كابوس...
أنهض من حلمي مهرولة علي شروق الشمس وهي ترسل أشعتها وتداعب عيوني بضوئها ...ألملم ما تبقي من ذكرياتى ...كنت أحلم ...لا بل كان كابوسا .. ياله من كابوس مرعب .. أتذكر ما كان يحمل ...وأنا صامتة ، غارقة في فكري .. يأتي صوت من بعيد ينادي: .منال ...منال ألتفت إلي الصوت الآتي: نعم يا أمي
:صبح الخير يا حبيبتي ما بكِ يا منال بماذا تفكرين ؟
:لاشيء يا أمي .. لا شىء
يلفنى الصمت ثانية : منال تقدمي يا حبيبتي .. أحضرت لكِ الإفطار . تعاود الأم : منال ...منال .
: نعم أمي
: ما بكِ يا صغيرتي .. ما أصابكِ ؟
: حلمت يا أمي حلما مخيفا
: لا عليكِ يا حبيبتي .. استعيذي با الله من الشيطان ...الحلم من الشيطان يا منال ..تقدمي وتناولي إفطارك لكي لا تتأخرى علي مواعيد المحاضرات .
: حاضر يا أمي .
أتناول إفطاري ، أقوم ارتداء ملابسي ، أتحرك للنزول : هل تأمرين بشىء يا أمي قبل أن أنزل ؟
: شكرا يا صغيرتي .. خذي بالك من نفسك حبيبتي ولا تتأخري .
:حاضر يا أمي .
أذهب ، أنزل إلي الشارع ، حيث محطة السيارات ، أقف بين حشد كبير من الناس الذين ينتظرون الأتوبيس .. أقف صامتة تائهة محدقة في الواقفين ، أنظر إلي ملامح وجوههم . كانت عيوني حائرة ..أبحث عن شىء مفقود ، أدقق النظر ..أحدق ...فجأة يخطف انتباهى شاب يظهر ، أنظر إليه وأبتسم .. الشاب غير منتبه لى ، ليته ينظر إلى .. مشغول بالسيارات المارة علي جانب الطريق ..
الحمد لله جاء الأتوبيس . ركبت ، جلست علي كرسي .. الكرسي الذي يجاورني خال ...يأتى صوت خافت ، يقول : لو سمحتِ.. ممكن أجلس بجوارك ؟
ألتفت إلي صاحب الصوت ، كان هو .... أحدق فيه ، يتلعثم لساني... أغتصب كلمة : تفضل تفضل. .
يجلس الشاب بجواري في صمت ...أحدث نفسي بصوت خافت : ليته يتكلم ، ينطق بأي عبارة يا الله .. يملأ المكان حولنا ضجيج الركاب ، من ضحكات وهمسات وصوت مذياع السيارة الذي كان عاليا ..
سوف أنزل المحطة القادمة .. إنه لم يتكلم . تقف السيارة . أترك الكرسي ، أترك قلبي ...قلبي يقتلع من بين ضلوعى مع السيارة ، وهي تعاود السير من جديد، تتلاش ، تغيب عن ناظرى وسط الزحام . أذهب إلي المحاضرة بوجه يمرح فيه الحزن.... ألوم نفسي علي أني لم أبادر أنا بالحديث مع الشاب . أجلس شاردة الذهن ..يدخل الدكتور ويلقي المحاضرة ، وأنا غارقة شاردة .. قلبي خطفه الشاب ، وذهب وراء دروب الغيب ....
يأتى صبح جديد علني أراه اليوم .....عندي أمل أني أراه ، و عندما أراه لن أضيع الفرصة في الحديث إليه ، التعرف عليه ؛ فأدقق النظر في الواقفين ، أرقب الآتين .. فلا يأتي ، وأردد بيأس : لن أره مرة ثانية ، أرددها وعيوني زائغة حائرة بين كل الوجوه .... تأتي السيارة وأذهب إلي الجامعة ... أنا تائه حائرة ...يمرأسوع و انا على تلك الحال... فقدت الأمل .. كان حلما سرعان ما تبخر ...أثناء حديثي مع نفسي وأنا أرتقب شاردة الذهن ، تقع عيني عليه ....يا الله لقد ظهر ثانية ، لن أضيع هذه الفرصة ثانية ... أنظر إليه وهو يعبر الطريق وتغمرني الفرحة ويترقص قلبي فرحاً وأبتسم.... وجهي يشع بحرارة فرحتي ....
أنظر وأرقب الشاب و قلبى يدق بعنف ..أثناء عبوره الطريق تأتي سيارة مسرعة فيحلق كطائر و يفرش الأرض دما.
