أغنية للحب و البحر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالله حسين كراز
    أديب وكاتب
    • 24-05-2007
    • 584

    #31
    قراءة ثيماتية وتفكيكية لقصيدة "أغنية للحب و البحر" للشاعر الكبير د. جمال مرسي

    العنوان يجئ بدلالة رومانسية كونية حيث التجاور بين الحب – كقيمة معنوية وشعورية وإنسانية متسيدة – والبحر – كعنصر هام في الطبيعة الكونية وذي دلالات متعددة ومتحولة منها الإيجابي ومنها السلبي، منها ما هو خير ونعمة ومنها ما هو شر ونقمة، ولكن يبدو أن الشاعر يتحيز لكليهما بدلالاتهما الإيجابية، ومسكوناً بهما لدرجة انه يغني لهما أغنية الملاح في عهود سابقة عندما كان يتبوأ سطح البحر عرشاً للبطولة والحب والعشق كشهادة لمحبوبته بتفوقه في ركوب البحر وخوض عبابه واستكناه خباياه ودرره وتفاصيل العيش في موجاته وأعماقه، واقعاً وخيالاً.
    ومن هذا البوح الاستهلالي الغنائي يبدأ الشاعر رحلته وحيداً متفاعلاً مع طبيعة الكون المتجسدة خصيصاً في البحر وموجاته وقت تسربل ظلام الليل على ناصية الشاعرية والتجربة الرومانسية، مع عزم إنساني في مواكبة الخضم المتجسد إنساناً يرتدي حلته وملاءته التي تلف خضم البحر، راسماً لوحة بحرية تتسيدها لحظات صمت وسكون تنطوي على تأمل ومناجاة وحوار صامت بين الشاعر والبحر بكل طقوسه وتضاريس المغامرة في ركوب أمواجه. وهنا نحس أننا أمام تجربة رمزية وخيالية لا تنأى بعيداً عن واقعية الحدث ومعانيه في استلهام صورة البحر واستحضار كل ما يدور في فضاءاته الكونية حيث،
    وحيداً
    أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
    ومن هناك يشتبك الشاعر مع البحر في رقصة حوارية تفضي لأن تجعل البحر نفسه "يلَوَّحَ لي بالسَّلامْ" (تم إضافة ياء المضارع للفعل لوّح حتى نجعل حركية الصورة أكثر إثارة وحيوية ودلالةً)
    لكن نفاجأ بفكرة العدمية عندما يخبرنا الشاعر أنه يقف في عزلته البحرية وتكتنف مساحة وجوده هناك الرمال التي تطالعها أمواج البحر رقصاً ومداعبةً هادئةً ودالة على انحياز الشاعر لموقف العزلة والانفراد بتأمل البحر وأشيائه دون تشتيت أو منغصات أو تعكير لصفو الحوار الجميل المرسوم على شاطئ لا يعرف أحداً أو شيئاً سوى صورة البحر نفسه وتنهض من بين رمال البحر المغتسلة بالماء المتحرك صورة المداعبة والتي ترتسم أمام عيني الحبيبة "على موجتين" تتكرران وتتدافعان على الرمال، وتتحوّل عيناي الحبيبة الموسومة إلى قمرين "استفاقا لتوهما" وبحركة تعبيرية مفاجئة ومدهشة وبلغة شاعرية وفنية وبليغة وتصوير دلالي ورمزي يحيل التجربة برمتها لطقوس تتراءى في لوحة غزيرة الدلالة والمغزى وتحمل جزءاً وافياً من هموم الشاعر، حيث:
    لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
    تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
    و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
    كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
    وسرعان ما يتحول الخطاب بشكل حيوي وصادق في التعبير والدلالة والفصاحة ليغطي مساحة توازي ما سبق حدوثه مع العينين والموجات المداعبة لرمل الشاطئ في:
    و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
    تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
    و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
    لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
    إليكِ
    لنرى أن قلب الشاعر المفعم بالحيوية والنشاط والحركة والنبض العاطفي والشاعرية تحوّل لقارب يملأه العشق المدجج "بالشوق والورد والنرجس الليلي" كي ينتشي فعل الإبحار في مقلتي الحبيبة التي تتصارع مع البحر في مرأى وخيال الشاعر ووجدانه وأقطاب هواه، على أن هذا التجاور وبطريقة الانزياح الفني والشعوري والانطباعي يسمو بالقصيدة فوق أشرعة البحر ذاتها ويضفي على عالم الحسيات عمقاً إبداعياً وفكرياً وثيماتياً يطيب للشاعر نفسه ولهواه، خاصةً إذا ما رأينا تداعي الصورة وبؤرها النصية والسياقية في ذات النص المفتوح على تأويلات عديدة وقيمٍ لا تنتهي في دلالاتها وإيحاءاتها الرمزية والإشارية، عندما نتأكد أن القارب يشبه في قارب النجاة والمرساة التي تعيد ثقة البحار للبحر، وهنا لا بد من استنباط تناص نوعي مع رواية "الرجل العجوز والبحر" لإرنست همنجواي الروائي والمسرحي الأمريكي العملاق، حيث يصبح القارب بمن عليه،

    يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
    ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
    حيثُ يطيبُ المُقامْ .

    وبعد ذلك المفتتح الجميل والملحمي، يأخذنا الشاعر العارف بحياة البحار و تلافيفها لأعماق تاريخية تأتي لنا بالفارس العربي - الذي نحسبه هنا الشاعر ذاته – لكي تستقبله الحبيبة بواسع عينيها الكونيتين، ويذكرنا بالعالقة من شعراء الجاهلية والفروسية عندما كانوا يكتبون أشعارهم ممزوجة بالعاطفة والغزليات وهم يهيمون بغبار الحرب وصليل السيوف فتخرج مدججة بالحيوية والحركة والصدق والتأثير:

    فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
    فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
    أن يستريحْ .
    ثم تنهال في اللوحة الممتدة من النص صورٌ شاعرية تخرج من أتون التجربة على حركيتها وفيزيائها وتدل على ذات النبرة الحالمة بطقوس الطبيعة الرائعة محيلاً النص برمته لرومانسية وصفية – أو وصف رومانسي - تستحيل لأسطورة على يد الشاعر وقلمه بما تحمله من دلالات رمزية وإشارات مجازية توحي بصدق التجربة وحيوية الخيال لدى الشاعر وقصيدته، حيث،

    و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
    تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
    و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
    و نزفَ الجُروحْ .
    وبنفس وتيرة التكثيف الإيحائي والتصويري الفني البليغ يأخذنا عالم النص لفضاءات حوارية مع البحر مرةً أخر ولكن هذه المرة يوجه الخطاب الشعري لربة البحر بعد أن اكتفى بمغازلة البحر ذاته وشبع منه، ومشتبكاً مع التاريخي والتراثي والثقافي بصوت عصري وحداثي ملهم ومتجدد ومؤثر،

