انتهيت

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جوتيار تمر
    شاعر وناقد
    • 24-06-2007
    • 1374

    انتهيت

    [align=right]انتهيت

    حين انتهيت..
    كانت حقول النرجس تعبق
    بطيب روائحها..
    والينابيع ترفل بالأماني
    لثلوج لاحت لها في الأفق ،
    والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
    كي تقتل رائحة العفن التي لا تغادرها
    كانت الطرقات تائهة ...
    تبحث فزعة عن ذاتها ،
    وتستجمع غبارها المتناثر لتدسها
    في جراحها..عله يدمل بعضها
    حين انتيهت...
    كانت هي تتأمل انبعاثي..
    والسماء كانت تزداد غيماً..!


    11-1-2007[/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة جوتيار تمر; الساعة 11-08-2007, 15:26. سبب آخر: تحرير
  • راضية العرفاوي
    عضو أساسي
    • 11-08-2007
    • 783

    #2


    هذا الإنتهاء بين مكانين أوّله طيب ونرجس
    وثانيه جرح وأرصفة..
    هذا الإنبعاث تحت سقف الغيوم العاتمة
    يوم ما سيحرق كلّ الستائر الحالكة التي حجبت رموش الشمس ..


    الرائع دائما جوتيار
    ليبارك الرب نبض مدادك
    ورد وتقدير


    [font=Simplified Arabic][color=#0033CC]
    [size=4]الياسمينة بقيت بيضاء لأن الياسمينة لم تنحنِ
    فالذي لاينحني لايتلوّث
    والذي لايتلوّن تنحني أمامه كل الأشياء
    [size=3]عمر الفرا[/size][/size]
    [/color][/font]

    تعليق

    • عبلة محمد زقزوق
      أديب وكاتب
      • 16-05-2007
      • 1819

      #3
      رائع حد الزهول لجمال المعنى الذي تعايشت وحرفه كأنه يسكنني
      حين ظننت النهاية والدخول في دهاليز الظلام كان الأمل موجودا يبحث عن بعض الأشعة ليقتل هذا العفن الكامن بين صفحات هذا الحاضر والحقول تعبق بطيب الروائح من جميل الذكريات على ينابيع ما زالت ترفل بالأماني فالثلوج هنا كالضوء وبارقة الأمل التي تلوح من بعيد لقدوم ملائكة من السماء كفرسان من تحت سنابك خيلهم ينثر العفار فتلم شقوق الجراح من عفار حوافر خيلهم ليسري في عروقها جديد الأمل فتتأمل أنبعاثك وما كنت لها إلا روح متجددة تبحث دوما عن الخلاص وتسعى لتجديد تلك الحياة.
      كانت حقول النرجس تعبق
      بطيب روائحها..
      والينابيع ترفل بالأماني
      لثلوج لاحت لها في الأفق ،
      والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
      ثم كانت بدايتها للبحث عن ذاتها ولم جراحها
      والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
      كي تقتل رائحة العفن التي لا تغادرها
      كانت الطرقات تائهة ...
      تبحث فزعة عن ذاتها ،
      وتستجمع غبارها المتناثر لتدسها
      في جراحها..عله يدمل بعضها

      ولأنك روح الحياة فيها والمتجدد والباحث عن الخلاص فالسماء تشارك بغيماتها لتؤكد على صدق أنبعاث جديد الحياة بين طيات سفوحها وعميق ترابها بهطول الأمطار لكسح عفن الماضي وكساء طرقاتها بجميل ونظيف طيب عطرها.
      كانت هي تتأمل انبعاثي..
      والسماء كانت تزداد غيماً..!

      بارك الله فيك وفي تلك الروح الشفافة ومجد الله الحرف الذي سطر وتمنى زوال الهم والغم عن هذا الوطن
      لقد جاء نبض حرفك أقوى من تفسيري فتقبل أسفي لو أنحرف تفسيري عن معنى القصيد...
      مع فائق الشكر لرائعتك أخينا الفاضل جوتيار تمر
      مبدع أنت دائما

      تعليق

      • مريم محمود العلي
        أديب وكاتب
        • 16-05-2007
        • 594

        #4
        [align=center]فعلا رائعة
        نص حلق بنا في عالمين متناقضين لكنهما ممتزجان
        في ذواتنا
        جوتيمار
        دمت رائعا ومتألقا في عالم الابداع
        كل الشكر والتقديرلك
        تحياتي
        [/align]

        تعليق

        • د. جمال مرسي
          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
          • 16-05-2007
          • 4938

          #5
          حين انتيهت...
          كانت هي تتأمل انبعاثي..
          والسماء كانت تزداد غيماً..!


