نهايات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أسماء مطر
    عضو أساسي
    • 12-01-2009
    • 987

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة محمد طاهر مشاهدة المشاركة

    ينثرون طبول الشغف..
    يمزقون غشاء الرهبة
    يكشفون غطاء الرغبة
    يقرعون نبضي..
    تصم آذاني
    يتمدد سراب الهول
    تختلط دمائي بروث الماضي
    لا أزال أهرب
    وتلاحقني أعين الموتى


    أمتعتني سيدتي
    الفاضل محمد طاهر...
    استمتعت بكلماتك الجميلة،لا ازال اهرب ،و تلاحقني أعين الموتى..
    شكرا على حضورك البهي..
    دمت راقيا...
    كل الاحترام.
    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

    تعليق

    • أسماء مطر
      عضو أساسي
      • 12-01-2009
      • 987

      #17
      المشاركة الأصلية بواسطة محمد الصاوى السيد حسين مشاهدة المشاركة
      تحياتى البيضاء
      حضور الظل فى هذا النص حضور لافت ، الظل كمعادل موضوعى للدلالة الفنية المتبتغاة والمحسوسة ، أراه كمتلق اختيارا فنيا موفقا فى صياغة هذه اللوحة الشعرية ، الظل هنا يمثل خطا دلاليا رهيفا يلضم حبات الصورة ( صمت الخوف - الانتهاء - أحلام العتمة - الهاربين - فراغ المكان ) كلها يجمعها فى رأيى الظل كدلالة شعورية تفتح باب التجربة أمام المتلقى للوعى والإدراك فى براعة وفنية تستحق الإشادة
      استاذي الفاضل محمد...
      تحليلك للتصوير الدلالي للظل كان صائبا،أشكرك على هذا المجهود الراقي..
      أتشرف بحضورك البهي..
      دمت قديرا..
      كل الاحترام.
      [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

      تعليق

      • أسماء مطر
        عضو أساسي
        • 12-01-2009
        • 987

        #18
        المشاركة الأصلية بواسطة الدكتور حسام الدين خلاصي مشاهدة المشاركة
        [align=center]فاذا الحب أصم..
        هو الوهم الساخن..
        من ألهب التعثر..
        فصار فتات المكان فارغا..[/align]



        ماذا لو ولو تجلب عمل الشيطان
        وشيطان شعرك ( مستيقظ مستيقظ يقوظ )
        أحسنت

        د.حسام بمرورك يزهو الحرف..
        شيطان شعري مستيقظ لكنه مسجون،لا اريد أن أطلق سراحه حتى لا أتهم بالاستعلاء على القارىء،أنا أجرب كيفية الرفق به..
        شكرا على متابعتك الدائمة،و شكرا على مجهوداتك الكبيرة.
        كل الاحترام.
        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

        تعليق

        • أسماء مطر
          عضو أساسي
          • 12-01-2009
          • 987

          #19
          المشاركة الأصلية بواسطة أمال الرحماوي مشاهدة المشاركة
          غاليتي


          ماذا لو أنك لا تكتبين
          كان الحرف سيرتدي لون الظل
          و سيبكي طويلا لا محال


          أمتعني النص
          سأتابع حرفك دوما
          الجميلة دوما أمال،الحرف يبتسم لمن يفهمون نبضه مثلك....
          شكرا على حضورك البهي..
          و شكرا على باقات اللوتس التي تدخلين بها دوما الى قصائدي..
          دمت راقية..
          كل الود و الاحترام.
          [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

