دراسة قدمها المستشار النويهى عن الدكتور النويهى
وعانى فى آخريات حياته المرض الشديد والإحباطات الكثيرة وما تصدى له من جهالات واتهامات من السوقة والأوباش ومخانيث الكتاب ، وإصابته بمرض الضغط المرتفع والذى حد من نشاطاته ودراساته وإشرافه على الرسائل الجامعية ، وتعرضه لأكثر من مرة للجلطات والمعاناة الطويلة المريرة ، ولم تطل فترة التعب ولم يستسلم الثائر ولم يخضع الجبين ولم يهن ولم يتراجع ، وتحامل على نفسه وهو فى أشد مرضه ولم يترك مقعد المعلم والمربى والباحث والمدرس ، فقد كان مدرسة التنوير والحرية والتقدم والحضارة ،أحب مصر حبا جما .
فى هذا العهد الجديد الذى إنطلقنا إنطلاقاتنا الكبرى فى كافة ا لميادين ، سياسية وأقتصادية وإجتماعية وثقافية ، كان طبيعيا أن تمتلأ صدورنا بالآمال الجسيمة ، وأن نبتدىء فى التجاوز بتفكيرنا من المجال المحلى الضيق إلى المجال العالمى الرحيب وفى الميدان الثقافى خاصة تركز هذا الطموح الجديد على سؤال هام : كيف نستطيع أن نكتسب لأدبنا صفة عالمية شاملة ؟؟
هذا نزوع مشروع وهو فى حد ذاته يبشر بالخير لكنى رأيت كثيرين يلتمسون إليه مسلكا خاطئا حين يهيبون بالأديب العربى المعاصر ان يضع هدف العالمية نصب عينيه وألايقتصر فى اهتمامه وتعبيره عن المشاغل ( المحلية المحددة ) بل يتناول ما يسمونه بالآمال الإنسانية العريضة وأن تتسع روحه حتى تتميز بما يسمونه ( الإنسانية الشاملة )وأن يدخل ما يسمونه ( التسابق الثقافى الدولى ) هذا فى إعتقادى مسلك ضار لأنه إن تحقق فلن يؤدى إلى ما يهدف من ( إنسانية شاملة ) بل سيفقد أدبنا العربى الجديد أى قيمة حقيقية ترجى له بين آداب العالم ، فالأديب الذى يحاول أن يجعل أدبه بهذه (السعة ) لن يحقق السعة التى ينشدها بل كل ما يحققه هو الضحالة والميوعة والسطحية ، أما الطريقة الوحيدة إلى إكتساب صفة العالمية فهى إتقان القومية لأن الطريقة الوحيدة للنفاذ إلى المشاعر والمخاوف والآمال البشرية المشتركة بين كل الأجناس والأمم فى أدب ناضج ذى قيمة عالية ،هى أن يقصر الأديب نفسه على ما يعرفه معرفة شخصية ويخبره خبرة مباشرة من آلام أمة بعينها وآمالها ومن مناظر طبيعية بعينها وخصائصها ومن شخصيات قوم معينين وأمزجتهم ونفسياتهم 0فإن أتقن استخلاصها وتعمق تحليلها وأجاد عرضها فإنه سيتعمق فى محليتها ، حتى يصل إلى الجذور الأساسية المشتركة بين جميع بنى البشر على إختلاف أجناسهم وأحوالهم، فالأدب والفن جميعه لا يعنى الكليات بل بالجزئيات المفصلة ولا يعنى بالعموميات بل بالخصوصيات ولايعنى بالتجريدات بل بالماصدقات ، أما الذى بالكليات والعموميات والتجريدات فالفلسفة وأقصى إهتمام الأدب بها أن يستخلصها من الدراسة الدقيقة والخبرة الشخصية الحية للأمثلة التحقيقية المعينة، والدليل على صحة دعواى هذه تجده فى أى أثر أدبى عالمى مشهور ، من قصيدة أو دراما أو قصة فستجد أن منشئها لم يحاول أول ما حاول أن يعبر عن (آلام الإنسانية وآمالها ) ولم يهدف إلى ( إنسانية عريضة شاملة ) ولو وضع نصب عينيه مثل هذا الهدف الغامض المشتت ، لما أنتج تحفة عالمية خالدة ,لما أنتج سوى بديهيات فئة، وشعارات مائعة ،وملا حظات سطحية تافهة، وإنما وضع نصب عينيه أن يصور مشاعر قوم معينين فى بيئة خاصة فى زمن محدد من أزمان التاريخ فى ظروف سياسية أو إقتصادية أو فكرية معينة يتأثرون بها ويرضون عنها أو يرضخون لها أو يثورون عليها ، لكنه لم يكتف بتقييد السطحيات من الأمور المحلية ولو أكتفى بهذا لكان أدبه ( محليا ) بالمعنى الردىء للكلمة أى أدب مقصور أهميته على بيئته وعصره المحدودين بل كان لهذا ا لأديب من نفاذ الذهن وتعمق البصيرة ودقة الإحساس ما مكنه من أن يتغلغل إلى الأعماق ، فلما تغلغل وصل ،_ دون أن يقصد هذا فى المحل الأول_ إلى استخلاص الحقائق الإنسانية الخالدة التى يشترك فيها جميع البشر على إختلاف أممهم وبيئاتهم من صينيين وأمريكيين وبريطانيين وعرب وإغريق ومكسكيين ...إلى آخر أجناسهم وظروفهم .
