قصّة موسى بين النّقل والتأويل

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مصطفى أحمد أبو كشة
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحلام الحلواني مشاهدة المشاركة
    وها قد تكشّف الصّباح عن خبر , طالما حلُمت بسماعه

    الاخوات والاخوة
    أساتذتي الكرام

    بعد انتظار طويل , جاء الاذن الرّبانيّ بالسفر , وها أنا أحصل على جواز سفر , والحمد لله .
    كنت أتمنّى أن أنهي ما بدأته هُنا , ولكنّني راحلة لاستكمال الدّراسة بعيدا عن حبيبتي فلسطين .
    أتمنّى أن يكتب الله لي النّجاح , والعودة بغنيمة علميّة , ترفعني منزلة عند الله .

    أعتذر منكم , وأرجو أن تُسامحوني عن أيّ إساءة غير مقصودة لأيّ شخص منكم .
    وادعوا لي بالتّوفيق .

    محبّتي لكم جميعا

    أختكم دائما

    أحلام الحلواني


    لطالما هذا الخبر أفرحك

    ففرحك فرحنا

    نسأل الله أن يعينك في سفرك ويخفف عنك لوعة الغربة

    لكن كلها أرض الله حيث تكونين الله فوقك

    ننتظر سماع أخبارك الطيبة

    ومن بعدها تسمعينا أو تجودي علينا من فائض علمك الذي جاد به عليك خالقنا جميعاً

    ونتمنى لك الفوز العظيم

    أخاكِ
    مصطفى أحمد أبو كشة

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    وها قد تكشّف الصّباح عن خبر , طالما حلُمت بسماعه

    الاخوات والاخوة
    أساتذتي الكرام

    بعد انتظار طويل , جاء الاذن الرّبانيّ بالسفر , وها أنا أحصل على جواز سفر , والحمد لله .
    كنت أتمنّى أن أنهي ما بدأته هُنا , ولكنّني راحلة لاستكمال الدّراسة بعيدا عن حبيبتي فلسطين .
    أتمنّى أن يكتب الله لي النّجاح , والعودة بغنيمة علميّة , ترفعني منزلة عند الله .

    أعتذر منكم , وأرجو أن تُسامحوني عن أيّ إساءة غير مقصودة لأيّ شخص منكم .
    وادعوا لي بالتّوفيق .

    محبّتي لكم جميعا

    أختكم دائما

    أحلام الحلواني

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة مصطفى أحمد أبو كشة مشاهدة المشاركة
    الأستاذة الفاضلة / أحلام الحلواني

    كنا نسمع في السابق قصص عن سيدنا موسى " عليه السلام " ( ولا يسعنا سوى تصديقها وترديدها )

    لأننا للأسف الشديد حينما نمسك الكتاب " القرأن الكريم " ونقرأ به

    ( وقد نطيل القراءة )

    نقرأه (فض عتب ) ولا نتدبر أياته ونحاول تفسيرها بل نكتفي بالتفاسير الجاهزة
    " لا يهمنا إن كانت من الإسرائيليات " فقط نحتاج من يوصلها إلينا (delivre)

    كنت أسمع قصة موسى (ع) وهو صغير في حجر فرعون ويمسك بلحيته ويشدها

    كنا نرددها مثّلاً وقت الحاجة : ( قاعد بحضننا وعم ينتف بدقنا )

    ونسمع قصصاً كثيرة عن فرعون وموسى (ع ) وأيضاً نصدقها ( فلا نملك سوى ذلك )

    أما وقد شاهدت بحثك هذا المبني على أرضية صلبة (جزاك الله كل خير ) تغوصين في كتاب الله المقدس ( الذي حاشى أن يأتي من بشر )

    نبهتنا وكل من يحب أن يصل للحقيقة بأن هناك طريق سهل ومتوفر في كل منزل (( منزل أفراده يوحدون الخالق ويؤمنون برسالة نبيه محمد "صلى الله عليه وسلم "))

    بدل أن نذهب للمكتبات ونتكبد عناء البحث عن (وفي) المجلدات التي خطها بشر

    لماذا لا نمسك كتاباً أنزله خالق هؤلاء البشر ومدبر أمرهم وفيه كل ما نطلبه في حياتنا الدنيا والآخرة ( ماسبق وماهو آت )!!!؟؟

    أختي الكريمة

    لا يسعني إلا أن أقول لك : تابعي وليفتح الله عليكِ لما فيه منفعة المسلمين

    وأنا تلميذك النجيب أجلس في رحّلتي و أتابع ما يجود به فتح الله عليكِ


    أتابعك وحينما تنتهين من قصة سيدنا موسى

    سأرفع يدي ( مستأذناً ) و متوسلاً أن تبدأي في قصة آخرى


    أشكرك في الله ( ولله )

    وأقولها " ويعلم الله بُعدي عن الكذب والنفاق "

    أقول : نحتاج لمثلك


    ملاحظة :تعليقي هذا لا يساوي ذرة نحاس إلتصقت بحلقة من سلسلتك الذهبية الرائعة هذه
    فأرجوكِ : لا تهدري وقتاً للرد عليه يكفيني أنك قرأته ( وأيضاً لأن الأستاذ فتحي حسان أصدر أمراً بعدم مقاطعتك ) تابعي في مسيرك ( وفقك الله )
    أستاذي الرائع

    مصطفى أحمد أبو كشّة

    إن لم أخصّص وقتا لأمثالكم , فلمن ؟
    بل أنتم أحقّ النّاس بالشكر , والاكرام . وهذا ليس هدرا للوقت , بل هو واجب عليّ حيال من يهتمّ بما أكتب .

    أخي الكريم :

    أنا عاكفة الآن على تحديد الفترات التي مرّت بها القصص القصيرة من محطّات حياة موسى - عليه السّلام - , وأبحث في بعض الكُتب , التي قد تُساعدني على ذلك . المُشكلة , أنّني أقرأ في التفاسير قصصا بروايات مُتعددة لحادثة واحدة , الأمر الذي يجعلني أجتهد بالاعتماد على فهمي الضّيّق في التّفسير , وعلى ضوء المعطيات الايحائيّة للقصص , مع استخدام القياس العقلي دون النّقلي , وهذا يُضعف من المصداقيّة . لهذا تجدني أتريّث قليلا حتى أهتدي إلى مُستند قويّ قبل طرح ما أكتب .