    أيا ربَّّةَ البَحرِ :
    يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
    بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
    مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
    ويعود من نافذة الإبداع ذاتها وبصورة متجددة البهاء والفنية والجمالية ليصف المحبوبة – بما تحمل من دلالات وإيحاءات تتعدى حدود الأنثى الإنسانة – بشكل يتماهى مع الخطاب الصوفي والروحي في:

    أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
    و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
    أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
    و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ

    ولي تعقيب بسيط – لو سمح لي شاعر النصوص الخالدة والحيوية – بخروج الصورة في "يأتمرُ الماءُ و الموجُ ، دهراً بأمرِكْ" هنا نلمس تداخلاً دينياً أتمنى أن أكون مخطئاً في استيعابه، حيث "الأمر يومئذٍ لله" ولا أمر إلا أمر الله وسلطانه فهو الآمر والناهي والمعطي والمانع.!! وأنا على يقين بامتناع حدوث هذه الهفوة عند وعي الشاعر وثقافته وعالمه المعرفي.
    وبالرغم من ذلك، يتحفنا الشاعر بشخصيات يستلهمها من وحي البحر وطبيعته وطقوسه وأشيائه محركاً في خيالنا ما يستعصي علينا تصويره وتخييله، حيث يجعل البحر يتحدث جاعلاً منه إنساناً يحاوره ويكسر عليه عزلته بعد أن طفح به الكيل والميزان، مقتفياً درب الشعراء العظام ممن استأنسوا بالبحر "مؤنسنينه" على ما يكتنزه – وأشياؤه - من عالم السحر الجمالي والدلالي والمعرفي والأسرار:

    يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
    و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
    و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
    على صَدرهِ فِي الغُروبِ
    بتبرِكْ .

    ولا يخفى على أحدٍ من المتلقين في وجود مباشرة في التعبير إزاء هذا الوصف في "و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ "، على يقيني ببراءة الفكرة والمغزى والدلالة لدى الشاعر الذي يتمتع بسمو أخلاقه ودماثته وعلو قامته وأصالته، أنا مطمئن لذلك، ولكن ليطمئن قلب القراء أيضاً ويبتعدوا عن الظن والتخمين والتأويل بما ليس مقصوداً هنا من إثارة حسية أو صورة مؤثرة وتدخل باب الفحش من القول! هذا ليس قصد الشاعر هنا، بل كل ما تحمله الصورة من دلالات وإشارات تتأتى من صميم خيال الشاعر الذي يؤنسن البحر ليجعله يمارس طقوساً إنسانيةً في حضرة الجمال وبراءة المغزى.
    ولنا أن نتأكد من تلك الرؤية في تداعيات الصورة البحرية في:

    إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
    و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
    لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .

    ثم استدعاء صورة الربيع واشتباكه مع الخريف على ما تحمله من دلالات أسطورية ومنمذجة في العرف الطقوسي لكل شعوب الأرض وحضاراتها على مر الزمن:
    و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
    كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
    ولكن يصر الشاعر على إخبارنا بعد هذه التجربة العاصفة والحيوية في فركتها وتفاصيل طقوسها أنه يبقى يحب "ربة البحر" متوقعاً استجابتها له ولشغفه بها مصرحاً بها ب"شهر زاده" هذه المرة وبنفس طريقة الانزياح المتسيدة في نص عالمي التجربة والجماليات:
    أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
    و نبضَ المدادِ
    و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
    يا شهرَ زادي ؟
    ثم يتوسل الشاعر – على ضعف حيلته وقلتها – لحبيبته أن تصنع له – أو أن تكون هي ذاتها – قارب النجاة من عثرات الزمن والمخبوء من الآتي، والذي يشكل إشراقةً كونية للشاعر تأخذه لعالم أكثر أمناً واستقراراً وهدأة بال:
    أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
    يرومُ النجاةَ
    و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
    من نوافذِ قصرِكْ .
    فهل تُشرقينْ ؟

    وبهذا يكون الشاعر قد صمم لنا قارب نجاة يلزمنا لننجو من محطات الغرق والمغامرة وذلك بلغة سامقة في الفنيات والجماليات والبديع من القول و التصويرات وفصاحة اللفظة على اكتنازها بدلالات حيوية وكونية اشتبكت مع موسيقى ذات نبض إنساني و شاعرية متمكنة من قاموس الشاعر الذي لا يشق له غبار.

    دمت حبيبي بكل الخير والألق

    د. عبدالله حسين كراز
    دكتور عبدالله حسين كراز

    تعليق

    • وفاء
      عضو الملتقى
      • 09-09-2007
      • 98

      #32
      أخي الشاعر العظيم د. جمال مرسي

      أقول لك شيئا

      ترتبك الكلمات علي ثغر قلمي كلما حاولت التعليق أو تحليل نصك الرائع...

      لست أملك الا أن اقول لك أني قد حفظت القصيده من كثرة التردد علي كلماتها النفيسة وثروتها الشعرية وكنوزها التصويرية....

      لله درك أيها الفارس العظيم ما ذا فعلت ؟ أري أن زبدة الشعر و شدة الصدق في المشاعر والأحاسيس قد تبلورا هنا في رائعتك التي أفقدتني صوابي كلما رجعت اليها...

      لك مني كل الأحترام والتقدير

      أختك
      د. وفاء

      تعليق

      • د. جمال مرسي
        شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
        • 16-05-2007
        • 4938

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة وفاء مشاهدة المشاركة
        بسم الله الرحمن الرحيم
        أخي د جمال مرسي
        والله لو ان للبحر ذراعين لعانق فيك حبك العظيم له .... كلماتك راقيه الحس والمعني .. البحر أخي ليس انسانا لكن له قلب يتسع لكل عشاقه...ولكن.. لا يعشق البحر الا كل من له سر وحبيب... وانت في رائعتك عبرت عن ذلك بأقصي ما يتصوره عاشق... لقد قرأت لك اكثر من قصيده واحترت فيها ... وجدتها جميعها عطشي لحبيب يندر مثل حبه في هذا الزمان ... حب مخلص لا تقوي الكلمات علي حمله علي اسطر الأوراق......حب لا يسقط مع أول خلاف أو سوء فهم.. حب أساسه متين ليس وراءه هدف سوي ... الحب نفسه..
        ومع ذلك لي عتاب رقيق لو سمحت لي اخي العظيم لو تكرمت.... لو انك لم تختركلمة تدل علي معني فيه غزل صريح لما جرحت انوثه اي انثي عفيفه... سامحني اخي فاني شديده الحس لمثل تلك الكلمات وقد ترددت والله كيف اصيغ لك العتاب ولكن شعوري الشديد برقة احساسك تجاه المرأه وعلي الأخص محبوبتك جرأني علي ان اكتب لك ... سامحني فما اسمو اليه هو الرقي الأسمي في مشاعر الحب العفيف الأفلاطوني ...
        تحيات ساميه واحترام كبير ...
        وفاء
        أختي الفاضلة د. وفاء
        أسعد الله مساءك و جميع أوقاتك بكل الخير و كل عام و أنت بخير و صحة و سعادة
        لا تتصوري مدى سعادتي سيدتي بزيارتك لهذه القصيدة ثلاث مرات .
        أما عتبك هنا و نقدك فأنا أحترمه و أقدره و ثقي أختاه أنني أقبل النقد بدون أي تحفظات و أي ملحوظة تبدينها آخذها بعين الاعتبار
        أما الأنثى فأنا أحترمها في الحياة قبل شعري لأنها الأم و الأخت و الزوجة و الابنة و الصديقة و المعلمة إلى آخره .. و عليه فأنا و لله الحمد لا أحاول المساس بكرامتها أو أنوثتها أو أي شئ يسيء لها لا سمح الله من قريب أو بعيد في شعري و لا في غيره .