          تعليق

          • أسماء مطر
            عضو أساسي
            • 12-01-2009
            • 987

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة جوتيار تمر مشاهدة المشاركة
            لوحة شاعرية تجمع بين لوحات صغيرة تشكل في مجملها اللوحة الأكبر من المعين الذاتي ، الذي أصبح ذا اوجه متعددة في جدارية العزف الشعري هنا، تجملها صور البديع والتوظيف المتقن للمفردات التي انسابت من معجمك الشعري يخدم روح النص ويعبر عن مكنون التجربة ، مثيرة بذلك انطباع الذاتية كوهلة اولى ، لكنها ذاتية تنسجم والتجربة الإنسانية الموضوعية، وكوجهة نظر بأن الصور مجتمعة تكورت في الظل كدلالة شعورية ، يمكن العبور منها الى ماوراء الكلمة نفسها .
            محبتي اسماء
            جوتيار
            الرائع دوما جو ...
            أستمتع بقراءة هذا التحليل الراقي،أكتشف بعدا آخر في نصي،سأستثمره لاحقا..
            شكرا على الحضور الراقي،و على المجهود الكبير.
            في انتظار قصائدك التي تعودنا على جمالها..
            كل الاحترام..
            [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

            تعليق

            • أسماء مطر
              عضو أساسي
              • 12-01-2009
              • 987

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة رعد يكن مشاهدة المشاركة
              [align=center]
              العزيزة ( اسماء مطر )

              حقا إن الرسالة عظيمة ,...
              وإنك لتدركين ذلك حقاً ..

              طقوس البدايات صعبة ، كذلك صقوس النهايات

              كم شعرتِ بها وأجدتِ بإيصالها لنا ...

              تحية ووردة بيضاء

              رعد يكن [/align]
              الاستاذ الفاضل رعد يكن..
              شكرا على كلماتك الجميلة..
              تقبل مني كل الاحترام.
              [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

              تعليق

              • أسماء مطر
                عضو أساسي
                • 12-01-2009
                • 987

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة علي المتقي مشاهدة المشاركة
                الشاعرة المبدعة أسماء الغيث : غيابك يؤرقني : أتمنى أن تكوني بصحة وعافية ، وتعودين إلينا سالمة معافة .
                الإحساس بالنهاية في الواقع ، بداية الوجود على مستوى الإبداع ، إذ الإبداع الذي لا يكون مرتبطا بالمعضلات الوجودية للإنسان بوصفه إنسانا لايرقى إلى مستوى الإبداع الحق .
                تتميز قصيدة النهايات بالكثير من أوصاف القصيدة الجميلة :
                ـ قصيدة قصيرة لاتتعب القارئ في تتبع صورها المكثفة .
                ـ كثافة متوسطة تسمح للقارئ ببناء المعنى دون تعب أو تخييل بعيد .
                ـ صور مترابطة ينتظمها خيط رابط يصبغها بلون القتامة والإحساس بالنهاية .
                ـ إبداع على مستوى الصورة فريد ومتميز .
                ـ إحساس بمأساوية الحاضر ، وتنبؤ بغد أكثر مأساوية بواسطة جواب الشرط ماذا لو ...فصار ...
                تحياتي الصادقة أيتها الحقوقية الأديبة .
                أستاذي القدير و الرائع دوما علي المتقي..
                يسعد النبض بوجوده بين هذه الأرواح الراقية،الحمد لله على كل شيء،صحتي في تحسن،و هذا ابتلاء من الله عز و جل.
                كل ما ستقرأه من قصائدي القادمة،سيكون ثمرة ما تعلمت منك، فشكرا على كل ما منحتنا من علمك،و من أخلاقك العالية..
                أنحني لمتابعتك الدائمة لكتاباتي..
                وفقك الله،و مزيدا من التألق،و عافاك الله أيضا،طهور ان شاء الله،نحن بحاجة اليك،فأنت أساس هذا القسم..
                كل الاحترام.
                [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                تعليق

                • أسماء مطر
                  عضو أساسي
                  • 12-01-2009
                  • 987

                  #23
                  المشاركة الأصلية بواسطة إدريس الشعراني مشاهدة المشاركة
                  العزيزة أسماء مطر
                  قصيدة جميلة بصورها الرائعة وانزياح لغتها

                  "ماذا لو ارتديت تابوت الفشل..
                  و كفنت بالخسائر أحلام العتمة "

                  محبتي
                  أستاذي الراقي ادريس الشعراني..
                  لمرورك بهاء الحرف لحظة الكينونة الأولى..
                  شكرا على الحضور و على الكلمات الجميلة...
                  كل الاحترام و التقدير.
                  [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                  تعليق