          الرائع جو
          اعتذار كبير أولا عن تأخري في معانقة هذه الرائعة الجديدة لك
          أنت شاعر يكتب أحاسيسه بعمق فيأخذ قارءه لعالمه الخاص
          تحياتي لك
          و التثبيت أقل ما يجب

          محبتي و تقديري
          sigpic

          تعليق

          • عبدالله حسين كراز
            أديب وكاتب
            • 24-05-2007
            • 584

            #6
            الغالي/ جوتيار تمر

            إليك قراءة تحوم في فضاء نصك الأسمى


            [align=center]اشتباكات الشكل و المفردة والدلالة: قراءة تفكيكية[/align]

            [align=center]"انتهيت"[/align]

            [align=right]وبهذه المفردة يضع الشاعر دلالة على نهاية شيء قد بدأه وتجربة ذاتية خاضها وتجلت معالمها ونتائجها أو إرهاصاتها التي سيأتي النص بتفاصيلها، فشكلياً و تفكيكياً، أتت اللفظة معبرة عن مضمون البداية كمعاكس موضوعي للنهاية التي خلص إليها.
            وما يأتي يكثف من طبيعة التجربة باجترار صور أو تصويرات مباشرة ولكنها تحمل مدلولات ذات قيمة معنوية توحي بقدرة الشاعر على التعبير بأقل الألفاظ للبوح بالكثير من الرؤى والأفكار. فمثلاً، نقرأ:
            كانت حقول النرجس تعبق
            بطيب روائحها..
            من هذه الزاوية لبداية اللوحة المتفجرة بعد الانتهاء يستحضر الشاعر حقول النرجس وليس حقلاً واحداً لأن الرؤية لديه معمولة في أكثر من مكان له أثره في ذات الشاعر جرّاء تلك التجربة الشعورية، واستحضار النرجس كنبات وردي له أيضاً قيمته الدلالية والمتمثلة في اللون الأصفر المحبّب والشكل الواقف كالسنابل الخضراء والمعنى الدال على الجمال والتباهي والتأمل و التغزل، وخاصةً أنها تطيّبها روائح ممزوجة من الورد المكدّس في التجربة الشعورية وطقوسها وإرهاصاتها، وهنا تتمثل صورة جمالية وحسية في حاسة الشم، لما لها من أثر طيب على المزاج الإنساني وذائقته الروحية والذهنية، وهو ما يرتاح إليه وله الشاعر في ذاته التي انتهت توّاً من تجربة يبدو أنها مكثفة و قصيرة الأمد و تأتي كالبرقية المشفوعة بالروائح المعطرة.
            ثم تداعى صور تشتبك مع الأولى و كأنها تخرج من رحم الطبيعة التي أنجبت الصور نفسها الأولى لتحيلنا إلى مجموعة أخرى طبيعةٍ أكثر اشتعالاً وتتمثل في الينابيع التي تعج بأماني الشاعر أو قناعه، ما يبعث على رسم صورة تفاؤلية ومتأملة في نجاح التجربة وتحقيق مرادها لدى الذات الشاعرة، والتي يبدو أنها آثرت أن تلبس الحلة الرومانسية ذاتها التي ارتداها رواد الرومانسية عرباً و عجماً، والتي بدورها أيضاً تشتغل على تقنية الشخصنة أو التشخيص لأشياء جامدة أو جماد وتجعلها تتحرك وتتأنسن على ما فيها من دلالات جمالية، وعلى بديع الخالق أيضاً وبطريقة تأملية ترقى لخطاب النص الصوفي:
            والينابيع ترفل بالأماني
            لثلوج لاحت لها في الأفق ،
            ثم تأخذنا العين الشاعرة إلى بؤر جمالية – هكذا يريد الشاعر – نحسبها تضيف معنى أعمق وتعزز ما ذهبت إليه الصور السابقة، حيث الأزقة تحولت إلى شخص يبحث عن ذاته التي يبدو تائهة في أروقة الأزقة ذاتها – أو أروقة النص المتفرعة من بديع التعبير وخيال الشاعر الأكثر نضجاً، خاصةً وأنها تبحث ‘ن "أشعةٍ" تحتوي بلسماً سحرياً واستشفائياً مما اعترى الأزقة من عبث العابثين و التائهين:
            والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
            كي تقتل رائحة العفن التي لا تغادرها
            هنا تكمن قسوة التعامل مع ما يعكر صفو الذات الشاعرة بتوظيف لفظة "تقتل"، بدل تمحو أو تطهر أو تبدد، ما يدل على عنف مستحسن مع أعداء الطبيعة وجمالها و أشيائها.
            ثم ننتقل تحت مجهر النص التعبيري إلى متاهات أخرى ولكنها هذه المرة نراها تبحث عن "ذاتها" التي هي أيضاً تائهة في مكان آخر، وهذا التصوير يعني إزاحة الصور الأولى باستحضار صور جديدة موظفة بما يخدم فكرة النص و أغراضه:
            كانت الطرقات تائهة ...
            تبحث فزعة عن ذاتها ،
            وتستجمع غبارها المتناثر لتدسها
            في جراحها..عله يدمل بعضها –
            وهنا تقابلنا في اللوحة ذاتها صورة الجراح التي يجب أن يعالجها الشاعر قبل "الطبيب،" وهي هنا تحمل دلالةً على الاستشفاء الذاتي والتخلص من معاناة تجربة فيها قفزات وهفوات، فيها نجاح وإخفاق:
            حين انتيهت...
            كانت هي تتأمل انبعاثي..
            والسماء كانت تزداد غيماً..!
            على ما تحمله صورة الغيمات المسافرة في السماء من معنى قرب تحقيق الغاية والهدف في إعادة روح التفاؤل للذات الشاعرة بعد ما اعتراها من تبدل أو تحوّل بفعل العفن والغبار و الجراح والتيه أو الضياع، الذي يمكن أن يكون ضياعاً نفسياً أو معنوياً أو روحياً وليس فقط بالجسد. وهي أيضاً تمنح النص جمالاً وصفياً حيث الغيم رمز أسطوري يبشر بالخير و إعادة البعث و الإحياء...
            [/align]

