تتعرض مصر .. كما تتعرض كثير من الدول العربية والإسلامية .. إلى مؤامرات شتى ومحاولات مستميته لأحياء الحضارات القديمة .. بهدف جوهري ونهائى .. وهو طمس الهوية الإسلامية واحلال ذلك المسخ الحضارى محلها .. حتى تكون فى النهاية لقمة سائغة للصليبية والصهيونية .. وهذه المحاولات الإستعمارية والتى يتبناها العلمانيون العرب .. ليست حبا فى علي .. ولكن كراهية فى معاوية .. فليست نابعة من ايمان حقيقي بجدوى عملية الإحياء الحضاري المزعوم .. وإنما الهدف منها كما قلنا كراهية الإسلام .. الذى يعتبره العلمانيون العرب ارثا تاريخيا يجب التخلص منه شويه شويه .. أو على أحسن تقدير عند المنصفين منهم .. دين الله عندهم .. مجرد عمود من أعمدة الشخصية العربية والإسلامية .. عمود واحد لاغير يتساوى ( فى حالة مصر ) مع باقى الأعمدة الفرعونية والقبطية والشرق أوسطية والبحر متوسطية والعربية والأفريقية .. بل ربما يعتبره البعض منهم خازوقا حضاريا وليس عمودا !!
إن الحقيقة التى يجب أن يعيها الشعب المصري أن شخصية مصر الإسلامية ( كغيرها من الدول العربية والإسلامية ) .. مستهدفة بالفعل والأدلة على ذلك كثيرة فى أدبيات العلمانيين والشيوعيين تلميحا وتصريحا .. لكنني هنا سأختار من كلام صاحب موسوعة مصر التى اعادت سوزان مبارك طباعتها ضمن مايعرف بمشروع مكتبة الأسرة .. مايؤكد على نية المؤلف وعلى النفسية التى يتحرك بها وعلى الأفكار الخبيثة التى دفعته إلى تأليفها .
يقول سليم حسن غفر الله له .. فى مقدمة الجزء الثالث عشر : (( وهكذا قضي على استقلال مصر نهائيا وظلت بعد ذلك تتقلب على حكمها اسرات أجنبية لاتمت إلى مصر بصلة اللهم إلا مدة قصيرة بعد العهد الفارسى الأول فقد هبت مصر خلالها واستعادت استقلالها ثم وقعت فى قبضة الفرس ثانية ولم تتخلص بعد ذلك من النير الأجنبي منذ عام 341 ق . م إلا عام 1952 عندما هب الشعب المصري كله ونفض عن نفسه غبار وأوساخ آخر طاغية من دم أجنبي .. ثم بدأت لأول مرة مصر تحكم بمصريين من دم مصري خالص وتشعر بكيانها وعزتها وكرامتها بين دول العالم الحرة . ))
والحقيقة أن صاحب الموسوعة رحمه الله لو فكر قليلا فيما كتب لما ارتضى لنفسه أن يكتب هذا الهراء لأن الحضارة الفرعونية فى ازدهارها وتقدمها أو فى انحطاطها وتأخرها .. كانت أنموذجا رائعا للإستبداد والقهر وتوريث الحكم لمن يستحق ولمن لايستحق .. وكانت أنموذجا رائعا لحمى استعباد الجماهير واذلالها وتوظيفها فى خدمة الفرعون وفى خدمة أهل السلطة ، والإعتداء على الشعوب الأخرى واستغلال ثرواتهم .. الفرعونية كانت ومنذ نشأتها وحتى اندحارها مثالا رائعا للدسائس والمؤامرات الخسيسة .. لقد كشفت لنا موسوعة سليم حسن عن أشياء اخرى مهمة كانت غائبة عن أذهان الكثيرين .. فالحضارة الفرعونية لم تكن معصومة من الخطأ أو الضعف ، ولم تكن هى المدينة الفاضلة كما تخيلها أفلاطون وكما يصورها دائما انصارها .. بل مرت بكل المراحل والفترات التى مرت بها الأمم السابقة من قوة وضعف .. من وحدة وتمزق وصراعات وحروب وانتصارات رائعة وهزائم مخزية وفتن داخلية وفوضى .. وفساد أخلاقى مشين .. وسرقة انجازات حكام سابقين .. ونسبتها إلى الحكام القائمين .. وكما اثرت حضاريا فى غيرها من الأمم تأثرت هى الأخرى بحضارات الآخرين التى لاتقل عظمة ولا شموخا عن تلك الحضارة المصرية القديمة !