                  • أسماء مطر
                    عضو أساسي
                    • 12-01-2009
                    • 987

                    #24
                    2



                    انتهى الـــــــ ما سيأتي..
                    أيها الرحيل المطحون في الخواء..
                    أهرب بما تبقى من الوعي..
                    واجرف أناقة السنابل..
                    واخدش مساحات الغار..
                    فهناك اليأس طاعن في الغناء..
                    و الرمل يشبه عبث الهديل..
                    و الأجنحة تغرب في جهة الخمول الثالثة..
                    ان شئت اكسر في عرائها أظافرك..
                    فما سيأتي غائم حد النار..
                    جائع حد الفضول..
                    وحدي أفتش في تفاصيل التمادي..
                    عن اسم الذي يكتب الحب نيئا...



                    أسماء دمعة المطر..
                    ذات انتهاء
                    [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                    تعليق

                    • عبد الحفيظ بن جلولي
                      أديب وكاتب
                      • 23-01-2009
                      • 304

                      #25
                      الشاعرة أسماء مطر المحترمة:
                      تحية طيبة وبعد،،
                      ينتهي إذ يبدأ
                      كون العلامات،
                      جهة السؤال،
                      وطن الغربة،
                      اذ يلتمع غروب المسافة
                      ولمّا ينطحن صوت اليمام
                      يرتحل النبض
                      كي يندفق مسلولا
                      "اسم الذي يكتب الحب نيئا..."
                      جاءت الجمل الشعرية متضافرة منتظمة تهيّىء الوعي للإنخراط في وهم التلقي المفترض، لينجز حملة الاستعراض على مشارف مضمر القصدية في ممارسة فعل الحياة عبر انسرابات مأساوية راهنة، ترجىء الفرح لانعطافات قادمة متخمة بالعفوي، لذلك تسلل النص مفعما بطعم الزمن، مترعا بالدلالة الزمنية الهادفة المنفلتة من أي قصدية، حيث قتامة الموقف فرضت منطقها على الشاعرة، إلا أن اللاوعي يحتفظ دوما بألق الزهو الشعري المفعم بالأمل، فالزمن يأخذ أبعاده من حيث تلعب الشاعرة على تكثيف الايحاء لاستثمار لحظة الضعف في ظاهر مفردة النص:
                      "انتهى الـــــــ ما سيأتي.."
                      مطلق السوداوية في فقدان الأمل في المستقبل، فالجملة تقدم معنى نهاية المستقبل، أو ضبابيته، والمستقبل بعدٌ زمنيٌ آتٍ، ولأنه بالضرورة في حكم المجهول، بادرت الشاعرة الى إعدام الزمن عند مفاهيمية المستقبل:
                      "أيها الرحيل المطحون في الخواء.."
                      وإعدام الزمن مقرون بلا جدوى فعل الذات، حيث معنى "الرحيل المطحون في الخواء" يؤدي مفهوم عبثية الحركة، وهو ما يترجم المأساة الوجودية في اندراجها المعرفي، بدلالة ذاتية التجربة الشعرية.
                      تُهجِّر الشاعرة المعنى في حركة مفاجئة، معاكسة لمسار الفكروية الشعرية السوداوية، وتقحم موضوعة الوعي مُسلِّحة بها "الرحيل المطحون في الخواء".
                      "أهرب بما تبقى من الوعي.."
                      لكن ما يعطي لهذا الوعي ايجابيته المبهرة فعلا، هو انغماس الدلالة في ترتيب كون علاماتي يمتح من اللاوعي المنجذب صوب ضفاف الروح، وهو ما يميز الذات المنتمية في حالات انكسارها، إذ الإنتماء يحافظ للوعي بدرجة من طلب المدد الروحي، وهو ما سوف يجد مكانه من التأويل المرتكز الى الإحتمالات الممكنة في معاني القرائن النصية:
