وهذه الجملة الشعرية التركيبية ذات الإسناد التأويلى تتعانق مع العلاقة النفسية والمناجاة لتعطى صفة المشاركة والحشد لعلاقات جديدة على مستوى المشهد والنص المصور. والملاحظ أن السهاد قد أسند إلى غير حقيقته، بالإضافة لكونه علاقة معنوية لاتتعدى حدود الوجدان، مما يجعل عملية التحقيق متواصلة وأن الامر لايقف عند حدود الشوق بل يتعداه إلى الفراق والأرق النفسى ليس للنافذة فقط وإنما للشاعر وما يحيط به
نـافــذتــى = تتـسـهــد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نــافـــــــــــــــــــــرة
العلاقة : انحرافية
ـــــــــــــــــــ انتظار النـــــداء
النتيجة: تعدديةالرؤى
وتوحد الحال
والمتتبع لحركة الاستعارة يجد أن الشاعر قد أخذ من النافذة محور العلاقة (وظيفتها الاساسية) كأداة مشاركة، وكعنصر أساس ليؤلف علاقة ارتباطية جديدة، حيث أسند إلى غير المتحرك والجامد حركة ووجداناً فى آن واحد "تتسهد ــ نافرة" وهو إسناد لصفات غير أصلية فى وضعها الانتقالى الجديد، مما يجعل اللاملاءمة صفة وعلاقة قامت عليها الصورة فى النص.
وكذلك (نافرة) إسناد جديد لايعطى تأويلا مباشرا قدر ما يعطى علاقة انحرافية جديدة على مستوى الإسناد، وعلى مستوى الاستعارة التي تظهر اضطرابا فى وعلاقة لا ملائمة بين الفاعل والفعل والمفعول، ونسبة "انتظار النداء" اليها بهذه الطريقة يقوى من دلالة التوظيف ويجعل من الحركة المضطربة فى وجدان الشاعر، حركة متواصلة ودائمة، لايستطيع التخلص منها إلا بتحقيق الحدث والفعل المنتظر
أأكتشف البحر
إذ يتفضض لون الغبار؟
وينحدر الزبد / الموج
حتى أعانق فيك غناء السماء
وجرح بدايات هذا الضياء
هذه اللوحة الوجدانية النفسية المحاصرة بالاستفهام تؤكد الحقيقة التى عليها الشاعر؛ فهويناجى ذاته من خلال نافذته ومن خلال المركبات العامة للصورة المتعدية إلى احتواء المعالم من حوله والتى تعد عناصر مكملة للشاعر والتجربة. فالبحر هنا يمثل حضورا واضحا منذ البداية لكنه كان متمثلا فى الزورق، وهنا التمثيل يطوى فى جنباته لهفة اللقاء والموعد لمضروب فى الذهن والذاكرة. والاستفهام هنا فى غير حقيقته وهومسند إلى الخيال والوجدان.
هذه العلاقة التى يحاول الشاعر إقامتها بين العقل والطبيعة البيئية هى عملية تقارب بين هذه المعالم الطبيعية الرمزية وبين ذات النص والشاعر والقارىء، وتلك حلة من التجانس ودمج الحسي بالمعنوي، وخلق حالة من التوحد والانصهار يقوم على أساسها العنصر البيانى والصورة فى التجربة، حتى تبدو الفكرة ذات دلالة تتصف بالبوح والغموض أحيانا من ذلك قوله
إذ يتفضض لون الغبار
والصورة اللونية المرئية هنا هى قوام التعبير واستعارة الفضة كلون وإضافته للغبار هو على سبيل التأكيد للموقف، والحالة الشعورية واعتقد أن هذا يجعل من الصورة الشعرية على حد قول د.ساسين عساف:
"هى التعبير، هى التجسيد الروحى والحسى لهذا الإيقاع الكونى المتعدد والواحد"(4).
والصيغة المضارعة التى ورد فيها الفعل يتفضض تجعل حالة انعدام الرؤيا قائمة، مما يعنى أن عدم الاستقرار النفسى الوجدانى كما هى منذ بداية النص، كذلك الغبار الذى تحول من معناه وحقيقته إلى خاصية من خصائص الطبيعةالنفسية، ويصبح عاملا مساعداً فى تحقيق الفعل والصورة والموقف كل ذلك جعل اللقطة بعيدة فى تأويلها تعتمد الرمز والتلميح.
