فصول من تاريخ المسرح العراقي ( رائدات المسرح العراقي )

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    فصول من تاريخ المسرح العراقي ( رائدات المسرح العراقي )



    فصول من تاريخ المسرح العراقي ( رائدات المسرح العراقي )

    لطفي حسن

    معالجة لغوية وتنقيح علي جاسم



    من الصعب تحديد من هي المرأة الأولى التي صعدت على خشبة المسرح العراقي خلال القرن الماضي أو خلال القرن الذي سبقه ، المعتقد فيه أن فن المسرح قد دخل العراق ، فالمجتمع الرجولي وتقاليده لم يكن تسمح في ذلك الوقت بفتح المدارس الخاصة بتعليم البنات ، فكيف تسمح لها بصعود خشبة المسرح المرفوض أصلا كفن منذ بدايات دخوله حتى على ممارسة الرجال له .

    المعروف انه عند تأسيس الملاهي الليلية في بغداد وبعض المقاهي فيها التي أقدمت على تقديم الطرب والرقص في ذلك الحين، كانت السباقة في تقديم المرأة المهمشه اجتماعيا على المسرح ، كانت البدايات جلب هذه النساء من حلب ولبنان من غير المسلمات للعمل كمغنيات وراقصات ، وعندما تأسس المسرح العراقي في باحات المدارس ، قام الذكور بأداء ادوار النساء كتعويض عن هذا النقص، واستمر أداء الرجال لادوار النساء كتقليد في المسرح العراقي حتى الخمسينات ، دون أن يشكل حرجا إضافيا للممثل آنذاك في أن يؤدي هذه الأدوار على الحرج الاجتماعي الذي فيه كونه ممثل أصلا .

    وعندما تشكلت الفرق المسرحية الشهيرة في العشرينات، جرت الاستعانة بالمطربات الشهيرات لأداء الأدوار النسائية ، وهذا كان الحال حتى في بدايات السينما العراقية ( عليا وعصام ) أذ أستعين بالفنانة المطربة عزيمة توفيق وسليمة مراد ببطولة الأدوار النسائية ، وهذا لم يكن مختلفا عما كان عليه المسرح عموما في المنطقة العربية التي كانت تمر وتعيش نفس المرحلة الاجتماعية .

    في مصر مثلا التي سبقتنا في التعرف على المسرح ، وكان جيل الممثلات الأوائل منحدر من وسط الطرب والرقص ، والمهشمات ، أو ممن تمردن وهن صغيرات في السن من الريفيات و الشرائح الفقيرة ، وهربن من بيوتهم وجئن إلى القاهرة ، لتحقيق أحلامهن في النجومية في الملاهي و السينما والمسرح .



    (نزهة الجميلة )من ممثلات المسرح العراقي في الثلاثينات والأربعينات


    أن ظاهرة منع المرأة من صعود المسرح ليس جديدا في العالم ، فالمسرح أرسى في بداياته منذ الإغريق الذي لا يعترف اجتماعيا بدور هام وكبير للمرأة في الحياة الاجتماعية والعامة التي كانت عبودية الطابع ، بداء عندهم تقليد صعود الرجال المسرح منتحلين دور المرأة ، واستمر هذا التقليد في المسرح الروماني الذي انحط من مؤديه طبقة الشعراء العظام في اليونان إلى العبيد حصرا لصعود المسرح في روما.

    وبعدها في مرحلة نشوء ونهوض الحضارة الإسلامية التي استلهمت الكثير من الحضارتين السابقتين ، لم تخرج عن موقف هاتين الحضارتين في علاقة المرأة بالمسرح ، بل أهملت فكرة المسرح جملة وتفصيلا ولم تعطه أهميته التي يستحقها من منطلق ديني معقد يحتمل التأويل والتفسير والاختلاف .


    عبد الجبار عباس يؤدي دور المرأة على المسرح 1966

    نستطيع هنا أن نقسم فترة علاقة المرأة بالمسرح في العراق إلى فترتين ، هي كل تاريخ قدوم وتجذر وانتشار المسرح ،

    الفترة الأولى تمتد منذ أن عرفنا المسرح في نهايات القرن التاسع عشر وحتى منتصف الخمسينات ، والذي يمكن لنا أن نسميه بالمسرح الرجالي ، لتفرد الرجال وحدهم بالعمل فيه تقريبا .

    والفترة الثانية منذ منتصف الخمسينات وحتى وقتنا الحاضر . الذي شهد صعود الرعيل الأول من النساء من البيوت والعوائل لخشبة المسرح ، وكسرهن بجرأة الحواجز والموانع الاجتماعية التي كانت قائمه وراسخة، مضحيات بوضعهن الاجتماعي ، وهذا بحد ذاته كان كبيرا وخطيرا في ذلك الوقت وهن يخرقن التقاليد الباليه في هذا المجال بالذات، وتحملن تبعات ذلك بإصرار وصبر ... وتركن الباب من بعدهن مشرعا لتدفق النساء على صعود المسرح .

    في الفترة الأولى ،عند نهاية العشرينات و ما بعد الثلاثينات ، احتدم الصراع بين المتنورين من المثقفين المناصرين لسفور النساء على رأسهم الزهاوي من جهة ، وبين المتزمتين المدافعين عن الحجاب وهم كثر من جهة أخرى .

    حدث حراك في المجتمع العراقي آنذاك ، وظهرت نزعة نحو التحديث الجريء في العلاقات الاجتماعية ، والانطلاق لمسايرة ركب الدول المجاورة التي سارت بعنف في درب التطور الاجتماعي ، وكانت تركيا أتاتورك ، وإيران رضا بهلوي النموذج، وكان هذا الحراك الاجتماعي بالتالي نتاج طبيعة التفاعلات الداخلية ومع الخارج التي رافقت سياسيا عملية الانفصال والتحرر من النير العثماني و تأسيس وتوطيد الدولة العراقية الحديثة عام 1920 ،

    أن هذا الحراك التقدمي في بنية المجتمع العراقي الذي تبدى في أشكال مختلفة آنذاك ، دشنت بداية النزعة نحو العصرنه والتحديث ، و بروز روح التحدي لإزالة التقاليد الاجتماعية المعرقلة ، و هي التي صنعت للمسرح العراقي عصر عزه الذهبي في الثلاثينات و التي في تقديري لم ينتبه إليها احد لحد الآن .