        أتمنى أن أكون قد أوصلت وجهة نظري و رأيي لك
        و أشكرك من جديد على هذا المرور الجميل و الثري
        بارك الله فيك
        و لك خالص الود و التقدير
        د. جمال
        sigpic

        تعليق

        • د. جمال مرسي
          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
          • 16-05-2007
          • 4938

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة وفاء مشاهدة المشاركة
          السلام عليكم أخي د. جمال

          قصيدتك الرائعة تشدني اليها فتجدني أقرأها مرة تلو أخري
          ولا تزيدني الا غرقا في ملكوتها ... الموسيقي التصويريه الخلفية أضافت لها بعدا اسر الألباب
          أخي لست أصدق أن في هذا الكون شعراء رقيقي الحس بهذه الدرجه العظيمة
          سأرجع للقصيدة مرات ومرات
          فأعذر لي أنك أسرتني بكلماتها
          انما فقط تاهت مني الكلمات وكلما حاولت أن استجمع الحروف لأرد ردا يليق بمقام سموها
          لا أستطيع..ولكن حتما سأستطيع ( ان استطعت) ..
          سلامي وتحياتي واحتراماتي
          د. وفاء
          أختي الرائعة د. وفاء
          شكرا لك مرورك مرة أخرى بقصيدتي
          في كل مرة أكتشف أن للقصيدة مذاقاً آخر و سراً آخر أحاول فك طلاسمه فأعيد قراءتها
          و أعيد قراءة ردودك فأتيقن من أن الشعر الصادق ( و هذا ما تمنيته في قصيدتي ) لابد و أن يدخل لقلب المتلقي من أوسع أبوابه فأرجو أن تكون لقصيدتي تلك المنزلة .
          بارك الله فيك
          و أسعد جميع أيامك بالخير
          مع خالص ودي و تقديري
          د. جمال
          sigpic

          تعليق

          • د. جمال مرسي
            شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
            • 16-05-2007
            • 4938

            #35
            المشاركة الأصلية بواسطة abdullah kurraz مشاهدة المشاركة
            قراءة ثيماتية وتفكيكية لقصيدة "أغنية للحب و البحر" للشاعر الكبير د. جمال مرسي

            العنوان يجئ بدلالة رومانسية كونية حيث التجاور بين الحب – كقيمة معنوية وشعورية وإنسانية متسيدة – والبحر – كعنصر هام في الطبيعة الكونية وذي دلالات متعددة ومتحولة منها الإيجابي ومنها السلبي، منها ما هو خير ونعمة ومنها ما هو شر ونقمة، ولكن يبدو أن الشاعر يتحيز لكليهما بدلالاتهما الإيجابية، ومسكوناً بهما لدرجة انه يغني لهما أغنية الملاح في عهود سابقة عندما كان يتبوأ سطح البحر عرشاً للبطولة والحب والعشق كشهادة لمحبوبته بتفوقه في ركوب البحر وخوض عبابه واستكناه خباياه ودرره وتفاصيل العيش في موجاته وأعماقه، واقعاً وخيالاً.
            ومن هذا البوح الاستهلالي الغنائي يبدأ الشاعر رحلته وحيداً متفاعلاً مع طبيعة الكون المتجسدة خصيصاً في البحر وموجاته وقت تسربل ظلام الليل على ناصية الشاعرية والتجربة الرومانسية، مع عزم إنساني في مواكبة الخضم المتجسد إنساناً يرتدي حلته وملاءته التي تلف خضم البحر، راسماً لوحة بحرية تتسيدها لحظات صمت وسكون تنطوي على تأمل ومناجاة وحوار صامت بين الشاعر والبحر بكل طقوسه وتضاريس المغامرة في ركوب أمواجه. وهنا نحس أننا أمام تجربة رمزية وخيالية لا تنأى بعيداً عن واقعية الحدث ومعانيه في استلهام صورة البحر واستحضار كل ما يدور في فضاءاته الكونية حيث،
            وحيداً
            أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
            ومن هناك يشتبك الشاعر مع البحر في رقصة حوارية تفضي لأن تجعل البحر نفسه "يلَوَّحَ لي بالسَّلامْ" (تم إضافة ياء المضارع للفعل لوّح حتى نجعل حركية الصورة أكثر إثارة وحيوية ودلالةً)
            لكن نفاجأ بفكرة العدمية عندما يخبرنا الشاعر أنه يقف في عزلته البحرية وتكتنف مساحة وجوده هناك الرمال التي تطالعها أمواج البحر رقصاً ومداعبةً هادئةً ودالة على انحياز الشاعر لموقف العزلة والانفراد بتأمل البحر وأشيائه دون تشتيت أو منغصات أو تعكير لصفو الحوار الجميل المرسوم على شاطئ لا يعرف أحداً أو شيئاً سوى صورة البحر نفسه وتنهض من بين رمال البحر المغتسلة بالماء المتحرك صورة المداعبة والتي ترتسم أمام عيني الحبيبة "على موجتين" تتكرران وتتدافعان على الرمال، وتتحوّل عيناي الحبيبة الموسومة إلى قمرين "استفاقا لتوهما" وبحركة تعبيرية مفاجئة ومدهشة وبلغة شاعرية وفنية وبليغة وتصوير دلالي ورمزي يحيل التجربة برمتها لطقوس تتراءى في لوحة غزيرة الدلالة والمغزى وتحمل جزءاً وافياً من هموم الشاعر، حيث:
            لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
            تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
            و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
            كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
            وسرعان ما يتحول الخطاب بشكل حيوي وصادق في التعبير والدلالة والفصاحة ليغطي مساحة توازي ما سبق حدوثه مع العينين والموجات المداعبة لرمل الشاطئ في:
            و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
            تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
            و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
            لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
            إليكِ
            لنرى أن قلب الشاعر المفعم بالحيوية والنشاط والحركة والنبض العاطفي والشاعرية تحوّل لقارب يملأه العشق المدجج "بالشوق والورد والنرجس الليلي" كي ينتشي فعل الإبحار في مقلتي الحبيبة التي تتصارع مع البحر في مرأى وخيال الشاعر ووجدانه وأقطاب هواه، على أن هذا التجاور وبطريقة الانزياح الفني والشعوري والانطباعي يسمو بالقصيدة فوق أشرعة البحر ذاتها ويضفي على عالم الحسيات عمقاً إبداعياً وفكرياً وثيماتياً يطيب للشاعر نفسه ولهواه، خاصةً إذا ما رأينا تداعي الصورة وبؤرها النصية والسياقية في ذات النص المفتوح على تأويلات عديدة وقيمٍ لا تنتهي في دلالاتها وإيحاءاتها الرمزية والإشارية، عندما نتأكد أن القارب يشبه في قارب النجاة والمرساة التي تعيد ثقة البحار للبحر، وهنا لا بد من استنباط تناص نوعي مع رواية "الرجل العجوز والبحر" لإرنست همنجواي الروائي والمسرحي الأمريكي العملاق، حيث يصبح القارب بمن عليه،

            يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
            ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
            حيثُ يطيبُ المُقامْ .

            وبعد ذلك المفتتح الجميل والملحمي، يأخذنا الشاعر العارف بحياة البحار و تلافيفها لأعماق تاريخية تأتي لنا بالفارس العربي - الذي نحسبه هنا الشاعر ذاته – لكي تستقبله الحبيبة بواسع عينيها الكونيتين، ويذكرنا بالعالقة من شعراء الجاهلية والفروسية عندما كانوا يكتبون أشعارهم ممزوجة بالعاطفة والغزليات وهم يهيمون بغبار الحرب وصليل السيوف فتخرج مدججة بالحيوية والحركة والصدق والتأثير:

            فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
            فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
            أن يستريحْ .
            ثم تنهال في اللوحة الممتدة من النص صورٌ شاعرية تخرج من أتون التجربة على حركيتها وفيزيائها وتدل على ذات النبرة الحالمة بطقوس الطبيعة الرائعة محيلاً النص برمته لرومانسية وصفية – أو وصف رومانسي - تستحيل لأسطورة على يد الشاعر وقلمه بما تحمله من دلالات رمزية وإشارات مجازية توحي بصدق التجربة وحيوية الخيال لدى الشاعر وقصيدته، حيث،

            و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
            تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
            و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
            و نزفَ الجُروحْ .
            وبنفس وتيرة التكثيف الإيحائي والتصويري الفني البليغ يأخذنا عالم النص لفضاءات حوارية مع البحر مرةً أخر ولكن هذه المرة يوجه الخطاب الشعري لربة البحر بعد أن اكتفى بمغازلة البحر ذاته وشبع منه، ومشتبكاً مع التاريخي والتراثي والثقافي بصوت عصري وحداثي ملهم ومتجدد ومؤثر،

            أيا ربَّّةَ البَحرِ :
            يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
            بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
            مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
            ويعود من نافذة الإبداع ذاتها وبصورة متجددة البهاء والفنية والجمالية ليصف المحبوبة – بما تحمل من دلالات وإيحاءات تتعدى حدود الأنثى الإنسانة – بشكل يتماهى مع الخطاب الصوفي والروحي في:

            أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
            و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
            أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
            و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ

            ولي تعقيب بسيط – لو سمح لي شاعر النصوص الخالدة والحيوية – بخروج الصورة في "يأتمرُ الماءُ و الموجُ ، دهراً بأمرِكْ" هنا نلمس تداخلاً دينياً أتمنى أن أكون مخطئاً في استيعابه، حيث "الأمر يومئذٍ لله" ولا أمر إلا أمر الله وسلطانه فهو الآمر والناهي والمعطي والمانع.!! وأنا على يقين بامتناع حدوث هذه الهفوة عند وعي الشاعر وثقافته وعالمه المعرفي.
            وبالرغم من ذلك، يتحفنا الشاعر بشخصيات يستلهمها من وحي البحر وطبيعته وطقوسه وأشيائه محركاً في خيالنا ما يستعصي علينا تصويره وتخييله، حيث يجعل البحر يتحدث جاعلاً منه إنساناً يحاوره ويكسر عليه عزلته بعد أن طفح به الكيل والميزان، مقتفياً درب الشعراء العظام ممن استأنسوا بالبحر "مؤنسنينه" على ما يكتنزه – وأشياؤه - من عالم السحر الجمالي والدلالي والمعرفي والأسرار:

            يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
            و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
            و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
            على صَدرهِ فِي الغُروبِ
            بتبرِكْ .

            ولا يخفى على أحدٍ من المتلقين في وجود مباشرة في التعبير إزاء هذا الوصف في "و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ "، على يقيني ببراءة الفكرة والمغزى والدلالة لدى الشاعر الذي يتمتع بسمو أخلاقه ودماثته وعلو قامته وأصالته، أنا مطمئن لذلك، ولكن ليطمئن قلب القراء أيضاً ويبتعدوا عن الظن والتخمين والتأويل بما ليس مقصوداً هنا من إثارة حسية أو صورة مؤثرة وتدخل باب الفحش من القول! هذا ليس قصد الشاعر هنا، بل كل ما تحمله الصورة من دلالات وإشارات تتأتى من صميم خيال الشاعر الذي يؤنسن البحر ليجعله يمارس طقوساً إنسانيةً في حضرة الجمال وبراءة المغزى.
            ولنا أن نتأكد من تلك الرؤية في تداعيات الصورة البحرية في:

            إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
            و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
            لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .

            ثم استدعاء صورة الربيع واشتباكه مع الخريف على ما تحمله من دلالات أسطورية ومنمذجة في العرف الطقوسي لكل شعوب الأرض وحضاراتها على مر الزمن:
            و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
            كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
            ولكن يصر الشاعر على إخبارنا بعد هذه التجربة العاصفة والحيوية في فركتها وتفاصيل طقوسها أنه يبقى يحب "ربة البحر" متوقعاً استجابتها له ولشغفه بها مصرحاً بها ب"شهر زاده" هذه المرة وبنفس طريقة الانزياح المتسيدة في نص عالمي التجربة والجماليات:
            أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
            و نبضَ المدادِ
            و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
            يا شهرَ زادي ؟
            ثم يتوسل الشاعر – على ضعف حيلته وقلتها – لحبيبته أن تصنع له – أو أن تكون هي ذاتها – قارب النجاة من عثرات الزمن والمخبوء من الآتي، والذي يشكل إشراقةً كونية للشاعر تأخذه لعالم أكثر أمناً واستقراراً وهدأة بال:
            أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
            يرومُ النجاةَ
            و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
            من نوافذِ قصرِكْ .
            فهل تُشرقينْ ؟

            وبهذا يكون الشاعر قد صمم لنا قارب نجاة يلزمنا لننجو من محطات الغرق والمغامرة وذلك بلغة سامقة في الفنيات والجماليات والبديع من القول و التصويرات وفصاحة اللفظة على اكتنازها بدلالات حيوية وكونية اشتبكت مع موسيقى ذات نبض إنساني و شاعرية متمكنة من قاموس الشاعر الذي لا يشق له غبار.

