّـذي فـيـنـا

عُــدنـا نَـسـيـرُ وكـمْ ســرنـا لـنُـدرَكَـهُ=ســـرّاً طَـويـنـاهُ والأســرارُ تَـطـويـنــا

عُــدنـا نُـبـــدِّدُ أوهـامـاً يُـخـالـطُـهــا=ضــوءُ الــرِّيــاءِ ونَـجـمٌ لا يُـحـاكـيـنـا

وكـمْ مَـضـيـنـا وأمــسٌ هَــبَّ يـوقـفُـنـا=مُـنـبّـهــاً كـلَّ جُــرحٍ فـي مـَـآقـيـنــا

عُـدنـا لـنـبـحـثَ عـنـهـا فـي مَـعـابـدِنـا=فـمـا وجَـدنـا ســوى ذكـرى مَـآســـيـنـا

ذكـــرى تُـداعـبُ أوتـــاراً بــلا نَـغــمٍ=ذكـــرى تُـسـابـقُ إعـصــاراً فَـتـؤويـنـا

واللَّــيــلُ أصـبــحَ والآلامُ تَـســبــقُــهُ=والـصُّــبـحُ أقـبــلَ والأحــزانُ تُـدمـيـنـا

والـطّـوقُ فـي عُـنُـقِ الإنـسـانِ حـامـلُــهُ=ســرُّ الـحَـيـاةِ , بـهِ الـرّحـمـنُ يُـفـنـيـنـا

وصَـرخـةٌ مـن فَـمِ الـشَّـيـطـانِ تـوقِـظُـنـا=ونَـفـحــةٌ مـن يـَـدِ الإنـسـانِ تُـغـريـنــا

كـراهــبٍ مَــلَّ عـلـيــاهُ فـطـلّـقَــهــا=وأغــرقَ الـشَّــكَّ دُنـيــاً لـمْ تَــزلْ ديـنــا

والـشَّــكُّ يَـحــرقُ أوراقـــاً بـمــا كُـتـبـتْ=بـالأمـسِ , فـي دَفـتـرِ الـنِّـسـيـانِ يُـبـقـيـنـا

يـا أيَّـهـا الـقَــدرُ الـمَـكـتـوبُ كـنْ يـقـظـاً=وابــكِ الـسِّـنـيـنَ الّـتـي مـرَّت طَـواحـيـنــا

وســـائـلِ اللّــيــلَ إذ أمــسـتْ تُـغــازلُــهُ=عــيـنُ الـصَّـبـاحِ , فـلـمْ تـلـقَ الـهَـوى فـيـنـا

يـا أيّــهـا الـقَــدرُ الـمَـكـتـوبُ عُــدْ لِـتَـرى=كــونــاً كـكـأسٍ بـمُــرِّ الـخَـمـرِ تُـسـقـيـنـا

والـخـمـرُ والـقــدحُ الـمَـكـســورُ قــدْ غَـفــلا=عـن بَـعـضِ مـا بِـهـمـا , و الـمُــرُّ يُـنـســيـنـا

وإن ســألـتَ عَــن الــذِّكــرى تُـشــاطـرُنــا=هـمّــاً ولـو حـمَّـلــوكَ الـهــمَّ تُـقـصـيـنــا

حـتّـى افـتـرَقـنـا ســنـيـنـاً كَـلَّ كـاهـلُـهـا=والـشَّــكُّ أثـقـلَ أكــتــافـــاً, فَـيُـدنـيـنــا

مـن أســفــلٍ وإلـى ويـــلٍ , وحـيـثُ دنــا=ومـن جَـحـيــمِ ظـنــونٍ حـيـثُ يُـلـقـيـنـا

بـالـمــوتِ يـخــدعُـنـا إذْ كــلُّـنـا لـعــبٌ=يـلهــو بـنـا وبِـلَحـظِ الـرّمــشِ يُـخـفـيـنـا

يـا أيَّــهـا الـبـشــرُ الـمـخــدوعُ هـا أنَــذا=أدعــوكَ , و الـقــدرُ الـمـكـتـوبُ يـأتـيـنــا

فـنـاشــدوا الـقـبـرَ والأمــواتُ قـد مَـكـثــوا=فـيـه سـنـيـنـاً وهـمْ لـمْ يَـفـهـمـوا الـطّـيـنـا

وقــدْ تـواروا بـــهِ, إذ مـنــهُ قــد خُـلـقــوا=فـالأرضُ تـبـعـثُــنــا والأرضُ تـحــويــنــا

يـا أيَّـهــا الـقــدرُ الـمـكـتـوبُ عــدتَ لـنـا=لـمّـــا دنـتْ لـعـنــةُ الأيّـــامِ تُـبـكـيـنـا

وقــدْ بَـعــدنــا وتُـهـنـا ثــمَّ ســـاورَنــا=شـــكٌّ وعـدنـا نـزيـحُ الـشــكَّ تَـطـمـيـنــا

عــدنــا إلـيـكَ بـشـــكٍّ قــد طُـلـيـت بــهِ= والـشَّــكُّ يَـرفـضُ أن يُـجـلـى تَـخـفّــيـنــا

طَـغـتْ مَـظــاهــرُنـا إذ تـــاهَ حـاضـرُنــا=بـالأمــسِ , والـمَـظـهـرُ الـبــرّاقُ يَـكـفـيـنـا

تــاهـتْ بَـصــائـرُنـا والـحـقــدُ مـأربُـنـا=بـعـضٌ يُـقــاتــلُ بـعـضـاً مـن تـدنّـيـنـا

عِـشـنـا سـنـيـنـاً ومـا زالـتْ سـنـابـلُـنـا=خُـضــراً وصُـفـرتُـهـا رؤيــا لَـيـالـيـنـا

عِشــنـا تـمــزِّقُ اكــفــانـاً مَـقـابـرُنـا=وتـلـعــنُ الــيــومَ أحــزانـاً قــوافـيـنـا

وكـمْ صـلـبـنــا شَــهـيــدا فـوقَ أعـمـدةٍ=والأرضَ بـالـــدَمِ قـــد روّت أيــاديــنــا

والــوردَ قــد أذبـلـتْ لـؤمـاً أنــامـلُـنــا=والأنـبـيــاءُ وَصـفـنــاهـمْ مـجــانـيـنـا

يـا أيَّــهـا الـقــدرُ الـمـكـتـوبُ كـنْ أمـلاً =لـلـغــافِـلـيــن وبـَـيــداءً تُــواريـنــا

اهــدِ الـعَـبـيـدَ إذا ضـاعـتْ مـســالـكُـهـم=هــدايــةً مـن لُـجـى الأوهــامِ تُـنـجـيـنــا

فـالـيــومَ لـو نَـسـتـقـي مــرّاً مُـزجـتَ بــهِ=نُـمـسـي عـلـى أثـرِ الـسّـاقـيـن مـاشـيـنـا

ولـو سَــقـتـنـا دُمــوعَ الـعَـيـنِ عـاشـقـةٌ=تَـصـحــو حَـيـاتُـك ورداً أو بَـســاتـيـنــا

فــلا تَـعــدْ أبــداً مَـهـمــا دُعـيـت لـنــا=فَـكـلّــنــا قَـــدرٌ يَـلـهــو بِـبـاقـيـنــا[/poem]



................

قصيدة قديمة جدا من أوائل ما كتبت , تنشر لأول مرة.

أنتظر نقدكم وتصويبكم وتصحيحكم , فقد يكون هناك ما فاتني.

.................