    فإلى جانب الرجل الذي واصل انتحال دور المرأة على المسرح إلى أواخر الخمسينات ، كان مسرح جعفر لقلق زاده يقدم ليليا نمره المسرحية بمعية ( الممثلات الارتيست ) ، وهي تسميه لفنانات الملاهي ( أكثريتهن راقصات ومغنيات ) من العراق أو بلدان عربيه مختلفة لبنان والشام بشكل خاص ، جلبن للعمل في الملاهي وفق شروط
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​
  • على جاسم
    أديب وكاتب
    • 05-06-2007
    • 3216

    #2
    [align=center]مشدده ، يتحدث عنها ياس علي الناصر في مذكراته فيقول ((...جرت العادة في ملاهي أيام زمان عند تقديم برنامج الملهى أن تجلس جميع الفنانات صفا واحدا على المسرح ومن خلفهم الموسيقيون الذين يبدؤون بقطعه موسيقيه كمقدمه أولا ، ثم تليها بأداء التواشيح ، وكان تواشيح ( يانحيل القوام ) هو التو شيح الافتتاحي الذي يردد في كافة ملاهي بغداد .

    ومن التقاليد التي كانت متبعه عند أصحاب الملاهي ،الإعلان عند وصول فنانه جديدة أي الإعلان عن تشغيلها في الملهى ، بواسطة الطبل وبمرافقة الفرق الموسيقية الشعبية التي كانت ترابط عند باب الملهى .

    ومن الملفت للنظر هي أن الفنانة كانت تقدم كفاله ماليه قدرها (75) دينارا وتعهد بعدم السماح لأي شخص مهما كان بدخول دارها ، وفي خلاف ذلك تسحب إجازة الفنانة وتقدم للمحاكم .

    كما جرت العادة أيضا بمرافقة الشرطة للفنانات ليلا وإيصالهن لبيوتهن بعد انتهاء عملهن للتأكد من التزام الفنانة بالتعليمات الصادرة من الجهات المختصة لهن ، وذلك حفاظا على سمعة الفن الذي ينتمين إليه ...))

    ويستطرد ياس علي الناصر ((....وبالفعل فقد كانت معظم الفنانات في ذلك الوقت ملتزمات بالتعليمات وحريصات على الحفاظ على سمعتهن الفنية نظيفة لكي لا تحرم من مورد رزقها ، فقد كن بالنسبة للجمهور بمنزلة القديسات ولذلك ترى الشخصيات الكبيرة والمهمة وغيرها يتسابقون للجلوس في الصف الأمامي قريبا من خشبة المسرح طمعا بتحية او سلام أو إشارة والتفاته من الفنانة ، او الفوز منها بكلمه )).

    أن كبار رواد المسرح الأوائل من الرجال ، سبق وان قاموا بأداء أدوار المرأة على المسرح بدون حرج تحت وطأة الحاجة الماسة لملاء الفراغ التام في المسرح من المرأة ، بدءا من حقي الشبلي مرورا بأسعد عبد الرزاق وبدري حسون فريد وآخرين وصولا إلى عبد الجبار عباس الذي اشتهر بأدائه لدور ( أم علي ) في الخمسينات ، وسمير القاضي .حتى وقت متأخر.من أعوام الستينات .

    من الرائدات في المسرح العراقي الأوائل في الأربعينات حتى الخمسينات ، مديحه سعيد ، وليلى العبيدي وسلمى عبدالحميد ، والمحامية نظيمه وهبي، والطبيبة فوزيه القطان

    إلى جانب زوجة يحيى فائق ( في الفرقة العربية للتمثيل ) وسلمى عبد الأحد أخت عازف الطبلة الشهير سامي عبدالاحد، صعدت أيضا ( في الفرقة الشعبية للتمثيل ) ماجدة عبد القادر زوجة جعفر السعدي على المسرح بدفع وتشجيع من أزواجهن .


    وكثيرا ما كان يجري إقناع بعض العناصر النسائية للعمل في المسرح ، وعددهن لم يكن قليلا من الراغبات ، لكنهن لا يواصلن إلى النهاية ، فينقطعن بمجرد الزواج ، أو بسبب تعرضهن لتهديدات جديه تصل إلى حد التهديد بالقتل تصدر عن عائلاتهم وأقاربهم من الدرجة الثانية ( أبناء العمومة ) ، وحتى العشيرة .، او تعرضهن لتهديد فسخ الخطوبة لبعض من كن مخطوبات وعلى وشك الزواج ، وكثيرا ما تحرج الفرقة بانسحاب مفاجئ للممثلة من العمل بسبب هذه الضغوط قبل يوم من تقديم العمل فتضطر الفرقة إلى التأجيل أو إلغاء العرض المقرر .

    وكلها كانت عوامل تثبيط جراء التقاليد الاجتماعية القبلية التي كانت تتحكم في توجهات المرأة الشخصية وحريتها بشكل مطلق .

    يتذكر جعفر السعدي ممثله في( فرقة جمعية بيوت الأمة) في نهاية الأربعينات، اسمها ( سلسبيل ) شاركت في عدد من مسرحيات الفرقة ، لكنها لم تواصل بسبب ضغوط عائليه . .