            دمت حبيبي بكل الخير والألق

            د. عبدالله حسين كراز

            الأخ الحبيب و الناقد الكبير د. عبد الله كراز
            كما رأيت أخي الحبيب .. ما كان لي أن أترك هذه الدراسة القيمة كرد على موضوع
            و لذا نقلتها لقاعة الدراسات النقدية لتعم الفائدة
            أما سعادتي بها فأنت تعلمها
            قراءة تفوق كل الجمال الذي عودتنا عليه
            سأعود إليها مرات و مرات لنتناقش حولها
            و لكن فقط أحببت أن أشكرك من كل قلبي أيها الحبيب الغالي
            محبتي و تقديري و سعادتي
            sigpic

            تعليق

            • مراد الساعي
              أديب وكاتب
              • 18-06-2007
              • 504

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
              [align=right]أغنية للحب و البحر

              شعر : د. جمال مرسي

              وحيداً
              أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
              و الظلامُ رويداً رويداً يسيرُ إليهِ
              تَلُفُّ الخِضَمَّ مُلاءَتُهُ
              و السكونُ شِراعٌ تَعَرَّضَ في البَحرِ
              لَوَّحَ لي بالسَّلامْ .
              و لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
              تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
              و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
              كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
              مِن مَنامْ .
              و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
              تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
              و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
              لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
              إليكِ
              يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
              ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
              حيثُ يطيبُ المُقامْ .
              فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
              فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
              أن يستريحْ .
              يسوحَ بِروضاتِ فًلِّكِ ،
              كَرزِكِ .
              عِزِّكِ،
              يقطفَ ما شاءَ مِنها
              و من ثمَّ يغفو على ساعديكِ
              و يكتم أسرارَ حِضنِكِ ـ يا عمرَهُ ـ
              لا يَبُوحْ .
              و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
              تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
              و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
              و نزفَ الجُروحْ .
              أيا ربَّّةَ البَحرِ :
              يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
              بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
              مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
              و يعلمُ أنَّكِ مهما ابتعدتِ
              فأنتِ القريبةُ
              أنتِ الحبيبةُ
              أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
              و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
              أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
              و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ
              يأتمرُ الماءُ و الموجُ
              دهراً بأمرِكْ .
              و أدفعُ عمريَ ، مُلكيَ ، روحيَ
              مَهراً لطُهرِكْ .
              يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
              و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
              و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
              على صَدرهِ فِي الغُروبِ
              بتبرِكْ .
              يُحَدِّثُني عن لآلئَ خبَّأتِها خلف ثغرِكْ
              و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ .
              و عن موجِهِ كيف صارَ رقيقاً
              إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
              و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
              لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .
              و أن السَّعادةَ ،
              كُلَّ السَّعادةِ
              قد ذُقتُها مُذ وَقَعتُ بأسرِكْ .
              و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
              كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
              أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
              و نبضَ المدادِ
              و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
              يا شهرَ زادي ؟
              و هل تعلمينَ بأنيَ ما كنت يوماً أبوحُ
              بما في الضلوع لغيرِكْ ؟
              أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
              يرومُ النجاةَ
              و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
              من نوافذِ قصرِكْ .
              فهل تُشرقينْ ؟
              [/align]




              أخي المفضال شاعرنا الكبير/ د. جمال مرسي

              سلمت يداكَ على هذا العبق

              على هذا الجمال الشاهق

              وذلك الفكر السامي

              والحروف المتلألئة والتي تنتثر درراً ، بعذب الحروف ، وفيض الكلام المجزول

              قرأتها مراتٍ ومراتٍ وفي كل مرة أجدني أسبح في معانٍ تسمو بالمشاعر والوجدان
              وتبلغ غاية القلم.

              فسلمت يداك على هذا العبق
              والعطر المنثور



              تحيتي واحترامي


              مراد الساعي
              ما أكتبهُ لا يعني بالضرورة تعبيراً عنْ حياتي الخاصة
              بل محض خيال ، و رؤية ، أو تجربة حياتية ومعايشة إنسانية.
              فهذهِ أشعاري وأفكاري، أقولُ وأكتبُ ما أعتقدهُ وأظل مقتنعاً به ، لأنّي أؤمن بهِ .
              مراد الساعي​

              تعليق

              • يحيى السماوي
                أديب وكاتب
                • 07-06-2007
                • 340

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة د. جمال مرسي مشاهدة المشاركة
                [align=right]أغنية للحب و البحر