            تحياتي يا سيد النرجس البري

            د. عبدالله حسين كراز
            أستاذ الأدب الإنجليزي الحديث والنقد المقارن المساعد
            دكتور عبدالله حسين كراز

            تعليق

            • جوتيار تمر
              شاعر وناقد
              • 24-06-2007
              • 1374

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة راضية العرفاوي مشاهدة المشاركة


              هذا الإنتهاء بين مكانين أوّله طيب ونرجس
              وثانيه جرح وأرصفة..
              هذا الإنبعاث تحت سقف الغيوم العاتمة
              يوم ما سيحرق كلّ الستائر الحالكة التي حجبت رموش الشمس ..


              الرائع دائما جوتيار
              ليبارك الرب نبض مدادك
              ورد وتقدير



              [align=center]العزيزة راضية..
              الانبعاث الميتافيزيقي سيطر لفرتة طويلة على التفكير الانساني..
              فهل كل انبعاث لابد وان يكون ضمن اطاره...؟

              هنا يوقفني السؤال..
              فاستحيل جمر

              لك محبتي وتقديري
              جوتيار[/align]

              تعليق

              • جوتيار تمر
                شاعر وناقد
                • 24-06-2007
                • 1374

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
                رائع حد الزهول لجمال المعنى الذي تعايشت وحرفه كأنه يسكنني
                حين ظننت النهاية والدخول في دهاليز الظلام كان الأمل موجودا يبحث عن بعض الأشعة ليقتل هذا العفن الكامن بين صفحات هذا الحاضر والحقول تعبق بطيب الروائح من جميل الذكريات على ينابيع ما زالت ترفل بالأماني فالثلوج هنا كالضوء وبارقة الأمل التي تلوح من بعيد لقدوم ملائكة من السماء كفرسان من تحت سنابك خيلهم ينثر العفار فتلم شقوق الجراح من عفار حوافر خيلهم ليسري في عروقها جديد الأمل فتتأمل أنبعاثك وما كنت لها إلا روح متجددة تبحث دوما عن الخلاص وتسعى لتجديد تلك الحياة.
                كانت حقول النرجس تعبق
                بطيب روائحها..
                والينابيع ترفل بالأماني
                لثلوج لاحت لها في الأفق ،
                والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
                ثم كانت بدايتها للبحث عن ذاتها ولم جراحها
                والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
                كي تقتل رائحة العفن التي لا تغادرها
                كانت الطرقات تائهة ...
                تبحث فزعة عن ذاتها ،
                وتستجمع غبارها المتناثر لتدسها
                في جراحها..عله يدمل بعضها