الوصول إلى الصفة العالمية لا يكون إذن بالإتساع الأفقى بل يكون بالتغلغل الرأسى ، فالذى يجعل الأديب أديبا محليا قاصرا أو يجعله أديبا عالميا شاملا ليس تناوله للأمور المحلية أو تناوله للحقائق العا لمية بل هو مقدار نفاذه وتغلغله فى فهم الطبيعة البشرية ، ولن يستطيع أديب أن يحلل ( الطبيعة البشرية ) مجردة من أوضاع المجتمع وظروف الزمان والمكان ، فهى إنما هى تصور كلى تجريدى ينتزعه الذهن فى تفكيره الفلسفى من آلا ف الماصدقات ، أما الأديب كأديب فوسيلته الوحيدة إلى فهمها هى أن يعنى بتفهم ذلك الفريق من البشرية الذى يعرفه معرفة شخصية مباشرة وهو فى أغلب الأحيان، قومه ، هذه طريقته الواحدة للوصول إلى الحقيقة الكلية الشاملة أو القيمة العامة الخالدة .
هذه المقالات هى أهم منجزاته وآرائه وزبدة أفكاره ، قد نختلف وقد نتفق معها ، لكنها تبقى تراثا خالدا وأدبا رفيعا وفكرا ناضجا وثورة تقدمية ودفعة حضارية وإعلاء شأن العقل والسعى لإقامة مجتمع إنسانى متحضر برجاله ونسائه ، واللحاق بركب التقدم والرفاهية والعلم والثقافة والحرية .
هذه المقالات العزيزة على نفسى والقريبة من روحى وعقلى ووجدانى. أنشرها ولأول مرة فى مصر .
هناك حقائق كثيرة لانحب نحن الناطقين بالعربية أن نلتفت إليها ، لأنها حقائق كريهة أليمة ، فنحن ننزعج إذ حاول واحد منا أن يذكرنا بها ، ونتبرم بهذا المذكر بل نكرهه أشد كرهه ، ولكن لاترجى لنا نهضة ولا رقى إلا إذا كان من بيننا جماعة لايعبأون بما يثيره فينا من إنزعاج أو كره ، ولايفتأون ينبهوننا إلى هذه النقائص فينا حتى نبدأ فى إصلاحها ، وما أجدرنا أن نتذكر حين يؤلمنا هؤلاء وحين نضيق بهم ذرعا أنهم هم الذين يحبوننا حقا ، وهم الذبن يودون حقا إعادتنا إلى سابق مجدنا أنا لا أحاول أن أقول إننا يجب أن لا نألم إذا سمعناهم يلحون فى إنتقادنا ، فشىء طبيعى أن يألم كل إنسان حين يذكر له نقصه ، ولكنى أريد أن أقول إنه يجب أن نتمالك غيظنا وسخطنا ، وألا نصيب هؤلاء المصلحين ، بالأذى القولى والمادى ، ثم لاندرك خطأنا ولانتبين حرصهم الصادق على ما فيه خيرنا إلا بعد موتهم ، فننصب لهم التماثيل الصماء ونقيم لهم حفلات الذكرى ونتحسر على ما قدمنا لهم من إساءة ، ولات حين ندم .
فى الشهر الماضى ألقيت محاضرة بدار الثقافة ، أسميتها (الثقافة العربية بين المقلدين والمجددين) .وضمنتها إحدى هذه الحقائق المؤلمة ، وهى أن ثقافتنا المعاصرة على غاية من الفقر 0وذكرت لهذا الثقافى الشديد سببين جوهريين .أولهما أننا أهملنا تراثنا من الثقافة العربية ، فلم نعد ندرسه ، ولم نعد نهتم به حقا ، إنما اكتفينا بالتشدق بهذا التراث ،والتغنى بما كان لأجدادنا من ثقافة ، دون أن نعرف من هذه الثقافة شيئا 0والسبب الثانى أننا لم نطلع من ثقافة الغرب إلا على أحطها واتفهها ، وأشدها مياعة وهزالا ، ولم ندرس ما للغرب من ثقافة حقة متينة ، علمية وأدبية .