                شعر : د. جمال مرسي

                وحيداً
                أُطِلُّ على البَحرِ أرقُبُ أمواجَهُ
                و الظلامُ رويداً رويداً يسيرُ إليهِ
                تَلُفُّ الخِضَمَّ مُلاءَتُهُ
                و السكونُ شِراعٌ تَعَرَّضَ في البَحرِ
                لَوَّحَ لي بالسَّلامْ .
                و لا شيئَ حولِيَ غيرُ الرِّمالِ
                تُداعِبُها موجةٌ في هُدوءْ .
                و عيناكِ تَرتَسِمَانِ على مَوجَتَينِ
                كأنَّهًما قَمَرانِ استفاقا لِتَوِّهِمَا
                مِن مَنامْ .
                و قلبيَ قاربُ عِشقٍ كبيرٍ
                تَحَمَّلَ بالشَّوقِ و الوردِ
                و النَّرجِسِ الجَبَلِيِّ
                لِيُبحِرَ في مُقلتيكِ
                إليكِ
                يُصارعَ كُلَّ لُصوصِ البحارِ
                ليرسوَ فوقَ شواطئِ قلبٍكِ
                حيثُ يطيبُ المُقامْ .
                فَهلاَّ فتَحتِ مَوانِئَ عينيكِ للفارسِ العَرَبِِيِّ
                فَقَد آَنَ بَعدَ عَناءِ الطَّريقِ الطَّويلَةِ
                أن يستريحْ .
                يسوحَ بِروضاتِ فًلِّكِ ،
                كَرزِكِ .
                عِزِّكِ،
                يقطفَ ما شاءَ مِنها
                و من ثمَّ يغفو على ساعديكِ
                و يكتم أسرارَ حِضنِكِ ـ يا عمرَهُ ـ
                لا يَبُوحْ .
                و كَفُّكِ مثلُ نسيمِ الصَّباحِ
                تَمُرُّ بِرِفقٍ على وجنَتَيهِ
                و تمسحُ عنهُ غبارَ السِّنينَ
                و نزفَ الجُروحْ .
                أيا ربَّّةَ البَحرِ :
                يعلمُ فارسُكِ العَرَبِيُّ الجَرِيحُ
                بأنَّكِ آخرُ أسفَارِهِ
                مثلما كُنتِ أَوَّلَهَا للخُلُودْ .
                و يعلمُ أنَّكِ مهما ابتعدتِ
                فأنتِ القريبةُ
                أنتِ الحبيبةُ
                أنتِ رسولُ الضِّياءِ إليهِ
                و أنتِ الحياةُ و نبضُ الوَرِيدْ .
                أُحِبُّكِ يا ربَّةَ البَحرِ مُذ خَلقَ اللهُ هذا الخِضَمَّ
                و تَوَّجَكِ العاشقونَ عليهِ المليكَةَ
                يأتمرُ الماءُ و الموجُ
                دهراً بأمرِكْ .
                و أدفعُ عمريَ ، مُلكيَ ، روحيَ
                مَهراً لطُهرِكْ .
                يُحَدِّثًني البَحرُ عنكِ
                و كيف تلوَّنَ من مُقلَتَيكِ
                و كيف اكتَسَت شَمسُهُ حينَ نامت
                على صَدرهِ فِي الغُروبِ
                بتبرِكْ .
                يُحَدِّثُني عن لآلئَ خبَّأتِها خلف ثغرِكْ
                و عن ليلِهِ المُستَحِمِّ بشَعرِكْ .
                و عن موجِهِ كيف صارَ رقيقاً
                إذا ما ترنَّمَ كالطيرِ صُبحاً بشِعرِكْ .
                و لا يعلمُ البحرُ أنِّيَ أعلمُ عنكِ الذي ليس يعلمُ
                لكنَّني لا أبوحُ بِِسِرِّكْ .
                و أن السَّعادةَ ،
                كُلَّ السَّعادةِ
                قد ذُقتُها مُذ وَقَعتُ بأسرِكْ .
                و أن الرَّبيعَ الذي عِشتُهُ في فراديسِ عينيكِ
                كان الخريفَ قُبيلَ امتِطَائيَ صَهوَةَ بَحرِكْ .
                أحبُّكِ يا ربَّةَ البحرِ ، هل تسمعين وجيبَ الفؤادِ
                و نبضَ المدادِ
                و هل تشعرين بنارِ اشتياقيَ
                يا شهرَ زادي ؟
                و هل تعلمينَ بأنيَ ما كنت يوماً أبوحُ
                بما في الضلوع لغيرِكْ ؟
                أيا رَبّةَ البحرِ إني غريقٌ
                يرومُ النجاةَ
                و لا شئَ ، لا شئَ ينقذُهُ غير إطلالةٍ
                من نوافذِ قصرِكْ .
                فهل تُشرقينْ ؟
                [/align]
                ********
                يا تقيَّ العشق : لِـمَ أسميت القصيدة " أغنية للحب والبحر " ؟ .. إن عنوانا مثل " ترتيلة الحب للبحر " هو المزهرية اللائقة بهذه الإضمامة من زهور تفوح نبضا ... ( هل رأيت من قبل زهورا تفوح بدل العطر نبضا ؟ أنا رأيتها يا أبا رامي ... رأيتها في قصيدتك هذه ... لكنك كنت ترتل، كما لو أنك في محراب ...ولم تكن مغنيا أو منشدا في جلسة سمر أو حلقة منادمة .. ولولا أنني أخشى أن يبطل صيامي ، لحسدتك على هذه القدرة الفذة في تدجين هدهد النبض ليتخذ من القصيدة أيكة ً وفضاء ً ... )

                حبيبنا المبدع الرائع د . حسان الشناوي على صواب في مشاكساته ... والغريب ، أنك أنت ايضا على صواب ... ما يعني أن القصيدة تسمح باللبس ..
                الشناوي الحبيب مصيب فيما يتعلق بإضافة الواو ـ في حال كان الميم من " يعلم " ساكنا ... وأنت مصيب لأتك كتبت بنظام المقطع المدوّر ـ فلا توقف عند الميم .. ورأي الحبيب حسان مصيب بلاغيا في حال اضفت واو الاستئناف ... لكن هذا الواو سيُفقد المقطع من ميزة كونه مدوّرا ... وأما رأيي الشخصي ، فأعتقد إبقاء الميم مرفوعا ، وعدم اضافة الواو ، فالاستدراك بـ " لكن " أقوى من الاستئناف في هذا المقطع بالذات .....

                لو كنت أنا شاعر القصيدة ، لاستخدمت الفعل " تزوّد " بدلا من الفعل " تحمّل " لسببين ، الاول بلاغي ، بغية المواءمة بين القرين والمقارن على رأي شيخنا السكاكي والعسكري .. فالتزودّ بالميرة أو المؤونة ، من ضرورات الرحلات البحرية ... والثاني ، إفادة بوعي واختيار الفاعل لفعله ... فالذي يتزود ، يكون قد اختار وانتقى ما يريد التزود به وما يحتاجه ... أما التحميل ، فقد يكون الفاعل " وهو هنا ربان السفينة او القارب مجازا "مضطرا بحكم مهنته ربانا ، أو بحكم كونه زورق تحميل يمكن أن يستأجر ..

                إضافة الى تغيير الفعل " تحمل " سأغير ظرف المكان " فوق " في البيت " ليرسو فوق شواطئ قلبك " واستخدم مكانه ظرف المكان " عند " لأن عملية " الرسو " تعني الملاصقة للماء والشاطئ طالما الرسو يتعلق بمركب ، لكنني سأستخدم " فوق " لو كان الرسو يتعلق بطائرة تطوف فوق ميناء ... كلاهما ظرف مكان " ويأتيان ظرفي زمان أيضا " .. لكن " عند " أكثر بلاغة هنا ، لأن " عند " كما يذكرها سيبويه " سم لمكان الحضور ـ مثل : رسوت عند الميناء ، واسم لزمان الحضور ـ مثل : رسوت عند الليل . أما فوق ، فظرف مكان وزمان ايضا لكن معناه يفيد العكس من " تحت " وليست الملاصقة مشروطة به مثل عند .