    أسماء أخرى عملت في الفرق المسرحية في الخمسينات ثم انشغلن عن المسرح بأمور أخرى لا علاقة لها بالضغوط الاجتماعية التي ذكرت ، وانقطعن دون إكراه وانشغلن عنه بأمور أخرى ، كرينيه يعقوب ، ولميس عبد الرزاق


    ازادوهي صاموئيل (1942 ) رائدة في المسرح العراقي منذ عام 1954 فوتحت آزادوهي صاموئيل للانتماء لفرقة المسرح الحديث من قبل أخت سامي عبد الحميد، وهي طالبة قد أكملت توا المرحلة الابتدائية ، وانتقلت إلى الدراسة المتوسطة ، أخبرت عائلتها بالموضوع ، لم يبدي الأب رأيا وأحال الموافقة إلى إخوتها الثلاثة بحجة انه أمي ولا يفهم في هذه الأمور ولا يريد أن يتحمل ما سيجري لها لاحقا في سلوكها هذا الدرب الذي كان يدرك انه صعب وغير مأمون على طفله بسنها، ويخشى في انه قد يظلمها في حالتي الموافقة أو الرفض .

    وافق إخوتها الثلاثة فورا ، باعتبار أن العمل في هذه الفرقة شرف ، فأفراد عائلتها لم يكونوا بعيدين عن الشارع المسيس ، وكان إخوتها من المساهمين النشيطين في المظاهرات والاعتصام التي لم تكن تنقطع في تلك الفترة مابين ( 1954-1956) وتعرض منهم للاعتقال أكثر من مره، وافقوا لتعمل فيها على شرط أن يرافقها احدهم عند ذهابها للتمارين وعودتها منه ، وشجعوها على أساس هوية الفرقة السياسية التي ينسجمون معها ومعرفتهم الجيدة المسبقة بالفنانين الذين يعملون فيها ، وكانوا يحترمون الفرقة ويعتبرون نشاطات الفرقة كانت محركا لم ينقطع لإثارة السخط على الانكليز و على الأحلاف والعملاء.

    وكان يرافق آزادوهي في التمارين احد أخوتها ، عادة أخوها ( هايك صاموئيل) ، و كانت في بداياتها تتحدث بلغة عربيه غير سليمة، تغلب على لهجتها اللكنة الارمنية ، كانت طفله بمعنى الكلمة ( 12 سنه ) البسوها ملابس الأم ووضعوا على رأسها عباءة وحملت بين يديها دمية ملفوفة ، وأصبحت أما على المسرح ، هذا ما كانوا يحتاجون منها . أن تكون أما وليست طفله .

    مثلت في الفترة مابين 1954 - 1958 مسرحية ( إيراد ومصرف ) على قاعة الكلية الطبية وفي أماكن أخرى و( حرمل وحبة سوده ) و (ست دراهم ) لنفس المؤلف يوسف العاني ولنفس المخرج ابراهيم جلال، وكانت تحمل اسما فنيا في الإعلانات ( زاهده سامي ) استمر معها إلى ما بعد تموز 1958 حيث مثلت تحت هذا الاسم أيضا في مسرحيتي ( آني امك ياشاكر ) و( أهلا بالحياة ) .

    بعد أن أنهت الدراسة المتوسطة عام 1958 ، وهي ما تزال تعمل في فرقة المسرح الحديث ، كانت مواهبها الفنية وثقافتها المسرحية قد تبلورت الى حد كبير بالتمارين والمراس على يد ابراهيم جلال ورعاية باقي أعضاء الفرقة لها ، فدخلت معهد الفنون الجميلة - قسم المسرح - والتي كانت منذ تأسيسها في عام 1945 ، ولحد ذلك التاريخ 1959 ، معهد يدرس فيه الذكور فقط ، ولم تجرؤ أو حتى تفكر أي فتاة على الإقدام بالدراسة فيه قبل آزادوهي .

    فتحت آزادوهي للأخريات من بعدها ، بدخولها الشجاع كأول فتاة إلى معهد الفتنون الجميله قسم الفنون المسرحية ، الآفاق الواسعه امام من انخرط بعدها لاحقا لدراسة هذا الفن ، فتدفقن ببطء على المعهد في السنة الثانية من دراستها ، كانت هناء عبد القادر ثم جاءت من بعدها سميه داوود ، وبعد سنتين كان من طلاب المعهد فوزيه الشندي ، رؤيا رؤوف ، وساهره احمد , وشوبو محمد ، ومنيره عباس ، بلقيس الكرخي ، وهكذا تقدم الى المعهد في السنيين التالية وبدون حرج كبير ، شيماء وغزوه الخالدي ، وسعاد عبدالله ، واحلام عرب ، ونضال عبد الكريم.. الخ .

    الاسماء كثيرة الآن في الوسط المسرحي من الفنانات خريجات المعهد أو الأكاديمية يمارسن النشاط المسرحي في مختلف المجالات ، قسم منهم يحمل الدكتوراه في تخصصات مسرحيه مختلفة ، ومدرسين في المعهد وكلية الفنون .

    وقسم كبير آخر منهن أيضا ، ضعن واختفين في المحافظات ، اشتغلن كمعلمات بعيدا عن المسرح ونشاطاته ، او تركن الفن المسرحي بعد الزواج .

    تعلمت آزادوهي الكثير في المعهد ، بما يساعدها في أن تتخلص من الخجل والتوجس و تمتلك شخصيه متحديه ، وجرأه اجتماعيه ، من هذه التمارين الطريفة والغير مألوفة في العادات العراقية آنذاك ، و التي كان يطلبها منها أستاذها بهنام ميخائيل أن تتوقف مثلا عند ماسح أحذية في الشارع وتطلب منه أن يمسح لها الغبار عن حذائها الذي تحتذيه .

    بعد أن تخرجت من المعهد عام 1962 ، عينت معلمه في بغداد ، ثم سرعان ما اعتقلت وطردت من التعليم بعد انقلاب 1963 ، واضطرت خلال الفترة من 1963 وحتى 1965 للعمل كحلاقه في صالون نسائي لسد الرمق .

    بعد أن أعيدت لفرقة المسرح الفني الحديث أجازتها في عام 1965 ، وجرى لم شمل الأعضاء القدامى إليها اشتركت بنشاط في كل الأعمال المسرحية التي قدمتها في تلك الفترة (فوانيس)و( صوره جديدة )و( مسألة شرف )و( المفتاح)و( النخلة والجيران) و( الخرابه ).