    في الصّباح , سأكون قد اهتديت , إن شاء الله

    مودّتي واحترامي

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة فتحى حسان محمد مشاهدة المشاركة
    الأستاذة الفاضل والباحثة العظيمة / أحلام الحلوانى
    اكملى على بركة الله حتى تنتهى 0
    واعرفى أننى لست مترصدا لك ، بل على العكس صرت شغوفا لاستكمالك ، ولا اريد لاحد أن يقاطعك حتى تنتهى لنعرف القصة كلها 0
    على أن تحددى فى النهاية هل هى قصة موسى - ملحمية - ام قصة بنى إسرائيل -قومية - فروق بسيطة لن تحيرك ؟؟
    أستاذي الأديب القدير

    فتحي حسان مُحمّد

    أشكرك جدا على لباقتك , وغزير علمك .
    قلت أنّني لستُ روائيّة , وعليه : ليس بمقدوري تحديد نوع القصّة إن كانت ملحميّة أو قوميّة , ولكنّني أستطيع أن أضع انطباعي الشخصي حول طبيعة هذه القصّة .
    الله لا يُحرّضُ على التّمسّك بالقوميّات , فالنّاس عنده سواسية , وخير بني آدم عند الله أتقاهم , ولهذا قال عليه السّلام : نحن أولى بموسى منهم . وكذلك قوله سبحانه : ما كان إبراهيم يهوديّا ولا نصرانيّا , ولكن : كان حنيفا مُسلما . وإن كانت القصّة ملحميّة , فهي ملحميّة دينيّة . ولكنّ الملحميّة تحتاج إلى بطولة عسكريّة , وإنجاز ميدانيّ يعتمد على قتال فريقين , سواء كانا مُتكافئين أم لا . وفي قصّة موسى - عليه السّلام - , الله سبحانه من كان يُنجز الانتصارات على العدوّ , وليس بنو إسرائيل . بعكس قصّة داود - عليه السّلام - الذي قتل جالوت . والجيش الصّغير الذي كان مع طالوت , إذ قالوا : وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله . أي , كان هُناك قتالا حقيقيّا .
    كما أعلم , أنّ القصّة الملحميّة تتحدّث عن صراع تحرّريّ طويل , يتخلّله قتال وحروب , مثل قصّة الفلسطينيين مع الاسرائيليين اليوم .

    عموما , أنتم أدرى بهذه التّصنيفات . وصدقا , ليس عندي معلومات لأفتي في هذا الأمر .

    مودتي

    اترك تعليق:


  • مصطفى أحمد أبو كشة
    رد
    الأستاذة الفاضلة / أحلام الحلواني

    كنا نسمع في السابق قصص عن سيدنا موسى " عليه السلام " ( ولا يسعنا سوى تصديقها وترديدها )

    لأننا للأسف الشديد حينما نمسك الكتاب " القرأن الكريم " ونقرأ به

    ( وقد نطيل القراءة )

    نقرأه (فض عتب ) ولا نتدبر أياته ونحاول تفسيرها بل نكتفي بالتفاسير الجاهزة
    " لا يهمنا إن كانت من الإسرائيليات " فقط نحتاج من يوصلها إلينا (delivre)

    كنت أسمع قصة موسى (ع) وهو صغير في حجر فرعون ويمسك بلحيته ويشدها

    كنا نرددها مثّلاً وقت الحاجة : ( قاعد بحضننا وعم ينتف بدقنا )

    ونسمع قصصاً كثيرة عن فرعون وموسى (ع ) وأيضاً نصدقها ( فلا نملك سوى ذلك )

    أما وقد شاهدت بحثك هذا المبني على أرضية صلبة (جزاك الله كل خير ) تغوصين في كتاب الله المقدس ( الذي حاشى أن يأتي من بشر )

    نبهتنا وكل من يحب أن يصل للحقيقة بأن هناك طريق سهل ومتوفر في كل منزل (( منزل أفراده يوحدون الخالق ويؤمنون برسالة نبيه محمد "صلى الله عليه وسلم "))

    بدل أن نذهب للمكتبات ونتكبد عناء البحث عن (وفي) المجلدات التي خطها بشر

    لماذا لا نمسك كتاباً أنزله خالق هؤلاء البشر ومدبر أمرهم وفيه كل ما نطلبه في حياتنا الدنيا والآخرة ( ماسبق وماهو آت )!!!؟؟

    أختي الكريمة

    لا يسعني إلا أن أقول لك : تابعي وليفتح الله عليكِ لما فيه منفعة المسلمين

    وأنا تلميذك النجيب أجلس في رحّلتي و أتابع ما يجود به فتح الله عليكِ


    أتابعك وحينما تنتهين من قصة سيدنا موسى

    سأرفع يدي ( مستأذناً ) و متوسلاً أن تبدأي في قصة آخرى


    أشكرك في الله ( ولله )

    وأقولها " ويعلم الله بُعدي عن الكذب والنفاق "

    أقول : نحتاج لمثلك


    ملاحظة :تعليقي هذا لا يساوي ذرة نحاس إلتصقت بحلقة من سلسلتك الذهبية الرائعة هذه
    فأرجوكِ : لا تهدري وقتاً للرد عليه يكفيني أنك قرأته ( وأيضاً لأن الأستاذ فتحي حسان أصدر أمراً بعدم مقاطعتك ) تابعي في مسيرك ( وفقك الله )

    اترك تعليق:


  • فتحى حسان محمد
    رد
    الأستاذة الفاضل والباحثة العظيمة / أحلام الحلوانى
    اكملى على بركة الله حتى تنتهى 0
    واعرفى أننى لست مترصدا لك ، بل على العكس صرت شغوفا لاستكمالك ، ولا اريد لاحد أن يقاطعك حتى تنتهى لنعرف القصة كلها 0
    على أن تحددى فى النهاية هل هى قصة موسى - ملحمية - ام قصة بنى إسرائيل -قومية - فروق بسيطة لن تحيرك ؟؟

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    أرضُ التّيه

    هل هُناك أرضٌ اسمها : أرض التّيه ؟
    إن كانت موجودة , فأين هي ؟
    ومن أسماها بأرض التّيه , ولماذا ؟

    إنّ التّخبُّط الذي نراهُ جليّا في شرح المُفسّرين للآية الكريمة :

    قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ

    قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
    المائدة 25 - 26


    والأسماء كبيرة , لا أريد أن أوردها هُنا لأنّني أستشعر جلالها , فأرهب من أصحابها . رحمهم الله جميها , فقد اجتهدوا , وأخطأوا , ومن حقهم علينا أن ندفع عنهم هذا الخطأ , فنَبَرّهم .
    قالوا : قال من عندهم علم الكتاب الأوّل . أيّ أنّهم لم يجدوا ذكرا لهذا التّيه في كُتُبنا , فلجأوا إلى أهل الكتاب . لا حول ولا قُوّة إلا بالله . ولكنّ منهم من اجتهد , ولم يذكر شيئا عن التّيه , إلا أنّ الله غضب على بني إسرائيل لنقضهم العهد , ونأيهم عن آيات الله , وعصيانهم لرسله , فحرّم الأرض المُقدّسة على الصالح والطالح منهم , حتّى مضى الأربعون عاما , فنشأ نشىءٌ جديد , فقادهم موسى - عليه السلام - مع يوشع بن نون ( فتاه ) وقتل زعيم الجبارين , ودخل بيت المقدس .
    حتى من اجتهد بعيدا عن تُرّاهات اليهود , أخطأ أخطاءً جسيمة . فما بالك بالآخرين , الذين راحوا يروون قصصا أسطوريّة خُرافية حول هذا التّيه , حتى أنّهم حددوا جنود بني إسرائيل بستين ألف مقاتل , والأرض التي تاهوا فيها ستّة فراسخ , وكُلّما مشوا ليخرجوا منها وجدوا أنفسهم يعودون إلى نفس نُقطة الانطلاق , فدعا لهم موسى ربّه بأن يرزقهم المنّ والسلوى حتى يتقووا على معيشتهم , وأن يُفجّر لهم من حجر الطور الأبيض ماء , وبقوا على حالهم هذا حتى انقضت الأربعين سنة . ثُمّ منهم من اعتبر أرض التّيه السّحرية , بأنها دليل على إعجاز الله .
    والله إنّها قصص أغرب من الخيال , وما أنزل الله بها من سُلطان , والآيات الكريمات في قُرآنه تحكم عليهم لا لهم , وسنرى كيف أنّهم وقعوا فريسة الاسرائيليين كما وقع النّصارى وغيرهم ممن اعتمدوا كتبهم , وأقرّوا على كذبهم وتدليسهم في دين الله .
    دعونا من هذا كُلّه , ولنمشي خُطوة بخُطوة مع كلام الله , الصادق , الدّقيق , المُقنع :
    بعد أن بدّل الذين ظلموا من بني إسرائيل قولا غير الذي قيل لهم , واستهزأوا بآيات الله , غضب الله عليهم غضبا شديدا , فأنزل على الذين ظلموا رجزا من السّماء , فأماتهم جميعا , ثُمّ حرّم بذنبهم الأرض المُقدّسة على بني إسرائيل لعصيانهم الأوامر , ونقضهم للعهد والميثاق مع الله , فلم يكُن من موسى - عليه السّلام _ إلا أن دعى ربّه بأن يفرُق بينه هو وأخيه , وبين القوم الفاسقين :

    قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ
    قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ

    المائدة 25 - 26


    ففرّق الله بينهم , وقضى على الفاسقين , وطلب من نبيّه أن لا يتحسّر عليهم , وبقي من بقيَ معه , ولم يعُد أمامه من أمر إلا أن يعود إلى باقي القوم , من نساء وأطفال وشيوخ , حيث تركوهم عند رأس الخليج في العقبة . ومكوثهم مكانهم قُبالة بيت المقدس , يُعرّضهم للخطر , فقد يدعو ملك بيت المقدس ملوك المدن الأخرى فينقضوا عليهم .

    رجع موسى وقومه إلى الرّعيّة , ولم يعُد بمقدور بنو إسرائيل أن يتخذوا أيّ قرار في سُكناهم , وسأشرح لكم الأمر :
    الله سبحانه بعث بنيّييه موسى وهارون - عليهما السّلام - ليُخلّصا قومهما من الظُّلم , والعبوديّة , والقتل غير المُبرّر , وينقلاهم من أرض الكُفر إلى أرض الايمان , والحُرّيّة , الأرض المُباركة , والمُقدّسة التي ورّثها لهم بِما صبروا . ثُمّ تجاوز عن خطأهم لمّا طلبوا من موسى أن يجعل لهم إله كما للقوم الذين مرّوا بهم وهم عاكفون على الأصنام , وكذلك عفا عنهم يوم عبدوا العجل , ثُمّ صبر عليهم لمّا رفضوا الدّخول إلى الأرض المُقدّسة , حتى استهزأوا بكلام الله وبدّلوه وغيّروه . ورُغم كُلّ التّسهيلات التي أعطاهم إيّاها في دخول الأرض المُقدّسة , حتّى أنّه أبعد عنهم فرضيّة القتال , واكتفى بدخولهم الباب ساجدين ليتمّ الفتح . كُلّ هذه الأحداث حصلت , ليكون لبني إسرائيل أرضا , ومُلكا , وحُرّيّة . هُم رفضوا دخول الأرض وهي حلال عليهم , فماذا يصنعون الآن وقد حُرّمت عليهم ؟ أين يذهبون ؟ في أيّ أرض يعيشون ؟ ولأيّ شعب يلجأون ؟
    أليست هذه الأسئلة تدعو إلى الحيرة المُطبِقة ؟
    هذا هو التّيه , الحيرة في الأمر . مكثوا في العراء , لا يعرفون ماذا يصنعون , وإلى أين يذهبون . عاطلون عن العمل , غير قادرين على اتّخاذ القرارات , شلل تام في الحضارة , لا أمل بالغدّ , لاهدف بعد أن أضاعوا الهدف . هل هذه حياة ؟ الأفضل لهم أن يموتوا . لذا , جاءوا إلى نبيّهم موسى - عليه السّلام - مُنكسرين , مذلولين , وقالوا :

    يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا .البقرة


    أدعُ لنا ربّك, وكأنّه ليس ربّهم . ولكنّهم يعلمون أنّ الرّبّ غاضبٌ عليهم , كما علم فرعون من قبل , وقال :

    يا موسى أدع لنا ربّك بما عَهِد عندك / الأعراف


    فقال لهم موسى - عليه السّلام - أنّ الطّلب لما هو أفضل , يعني السعي إلى تحقيقه . إذا شئتم أن تحصلوا على ما هو أفضل من المنّ والسّلوى , فاسعوا إليه . قال سبحانه :

    قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ / البقرة


    اهبطوا مِصراً , أرضا , بلدا , قرية . ليس مُهم أيّ أرض , المُهم , أنّه لم يبقَ أمامهم للخروج مما هم فيه من حال التشرّد , والعطال , والحرمان من نبات الأرض , والعيش الكريم , إلا أن يتحركوا إلى البلاد المُجاورة , وأقرب بلد لهم , هي البلد التي استقبلت موسى - عليه السلام - عندما هرب من فرعون , إنّها ( مدين ) , حيث كان أخوال أولاد موسى - عليه السّلام - . ولكن , هل ستسعهم ( مدين ) وحدها ؟ بطبيعة الحال , توزعوا على عدة قُرى :

    وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاؤُواْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُون / البقرة

    اضطروا أن يتمسكنوا للناس ليقبلوهم ضيوفا ثقيلين عندهم , ويتذلّلوا لهم , ويعملوا عندهم خدما كما كانوا عند فرعون وقومه .
    كيف عرفنا أنّ موسى نزل على نسيبه في مدين ؟ هذه الآية الكريمة :

    وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ
    وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ

    وَمَا كُنتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ

    وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون / القصص .