                ولو كنت أنا شاعر القصيدة ، لوضعت بدلا من " العربي " في " الفارس العربي " ـ " المستهام " أو " المستجير " ... والسبب ، هو أن المشاعر الانسانية كالحب والحزن وما شاكلهما ، واحدة ، يتصف بها الانسان لمجرد كونه انسانا بمعزل عن الجنس أو العرق والمعتقد .. وأعتقد أن " المستجير " أو " المستغيث " أكثر بوحا وتوصيفا لهذا العاشق الذي يتوسل حبيبته أن تفتح له شرفة قصرها وشواطئ عينيها ... ( انه مجرد رأي شخصي ايها الحبيب ...فالقصيدة يصدق القول عنها : لا عطر بعد عروس ).

                تعليق

                • مريم محمود العلي
                  أديب وكاتب
                  • 16-05-2007
                  • 594

                  #38
                  [align=center]د: جمال
                  الحب والبحر
                  أيهما أعمق سرا
                  أيهما أخطر
                  أيهما أروع في الغوص إلى الأعماق

                  ***
                  أي سر يربط بين الحب والبحر
                  **********

                  تعاركنا طويلا ..
                  أنا... والبحر
                  كل منا يريد الانتصار ..
                  تحدى أحدنا الآخر..
                  لم يصل ..أي منا إلى أهدافه
                  استسلم هو .. لإرادتي ..
                  واستسلمت أنا... لأمواجه
                  عندها أدركنا أن أهدافنا ..
                  كانت واحدة ..
                  وأن عراكنا .. كان ..
                  بلا فائدة
                  *******
                  تحياتي
                  [/align]

                  تعليق

                  • محمد سمير السحار
                    شاعر
                    • 16-05-2007
                    • 1067

                    #39
                    [align=center]أخي وأستاذي الحبيب الدكتور جمال مرسي
                    قصيدة نابعة من سويداء القلب رقيقة وجدانية على بحر المتقارب
                    ولعلَّ هذا البحر سعيدٌ بها كما سعُدَ بها البحر التي أُنشدتْ له
                    وكل عام وأنتم بخير
                    وتقبّل خالص تقديري ومحبتي
                    أخوكم
                    محمد سمير السحار
                    [/align]

                    تعليق

                    • د. جمال مرسي
                      شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                      • 16-05-2007
                      • 4938

                      #40
                      المشاركة الأصلية بواسطة مراد الساعي مشاهدة المشاركة




                      أخي المفضال شاعرنا الكبير/ د. جمال مرسي

                      سلمت يداكَ على هذا العبق

                      على هذا الجمال الشاهق

                      وذلك الفكر السامي

                      والحروف المتلألئة والتي تنتثر درراً ، بعذب الحروف ، وفيض الكلام المجزول

                      قرأتها مراتٍ ومراتٍ وفي كل مرة أجدني أسبح في معانٍ تسمو بالمشاعر والوجدان
                      وتبلغ غاية القلم.

                      فسلمت يداك على هذا العبق
                      والعطر المنثور



                      تحيتي واحترامي


                      مراد الساعي
                      أخي الحبيب مراد الساعي
                      يا لك من شاعر رقيق مهذب الشعر و القول
                      كلماتطك تاج على رأسي أعتز بها و بكل حرف سكبته هنا
                      خالص ودي و تقديري
                      د. جمال
                      sigpic

                      تعليق

                      • صباح الحكيم
                        عضو الملتقى
                        • 16-05-2007
                        • 191

                        #41
                        [align=right]نعم سوف تشرق و كيف لا تشرق بعد كل هذا الشوق الهاطل
                        لله درك شاعرنا الجميل أبا رامي
                        تأسرني حروفك يا أمير الشعراء
                        دمت في ألق لا يغيب

                        تقديري [/align]

                        تعليق

                        • د. جمال مرسي
                          شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                          • 16-05-2007
                          • 4938

                          #42
                          المشاركة الأصلية بواسطة يحيى السماوي مشاهدة المشاركة
                          ********
                          يا تقيَّ العشق : لِـمَ أسميت القصيدة " أغنية للحب والبحر " ؟ .. إن عنوانا مثل " ترتيلة الحب للبحر " هو المزهرية اللائقة بهذه الإضمامة من زهور تفوح نبضا ... ( هل رأيت من قبل زهورا تفوح بدل العطر نبضا ؟ أنا رأيتها يا أبا رامي ... رأيتها في قصيدتك هذه ... لكنك كنت ترتل، كما لو أنك في محراب ...ولم تكن مغنيا أو منشدا في جلسة سمر أو حلقة منادمة .. ولولا أنني أخشى أن يبطل صيامي ، لحسدتك على هذه القدرة الفذة في تدجين هدهد النبض ليتخذ من القصيدة أيكة ً وفضاء ً ... )

                          حبيبنا المبدع الرائع د . حسان الشناوي على صواب في مشاكساته ... والغريب ، أنك أنت ايضا على صواب ... ما يعني أن القصيدة تسمح باللبس ..
                          الشناوي الحبيب مصيب فيما يتعلق بإضافة الواو ـ في حال كان الميم من " يعلم " ساكنا ... وأنت مصيب لأتك كتبت بنظام المقطع المدوّر ـ فلا توقف عند الميم .. ورأي الحبيب حسان مصيب بلاغيا في حال اضفت واو الاستئناف ... لكن هذا الواو سيُفقد المقطع من ميزة كونه مدوّرا ... وأما رأيي الشخصي ، فأعتقد إبقاء الميم مرفوعا ، وعدم اضافة الواو ، فالاستدراك بـ " لكن " أقوى من الاستئناف في هذا المقطع بالذات .....

                          لو كنت أنا شاعر القصيدة ، لاستخدمت الفعل " تزوّد " بدلا من الفعل " تحمّل " لسببين ، الاول بلاغي ، بغية المواءمة بين القرين والمقارن على رأي شيخنا السكاكي والعسكري .. فالتزودّ بالميرة أو المؤونة ، من ضرورات الرحلات البحرية ... والثاني ، إفادة بوعي واختيار الفاعل لفعله ... فالذي يتزود ، يكون قد اختار وانتقى ما يريد التزود به وما يحتاجه ... أما التحميل ، فقد يكون الفاعل " وهو هنا ربان السفينة او القارب مجازا "مضطرا بحكم مهنته ربانا ، أو بحكم كونه زورق تحميل يمكن أن يستأجر ..

                          إضافة الى تغيير الفعل " تحمل " سأغير ظرف المكان " فوق " في البيت " ليرسو فوق شواطئ قلبك " واستخدم مكانه ظرف المكان " عند " لأن عملية " الرسو " تعني الملاصقة للماء والشاطئ طالما الرسو يتعلق بمركب ، لكنني سأستخدم " فوق " لو كان الرسو يتعلق بطائرة تطوف فوق ميناء ... كلاهما ظرف مكان " ويأتيان ظرفي زمان أيضا " .. لكن " عند " أكثر بلاغة هنا ، لأن " عند " كما يذكرها سيبويه " سم لمكان الحضور ـ مثل : رسوت عند الميناء ، واسم لزمان الحضور ـ مثل : رسوت عند الليل . أما فوق ، فظرف مكان وزمان ايضا لكن معناه يفيد العكس من " تحت " وليست الملاصقة مشروطة به مثل عند .