    كانت تعمل في صالون الحلاقة بشكل متواصل من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة السابعة مساءا ، ثم تتمرن من الساعة السابعة وحتى الساعة العاشرة في مقر الفرقة ، دون أن تأخذ أجورا على عملها المسرحي ، حالها حال باقي أعضاء الفرقة في ذلك الزمان .

    أعيدت إلى الخدمة في عام 1968 عندما شملها قرار بإعادة كل المفصولين لأسباب سياسيه إلى وظائفهم ، وعينت معلمه ، ولكن في هذه المرة في مدينة بعيده هي الرمادي ، مركز محافظة الانبار ،.والرمادي تبعد عن بغداد غربا ب 200 كيلومتر ، فتضطر أن تستيقظ في وقت مبكر وتذهب لتقطع يوميا مسافة ساعتين في الباص ذهابا لتلحق بعملها في الوقت المناسب ، ثم تقطع نفس المسافة بعد انتهاء الدوام الرسمي في طريق العودة إلى بغداد ، لتذهب بعدها مسرعه إلى مقر المسرح الفني الحديث تتدرب على مسرحيات تعد للعرض . ، ثم تصل في نهاية مطافها يومي إلى البيت وهي منهكة فيما يقارب منتصف الليل .

    بقيت على هذا الحال أكثر من ثلاث سنوات ، أتعبها التنقل اليومي بين مدينتين ، فاضطرت السكن والاستقرار في الرمادي والتفرغ لعملها الوظيفي فقط ، يأسا من أي حل قريب لمشكلتها.

    لكنها لم تقف ساكنه في انقطاعها عن العاصمة وأجوائها المسرحية ، شكلت هناك للتنفيس عن طاقاتها الفنية فرقه مسرحيه محليه من خريجي معهد الفنون الجميلة من أبناء المدينة ،

    وبعد عشر سنوات من الشقاء في الرمادي والإبعاد المتعمد عن بغداد والانقطاع عن مسارحها ، انتهت عذاباتها في عام 1977 بنقل خدماتها إلى الفرقة القومية الحكومية ، وعادت إلى النشاط المسرحي في أعمال هامه للفرقة القومية ، وواصلت دون انقطاع.

    من أهم الأعمال التي أدتها آزادوهي في معهد الفنون الجميلة ،( المثري النبيل) لموليير إخراج جعفر علي ، و( عطيل ) لشكسبير اخراج جاسم العبودي و( اوديب ملكا ) لسوفوكليس إخراج جعفر السعدي.و( فيما وراء الأفق) لاونيل إخراج بهنام ميخائيل .

    وفي فرقة المسرح الحديث من عام 1954 وحتى تموز 1968 مثلت تقريبا في كل مسرحيات العاني الأولى ذات الفصل الواحد ، وبعدها واصلت في الفرقة وشاركت في ( أني أمك يا شاكر ) و( أهلا بالحياة ) و( فوانيس) و(مسألة شرف ) و(صوره جديدة ) و( المفتاح) و( تموز يقرع الناقوس)و( النخله والجيران )

    وفي الفرقة القومية ( جزيرة افروديت)و( ابن ماجد) و( لغة الأمهات ) و( الروح الطيبة)و( ثورة الموتى)و( محطات السنيين) و( المزيفون) و(العاصفه)... وغيرها.

    عملت منذ أن صعدت على خشبة المسرح مع ابرز المخرجين في العراق بدءا بابراهيم جلال ثم سامي عبد الحميد وعبدالواحد طه وبهنام ميخائيل وجعفر السعدي وجعفر علي وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وقاسم محمد وآخرين


    تعتبر آزادوهي من أكثر الممثلات العراقيات نشاطا وغزاره ومشاركه بمسرحيات هامه في تاريخ المسرح العراقي ، وقد حصلت خلال عمرها الفني في المسرح الذي قارب الخمسين عاما ، على جوائز فنيه وتكريمية وتقديريه عديدة ،في العراق ومن مهرجانات مسرحيه عربيه عديدة شاركت فيها . [/align]
    عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
    يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
    فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
    فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

    تعليق

    • على جاسم
      أديب وكاتب
      • 05-06-2007
      • 3216

      #3
      [align=center]
      ناهده الرماح (1938 ) اعتلت خشبة المسرح في عام 1956

      جاءت ناهده الرماح إلى المسرح ، وهي شابه متزوجة حديثا ، بعد فتره قصيرة نسبيا من دخول آزادوهي للمسرح، في عام 1956 بالتحديد عندما مثلت في فرقة المسرح الحديث مسرحية ( الرجل الذي تزوج امرأة خرساء ) من إخراج سامي عبد الحميد ، وكان هذا العمل يعتبر العمل الأول الذي يخرجه سامي عبد الحميد، وقدمت على قاعة مسرح الأمير عبد الله في الاعظمية

      كانت ناهده الرماح في تلك الفترة قد انتهت توا من تمثيل بطولة فيلم ( من المسئول ) ، وكان تحت الانجاز والذي عرض فيما بعد في عام 1957 .

      فهي ولجت مجال السينما أولا ، كزميلتها زينب ، قبل أن تصعدا خشبة المسرح . ودخلتا كلتيهما هذا المجال عن طريق إعلانات كانت منشوره من قبل الشركتين السينمائيتين في الجرائد تطلبان فيها وجوه نسائيه جديدة للعمل في الفلمين .( من المسئول ) و( سعيد افندي ) على التوالي.

      تقترب من ازادوهي في الظروف الشخصية التي ساعدتها في دخول مجال المسرح ، توفر أناس متفهمون في عائلتها ساندوها وشجعوها لتحقيق حلمها ، أولهم زوجها شوكت الرماح المتفتح والمتنور الذي وقف بحزم إلى جانبها ووالدتها.

