تامر و الثعبان
كان الفتى تامر ينظر إلى بعض الأولاد ، و أحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها ، المسكينة تصيح و تستغيث. و كان الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة ، و يزيد من ضغطه عليها و أحيانا يحملها من ذيلها وي جعلها تتأرجح بين يديه ، و القطة تستنجد ، و كان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسروراً بما يفعله . و كان تامر هادئاً لا يريد أن يفعل شيئاً مُضِراً بزملائه . فكان أسلوب تعامله معهم أدبيا ، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدى نفعا ، و تقدم تامر الى الطفل .. و طلب منه أن يكف عن أذى الحيوان ، و أفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل ، و في أي مكان وجدت فيه .. فهي عدو للفئران و الحشرات الضارة ، فهي تقضي عليهم و لا تترك لهم أثرا ، و أن من الواجب أن يترك الانسان الحيوانات و شأنها . لأنها أليفة ، و بالتالي لا تضر . . ثم قال له : ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل ؟ و هي عاجزة عن المقاومة ، وب حاجة الى رعاية ؟
و كانت القطة المسكينة تنظر الى تامر لعله يخلصها من اليد القابضة عليها ، و هنا رق الطفل و شكر تامرا على نصيحته الجيدة ، و اعترف بأن هذا فعلاً حيوان لا يضر ، و قال لتامر : إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ ، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من تامر ، و عاد تامر الى منزله ، و ذات يوم ، قبل أن يأوي الى النوم .. تذكر أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ ، فاتجه إليها ، وب عد أن شرب رأى نوراً خافتاً من جهة الباب الخارجي للمنزل ، فتذكر أن والده سيتأخر و أن عليه أن يغلق الباب ، و تقدم تامر ليغلق الباب و فجأة !! لاحظ شيئاً ما أمام عينه , يا الله .. إنه ثعبان .. و كان طويلاً .. فصرخ تامر فزعاً . وأخذ يستغيث و يحاول أن يجد له مخرجاً من هذا المأزق ، و لكنَّ الطريق أمامه مسدود ، فهو لا يدري ماذا يفعل .. و اضطربت أنفاسه ، و كاد يغمى عليه .. و بينما هو في فزعه !! نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه ، و قد قضى عليه ، و قد عرف تامر أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل ، و قد امتلأ جسمه ، و أصبح في صحة جيدة ، و نظر القط الى تامر .. و كأنه يقول له : و إنني أرد لك الجميل يا تامر : و عاد تامر بعد أن أغلق الباب الى غرفته يفكر كيف أن فعل الخير يُدَّخر لصاحبه .. حتى يوّفى له .. فتعلم درساً طيباً .. و قرر أن تكون حياته سلسلة من الأعمال الخيرية .
منقول
كان الفتى تامر ينظر إلى بعض الأولاد ، و أحدهم يمسك بقطة من رقبتها ليخنقها ، المسكينة تصيح و تستغيث. و كان الطفل يحكم قبضته حول رقبة القطة ، و يزيد من ضغطه عليها و أحيانا يحملها من ذيلها وي جعلها تتأرجح بين يديه ، و القطة تستنجد ، و كان هذا الطفل يقهقه بأعلى صوته مسروراً بما يفعله . و كان تامر هادئاً لا يريد أن يفعل شيئاً مُضِراً بزملائه . فكان أسلوب تعامله معهم أدبيا ، لأنه يرى أن المشاجرة لا تجدى نفعا ، و تقدم تامر الى الطفل .. و طلب منه أن يكف عن أذى الحيوان ، و أفهمه أن لهذه القطة فوائد في المنزل ، و في أي مكان وجدت فيه .. فهي عدو للفئران و الحشرات الضارة ، فهي تقضي عليهم و لا تترك لهم أثرا ، و أن من الواجب أن يترك الانسان الحيوانات و شأنها . لأنها أليفة ، و بالتالي لا تضر . . ثم قال له : ماذا تستفيد من تعذيبها بهذا الشكل ؟ و هي عاجزة عن المقاومة ، وب حاجة الى رعاية ؟
و كانت القطة المسكينة تنظر الى تامر لعله يخلصها من اليد القابضة عليها ، و هنا رق الطفل و شكر تامرا على نصيحته الجيدة ، و اعترف بأن هذا فعلاً حيوان لا يضر ، و قال لتامر : إنه لا يدري أن عمله هذا ردئ ، حيث أنه لم يسمع من أحد في البيت أو من أصدقائه ما سمعه من تامر ، و عاد تامر الى منزله ، و ذات يوم ، قبل أن يأوي الى النوم .. تذكر أنه يريد أن يشرب من الثلاجة الموجودة بالمطبخ ، فاتجه إليها ، وب عد أن شرب رأى نوراً خافتاً من جهة الباب الخارجي للمنزل ، فتذكر أن والده سيتأخر و أن عليه أن يغلق الباب ، و تقدم تامر ليغلق الباب و فجأة !! لاحظ شيئاً ما أمام عينه , يا الله .. إنه ثعبان .. و كان طويلاً .. فصرخ تامر فزعاً . وأخذ يستغيث و يحاول أن يجد له مخرجاً من هذا المأزق ، و لكنَّ الطريق أمامه مسدود ، فهو لا يدري ماذا يفعل .. و اضطربت أنفاسه ، و كاد يغمى عليه .. و بينما هو في فزعه !! نظر حوله فإذا بالقط يمسك بذلك الثعبان بين أنيابه ، و قد قضى عليه ، و قد عرف تامر أن هذا هو القط الذي أنقذه ذات يوم من ذلك الطفل ، و قد امتلأ جسمه ، و أصبح في صحة جيدة ، و نظر القط الى تامر .. و كأنه يقول له : و إنني أرد لك الجميل يا تامر : و عاد تامر بعد أن أغلق الباب الى غرفته يفكر كيف أن فعل الخير يُدَّخر لصاحبه .. حتى يوّفى له .. فتعلم درساً طيباً .. و قرر أن تكون حياته سلسلة من الأعمال الخيرية .
منقول
تعليق