                ولأنك روح الحياة فيها والمتجدد والباحث عن الخلاص فالسماء تشارك بغيماتها لتؤكد على صدق أنبعاث جديد الحياة بين طيات سفوحها وعميق ترابها بهطول الأمطار لكسح عفن الماضي وكساء طرقاتها بجميل ونظيف طيب عطرها.
                كانت هي تتأمل انبعاثي..
                والسماء كانت تزداد غيماً..!

                بارك الله فيك وفي تلك الروح الشفافة ومجد الله الحرف الذي سطر وتمنى زوال الهم والغم عن هذا الوطن
                لقد جاء نبض حرفك أقوى من تفسيري فتقبل أسفي لو أنحرف تفسيري عن معنى القصيد...
                مع فائق الشكر لرائعتك أخينا الفاضل جوتيار تمر
                مبدع أنت دائما
                [align=center]

                العزيزة عبلة......
                تعلمين معزتك..ومرورك دائما يضيف..الى النص رؤية اخرى من منظور ثابت ايماني بحت..
                وربما هذا ما افتقده انا في ردودي..ولاانكر ان يارغب لكن احيانا الحرف يخذلني..
                قرأة جميلة ورؤية عميقة والمام بماهية الحرف ومكنوناته

                لك مني كل المحبة والتقدير
                جوتيار[/align]

                تعليق

                • جوتيار تمر
                  شاعر وناقد
                  • 24-06-2007
                  • 1374

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
                  [align=center]فعلا رائعة
                  نص حلق بنا في عالمين متناقضين لكنهما ممتزجان
                  في ذواتنا
                  جوتيمار
                  دمت رائعا ومتألقا في عالم الابداع
                  كل الشكر والتقديرلك
                  تحياتي
                  [/align]
                  [align=center]

                  العزيزة مريم..
                  قرأة متأنية..ورؤية عميقة..ومرور هادئ...
                  شكرا لحضورك البهي
                  شكرا لمروك الكريم
                  دمت بخير
                  محبتي لك
                  جوتيار[/align]

                  تعليق

                  • جوتيار تمر
                    شاعر وناقد
                    • 24-06-2007
                    • 1374

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                    حين انتيهت...
                    كانت هي تتأمل انبعاثي..
                    والسماء كانت تزداد غيماً..!


                    الرائع جو
                    اعتذار كبير أولا عن تأخري في معانقة هذه الرائعة الجديدة لك
                    أنت شاعر يكتب أحاسيسه بعمق فيأخذ قارءه لعالمه الخاص
                    تحياتي لك
                    و التثبيت أقل ما يجب

                    محبتي و تقديري
                    [align=center]
                    دكتور جمال الرائع...
                    المهم انك حاضر..
                    شكرا لك كلماتك الرقيقة بحقي..
                    وشكرا لمرورك الكريم..
                    وقراتك المتأنية

                    وشكرا للتثبيت

                    محبتي لك
                    جوتيار[/align]

                    تعليق

                    • جوتيار تمر
                      شاعر وناقد
                      • 24-06-2007
                      • 1374

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
                      الغالي/ جوتيار تمر

                      إليك قراءة تحوم في فضاء نصك الأسمى


                      [align=center]اشتباكات الشكل و المفردة والدلالة: قراءة تفكيكية[/align]

                      [align=center]"انتهيت"[/align]