      وكما كان إخوة آزادوهي يرافقونها في تمارين الفرقة ، كان زوج ناهده الرماح يرافقها في التمارين ، وأحيانا والدتها المساندة الثانية لناهده في العائلة و التي كانت ترافقها اثناء تصوير ( من المسئول) وظهرت في الفيلم أيضا ببعض اللقطات كنوع من تضامن قوي معلن من أم تؤيد وتزكي خطوات ابنتها الشريفة في الحقل الفني ، وكحصانه لها درءا للقيل والقال .

      تختلف بدايات ناهده الرماح عن ازادوهي التي جاءوا بها إلى المسرح طفله بمعنى الكلمة، بينما بدأت ناهده وهي امرأة ناضجة تعرف ما تريد، وتقدر نتائج ما تفعل ، بالرغم من النقص في أهليتها أن تكون ممثلة مسرح متكاملة في البداية ، كما جاء على لسانها .

      فهي تذكر في إحدى لقاءاتها الصحفية (( ... لم أكن أفكر مطلقا أن أغدو ممثله ، ففي مطلع الخمسينات لم تكن هناك حركه فنيه ، والدخول إلى مضمار الفن كان يعتبر عارا وإساءة اجتماعيه بالغه ، لكني بدأت أتغير ونما عندي حب الفن تدريجيا من خلال مشاهداتي للأفلام السينمائية التي كانت تعرض في دور السينما آنذاك ، واختلاطي بالوسط الفني من خلال حضور متفاوت لتمارين فرقة المسرح الشعبي ، ومعهد الفنون الجميلة ، بمعية السيدة ليلى العبيدي ، سحرت بعالم الفن وأنشدت إليه بقوه غريبة . )).وصممت أن تكون ممثله .

      وتتحدث عن بداياتها في مكان آخر ، إنها كانت خجولة ، ومتهيبة تماما ، وغير مشجعه ، أو أن يكون هناك أمل في أن تكون شيئا ، بحيث تذكر دائما حكم بدري حسون فريد عليها آنذاك بأنها (( لن تصبح ممثله طوال حياتها))

      لكنها بدأت تعزز من ثقتها بنفسها ومن ثقافتها العامة و الفنية بقراءة نهمه لما كان متاحا آنذاك من مجلات وصحف ، وتعلمت فنون المسرح على أصوله ( كما تقول ) على يد أساتذتها الأوائل في الفرقة ، ابراهيم جلال وسامي عبد الحميد ويوسف العاني .

      ومع إرساء أصول هذا الفن تعلمت قيمه ومثله الراقية ، وفي الفرقة بدأت تدرس وتتعلم قواعد اللغة العربية وسلامة النطق بمساعدة زميلتها ( زينب ) التي كانت مدرسه للغة العربية ، والزملاء الآخرين المجيدين في اللغة العربية. كانت الفرقة بمثابة أستوديو ومدرسه حقيقية في تثقيف موهبتها الفنية .

      نشأت ناهده الرماح في بيت ، كان فيها أخيها ناشطا سياسيا

      تعرضت ناهده الرماح للاعتقال من قبل الحرس القومي بعد انقلاب 1963 ، وفصلت من وظيفتها التي كانت تشغلها في احد البنوك ، لكنها ظلت متعلقة بالمسرح ، الذي سرعان ما عادت إليه بعد إعادة تشكيل ( فرقة المسرح الفني الحديث) ، وأعيد تعيينها بعد عام 1968 كموظفه في مصلحة السينما والمسرح بعد ان شملها أيضا قرار إعادة المفصولين السياسيين إلى وظائفهم الذي صدر من الدولة آنذاك.

      أهم أعمالها في فرقة المسرح الحديث والتي يتذكرها فيه جمهورها ( آني أمك ي اشاكر ) و( الخال فانيا ) و(مسألة شرف ) و( النخلة والجيران ) و( الخرابه) و(المفتاح ) و(القربان) و(الصوت الإنساني )وأعمال عديدة أخرى .

      أشهر الأفلام التي اشتغلت فيها ( من المسئول) و( الظامئون) ، وحصلت خلال مسيرتها الفنية في المسرح على عدد من الجوائز لنشاطها الإبداعي في المسرح ، وجوائز تقديريه .

      أصيبت بتلف في شبكية العين أثناء أدائها دور زنوبه في مسرحية القربان ،إعداد ياسين النصير عن رواية لغائب طعمه فرمان ، إخراج فاروق فياض عام 1976 ، وأرسلت للعلاج فورا ، وخضعت لعدد من عمليات ترقيع الشبكية ، إلا انه لم يجدي نفعا ، واضطرت إلى اللجوء في بريطانيا بمعية كافة أفراد أسرتها بعد تأزم الوضع السياسي في العراق في نهاية السبعينات ، بعد تنقل وتشتت بين لبنان وسوريا ودول اشتراكيه سابقه وأوربا .

      بقيت تحن للمسرح العالم الذي نذرت نفسها إليه وأرغمت على أن تبعد عنه وهي في عز عطاءها الناضج ، ولم تنقطع في غربتها عن اجترار ذكرياتها عنه ، وحاولت أن تعوض عن هذا البعاد بالقيام بفعاليات مسرحيه عديدة للجالية العراقية ومحبيها في الخارج أشبه بالمونودراما تعيد تقديم مشاهد من أشهر ما أدته على المسرح طوال نصف قرن تقريبا هو عمرها الفني .، تجولت بفعالياتها هذه في معظم دول أوربا واسكندنافية والولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج .

      وبالتدريج اخذ ينطفئ عندها البصر ، وتعيش اليوم ناهده الرماح بالظلمة في لندن ترعاها ابنتها هند ، إلا إنها مازالت متوهجه بحبها القديم الجارف للمسرح ، الذي ضحت من اجله الكثير ، ولم تحصد منه غير نسيان أصدقائها والوسط الفني لها بسبب الانقطاع الطويل عنهم ، الذي فرض عليها، وانبعث جيل كامل من الجمهور لم يسمع او يرى او يعرف شيئا عن ناهده الرماح او عن زينب على المسرح .