أنا أعجب أشد العجب ، كيف يستطيع إنسان أن ينكر هذه الحقيقة ، أن ينكر أننا جهلاء شديدو الجهل ، جهلاء بثقافة الغرب الصحيحة ، جهلاء بالثقافة العربية البديعة .
وفى النهاية يسخر معالى المستشار ما جئنا به لم يسبقنا إليه أحدا من العلمين ، وبدليل من القرآن الكريم الذى استخرجنا منه علم القصة ، ولم يعلق ولم يشرح ، ولم يرفض ولم يشكر ، وكانت السخرية 0اليس مناقضا لنفسه ولحرية فكره ، كما قدم لنا هذه الدراسة الممتعة ، الم يعرف أن الجديد فى الفكر يقابل بمثلما اقابل به ، واذهب انتقد القصة القصيرة والقصيرة جدا ، التى تتكون من سطر ، أو تكتب بغير أسس ولا قواعد وغيره ، وعندما نريد ضبطها يسخر منا 0
الأسس:
البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
الأصول :
الأحداث - اللغة - الفكر - الفكرة
المكونات :
الشخصيات - المكان - الزمان - المؤثرات الصوتية
المعايير:
الصراع - الحبكة - التغير- التحول - الإثارة والتشويق - الحاجة العظيمة - الهدف النبيل -الإتقان - الصدق
القواعد :
الاحتمال والحتمى - السبب والنتيجة - الحاجة والوسيلة -الهدف والعمل - التعقيد والحل - السؤال والجواب - الحادثة والحدث
القواعد :[/COLOR]
ما - لماذا - كيف - متى - اين
الشروط :
التضرع لله - ذكر الأنبياء - تقرير رأى عام - تأصيل حقيقة عامة -
الأهداف :
السلامة النفسية - الامتاع والتسرية - العظة والعبرة - التعلم
[COLOR="Red"]
وذلك من قصص القرآن
وعانى فى آخريات حياته المرض الشديد والإحباطات الكثيرة وما تصدى له من جهالات واتهامات من السوقة والأوباش ومخانيث الكتاب ، وإصابته بمرض الضغط المرتفع والذى حد من نشاطاته ودراساته وإشرافه على الرسائل الجامعية ، وتعرضه لأكثر من مرة للجلطات والمعاناة الطويلة المريرة ، ولم تطل فترة التعب ولم يستسلم الثائر ولم يخضع الجبين ولم يهن ولم يتراجع ، وتحامل على نفسه وهو فى أشد مرضه ولم يترك مقعد المعلم والمربى والباحث والمدرس ، فقد كان مدرسة التنوير والحرية والتقدم والحضارة ،أحب مصر حبا جما .
فى هذا العهد الجديد الذى إنطلقنا إنطلاقاتنا الكبرى فى كافة ا لميادين ، سياسية وأقتصادية وإجتماعية وثقافية ، كان طبيعيا أن تمتلأ صدورنا بالآمال الجسيمة ، وأن نبتدىء فى التجاوز بتفكيرنا من المجال المحلى الضيق إلى المجال العالمى الرحيب وفى الميدان الثقافى خاصة تركز هذا الطموح الجديد على سؤال هام : كيف نستطيع أن نكتسب لأدبنا صفة عالمية شاملة ؟؟
هذا نزوع مشروع وهو فى حد ذاته يبشر بالخير لكنى رأيت كثيرين يلتمسون إليه مسلكا خاطئا حين يهيبون بالأديب العربى المعاصر ان يضع هدف العالمية نصب عينيه وألايقتصر فى اهتمامه وتعبيره عن المشاغل ( المحلية المحددة ) بل يتناول ما يسمونه بالآمال الإنسانية العريضة وأن تتسع روحه حتى تتميز بما يسمونه ( الإنسانية الشاملة )وأن يدخل ما يسمونه ( التسابق الثقافى الدولى ) هذا فى إعتقادى مسلك ضار لأنه إن تحقق فلن يؤدى إلى ما يهدف من ( إنسانية شاملة ) بل سيفقد أدبنا العربى الجديد أى قيمة حقيقية ترجى له بين آداب العالم ، فالأديب الذى يحاول أن يجعل أدبه بهذه (السعة ) لن يحقق السعة التى ينشدها بل كل ما يحققه هو الضحالة والميوعة والسطحية ، أما الطريقة