                      "واجرف أناقة السنابل..
                      واخدش مساحات الغار.."
                      يقدم المقطع الشعري نسقا مضمرا يشكل حقلا دلاليا للنبوة، بما يكتنزه عالم النبوة من اشراق وأمل، فمفردة "السنابل" تحيل على تجربة سيدنا يوسف عليه السلام، وما تضيفه الى التجربة الإنسانية من معنى ايجابية الحلم في المستقبل، بدلالة ما تحقق للنبي يوسف من اعتلاء عرش الوزارة صعودا من سفلية السجن، ثم بعد ذلك نستلهم من مفردة "الغار" تجربة العزلة التأملية في حياة سيدنا محمد عليه السلام، والتجربتين النبويتين يشتركان في موضوعة الخلوة، فالسنابل تحيل على سجن سيدنا يوسف والغار يحيل على خلوة سيدنا محمد، تبئير الخلوة في الجملتين الشعريتين يؤسس لفردانية التجربة، بما ينعكس على قصدية الشاعرة التي تعيش راهنها العزلوي الذي يكشفه المتاح التأويلي للنص.
                      ولتلبس حالة الفردانية في تعالقاتها النبوية التأملية، جمعت الشاعرة بين مفردتي الغار والسنابل في جملتين شعريتين متتاليتين، حتى تذكر إحداهما بالاخرى.
                      لتوتير التجربة وإبلاغها مداها وتَمَعْنِي مكوناتها، تعمد الشاعرة الى خلق مستويات تضادية تبني من خلالها صراعية تؤول بالتلقي إلى تلبس الحالة والإندماج في كينونتها وبالتالي ترتيب الصورة الشعرية المأمولة في نصية النص:
                      "فهناك اليأس طاعن في الغناء..
                      و الرمل يشبه عبث الهديل.."
                      أليأس يمثل حالة هبوط بينما الغناء يمثل حالة صعود، وكذلك الرمل بما يعكسه من صورة للظمأ فهو يمثل حالة خَوَر، بينما الهديل يعكس حالة انتشاء، هذه التضادية تصوّر ما يعتلج في عمق الشاعرة من صراعات بين الأضداد، حيث يخفي قعر اللاوعي انجذاب الشاعرة إلى القيم الإيجابية بدلالة استحضار مآلات النبوة في تمثلاتها العزلوية التأملية، وقد يكون الترتيب منفلتا من أي قصدية.
                      بعد عنف الحركة الشعرية الدائرة في مجالية التضاد والإنهماك الذاتي في ترتيب خيار وجودي يتساوق وانتماء الشاعرة، تعود الى حالة اليأس ثانية:
                      "فما سيأتي غائم حد النار..
                      جائع حد الفضول.."
                      لتوهم القارىء بتخوم عالم رمادي، سرعان ما ينهدم على صخر المعنى المستفاد من فعل التفتيش الممارس من قبل الشاعرة:
                      "وحدي أفتش في تفاصيل التمادي.."
                      تعترف الشاعرة ان الذي يستبد بها ذو طبيعة متمادية أي عدوانية، إلا أن فعل "التفتيش في التفاصيل" يحرّر في ذهن المتلقي حركة إيجابية تسعى الى استبصار الأفق في خبايا متخفيه، وهو الحد المفقود في المعادلة الوجودية للشاعرة، حيث تريد ان تسمي لا أن تعايش، لأن التسمية مناط الكشف والمعالجة ومن ثم التجاوز، بينما المعايشة مناط المهادنة والاستسلام:
                      "وحدي أفتش في تفاصيل التمادي..
                      عن اسم الذي يكتب الحب نيئا..."
                      نصّيا يقودنا المعنى إلى صراعية جميلة ذات منطق انتصاري قيمي يشتغل على اللعب في مدار فتنة اللغة، حيث انكسار منحنياتها يمنح طيفية للتأويل وتوليد القيم المضافة في انعتاق الجملة من قاموسية التفسير وانسراحها في استقصاد المعنى في
                      اختلافاته التأويلية، وعليه ينبني يأس الشاعرة على قفز ارتدادي لصدمة السكون المنبثة في تقمص حالة الخور، وبالتالي وعي الحالة يؤسس لرفض اليأس ذاته من خلال تعريته أمام تجارب فردانية رامت العزلة فيها انفراجات التأمل والانعتاق من أسر الراهن.
                      دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات.
                      احترامي.
                      عبد الحفيظ.

