قيم اجتماعية : بناء الإنسان ! (حسين ليشوري).

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    طويلب علم، مستشار أدبي.
    • 06-12-2008
    • 8016

    قيم اجتماعية : بناء الإنسان ! (حسين ليشوري).

    بناء الإنسان !

    [align=justify]إن أي مشروع بناء حضاري مهما كانت طبيعته و مهما كانت أهدافه يبقى ناقصا ما لم يضع في حسبانه بناء الإنسان، الإنسان الذي تتمثل فيه الآدمية الحقة التي تعرف قيمتها و تقدر دورها في الحياة و تسعى للعيش وفق القيم الإنسانية الفاضلة و إلا سقط ذالك "الإنسان" في مستنقع الوحشية الشرسة القاسية أو البهيمية النهمة الملتهمة !
    غير أن السؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن هو : كيف نجعل الناس يتفقون على مفهوم الآدمية الحقة و هذه البشرية تختلف في القيم الإنسانية ذاتها منذ القدم ؟ و كل أمة أو مجموعة من الناس تدعي أنها على الحق و غيرها على الباطل، و من ثمة تسعى إلى إحقاق حقها و إبطال باطل غيرها حسب زعمها، و هنا نقع في إشكال لا يمكن الخروج منه إلا بقبول مصدر محايد خارج عن إرادة الإنسان نفسه و بعيد عن سيطرته، و إننا لن نجد ذلك المصدر الخارجي إلا في الوحي، الوحي الرّبّاني إلى الإنسان !
    إن الوحي هو الفيصل الوحيد الذي يمكن بواسطته، إن صدفت النوايا و صحت العزائم، بلوغ وحدة التصور و وحدة الفهم و وحدة العمل، غير أننا نقع بعد الإشكال الأول في إشكال ثان و هو تفسير الوحي ذاته، و كثيرا ما يَلبِس تفسير الوحي لباس الوحي نفسه فلا يمكن تمييز أحدهما من الآخر إلا بجهد جهيد لا يتيسر لكثير من الناس مع الاعتراف أن الأمم المتسلطة على العالم قد ألغت الوحي كمصدر من مصادر العلم و التشريع و قلدها الأميون في باقي العلم في ذلك.
    إلا أن ما يبعث الارتياح في النفس رغم الجاهلية السائدة في العالم اليوم، ما بلغه العقلاء في الأمم المختلفة من وعي جعلهم يتوصلون بتجاربهم الذاتية في الحياة و بتفكيرهم العميق إلى بعض ما يرشدهم إليه الوحي، و من ثمة نراهم يدعون إلى بناء الإنسان بما يتماشى مع آدميته، و عند هذا الحد تقفل الدائرة و نعود إلى ما بدأنا به مقالتنا هذه و هو ضرورة إدراج مشروع بناء الإنسان في كل مخطط حضاري !
    و للحديث بقية إن شاء الله تعالى و رحم الله كل من دلني على خطإ في اللغة أو في الفكر.
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة حسين ليشوري; الساعة 18-06-2009, 20:08.
    sigpic
    (رسم نور الدين محساس)
    (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

    "القلم المعاند"
    (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
    "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
    و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

  • مها النجار
    من المؤسسين
    • 16-05-2007
    • 380

    #2


    أستاذى الفاضل حسين

    مقالة رائعة تبحث عن بناء الإنسان مع تغير الظروف والأزمنه والمعتقدات والديانات والعادات والتقاليد
    لاحظت فى كل كتاباتك أنت تبحث عن الكمال .
    الباحثون عن الكمال فى حيرة مع أنفسهم ومع الناس لأنهم سلكوا طريق المعرفة وأصعب الأشياء أن تعرف
    لأن المعرفة تفتح فى أعماقنا أبواب التساؤل ..لأن التساؤل يقودنا إلى الدهشة ولأن الدهشة طريق للبحث
    والبحث ليس فى كل الحالات طريقا مأمونا
    ولهذا يدفع الإنسان ثمن دهشته وتساؤله ...ثم يدفع مرة أخرى ثمن بحثه ابتداء بالبحث عن نفسه وإنتهاء بالبحث عن هذا العالم الفسيح والإنسان الأمثل الذى يعيش فيه
    أنت بكل تأكيد إنسان مفكر
    دمت مبدعا
    [align=center]كلما طال بعدنا زاد قربا
    يجمع الحرف بيننا والخطاب
    [/align]

    تعليق

    • حسين ليشوري
      طويلب علم، مستشار أدبي.
      • 06-12-2008
      • 8016

      #3
      شكر و اعتراف.