    كما قُلنا من قبل , أنّ الله عزّ وجل كان يقُصّ على نبيّه محمد ( صلى الله عليه وسلم ) قصّة موسى - عليه السّلام - من بداية سورة القصص , حتى هلاك فرعون , فجاء إلى هذه الآية , ليتوجّه إلى رسوله الأكرم , ويقول له : أنت يا محمّد لم تكُن شاهدا على هذه الأحداث ليقول النّاس بأنّك تعلمتها عن بشر . فلم تكُن جانب الشاطيء الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر , فأغرقنا فرعون وجنده , ولم تكُن في أهل مدين ثاويا إذ كنت تتلو آياتنا , وما كنت جانب الطور إذ نادينا موسى , وأعطيناه الأوامر , والكتاب , وأخبرناه بأن الرّحمة كتبناها على أولاء الذين يتبعون النّبيّ الأمّي آخر الزمان .
    إذا , كلّها أماكن كان فيها موسى عليه السلام , ذكرها الله في القصّة , ومحمد صلى الله عليه وسلم , لم يكن شاهدا عليها , ومع ذلك , قصّها على النّاس بتفصيل ودقّة .
    والدّليل على أنّ الله قصد موسى - عليه السلام - وليس شعيبا - عليه السّلام - , إذ أنّ شُعيبا كان مُقيما دائما في مدين , وهو من أصل مديَن , وكلمة ( ثاويا ) تعني : نازلا , أي مقيما إقامة مؤقّتة . وفي المعاجم معناها : ضيفا . ويُقال : أثويتُهُ : أي أجبرته على الاقامة . والمثوى هو : المنزل , فأثوى : أنزل , وثاويا : نازلا . والدّليل العقلي يقول : أنّ الله يتحدّث هُنا عن قصّة موسى عليه السّلام , وعن الطور والمُناداة , وجانب الغربي وقضاء الأمر لموسى , فما الذي أقحم سيرة شُعيب هُنا ؟ وما الحكمة من ذلك ؟
    مُهِمّة موسى في تخليص قومه من فرعون وملإه , تكلّلت بالنّجاح , ولكنّ مُهمّته بدخول الأرض المقدّسة لم تتمّ , بسبب عصيان قومه له . لم يعد له الآن من عمل , إلا أن يدعو إلى الله , ويتلو آياته التي فيها شريعته , ويُعلّمهم الدّين , ويُصلح بين النّاس في حال النّزاع , ويعيش مع زوجه وأولاده . ومن رعاية الله له , أن أعاده إلى أهل زوجه , وأخوال أولاده .
    بهذا التصوّر , الذي أراه أقرب إلى الواقع , وأصوب بدعم الآيات له , نضع إجابات كثيرة أرهقت العلماء , وجعلتهم يتخبّطون في تفسيراتهم , ومن ضمنها قصّة البقرة , ومكان حدوثها , وقصّة الخضر , ومجمع البحرين , وداود - عليه السّلام - وطريق سيرهم إلى القدس , والنهر الذي صادفهم . كلّها أصبحت جليّة أمامنا , ومُقنعة , وقابلة للتّصديق .

    فهل نُكمل ؟
    أحبّ أن أسمع منكم
    مع أنّني سأكمل على كلّ الأحوال , ولكنّني أحب أن أسمع من القراء , إن كانوا يحبّون الاستماع إلى أن يدخل بنو إسرائيل القدس , وثُمّ التحليل للافساد , ثمّ نقل التوريث إلى أمّة محمّد , لنصل إلى ما يحدث الآن , وعلاقته ببني إسرائيل .

    يتبع

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    أستاذي الأديب

    فتحي حسان محمد

    تحيّة طيبة

    أنا لست غاضبة , صدّقني . اسمعني جيّدا , وأصغي بعناية إلى ما أقول , لطفا لا أمرا .

    أنت تتحدّث بلغة عجيبة وغريبة , وتسأل أسئلة أغرب وأعجب . من خلالها تجعلني والقراء نلبس الحائط , وتُشتّت أفكارنا التي لا تحتمل كل هذا التشتيت . مع أنّه من الصعب على أحد أن يُشتّت أفكاري , لأنّني شديدة التركيز في القراءة .

    لاحظ أنّك تسأل أسئلة تخُصُّ تصوُّرك أنت في الموضوع , وليس ما كتبته أنا من تحليل له . أي , بمعنى أسهل :
    أنت قرأت الآيات , ثُمّ قرأت القصص التي حيكت حولها , ثُمّ تصورت الأحداث على ضوء ما قرأت , ووضعت السيناريوهات المُحتملة , إضافة إلى التبويب والتقسيم لفصولها ومشاهدها , ورسّخت هذا كُلّه كحقائقَ مُسلّمٍ بها , ويجدُرُ بي أن أعرفها من علم الغيب في عقلك , لأناقشك بها . هل يُعقلُ هذا ؟!

    أنا رتّبتُ لك الأحداث على ضوء الآيات القرآنيّة فقط , والسّرد القُرآنيّ , وكشفت اللّبس عن بعض الآيات المُختَلَفِ في تفسيرها , وهذا كلُّ ما أعرفه عن القصّة موضوع النّقاش .

    أنظر إلى أسئلتك :

    مثال : متى هلك قوم فرعون ؟! ستقولون هلكوا قبل فرعون بطبيعة الحال ؛ لأن فرعون وهامان وجنودهما هلكوا فى البحر ، أو تقولون هلكوا بعد فرعون وهامان وجنودهما0
    أين جاء ذكر هلاك قوم فرعون قبل فرعون وهامان فيما كتبتُهُ أنا , أو بعده ؟ ومن قال أنّ قوم فرعون هلكوا أصلا ؟
    أنت تريد أن تُهلك النّاس جميعا ( على ما يبدو ) لتُورّث بنو إسرائيل مصر !!

    ثمّ هذا القول :

    أم تم استثناء فرعون حتى يهلك كما هو مقرر له فى البحر؟!
    كأنّنا كتبنا قصّة من أفكارنا , فقررنا هذا , ولم نُقرّر ذاك , أمرك عجيب والله ههههه .