                      [align=right]وبهذه المفردة يضع الشاعر دلالة على نهاية شيء قد بدأه وتجربة ذاتية خاضها وتجلت معالمها ونتائجها أو إرهاصاتها التي سيأتي النص بتفاصيلها، فشكلياً و تفكيكياً، أتت اللفظة معبرة عن مضمون البداية كمعاكس موضوعي للنهاية التي خلص إليها.
                      وما يأتي يكثف من طبيعة التجربة باجترار صور أو تصويرات مباشرة ولكنها تحمل مدلولات ذات قيمة معنوية توحي بقدرة الشاعر على التعبير بأقل الألفاظ للبوح بالكثير من الرؤى والأفكار. فمثلاً، نقرأ:
                      كانت حقول النرجس تعبق
                      بطيب روائحها..
                      من هذه الزاوية لبداية اللوحة المتفجرة بعد الانتهاء يستحضر الشاعر حقول النرجس وليس حقلاً واحداً لأن الرؤية لديه معمولة في أكثر من مكان له أثره في ذات الشاعر جرّاء تلك التجربة الشعورية، واستحضار النرجس كنبات وردي له أيضاً قيمته الدلالية والمتمثلة في اللون الأصفر المحبّب والشكل الواقف كالسنابل الخضراء والمعنى الدال على الجمال والتباهي والتأمل و التغزل، وخاصةً أنها تطيّبها روائح ممزوجة من الورد المكدّس في التجربة الشعورية وطقوسها وإرهاصاتها، وهنا تتمثل صورة جمالية وحسية في حاسة الشم، لما لها من أثر طيب على المزاج الإنساني وذائقته الروحية والذهنية، وهو ما يرتاح إليه وله الشاعر في ذاته التي انتهت توّاً من تجربة يبدو أنها مكثفة و قصيرة الأمد و تأتي كالبرقية المشفوعة بالروائح المعطرة.
                      ثم تداعى صور تشتبك مع الأولى و كأنها تخرج من رحم الطبيعة التي أنجبت الصور نفسها الأولى لتحيلنا إلى مجموعة أخرى طبيعةٍ أكثر اشتعالاً وتتمثل في الينابيع التي تعج بأماني الشاعر أو قناعه، ما يبعث على رسم صورة تفاؤلية ومتأملة في نجاح التجربة وتحقيق مرادها لدى الذات الشاعرة، والتي يبدو أنها آثرت أن تلبس الحلة الرومانسية ذاتها التي ارتداها رواد الرومانسية عرباً و عجماً، والتي بدورها أيضاً تشتغل على تقنية الشخصنة أو التشخيص لأشياء جامدة أو جماد وتجعلها تتحرك وتتأنسن على ما فيها من دلالات جمالية، وعلى بديع الخالق أيضاً وبطريقة تأملية ترقى لخطاب النص الصوفي:
                      والينابيع ترفل بالأماني
                      لثلوج لاحت لها في الأفق ،
                      ثم تأخذنا العين الشاعرة إلى بؤر جمالية – هكذا يريد الشاعر – نحسبها تضيف معنى أعمق وتعزز ما ذهبت إليه الصور السابقة، حيث الأزقة تحولت إلى شخص يبحث عن ذاته التي يبدو تائهة في أروقة الأزقة ذاتها – أو أروقة النص المتفرعة من بديع التعبير وخيال الشاعر الأكثر نضجاً، خاصةً وأنها تبحث ‘ن "أشعةٍ" تحتوي بلسماً سحرياً واستشفائياً مما اعترى الأزقة من عبث العابثين و التائهين:
                      والأزقة كانت تبحث عن بعض أشعةٍ
                      كي تقتل رائحة العفن التي لا تغادرها
                      هنا تكمن قسوة التعامل مع ما يعكر صفو الذات الشاعرة بتوظيف لفظة "تقتل"، بدل تمحو أو تطهر أو تبدد، ما يدل على عنف مستحسن مع أعداء الطبيعة وجمالها و أشيائها.
                      ثم ننتقل تحت مجهر النص التعبيري إلى متاهات أخرى ولكنها هذه المرة نراها تبحث عن "ذاتها" التي هي أيضاً تائهة في مكان آخر، وهذا التصوير يعني إزاحة الصور الأولى باستحضار صور جديدة موظفة بما يخدم فكرة النص و أغراضه:
                      كانت الطرقات تائهة ...
                      تبحث فزعة عن ذاتها ،
                      وتستجمع غبارها المتناثر لتدسها
                      في جراحها..عله يدمل بعضها –
                      وهنا تقابلنا في اللوحة ذاتها صورة الجراح التي يجب أن يعالجها الشاعر قبل "الطبيب،" وهي هنا تحمل دلالةً على الاستشفاء الذاتي والتخلص من معاناة تجربة فيها قفزات وهفوات، فيها نجاح وإخفاق:
                      حين انتيهت...
                      كانت هي تتأمل انبعاثي..
                      والسماء كانت تزداد غيماً..!
                      على ما تحمله صورة الغيمات المسافرة في السماء من معنى قرب تحقيق الغاية والهدف في إعادة روح التفاؤل للذات الشاعرة بعد ما اعتراها من تبدل أو تحوّل بفعل العفن والغبار و الجراح والتيه أو الضياع، الذي يمكن أن يكون ضياعاً نفسياً أو معنوياً أو روحياً وليس فقط بالجسد. وهي أيضاً تمنح النص جمالاً وصفياً حيث الغيم رمز أسطوري يبشر بالخير و إعادة البعث و الإحياء...
                      [/align]