لكن الملاحظة الجديرة بالنظر هنا .. انك تقرأ موسوعة سليم حسن التى تمتليء بالغث والسمين وبكثير جدا من تفاصيل الحياة العادية والحشو الفارغ وكلام كثير جدا لامعنى له إلا تسويد الصفحات بغير طائل واهدار الوقت بغير عائد .. لاتكاد ترى فى كل هذا الحشو الفارغ أى موقف سياسي أو اجتماعي يمكن أن يكون له أى مردود انساني يدفع المرء إلى تطوير شخصيته أو الإرتقاء بها أو الإرتفاع بانسانيته والسمو بروحه .. أسصاطير اختلطت بالحقائق .. عبادة أوثان وأصنام يدل على غباء انساني واجتماعي .. ادعاء فاجر بالربوبية والألوهية .. وادعاء التمثيل المباشر للحكام .. بالأصالة عن الألهة لكى يتحكموا فى رقاب العباد .. وليس مجرد الزعم بالتفويض والإنابة عن الله .. كما كان الحال فى العصور الوسطى فى اوربا .. والذى يرفضه العلمانيون والشيوعيون .. ويتخذونه ذريعة لفصل الدين عن الدولة .. بينما يرحبون بما هو اسوأ منه فى حالة الفرعونية .
ولذلك فإننى أقول وأنا مطمئن تماما أن الدعوة إلى احياء الحضارة المصرية القديمة والترويج لها بنشر المقالات وتأليف المجلدات وإقامة الإحتفالات والتذكير بالأمجاد لايمثل وجه المؤامرة على شخصية مصر الإسلامية فحسب .. بل هو فى الحقيقة إهانة متعمدة للشعب المصري كله .. لأن الفرعونية كما قرأنها فى هذا الحشو الفارغ لسليم حسن لم تكن إلا سلسلة من الطغيان والإستبداد بالحكم كما قلنا .. ولم تكن إلا تمثيلا نموذجيا لأسوأ أنواع الإستبداد الدينى واستغلال الدين فى السياسة بحيث أصبح الدين فى ظل الحكم الفرعوني البغيض أفيونا للشعوب بكل معنى الكلمة وتلك الدعوة إلى الفرعونية هى فى النهاية اهدار لحكم الله فيهم ومشاغبة على حقائق القرآن التى اكدتها موسوعة سليم حسن من حيث لايدرى .
تحياتى للجميع
إن الحقيقة التى يجب أن يعيها الشعب المصري أن شخصية مصر الإسلامية ( كغيرها من الدول العربية والإسلامية ) .. مستهدفة بالفعل والأدلة على ذلك كثيرة فى أدبيات العلمانيين والشيوعيين تلميحا وتصريحا .. لكنني هنا سأختار من كلام صاحب موسوعة مصر التى اعادت سوزان مبارك طباعتها ضمن مايعرف بمشروع مكتبة الأسرة .. مايؤكد على نية المؤلف وعلى النفسية التى يتحرك بها وعلى الأفكار الخبيثة التى دفعته إلى تأليفها .