    ثُمّ هذا الذي هُو من غرائب الكلام وعجائبه :

    وفى حال هلاكهم بعد فرعون هذا معناه أن موسى عاد إليهم ليخلص باقى بنى إسرائيل منهم ويبلغهم رسالة ربه بالسماح له بخروج باقى قومه معه ، وعندما رفضوا تحققت فيهم التسع آيات المعروفة الجراد والقمل والدم وغيره0
    هل ترانا نُفصّل قصّة على ذوقنا يا أستاذ ؟
    من الذي عاد ؟ موسى عاد ؟ عن أيّ شيء تتحدّث ؟
    ألا تستطيع أن تُدرك أنّك تصنع قصّة من الخيال من خلال هذه الأسئلة ؟!
    هل أنا قلت أنّ موسى جاء إلى فرعون أوّلا , أو إلى قومه أوّلا ؟ أنا لم أقل شيئا من هذا أبدا . والقصّة واضحة تماما :

    موسى وُلد في زمن التذبيح , رمته أمّه في البحر بايحاء من الرّب , التقطه آل فرعون , رجع إلى أمه لترضعه , ربّته زوجة فرعون , قتل مصريّا في شبابه , هرب إلى مدين , تزوج , خرج بأهله , التقى في الطور مع ربه , أمره ليذهب ويُخلّص قومه من فرعون وملإه , راح إلى فرعون مع أخيه , أراهم الآيات الكُبرى , بعث الله عذابا على فرعون وملإه حتى سمح لموسى وقومه بالرحيل , لحق بهم عند البحر , انشق البحر , تجاوزه بنو اسرائيل , لحقهم فرعون وجنده , انطبق البحر عليهم , وأغرقهم جميعا . وهنا انتهى الكلام عن مصر وفرعون وقومه .
    هل عندك الجزء الثاني لابن فرعون ؟
    وربما الجزء الثالث لحفيده , إن نجحت القصّة ولاقت رواجا !!! هههههه

    ماذا أقول لك ؟
    أنا مستغربة والله .
    عموما , أنت حرٌّ في أفكارك , وعندما تعرض قصّتك , سأبيّن لك كل ما فيها من خروج عن النصّ القرآني .

    مودتي الدائمة

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
    الأخت الكريمة الأستاذة أحلام ،،


    بدايةً .. لم يقل الله تعالى "الجانب الغربي" بالنعت بل (جانب الغربيّ) بالإضافة، إذ في الكلام حذف لأن "الغربي" صفة للشيء المحذوف وليس صفة للجانب. ومِن أمثلته قوله تعالى: (وذلك دين القيّمة) أي دين الملة القيمة. يقول القرطبي: ((أي بجانب الجبل الغربيّ)). اهـ ويقول ابن كثير: ((يعني: ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي كلم الله موسى من الشجرة التي هي شرقية على شاطىء الوادي)). اهـ فالجبل غربيّ بالنسبة للوادي الأيمن.




    أستاذ أحمد الأقطش

    أتعرف أستاذي , أنّك جئت بدليل آخر , وقويّ على صحّة قولي في هذا الموضوع ؟
    أنا أعتذر حقا إذ لم أنتبه جيّدا إلى مُداخلتك القيّمة جدا جدا هُنا .

    جانب الغربي , أي أنّ الغربيّ هي صفة لمكان محذوف . فإذا قُلنا أنّ هذا المكان هو : الجبل , يُصبح الجبل نفسه غربيّا . وهذا ينفي صحّة ما ذهب إليه المفسّرون والعلماء , وينسفه نسفا , لأنّهُ يُحتّم وجود جبلٍ آخر شرقيّاً , إلا إذا جاء أحدٌ وقال : أنّ الجبل الذي دكّه الله كان شرقيا , ليُصبح عندنا جبلا شرقيّا , وآخر غربيّا . ولكنّ الله تحدّث عن الطور صراحة ضمن كلامه عن المناطق الثّلاث : جانب الغربيّ , مدين , جانب الطّور . وليس هُناك أيّ مُسوّغ لتكرار المكان في نفس الآية .
    ومع تتبُّع قصّة موسى - عليه السّلام - في سورة القصص , نجد أنّ الله ذكر مُباشرة هذه الآية الكريمة , بعد هلاك فرعون , وانتهاء الحديث في القصّة , لالتصاقها بموسى وقومه , وفرعون وقومه .
    نظرة بسيطة في الخارطة , سنجد أنّ هُناك ذنبين للبحر الأحمر : ذنب شرقي , واسمه : خليج العقبة . وذنب غربي , واسمه : خليج السويس . والله قضى لموسى الأمر , جانب الذّنب الغربي للبحر الأحمر ( خليج السُويس ) ممّا يؤكد على صحّة التحليل الذي قدّمتُه .

    أشكرك على هذه المعلومة القيّمة

    مودتي

    اترك تعليق:


  • فتحى حسان محمد
    رد
    [align=justify][align=center]الأستاذة الفاضلة والباحثة العظيمة / أحلام الحلوانى [/align]
    ملحوظة مهمة جدا:
    من يتدبر قصة سيدنا موسى آية بآية لن يصل ابدا إلى اسرارها ؛ لأن الآيات موزعة فى القرآن كله فى 124آية ، فى 32 سورة ، وآيتان اخريان على سبيل العظة والعبرة لسيدنا محمد وامته ولا يخصان متن القصة 0
    لذلك من يقفذ إلى المداخلة ومعه آية لا تكن مداخلته صائبة على الأرجح0
    حيث القصة لا يستطيع احد تناولها جزء جزء أو قطعة قطعة أو حتى حدث بحدث ، إلا حال جمعها وفهمها ، ثم محاولة ترتيبها ، وتكون الأحداث جميعها حاضرة فى المخيلة المتيقظة تماما 0
    ثم فتح عدد من المصاحف على القدر المستطاع - وهذا ما فعلته - للنظر فى آية يأتى الحدث مختصرا ومكتنزا غير مبسوط ولكنه يجمع عددا من الأحداث ، ثم فى آية أخرى من سورة أخرى مبسوط بتوسع ولكنه غير كامل لما حوته الآية محل التدبر وسير الحدث 0
    مثال متى هلك قوم فرعون ؟! ستقولون هلكوا قبل فرعون بطبيعة الحال ؛ لأن فرعون وهامان وجنودهما هلكوا فى البحر ، أو تقولون هلكوا بعد فرعون وهامان وجنودهما0
    فى حال هلاكهم قبل فرعون يستدعى السؤال ولماذا لم يهلك فرعون وهامان وجنودهما معهم بفيضان النيل أو غيره ، أم تم استثناء فرعون حتى يهلك كما هو مقرر له فى البحر؟!
    وفى حال هلاكهم بعد فرعون هذا معناه أن موسى عاد إليهم ليخلص باقى بنى إسرائيل منهم ويبلغهم رسالة ربه بالسماح له بخروج باقى قومه معه ، وعندما رفضوا تحققت فيهم التسع آيات المعروفة الجراد والقمل والدم وغيره0
    فالإحتمال الأول غير معقول ؛ لأن موسى طلب منه الله أن يتوجه بالرسالة الأولى إلى فرعون لا إلى قوم فرعون ، فكيف يخالف موسى أوامر الله ويذهب إلى القوم قبل حاكمهم الجبار ؟!
    وإن ابلغهم فى نفس توقيت إبلاغ فرعون ، فلماذا يهلكون قبله ويستثنى هو وهامان وجنودهما ؟!!
    الراجح - عندى - الاحتمال الثانى وهو الذى أخذت به 0
    [/align]

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    أستاذي فتحي

    بعد كلّ غضبة أغضبها , تأتيني بكلام رقيق ومؤدّب ومهذّب , يجعلني أخجل من نفسي , وأؤنّبها على ما فعلت .