الوحيدة إلى إكتساب صفة العالمية فهى إتقان القومية لأن الطريقة الوحيدة للنفاذ إلى المشاعر والمخاوف والآمال البشرية المشتركة بين كل الأجناس والأمم فى أدب ناضج ذى قيمة عالية ،هى أن يقصر الأديب نفسه على ما يعرفه معرفة شخصية ويخبره خبرة مباشرة من آلام أمة بعينها وآمالها ومن مناظر طبيعية بعينها وخصائصها ومن شخصيات قوم معينين وأمزجتهم ونفسياتهم 0فإن أتقن استخلاصها وتعمق تحليلها وأجاد عرضها فإنه سيتعمق فى محليتها ، حتى يصل إلى الجذور الأساسية المشتركة بين جميع بنى البشر على إختلاف أجناسهم وأحوالهم، فالأدب والفن جميعه لا يعنى الكليات بل بالجزئيات المفصلة ولا يعنى بالعموميات بل بالخصوصيات ولايعنى بالتجريدات بل بالماصدقات ، أما الذى بالكليات والعموميات والتجريدات فالفلسفة وأقصى إهتمام الأدب بها أن يستخلصها من الدراسة الدقيقة والخبرة الشخصية الحية للأمثلة التحقيقية المعينة، والدليل على صحة دعواى هذه تجده فى أى أثر أدبى عالمى مشهور ، من قصيدة أو دراما أو قصة فستجد أن منشئها لم يحاول أول ما حاول أن يعبر عن (آلام الإنسانية وآمالها ) ولم يهدف إلى ( إنسانية عريضة شاملة ) ولو وضع نصب عينيه مثل هذا الهدف الغامض المشتت ، لما أنتج تحفة عالمية خالدة ,لما أنتج سوى بديهيات فئة، وشعارات مائعة ،وملا حظات سطحية تافهة، وإنما وضع نصب عينيه أن يصور مشاعر قوم معينين فى بيئة خاصة فى زمن محدد من أزمان التاريخ فى ظروف سياسية أو إقتصادية أو فكرية معينة يتأثرون بها ويرضون عنها أو يرضخون لها أو يثورون عليها ، لكنه لم يكتف بتقييد السطحيات من الأمور المحلية ولو أكتفى بهذا لكان أدبه ( محليا ) بالمعنى الردىء للكلمة أى أدب مقصور أهميته على بيئته وعصره المحدودين بل كان لهذا ا لأديب من نفاذ الذهن وتعمق البصيرة ودقة الإحساس ما مكنه من أن يتغلغل إلى الأعماق ، فلما تغلغل وصل ،_ دون أن يقصد هذا فى المحل الأول_ إلى استخلاص الحقائق الإنسانية الخالدة التى يشترك فيها جميع البشر على إختلاف أممهم وبيئاتهم من صينيين وأمريكيين وبريطانيين وعرب وإغريق ومكسكيين ...إلى آخر أجناسهم وظروفهم .
الوصول إلى الصفة العالمية لا يكون إذن بالإتساع الأفقى بل يكون بالتغلغل الرأسى ، فالذى يجعل الأديب أديبا محليا قاصرا أو يجعله أديبا عالميا شاملا ليس تناوله للأمور المحلية أو تناوله للحقائق العا لمية بل هو مقدار نفاذه وتغلغله فى فهم الطبيعة البشرية ، ولن يستطيع أديب أن يحلل ( الطبيعة البشرية ) مجردة من أوضاع المجتمع وظروف الزمان والمكان ، فهى إنما هى تصور كلى تجريدى ينتزعه الذهن فى تفكيره الفلسفى من آلا ف الماصدقات ، أما الأديب كأديب فوسيلته الوحيدة إلى فهمها هى أن يعنى بتفهم ذلك الفريق من البشرية الذى يعرفه معرفة شخصية مباشرة وهو فى أغلب الأحيان، قومه ، هذه طريقته الواحدة للوصول إلى الحقيقة الكلية الشاملة أو القيمة العامة الخالدة .
هذه المقالات هى أهم منجزاته وآرائه وزبدة أفكاره ، قد نختلف وقد نتفق معها ، لكنها تبقى تراثا خالدا وأدبا رفيعا وفكرا ناضجا وثورة تقدمية ودفعة حضارية وإعلاء شأن العقل والسعى لإقامة مجتمع إنسانى متحضر برجاله ونسائه ، واللحاق بركب التقدم والرفاهية والعلم والثقافة والحرية .