يقول سليم حسن غفر الله له .. فى مقدمة الجزء الثالث عشر : (( وهكذا قضي على استقلال مصر نهائيا وظلت بعد ذلك تتقلب على حكمها اسرات أجنبية لاتمت إلى مصر بصلة اللهم إلا مدة قصيرة بعد العهد الفارسى الأول فقد هبت مصر خلالها واستعادت استقلالها ثم وقعت فى قبضة الفرس ثانية ولم تتخلص بعد ذلك من النير الأجنبي منذ عام 341 ق . م إلا عام 1952 عندما هب الشعب المصري كله ونفض عن نفسه غبار وأوساخ آخر طاغية من دم أجنبي .. ثم بدأت لأول مرة مصر تحكم بمصريين من دم مصري خالص وتشعر بكيانها وعزتها وكرامتها بين دول العالم الحرة . ))
والحقيقة أن صاحب الموسوعة رحمه الله لو فكر قليلا فيما كتب لما ارتضى لنفسه أن يكتب هذا الهراء لأن الحضارة الفرعونية فى ازدهارها وتقدمها أو فى انحطاطها وتأخرها .. كانت أنموذجا رائعا للإستبداد والقهر وتوريث الحكم لمن يستحق ولمن لايستحق .. وكانت أنموذجا رائعا لحمى استعباد الجماهير واذلالها وتوظيفها فى خدمة الفرعون وفى خدمة أهل السلطة ، والإعتداء على الشعوب الأخرى واستغلال ثرواتهم .. الفرعونية كانت ومنذ نشأتها وحتى اندحارها مثالا رائعا للدسائس والمؤامرات الخسيسة .. لقد كشفت لنا موسوعة سليم حسن عن أشياء اخرى مهمة كانت غائبة عن أذهان الكثيرين .. فالحضارة الفرعونية لم تكن معصومة من الخطأ أو الضعف ، ولم تكن هى المدينة الفاضلة كما تخيلها أفلاطون وكما يصورها دائما انصارها .. بل مرت بكل المراحل والفترات التى مرت بها الأمم السابقة من قوة وضعف .. من وحدة وتمزق وصراعات وحروب وانتصارات رائعة وهزائم مخزية وفتن داخلية وفوضى .. وفساد أخلاقى مشين .. وسرقة انجازات حكام سابقين .. ونسبتها إلى الحكام القائمين .. وكما اثرت حضاريا فى غيرها من الأمم تأثرت هى الأخرى بحضارات الآخرين التى لاتقل عظمة ولا شموخا عن تلك الحضارة المصرية القديمة !
لكن الملاحظة الجديرة بالنظر هنا .. انك تقرأ موسوعة سليم حسن التى تمتليء بالغث والسمين وبكثير جدا من تفاصيل الحياة العادية والحشو الفارغ وكلام كثير جدا لامعنى له إلا تسويد الصفحات بغير طائل واهدار الوقت بغير عائد .. لاتكاد ترى فى كل هذا الحشو الفارغ أى موقف سياسي أو اجتماعي يمكن أن يكون له أى مردود انساني يدفع المرء إلى تطوير شخصيته أو الإرتقاء بها أو الإرتفاع بانسانيته والسمو بروحه .. أسصاطير اختلطت بالحقائق .. عبادة أوثان وأصنام يدل على غباء انساني واجتماعي .. ادعاء فاجر بالربوبية والألوهية .. وادعاء التمثيل المباشر للحكام .. بالأصالة عن الألهة لكى يتحكموا فى رقاب العباد .. وليس مجرد الزعم بالتفويض والإنابة عن الله .. كما كان الحال فى العصور الوسطى فى اوربا .. والذى يرفضه العلمانيون والشيوعيون .. ويتخذونه ذريعة لفصل الدين عن الدولة .. بينما يرحبون بما هو اسوأ منه فى حالة الفرعونية .
ولذلك فإننى أقول وأنا مطمئن تماما أن الدعوة إلى احياء الحضارة المصرية القديمة والترويج لها بنشر المقالات وتأليف المجلدات وإقامة الإحتفالات والتذكير بالأمجاد لايمثل وجه المؤامرة على شخصية مصر الإسلامية فحسب .. بل هو فى الحقيقة إهانة متعمدة للشعب المصري كله .. لأن الفرعونية كما قرأنها فى هذا الحشو الفارغ لسليم حسن لم تكن إلا سلسلة من الطغيان والإستبداد بالحكم كما قلنا .. ولم تكن إلا تمثيلا نموذجيا لأسوأ أنواع الإستبداد الدينى واستغلال الدين فى السياسة بحيث أصبح الدين فى ظل الحكم الفرعوني البغيض أفيونا للشعوب بكل معنى الكلمة وتلك الدعوة إلى الفرعونية هى فى النهاية اهدار لحكم الله فيهم ومشاغبة على حقائق القرآن التى اكدتها موسوعة سليم حسن من حيث لايدرى .
تحياتى للجميع
تعليق