رسائلي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د.محمد فؤاد منصور
    أديب
    • 12-04-2009
    • 431

    #16
    (8)
    عزيزي...
    أظن أننا نتفق من حيث المبدأ على أن التربية سواء للذكر أو للأنثى هي الأساس الذي يضمن بناء الشخصية السوية التي تستطيع أن تخرج للمجتمع وتتعامل مع كل أدواته ، والتربية لاتكون أبداً بزيادة الحصار وتلقين ثوابت غير مبررة وغير مقنعة عن الأخلاق والفضيلة في الوقت الذي يعيش الفتى والفتاة في مجتمع موبوء بالمفاسد ، نعم تعرضنا جميعاً لهذا اللون من التربيةالقاسية التي لقنتنا أنه لاوجود للأشرار في الكون فنشأنا طيبين أو قل ساذجين ، لافرق ، نظن بكل الناس خيراً فإذا الساحة من حولنا ملأى بكل الرزائل والممارسات الخاطئة، عندها تتحول التعاليم الجامدة إلى ستار يتخفى وراءه كل من أراد بنفسه وبغيره سوءاً ، وأظن أن انتشار الحجاب المرضي والمضحك دون أن يعكس أي أخلاق أو أي فضيلة أكبر شاهد على ماأقول ، هل تعلم أنه في بعض البيئات تخلع البنت الحجاب بمجرد ابتعادها عن رقابة الأهل أو مكان السكن ؟!.. بل إن منهن من تخفي أدوات التجميل لتضعها في "بير السلم " أو دورة مياه عامة !! ..
    إن القسوة ليست أبداً هي الحل ، فالتربية السليمة لايجب أن تتجاهل حاجة الفتاة الصغيرة في أن تعيش مراحلها العمرية بكل تفتحها وحماقتها أحياناً فكل ممنوع مرغوب ، ومالم تقتنع الفتاة ويقتنع الفتي بمايقوم به فإنه في الغالب سينزلق إلى ممارسة مايحب سراً عند أول رفع للحصار عنه ، إن الرقابة الداخلية ينبغي أن تنبع من الضمير أولاً لأنه جزء لاينفصل عن كيان الإنسان .
    إن المجتمع الذي يعطي الإمتيازات كلها للذكر لالشئ إلا لأنه ذكر ،بينما يحاصر الأنثى ويعتبرها عورة وخطيئة وقاصرة وغير قادرة على حماية نفسها ،هذا المجتمع بهذه العقلية السادية هو الذي يتسبب فيما يحدث من مشاكل للجنسين .
    حين يجد المرء نفسه وجهاً لوجه ومنفرداً أمام شاشة صماء تنقل لآخر لايراه وليس لديه أي وسيلة للتحقق من حقيقة من يتحاور معه ، صورة مزيفة في الغالب وغير واقعية .. فترى الفتاة التي تتوق لسماع كلمات عذبة تختلف عما تتلقاه يومياً من أوامر ونواه، ترىفارسها وفتى أحلامها وربما منقذها لدى أول أفاق يجيد نسج الكلمات ، ويرى الشاب "ست الحسن والجمال" فيمن تظهر له خصلة من شعرها وربما أشياء أخرى ..
    هذه الحقائق المكذوبة من أساسها هي من أسباب فشلنا في التعامل مع مخرجات العصر وأهمها الكمبيوتر والأنترنت ..تغيب عن الجميع حقيقة أن العالم الأفتراضي لايمكنه أن يهب صورة واقعية ، وتظل كل العلاقات التي تبنى فيه إفتراضية كذلك .
    جهاز الكمبيوتر هو أكبر وأهم جهاز لكشف حقيقتنا العارية أمام أنفسنا ..هنالك من يروج لنفسه ويتصيد الفتيات الغريرات من خلال كلمات معسولة لايحاسبه عليها أحد ، وهناك فتيات قاصرات التفكير ، غواني يغرهن الثناء فتقع الفتاة منهن- إن لم تكن محصنة بتربية اجتماعية سليمة - فريسة سهلة بين يدي أول صياد نصف ماهر إذا أجاد بث الهوى والغرام وتدبيج العبارات المعسولة ..
    علينا إذن تسليح الفتى والفتاة بقيم دينية وأخلاقية وبجرعات محسوبة لاتتجاهل حاجاتهم الطبيعية التي تتفق ونموهم النفسي والجسماني ونشاطهم الهرموني إلى جانب ثقافة واسعة لكي يتعلموا فرز الصالح من الطالح سواء أمام الكمبيوتر أو في الحياة الواقعية على الأرض..
    تحياتي.

    تعليق

    • منجية بن صالح
      عضو الملتقى
      • 03-11-2009
      • 2119

      #17
      [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      دكتور محمد فؤاد

      أنا هنا من المتابعين لرسائلك الجميلة و الحاملة في طياتها
      أجمل العبر و النصائح و المعاني الراقية و التي نفتقدها في المنتديات
      لك كل الشكر على هذا العمل الطيب و على هذا التوجيه القيم للناشئة
      فما أحوجنا في زمننا هذا إلى الأقلام الجميلة و الراقية
      دمت طيبا و كريما [/align]

      تعليق

      • د.محمد فؤاد منصور
        أديب
        • 12-04-2009
        • 431

        #18
        الأخت العزيزة منجية بن صالح
        أكرر شكري لك على حضورك الذي يشرفني بتعليق هوإضافة حقيقية لما أقدمه هنا ، لاحرمنا الله من إطلالتك المشجعة.

        تعليق

        يعمل...
        X