من لي ببغدادَ - عبدالرزاق عبدالواحد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عادل العاني
    مستشار
    • 17-05-2007
    • 1465

    من لي ببغدادَ - عبدالرزاق عبدالواحد

    [poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="double,6,black" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
    دَمعٌ لـِبـَغـداد، دَمعٌ بالمَـلايـيـن ِ=مَن لي بـِبـَغـداد أبكـيها وتبـكيـني ؟
    مَن لي ببغداد ؟ روحي بَعدَها يَبـِسَـتْ=وَصَوَّحـَتْ بَعـدَها أبـْهـى سـَـناديـني
    عـُدْ بي إلـَيهـا، فـَقـيرٌ بَعـدَها وَجـَعي=فـَقـيـرَة ٌأحـرُفي .. خـُرْسٌ دَواويـني
    قد عَرَّشَ الصَّمتُ في بابي وَنافِـذ َتي=وَعـَشـَّشَ الحُزنُ حتى في رَوازيـني
    والشـِّعرُ بغـداد ، والأوجاعُ أجمَعـُها=فانظـُرْ بأيِّ سـِهـام ِالمَوتِ تـَرميني ؟!

    *
    عـُدْ بي لـِبغــداد أبكـيهـا وتـَبكـيـني=دَمعٌ لـِبـَغـــداد .. دَمعٌ بالـمَلايـيـن ِ
    عُدْ بي إلى الكـَرخ..أهلي كلـُّهُم ذ ُبحُوا=فـيها..سـَأزحَفُ مَقطوع َالـشـَّرايين ِ
    حتى أمُرَّ على الجسرَين..أركضُ في=صَوبِ الرَّصافـَةِ ما بـَينَ الـدَّرابـيـن ِ
    أصيحُ : أهـلـي...وأهلي كلـُّهُم جُثـَثٌ=مُـبـَعـثـَرٌ لَـَحـمُهـا بـيـنَ السَّـكاكـيـن ِ
    خـُذني إليهـِم .. إلى أدمى مَقـابرِهـِم=لـِلأعـظـَمـيـَّةِ.. يا مَوتَ الـرَّياحـيـن ِ
    وَقِفْ على سورِها،واصرَخْ بألفِ فـَم ٍ=يـا رَبـَّة َالسـُّور.. يا أ ُمَّ المَسـاجـيـن ِ
    كـَم فـيـكِ مِن قـَمَـرٍ غـالـُوا أهـِلــَّتـَهُ ؟=كـَم نـَجمَةٍ فيكِ تـَبكي الآنَ في الطـِّين ِ؟
    وَجُزْ إلى الـفـَضل ِ..لِلصَّدريَّةِ النـُّحِرَتْ=لـِحارَةِ الـعـَدل ِ ..يـا بـُؤسَ الـمَيـاديــن ِ
    كـَم مَسـجـِدٍ فـيـكِ .. كـَم دارٍ مُهـَدَّمَةٍ=وَكـَم ذ َبـيح ٍ علـَيهـا غـَيـرِ مَدفـُون ِ؟

    تـَناهَشـَتْ لحمَهُ الغـربانُ ، واحتـَرَبَتْ =غـَرثى الـكِلابِ عـلـيـهِ والـجـَراذيـن ِ
    يا أ ُمَّ هـارون ما مَرَّتْ مصيـبـَتـُنـا=بـِأ ُمـَّةٍ قـَبـلـَنـا يـا أ ُمَّ هـــــــــارون ِ!

    *
    أجري دموعا ًوَكـِبـْري لا يُجاريني=كيفَ الـبـُكا يا أخـا سـَبْـع ٍوَسـَبعـيـن ِ؟!
    وأنـتَ تـَعـرفُ أنَّ الـدَّمعَ تـَذرفــُـهُ=دَمعُ الـمُروءَةِ لا دَمعَ الـمَسـاكـيـن ِ!

    *
    دَمعٌ لـِفـَلـُّوجـَةِ الأبطال..ما حَمَلـَتْ =مَديـنـَة ٌمِن صِفـاتٍ ، أو عـَنـاويـن ِ
    لـِلـكِبريـاءِ..لأفعـال ِالـرِّجـال ِبـِهـا=إلا الـرَّمادي .. هـَنـيـئـا ًلـِلـمَيامين ِ!
    وَمـَرحـَبـا ًبـِجـِبـاه ٍ لا تـُفـارِقـُهــا=مـَطـالـِعُ الـشـَّمس ِفي أيِّ الأحـايين ِ
    لم تـَألُ تـَجـأرُ دَبـَّابـاتـُهـُم هـَلـَعـا ً=في أرضِها وهيَ وَطـْفاءُ الـدَّواوين ِ
    ما حَرَّكوا شَعرَة ًمِن شـَيبِ نـَخوَتِها=إلا وَدارَتْ عـَلـَيهـِم كـالـطـَّواحـيـن ِ!

