بل هذا عمل استراتيجي حكيم منطقي من صميم ديننا مهما اختلفت طوائفنا ومذاهبنا

لتسمح لي الأخت الكريمة سارة

سأعود إليك، بعد توضيح أمور لأخينا الوضاح،

الأستاذ الوضاح؛

شكرا جزيلا لما ألمس من صدق غيرتك، وصراحة قولك، وصفاء تحليلك؛ لكن اعذرني أخي الكريم لأبين لك بأن الذين سبقونا لحوار توزعت بهم السبل، وتنوعت بهم وكانت للأهواء مكانها، وللصدق أيضا مكانه، كما كان للتعصب في كثير من الأحيان مكانه.

أحييك أخي الكريم وأنت تتكلم عن النبع الصافي: القرآن فهو وسنن الله الكونية المعتمد، لحفر أرضية التلاق، فبغض النظر عن كل عوامل التشتت،وهذا مصداق الحديث النبوي والذي جل المحدثين ضعغوه، واعتمدت هذه الصيغة لاستدلال ابن تيمية بها، ومعلوم من قواعد المحدثين بكون استدلال المحدث بالصيغة دليل صحة، أو حسنه والحديث له طرق مختلفة ومتعددة فضلا عن مضمونه كل كلمة تشهد لها عدة شواهد قرآنية من كتاب وسنة: [ستكون فتنة . قلت : فما المخرج منها يا رسول الله ؟ قال : كتاب الله, فيه نبأ ما قبلكم, و خبر ما بعدكم, و حكم ما بينكم, هو بالفصل ليس بالهزل, من تركه من جبار قصمه الله, و من ابتغى الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم, وهو الذي لا تزيغ به الأهواء, و لا تلتبس به الألسن, و لا يخلق على كثرة الرد, و لا تنقضي عجائبه, من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم] (الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: ابن تيمية - المصدر: حقوق آل البيت - الصفحة أو الرقم: 22خلاصة الدرجة: مشهور)

النبع الصافي وحده مصدر عزنا ووحدتنا، وباب التلاق، إن صدقت النيات، وسلمت الطويات.

ومن مصدر إشعاعنا وموطن عزنا نأخذ الدليل لنستنير به في حلك ليل مظلم مكفهرة أجواؤه، أليس الله سبحانه وتعالى القائل:{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ } [سبأ : 24] وكذلك {قُل لَّا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [سبأ : 25]
بهذه الروح كيف لا نسموا فوق الجراح، وبهذه التوجيهات النيرة كيف لا نرقى رقيا يرفعنا درجات عند مليك مقتدر،

والمؤمن شعاره في كل حركة وسكنة وبخاصة في مثل هذه المواطن: {وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} [الأعراف : 164] إنها الرأفة التي شملت أهل النار - الله مهلكعم أومعذبهم عذابا شديدا- فكيف بالموحدين الله والشاهدين لرسوله بالرسالة؟؟؟

ها أنت ترى بأني لم اختلف معك إلا من وجهة النظر، أما مضمون كلامك باعتماد النبع الصافي: كتاب الله يبقى هو المخرج، فضلا عن كتاب الله المنظور -قوانين بثها في كونه-.

دمت في رحمة الله.

الأخت سارة عز الدين؛

وعليكم السلام ورحمة الله؛

اسم له دلالة ينبع عن بشارة سارة وعز للدين، جاء بكلام لطيف جميل يثني خيرا عن الساعين لوحدة الصف.

لوكان من بيننا رسول الله الكريم أكنا نعمد إلى غيره، ولوكان فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أكان يرضى عن قوم هم صفوف متواجهة، وليسوا صفا كما يحب الله مجاهدا في سبيل إعلاء كلمة الله.

بارك الله جهودك، وجمعنا بالصادقين، لنرتقي معارج الوصول إلى ذروة التلاق.

السلام عليكم

سعادة الدكتور وضّاح حفِظك الله
أتَّفق معك تماما في هذا الحل , وليس عندي زيادة.

الأستاذ د. حسانين أبو عمرو؛ + د. الوضاح محمد فؤاد

كم أتفاءل بهذه الأسماء التي كتب لها أن تسهم في هذا الموضوع...

أحبائي جزاكم الله خيرا، عبرتم عن موقف المسلم الناضج، الذي يتحاشى الخلاف والاختلاف، ويسعى للالتقاء عند أقرب نقطة تجمع بين الطائفتيين المسلمتين. وهذه أدنى الدرجات التلاق، أفلا نجد من الهمم ما يرفعنا إلى أعلاها؟؟؟
متفائل أكثر من للازم وكأن حدس يدفعني بأن الأمر غير مستحيل بالمرة إن فعلا ركبنا سنن الله القرآنية والكونية.
شكر الله لكما جميل القول، وحسن التفاؤل ولو بأدنى درجات التفاهم.

الأستاذ د. وسام البكري؛

شكر الله لك هذه المساهمة، وإني لسعيد باستكشاف جديد ومعرفة قد تطوي لنا المسافات بالأمس أدركت من مساهمة أخينا سعد العتابي ما يشفي الغليل واليوم أقول وبحق بأن تفاؤلي هو تماما في محله، وأن الحدس الذي خامرني ما كان عبثا.

ما قلته عن الأزهر هو ما أخذته عن أستاذنا محمد شعبان الموجي في إحدى مداخلاته، وأعلمه بأنه يقول الحق ولو على نفسه، ويعتمد الدليل، ومن هنا نقلت روايته.

أعتقد بأننا وضعنا أرجلا في الطريق الصحيح وبخاصة مع إخوة هم قدوة ونموذج.

الستاذ د. وسام البكري، د. سعد العتابي؛
أهلا بكما في حوار علمي، نتجاذب أطراف الحديث، لنبتعد عن خلافات المذاهب إلى أرض التلاقح الفكري.
الأستاذ البكري اصطفيت ردك أعلاه ليكون مدخلا جميلا ندخل به الموضوع،
فموضوع الإنسانية موضوع تناوله القرآن من عدة زوايا:
1- من حيث كونه إنسانا جبلت خلقته على مواصفات معينة
2- من حيث تكريم الله له، وتفضيله على جميع أنواع المخلوقات، وتسخير له ما في السماوات والأرض؛
3- من حيث عنايته بأمر الاستقامة على شرع ربه؛
اقتصر على هذه المحاور الثلاثة وإن ظهر لكما إضافة بند أو بنود أخر فلكما ذلك؛
-------------

[align=right]
الأستاذ الفاضل معاذ ابو الهيجاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نُقلت هذه المقالة إلى ملتقى الحوار الثقافى و الفكرى ، و فى مرحلة المراجعة للمقالات المنشورة نحب ان نُقيم التفاعل مع ما طرحت.

فما هى الرسالة التى أردت توصيلها من خلال مقالتك؟

و هل تعتقد ان رسالتك وصلت؟

و تحياتى

[/align]