                      تعليق

                      • أسماء مطر
                        عضو أساسي
                        • 12-01-2009
                        • 987

                        #26
                        المشاركة الأصلية بواسطة عبد الحفيظ بن جلولي مشاهدة المشاركة
                        الشاعرة أسماء مطر المحترمة:
                        تحية طيبة وبعد،،
                        ينتهي إذ يبدأ
                        كون العلامات،
                        جهة السؤال،
                        وطن الغربة،
                        اذ يلتمع غروب المسافة
                        ولمّا ينطحن صوت اليمام
                        يرتحل النبض
                        كي يندفق مسلولا
                        "اسم الذي يكتب الحب نيئا..."
                        جاءت الجمل الشعرية متضافرة منتظمة تهيّىء الوعي للإنخراط في وهم التلقي المفترض، لينجز حملة الاستعراض على مشارف مضمر القصدية في ممارسة فعل الحياة عبر انسرابات مأساوية راهنة، ترجىء الفرح لانعطافات قادمة متخمة بالعفوي، لذلك تسلل النص مفعما بطعم الزمن، مترعا بالدلالة الزمنية الهادفة المنفلتة من أي قصدية، حيث قتامة الموقف فرضت منطقها على الشاعرة، إلا أن اللاوعي يحتفظ دوما بألق الزهو الشعري المفعم بالأمل، فالزمن يأخذ أبعاده من حيث تلعب الشاعرة على تكثيف الايحاء لاستثمار لحظة الضعف في ظاهر مفردة النص:
                        "انتهى الـــــــ ما سيأتي.."
                        مطلق السوداوية في فقدان الأمل في المستقبل، فالجملة تقدم معنى نهاية المستقبل، أو ضبابيته، والمستقبل بعدٌ زمنيٌ آتٍ، ولأنه بالضرورة في حكم المجهول، بادرت الشاعرة الى إعدام الزمن عند مفاهيمية المستقبل:
                        "أيها الرحيل المطحون في الخواء.."
                        وإعدام الزمن مقرون بلا جدوى فعل الذات، حيث معنى "الرحيل المطحون في الخواء" يؤدي مفهوم عبثية الحركة، وهو ما يترجم المأساة الوجودية في اندراجها المعرفي، بدلالة ذاتية التجربة الشعرية.
                        تُهجِّر الشاعرة المعنى في حركة مفاجئة، معاكسة لمسار الفكروية الشعرية السوداوية، وتقحم موضوعة الوعي مُسلِّحة بها "الرحيل المطحون في الخواء".
                        "أهرب بما تبقى من الوعي.."
                        لكن ما يعطي لهذا الوعي ايجابيته المبهرة فعلا، هو انغماس الدلالة في ترتيب كون علاماتي يمتح من اللاوعي المنجذب صوب ضفاف الروح، وهو ما يميز الذات المنتمية في حالات انكسارها، إذ الإنتماء يحافظ للوعي بدرجة من طلب المدد الروحي، وهو ما سوف يجد مكانه من التأويل المرتكز الى الإحتمالات الممكنة في معاني القرائن النصية:
                        "واجرف أناقة السنابل..
                        واخدش مساحات الغار.."
                        يقدم المقطع الشعري نسقا مضمرا يشكل حقلا دلاليا للنبوة، بما يكتنزه عالم النبوة من اشراق وأمل، فمفردة "السنابل" تحيل على تجربة سيدنا يوسف عليه السلام، وما تضيفه الى التجربة الإنسانية من معنى ايجابية الحلم في المستقبل، بدلالة ما تحقق للنبي يوسف من اعتلاء عرش الوزارة صعودا من سفلية السجن، ثم بعد ذلك نستلهم من مفردة "الغار" تجربة العزلة التأملية في حياة سيدنا محمد عليه السلام، والتجربتين النبويتين يشتركان في موضوعة الخلوة، فالسنابل تحيل على سجن سيدنا يوسف والغار يحيل على خلوة سيدنا محمد، تبئير الخلوة في الجملتين الشعريتين يؤسس لفردانية التجربة، بما ينعكس على قصدية الشاعرة التي تعيش راهنها العزلوي الذي يكشفه المتاح التأويلي للنص.