                      تحياتي يا سيد النرجس البري

                      د. عبدالله حسين كراز
                      أستاذ الأدب الإنجليزي الحديث والنقد المقارن المساعد
                      [align=center]

                      دكتور الكراز..

                      قرأة لما وراء الحرف..وتفكيك اسطوري للكلمة..وانبعاث جديد للروح للقصيدة..الرؤية جاءت بالغة المعالم..وواضحة..والانصهار الروحي الوجداني بالعقلي كان موضع النص..وهنا جاءت قرأتك تغبر الاسبار..وتخرج المكنون وتفضح الاتي والمكتوم...اعجبتني الرؤية جدا..واعجبتني القرأة هذه وكأني بك تعايشت النص ومن ثم كتبت وكأني بك تقمصت الشاعر فكتبت..وكأني بك رائع يوم خلقت..بل انك لكذلك.

                      دمت بخير
                      تقبل خالص مودتي واحترامي
                      جوتيار[/align]

                      تعليق

                      • عادل العاني
                        مستشار
                        • 17-05-2007
                        • 1465

                        #12
                        جو

                        وأنا أراك لم تنته ...

                        بل هي البداية المشرقة.


                        تقبل تحياتي وتقديري

                        تعليق

                        • رشيدة فقري
                          عضو الملتقى
                          • 04-06-2007
                          • 2489

                          #13
                          الغالي جو تيار تمر
                          حين دخلت حقولك العبقة
                          باريج النرجس البري مع بداية النص
                          تهيات للحظات من السكينة والدعة
                          ولكن يا عزيزي ما كدت اغوص فيه
                          حتى وجدتني اتقلب بين مشاعر متناقضة
                          عرفت كيف تصفها بحنكة متمرس
                          ووجدتني اتوه في دروبك المعتمة
                          المس نزفك واتابع كل خفقك
                          واقول لله درك يا جوتيار انك مبدع
                          لك الود والتقدير
                          اختك رشيدة فقري
                          [url=http://www.almolltaqa.com/vb/showthread.php?t=1035][color=#008080]رسالة من امراة عادية الى رجل غير عادي[/color][/url]

                          [frame="6 80"][size=5][color=#800080]
                          عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتـي العَزائِـمُ
                          وَتأتـي علَى قَـدْرِ الكِرامِ المَكـارمُ
                          وَتَعْظُمُ فِي عَينِ الصّغيـرِ صغارُهـا
                          وَتَصْغُرُ فِي عَيـن العَظيمِ العَظائِـمُ[/color][/size][/frame]
                          [align=center]
                          [url=http://gh-m.in-goo.net/login.forum][size=5]جامعة المبدعين المغاربة[/size][/url][/align]
                          [URL="http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm"]http://mountadaal3acharah.4rumer.com/index.htm[/URL]

                          [url=http://www.racha34.piczo.com/?cr=2][COLOR="Purple"][SIZE="4"][SIZE="5"]موقعي[/SIZE][/SIZE][/COLOR][/url]

                          تعليق

                          • عبدالله مصالحة
                            • 09-07-2007
                            • 1

                            #14
                            [align=center]رائع اخي الفاضل جوتيار تمر

                            حين إنتهيت خلّفت رموز إبداع تنضح بزهو تعبيريّ ..,!

                            جلّ الود
                            [/align]

                            تعليق

                            • جوتيار تمر
                              شاعر وناقد
                              • 24-06-2007
                              • 1374

                              #15
                              المبدع العاني............
                              شكرا لك مرورك الكريم...وشكرا لكلماتك الرائعة دائما وابدا

                              محبتي لك
                              جوتيار

                              تعليق

                              يعمل...
                              X