وقوله:
وينحدر الزبد / الموج
السقوط هو التأويل المباشر للتركيب والمراوغة الناتجة عن الجمع بين الزبد والموج تخلق حالة من التشابه والتماثل الذهنى المعقول؛ فالمواصفات التى لحقت بالصورة المشبهة تبدو حقيقية واقعية تؤكد على أمر قد يكون ممكناً.
حتى أُعانِقَ فيكِ غناءَ السماءْ
وجُرحَ بداياتِ هذا الضِّياءْ
( أينفرجُ الزَّمنُ الوغْدُ
في سلَّةِ الأُمنياتِ
والغاية هنا تبدو متحققة وتبدو من النهائى متطلبات الصورة التى تلخص المشهد الذى عاد فيه الشاعر إلى نفسه وأمنياته وضيقه وتبرمه، ولعل التركيب "وجرح بدايات هذا الضياء" يؤكد ذلك وينفى عملية الاستقرار التى يريد الشاعر أن تتحقق.
والصورة هنا وانتقالها من حالة الحقيقة إلى حالة المجاز ووصف الزمن بهذا الوصف والاعتراف بأن الامنيات مصيرها هو السلة يجعل من النص الاخير فى مشهده حالة تنتهى وتبدأ مرة بعد أخرى ولا نهاية لتكرارها أو الشكوى منها .
وفى النهاية فإن الصورة والتجربة فى نص «وردة من د ماء» تفرض مجموعة من الدلالات أهمها أن النص والصورة يجعلان من الأشياء غير المتجانسة وحدة وعلاقة يمكنها أن تربط بين المحسوس والمعنوى وبين الخيال والواقع وبين المرئى والمسموع؛ فالوردة والدماء لا يرتبطان بصلة أو علاقة داخلية سوى إمكانية اللون ومع ذلك فقد نتج عنهما نص وصورة: النص يعود على اللغة ومنحنياتها، والصورة تعكس وجدان الشاعر الذى يؤدى دور الوردة الرمزى فى عدم المواءمة والملائمة.
ـــــــــــــــــ
(1) دلائل الإعجاز عبد القاهر الجرجانى عبد القاهر الجرجانى صـ 202
(2) الصورة الشعرية د. صبحى البستانى صـ61
(3) السابق صـ 61
(4) الصورة الشعرية د.صبحى البستانى صـ90
نـافــذتــى = تتـسـهــد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نــافـــــــــــــــــــــرة
العلاقة : انحرافية
ـــــــــــــــــــ انتظار النـــــداء
النتيجة: تعدديةالرؤى
وتوحد الحال
والمتتبع لحركة الاستعارة يجد أن الشاعر قد أخذ من النافذة محور العلاقة (وظيفتها الاساسية) كأداة مشاركة، وكعنصر أساس ليؤلف علاقة ارتباطية جديدة، حيث أسند إلى غير المتحرك والجامد حركة ووجداناً فى آن واحد "تتسهد ــ نافرة" وهو إسناد لصفات غير أصلية فى وضعها الانتقالى الجديد، مما يجعل اللاملاءمة صفة وعلاقة قامت عليها الصورة فى النص.
وكذلك (نافرة) إسناد جديد لايعطى تأويلا مباشرا قدر ما يعطى علاقة انحرافية جديدة على مستوى الإسناد، وعلى مستوى الاستعارة التي تظهر اضطرابا فى وعلاقة لا ملائمة بين الفاعل والفعل والمفعول، ونسبة "انتظار النداء" اليها بهذه الطريقة يقوى من دلالة التوظيف ويجعل من الحركة المضطربة فى وجدان الشاعر، حركة متواصلة ودائمة، لايستطيع التخلص منها إلا بتحقيق الحدث والفعل المنتظر
أأكتشف البحر
إذ يتفضض لون الغبار؟
وينحدر الزبد / الموج
حتى أعانق فيك غناء السماء
وجرح بدايات هذا الضياء
هذه اللوحة الوجدانية النفسية المحاصرة بالاستفهام تؤكد الحقيقة التى عليها الشاعر؛ فهويناجى ذاته من خلال نافذته ومن خلال المركبات العامة للصورة المتعدية إلى احتواء المعالم من حوله والتى تعد عناصر مكملة للشاعر والتجربة. فالبحر هنا يمثل حضورا واضحا منذ البداية لكنه كان متمثلا فى الزورق، وهنا التمثيل يطوى فى جنباته لهفة اللقاء والموعد لمضروب فى الذهن والذاكرة. والاستفهام هنا فى غير حقيقته وهومسند إلى الخيال والوجدان.