    *

    يا دَمعُ واهمـِلْ بـِسـامَرَّاء نـَسـألـُها=عن أهـل ِأطـوار..عن شـُمِّ العَرانين ِ
    لأربـَع ٍ أتـخـَمُوا الغـازينَ مِن دَمِهـِم=يا مَن رأى طاعـِنا ًيُسقى بـِمَطعون ِ!
    يا أ ُخـتَ تـَلـَّعـفـَرَ القـامَتْ قـيامَتـُها=وأ ُوقـِدَتْ حـَولـَهـا كلُّ الـكـَوانـيـن ِ
    تـَقـولُ بـَرلـيـن في أيـَّام ِسـَطوَتِهـا=دارُوا عَلـَيهـا كـَما دارُوا بـِبـَرلـيـن ِ
    تـَنـاهـَبُوها وكانـَتْ قـَريـَة ًفـَغـَدَتْ=غـُولا ًيـُقـاتـِلُ في أنـيـابِ تـِنـِّيـن ِ!

    *
    وَقِفْ على نـَينـَوى..أ ُسطورَة ٌبـِفـَمي =تـَبقى حُـروفـُكِ يا أ ٌمَّ الـبـَراكـيـن ِ

    يا أ ُخـتَ آشـور..تـَبقى مِن مَجَرَّتـِهِ=مَهـابَة ٌمنـكِ حـتى الـيـَوم تـَسـبـيـني
    تـَبـقى بـَوارِقــُه ُ، تـَبـقى فـَيـالـِـقــُه ُ=تـَبـقى بـَيـارِقــُهُ زُهـْرَ الـتـَّلاويـن ِ
    خـَفـَّاقـَة ًفي حـَنـايـا وارِثي دَمـِه ِ=يـُحـَلـِّقـُونَ بـِهـا مثـلَ الـشـَّواهـيـن ِ
    بـِها ، وَكِبـْرُ العراقيـِّين في دَمِهـِم=تـَداوَلـُوا أربـَعـا ًجَيشَ الشـَّياطـين ِ
    فـَرَكـَّعُـوه ُعلى أعـتـابِ بَلـدَتـِهـِم=وَرَكـَّعُـوا مَعـَهُ كلَّ الـصَّهـايـيـن ِ!

    *
    يا باسـِقـاتِ ديـالى..أيُّ مَجـزَرَة ٍ=جَذ َّتْ عروقـَكِ يا زُهـْرَ البَساتين ِ؟
    في كلِّ يَوم ٍ لـَهُم في أرضِكِ الطـُّعِنـَتْ=بالـغـَدرِ خِطـَّة ُ أمْن ٍ غـَيـرِ مأمون ِ
    تـَجيشُ أرتالـُهُم فوقَ الدّروع ِبـِهـا=فـَتـَتـرُكُ الـسـُّـوحَ مَلأى بالـقـَرابين ِ
    وأنتِ صامِدَة ٌتـَسـتـَصرِخـينَ لـَهُم=مَوجَ الـدِّمـاءِ على مَوج ِالثــَّعـابين ِ
    وكـلـَّمـا غـَرِقـوا قـامَتْ قـيامَتـُهـُم=فـَأعلـَنـُوا خطـَّة ً أ ُخرى بـِقـانون ِ!

    *
    يا أطهـَرَالأرض..يا قدِّيسـَة َالطـِّين ِ =يا كـَربـَلا..يا رياضَ الحُورِ والعِين ِ
    يا مَرقـَدَ الـسـَّيـِّدِ المَعصوم..يا ألـَقا ً=مِن الـشـَّهادَةِ يَحـمي كلَّ مِسـكـيـن ِ
    مُدِّي ظِلالـَكِ لـِلإنسـان ِفي وَطـَني=وَحَيثـُما ارتـَعـَشـَتْ أقـدامُهُ كـُوني
    كـُوني ثـَباتـَا ً لهُ في لـَيـل ِمِحـنـَتـِهِ=حتى يوَحـِّدَ بيـنَ الـعـَقـل ِوالـدِّيـن ِ
    حتى يَكونَ ضَميرا ًناصِعا ً ، وَيَدا ً=تـَمـتـَدُّ لـِلخـَيـرِ لا تـَمـتـَدُّ لـِلـدُّون ِ
    مَحروسـَة ٌبالحُسَين ِالأرضُ في وَطني=وأهـلـُهـا في مَلاذٍ مـنـهُ مـَيـمون ِ
    ما دامَ في كـَربَلا صَوتٌ يَصيحُ بـِها=إنَّ الـحُـســَيـنَ وَلـِيٌّ لـِلـمَسـاكـيـن ِ