    أرجو أن لا تأخذ كلامي على أنّه غضب منك , إنّما هو لله فقط .
    أنا متشوّقة لقراءة باقي قصتك , لكنّني أحذرك من الآن : لن أرحمك في أي خطأ , تذكّر هههه

    مودّتي الدائمة

    اترك تعليق:


  • فتحى حسان محمد
    رد
    الاستاذة الفاضلة والباحثة النبيلة / احلام الحلوانى
    تستحقيق كل شكر على مجهودك الرائع ، ولكن يا سيدتى تغضبين غضبا شديدا عند كل خلاف أو اختلاف 0
    لا اخالفك فى كونى اعتمدت كثيرا على تفسير المفسرين ، ولم يكن هذا يهمنى كثيرا فيما اصبو إليه من ترتيب صحيح ، ولذلك قلت لك لا اخالفك فى الشرح بل اعجبنى جدا وسعيد به جدا ، اما كون الترتيب به شيئ من اللبس ، فقد التبست القصة على الجميع ، ومنهم أنا بالطبع ولكنى ظللت فيها شهورا طويلة ليل نهار ، لم اكن ابحث عن التفاسير بقدر ما كان يهمنى خط سير الأحداث 0
    عندما تكملين باقى القصة ستعرفين بالفروق ، وستعاودك الحيرة الكبيرة والشك فيما رتبتى ، صدقينى ، القصة مرهقة وصعبة جدا لا ريب فى ذلك على الإطلاق 0
    على العموم أستاذة أحلام لا احد يستطيع أنكار جهدك العظيم ، واجرك واجرى على الله ، اعرف انك لا تريدين شيئا من احد ، كما أنا كذلك 0
    سنعاود التفحص سويا وطرح وجهات النظر 0
    لا احتكر المعرفة ولا الحقيقة لنفسى فقط ، كما لا ادعى كمال صوابها على الوجه الكامل 0
    والله المستعان
    لا اريدك أن تغضبى ، فقد سبق أن هاجمت ما اكتبه فيها ولم اغضب منك مطلقا ، لما المسه من نية حسنة وصادقة عندك ، وعندى نفس النية 0
    شكرا أستاذة أحلام
    ولنا عودة

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    أستاذي الأديب

    فتحي حسان محمد

    اسمح لي أوّلا أن أحييك على حماسك في البحث والتقصّي , ودعني أخبرك أنّني لست قاصّة ولا روائيّة , كما أنّ الله لم يُنعم عليّ بهذه النّعمة كما فعل معكم . ورجاء , لا تجعلني أكرّر عليك ذلك مرّة أخرى , فأنا لست قاصّة ولا روائيّة .

    بالنّسبة لاختلاط الأمور , فأنا لا أدّعي الكمال ( لا سمح الله ) , فقد تختلط بعض الأمور عليّ , لأنّني رأيت بأمّ عينيّ كيف اختلطت على عُلماء السّلف , والمُتخصّصين بالقصص القرآنيّ بالذّات .

    كلّ ما أفعله , أنّني آتي بالسّور التي ذكرت خبرا عن موسى - عليه السّلام - وأضعها جميعا أمامي , ثُمّ أفتح كُتُب التّفسير , لحوالي خمسة أو ستة من المُفسّرين الكبار , وأقرأ كلّ ما كتبوه , وأوردوه من آراء حول هذه القصّة في كلّ آية وحديث . ما أذهلني فعلا , أنّني وجدت اختلافا في رأي المُفسّر نفسه عند التنقل بين السور . كما أنني اكتشفت أن المفسرين ليس عندهم معرفة دقيقة للمناطق , والطبيعة الجغرافية , والتاريخ . ثُم لاحظت أن بعضهم ينقُل عن الآخر ما يتناقض مع الأحداث القصصية ذاتها . الأمر الذي شجعني على البحث أكثر , وحفّزني لاستخدام تقنيات حديثة في الرّصد المعلوماتي الدقيق .

    بما أنّني تجرأت على العلماء , دعني إذا أن أتجرّأ عليك أنت أيضا , وأصف لك ما تكتبه عن هذه القصّة بالذّات :
    فأنت تجمع ما كتبه الآخرون دون تفحُّص , وتُلحقه بالقصّة بما يتلاءهم مع التمثيل الدرامي المُشوّق , دون مُراعاة للحقائق القرآنيّة الثابتة , أو مُناقشة ما جاء به العلماء والمفسّرون من أقاويل . كما أنّك تتعامل مع الحشو القصصي على أنّه حقائق ثابتة , لا لبس فيها . وهذه أعتبرها جريمة أخلاقيّة من حيث النّقل غير المُوثّق , وتلبيس القصص القرآني لثوبٍ غير ثوبه , مما يجعلك تقع في التقوّل على الله ما لم يقل . وها أنت تريد أن تكمل بابن فرعون الذي لم يذكر القرآن عنه شيئا , وقد انتهى القصص القرآني عند مهلكه وقومه .

    بالنّسبة للأحداث , والقصص التي وردت عن موسى - عليه السّلام - لا يستطيع أحد أن يحدد وقتها , لكننا نستطيع أن نتوقع بأنّها حدثت بعد الحكم على قوم موسى بالتيه في الأرض , ما عدا عبادة العجل والمن والسلوى والاستسقاء والقوم الذين يعبدون الأصنام .... أي : القصص التي ذكرها الله بمواكبة سيرهم إلى الأرض التي كتبها الله لهم , وهي : الأرض المقدّسة . وكما نرى ونعلم من سياق الترتيب القرآني , فالله واعد بني إسرائيل في الطور بعد أربعين ليلة , فور مُجاوزتهم البحر . وليس للطور مكان سوى القُدس , التي أمرهم أن يدخلوها فرفضوا , فكان ما كان من عبادة العجل , وأخذ الألواح , والعقاب , ثم الموعد الثاني في نفس الطور , ثم الوصول إلى القدس . ولم يكن هُناك قوما جبارين , بل كانوا أناسا مشركين , الله قادر عليهم كما كان قادرا على فرعون , ولم يطلب منهم سوى دخول المدينة ساجدين , فيكون النصر باذن الله , وهذا ما بيّنه لهم أنبياءهم , وبالحرف الواحد : إذا دخلوا عليهم الباب فهم منتصرون , مغفور لهم كل ذنوبهم . دلال ليس بعده ولا قبله دلال . ولم يؤت شعب , ولا أمة على الأرض ما أوتي بنو إسرائيل من هذه التسهيلات , لكنهم شدّدوا على أنفسهم , فشدّدَ الله عليهم , فأين القصص الأخرى سنحشوها في هذه الفترة الوجيزة ؟ كل الآيات تؤكّد على أمر واحد : أنّ مدينة القدس لم تكُن عصيّة على بني إسرائيل , وكان يُمكن لله أن يفتح أبوابها ويُخرج أهلها منها , لكن بني إسرائيل لم يُبدو أي استعداد للتضحية من أجل الله في هذا الأمر , واتخذوا القرارات بعيدا عن أنبيائهم , ونقضوا العهد والميثاق معه .