      المشاركة الأصلية بواسطة مها النجار مشاهدة المشاركة

      ...
      الأستاذة الدكتورة مها النجار المحترمة : أشكرك جزيل الشكر على كلامك الطيب هذا و الكبير في حق شخصي الصغير.
      شهادتك لي زادتني شعورا بالمسؤولية تجاه القراء عموما و تجاه الكُتّاب الأفذاذ مثلك خصوصا.
      ما أنا إلا كويتب قد عرفت شيئا و غابت عني أشياء و الذي غاب عني أبحث عنه في ديني الذي يدعو الناس جميعا، و لا سيما أصحاب الرسالة منهم، للتفكير و "التفكير فريضة إسلامية" كما قال المرحوم عباس محمود العقاد و خصص له كتابا كاملا.
      و انطلاقا من هذا فأنا أبحث عن المثالية الواقعية التي تنشد الكمال كما تفضلت به في حدود ما تسمح به طبيعة الإنسان و ظروفه الخاصة و إمكانياته النسبية.
      أشكرك سيدتي على مرورك الكريم و على تعليقك المتميز و كلي خجل و استحياء منك و من أمثالك من الأساتذة الذين يقرأون لي هنا !
      تحيتي و تقديري.
      sigpic
      (رسم نور الدين محساس)
      (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

      "القلم المعاند"
      (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
      "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
      و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

      تعليق

      • رزان محمد
        أديب وكاتب
        • 30-01-2008
        • 1278

        #4
        و كثيرا ما يَلبِس تفسير الوحي لباس الوحي نفسه فلا يمكن تمييز أحدهما من الآخر إلا بجهد جهيد لا يتيسر لكثير من الناس
        الأستاذ الفاضل ليشوري،

        لو تكرمت وأسهبت قليلًا في هذه العبارة، كي أتأكد من فهمي لها.

        أود أن أقول: نتابع الكثير من كتاباتك، لأنها تحمل معانٍ جادة وعميقة ونحن لك متابعون...
        فجزاك الله خيرًا
        أراها الآن قادمة خيول النصر تصهل في ضياء الفجر
        للأزمان تختصرُ
        وواحات الإباء تفيء عند ظلالها الأقمار تنهمرُ
        وأقسم إنها الأحرار تنتصرُ
        سيكتب مجدها ألقا نجوم الدهر والقدرُ
        بلى؛ فالله لايغفو ..يجيب دعاء مضطرٍ بجوف الليل
        للمظلوم، والمضنى
        فيشرق في الدجى سَحَرُ
        -رزان-

        تعليق

        • يحيى الحباشنة
          أديب وكاتب
          • 18-11-2007
          • 1061

          #5
          [frame="1 98"][align=center]الأخ الجليل والمفكر الكبير حسين ليشوري

          لا أدري يا سيدي إن كان هناك بداية لهذا المقال .. لم اقرأه ..
          الحقيقة التبس علي .. ما عنيته "بالوحي " .. فربما فاتني شيء لم أطلع عليه ..
          أما بالنسبة لضرورة وحدة الفكر والعمل .. أتمنى أن يضاف اليها أيضا
          ( الارادة ) فهي متطلب أساسي للتنفيذ .. وحدة فكر ، ووحدة عمل ، ووحدة إرادة .

          دمت ودام قلمك سيدي الفاضل .[/align][/frame]
          شيئان في الدنيا
          يستحقان الدموع ، والنزاعات الكبيرة :
          وطن حنون
          وامرأة رائعة
          أما بقية المنازاعات الأخرى ،
          فهي من إختصاص الديكة
          (رسول حمزاتوف)
          استراحة عشرة دقائق مع هذا الرابط المهم جدا.. جدا !!!!!
          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...d=1#post264869
          ولنا عودة حتى ذلك الحين استودعكم الله




          http://www.almolltaqa.com/vb/showthr...149#post249149

          تعليق

          • حسين ليشوري
            طويلب علم، مستشار أدبي.
            • 06-12-2008
            • 8016

            #6
            خطر إلباس النصوص الشرعية قدسية فهوم الأشخاص.

            المشاركة الأصلية بواسطة رزان محمد مشاهدة المشاركة


            الأستاذ الفاضل ليشوري،

            لو تكرمت وأسهبت قليلًا في هذه العبارة، كي أتأكد من فهمي لها.

            أود أن أقول: نتابع الكثير من كتاباتك، لأنها تحمل معانٍ جادة وعميقة ونحن لك متابعون...
            فجزاك الله خيرًا
            سيدتي الفاضلة رزان محمد تحية أخوية : السلام عليك و رحمة الله تعالى و بركاته و جزاك الله خيرا أنت كذلك.
            أنا سعيد و الله بمتابعتك لكتاباتي المتواضعة و التي أحاول من خلالها رصد بعض ظواهر المجتمع في كثير من الميادين و أعرض رؤيتي لها و أقترح ما أراه حلا و إن خانني السداد أحيانا أو في كثير من الأحيان إن شئت !
            المشكل في الأساس ليس في النصوص الشرعية كما جاءت من الشارع سبحانه و تعالى أو من رسوله، صلى الله عليه و سلم، لأننا إن تأكدنا من صحة النص بإثباته إلى مصدره، بأن يكون قطعي الثبوت، يبقى علينا فهمه أو درايته و هنا مكمن الخطر. إذ النص إن كان قطعي الدلالة بحيث لا يختلف في فهمه اثنان لا يشكل خطرا، أما إن كان ظني الدلالة بحيث يحتمل أكثر من معنى بحيث تتدخل فهوم الأشخاص للنص بالنص ذاته و تكثر التأويلات للنص الواحد و يدعي كل ’’فاهم’’ أن فهمه هو الصحيح بدون قرينة مؤيدة و أن فهم غيره خطأ فهنا مكمن الخطر بحيث يُلبس النص بفهوم الأشخاص و التي تُعطى قدسيةَ النص ذاته و هذا ما أعنيه بالضبط !
            و لقد حاولت التوسع في هذا الطرح في مقالتي ’’جراحة الأفكار’’ و التي سأتوسع فيها، إن شاء الله تعالى، إن وجدت إقبال القراء عليها !
            أشكرك أختي الفاضلة على اهتمامك و زادك الله علما و حلما.
            تحيتي و تقديري.
            sigpic
            (رسم نور الدين محساس)
            (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