هذه المقالات العزيزة على نفسى والقريبة من روحى وعقلى ووجدانى. أنشرها ولأول مرة فى مصر .
هناك حقائق كثيرة لانحب نحن الناطقين بالعربية أن نلتفت إليها ، لأنها حقائق كريهة أليمة ، فنحن ننزعج إذ حاول واحد منا أن يذكرنا بها ، ونتبرم بهذا المذكر بل نكرهه أشد كرهه ، ولكن لاترجى لنا نهضة ولا رقى إلا إذا كان من بيننا جماعة لايعبأون بما يثيره فينا من إنزعاج أو كره ، ولايفتأون ينبهوننا إلى هذه النقائص فينا حتى نبدأ فى إصلاحها ، وما أجدرنا أن نتذكر حين يؤلمنا هؤلاء وحين نضيق بهم ذرعا أنهم هم الذين يحبوننا حقا ، وهم الذبن يودون حقا إعادتنا إلى سابق مجدنا أنا لا أحاول أن أقول إننا يجب أن لا نألم إذا سمعناهم يلحون فى إنتقادنا ، فشىء طبيعى أن يألم كل إنسان حين يذكر له نقصه ، ولكنى أريد أن أقول إنه يجب أن نتمالك غيظنا وسخطنا ، وألا نصيب هؤلاء المصلحين ، بالأذى القولى والمادى ، ثم لاندرك خطأنا ولانتبين حرصهم الصادق على ما فيه خيرنا إلا بعد موتهم ، فننصب لهم التماثيل الصماء ونقيم لهم حفلات الذكرى ونتحسر على ما قدمنا لهم من إساءة ، ولات حين ندم .
فى الشهر الماضى ألقيت محاضرة بدار الثقافة ، أسميتها (الثقافة العربية بين المقلدين والمجددين) .وضمنتها إحدى هذه الحقائق المؤلمة ، وهى أن ثقافتنا المعاصرة على غاية من الفقر 0وذكرت لهذا الثقافى الشديد سببين جوهريين .أولهما أننا أهملنا تراثنا من الثقافة العربية ، فلم نعد ندرسه ، ولم نعد نهتم به حقا ، إنما اكتفينا بالتشدق بهذا التراث ،والتغنى بما كان لأجدادنا من ثقافة ، دون أن نعرف من هذه الثقافة شيئا 0والسبب الثانى أننا لم نطلع من ثقافة الغرب إلا على أحطها واتفهها ، وأشدها مياعة وهزالا ، ولم ندرس ما للغرب من ثقافة حقة متينة ، علمية وأدبية .
أنا أعجب أشد العجب ، كيف يستطيع إنسان أن ينكر هذه الحقيقة ، أن ينكر أننا جهلاء شديدو الجهل ، جهلاء بثقافة الغرب الصحيحة ، جهلاء بالثقافة العربية البديعة .
وفى النهاية يسخر معالى المستشار ما جئنا به لم يسبقنا إليه أحدا من العلمين ، وبدليل من القرآن الكريم الذى استخرجنا منه علم القصة ، ولم يعلق ولم يشرح ، ولم يرفض ولم يشكر ، وكانت السخرية 0اليس مناقضا لنفسه ولحرية فكره ، كما قدم لنا هذه الدراسة الممتعة ، الم يعرف أن الجديد فى الفكر يقابل بمثلما اقابل به ، واذهب انتقد القصة القصيرة والقصيرة جدا ، التى تتكون من سطر ، أو تكتب بغير أسس ولا قواعد وغيره ، وعندما نريد ضبطها يسخر منا 0
وإليك علم القصة بإختصار:
الأسس:
البداية - الابتلاء - الزلة - العقدة - الانفراجة - التعرف - النهاية
الأصول :
الأحداث - اللغة - الفكر - الفكرة
المكونات :
الشخصيات - المكان - الزمان - المؤثرات الصوتية
المعايير:
الصراع - الحبكة - التغير- التحول - الإثارة والتشويق - الحاجة العظيمة - الهدف النبيل -الإتقان - الصدق
القواعد :
الاحتمال والحتمى - السبب والنتيجة - الحاجة والوسيلة -الهدف والعمل - التعقيد والحل - السؤال والجواب - الحادثة والحدث
القواعد :[/COLOR]
ما - لماذا - كيف - متى - اين
الشروط :
التضرع لله - ذكر الأنبياء - تقرير رأى عام - تأصيل حقيقة عامة -
الأهداف :
السلامة النفسية - الامتاع والتسرية - العظة والعبرة - التعلم
[COLOR="Red"]
وذلك من قصص القرآن
تعليق