[align=center] لا تثأروا من صرختي إني خلقت محاربةْ
وخلقت أنثى من رياحْ
هذا المساء يعيدني
نجم المدائنْ
تلك المدائن جمرة في قلبها سكنى الرماحْ
الموت يشهد للرؤوس وللجماجمْ
الموت قديس يقاوم
نجلاء الرسول شاعرة وفنانة تشكيلية ------------ العالية نجلاء تحية عاطرة لقلبك الشاعر وحروفك العالية سعدت بقراءة القصيدة وسعدت بقراءة قراءات الأساتذة الكرام حول القصيدة لقد تعلمت الكثير أجمل ما فى هذا الملتقى صبر رواده على العمل الأدبى ومحاولة إعطائه حقه وعدم الركون للجمل القصيرة المجاملة والمعبرة عن مودتها للعمل أو لصاحبه وهذا خير ولكن الأفضل الانشغال بالنص نصك قصيدة ولوحة فلا يخلو مقطع من صورة جزئية تشارك مع باقى المقاطع فى إعطاء رؤية كلية للنص لهذا فأنا رأيت أنثى الرياح تماما كما قراتها والقصيدة منقسمة لثلاثة مقاطع رئيسة أو ريسية أيهما أصوب المقطع الأول مهتم بتصوير أنثى ملتحمة بالرياح أو متفاعلة معها أومواجهة لها وفى هذا المقطع الذى يأخذ دور المقدمة تعريف بمسيرة الأنثى وعطاءاتها والعقبات والمرائر التى تواجهها : كالأرض متعبة ... كبائعة تجولُ
كالريحِ تقسم حبها بين الفصولْ
مازلت أرقب في براءة طلِّها عين الصغير ودمعتين
البحر موجٌ في كؤوس الساخطين
والقلب يعصرني غديراً
الحب يرسمني الصباح
وهنا الأنثى تتحدث عن نفسها ففى السطر الأول ضميرالأنا المنفصل محذوف كالأرض متعبة فتقدير الكلام : أنا متعبة كالأرض وحذف الضمير للدلالة على عطاء الأنثى دون انتظار مقابل ودون رغبة فى ذكرها صراحة وفى هذا تأكيد على رغبة المجتمع العربى - ذكورا وإناثا - على إخفاء وستر الأنثى حتى فى الضمائر ومع تغير الفصول واختلافها وتنوعها ورما تضادها تجتهد الأنثى فى تقسيم حبها بين هذه الفصول الحب بضم الحاء من المودة أو الحب بفتح الحاء منالحبوب والخصب والنماء والمقطع الثانى من القصيدة يقدم لنا صورة مأساوية لوضع الأنثى فى النص / الحياة وأنها تقابل بعكس ما تعطيه فكأنها تجد جزاء سنمار كما يقال : لا تثأروا من صرختي إني خلقت محاربةْ
وخلقت أنثى من رياحْ
هذا المساء يعيدني
نجم المدائنْ
تلك المدائن جمرة في قلبها سكنى الرماحْ
الموت يشهد للرؤوس وللجماجمْ
الموت قديس يقاوم
فهى تطلب وترجو عد الثأر من صرختها هذه الصرخةالتى كان الواقع هو السبب فيها وهذه الصرخة هى التعبير الأدق عن معاناة الأنثى فى مجتمع يقول عن الحرية عكس ما يفعل من الاستبداد والوأد ولا تخلو الصرخة من حلم هذا المساء يعيدنى نجم المدائن وسرعان ما تعود الشاعرة إلى الحقيقة المفزعة : تلك المدائن جمرة سكنى الرماح فالمدن بالنسبة لأنثى معاصرة جمرة كلتهبة كيف نقبض عليه وكيف تعيش فيها وكيف تتوائم معها وكل سكان المدينة عبارة عن رماح لا توجد إلا صورة الموت والفقد والشهادة وهو ما تصوره الشاعرة ببراعة فى كلمات قليلة مكثفة ومصورة أما المقطع الثالث من القصيدة فهو هذا السطر الشعرى : العيد يبدل أغنياتي بالنواحْ فالشاعرة نجلاء فى تعبيرها وصرختها عن انثى الرياح لا تفتقد الأمل الذى يمثله العيد ولكن هذا العيد الأمل جاء مخيبا للرجاء فحتى العيد يبد أغنيات الشاعر بالنواح والتعبير بالفعل المضارع يبدل دال على مأساوية تجدد وتكرار تبديل الفرح بالحزن والسعادة بالألم وهذا ما لا يعطيه الفعل الماضى بدل الذى سيدل على حدوث التبدل فى الزمن الماضى كل ما تعيشه الأنثى من مرارة وألم يعيشه الرجل حتى وهو يضحك مفتخرا برجولته وفحولته الجوفاء لا سعادة حقيقة للرجل / الطفل دون سعادة حقيقة للأنثى / الحبيبة تقدير ومودة للشاعرة المبدعة نجلاء محمود الأزهرى مصر
[/align]
:emot129:محبتى وتقديرى
محمود الأزهرى
تكاد يدى تندى إذا ما لمستها
وينبت فى أطرافها الورق الخضر
تعليق