      فخرية عبد الكريم ( زينب ) ( 1931 - 1998 ) ترتقي خشبة المسرح عام 1958

      ولدت فخرية عبد الكريم(1931-1998) زينب في الكوت ، وسط عائله كبيره يعيلها موظف حكومي ( مدير زراعة الكوت )، وشهدت طفولتها في المدينة تناقضات ونمو التيارات السياسية الوطنية المعادية للاستعمار ، ووجد ت انعكاس هذا التيار في البيت ، احد أشقائها كان ينتمي إلى حزب الاستقلال ، والآخر كان شيوعيا ، ووالدها رجل متدين متسامح .

      مالت منذ أن بدأت تعي بقوه إلى أفكار أخيها الشيوعي، وفي سن مبكر ، انخرطت تشارك في المظاهرات التي كان يقوم بها الشيوعيون ، وكانوا آنذاك كما تصفهم زينب ((... يوجد منهم نفر قليل العدد في المدينة ، لكنهم باستطاعتهم آنذاك تجييش المظاهرات الجماهيرية الضخمة )).

      في نهاية الأربعينات أنهت الدراسة الثانوية ، ودخلت دار المعلمين العالية في بغداد ، وتخرجت عام 1952 تحمل بكالوريوس في الأدب العربي.

      وبعد التخرج من الجامعة ، عينت مدرسه للغة العربية في الكوت في عام 1953 لم تستمر في عملها سوى أشهر ، ومن البدايات اظهر المتنفذون في المدينة أنهم غير راغبون بان تستمر المدرسة الشيوعية في عملها بالمدرسة ، فطلبت الانتقال للعمل في مدرسه أخرى في مدينة العمارة ، وبعد أشهر فوجئت بنقلها من العمارة إلى الرمادي ، وبعد شهر نقلت إلى مدينة الشطره ، وبعد أيام من انتقالها طردت من العمل مع أخويها لأسباب( مقتضيات المصلحة العامة).ولم تعد للعمل إلا بعد تموز 1958 ،

      تفرغت في فترة البطالة الطويلة للعمل الحزبي بعد ان تزوجت من زميل كان لها في الدراسة بدار المعلمين العالية ( نوري اكبر ) ، زوجها الأول الذي دعمها وشجعها وساند خطواتها الأولى بمعية أشقائها في السينما ( سعيد افندي ) 1967 ، ثم في المسرح لاحقا بعد تموز 1958 ، مفتتحه مجدها الفني ، ومجد المسرح السياسي ، في اول مسرحيه لها، و لفرقة المسرح الفني الحديث ( اني امك ياشاكر ) ، الذي دام عرضها بلا توقف لشهر كامل وثلاثة أيام في العرض الأول لها ، وثلاثة أسابيع في العرض الثاني لها في العام التالي ، وهذا الرقم يعتبر في حينها أطول مدة عرض لمسرحيه تقدم في العراق.ولاقت المسرحية انبهارا غير عادي حتى على مستوى رجال المسرح آنذاك ، تذكر زينب باعتزاز كيف أن قيادة ثورة 14 تموز قد شاهدت المسرحية وجاءوا ليحيوها خلف الكواليس وتذكر أيضا أن سلام عادل وحسين أبو العيس وآخرين من قيادة الحزب هنئوها على أدائها في المسرحية ، و تصف بتأثر أول لقاء بها بيحيى فائق فتقول (...جاءني وأنا خلف المسرح بعد العرض ، رجل أشيب وجثم على الأرض واخذ بيديه قدمي ، وأنا في ملابس أم شاكر ، فارتعبت وحاولت أن اسحب قدمي ، إلا انه أصر وقال لي انه يفعل هذا تقديرا منه لام شاكر التي هي رمز لكل أم عراقيه مناضله .))

      برزت زينب بسرعة بعد هذا العمل كما لم تبرز أي ممثله من قبلها ، إذ أحدثت ( آني امك ياشاكر ) ضجة إعلاميه كبيره في الصحف والإعلام حول المسرحية وحولها كممثله ، حتى أن الناس في الشارع ومعارفها وأصدقائها اخذوا يلقبوها ( بأم شاكر ) وأطلق عليها بعد أدائها لهذا الدور لقب ( فنانة الشعب ) عززت كثيرا من ثقتها بنفسها ،والشعور بالرفعة والشموخ والسمو التي لازمت شخصيتها حتى وفاتها ، وظلت وفيه لمثل ( أم شاكر ) البطولية التي تقمصتها في حياتها العادية ، وهي في الواقع رغم ثراء تاريخها الفني الحافل بالأعمال المسرحية الهامة ، وتنوع الشخصيات التي أدتها طوال 45 سنه في المسرح، إلا إنها بقيت للنهاية معتزة بأدائها لهذه الشخصية ، كأنها لم تؤد في حياتها سوى شخصية ( آني أمك يا شاكر ) لربما استمدت في أواخر أيامها وهي تصارع السرطان سر القوه في مواجهه المرض من هذه الشخصية التراجيدية .

      المسرح بالنسبة لهاكما تذكر في لقاءاتها الصحفية عبارة عن وسيله للتعبير عن أفكارها ومعتقداتها وانحيازها إلى جانب الشعب ،ولا تعتبر نفسها إنها فنانه وكفى، بل هي فنانه شيوعيه.

      اضطرت بعد انقلاب شباط 1963 الاختفاء في كردستان إلى نهاية عام 1964 حيث طرد الانقلابين بانقلاب عسكري مضاد ، وعادت إلى بغداد بعد أن هدأ الوضع ، لتبدءا حياة صعبه فقد انفصلت في هذه الفترة عن زوجها الأول ، وعاشت في بيت شقيقها ، في وضع اقتصادي صعب ، فمارست مهنة الخياطة بالقطعة في البيت لتعيش، ولم تعد إلى الوظيفة الا بعد عام 1968 .