هذه العلاقة التى يحاول الشاعر إقامتها بين العقل والطبيعة البيئية هى عملية تقارب بين هذه المعالم الطبيعية الرمزية وبين ذات النص والشاعر والقارىء، وتلك حلة من التجانس ودمج الحسي بالمعنوي، وخلق حالة من التوحد والانصهار يقوم على أساسها العنصر البيانى والصورة فى التجربة، حتى تبدو الفكرة ذات دلالة تتصف بالبوح والغموض أحيانا من ذلك قوله
إذ يتفضض لون الغبار
والصورة اللونية المرئية هنا هى قوام التعبير واستعارة الفضة كلون وإضافته للغبار هو على سبيل التأكيد للموقف، والحالة الشعورية واعتقد أن هذا يجعل من الصورة الشعرية على حد قول د.ساسين عساف:
"هى التعبير، هى التجسيد الروحى والحسى لهذا الإيقاع الكونى المتعدد والواحد"(4).
والصيغة المضارعة التى ورد فيها الفعل يتفضض تجعل حالة انعدام الرؤيا قائمة، مما يعنى أن عدم الاستقرار النفسى الوجدانى كما هى منذ بداية النص، كذلك الغبار الذى تحول من معناه وحقيقته إلى خاصية من خصائص الطبيعةالنفسية، ويصبح عاملا مساعداً فى تحقيق الفعل والصورة والموقف كل ذلك جعل اللقطة بعيدة فى تأويلها تعتمد الرمز والتلميح.
وقوله:
وينحدر الزبد / الموج
السقوط هو التأويل المباشر للتركيب والمراوغة الناتجة عن الجمع بين الزبد والموج تخلق حالة من التشابه والتماثل الذهنى المعقول؛ فالمواصفات التى لحقت بالصورة المشبهة تبدو حقيقية واقعية تؤكد على أمر قد يكون ممكناً.
حتى أُعانِقَ فيكِ غناءَ السماءْ
وجُرحَ بداياتِ هذا الضِّياءْ
( أينفرجُ الزَّمنُ الوغْدُ
في سلَّةِ الأُمنياتِ
والغاية هنا تبدو متحققة وتبدو من النهائى متطلبات الصورة التى تلخص المشهد الذى عاد فيه الشاعر إلى نفسه وأمنياته وضيقه وتبرمه، ولعل التركيب "وجرح بدايات هذا الضياء" يؤكد ذلك وينفى عملية الاستقرار التى يريد الشاعر أن تتحقق.
والصورة هنا وانتقالها من حالة الحقيقة إلى حالة المجاز ووصف الزمن بهذا الوصف والاعتراف بأن الامنيات مصيرها هو السلة يجعل من النص الاخير فى مشهده حالة تنتهى وتبدأ مرة بعد أخرى ولا نهاية لتكرارها أو الشكوى منها .
وفى النهاية فإن الصورة والتجربة فى نص «وردة من د ماء» تفرض مجموعة من الدلالات أهمها أن النص والصورة يجعلان من الأشياء غير المتجانسة وحدة وعلاقة يمكنها أن تربط بين المحسوس والمعنوى وبين الخيال والواقع وبين المرئى والمسموع؛ فالوردة والدماء لا يرتبطان بصلة أو علاقة داخلية سوى إمكانية اللون ومع ذلك فقد نتج عنهما نص وصورة: النص يعود على اللغة ومنحنياتها، والصورة تعكس وجدان الشاعر الذى يؤدى دور الوردة الرمزى فى عدم المواءمة والملائمة.
ـــــــــــــــــ
(1) دلائل الإعجاز عبد القاهر الجرجانى عبد القاهر الجرجانى صـ 202
(2) الصورة الشعرية د. صبحى البستانى صـ61
(3) السابق صـ 61
(4) الصورة الشعرية د.صبحى البستانى صـ90
تعليق