                        ولتلبس حالة الفردانية في تعالقاتها النبوية التأملية، جمعت الشاعرة بين مفردتي الغار والسنابل في جملتين شعريتين متتاليتين، حتى تذكر إحداهما بالاخرى.
                        لتوتير التجربة وإبلاغها مداها وتَمَعْنِي مكوناتها، تعمد الشاعرة الى خلق مستويات تضادية تبني من خلالها صراعية تؤول بالتلقي إلى تلبس الحالة والإندماج في كينونتها وبالتالي ترتيب الصورة الشعرية المأمولة في نصية النص:
                        "فهناك اليأس طاعن في الغناء..
                        و الرمل يشبه عبث الهديل.."
                        أليأس يمثل حالة هبوط بينما الغناء يمثل حالة صعود، وكذلك الرمل بما يعكسه من صورة للظمأ فهو يمثل حالة خَوَر، بينما الهديل يعكس حالة انتشاء، هذه التضادية تصوّر ما يعتلج في عمق الشاعرة من صراعات بين الأضداد، حيث يخفي قعر اللاوعي انجذاب الشاعرة إلى القيم الإيجابية بدلالة استحضار مآلات النبوة في تمثلاتها العزلوية التأملية، وقد يكون الترتيب منفلتا من أي قصدية.
                        بعد عنف الحركة الشعرية الدائرة في مجالية التضاد والإنهماك الذاتي في ترتيب خيار وجودي يتساوق وانتماء الشاعرة، تعود الى حالة اليأس ثانية:
                        "فما سيأتي غائم حد النار..
                        جائع حد الفضول.."
                        لتوهم القارىء بتخوم عالم رمادي، سرعان ما ينهدم على صخر المعنى المستفاد من فعل التفتيش الممارس من قبل الشاعرة:
                        "وحدي أفتش في تفاصيل التمادي.."
                        تعترف الشاعرة ان الذي يستبد بها ذو طبيعة متمادية أي عدوانية، إلا أن فعل "التفتيش في التفاصيل" يحرّر في ذهن المتلقي حركة إيجابية تسعى الى استبصار الأفق في خبايا متخفيه، وهو الحد المفقود في المعادلة الوجودية للشاعرة، حيث تريد ان تسمي لا أن تعايش، لأن التسمية مناط الكشف والمعالجة ومن ثم التجاوز، بينما المعايشة مناط المهادنة والاستسلام:
                        "وحدي أفتش في تفاصيل التمادي..
                        عن اسم الذي يكتب الحب نيئا..."
                        نصّيا يقودنا المعنى إلى صراعية جميلة ذات منطق انتصاري قيمي يشتغل على اللعب في مدار فتنة اللغة، حيث انكسار منحنياتها يمنح طيفية للتأويل وتوليد القيم المضافة في انعتاق الجملة من قاموسية التفسير وانسراحها في استقصاد المعنى في
                        اختلافاته التأويلية، وعليه ينبني يأس الشاعرة على قفز ارتدادي لصدمة السكون المنبثة في تقمص حالة الخور، وبالتالي وعي الحالة يؤسس لرفض اليأس ذاته من خلال تعريته أمام تجارب فردانية رامت العزلة فيها انفراجات التأمل والانعتاق من أسر الراهن.
                        دمتم مميزين ودامت لكم الافراح والمسرات.
                        احترامي.
                        عبد الحفيظ.

