البَسْمةُ نَحْفرُها

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • صقر أبوعيدة
    أديب وكاتب
    • 17-06-2009
    • 921

    البَسْمةُ نَحْفرُها

    البَسْمةُ نَحْفرُها


    إن رأيتموني بخطايا


    فارجموني بوطن



    صقر أبوعيدة


    بَسْماتُنا

    جرْحٌ على أفْواهنا لم ينْقَشِعْ


    ألوانُها عَطشَى إلى ألوانِها


    طيرٌ على أمواهِ نِيلٍ فانْجزعْ


    طيفٌ عَلا غيماتِ صيفٍ ترتَحلْ


    خبزٌ ولم يهنأْ على الأسنانِ وانْتُزِعْ


    رسمٌ على رملٍ تُغَشّيهِ السّيُول


    ظِلٌّ قلَى شمساً وتُخْفيهِ الغُيوم


    وهْمٌ أتَى بعد الصباحِ المُنْصدِع


    تَقْليبُ بُستانٍ على طيشِ الفُصول


    لم تلقَ مرسًى في مَواني بَحْرنا


    وانْكبَّتِ الأرْقامُ واحْتارَ الذُّهول


    أحلامَنا يا حُلوتي


    كلُّ الدَّواهي أوْقِديها حزْنَكِ


    هل من سبيلٍ يعْتلي هذا الغُفول


    أسفارُنا موجٌ على أمواج


    والـهَبُّ أضحى عاتِيا


    هبّتْ على أكنافِ غزَّةَ


    من كل فجٍّ وانْبِعاج


    سالتْ بها الأرسالُ والعاني بها أسْراب


    حطّتْ على شطٍّ لكِ


    الرملُ في أحشائهِ لم تّـمْلكي


    والدربُ أمسى في الغِيابْ


    والقيدُ يَجْفو مسْلكي


    عينُ المنافي شاخِصة


    البعدُ عن عينيكِ وصلٌ في العذابْ


    والأسْرُ فيها رحلةٌ عندَ الأُجاج


    في جِيدها مِسكٌ عَبِق


    السّربُ عند البحر يرنو لليمامْ


    ألقَى اليمامُ الريشَ في بحرٍ خُنِقْ


    حطّتْ على حبلِ الصَّواري تنتَحِبْ


    أسرابُ دمعٍ لاهثاتٍ في العَبابْ


    نادتْ على موجٍ يناغي شطأَها وترتقبْ


    كي تقتفي حَوْمَ الغمامْ


    لما رأى الدّربَ السرابْ


    مدَّ الشراعْ


    والبحرُ في أغوار تِيهٍ لا يُرامْ


    نادت على أنواء فجرٍ في انْقطاع


    أين الإمامْ


    أشكو لهُ بثي وجَفوةَ الأنامْ


    ثِقْلَ الليالي فوق أجفاني بلا غُمْضٍ وتَهْجاع


    والصحبُ يرجو مَوتتي


    إن مِتُّ يخشَى عَودتي


    واستمرأوا ألوانَ قيدي واليَبابْ


    والدمعَ يَطلى خُبزةً الأيتام


    يا حلوتي


    يا من أناجي سرها


    أنت الرؤومْ


    عينٌ هطولْ


    لم تشتكي مهما تمادتْ غَيبتي


    الجرح في عينيك بسمُها


    فوق المآقي ترتقي


    أنت الصبايا والخيول


    دفءٌ وثوبُ الشّتوةِ


    أحببتُ فيكِ بلوَتي


    أنت المراعي والسهولْ


    تغفو بها أفراخُنا


    في الناسِ أو في الخلوةِ


    فيها القَواريرُ المسالمةْ


    الوردُ يمشي في نواحيها يجول


    لم يطلبِ المساومةْ


    هلاّ وَجعنا للثكالى


    أم ماتَ فينا شمعُنا


    ذبّالةُ الـمُلاومةْ


    في حُضنك الأوجاعُ والأسفارُ والجنائز


    أحزانُنا تبري الترائبا


    والظلُّ تـجْفوهُ الغزالات


    يا حلوتي قد أورثونا الدمعَ والنوائبا


    في خيمةٍ منسيةٍ والجرحُ في أرواقها


    يا مَنْ أُناجي سِرَّها


    ناخت لها عيني وما غيري لها قلبى حَبا


    لازلتِ وأيمُ اللهِ يعلو كعبُكِ


    أمّ المساكين


    بنت الأسارى


    أخت الحيارى


    لم يرقَ فيها سَيلُ عينٍ تمنعُهْ


    والجفنُ في أنحائهِ


    قد أسدلَتْ سنابلُهْ


    وادٍ على الخدين طافتْ أنهرُهْ


    فاضت على آلاءِ ثغرٍ تغْسلُهْ


    فازدانتِ الأحزانُ بَسْماً تحفرُهْ
  • أناهيد عبد الله
    شاعرة وأديبة
    • 30-03-2008
    • 1353

    #2
    أخي الشاعر/ صقر أبو عيدة
    أهلا بك في ملتقى الأدباء
    قصيدة شاكية
    و أنفاس متهدجة
    و صور معبرة
    تقديري لهذا النزف
    دمت بكل خير
    قصيدة البقاء

    sigpic

    [poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
    لولا رؤاكَ ترومنا كالصقرِ في = وهجِ البيانِ محلقَ الإبداعِ[/poem]

    facebook
    twitter

    تعليق

    • محمد الصاوى السيد حسين
      أديب وكاتب
      • 25-09-2008
      • 2803

      #3
      تحياتى البيضاء

      نص جميل حافل بالتشكيل الرائع والذى يعبر عن الحالة الوجدانية فى رهافة وحس ربما لى بضعة ملاحظات على النص

      - هناك امتداد وإطالة تحد كثيرا من حاجة النص الفنية للتكثيف وتمكين المتلقى من الإمسك بالخيط الدلالى الذى غزل هذا النص الجميل وهذا الامتداد يظلم مختتم النص حيث يكون قد حدث التشبع الفنى بالعلاقة الجمالية التى تلقاها القارىء من بداية النص

      - توظيف العلاقة النحوية التى يمثلها تعدد الخبر المفرد للمبتدأ " بسماتنا " يشكل براعة فنية تستحق الإشادة حيث تحولت الجملة الاسمية إلى سلسلة جمالية تترابط حلقاتها عبر توظيف توالى الخبر الذى يكوّن فى كل سطر علاقة نحوية جديدة تتناغم مع علاقة الخبر السابقة عليها

      - ألقَى اليمامُ الريشَ في بحرٍ خُنِقْ

      كم هى رائعة تلك الدلالة الصوتية التى تمثلها القاف الساكنة التى يشبه صوتها حشرجة عسيرة مما يجعلها تعبر ببراعة عن الحالة الوجدانية التى يحملها التخييل عبر السياق

      تعليق

      • صقر أبوعيدة
        أديب وكاتب
        • 17-06-2009
        • 921

        #4
        الشاعر الأديب أناهيد عبدالله
        دام قلمك ودام ثناؤك
        أسعدتني بهذه الكلمات الراقية
        حفظك الله

        تعليق

        • صقر أبوعيدة
          أديب وكاتب
          • 17-06-2009
          • 921

          #5
          حبيبي الشاعر محمد الصاوي
          أشراقة طلت على نصي المتواضع
          وصية منكم سآخذ بها إن شاء الله
          لكم المودة والتقدير على هذا الثناء من أمثالكم
          دمت مبدعا
          وحفظك الله

          تعليق

          يعمل...
          X