    أستاذ فتحي , لا تتهمني بالخلط , فأنا أعلم أنني بشر , ويمكن أن أخطيء . لكنك باتهامي به دونك , يعني لي أمرا واحدا : أنك لا تُخطيء , وأنّك بكل ما تأتي به من أخبار على لسان القصصيين , والاسرائيليين , والمُخمّنين , والخياليين , والأسطوريين , وعُشّاق القصص البوليسية , والاثارة , هو الخالي من الخلط والتخبُّط والتأويل , والتدليس , ونسب ما ليس من الكتاب إلى الكتاب . وكلّ هذا تحت شعار : قصص حسب الترتيب القرآنيّ .

    أدعوك أخي أن تُناقشني بأسلوب علميّ , كما يفعل الأستاذ أحمد الأقطش . ائتني بالآية , أو الحدث الذي تراه غير صحيح , أو ليس في محلّه . فقد أكون مخطأة فعلا , فتنبهني إلى خطأي , حتى لا أحمل وزره , فتكون قد ساعدت أختك على لفظه .

    أمّا أن تتعامل مع البحث وكأنّه مُنافسٌ لقصصك , فهذا إجحاف في حقي وحقك معا .

    أرجو أن أكون قد أوصلت لك الصورة بوضوح

    مودّتي واحترامي

    أحلام الحلواني

    اترك تعليق:


  • أحلام الحلواني
    رد
    أهلا بأساتذتي الكرام

    دعوني أبدأ النقاش مع أستاذي أحمد الأقطش

    الحقيقة , أنا لا أعلم الغيب , لكن خبرتي فيمن يُناقشني , تجعلني أتنبأ بما يُفكر , ووالله عندما كنت أكتب هذا البحث , كُنت أضع في مُخيّلتي ما سيسألني عنه أخي أحمد أو أخي فتحي . لذا , تجدني وضعت الردود الشّافية مُقدّما .

    أخي أحمد , نحن مُتّفقان تماما على أنّ ذكرا لجانب الغربيّ من البحر ليس موجودا في القرآن . لكنّ أفعال القضاء للأمر موجودة في الجانب الغربيّ من البحر الأحمر . أي أنّ هُناك شيءٌ اسمه الجانب الغربيّ من البحر , لكن ليس هُناك دليل واحد , على أنّ هُناك شيءٌ اسمه الجانب الغربيّ من الجبل .
    دعني أقرّب لك الصورة : لو سألتك مثلا , أين كان بنو إسرائيل يُظلمون , ويُعذّبون , ويُقتّلون , ثُمّ جاءهم المُخلّص , والوعد بالقضاء على فرعون وجُنده , ثُمّ قضاء هذا الوعد حقا وصدقا , في الجانب الغربي من الجبل , أم الجانب الغربيّ من البحر ؟

    أنت لا تستطيع أن تُقارن بين من بيّن بالدّلائل الحيّة لمعاني القضاء للأمر , ثُمّ البحث عن المكان من خلالها , وبين من اكتفى بالقول : قضاء الأمر هو : ما ألزم الله به موسى وقومه , والجانب الغربي هو : الجبل , ثُمّ يصمت .
    عندما تُريد أن تُثبت شيئا , تبحث عن دليل ظاهر , فإن لم تجد , تبحث في القرائن , فإن لم تجد , تلجأ إلى القياس , حتى تصل إلى الحقيقة . وأنا جئتكم بالقرائن والقياس النّقلي والعقلي , إضافة إلى الشرح المنطقي والموضوعي . فمن رفضه , عليه إثبات عكسه بذات قُوّة القرائن والقياس .

    *****

    بالنّسبة للطور وموقعه :

    لقد بيّنت بالدليل المادي والقرائن والقياس على وُجوده خلال هذا البحث , ولكن يبدو أنّك لم تتمعّن في القراءة كما يجب . ولا بأس عليك في ذلك , سأجمع لك الأدلّة جُملة واحدة هُنا :

    1 ) ذكرنا معنى الطور في اللغة , وبيّنت أنّه الجبل المُنبت , أي : فيه شجر . كما أثبتّ أنّه صاحب أوّل شجرة زيتون في الأرض . وعندما ذهبت إلى الجبل الذي يعتقد النّاس أنّه جبل الطور في صحراء سيناء , وجدتُهُ جبلا بٌركانيّا لا ثمرٌ فيه ولا حياة , وهو ضمن سلسلة مُتشعّبة من الجبال الوعرة , التي لا يُمكن لموسى وأهله أن يكونوا قد وصلوا إلى هُناك في أيّ حال من الأحوال , لوحشيّة المكان , ومخاطره .
    2 ) جبل صحراء سيناء يقع في جنوبها , ولو فرضنا أن موسى - عليه السّلام - خرج من مدين مُتّجها إلى مصر , فلن يمر من جنوب سيناء , بل سيسلك الطريق حول هضبة التيه شمالا , خارجا من خليج العقبة , واصلا إلى خليج السُويس . أو يسلك طريق مدين / أريحا , ثُم يصعد إلى القدس , ليتّجه جنوبا إلى غزّة / دلتا النيل غربا , ثُمّ يُكمل إلى شمال شرق الفيّوم .
    3 ) مُعظم المُفسّرين قالوا بأنّ جبل الطور موجود في الشام , والقليل منهم قالوا أنّه في القدس .
    4 ) وصف الله للوادي جانب الطور , بالمُقدّس . وليس هُناك ذكر للأرض المُقدّسة في القرآن سوى بيت المقدس . وهي المدينة التي وقف أمامها بنو إسرائيل ورفضوا دخولها بسبب القوم الجبّارين ( كما وصفوهم هم ) . إذا , الواد المُقدّس لا يُمكن أن يوجد إلا في الأرض المُقدّسة .
    5) الآية , وهي الحُجّة الدامغة :

    وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا وَقُلْنَا لَهُمْ لاَ تَعْدُواْ فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا / النّساء 154

    والرّجلان اللذان أنعم الله عليهما , قالا لبني إسرائيل وهم على أبواب القُدس :

    ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين / المائدة

    فأين برأيك سيكون الطور الذي رفعه الله فوق رؤوس بني إسرائيل وهم أمام مدينة القُدس يأبون دخولها ؟!
    هل سيأتي به الله من الصين مثلا ؟
    أكيد , أنّه جبل الطور في القدس , وأنا لست أول من قال ذلك , بل هُناك الكثيرون من المفسرين والعُلماء , ولكنّهم لم يُثبتو هذا بالأدلّة كما فعلت أنا . كما أنني سمعت عن بعض سلاطين الدولة العثمانية , كانوا لا يصعدون إلى جبل الطور , إلا وهم حُفاة , وهذا دليل على أنّهم عرفوا ذلك قبلي , وقبل أي شخص يزعم أنّه هو من اكتشف ذلك .
    إذا , أنا لم أكتشف ذلك , إنّما قرأته في الكُتب , ودعّمته بالأدلّة .

    اقرأ هذه الآيات :


    وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ


    يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ

    قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ

    قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

    قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ

    قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ

    لاحظ , لو أنّهما لم يكونا موسى وهارون , لقال موسى عليه السلام : ربّ لا أملك إلا نفسي وأخي وهذين الرجلين الذين أنعمت عليهما .

    لذا اختلف العلماء في الرجلين , وهناك من قال بأنهما من مدينة القدس نفسها , فأسلما . وهناك من قال أنّهما مؤمن آل فرعون ويوشع بن نون .
    لو فرضنا أن كلامهم صحيح , لكان موسى قد امتلك أمرهما أيضا , أليس ؟

    في النهاية , أشكرك على وصف البحث بالجميل . لكنّني أؤكد لك , أنّه أخذ منّي الكثير الكثير من البحث والتقصّي للحقائق , وقراءة كُتب لا أستطيع إحصاءها . ناهيك عن أنّني لم أنهه بعد , وورائي الكثير , ولم أكشفه .

    مودّتي

    اترك تعليق:


  • فتحى حسان محمد
    رد
    الأستاذة / أحلام الحلوانى
    يخيل إليك انك جمعت القصة الجمع الصحيح ، ورتبتيها الترتيب الصحيح ، ولكن قد اختلط عليك الأمر تماما 0
    الشروح لا اختلف معك فى شرحها 0
    ويظل الترتيب غير صحيح
    أين جبل الطور ؟؟؟ لم تجيبى اجابة قاطعة كما يبدو من استهجانك وسخريتك ؟؟!! فقد ذكرت الجبل وشرقه وغربه وما إلى ذلك 0
    قد غفلت عن الكثير جدا يا أستاذة ، وسنوضحه 0
    اعتقد أن القصة من وجهة نظرك لم تنتهى بعد ، وهذا صحيح ولكنك اتيت بالنهاية قبل أن تكملى احداثا مرت 0
    كنت انتظر النهاية ، ولكنك تتوقفين ، ومفروض التوقف كان ينتهى عند نهاية الجزء الأول بالقضاء الذى يضم هلاك فرعون ، ثم قوم فرعون مع ابن فرعون من تولى ملك مصر بعده ، ثم قارون ، ثم الأمر من الله بالخروج من مصر مكرمين لا هاربين 0
    وكان مفترض الجزء التانى من بداية الخروج حتى موت موسى 0
    الجزء الثاني لملحمة سيدنا موسى
    1- من الشخصية الرئيسية أى البطل ؟ أتغير عن الجزء الأول ؟ لا ، إنه موسى ومعه هارون وفتاه يوشع بن نون0
    2- ما فكرة القصة فى الجزء الثاني ؟
    أهي نفس فكرة القصة فى الجزء الأول أم مختلفة ؟ إنها مختلفة0
    موسى يريد أن يدخل بيت المقدس فى الأرض المقدسة بفلسطين ، ويكون ذلك هدفه { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }المائدة21] ليمكن قومه بنى إسرائيل منها ويكونوا أصحابها وملاكها والمستفيدين بخيرها لأن الله كتبها لهم ، إذن فكرة القصة مختلفة عن الجزء الأول التى انصبت على موسى الذى كان يريد أن يحرر بنى إسرائيل من الخروج من أسر فرعون ، والقضاء عليه والخروج من عبادته واستعباده ، والهدف التمكين لهم من ملك مصر وخيرها وحريتهم نحو عبادة الله الواحد القهار الذي لا تجوز ولا تصح العبادة إلا له 0
    3- ما الحالة التى يريد تناولها ؟
    هل ستتعاون بنو إسرائيل مع موسى ويعينونه على تحقيق هدفه الذى هو هدفهم أيضا ويوفون بعهده معه ، أم لن يعينوه وسيكفرون به ويكونون هم أنفسهم هم العقبة لتحقيق هدفه والوصول إلى حاجته وحاجتهم ؟ نعم لن يعينوه بل كفروا به وأخلفوا عهدهم معه ، لأنهم جبناء خائفون ؛ لأن الأرض المقدسة فيها قوم أقوياء ولذلك لن نحارب معك ولن ندخل الأرض المقدسة ما دام فيها هؤلاء الجبارون ، وسندخلها إذا خرجوا أى يريدون أن يحققوا حاجتهم وما يريدون دون عناء أو جهاد أو صراع أو بذل أى مجهود 0
    البداية
    {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً لَّا تَخَافُ دَرَكاً وَلَا تَخْشَى }طه77ﭽﭣ] جاء الأمر إلى موسى وهم متملكون فى مصر وعلى أهبة الاستعداد – الأمر بأن يعبر البحر للمرة الثالثة فى أمان واطمئنان لا يخافون أن يدركهم فرعون فقد هلك وأريناكم جسده وتأكدتم من ذلك عندما أخرجنا جسده من البحر لتتأكدوا من موته بأعينكم ، ولا تخش غرقا فقد جربت من قبل الطريق فى البحر عندما كنت محاصرا من فرعون ، فأخرج واتجه إلى سيناء حيث اخصك بكلامى ولقائى للمرة الثانية بعد ثلاثين يوما واعطيك كتابى الذى ستعبدوننى على هداه ، واعرفك بعد ذلك أين تذهب من أجل الهدف الأكبر المراد ﭽ وهو الأرض المقدسة التى كتبت لكم 0 ويطيع موسى ربه ويخبر قومه أن جاء الأمر من الله بالخروج من مصر وأطاعوه وخرجوا معه مطمئنين معززين مكرمين محملين بالخيرات وبأمر من الله ، لا من أحد سواه0

    اترك تعليق:

يعمل...
X