ما بين النظرية والتطبيق تختلف الأمزجة ويحتمل الصواب والخطأ
وما بين أن نطلق العنان للمفردة لتستبين حقائق الأمور وتبلغ منتهى
الشرود والوصف والحكاية الشعرية التي تأخذ بيد القارئ للتفكر
فالنظرية صنو التفكر والتبصر وهي مطلقة بحواسها غير محدودة
وهنا أظن شاعرنا المميز د حسام ما أراد أن يقوله ويقلب الطاولة
على رأس قصيدة النثر وأحكامها الصعبة
يتبدار لذهني الآن بيت شعر للمتنبي مخاطباً سيف الدولة
يا أعدل الناس إلا في معاملتي / فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
وبما أن قصيدة النثر دارة الخصومة وغاية الحكم وخروجك عن نطاق
رؤيتها ودخولك مستعملاً نظرية الممكن ومتاهة اللاممكن بتمرير
مفردة واحدة ربما ستغفر لك ما تقدم وما تأخر من وضوح ومباشرة وبوح
وجداني ينطلق من ذاتية التجربة وعلاقتها بالآخر.
***
إنه الغيبُ يا ضيّق الصدرِِ
يا أيها الراسخ اليومَ في الوهمِ والجهلِ
كم يلزمُ الأمرَ حتى يعلّمك الطينُ أنك منهُ
أتيت وحيدًا , هبطت غريبًا
وأنت كذلك أثقلت كاهلك الغضّ بالأمنياتِ
قتلت أخاك وأسلمته للغرابِ
يساوى قتيلاً بقابرهِ
تعليق