" إيمان عامر "
أنهض من حلمي مهرولة علي شروق الشمس وهي ترسل أشعتها وتداعب عيوني بضوئها ...ألملم ما تبقي من ذكرياتى ...كنت أحلم ...لا بل كان كابوسا .. ياله من كابوس مرعب .. أتذكر ما كان يحمل ...وأنا صامتة ، غارقة في فكري .. يأتي صوت من بعيد ينادي: .منال ...منال ألتفت إلي الصوت الآتي: نعم يا أمي
:صبح الخير يا حبيبتي ما بكِ يا منال بماذا تفكرين ؟
:لاشيء يا أمي .. لا شىء
يلفنى الصمت ثانية : منال تقدمي يا حبيبتي .. أحضرت لكِ الإفطار . تعاود الأم : منال ...منال .
: نعم أمي
: ما بكِ يا صغيرتي .. ما أصابكِ ؟
: حلمت يا أمي حلما مخيفا
: لا عليكِ يا حبيبتي .. استعيذي با الله من الشيطان ...الحلم من الشيطان يا منال ..تقدمي وتناولي إفطارك لكي لا تتأخرى علي مواعيد المحاضرات .
: حاضر يا أمي .
أتناول إفطاري ، أقوم ارتداء ملابسي ، أتحرك للنزول : هل تأمرين بشىء يا أمي قبل أن أنزل ؟
: شكرا يا صغيرتي .. خذي بالك من نفسك حبيبتي ولا تتأخري .
:حاضر يا أمي .
أذهب ، أنزل إلي الشارع ، حيث محطة السيارات ، أقف بين حشد كبير من الناس الذين ينتظرون الأتوبيس .. أقف صامتة تائهة محدقة في الواقفين ، أنظر إلي ملامح وجوههم . كانت عيوني حائرة ..أبحث عن شىء مفقود ، أدقق النظر ..أحدق ...فجأة يخطف انتباهى شاب يظهر ، أنظر إليه وأبتسم .. الشاب غير منتبه لى ، ليته ينظر إلى .. مشغول بالسيارات المارة علي جانب الطريق ..
الحمد لله جاء الأتوبيس . ركبت ، جلست علي كرسي .. الكرسي الذي يجاورني خال ...يأتى صوت خافت ، يقول : لو سمحتِ.. ممكن أجلس بجوارك ؟
ألتفت إلي صاحب الصوت ، كان هو .... أحدق فيه ، يتلعثم لساني... أغتصب كلمة : تفضل تفضل. .
يجلس الشاب بجواري في صمت ...أحدث نفسي بصوت خافت : ليته يتكلم ، ينطق بأي عبارة يا الله .. يملأ المكان حولنا ضجيج الركاب ، من ضحكات وهمسات وصوت مذياع السيارة الذي كان عاليا ..
سوف أنزل المحطة القادمة .. إنه لم يتكلم . تقف السيارة . أترك الكرسي ، أترك قلبي ...قلبي يقتلع من بين ضلوعى مع السيارة ، وهي تعاود السير من جديد، تتلاش ، تغيب عن ناظرى وسط الزحام . أذهب إلي المحاضرة بوجه يمرح فيه الحزن.... ألوم نفسي علي أني لم أبادر أنا بالحديث مع الشاب . أجلس شاردة الذهن ..يدخل الدكتور ويلقي المحاضرة ، وأنا غارقة شاردة .. قلبي خطفه الشاب ، وذهب وراء دروب الغيب ....
يأتى صبح جديد علني أراه اليوم .....عندي أمل أني أراه ، و عندما أراه لن أضيع الفرصة في الحديث إليه ، التعرف عليه ؛ فأدقق النظر في الواقفين ، أرقب الآتين .. فلا يأتي ، وأردد بيأس : لن أره مرة ثانية ، أرددها وعيوني زائغة حائرة بين كل الوجوه .... تأتي السيارة وأذهب إلي الجامعة ... أنا تائه حائرة ...يمرأسوع و انا على تلك الحال... فقدت الأمل .. كان حلما سرعان ما تبخر ...أثناء حديثي مع نفسي وأنا أرتقب شاردة الذهن ، تقع عيني عليه ....يا الله لقد ظهر ثانية ، لن أضيع هذه الفرصة ثانية ... أنظر إليه وهو يعبر الطريق وتغمرني الفرحة ويترقص قلبي فرحاً وأبتسم.... وجهي يشع بحرارة فرحتي ....
أنظر وأرقب الشاب و قلبى يدق بعنف ..أثناء عبوره الطريق تأتي سيارة مسرعة فيحلق كطائر و يفرش الأرض دما.
" إيمان عامر "
تعليق