                        عطر الوطن...
                        أستاذي الفاضل عبد الحفيظ...
                        يتسع الكون،و يغير لونه الشفاف،الى لون يشبه الماء..
                        من فرط انحنائي لهامتك،اعوج ظهر الكلام..
                        و اجمل الكلام هو الذي لم نقله بعد،وحده الصمت سيدرك قدسية الانتماء...

                        شكرا من زاوية ضاربة في العمق،قائمة حد التيه..
                        أنا أجمع كل تحليلاتك النقدية لقصائدي ،و أحتفظ بها بين شريان و جسر...
                        كل الاحترام..
                        [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                        تعليق

                        • صبري رسول
                          أديب وكاتب
                          • 25-05-2009
                          • 647

                          #27
                          المشاركة الأصلية بواسطة أسماء مطر مشاهدة المشاركة
                          1



                          انتهى الظل..
                          غراب يواري صمت الخوف..
                          و الوقت يزاحم رقص الانتهاء..


                          ماذا لو انقسمت على ظلي..
                          ينثرون طبول الشغف..


                          أسماء دمعة المطر..
                          ذات انتهاء.

                          العزيزة أسماء
                          تحية لك
                          تمكنتِ من رسم الصورة الشعرية جديا
                          حتى المزاحمة
                          لكن كفكرة مطروحة بنصّ قصير
                          ونفسٍ قصير جاءت ناقصة
                          لمَ لم تطلقي النفس والنفير على ىخره
                          (( هات النفير
                          هاتِ النفي على آخره)) بتعبير سليم بركات.
                          كوني بخير

                          تعليق

                          • سحر الشربينى
                            أديب وكاتب
                            • 23-09-2008
                            • 1189

                            #28
                            نص باذخ - صور رائعة
                            تحية إعجاب وتقدير
                            إنَّ قلبي
                            مثل نجماتِ السماءِ
                            هل يطولُ الإنسُ نجماً
                            (بقلمي)​

                            تعليق

                            • أسماء مطر
                              عضو أساسي
                              • 12-01-2009
                              • 987

                              #29
                              المشاركة الأصلية بواسطة صبري رسول مشاهدة المشاركة

                              العزيزة أسماء
                              تحية لك
                              تمكنتِ من رسم الصورة الشعرية جديا
                              حتى المزاحمة
                              لكن كفكرة مطروحة بنصّ قصير
                              ونفسٍ قصير جاءت ناقصة
                              لمَ لم تطلقي النفس والنفير على ىخره
                              (( هات النفير
                              هاتِ النفي على آخره)) بتعبير سليم بركات.
                              كوني بخير
                              الفاضل صبري تحية طيبة..
                              أولا اقول لك شكرا على ادراج سليم بركات هنا،فأنا من أشد القراء اعجابا به،هو الذي قال يوما
                              ولاتنتظرني، أيضاً، لأني ـ كراكضٍ في الأقاصيص ـ يختطفني الذي لايُرى، وأكونُ النهاية حين لايختتمُ الحادثُ سَرْدَ نهايته.
                              كنت أكتب القصائد النثرية الطويلة،و منها قصيدة فينوس أسطورة الحفاء،لكن الساحة الأدبية صارت تميل الى الاقتصاد اللغوي،الذي يعتمد على قلة الجمل و قصرها،لكن مع تكثيف المعنى،فصرنا نقرأ قصيدة في جملة،و ربما لأننا في عصر السرعة،صار كل شيء على طريقة الفاست فود.
                              لكن في رأيي أيضا،هناك قصائد موضوعها يستلزم الاطالة،حتى لو كان التكثيف الشعري في قمته،أتمنى أن نناقش الامر في موضوع الدكتور علي المتقي المثبت في الأعلى،لنتبادل الآراء مع الجميع.
                              نهايات،عبارة عن مجموعة من المقاطع الشعرية،و كل مقطع يختزل نهاية لشيء ما،لذا قسمتها الى اجزاء.

                              أشكرك استاذي على الحضور الجميل،و على الحوار الراقي..
                              كل الاحترام.
                              [COLOR=darkorchid]le ciel n'est bleu qu'à Constantine[/COLOR]

                              تعليق

                              • الدكتور حسام الدين خلاصي
                                أديب وكاتب
                                • 07-09-2008
                                • 4423

                                #30
                                الأنسة اسماء
                                عطفا على القصة القصيرة جدا
                                لدينا وانا من مشجعي القصيدة القصيرة جدا
                                [gdwl]الشعر ولدي أحنو عليه ثم أطلقه[/gdwl]

                                تعليق

                                يعمل...
                                X