                          ولو كنت أنا شاعر القصيدة ، لوضعت بدلا من " العربي " في " الفارس العربي " ـ " المستهام " أو " المستجير " ... والسبب ، هو أن المشاعر الانسانية كالحب والحزن وما شاكلهما ، واحدة ، يتصف بها الانسان لمجرد كونه انسانا بمعزل عن الجنس أو العرق والمعتقد .. وأعتقد أن " المستجير " أو " المستغيث " أكثر بوحا وتوصيفا لهذا العاشق الذي يتوسل حبيبته أن تفتح له شرفة قصرها وشواطئ عينيها ... ( انه مجرد رأي شخصي ايها الحبيب ...فالقصيدة يصدق القول عنها : لا عطر بعد عروس ).
                          يا صديقيَ الشاعر الناقد البحر
                          فهل تراني إذاً كنت مخطئاً حين استنجدت بالبحر فطلبت منه أن يغمرني بأمواجه الدافقة كي تغتسل حروفي مما عراها و التصق بها من الأدران اللغوية .
                          كلا يا صديقي .. فإن حدسي لك يخب حين طلبت منك أن تلقي على الشاطئ نظره و أنت في أوج اصطخابك و أن تغمره بأمواجك لتظل العلاقة الحميمية بين البحر و الشاطئ إلى الأبد .
                          لا شك أن هنا مدرسة جديدة ليحيى السماوي فتحت أبوابها على مصاريعها لأحبابها و تلامذتها و أنا منهم .. أتعلم و لا أستنكف عن التعلم حتى آخر قطرة من دمي .
                          العنوان : أغنية للحب و البحر .. هكذا تبدى لي و طرأ في ذهني مباشرة بمجرد اكتمال القصيدة و نسيت أن الترنيمة أو الترتيلة أقوى و أجمل و أكثر خصوصية . فلمَ لا إذاً .. لمَ لا أغير العنوان حباً و كرامة . سيكون ذلك في طبعة ديواني الجديد بمشيئة الله .

                          مناكشاتنا أنا و صديقي الحبيب د. حسان الشناوي لها قدمها و عبقها .. لأحترم رأيه و يحترم رأيك .. نستفيد من بعضنا البعض و يكون هو الغالب في مرات كثيرة . أما رأيك فقد كان لي و له ، له و لي ، فعادل كفتي الميزان ، فسررت .

                          تزود .. اختيار مناسب .. غاب عني وقت الكتابة .. فلا بأس إذاً من التغيير .
                          أما الظرف ( عند و فوق ) .. فربما أن قصدت فوق عامدا متعمداً لأعتلاء زورق قلبي موج البحر ففي الهبوط من علٍ احتواء أكثر من الوجود بالجوار ( هذا رأي ليس إلا ) .

                          أما حكاية الفارس العربي .. فهي حكاية شديدة الخصوصية و عالقة في أذهاني منذ القدم فلم أرد تغييرها رغم أنه قد يكون في حالة انهزام في أيامنا هذه . و لكن ما كان لي إلا أن أختار تلك اللفظة التي أحببتها من زمان و التي تمنيت أن تكون هنا خيالا لعلها تصير واقعا ملموسا ذات يوم .

                          الحبيب الغالي يحيى السماوي
                          شكرا لأنك هنا ...................... في القلب

                          محبتي
                          sigpic

                          تعليق

                          • وفاء
                            عضو الملتقى
                            • 09-09-2007
                            • 98

                            #43
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            أخي الشاعر الكبير د. جمال .....صاحب الجميل من الكلام... الساحر بالكلم لكل الأنام ....
                            كيف أجرؤ علي أن أسجل دخولي لهذا المنتدي العظيم ولا أالقي سلاما علي القصيدة التي بت أحلم كيف أحلل تلافيف حروفها و
                            تشابك مشاعرها التي تصب كلها في حوض واحد وهو شدة الأخلاص للمحبوبة والذي لا يعرف طقوسه الا القليل القليل !!!!!
                            كل حرف فيها يلقي بقارئها في متاهات و دوامات تغرقه سكونا وتحليقا في ملكوتها ولعلها تنبش داخل كل من يفهم معني الحب حبه الذي ضاع منه أو فقده ...فتكون الكلمات بذلك نطقت وعبرت عما بداخل الآخرين ... تجربة سحرية عظيمة تتلألأ وتغلغل في مسام من يعرف معني الحب والبحر !!!!!
                            وكلما أردت اقتباس أبيات منها وجدتني لآ أستطيع الا وأن أقرر أنها كلها تستحق الأقتباس....
                            مع كل أحترام وتقدير
                            أختك
                            د. وفاء

                            تعليق

                            • د. جمال مرسي
                              شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                              • 16-05-2007
                              • 4938

                              #44
                              أختي الكريمة د. وفاء
                              أهلا بك في كل حين
                              تشرفينني بزيارتك دائما و بقراءتك للقصيدة أكثر من مرة
                              شكرا لك من أعماق القلب
                              و تقبلي خالص الود
                              د. جمال
                              sigpic

                              تعليق

                              • د. جمال مرسي
                                شاعر و مؤسس قناديل الفكر و الأدب
                                • 16-05-2007
                                • 4938

                                #45
                                المشاركة الأصلية بواسطة مريم محمود العلي مشاهدة المشاركة
                                [align=center]د: جمال
                                الحب والبحر
                                أيهما أعمق سرا
                                أيهما أخطر
                                أيهما أروع في الغوص إلى الأعماق

                                ***
                                أي سر يربط بين الحب والبحر
                                **********

                                تعاركنا طويلا ..
                                أنا... والبحر
                                كل منا يريد الانتصار ..
                                تحدى أحدنا الآخر..
                                لم يصل ..أي منا إلى أهدافه
                                استسلم هو .. لإرادتي ..
                                واستسلمت أنا... لأمواجه
                                عندها أدركنا أن أهدافنا ..
                                كانت واحدة ..
                                وأن عراكنا .. كان ..
                                بلا فائدة
                                *******
                                تحياتي
                                [/align]
                                أختي الكريمة الأستاذة مريم محمود العلي

                                بكل تأكيد هناك سر وطيد بين الحب و البحر قد لا يستشعره إلا الشعراء فيترجمونه أحاسيس صادقة
                                شكرا لأنك هنا
                                و شكرا لما نثرته من عبير حروفك في متصفحي
                                تقبلي خالص الود و التقدير
                                د. جمال
                                sigpic

                                تعليق

                                يعمل...
                                X