      عادت لفرقتها ( فرقة المسرح الفني الحديث ) بعد إعادة إجازتها عام 1965 ، وسافرت معها إلى الكويت سنة 1966 ،

      تزوجت ثانية من الفنان لطيف صالح في بدايات السبعينات من القرن الماضي ، وتركا معا العراق في عام 1979 ليعيشا حياة شاقه وصعبه في المنافي بداء من الكويت وبلغاريا واليمن وسوريا وأخيرا في السويد حيث توفيت بمرض السرطان هناك عام 1998 ، ودفنت في مدينة يوتوبوري بالسويد حيث كانت تعيش.

      كانت تحاول في أي بلد تحل فيه في الغربة أن تلف حولها الشباب المسرحيين وتشكل منهم فرقه تقدم عملا او عملين وينفرط عقدها ، بتشتت أعضائها ،

      وزينب مثقفه من طراز جيد ، كتبت القصة والمقالة ونشرتها في الصحف منذ أوائل الخمسينات بأسماء مستعارة ، مره باسم ( سميرة الفقراء ) ومره أخري باسم ( زينب) وكتبت التمثيلية التلفزيونية والإذاعية.

      أشهر أعمالها بعد ( آني امك ياشاكر ) ( الخال فانيا ) و(عقدة حمار ) و( البستوكه ) و( فوانيس)و(وصوره جديدة ) و(النخله والجيران ) و(الخرابه ) وآخر أعمالها في الفرقة قبل أن تغادر العراق ( بيت برناردا البا )


      زكيه خليفة ، من السجن إلى تحريض وتوعية الفلاحين بواسطة المسرح بعد عام 1958

      رائده في المسرح ، لكنها مختلفة ، فهي سياسيه بالأساس ‘ ومدافعه عن حقوق المرأة ، ومارست الفن المسرحي بعد ثورة تموز 1958 كسلاح سياسي للتوعية والتحريض . فهي قبل كل شيء من المناضلات المعروفات التي قضت عشرة أعوام في السجن ، ولم يطلق سراحها إلا بعد ثورة تموز 1958 .

      منذ نعومة أظافرها وهي لصيقة بالعمل السياسي السري ، أخوها مجيد خليفه احد قياديي التنظيمات الفلاحيه في الحزب الشيوعي ، و من مؤسسي أوائل الجمعيات الفلاحيه في العراق

      بعد أن أطلق سراحها من السجن بعد ثورة 14 تموز 1958 مع بقيه من كان سجينا سياسيا منذ العهد الملكي ، أصبحت كادرا متقدما في الحزب لمنطقة بغداد ، وعملت في وزارة الإصلاح الزراعي ، التي أخذت على عاتقها مهمات خطيرة في بداية الثورة وهي تقليم أظافر كبار الإقطاعيين من الأراضي الواسعة التي كانت بحوزتهم ، والتي استعبدوا بواسطتها الفلاحين الفقراء، ويحدد لهم المساحات المسموح لهم الاحتفاظ بها .

      خرجت إلى الأرياف في حملات توعيه وتثقيف بقانون الإصلاح الزراعي ‘ بين الفلاحين ، واشتركت بنشاط في الحملات التحريضية الإعلامية التي شنت آنذاك ضد النظام الإقطاعي ، وحماية النظام الجمهوري وضد أمراض والتخلف والجهل والأمية ، وتوعيه مباشره بالقوانين الجديدة بأعمال فنيه من خلال فرق مسرحيه كانت تابعه للجمعيات الفلاحيه ، و كانت تتجول وتتنقل معهم بين القرى والأرياف .

      مازالت تمثيلية ( غيده وحمد) الإذاعية التي كتبها زاهد محمد ، ومثلتها زكيه خليفه ، وغنتها وحيده خليل ، طريه في ذاكرة جيل الستينات كأحسن عمل إذاعي قدم آنذاك.

      وعندما حدث انقلاب شباط1963 كانت في الخارج ، ولم تعد الى العراق من بلغاريا الا بعد عام 1968 ،

      انتمت بعد عودتها إلى فرقة المسرح الفني الحديث ، وعملت في نفس الوقت في المسرح الفلاحي المتنقل، حتى عام 1997 حيث ، انقطعت بعدها ، وانزوت ، ولم تترك العراق رغم المضايقات التي تعرضت لها .

      أهم أعمالها في المسرح ( النخله والجيران ) و( البستوكه ) ومسرحيات أخرى

      نخلص من هذا الفصل . أن تأسيس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة عام 1940 ، وحتى عام 1959 فشل في أن يجذب إلى صفوفه للدراسة العنصر النسائي من الطالبات ، والأسباب يمكن تحديدها بما يلي .

      أولا :- تتعلق بالنظرة الاجتماعية التي كانت سائدة عن المسرح والرافضة له كدخيل ثقافي جديد مفبرك من الغرب الكافر بالقيم والعادات الإسلامية .

      ثانيا :- تقاليد المجتمع الرجولي في التعامل مع المرأة التي كانت تصادر حريتها الشخصية وإرادتها في تقرير شؤونها ومصيرها لصالح الرجل .

      ثالثا :- ساعد في تعميق ألهوه بين المرأة والمسرح ما كان شائعا من اقتصاره على نوع معين فقط من النساء اللواتي صعدن على خشبته ( الممثلة الارتيست ) ، الأجنبية في الغالب ،( من سوريا ولبنان) ، أو العراقيات من لا أصل اجتماعي واضح لهن ، من المنبوذات .

      والمرأة التي هي من غير هذه الشريحة المذكورة ، والتي تجرأت وصعدت خشبة المسرح بدون علم أهلها ، حتى إذا كان هذا المسرح مدرسيا ، أو في فرقه جادة معروفه بالاستقامة الاجتماعية والرصانة، كانت تردع بقوه وتمنع من المواصلة بعد العرض الأول، وأحيانا قبل أن تصعد المسرح ، من قبل عائلتها وعشيرتها ، خشية الفضيحة ودرءا للعار الاجتماعي الذي قد يلحق بهم .

      ومن استطاعت أن تكسر هذه التقاليد من الرائدات الأوائل ، من اللواتي استمررن في الدرب منذ جيل أواسط الخمسينات المسرحي وما قبلها بقليل، كان لهن دائما ظهير من الذكور المتفهمين والمتفتحين في العائلة ساندتهم ودافعت عن مسيرتهم التي ظلت صعبه وقاسيه إلى النهاية .

