يعجبني فيك غاليتي ريمه هو حضورك المثمر دوما
ونظرتك التي تجسديها وفقا لقراءتك الخاصة والتي دوما
احترامها وأقدرها وهذا هو المطلوب من نصوص قصيدة النثر
التنوع في الرؤية والقراءة شكرا لك وتحية صباحية تليق
الشاعرة نجلاء المحترمة:
تحية طيبة وبعد،،
ألمتن الشعري يحمل رؤية فلسفية عميقة، تتجلى من خلال توظيف العنوان لصالح معنى الأيلولة الى النهاية المحتومة في رجعتها المنطقية الى التراب، لكن العنوان يمنح دلالة إيحائية بالحياة، فموت الآخر أحال بالضرورة الانثى الى أرملة، أرملة معزولة عن الفعل بدلالة الإسناد الى التراب الذي يعني أيلولة كل حي، لكن الشاعرة تريد أن تخلق جمالية وجودية للأنثى من خلال موضوعة الإنقضاء المادي للجسد الذكوري:
"حين مات من نظرية الخلدِ" ـــــ 1
"أكنتَ أهونُ منِّي حين مِتَ في قفصِ قلبكْ !" ـــــ 2
تنتج الجملتين الشعريتين مستوى تقابليا يخلق صراعية مفاهيمية تنتصر للأنثى بدلالة الموت في الخلد لحبيب الشاعرة، وانتصارها عليه عندما أماتها في قفص قلبه، فموته محسوسا وموتها في قلبه معنويا، لذلك:
"حين مات من نظرية الخلدِ ... كنتُ أنا من أقامَ على قبرهِ لأعدَّ أكوام سرابهْ
وفي ظلي بقية تصرخُ للشهادة".
البقاء للشهادة ليس عبثا بل تنتج له الناصة مستوى إبلاغي /جمالي، حينما تقرنه في كناية شديدة بالذاكرة:
"ها أنتَ تركتني أرمِّمُ أناملِ الحسابِ.."
والعلاقتة التي تبنيها بين ذاتها وإرث الحبيب تعتمد فاعلية الترميم، المتداول بين جدليتي "القبر" "والحلم" وكلاهما معنيين متعاكسين، فالاول للإنقضاء والثاني للإستمرار، وعليه ينكشف المعنى عند هاتين العلامتين الدالتين، كترسيم لمسار وجودي تفاعلي مع موقف الذاكرة الذي يشتغل في اتجاهين متعاكسين أيضا:
"أصنعُ منها قبراً لي.."
تمثل هذه الجملة الشعرية الإتجاه الاول المتمثل في قبر الذاكرة لماضي الحبيب السلبي.
كما أنها في الاتجاه الثاني تعمل على تفعيل الذاكرة لتوتير دائرة الحلم، والفعلين الموظفين يفيان بالمفهوم الحركي الفعال والتفاعلي ،"أسحق وأعجن"، وتوتير الحلم حصرته في بوتقة الرّصيف الذي يتشظى المعنى عند حوافه، فهو للتشرد وللتسكع، وتسكع الشاعر فيه تَمَعْني التأمل والاستراق الشعري للتفاصيل المهملة والعادية، اما التشرد على الرصيف فيمنح اعمق الرؤى للفعل الوجودي المضاء بالتعب الخلاق.
تأتي النهاية لتكشف شيئا من القصدية الشعرية ولو انها صعبة المنال، لكنها تحتمل التأويل، حيث اللاشيء لا يعني العدم، لكنه الفضاء المفرغ للشاعرة بعدما أُخْلِيَ لها الطريق بإزاحة الآخر المعيق:
"ها قدْ ماتَ الطريقُ ...... وماتتِ الذئابُ .....وماتَ الموتُ"
وما قد يستجيب للتأويل في هذه الفرضية هو فعل الاستلقاء الذي يكون بعد التعب، والملاحظ ان الشاعرة مدّت في تكرار فعل الاستلقاء:
"وبقيت حيث اللاشيءْ ... أعدُّ اللاشيءْ ... وأستلقي ... وأستلقي ... وأستلقي ".
بعد تمعّن في هذا النص تصبح العلاقات بين الرجل والمرأة تحكمها في عالم الانثى، انطلاقا من الوثيقة النصية الحاضرة، التي تؤسس لهذا الرأي شعريا/معرفيا، تصبح العلاقات اقتصاصية نبيلة، بدلالة الخلق الجمالي لمثل هذه المناكفات المبررة وجوديا، وصولا الى المستوى الارقى لوجودية متعوية تناضل من اجل ان تنتصر القيمة الجمالية المتمثلة في وجودانية المرأة الرياحينية(من الرياحين).
إحترامي.
عبد الحفيظ.
نقطة ضوء مكثفة جدا تصب في محيط يصل إلى ثقب في القلب ... منه نرى موات الأشياء فيه قبل موتها الحقيقي ... فتهون علينا لو ماتت حقيقة ... أو متنا ... لا يهم. ... قلم مطواع لصاحبته , وحرف به تراوغنا لنصل إلى الحقيقة ونحن نندهش.
نجلاء الرسول
تحيتي العاطرة بالود ،سلمت مبدعة وبخير.
حين مات من نظرية الخلدِ ... كنتُ أنا من أقامَ على قبرهِ لأعدَّ أكوام سرابهْ
وفي ظلي بقية تصرخُ للشهادة
أنتَ .. يا من لم تورِّثْ غير الفجيعةِ في كأسِ خمرتكَ أكنتَ أهونُ منِّي حين مِتَ في قفصِ قلبكْ !
ها أنتَ تركتني أرمِّمُ أناملِ الحسابِ أصنعُ منها قبراً لي وأسحق وأعجن بدم الرصيفِ حلمي.
يا منْ قطعتَ عروقَ الطريقِ بشفرةِ موريس المدونة للاشيءْ
وأنا كلّ مرةٍ ... كلّ مرةٍ أستلقي ... كي تضاجعني ذئابكْ.
ها قدْ ماتَ الطريقُ ...... وماتتِ الذئابُ .....وماتَ الموتُ
وبقيت حيث اللاشيءْ ... أعدُّ اللاشيءْ ... وأستلقي ... وأستلقي ... وأستلقي .
نجلاء الرسول
ما أجمل هذا الحزن
ما اروع هذا الوجع
لا يليق به الموت في الارشيف
فحملته ليستنشق بعض الحياة
من خلال قراءات الاخوة هنا بالقصيدة
رائعة واكثر استاذة نجلاء
تعليق