    *

    يا جـُرحَ بَغـداد .. تـَدري أنـَّني تـَعِبٌ=وأ نتَ نـَصلٌ بـِقـلـبي جـِدُّ مَســنـُون ِ
    عـُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتـِها=ولا تـُحـاولْ على الأوجاع ِتـَطميـني
    خـُذ ْني إلى كلِّ دارٍ هـُدِّمَتْ ، وَدَم ٍ=فيهـا جـَرى ، وَفـَم ٍحـُرٍّ يـُنـاديـني
    يَصيحُ بي أيـُّهـا الـبـاكي على دَمِنا=أوصِلْ صَداكَ إلى هـذي الـمَلايين ِ
    وقـُلْ لـَهـا لـَمْلـِمي قـَتلاكِ واتـَّحِدي =على دِماكِ اتـِّحـادَ السـِّين والشين
    ِ
    مِن يـَوم ِكانَ العـِراقُ الحُرُّ يَغمُرُهُم=حـُبـَّا ً إلى أن أتى مَوجُ الشـَّعـانين ِ!

    *
    دَمعٌ لـِبـَغــداد .. دَمعٌ بالـمَلايـيـن ِ=دَمعٌ على البُعـدِ يَشجيها وَيَشجيني[/poem]

    ...............
    المصدر : دورية العراق
  • د. جمال مرسي
    شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
    • 16-05-2007
    • 4938

    #2
    جُرحَ بَغداد .. تَدري أنَّني تَعِـبٌ
    وأ نتَ نَصلٌ بِقلبي جِـدُّ مَسنُـون ِ
    عُدْ بي إليها ، وَحَدِّثْ عن مروءَتِهـا
    ولا تُحاولْ على الأوجاع ِتَطمينـي
    خُذ ْني إلى كلِّ دارٍ هُدِّمَـتْ ، وَدَم ٍ
    فيها جَرى ، وَفَـم ٍحُـرٍّ يُنادينـي


    بارك الله فيك أخي الحبيب عادل العاني
    و شكرا لك نقل هذه القصيدة القوية المبكية للشاعر الرائع عبد الرازق عبد الواحد
    و الذي نتمنى وجوده معنا في الملتقى
    و ندعو الله أن يعيده و كل الغائبين عن العراق إليه سالما غانما

    شكرا لك
    و محبتي و تقديري
    sigpic

    تعليق

    • عارف عاصي
      مدير قسم
      شاعر
      • 17-05-2007
      • 2757

      #3
      أخانا الحبيب العاني

      قصيدة أكثر من رائعة
      بحرارة حزنها المسكون
      في مرورها البلاد تطوافا
      على مرابعها يبكي خير ما فيها

      ليت صاحب القصيدة معنا هنا

      بورك القلب والقلم
      تحاياي
      عارف عاصي

      تعليق

      • حسين ليشوري
        طويلب علم، مستشار أدبي.
        • 06-12-2008
        • 8016

        #4
        بغداد ضحكة شمس بغداد هلهولة........
        بغداد ليش الدمع صاير الج سولة........
        كوليلي شنو هلصبر جا خلكج شطولة.....
        بغداد انتي الامل بغداد انتي الحيل .......
        لازم يجيلج صبح مهما يطول الليل.......

        http://vb.bagdady.com/bagdady13672




        sigpic
        (رسم نور الدين محساس)
        (رسّام بجريدة المساء الجزائرية 1988)

        "القلم المعاند"
        (قلمي هذا أم هو ألمي ؟)
        "رجوت قلمي أن يكتب فأبى، مُصِرًّا، إلاَّ عِنادا
        و بالرَّفض قابل رجائي و في الصَّمت تمــادى"

        تعليق

        • محمد ابوحفص السماحي
          نائب رئيس ملتقى الترجمة
          • 27-12-2008
          • 1678

          #5
          شكرا لهذه الشحنة الفنية التي ايقضت بها ضمائرنا من سبات الضجر..
          [gdwl]من فيضكم هذا القصيد أنا
          قلم وانتم كاتب الشعــــــــر[/gdwl]

          تعليق

          • عبدالهادي القادود
            نائب رئيس ملتقى الديوان
            • 11-11-2014
            • 939

            #6
            يا الله
            أيّ مشاهد تلك التي تدفق بها فيلم القصيدة

            وجسد الحال وما آل إليه العراق في مرأى أمم النفاق !

            ولكنها بغداد ستقوم كالفينيق من تحت الرماد رغم الأوجاع

            وما تجلى وجرى في حجرها من وباء ودماء

            صديقي المبدع عادل العاني


            بورك النبض

            وفرج الله كرب العراق وباقي الأقطار الشقيقة

            ولا أنسى فلسطين قرة العين

            لا عدمناك

            تعليق

            يعمل...
            X