            "القلم المعاند"
            (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
            "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
            و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

            تعليق

            • حسين ليشوري
              طويلب علم، مستشار أدبي.
              • 06-12-2008
              • 8016

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة يحيى الحباشنة مشاهدة المشاركة
              [frame="1 98"][align=center]الأخ الجليل والمفكر الكبير حسين ليشوري

              لا أدري يا سيدي إن كان هناك بداية لهذا المقال .. لم اقرأه ..
              الحقيقة التبس علي .. ما عنيته "بالوحي " .. فربما فاتني شيء لم أطلع عليه ..
              أما بالنسبة لضرورة وحدة الفكر والعمل .. أتمنى أن يضاف اليها أيضا
              ( الارادة ) فهي متطلب أساسي للتنفيذ .. وحدة فكر ، ووحدة عمل ، ووحدة إرادة .

              دمت ودام قلمك سيدي الفاضل .[/align][/frame]
              أخي الحبيب الأستاذ يحيى : تحية أخوية على قدرك ودك و تواصلك البناء.
              المقال من سلسلة مقالات أود نشرها هنا حسبما تسمح به الظروف و الحالة النفسية و لم يفتك شيء، إن شاء الله تعالى.
              أما بالنسبة للوحي فأقصد به القرآن الكريم و السنة الصحيحة المُشَرِّعة و سأتناول هذا المفهوم في سلسلة ’’بمئة كلمة × مئة كلمة’’ و التي نشرت منها مقالة واحدة فقط حتى الآن.
              أما بالنسبة لوحدة الإرادة فمعك حق و لو أنني أتصور أن وحدة العمل تتضمن وحدة الإرادة إذ لا عمل بلا إرادة أو نية مسبقة عموما.
              أخي يحيى : كيف أشكرك على تفاعلك البناء هذا ؟ لست أدري !
              زادك الله حرصا على التواصل الذي يغني و لا يلغي.
              تحيتي و مودتي.
              sigpic
              (رسم نور الدين محساس)
              (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

              "القلم المعاند"
              (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
              "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
              و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

              تعليق

              • حسين ليشوري
                طويلب علم، مستشار أدبي.
                • 06-12-2008
                • 8016

                #8
                و أما بنعمة ربك فحدث !

                [frame="6 98"]
                الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
                اللهم اجعل أعمالنا صالحة و خالصة لك و اجرنا عليها خيرا يا رب العالمين،
                اللهم آميــــــــــــــــــــــــــــــــــــن !

                و أما بنعمة ربك فحدث !

                إن من دواعي سروري أن تنقل بعض المواقع مواضيعي دون أن أكون عضوا فيها أو مشاركا و بدون إذن مني،
                و ليست هذه هي المرة الأولي التي تنقل فيها بل نقل الكثير من مقالاتي و قصصي و غيرها و لله الحمد و المنة.

                نقل موضوع بناء الإنسان إلى الموقع التالي بحيث يمكن للقراْ أن يتأكدوا منه.



                و الحمد لله أولا و أخيراً.

                [/frame]

                sigpic
                (رسم نور الدين محساس)
                (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                "القلم المعاند"
                (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                تعليق

                • حسين ليشوري
                  طويلب علم، مستشار أدبي.
                  • 06-12-2008
                  • 8016

                  #9
                  هدم الإنسان أسهل من بنائه.

                  وأنا أتفصح كتاب الطبيب الجزائري أحمد عروة، رحمه الله تعالى، والمعنون بـ "مثل نوّار الصّبار" (خواطر) والذي ترجمت منه بعض الخواطر من اللغة الفرنسية إلى العربية، شدت انتباهي خاطرة جميلة جدا ذكرتني بموضوعي هذا، يقول الطبيب أحمد عروة، رحمه الله، بالفرنسية:
                  Il est plus facile de niveler une montagne que de construire une pyramide.
                  o
                  Il est plus facile de détruire un homme que de le former
                  o
                  ما ترجمته بالعربية:"تسوية جبل بالأرض أسهل من بناء هرم؛ وتحطيم رجل أسهل من تكوينه [بنائه]"؛
                  نعم، تحطيم رجل أسهل وأيسر بكثير من تكوينه، أو بنائه.

                  sigpic
                  (رسم نور الدين محساس)
                  (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

                  "القلم المعاند"
                  (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
                  "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
                  و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

                  تعليق

                  يعمل...
                  X