      يضاف إلى أهمية فعل الأفكار السياسية الثورية المناصرة للحرية والتقدم الاجتماعي التي كانت موجودة ومؤثره في محيط وداخل عائلة ( الرائدة المسرحية) ، والتي شكلت هذه الأفكار قوه كبيره داعمة لهن في تحديهم الاجتماعي الصعب .

      أن تغير تركيبة الطلبة من حيث الجنس في معهد الفنون الجميلة بعد عام 1959 ، لم يكن بسبب دخول آزادوهي إليه وكسرها للحواجز المعيقة فقط، بل يعود بالأساس إلى الوضع الثوري والديمقراطي الحقيقي الذي ساد المجتمع العراقي بعد 14 تموز 1958 والذي شجعها على أن تقدم على خطوتها.

      هذا الوضع الذي عصف بشده بقواعد المجتمع القديم وهز مفاهيمه الباليه التي لم تعد تصلح كإطار للعراق الجديد. كل شيء كان في حالة انطلاق وحركه عنيفة في السنة الأولى والثانية من الثورة .

      وقد استفادت المرأة من فسحة الحرية والديمقراطية آنذاك استفادة كبيره ، باعتبارها كانت من أكثر الشرائح التي ألحق بها الظلم والتهميش والضرر في المجتمع وعلى مدى قرون من تسلط الرجل في ظل النظام والعادات الإقطاعية الطويلة .

      في ذلك اليوم مزقت العباءة من على رأسها وانطلقت من القمقم ، وانخرطت بايجابيه في حياة المشاركة العامة ، في العمل في المعامل والمصانع ودوائر الدولة جنبا إلى جنب مع الرجل ، وحملت السلاح دفاعا عن الثورة والوضع الجمهوري ، وأجبرت بنضالها المطلبيه من اجل نيل حقوقها المسلوبة على سن قانون متقدم للأحوال المدنية ، يكفل لها حقوقها و يقارب أن يساويها بالرجل ، وانخرطن في مدارس محو للاميه ، وصعدن طالبات المدارس والشابات والنساء لأول مره على خشبات مسارح النقابات والطلبة والشباب ورابطة النساء والجمعيات الفلاحيه والنوادي الرياضية ، يدبكن و يرقصن ويغنين ويمثلن الأدوار المختلفة في مسرحيات مهرجانيه حاشده بدون حرج او موانع جديه، وانتمين في هذه الفترة بحريه اكبر إلى الفرق المسرحية الأهلية التي كانت تعمل .

      لقد تدفقت بعد تموز 1958 وما قبلها بقليل ، الكثير من العناصر النسائية للعمل في الفرق المسرحية التي كانت موجودة ، منهن من انقطعن ، ومنهن من واصل ، نذكر نجاة رشاد ، وأختيها إقبال ونصر ، وشقيقة زكيه خليفه سعديه الزيدي ، وخوله عبد الرحمت ، وخوله ونضال وأنوار( أخوات ) ،وفوزيه عارف وامل الدامرجي وامل كاظم وافراح عباس وابتسام حسون فريد ، وسليمه خضير ، ووهيبه ، ونبيله ، وفاطمه الربيعي ، ووداد سالم ، وسعاد عبدالله ، نضال عبدالكريم ونوريه وجانيت يوسف ( أخوات ) وسميره وأفلين ، ...الخ.

      أن الثورة ومبادئ ثورة تموز 1958 لم تغير نمط الحكم السياسي فقط ، بل غيرت أيضا أعماق الشخص العراقي ، وعي وضمير وطريقة تفكير الفرد العراقي في المجتمع ،
      [/align]
      عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
      يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
      فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
      فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

      تعليق

      • على جاسم
        أديب وكاتب
        • 05-06-2007
        • 3216

        #4
        [align=center]
        المصادر والهوامش

        1- المبدعه العراقيه ناهده الرماح - حاورها علي فوزي - الوفاق الثقافي - العدد الاول 26/ شباط /1993
        2- مثقفون ومثقفات يناقشون علاقة المرأه العربيه بواقع المسرح - حكمت الحاج - جريدة القدس العربي - 11 ايار 2000
        3- المرأه العربيه على خشبة المسرح وخلف الكواليس - حكمت الحاج - جريدة القبس العربي - 10 ايار 2000

        4- ناهده الرماح تتألق من جديد - المحرر الفني - رسالة العراق العدد 24 - 1996

        5- عاشقه لفن عظيم اسمه المسرح - آزادوهي صاموئيل - القدس العربي -12 ايار 200

        6- مايقدم اليوم لاعلاقة له بفن المسرح ورسالة المسرح - جريدة الجمهوريه عدد يوم 24/تشرين الاول /1998

        7- مذكرات ياس علي الناصر -الجزء الاول - مطبعة الامه - بغداد - 1980

        8- الحس الوطني العالي موهبه كالمواهب الابداعيه - لقاء مع زينب - مجلة الثقافه الجديده - العدد154 ايار 1985

        9- تموز في ذاكرة المسرح - لقاء مع زينب - مجلة الثقافه الجديده -العدد 187 تموز 1987

        10- زينب تصوف ورومانتيكيه - لطيف حسن - مجلة رسالة العراق - العدد 48 ديسمبر 1998

        11- ( الصور من ارشسفي الخاص )[/align]
        عِشْ ما بَدَا لكَ سالماً ... في ظِلّ شاهقّةِ القُصور ِ
        يَسعى عَليك بِما اشتهْيتَ ... لَدى الرَّواح ِ أوِ البكور ِ
        فإذا النّفوس تَغرغَرتْ ... في ظلّ حَشرجَةِ الصدورِ
        فهُنالكَ تَعلَم مُوقِناَ .. ما كُنْتَ إلاََّ في غُرُور ِ​

        تعليق

        يعمل...
        X